منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 البخل من منظور الاقتصاديات النفسية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

البخل من منظور الاقتصاديات النفسية Empty
مُساهمةموضوع: البخل من منظور الاقتصاديات النفسية   البخل من منظور الاقتصاديات النفسية Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2018, 12:52 am

البخل من منظور الاقتصاديات النفسية



ما الذي يدفع الفرد إلى أن يطلب شظفَ العيش، وقساوةَ المعيشة على لينها وحلاوتها، بحيث يُصبِح مأكلُه غثًّا، ومشربُه كريهًا، وثيابُه باليةً، وحياتُه خشنةً قاسيةً؟! هل لأنه من الفقراء المحتاجين إلى المال أم لأنه يعيش في نسق من الحياة الضاغطة التي فرضت عليه البخل بالمال؟ أم لأنه من البخلاء الذين لا يرتبط سلوكهم بالفقر أو الغنى؟
 
فلماذا إذًا يبخل الإنسان؟ وهل يقتصر البخل على الجوانب المادية من حيث إمساك المال، أم أنه يشمل الكف والمنع والإمساك في جوانب الحياة النفسية والاجتماعية كافة؟
 
إن البخل هو إمساك المال ومنعه وتجميعه واكتنازه وحفظه في مورد لا ينبغي إمساكه فيه، فهو الاحتفاظ بالمال في صورة سيولة نقدية معطَّلة غير مستغلَّة أو متداولة، وهو الإمساك والتقتير عمَّا يحسن السخاء فيه، وهو ضد الإنفاق والجود والكرم، وعدول عن الإنفاق في الحاضر والمستقبل.
 
فالبخل إذًا يرتبط بمن يملِكون المال، فلا يُقال: إن فلانًا بخيلٌ إلَّا وهو ذو مال، وهو صفة تبعد عن الفقراء المحتاجين إلى المال؛ ذلك لأن الفقير ليس لديه ما يكنزه أو يمنعه؛ كي يُطلق عليه بخيل، فالبخيل هو من يملك المال، ولديه قدرة على الإنفاق؛ لكنه يُعطِّل عن عمد وقصد تلك القدرةَ، فيمتنع عن الإنفاق.
 
وعادة ما يرتبط البخل بالذمِّ والقُبْح، والبخل سلوك إنساني مُعقَّد ومتشابك يتكوَّن من العديد من الانفعالات والدوافع النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وهو سلوك قد يُرينا كيف أن هوس الثراء يدفع الفرد إلى الرغبة العارمة في امتلاك المال، حتى لو كان ذلك على حساب الذات التي تمرَّدَتْ على كل الرغبات والملذَّات في سبيل رغبة واحدة هي المال، ولذَّة واحدة هي جمع المال واكتنازه.
 
كذلك البخل هو انحراف في غريزة المحافظة على البقاء، وهو الصورة المرضية من الرغبة في التملُّك والادِّخار؛ ذلك أن الأسوياء من الناس قد يميلون إلى سلوك التملُّك والادِّخار والمحافظة على بقائهم بهدف الشعور بالأمن في المستقبل؛ لكن البخلاء يتجاوزون بسلوكياتهم الهدف من المحافظة على البقاء والتملُّك والادِّخار والاقتصاد والتوفير في شكل من العدول الدائم عن الإنفاق في الحاضر والمستقبل.
 
جاء في كتاب (هوس الثراء وأمراض الثروة) قول مؤلفه د. أكرم زيدان: إن سلوك البخل ينقسم إلى عدة أنواع منها: بخل الحرص والتدبير، وبخل الوهم والخداع، وبخل الحسد، وبخل المحافظة، والبخل الانفعالي.
 

♦ بخل الحرص والتدبير: وهذا النوع من البخل لا يصل في إمساكه ومنعه وتقتيره إلى الدرجة المرضية التي يمكن أن نصف فيها الفرد بأنه مريض بالبخل، فهو بخيل ويصف الناس بالبخل.

♦️ بخل الوهم والخداع: وهذا النوع من البخلاء لا يدرك أنه بخيل؛ بل على العكس يخدع نفسه أنه كريم وجواد ومعطاء.

♦️ بخل الحسد: إذ يتَّصف البخيل الحسود بأنه مادي وقاسٍ وعدواني، حقود ومشاكس، كتوم ومنغلق على ذاته، ودائمًا ما لا يقنع بما يمتلك، وينظر إلى ما في أيدي الآخرين حتى لو كان ما يمتلكه الآخرون تافهًا وقليلًا قياسًا بما يمتلكه.

♦️ بخل المحافظة: فقد يتَّصف البخيل المحافظ ببعض خصائص البخيل الحسود؛ من حيث الادِّخار القهري والكتمان والعدوانية، لكنه يتميَّز بالحقد على الآخرين إذا كانوا يمتلكون أكثر منه.

♦️ البخل الانفعالي: حيث لا يقف البخل عند الجوانب المادية والمالية فقط؛ وإنما ينتشر إلى جوانب الحياة النفسية والاجتماعية كافة، ويبدو ذلك فيما يمكن أن نُسمِّيه البخل الانفعالي، وهو تلك الحالة التي يمسك فيها الفرد عواطفه الإيجابية ومشاعره التي تخدم الآخرين، فيبدو عن عمد قليل الكلام عديم الانتباه، فاقدًا للاهتمام، ولا يُبالي بمشاعر الآخرين ورغباتهم.
 
إن البخل لا يقف عند الجوانب المادية من حيث إمساك المال ومنعه؛ إنما قد يمتدُّ إلى جوانب الحياة النفسية والاجتماعية كافة، فلا يرتبط بجانب واحد من الشخصية؛ بل ربما يشمل الشخصية كلها، وفي كتابه (البخلاء) يحدِّثنا الجاحظ عن أنواع البخل والأنماط السلوكية للبخلاء، فيذكر البخيل المفتون، والبخيل المضياع، والبخيل النفاج، والبخيل الذي ذهب مالُه في البناء، والذي ذهب مالُه في الكيمياء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

البخل من منظور الاقتصاديات النفسية Empty
مُساهمةموضوع: رد: البخل من منظور الاقتصاديات النفسية   البخل من منظور الاقتصاديات النفسية Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2018, 12:53 am

البخْلُ في ضوء الكتاب والسنة

 
البُخْلُ والبَخْلُ لُغَةً: منعٌ وإمساك، وهو ضدُّ الكَرم والجُود، مصدر بَخِل يَبْخَلَ بَخلاً وبُخْلاً، ورجلٌ بَخيلٌ وبَخَّالٌ ومُبَخَّلٌ، والبَخْلَةُ بُخْلُ مرَّةٍ واحدة، وجمع البخيل: بُخَلاء، ورَجلٌ باخلٌ: ذُو بُخْلٍ، ورِجَالٌ بَاخِلُونَ، وأبْخلْتُ فلاناً: وَجَدْتُهُ بخيلاً، وبَخَّلْتُ فُلاناً: نَسَبْتُه إلى البخيل[1]، والشُّحُّ: هو البُخْل مع الحِرْص، ويُقَال: تَشَاحَّ الرَّجُلانِ على الأمر، إذا أراد كُلُّ واحدٍ منهما الفَوزَ به ومنْعَه من صاحبه[2]، وقيل: البخل هو نفس المنع، والشُّحُّ: الحالة النفسية التي تقتضي ذلك المنع[3].
 
وفي ترتيب أوصاف البخيل قال الثعلبي: "رجل بخيل ثم مُسُكٌ: إذا كان شديد الإمساك لماله، ثمَّ لَحِزٌ: إذا كان ضيقَ النفس شديدَ البخل، ثمَّ شحيح: إذا كان مع شدَّة بخله حريصًا، ثمَّ فاحشٌ: إذا كان مُتشدِّداً في بخله، ثمَّ حِلِّزٌ: إذا كان في نهاية البخل"[4].
 
والبُخْل في الاصطلاح: إمساك المقتنيات عمَّا لا يحقُّ حبسُهَا عنه، وهو ضربان: بخل بقُنيَّات نفسه، وبخل بقُنيَّات غيره، وهو أكثرُها ذمًّا، وهو الشُّح[5]، وقيل: هو منع المسترفد مع القدرة على رِفْدِه[6]، وقيل: إنه مشقة الإعطاء، وقيل: هو منع ما لا ينفع منعه ولا يضر بذله، وقيل: هو منع الواجب[7].
 
وقد أخبر الله تعالى عن كراهته لخُلق البُخل، فبعد أن نهى عن هذا الخُلق السيء بقوله:  ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء: ٢٩]، وهو مجاز عن منع الحقوق الواجبة وترك الإنفاق، فيكون بمنزلة من يجعل يده مغلولة إلى عنقه فلا يعطي من ماله شيئًا، وأمر بالاعتدال والتوسط في النفقة والعطاء[8]، قال تعالى بعد ذلك: ﴿ كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ﴾ [الإسراء: ٣٨] أي: هو خصلةٌ قبيحة مذمومة عند الله، وفاعل ذلك مكروه عندَ الله[9].
 
وقد أخبر رسول ُالله - صلى الله عليه وسلم - أنَّ الغنيَّ البخيلَ هو في جملة من يبغضهم الله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صل الله عليه وسلم -: "ثلاثةٌ يبغضهُم اللهُ: ملكٌ كذَّابٌ، وعائلٌ مستكبرٌ، وغنيٌّ بخيلٌ"[10].
 
قال الماوردي: "قَدْ يَحْدُثُ عَن الْبُخْلِ مِنَ الأخْلاَقِ الْمَذْمُومَةِ، وَإِنْ كَانَ ذَرِيعَةً إلَى كُلِّ مَذَمَّةٍ، أَرْبَعَةُ أَخْلاَقٍ، نَاهِيكَ بِهَا ذَمًّا، وَهِيَ: الْحِرْصُ، وَالشَّرَهُ، وَسُوءُ الظَّنِّ، وَمَنْعُ الْحُقُوقِ،... وَإِذَا آلَ الْبَخِيلُ إلَى مَا وَصَفْنَا مِنْ هَذِهِ الأخْلاَقِ الْمَذْمُومَةِ، وَالشِّيَمِ اللَّئِيمَةِ، لَمْ يَبْقَ مَعَهُ خَيْرٌ مَرْجُوٌّ، وَلاَ صَلاَحٌ مَأْمُولٌ"[11].
 
وقال الجاحظ: "وهذا الخُلق مكروه من جميع النّاس، إلّا أنّه منَ النّساء أقلُّ كراهيَّة، بل قد يستحبّ من النّساء البخل[12]، فأمّا سائر النّاس فإنّ البخل يشينهم، وخاصَّة الملوك والعظماء، فإنّ البخل أُبغض منهم أكثر ممّا هو أُبغض من الرّعيّة والعوامّ، ويقدح في ملكهم؛ لأنّه يقطع الأطماع منهم ويبغّضهم إلى رعيّتهم"[13].
 
• أنواع البخل وأصناف البخلاء:
البخل أنواع: بخل بالمال، وبخل بالعلم، وبخل بالطعام، وبخل بالسَّلام، وبخل بالكلام، وبخل على الأقارب دون الأجانب، وبخل بالجاه، وكلُّها نقائص ورذائل مذمومة عقلاً وشرعاً[14].
 
ومن أسوأ أصناف البخلاء أولئك الذين لا يقفُ بخلُهم عندَ أنفسهم، بل يَتَعَدّون ذلك ليصبحوا دُعاةً للبخل، فيأمرون النَّاس به، ويبخلون بمال غيرهم، فهُم كمن أبغض الجود حتى لا يحبون أن يُجَاد[15]، وهي النِّهاية في الحِرص والبخل، ولا يكتفون بذلك بل يتظاهرون بالحاجة والفقر والمسكنة مع الغنى واليسار، ويُخْفُون نِعَمَ الله التي أنعَمَ بها عليهم[16]، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء: ٣٧][17] وهذا الكِتمان والإخفاء للنِّعم قد يقع منهم على وجهٍ يُوجِبُ الكفر، مثل أن يُظهر الشكاية عن الله تعالى ولا يرضى بقضائه وقدره، أو أن يكون من قبيل كفر النِّعمة لا الملّة[18]، أو يكون التقدير: الذين يبخلون أعتدنا لهم عذاباً مهينًا، وأعتدنا ذلك للكافرين أمثالهم[19].
 
ومناسبة هذه الآية مع ما سبقها: أنَّ الله تعالى لما أمر بالإحسان إلى الوالدين ومن ذُكر معهما من المحتاجين على سبيل ابتداع أمرَ الله، بيّن أنّ من لا يفعل ذلك قسمان؛ أحدهما: البخيل الذي لا يُقدِم على إنفاق المال البتة حتى أفرط في ذلك وأمرَ بالبخل، والثَّاني: الذين ينفقون أموالهم رئاءَ النَّاس، لا لغرض امتثال أمرِ الله وطاعته، وقد ذمّ تعالى القسمين، بأن أعقب القسم الأوَّل بقوله: ﴿ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ ﴾، وأعقب الثاني بقوله:﴿ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً ﴾ [20].
 
ومثله قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ﴾ [الحديد:٢٤] أي: عن الإنفاق في سبيل الله تعالى وأداء النفقات الواجبة، ثم قال: ﭽ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُﭼ[الحديد: ٢٤] أي: ومن يعرض عن الإنفاق فإنَّ الله غنيٌّ عنه وعن إنفاقه، فلا يضر الله شيئاً ولا يضر الفقير؛ لأنَّ الله غنيٌّ عن مال المتولِّين، محمود في ذاته، لا يضرُّه الإعراض عن شكره، ولا ينفعه التَّقرُّب إليه بشكر نعمه، وفيه تهديدٌ وإشعار بأنَّ الأمر بالإنفاق لمصلحة المنفق[21].
 
وأمَّا الشُّحُّ: فهو الحِرص على المنع، أو هو الحالة النفسية التي تقتضي المنع، أو هو كَزَازة النَّفس على ما عندَهَا، وقد أُضيف الشُّحُّ إلى النَّفس لأنَّه غريزة فيها[22]، قال تعالى:  ﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ﴾ [الحشر: ٩، التغابن:16] أي: يخالف نفسه فيما يغلب عليها من حبِّ المال وبغض الإنفاق، ﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ أي: الفائزون بالثناء العاجل، والثَّواب الآجل[23].
 
فالبخل أثر للشحِّ، وهو أن يمنع أحدٌ ما يُراد منه بَذْلُه مع الحرص، قال تعالى: ﴿ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ﴾[النساء: ١٢٨] أي: جعل الشحّ حاضراً معها لا يفارقها، وأُضيف الشُّحُّ في هذه الآية إلى النفس، لذلك فهو غريزة لا تَسْلَم منها نفس[24].
 
ومن العلماء من يرى أنَّ الشُّحَّ هو البخل بأداء الحقوق، والحرص على أخذ ما ليس للمرء؛ لما فى قلبه من الشحِّ على ما فى يده، ومد عينيه إلى ما فى يد غيره[25].
 
ومنهم من يرى أنَّ الشح والبخل سواء، وأنَّهما قريبان في المعنى، وأنَّ التَّفريق بينهما عسير جداً[26].
 
ويرى الإمام القرطبي أنَّ المراد من قوله تعالى: ﭽ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِﭼ هو الشحُّ بالزكاة، وما ليس بفرض: من صلة ذوي الأرحام والضيافة وما شاكل ذلك، فليس بشحيحٍ ولا بخيل من أنفق في ذلك وإن أمسك عن نفسه، ومن وسَّع على نفسِه ولم ينفق فيما ذكرناه من الزكوات والطَّاعات فلم يُوْقَ شحَّ نفسِه[27].
 
وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ من علامات السَّاعة أن يُلقى الشحُّ بين النَّاس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صل الله عليه وسلم -: "يتقاربُ الزَّمان وينقص العمل، ويُلقَى الشُّحُّ، ويكثر الهرج"، قالوا وما الهرج؟ قال: "القتل، القتل"[28]. ومعنى: "يلقى الشح" أي: يُوضَع في القلوب[29].
 
والشحيح قد يحمله شُحُّه على حُرمان نفسه وأقرب النَّاس إليه ممَّا يحتاجونه، ومن ذلك ما روته عائشة رَضِيَ اللهُ عنها قالت: قالت هِنْدُ امْرَأةُ أَبي سفْيَانَ للنَّبيِّ صل الله عليه وسلم: إنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، وَلَيْسَ يُعْطِينِي مَا يَكْفيني وولَدِي إِلاَّ مَا أَخَذْتُ مِنْهُ، وَهُوَ لا يَعْلَمُ؟ قَالَ: "خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلدَكِ بِالمعْرُوفِ"[30].
 
قال ابن قدامة: "أشدُّ درجاتِ البخل: أن يبخل الإنسانُ على نفسِهِ مع الحَاجة، فكم من بخيل يمسك المالَ، ويمرض فلا يتداوى، ويشتهى الشهوةَ فيمنعه منها البخلُ"[31].
 
وقد عدّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفة الشحِّ من شرِّ الصِّفات التي تنطوي عليها أخلاق الرِّجال، فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ الله صل الله عليه وسلم: "شَرُّ مَا فِي الرّجُلِ شُحٌ هَالع.."[32]، أي ذو هلع، ومعناه: أنَّه يجزع في شحِّه أشدَّ الجزع على استخراج الحقِّ منه، وهو إسناد مجازي، فقد أسند إلى الشح ما هو مسند إلى صاحبه مبالغةً، وعلى الاستعارة المكنية[33].
 
وفي إمساك المال والشحِّ به عن بذله فسادُ ذاتِ البين، ممَّا يؤدي إلى التهاجر والتقاطع، الذي يورث العداوة والتَّشاجر، فينتج عن ذلك سفكُ الدِّماء واستباحة ما حرَّم الله تعالى[34]، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صل الله عليه وسلم - قَالَ: "اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاتَّقُوا الشُّحَّ، فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَن كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَن سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ"[35].
 
وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنَّه كان يتعوَّذ بالله تعالى منَ الشُّحِّ، فعَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صل الله عليه وسلم - كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الشُّحِّ، وَالْجُبْنِ، وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ[36].
 
ومن أنواع البخل: أن لا يُعطِي الإنسانُ من مال الله الذي أكرمه به إلَّا عن طريق النَّذر، وهو أن يلزم نفسَه بما لا يجب عليه خوفاً أو طمعاً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي - صل الله عليه وسلم -: "لا يأتي ابنَ آدمَ النذرُ بشيء لم يكن قُدِّرَ له، ولكن يُلقِيه النذرُ إلى القَدَرِ قَدْ قُدِّرَ له، فيستخرج اللهُ به منَ البَخِيْل، فيؤتيني عليه ما لم يكن يؤتيني عليه من قبل"[37]، والواقع أنَّ النَّذر لا يغيِّر شيئاً من قدر الله تعالى، لأنَّ ما قدَّره اللهُ كائن، ولكنَّ البخيل من النَّاس هو من يجعل قيامَه ببعض الأعمال الصالحة من صدقة أو صوم مرهونة بدفع مخوفٍ منه، أو تحقيق مطموعٍ فيه، فكأنَّه لولا ذلك الشيء الذى طمع فيه أو خافه، لم يسمح بإخراج ما نذره لله تعالى ولم يفعله، فهو بخيل[38].
 
ومع اختلاف العلماء في حكم النَّذر بين مُكَرِّه ومُسْتَحبٍ[39]، إلَّا أنَّ الجميع مُتَّفقون على أنَّ الوفاء بالنَّذر إذا كان طاعة لله، فهو واجب لازم لمن قدر عليه[40].
 
ومن أنواع البخل: أن يبخل المسلمُ بتحيَّة السَّلام على من يلقاه ابتداء أو ردًّا[41]، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صل الله عليه وسلم -: "أبخلُ النَّاسِ مَن بخلَ بالسَّلَام"[42]، واستعمال صيغة أفعل تدلُّ على شدة بخل من يبخل بما لا يكلِّفُه من ماله شيئاً.
 
ومن أنواع البخل: أن يبخل المسلم بالصَّلاة على الحبيب - صلى الله عليه وسلم - عند ذكره، فعن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "البَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ"[43]، بل إنَّه من أبخل النَّاس، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: خرجتُ ذات يوم فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أخبركم بأبخلِ النَّاس؟"، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "من ذُكِرتُ عندَهُ فلم يُصَلِّ عَليَّ، فذلكَ أبخلُ النَّاسِ"[44]، فمن لم يصلِ على النَّبي - صل الله عليه وسلم - إذا ذُكِرَ عندَه فقد منعَ نفسَهُ أن يُكتال لها يوم القيامة بالمكيال الأوفى، فهل تجد أحدًا أبخل من هذا؟[45].
 
• أسباب البخل:
1- حبُّ المال والحِرص عليه:
فالإنسانُ مجبول على حبِّ المال، كما أخبر الله تعالى عن ذلك بقوله:  ﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ [الفجر: ٢٠] أي: كثيرًا فاحشًا مع حِرص وشره[46]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾ [العاديات: ٨] أي: إنَّه لَشديدُ المحبة للمال مع حرص وبخل[47]، وهذه الحبُّ للمال والحِرص عليه هو الذي يدفعه للمنع، مُغتراً بنسبة المال لنفسه، ظاناً أنَّ الخيرَ في إمساكه، والحقيقةُ غير ذلك، فالذي ينفع الإنسان من ماله هو ما ينفقه لا ما يمسكه[48]، فعن عبدِ الله بن الشِّخِّيرِ رضي الله عنه أنه قَالَ: أتَيْتُ النَّبيَّ صل الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْرَأُ: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴾ قَالَ: "يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي، مالي، وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أكَلْتَ فَأفْنَيْتَ، أَو لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟!"[49].
 
وقد ضرب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - للمنفق والبخيل مَثَلَين، فعن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّه سمع رسول الله صل الله عليه وسلم يَقولُ: "مَثَلُ البَخيل وَالم-ُنْفِقِ، كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَديد، مِنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا الم-ُنْفِقُ فَلاَ يُنْفِقُ إِلاَّ سَبَغَتْ - أَوْ وَفَرَتْ - عَلَى جِلْدِهِ حَتَّى تُخْفِيَ بَنَانَهُ، وَتَعْفُو أثرَهُ، وأمَّا البَخِيلُ، فَلاَ يُريدُ أنْ يُنْفِقَ شَيْئاً إِلاَّ لَزِقَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا، فَهُوَ يُوسِّعُهَا فَلاَ تَتَّسِعُ"[50]، فالمنفق تستر الصدقة خطاياه كما يغطي الثوبُ جميعَ بدنه، والمراد أنَّ الكريم إذا هَمَّ بالصَّدقة انشرح صدرُه فتوسَّع في الإنفاق، وأمَّا البخيل فإذا حدَّث نفسَه بالصَّدقة شحَّت وضاق صدره وغلت يداه، فلا يُخرج الصَّدقة، فهو مُضَيِّق على نفسه، وكذلك ماله لا يتَّسع؛ لأنَّه كلَّما أراد متاجرةَ الله بالصَّدقة لم تسمحْ نفسُه، فيفوته الربح[51].
 
2- ضعف اليقين بالله تعالى:
فقد وعد اللهُ تعالى عباده بالإخلاف على كلِّ مُنفق، ولكنَّ البخيلَ ضعيفُ اليقين بموعود الله، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾[سبأ: ٣٩]، وفي الحديث عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله - صل الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبحُ العِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزلانِ، فَيَقُولُ أحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً"[52]، فالمؤمن يُصدِّق بموعود الله تعالى، فينفق ممَّا آتاه الله، ولا يخشى فقراً ولا قِلَّة، فتصيبه دعوةُ الملك، ويخلف الله عليه أضعاف ما أنفق، وأمَّا المنافق فيمسك فتصيبُه دعوةُ الملك بالتَّلف لماله.
 
وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صل الله عليه وسلم - : "لَا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالْإِيمَانُ فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَدًا"[53]، فالشُّحُّ وكمالُ الإيمان بالله لا يمكن أن يجتمعا في قلب إنسان أبداً، فالمؤمن يعلم المالكَ الحقيقيّ للمال الذي جعله اللهُ بين يديه، فيحمِلُهُ إيمانُه على وضع المال في المكان الذي أراده الله، أمَّا المنافق فيظنُّ أنَّه المالك الحقيقي، فتضنُّ نفسُه بما في يديه، ولا تسمح له بفراق محبوبها، ولا تنقاد إلى ترك مطلوبها، ولا تُذعِن للحقِّ، ولا تجيب إلى إنصاف[54].
 
3- الخوف على الولد والحرص على نفعه:
فالولد يحمل أبويه على البخل والجبن ويدعوهما إليه، فيبخلان بالمال في وجوه القُرب والعمل الصالح، كما يبخلان بالنَّفس لأجل الولد، فعَنْ يَعْلَى بن منبه الثقفي قَالَ: جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَسْتَبِقَانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صل الله عليه وسلم -, فَضَمَّهُمَا إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ مَحْزَنَةٌ"[55]، وأمَّا كونه مَحْزَنَة، وذلك لأنَّه يُحَمِّل أبويه على كثرة الحزن، سواء كان ذلك لمرض ألمَّ به، أو حاجةٍ عرضتْ له، ولم يتمكن الأبوان من تحقيقها، أو طلب منهما ما لا يمكنهما تحصيله فحزنا[56].
 
4- خشية الفقر وأمل الغنى:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي - صل الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرًا؟ قال: "أن تَصَدَّق وأنتَ صحيحٌ شحيحٌ، تخشى الفقرَ وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان"[57]، لذلك كان من أعظم الصدقات التي يتصدَّق بها الإنسانُ هي ما ينفقه من ماله مع توفِّر دواعي الحرص، والرغبة في الاستزادة من المال.
 
• عقوبة وعاقبة البخل:
1- نفاق القلوب:
فقد أخبر الله تعالى عن ثلة من المنافقين ممَّن عاهد الله تعالى إن أعطاه من فضله، ورزقه، ووسع عليه، ليتصدَّقَنَّ وليعمَلَنَّ بعمل أهل الصَّلاح بأموالهم، فلمَّا ابتلاهم الله بالرزق، وآتاهم من فضله، بخلُوا بذلك، فأَخْلَفهم اللهُ نفاقاً في قلوبهم، وحَرَمَهم منَ التوبة إليه إلى يوم القيامة، وذلك عقوبة لهم على بخلهم وسوء اعتقادهم بالله[58]، قال تعالى:  ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ* فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [التوبة: ٧٥ – ٧٧].
 
2- حِرمان النَّفس من الخير وتسلُّط الأعداء:
فقد أخبر الله تعالى أنَّ عاقبة البخل إنَّما ترجع على البخيل أولاً، إذ يحرم نفسَه من الأجر والمثوبة، وإذا ما كان امتناعه عن الإنفاق في سبيل الله لجهاد العدو ودفعه فإنَّه ببخله يتسبَّبُ بتسلُّط عدوه عليه وعلى من يحيط به[59]، قال تعالى: ﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ ﴾ [محمد: ٣٨].
 
3- منعُ فضل الله تعالى عن البخيل:
فعن أَسْمَاء ابْنَة أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِي شَيْءٌ إِلَّا مَا يُدْخِلُ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ، أَفَأُنْفِقُ مِنْهُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صل الله عليه وسلم -: "أَعطي وَلَا تُوكِي، فَيُوكِيَ عَلَيْكِ"[60]، أي: لا تدَّخِري وتمنعي فضلَ الزاد عمَّن افتقر إليه، فيمنعُ اللهُ عنكِ فضله، ويسدُّ عليك بابَ المزيد، وهو إعلام بأنَّ الإنفاق سببٌ للإخلاف والتعويض، والإمساك سبب للمنع[61].
 
4- عدمُ توفيقه لفعل الخير، ممَّا يؤول به إلى شَرِّ الدنيا والآخرة:
فقد أخبر الله تعالى أنَّ من بخل عن إنفاق ماله في الخير، واستغنى عن ثواب الله تعالى فلم يرغب فيه، فإنَّ اللهَ سيخذلُه ويمنعُه ألطافَه، حتى تكون الطَّاعةُ أعسرَ شيء عليه وأشدَّ، ويُهيئ للشرِّ، وذلك بأن يجري على يديه، حتى يعمل بما لا يُرضي اللهَ، فيستوجب به النَّار([62])، قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ﴾ [الليل: ٨ – ١١].

5- التَّعذيب بالمال المكنوز يوم القيامة:
فاللهُ تعالى يعاقب البخلاء يوم القيامة بأموالهم التي امتنعوا عن إنفاقها في سبيل الله، فَتَتَمَثَّل أموالهم على صورة حيَّات وأفاعي تطوِّق أعناقَهم([63])، ويأتيهم الشرُّ من حيث كان يرجون الخير، قال تعالى: ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: ١٨٠]، وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صل الله عليه وسلم -: "مَنْ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ، مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ - يَعْنِي شِدْقَيْهِ - ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾"[64].
 
وعن جرير بن عبد الله البَجَلي قال: قال رسول الله - صل الله عليه وسلم -: "ما من ذي رحمٍ يأتي ذا رحِمِهِ فيسأله فضلاً أعطاه الله إيَّاه فيبخل عليه إلَّا أخرج الله له يوم القيامة من جهنم حَيَّةً يُقَال لها: شجاع، فَيُطَوَّقُ به"[65].
 
والشُّجَاعُ الأقرع: هو الحيَّة أو الأفعى الذي تمعَّطَ جلدُ رأسِه لكثرة سمه وطول عمره، والزَّبيبتان: هما النُّكتتان السَّودَاوَان فوقَ عينيه، وهو أوحشُ ما يكون من الحيَّات وأخبثُها، وظاهره أنَّ اللهَ تعالى خلق هذا الشجاع لعذابه[66].
 
وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾[التوبة: ٣٤ – ٣٥] وإنما خصَّ الله تعالى بالذكر جباههم وجنوبهم وظهورهم؛ لأن جمعهم وإمساكهم للمال إنما كان لطلب الوجاهة بالغنى، والتنعم بالمطاعم الشهية والملابس البهية، أو لأنهم ازوروا عن السائل وأعرضوا عنه وولوه ظهورهم[67].
 
6- حُرْمَان البخيل من جوار الله يومَ القيامة في الجنَّة:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صل الله عليه وسلم -: "خلقَ اللهُ جنَّةَ عَدنٍ بيده، ودَلَّى فيها ثمارَها، وشقَّ فيها أنهارَها، ثمَّ نظرَ فيها فقال لها: تكلَّمِي، فقالت: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾، فقال: وعزتي لا يجاورني فيك بخيل"[68].





[1] انظر: معجم مقاييس اللغة 1: 207، مختار الصحاح ص73، لسان العرب 11: 47.
[2] انظر: معجم مقاييس اللغة 3: 178.
[3] انظر: الكليات لأبي البقاء ص361.
[4] انظر: فقه اللغة ص 161.
[5] انظر: مفردات ألفاظ القرآن 1: 71، التعريفات ص62، التوقيف ص117.
[6] تهذيب الأخلاق للجاحظ ص33.
[7] انظر: أحكام القرآن للجصاص 3: 163.
[8] انظر: أحكام القرآن للجصاص 5: 22، تفسير البيضاوي 3: 442، تفسير ابن عجيبة 4: 88.
[9] انظر: تفسير البغوي 5: 94، تفسير ابن كثير 5: 77، تفسير التحرير والتنوير 15: 105.
[10] ذكره الهيثمي في المجمع 5: 447 وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الرحمن الرحبي، وبقية رجاله ثقات.
[11] انظر: أدب الدنيا والدين ص 186- 187. مطبعة البابي الحلبي
[12] وهذا الكلام ليس على عمومه.
[13] تهذيب الأخلاق ص33.
[14] انظر: البحر المحيط لأبي حيان 3: 256 - 257.
[15] انظر: فيض القدير للمناوي 2: 404.
[16] انظر: تفسير الرازي 10: 80.
[17] من المفسرين من حمل هذه الآية على الكفار من أهل الكتاب، إلا أن معناها أعم من ذلك. انظر: تفسير القرطبي 5: 193.
[18] انظر: تفسير الرازي 10: 80.
[19] انظر: التحرير والتنوير 5: 52.
[20] انظر: البحر المحيط لأبي حيان 3: 256.
[21] انظر: تفسير البيضاوي 5: 303، تفسير ابن عاشور 27: 413.
[22] انظر: تفسير الرازي 29: 250، تفسير البحر المحيط 8: 246، تفسير التحرير والتنوير 28: 94.
[23] انظر: تفسير البيضاوي 5: 320.
[24] انظر: تفسير التحرير والتنوير 28: 94.
[25] انظر: إكمال المعلم للقاضي عياض 8: 166.
[26] انظر: تفسير القرطبي 18: 29، تفسير ابن عاشور 28: 94.
[27] انظر: تفسير القرطبي 18: 29.
[28] أخرجه البخاري برقم 5690، ومسلم برقم 157.
[29] انظر: شرح مسلم للنووي 16: 221.
[30] أخرجه البخاري برقم 2097، ومسلم برقم 1714.
[31] مختصر منهاج القاصدين ص205.
[32] أخرجه أحمد في المسند 2: 302 برقم 7997، وأبو داود برقم 2511، وابن حبان في صحيحه 8: 42 برقم 3250، وإسناده صحيح.
[33] انظر: شرح المشكاة للطيبي 5: 1530.
[34] انظر: شرح النووي لمسلم 16: 134، شرح المشكاة للطيبي 5: 1525 - 1526، التنوير للصنعاني 1: 335.
[35] أخرجه البخاري في البر والصلة الآداب برقم 2578.
[36] أخرجه أبو داود في الصلاة برقم 1539، والنسائي في الاستعاذة برقم 5482، وابن ماجه في الدعاء برقم 3844.
[37] أخرجه البخاري في الأيمان والنذور برقم 6316.
[38] انظر: شرح ابن بطال للبخاري 6: 154 - 155.
[39] انظر: الموسوعة الفقهية الكويتية 40: 138 - 139.
[40] انظر: شرح ابن بطال للبخاري 6: 155.
[41] انظر: التنوير للصنعاني 3: 552.
[42] أخرجه الطبراني في الأوسط 5: 371 برقم 5591، قال المنذري في الترغيب والترهيب 3: 288: بإسناد جيد قوي، وذكره المنذري في المجمع 8: 67 برقم 12739 وقال: لا يروى عن النبي r إلا بهذا الإسناد، ورجاله رجال الصحيح غير مسروق بن المرزبان، وهو ثقة. وروي أيضاً عن عبد الله بن مفضل في معاجم الطبراني الثلاثة بإسناد جيد كما قال المنذري 1: 198.
[43] أخرجه أحمد في المسند 1: 201 برقم 1736، والترمذي برقم 3546 وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي في السنن الكبرى 5: 34 برقم 8100، وابن حبان في صحيحه 3: 189 برقم 909، والحاكم في المستدرك 1: 734 برقم 2015 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
[44] ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 332 برقم 2601 وقال: رواه ابن أبي عاصم في كتاب الصلاة.
[45] انظر: فيض القدير 2: 404.
[46] انظر: تفسير البغوي 8: 422، تفسير البيضاوي 5: 489، تفسير ابن كثير 8: 399.
[47] انظر: تفسير ابن كثير 8: 467.
[48] انظر: تحفة الأحوذي 7: 6.
[49] أخرجه مسلم برقم 2958.
[50] أخرجه البخاري برقم 1375، ومسلم في الزكاة برقم 1021.
[51] انظر: التيسير للمناوي 2: 717، والتنوير للصنعاني 9: 520.
[52] أخرجه البخاري برقم 1374، ومسلم في الزكاة برقم 1010.
[53] أخرجه أحمد في المسند 2: 441 برقم 9691، والنسائي في الجهاد برقم 3110.
[54] انظر: فيض القدير 3: 125.
[55] أخرجه ابن ماجه برقم 3666 بدون لفظ: "محزنة"، قال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات، والحاكم في المستدرك 3: 173 برقم 4771 وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
[56] انظر: شرح السنة للبغوي 13: 36، فيض القدير 2: 403، التيسير 1: 615، التنوير للصنعاني 3: 549.
[57] أخرجه البخاري برقم 1353، ومسلم 1032.
[58] انظر: تفسير الطبري 14: 369، تفسير البغوي 4: 78، تفسير البيضاوي 3: 160.
[59] انظر: تفسير القرطبي 16: 258، تفسير البيضاوي 5: 197.
[60] أخرجه أحمد في المسند 6: 344 برقم 26957، وأبو داود برقم 1699، والترمذي برقم 1960 وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي برقم 2551.
[61] انظر: النهاية لابن الأثير 9: 352، شرح المشكاة للطيبي 5: 1523، التنوير للصنعاني 2: 479.
[62] انظر: تفسير البغوي 8: 446، تفسير البحر المحيط 8: 478.
[63] انظر: تفسير البغوي 2: 142، تفسير ابن كثير 2: 174.
[64] أخرجه البخاري برقم 1338.
[65] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2: 322 برقم 2344، وفي الأوسط 5: 372 برقم 5593، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2: 18 برقم 1328 وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد جيد، وكذا قال الهيثمي في المجمع 8: 282 برقم 13474.
[66] انظر: شرح النووي لمسلم 7: 68، شرح المشكاة للطيبي 5: 1475.
[67] انظر: تفسير البيضاوي 3: 143.
[68] أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 5: 349 برقم 5518، وفي الكبير 12: 147 برقم 12754، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3: 258 برقم 3942 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسنادين، أحدهما جيد، ورواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة من حديث أنس بن مالك، وذكره الهيثمي في المجمع 10: 731 برقم 18637وقال مثل قول المنذري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

البخل من منظور الاقتصاديات النفسية Empty
مُساهمةموضوع: رد: البخل من منظور الاقتصاديات النفسية   البخل من منظور الاقتصاديات النفسية Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2018, 12:54 am

آيات عن البخل




♦ ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [آل عمران: 180].
 
♦ ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا *الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء: 36، 37].
 
♦ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِوَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة: 34، 35].
 
♦ ﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [التوبة: 67].
 
♦ ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء: 29].
 
♦ ﴿ قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا ﴾ [الإسراء: 100].
 
♦ ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67].
 
♦ ﴿ إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ * إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ * هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْفَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 36 - 38].
 
♦ ﴿ وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ﴾ [ق: 23 - 25].
 
♦ ﴿ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى * أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ﴾ [النجم: 33 - 35].
 
♦ ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الحديد: 23، 24].
 
♦ ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].
 
♦ ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ * هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [المنافقون: 6، 7].
 
♦ ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 16، 17].
 
♦ ﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ﴾ [القلم: 10 - 12].
 
♦ ﴿ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى * إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾ [المعارج: 15 - 22].
 
♦ ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴾ [المدثر: 38 - 44].
 
♦ ﴿ كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾ [الفجر: 17، 18].
 
♦ ﴿ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ﴾ [الليل: 8 - 11].
 
♦ ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ [الماعون: 4 - 7].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

البخل من منظور الاقتصاديات النفسية Empty
مُساهمةموضوع: رد: البخل من منظور الاقتصاديات النفسية   البخل من منظور الاقتصاديات النفسية Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2018, 1:09 am

البخل العلمي والتسويق الشبكي


أثناء تجوالي في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، استوقفَني منشورات تتكرَّر كثيرًا، بداية كنتُ أمرُّ عليها باستغراب، لكن دون تفكير في سببها.


هذه المنشورات تكون أحيانًا في صفحات شخصية، وأحيانًا أخرى في مجموعات كبيرة لا يَعرف أعضاؤها بعضهم بعضًا.


 


أتتساءلون عن ماهية هذه المنشورات؟!


يقوم بعض الأشخاص من خلال هذه المنشورات بدَعوة الآخرين للعمل في التسويق الإلكتروني لشركات تجميل غالبًا، [أظن أن هذه المنشورات قد مرَّت عليكم].


 


وإن سألتموني: ما الغريب في الموضوع؟ فإن جوابي سيكون:


بما أنَّني أهدف من خلال مقالاتي إلى تسليط الضَّوء على السلبيات من أجل تصحيحها ومعالجتها، وكذلك الأمر تَسليط الضوء على الإيجابيات من أجل تعزيزها.


 


انطلاقًا من هذا الهدف اسمحوا لي أن أقول: إنَّه وبرغم أننا نحن العرب مشهورون بالكرم، وبرغم إيماني العميق بأن الخير ساكن في قلوب غالبية مجتمعنا، ففي الحقيقة لم نتعوَّد أن ندعو بعضنا بعضًا لطريق للعمل، اللهم إلا المقربين جدًّا منَّا، وعادة إن كنا نعمل في عمل ما، فإننا نحاول أن نخفي ذلك عن الآخرين قدر الإمكان.


فما الذي جعل كل المندوبين في هذه الشركة بالذَّات يدعون الآخرين للعمل بها؟


وفي إحدى الأحاديث مع صديقتي اكتشفت السر.


 


السر كان فيما يسمَّى التسويق الشبكي، وهو لمن لا يعرفه، كالتالي:


• يقوم المندوب بدعوة الآخرين للعمل كمندوبين للشركة، وأي مندوب جديد ينضم للعمل عن طريق هذا المندوب القديم، فإن المندوب القديم يَحصل على نِسبة من جميع مبيعات المندوب الجديد، وأي مَندوب آخر ينضم للعمل عن طريق هذا المندوب الجديد، فالمندوب القديم له نِسبة من مبيعاته أيضًا؛ أي: تصبح العلاقات بين المندوبين بما يشبه الشبكة.


 


والآن، بما ذكرتكم طريقة العمل هذه؟


هل ذكرتكم بالحديث الشريف: ((من دعا إلى هدًى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا)).


 


يقول الباحثون والمختصون في مرحلة الطفولة: إن الطفل في مراحله الأولى لا يدرك سوى المحسوسات، ويكون إدراكه للأمور المعنويَّة منخفضًا، وكلَّما ازداد عمرًا، زاد إدراكه للمعنويات، وأنا أقول: إنَّه مهما زاد إدراكه للمعنويات، فإنَّ إدراك الحسيات وما هو مادي ملموس يَبقى هو الطاغي؛ لذلك فالكل يتسابَق ليدعو الآخرين من أجل الانضِمام لهذه الشركة عن طريقه، والأفضل هو مَن يدعو عددًا أكبر، بينما نجد الغالبيَّة يتلكؤون في تعليم غيرهم ما يعرفونه من مَهارات، أو إرشادهم فيما يحتاجونه، أو مساعدتهم في ذلك؛ خوفًا من أن يتفوَّقوا عليهم، أو يصبحوا أكثر شهرة منهم، أو حبًّا بأن يبقوا ذوي المعرفة الأوسع؛ أي: إنَّ خوفهم كله لأمور دنيوية، مع أنهم لو أمعنوا النظر قليلًا لأسعدهم ذلك بدلًا من أن ينغصهم؛ لأنه كلما عمل هو أكثر، حصلت أنتَ على حسنات أكثر دون أن تعمل، لن أكون مثاليَّة وأقول: إنَّ الأمر بهذه السهولة؛ لا، ليس كذلك!


 


بل لا بد وأن تطلَّ علينا صِفاتنا البشرية التي تحب التفوُّق على الآخرين، لكن لا بد أيضًا من مجاهدتها، وألا تكون مانعًا لنا من تعليم غيرنا كلَّ ما نعرف، أو إرشادهم إلى طريقة الحصول على المعارف؛ كي يكون لنا سهم في نهضة أمَّتنا، والاستجابة لأوامر ديننا.


 


وصدقوني أنَّه كلما علَّمتَ غيرَك ما تعرف، ازدادَت خبرتك، ومَدَّك الله تعالى بعلم جديد، وتفتق ذهنك عن أمور كانت غائبة عنك، وإن أفضل طريقة لترسيخ العلم هي تَعليمه، فلا تبخل على نفسك وعلى غيرك بهذا.


 


ومن الآيات التي ربطت بين البخل المادي والبخل العلمي:


﴿ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء: 37].


أعود وأقول: برغم أننا نحن العرب مشهورون بالكرم المادي، وبرغم كل الخير الموجود في قلوبنا، فإن ما طفا على السطح هو البخل العلمي، قلَّة مَن يبادرون في تعليم غيرهم ما يعرفون، ويقدمون زبدة تجاربهم في الحياة لغيرهم، ربَّما يقدِّمونها فقط للمقربين جدًّا منهم، وإن لم يجدوهم، ماتت هذه التجارِب مع أصحابها دون أن يَستفيد منها هذا العالم.


يقول المثل: (لا تعطني سمكة، ولكن علِّمني كيف أصطاد)؛ لأنَّ السمكة تنتهي، أما العلم، فهو مادَّة متجدِّدة لا تتبدد.


وعندما تتخذ الموقف الصَّحيح وتقرِّر نشرَ ما تَعلم، فحذارِ حذار حذار من المنِّ على مَن تُعلِّمه!


 


ومن جهة أخرى، فإنَّه حريٌّ بالمتعلِّم أن يعترف بفضل مَن علَّمه، ويشكره على ذلك علنًا، وألا ينسى ذلك أبدًا؛ لأنَّ ذلك يدفع الناسَ ويشجِّعهم على تعليم بعضهم بعضًا، أمَّا الإنكار، فيقلِّل الدافعية لدى البعض؛ ولذلك جاء في الحديث الشريف: ((لا يَشكر اللهَ مَن لا يَشكر الناسَ))؛ إسناد صحيح رواه أحمد وأبو داود والترمذي.


 


أرجو بعد قراءة مقالتي هذه أن أكون قد جعلتكم تَنظرون إلى هذا الموضوع من زاوية مختلفة، ومن الزَّاوية الصحيحة التي يجِب أن تنظروا منها إليه، وأن تأخذوا قرارًا بالتغلُّب على أنفسكم التي غالبًا ستحاول ثنيكم عن ذلك، كلَّما رأيتم نجاحه فكِّروا بكَمِّ الحسنات التي دخلت صحيفتكم دون جهد منكم إن أخلصتم النيَّة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

البخل من منظور الاقتصاديات النفسية Empty
مُساهمةموضوع: رد: البخل من منظور الاقتصاديات النفسية   البخل من منظور الاقتصاديات النفسية Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2018, 1:12 am

المعوقات الإلكترونية لتنمية صادرات المشروعات الصغيرة

قتحم بيزنس المشروعات الصغيرة شبكة الإنترنت حيث أصبح بمقدور أصحاب هذه المشروعات الوصول إلي اكبر عدد من العملاء المنتمين لشرائح مختلفة لغرض تسويق منتجاتهم وإتمام العمليات الخاصة بالإعلان والترويج للمنتجات والخدمات‏،‏ ثم تنفيذ عقود الصفقات أو شراء المواد الخام ومستلزمات الإنتاج ثم سداد أو تحصيل قيمة هذه العمليات عبر شبكة الإنترنت باستخدام كروت الائتمان أو بأي طرق أخرى يتم الاتفاق عليها وكذلك التعرف علي طرق الإدارة والإنتاج الحديثة لاستمرار أعمالهم وبقائها في السوق‏.‏

وتتجلي الأهمية القصوى للتجارة الالكترونية في شتي المجالات الأمر الذي وصل بعدد الشركات التي تستخدم التجارة الالكترونية في العالم إلى ‏500‏ ألف شركة بحجم تعاملات فاق‏100‏ مليار دولار عام‏2004،‏ ومن المتوقع تزايد هذا العدد ليصل إلى ‏8‏ ملايين شركة الأمر الذي جعل الخبراء يتوقعون أن تصل حجم التبادلات التجارية عبر الإنترنت خلال الأعوام الأربعة المقبلة إلى أكثر من‏7‏ تريليونات دولار‏،‏ وقد شهد البيزنس الالكتروني الصغير في الدول المتقدمة تطورا كبيرا خلال العقد الأخير‏،‏ فقد بلغت نسبة المشروعات الصغيرة التي لديها مواقع الإنترنت في العديد من هذا الدول إلى ‏55%‏ من إجمالي المشروعات الصغيرة، منها ‏6%‏ يقبل الدفع عبر الإنترنت، و‏21%‏ يقوم بالدفع عبر الإنترنت، و‏46%‏ يستخدمون البريد الالكتروني للاتصال بالعملاء والموردين‏.

وتشير الإحصاءات إلى أن استخدام المشروعات الصغيرة لنظم التجارة الالكترونية صغير نسبيا مقارنة بالمشروعات كبيرة الحجم، حيث تصل نسبة المشروعات الصغيرة التي تستخدم هذه النظم إلى‏40%‏ من إجمالي المشروعات الصغيرة في بعض دول أوروبا، وبعد استخدام الإنترنت لتوزيع المعلومات عن المنتجات والخدمات‏،‏ هي أكثر أداة يتم استخدامها؛ حيث إن ‏7%‏ من هذه المشروعات تقوم ببيع منتجاتها ((أون لاين))، فمن بين عدد وصل إلى ‏2‏ مليون مشروع صغير في كل من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والسويد وإنجلترا، يوجد فقط‏5000‏ مشروع صغير يقبلون الدفع عن طريق الإنترنت، وتشير التقديرات إلي وصول المشروعات الصغيرة الالكترونية في هذه الدول إلى ‏3.2‏ مليون دولار عام‏2004.‏

وفي دولة مثل اليابان وجد أن ‏56%‏ من المشروعات الصغيرة لديها موقع الكتروني، وأن ‏50%‏ منها تستخدم التجارة الالكترونية في تسويق منتجاتها‏.

ويعد قطاع الأعمال ‏Business-Business من أبرز القطاعات المستفيدة من هذه التقنيات، حيث يستحوذ هذا القطاع علي حوالي‏80%‏ من حجم التجارة الالكترونية في العالم، ومن المتوقع أن يصل حجم عائدات التجارة الالكترونية بين الصناعات التجارية علي مستوي العالم إلى نحو‏7.2‏ تريليون دولار في عام ‏2006،‏ ويرجع السبب في ارتفاع هذا الحجم بين القطاعات التجارية إلى تحول هذه القطاعات إلى الوسائل الالكترونية لإنجاز تعاملاتها التي كانت تتم بالوسائل التقليدية، حيث أثبت تقنيات الأعمال الالكتروني كفاءتها في تقليل التكاليف، وسرعة إنجاز المعاملات بينها‏.

أما قطاع الأعمال المستهلكين ‏Business-Consumer فلهم نصيبهم في الاستفادة من تقنيات التجارة الالكترونية؛ حيث أتاحت لهم هذه التقنيات خيارات أوسع من ذي قبل، للحصول على أجود السلع، وبأرخص الأسعار، نتيجة لغياب الوسطاء، إضافةً إلى تنوع الخدمات المتاحة، مثل أنشطة السياحة والسفر والتعليم والطب والبحوث والدراسات‏.

ويطلق وصف المشروع الالكتروني الصغير علي تلك المشروعات التي لديها قدرة علي تأسيس موقع الكتروني واستخدام أدوات التجارة الالكترونية في المبيعات والتسوق وتطوير السلع والخدمات التي يقدمها المشروع‏،‏ أما حجم المشروع فهو يوظف من‏10‏ إلى ‏100‏ عامل، ويتراوح رأسماله ما بين ‏50‏ ألفًا ومليون جنيه مصري، وإن كانت بعض الدراسات قد أشارت إلى أن الحجم قد يكون أقل من ذلك بكثير‏.‏

ولقد تزايدت حجم مبادلات التجارة الالكترونية بين المشروعات الصغيرة لأسباب عديدة، من أهمها‏:
‏*‏ الانتشار الواسع لأجهزة الحاسب الآلي وتقنية المعلومات‏.
*‏سهولة الاتصال بخطوط الشبكة العالمية وانخفاض أسعار المكالمات الهاتفية الدولية والمحلية‏.‏
*‏ابتكار الأدوات والبرامج الحاسوبية وطرق استخدامها‏.‏
*‏سعة حجم سوق التجارة الالكترونية وإمكانياتها المشاعة بين الجميع‏.‏
*‏سرعة انجاز الصفقات والمبادلات التجارية والإقليمية والدولية‏.‏

وتكثر المشروعات الصغيرة التي تستخدم نظم التجارة الالكترونية في أعمالها في قطاعات النقل والسياحة من حيث الحجز وإعداد حسابات الشحن وعمل فواتير النقل وقطاع الرعاية الصحية والأنشطة الطبية والصيدلية وما يرتبط بها من استشارات مباشرة الكترونية وأيضا الوصفات الطبية المباشرة للمرضي ونتائج التحليلات‏.

وكذلك هناك مشروعات الكترونية في قطاع التجارة والصناعة فيما يخص إعداد الكتالوجات وتجهيز الطلبيات وتقارير المبيعات والمخزون وتجهيز الفواتير والخدمات المباشرة والقطاع المالي والمصرفي وما يرتبط به من صيرفة عبر الإنترنت‏،‏ وإعداد تقارير المديونية والائتمانات وأوامر الدفع للعملاء علاوة علي إنشاء مواقع من أجل تسويق المنتجات أو التوسط بين البائعين والمشترين‏.‏

مميزات وفوائد:
ثمة مميزات نسبية يملكها المشروع الصغير الذي يستخدم التجارة الالكترونية أهمها إدارة الوقت الحقيقي للمشروع بحيث يمكن‏:‏
ـ البحث عن المعلومات الخاصة بالعملاء والمستوردين من كل دول العالم والبحث عن أفضل العروض الخاصة بشراء المواد الخام والاطلاع علي احدث نظم التعبئة والتغليف المطابقة للمواصفات القياسية العالمية ودراسة الأسواق واحتياجاتها خلال الفترات المستقبلية‏.
ـ استخدام نظام عربة التسوق في إتمام الصفقات والذي يمكن من خلاله حساب قيمة الأصناف المطلوبة وتكاليف الشحن والضرائب بسهولة وبدقة متناهية‏.‏
ـ إمكانية عمل أرشيف للعملاء والاحتفاظ بمعلومات عن المشتريات السابقة من اجل المعاملات المستقبلية‏.‏
ـ الدعاية والتسويق من خلال شن حملات دعائية من خلال البريد الالكتروني ووسائل المحمول لكل المستهلكين والمستوردين داخليا وخارجيا للتعريف بالمنتجات ومميزاتها وإجراء المزادات الالكترونية ((أون لاين))‏.
ـ وأيضا تنويع المنتجات وتطويرها حسب رغبات العملاء‏.
ـ إمكانية الاشتراك في إعلانات الترويج الدورية عبر الإنترنت‏.‏
ـ والاتصال المستمر بالعملاء والشركات التي يتم التعامل معها من خلال البريد الالكتروني أو رسائل sms.
ـ تخفيض النفقات الخاصة بالنقل والشحن من خلال الاتصال بالعديد من الشركات واختيار انسبها من حيث التكلفة والخدمة‏.‏

كما تستخدم المشروعات الالكترونية الصغيرة نظم التجارة الالكترونية فيما يخص كلا من مجال الدعاية والإعلان والتسويق وتبادل المعلومات بين المشروعات بعضها البعض وتقديم كتالوجات علي الخط ومباشرة للمنتجات‏،‏ وإجراء المزادات‏،‏ تقديم سلع غير مادية‏،‏ مثل تحميل البرامج والوثائق أو الأغاني والأفلام‏،‏ المشتريات بما في ذلك الإعلان والاختيار والتفاوض وضع القرار والتعاقد المباشر وعمل الفواتير الدفع عبر الإنترنت الدعم المباشر وخدمات ما بعد البيع وما يرتبط بها من خدمات نقل وشحن‏.‏

أدوات البيزنس الإلكتروني:
أما الأدوات التي يمكن أن تستخدمها المشروعات الالكترونية الصغيرة فتتمثل في البريد الالكتروني والمواقع الالكترونية عبر الإنترنت‏،‏ الكتالوجات الالكترونية‏،‏ شبكة الإنترنت الداخلية‏،‏ انترنت وايضا شبكات الإنترنت اكسترانت للمشروعات‏،‏ وبرامج التسويق الالكتروني وشبكات الارسال الهاتفي‏videoconference الذي يمكن من خلاله الاتصال بالعملاء بالصوت والصورة وعرض المنتجات (أون لاين)‏.‏

معوقات إلكترونية‏:‏
غير إن المشروع الالكتروني الصغير يواجه عدة عقبات‏:
أبرزها العمالة غير المدربة تدريبا تكنولوجيا كافيا‏،‏ والتكاليف المرتفعة الناتجة عن استخدام الإنترنت وشراء أجهزة كمبيوتر وعدم الفهم الكامل لقواعد التجارة الالكترونية وصعوبة تحديث البيانات لتمكين العملاء من الاطلاع علي احدث العروض التجارية التي تقوم بها الشركة من حيث الكتالوجات والخدمات المتوفرة فيما يخص الخصم وخدمة التوصيل للمنازل وغيرها حيث يجب ان تحتوي الكتالوجات ذات الكفاءة العالية علي معلومات كافية تمكن من اتخاذ القرارات الحاسمة فيما يخص عملية الشراء ويعتبر كتالوج المشروع بمثابة معيار التنافسية الحقيقية للمنتج الخاص بالمشروع الالكتروني الصغير‏.‏

وهناك معوقات أخرى تتمثل في إدارة التغيير حيث مازال عدد كبير من المشروعات يستخدم الأنظمة التقليدية وليس السهل نقل وتغيير النظام من التقليدي إلى الالكتروني بالنسبة لمن قضي أعواما وهو يتداول المعاملات بشكل خاص ووجود فجوة في التشريع القانوني وعدم وجود بنية تحتية مشجعة علي انتشار المشروعات الالكترونية خاصة في الدول النامية مثل توافر أجهزة الكمبيوتر بأسعار مناسبة وسهولة الدخول علي الإنترنت وأيضا تحديات انتقال البضائع وأيضا التحديات الأمية وانخفاض كفاءة الاستشارة حيث توجد قرارات سريعة‏.‏

ومن أهم العوامل التي يجب توفيرها أمام المشروعات الصغيرة لتواكب التقدم التكنولوجي ولكي تستفيد من هذه الإمكانيات الهائلة هو توفير بنية تحتية مميزة للاتصالات بجودة عالية وتكلفة منخفضة‏،‏ وإتاحة المنافسة لتقديم هذه الخدمات ما أمكن إلى جانب أهمية توفير نظام مدفوعات آمن‏،‏ ومرن لمساندة العمليات التجارية الالكترونية‏،‏ وضرورة وضع الضوابط المناسبة لزيادة امن وسلامة التعاملات الالكترونية عن طريق استخدام تقنيات المفاتيح العمومية علاوة علي ضرورة نشر التوعية بأهمية التجارة الالكترونية ووضع خطط طموحة لتوفير خدمة الإنترنت للجهات الرسمية والمواطنين ضمن إطار مفهوم الحكومة الالكترونية تطبيقاتها‏.‏

وأهمية وجود الأنظمة والتشريعات التي تنظم التعاملات الالكترونية وتحفظ حقوق المتعاملين باعتبارها احد أهم متطلبات انتشار وتعزيز الثقة في أساليب وتطبيقات التجارة الالكترونية‏،‏ حيث إن غياب التشريعات والأنظمة القانونية التي تحكم التعاملات الالكترونية وتكفل حقوق الأطراف المتعاملة في حالة نشوب نزاعات يعتبر احد أهم المعوقات الأساسية لانتشار التعاملات الالكترونية علي المستوي العالمي بشكل عام وعلي المستوي المحلي بشكل خاص‏.‏

البيزنس العربي‏:
رغم تزايد نسبة المشروعات الالكترونية الصغيرة من إجمالي الأعمال الصغيرة في دول العالم المتقدم فان العالم العربي مازالت خطواته بطيئة في هذا الاتجاه‏،‏ ويرجع ذلك لعدد من العوامل أبرزها قلة مستخدمي الإنترنت وضعف البنية الأساسية في مجال الاتصالات والمعلومات وتأخر غالبية الحكومات العربية في اتخاذ إجراءات تهيئة البيئة القانونية والمصرفية بما يضمن الأمان والثقة لدي المتعاملين وعدم توقع انجاز ملموس فيهما في الأجل القصير وكذلك قلة الكوادر البشرية المؤهلة لاستعمال تكنولوجيا المعلومات وصيانة الأجهزة خاصة في نطاق أصحاب الأعمال الصغيرة أو من يفكرون في البدء بها‏.‏

و
نظرا لأهمية المشروعات الصغيرة فقد أولتها الحكومة المصرية اهتماما بالغا لتنمية صادراتها التي مازالت في أطوارها الأولي والتي لم تتجاوز‏4%‏ من إجمالي الصادرات المصرية في عام‏2004،‏ وللحكومة دور مهم في مواجهة المعوقات التي تواجه المشروعات الصغيرة في استخدام نظم التجارة الالكترونية لتسويق منتجاتها هو دور الوسيط بين هذه المشروعات والعملاء في كل دول العالم وتبرز في هذا الصدد أهمية دور نقاط التجارة الدولية المصرية في تقديم خدماتها للمشروعات الصغيرة من خلال نشر الوعي بأهمية التجارة الالكترونية وتسويق منتجات هذه المشروعات خارجيا وفي عام‏2005‏ بلغ عدد العمليات الترويجية لمنتجات المشروعات المصرية‏9300‏ عملية وبلغ عدد الفرص التصديرية التي تم توزيعها علي هذه المشروعات حوالي‏7200‏ فرصة تم توزيعها علي‏8500‏ مستفيد وساهمت النقطة في تنفيذ عدد‏33‏ تعاقد وتم توفير عدد‏705‏ بيانات خاصة بالتسهيلات التجارية والإدارية لأصحاب هذه المشروعات وتم تسجيل حوالي‏1500‏ شركة بنظام‏B2BMARKETPLACE وعمل الترويج اللازم لمنتجاتها وربطها مع بنك معلومات النقل البحري لتسهيل تصدير أو نقل منتجاتها داخليا وخارجيا وكل هذه الخدمات تمت باستخدام نظم حديثة للتجارة الالكترونية‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
البخل من منظور الاقتصاديات النفسية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  التسويق الإلكتروني من منظور اقتصادي
» البخل دليل على قلة العقل وسوء التدبير
» حياتنا من منظور الأدوات الهندسية
» كتب وأبحاث اقتصادية من منظور اسلامي
»  الأزمة الروسية الأوكرانية من منظور آخر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث اقتصادية-
انتقل الى: