منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  حوار مع صديقي المدمن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حوار مع صديقي المدمن  Empty
مُساهمةموضوع: حوار مع صديقي المدمن     حوار مع صديقي المدمن  Emptyالجمعة 14 ديسمبر 2018, 6:07 am

 حوار مع صديقي المدمن  %D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%85%D9%86-2





حوار مع صديقي المدمن 


بينما كنا جالسين في مكتبه كان صديقي يلف سيجارة حشيش كبيرة الحجم، أعرف أن مثل هذا الحجم من السجائر جُعل للشلة أو لعدد من الأفراد وليس لشخصاً واحداً حيث ان هناك احجام اقل من ذلك الورق المخصص لهذا الغرض، ولكن صديقي كان مدمناً للحشيش.


بالأمس عندما غادرته كان معه قطعة من الحشيش بحجم نصف أصبع تقريبا ــ إصبع الحشيش هو قطعة ثمنها مائة جنيهاً ــ حيث اشتراه بالأمس وكنت حاضراً عندما اتصل ببائع الحشيش ــ الديلر كما يسمونه ــ وابتاعه منه ثم شرب منه سيجارةً، فسألته هل نفذت القطعة التي كانت معك بالأمس؟


– قال نعم وهذه قطعة جديدة غيرها.


– قلت له أنت مدمن


– قال نعم، أنا مدمن للحشيش


اعجبني اعترافه ذلك لأنه سيوفر على عناء إقناعه بذلك، وأحياناً اتعجب من ذلك السلوك عند كل الناس عندما أجد سائق التاكسي يلعن التدخين واليوم الذي تعلّم فيه التدخين بينما يدخن سيجارة عالقة في يده، واجد صديق يدخن الشيشة يتمنى ان يأتي اليوم الذي يترك فيه تدخين الشيشة، وهكذا هو ايضاً يعرف انه مدمن وانه واقع في شرك مرض مدمر ومع ذلك يستمر في التعاطي ويلف سيجارته.


– قلت: لكنه ليس إدماناً عضوياً على ما أظن، إنه “إدمان نفسي” ما رأيك بهذا المصطلح.


– قال نعم هو إدمان نفسي، فأنا مدمن للحالة النفسية التي أكون فيها بينما أتعاطى الحشيش.


ثم أشعل سيجارته بعدما انتهي من لفها والتقط منها نفساً عميقاً ثم نفثه عالياً وهو ينظر إلى السقف وكأن فتاةً جميلة تطل من فتحةً بالسقف.


تركته يستمتع بسيجارته، أعلم انها اللحظة التي كان ينتظرها وانصرفت أنا إلى رسائل الإيميل على جهازي اللوحي حيث كنت في انتظار إيميل أعتبره هام إلى حد ما.


صديقي محامي ولكنه ليس محامياً عادياً فأنا أعرف العديد من المحامين العاديين، لكنه محامياً مثقفاً منفتحاً علي العلم والأدب والموسيقى، فهو عازف ماهر علي الجيتار وقارئ جيد، ومثقف، ليس لدي أي دليل علي أنه مثقف سوى أنه صديقي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حوار مع صديقي المدمن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حوار مع صديقي المدمن     حوار مع صديقي المدمن  Emptyالجمعة 14 ديسمبر 2018, 6:08 am

حوار مع صديقي المدمن 
في الصيف الماضي اجريت حواراً مع احد اصدقائي المقربين عن ادمانه للمخدرات، وكان صديقي متفتحاً ويعرف ان هدفي من وراء ذلك الحوار هو تحليل السلوك الادماني للوصول الي نقاط الضعف الانسانية التي تجعل الانسان يقع في شرك الادمان، فأراد ان يساعدني وكشف لي عن الكثير من الاشياء التي لم يكشفها ابداً لاحد. وكتبت عن هذا الحوار الذي دار بيننا بعد موافقته طبعاً.


لم اذكر اسمه ولكنني ذكرت فقط انه محامي، لكنه حذرني من ان يستغل احد المحامين هذا الحوار بعد نشره لمقاضاتي بتهمة الاساءة لمهنة المحاماة، وقال انه يتمنى ان يحدث هذا لكي يتدخل وقتئذ لينقذني ولأصبح انا فأر تجارب في مجال عمله كما اصبح هو فأر تجارب في مقالاتي.


قلت له ان هناك افلام ومسلسلات كثيرة ظهر فيها المحامي مدمناً للمخدرات، وانه ليس المحامي الاول الذي يظهر بهذا الشكل في الاعمال الادبية. بل ان السينما لم تترك الاطباء النفسيين انفسهم واظهرتهم في بعض الاعمال مدمنين للخمور. وعلي اي حال فإن هدفي ليس التركيز علي شخصه هو بل علي موضوع الادمان وتعقيداته.


انقطع التواصل بيننا لفترة بسبب سفري وانشغالي بأمور اخري، لكن في هذه الفترة لم ابتعد عن دراسة موضوع الادمان ولا عن المدمنين. ففي احدى الجمعيات الخيرية الشهيرة والتي كنت اعمل معها متطوعاً، كان هناك قسم خاص بتقديم الدعم المالي والنفسي للمدمنين الذين اتوا الي الجمعية برغبة منهم في العلاج من الادمان، اشتركت في هذا القسم، واجريت العديد من اللقاءات مع مدمنين، حيث كان يجب ان نتأكد من صدق رغبتهم في العلاج، والتزامهم بخطة العلاج والتي كان من ضمنها الانقطاع عن العالم طوال فترة العلاج والاقامة في المشفى الخاص بعلاج الادمان.


اجريت مقابلات مع عدد من المدمنين، وسمعت قصة كل واحد فيهم. قصص مليئة بالبؤس والشقاء والمشكلات الكبيرة، وادركت خطورة الادمان المدمر لحياة الانسان، لا من الكتب او القراءة، بل من المدمنين انفسهم، ومن زوجاتهم وابنائهم وآبائهم.


قبل حواري مع صديقي المدمن وقبل عملي في الجمعية الخيرية بقسم علاج الادمان كنت اكتب مقالات عن الادمان ويتم نشرها على افضل مستشفى متخصصة في علاج الادمان وهي مستشفى دار الشفاء للصحة النفسية وإعادة التأهيل، وألزمني هذا الامر بالقراءة والتعمق في كتب الادمان والمناهج العلاجية المتنوعة، وساعدتني خلفيتي الثقافية في البحث والكتابة في هذا المجال واظن انني قمت فيه بالتركيز علي نقاط لم يسبق لاحد التطرق اليها في ادبيات هذا المجال، لكنني كنت بحاجة الي الخبرة العملية الواقعية، كنت بحاجة الي خوض التجربة من خلال هؤلاء المدمنين انفسهم، وتمنيت ان يفتحوا لي قلوبهم ليقصوا لي ادق التفاصيل في تجاربهم، فلا شيء يغني عن التجربة.


وبعد ان عايشت تجارب العديد من المدمنين في مراحل سنية مختلفة، منهم من كان لديه الحس الادبي فكتب مذكرات ويوميات وشذرات تعبر عن معاناته، ومنهم من كان لديه الحس التحليلي لتحليل مشكلته واسباب تورطه فيها، وتكشفت لي أمور لم تكن متوقعة. اكتشفت روابط وعلاقات بين انواع الادمان المختلفة، وبين البيئة والمدمنين، وبين الشخص المدمن والشخص العادي الذي اصبح في نظري لاحقاً مدمناً من نوع آخر، واكتشفت العلاقة القوية والمباشرة بين موضوع الادمان وموضوعات الفشل والنجاح.


وعندما يتعلق الأمر بالنجاح والفشل، يصبح للموضوع اهميته التي لا يمكن بأي حال من الاحوال الاستهانة بها، فأسباب النجاح والفشل كثيرة ومتعددة ومختلفة باختلاف شخصية وظروف كل انسان، ولكن هناك اسباب رئيسية لكل من النجاح والفشل تؤثر تأثيرا قويا علي حياة كل واحد فينا بشكل عام.


ومن التجارب التي عايشتها للمدمنين والخبرات التي تكونت لدي عن موضوع الادمان اكتشفت ان الاسباب الرئيسية للفشل وأيضاً الأسباب الرئيسية للنجاح مرتبطة ارتباطا قويا بالإدمان. مما جعل اهتمامي بالإدمان يتزايد حيث اصبح موضوع مهم مرتبط بمصيري وبمصير كل انسان، وكتبت عنه الكثير من المقالات تحت عناوين مختلفة، منها فلسفة الادمان، ومخاسر الادمان، والادمان الاسباب الدافعة والمانعة، وما الادمان؟ ومن المدمن؟، وتشخيص الادمان، وأنواع الادمان، والمفهوم الأوسع للإدمان والمخدرات، والادمان دوافع وأبعاد… وغيرها من المقالات التي تناولت فيها الادمان من زوايا مختلفة.


وهكذا اصبح موضوع الادمان بالنسبة لي موضوعاً فلسفياً بحتاً. ولأنه اصبح موضوع فلسفي معقد تتشابك فيه الموضوعات وتتداخل وجدت انه من الضروري ان استعين بالصورة وبالحكاية التي تشبك التفاصيل بعضها ببعض بدون ان ينسى القارئ تفاصيل مهمة، ولذلك رجعت إلى صديقي المبتلى ببلاء الإدمان لأكمل حواري معه، لعل الحوار معه يساعد القارئ علي فهم تفاصيل كثيرة مهمة عن الادمان، ولعل الحوار معه يساعدنا علي التحاور مع نفوسنا وأرواحنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
حوار مع صديقي المدمن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  حوار مع صديقي الأديب المقاوم!
» رسالة عاجلة إلى صديقي المزارع الكبير
» حوار مع شهر رمضان
» حوار بين عباءتين
» حوار الأطعمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث طبيه :: الادمان-
انتقل الى: