احلامنا بين الفرح والفزع والواقع
يصاب كثيرون بحالة هستيرية وارق وتفكير لساعات وايام بمجرد ان يصحو على كابوس مفزع او حلم مفرح، فالتفكير بالحلم وحيثياته وتفاصيله لا تفارق كثيرين ويظل يتحدث ويستفسر عنه، والبعض يعود الى كتب تاريخية ودينية واخرون يلجأون لشيوخ وبعضنا يذهب لشراء كتاب لتفسير الاحلام وكل ذلك املا في ان يجد جوابا شافيا لما راه في حلمه.
ويقول محمد انه استيقظ من نومه مرعوبا يتفقد جسده باحثا عن افاع تهاجمه وتنهش جسده وتبث سمومها في اعضاء جسمه ليدرك ان ما حصل معه مجرد «حلم» لا اكثر بعد ان عاش دقائق كما يقول انسته حليب امه.
ويتابع ان حلم الافاعي بقي عالقا في ذهنه ولم يمح من ذاكرته وظل يشعر طوال اليوم باحساس غريب معتقدا ان مكروها ما سيحصل له لافتا انه حاول ان يتناسى الحلم لكن لم يتمكن من ذلك وفي محاولة منه لتجاهل الحلم قام بتجهيز نفسه وخرج الى عمله كالعادة.
وزاد: ان قناعة تولدت لديه بان مكروها سيصيبه في هذا اليوم حيث اصبح مزاجه معكرا بعض الشيء واستفسر زملاؤه بالعمل عن سر عدم حيويته وشروده المستمر لافتا الى انه في العادة يتخوف ويتحسس من أي شيء يحصل معه ويحسب له الف حساب، مشيرا الى ان ايمانه قوي ورفع يديه الى المولى عز وجل متضرعا بان يبعد عنه أي شر واذى.
ويصف الكابوس المزعج بمثابة «نحس» لازمه في ذاك اليوم ويقول :انه رغم عودته الى البيت دون ان يحصل له أي مكروه الا ان الحال تغير لحظة وصوله الى منزله لتخبره زوجته بانها نجت وطفليها باعجوبة من حادث سير قاتل لولا العناية الالهية حيث اقتصرت الاضرار على كسر يد طفلها. ولحظة استلقاء محمد على فراشه في اخر اليوم بعد ان عاش يوما عصيبا كما يقول انه مر بسلام وبخير ربط حلم الافاعي بتعرض يد طفلته للكسر مستبعدا ان يكون ماحدث لطفلته وما شاهده في الحلم من باب الصدفة.
الايمان بالحلم: هبة الله
اما سلوى فتقول انها تؤمن بالاحلام وتسعى بشكل دائم الى الاستفسار والسؤال عن أي حلم تراه وتقوم بسرد تفاصيله الى صديقاتها واقربائها كما تقوم بقراءة كتب تفسير الاحلام والاستعانة بالمعلومات المنشورة على الانترنت في محاولة للوصول الى أي تحليل لحلمها وتضيف انها تاخذ أي تفسير للحلم بعين الاعتبار ولاتقوم بتجاهل ذلك.
وتعتبر سلوى ان الحلم هبة من الله فلكل شيء غاية من وجوده وان الحلم يأتي لتنبيه الشخص بحدث ما. ففي حال مشاهدتها لحلم مزعج فانها تقوم بقراءة القرآن والدعاء برد المكروه عنها وفي حال كان الحلم مبعثا للفرح والسعادة فانها تدعو الله بان يتحقق الحلم على ارض الواقع.
واشارت الى انها استيقظت ذات مرة على حلم بان شابا تقدم لخطبتها وقامت باعلام صديقاتها في الجامعة بتفاصيل الحلم وان الشاب يدرس معها في نفس التخصص لافتة الى انه وبعد فترة لا تزيد عن شهرين من انقضاء الحلم تقدم ابن عمها لخطبتها وهي الان متزوجة منه.
احلام الرعب
اما ديما فتقول: انها حلمت ذات مرة بانها فارقت الحياة وبحسب تفاصيل الحلم فقد شاهدت الحزن الذي اصاب اقرباءها واصدقاءها على فقدانها وبعد ان استيقظت لم تصدق انها مازالت على قيد الحياة وقامت بتحريك جسدها لتميز حقيقة الامر معتبرة ان الحلم سيئ بتفاصيله لان الكل يكره الموت ويتمسك بالحياة الا انه في نفس الوقت كان شيئا جميلا عاشت خلاله شعورا غريبا من حيث انها ودعت الحياة وعادت مجددا اليها مرة اخرى مشيرة الى ان الحلم بمثابة وهب روح جديدة لها واستطاعت ان تدرك من خلال الحلم معنى الموت جيدا.
فرق بين الحلم والرؤيا
و قال الشيخ يوسف الصياحين ان مايراه الانسان في الحلم ينقسم الى ثلاثة انواع هي جزء من الشيطان ، ورؤيا من الله ، ومما يتداوله ويراه في يومه أي يجب التمييز بين الحلم والرؤيا فليس كل مايراه النائم رؤيا.
واوضح ان للرؤيا شروطا تتمثل في ان يكون الحلم واضحا وغير متشابك في تفاصيله وحيثياته وان لايكون الشخص نائما وانما يكون في حالة اقرب منها الى النوم والاستيقاظ مشيرا الى ان الحلم اما ان يكون سارا او مزعجا وحال كان سارا فلا ضرر في ان يتحدث به للاخرين اما اذا كان مزعجا فالاصل ان لايحدّث به احدا وان يستعيذ من الشيطان فور رؤيته للحلم المزعج ويستعين بالله وان يغير طريقة نومه على أي حال كان نائما على جنبه الشمال فليغيرها الى اليمين والعكس.
كتب التفسير
وفيما يتعلق بشيوع كتب تفسير الاحلام اشار الصياحين الى ان تفسير الحلم لا يؤخذ الا عن طريق اناس متخصصين فهو علم بحد ذاته ولايستطيع أي شخص تفسير الرؤيا لافتا الى ان الكتب المتخصصة في تفسير الاحلام قد تصح او تخطئ ويجب التاكد من مؤلفيها مشيرا الى ان تفسير ابن سيرين وهو تابعي يعتبر دقيقا ولكن ليس كل التفسير له وقد يكون بعضه مدسوسا.
الحلم.. انعكاس للافكار
استاذ علم النفس وليد القصاص قال :ان المعلومة تدخل الى مخزن الذاكرة عن طريق حواس الانسان اثناء ممارسة انشطته اليومية وتنعكس كفكر معين أي ان قضية تلقي المعلومة لاارادية فحال حدوث موقف معين مع الشخص فانه يخزن تلقائيا في الذاكرة اذ ان الحلم لا ياتي من فراغ وهو انعكاس للافكار التي تدور في الذهن.
اللهث وراء الحلم
ويسعى البعض كما يقول القصاص للجوء الى تفاسير متعددة للاحلام ويقومون بالسؤال والاستفسار عن الحلم باكثر من وسيلة من خلال الاصدقاء والاقرباء ورجال الدين علاوة على الاطلاع على المعلومات المنشورة على الانترنت مستغربا من الطريقة التي يسعى بها البعض لتسييس الحلم بحسب اهوائه ومزاجه فحال انسجام التفسير مع اهوائه فانه يتم اعتماده وحال عدم توافقه مع افكاره وتصوراته فيتم رفض التفسير. واكد ان الاصل في ان لايتم الاكتراث للحلم وان يتوكل على الله في حياته وان يمارس الشخص يومه طبيعيا بعيدا عن التفكير بالحلم خصوصا حال كونه مزعجا.