ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: أدوية السكري الأحد 23 ديسمبر 2018, 2:45 pm | |
| أدوية السكري
- اقتباس :
يحدث الداء السكري بسبب نقص الأنسولين أو مقاومة لتأثيره، ويشخص سريرياً بقياس تركيز غلوكوز الدم الصيامي أو العشوائي (وأحياناً بواسطة اختبار تحمل الغلوكوز). يوجد نمطان رئيسيان للداء السكري (والعديد من الأنواع الفرعية غير مذكورة في معرض الحديث): - الداء السكري من النمط الأول: يسمى أيضاً الداء السكري المعتمد على الأنسولين insulin-dependent diabetes mellitusم(IDDM) وهو يعزى إلى نقص الأنسولين الذي يتبع التخريب المناعي الذاتي لخلايا المعثكلية، ويحتاج مرضى هذا النمط إلى استخدام الأنسولين. - الداء السكري من النمط الثاني: يسمى أيضاً الداء السكري غير المعتمد على الأنسولين non-insulin-dependent diabetes mellitusم(NIDDM) ويعزى إلى نقص إفراز الأنسولين أو إلى المقاومة المحيطية لتأثير الأنسولين، وعلى الرغم من إمكانية ضبط الحالة باتباع الحمية فقط إلا أن إعطاء الأنسولين أو خافضات سكر الدم الفموية يكون ضرورياً للمحافظة على ضبط جيد. يجب أن تهدف معالجة الداء السكري إلى تخفيف الأعراض وإنقاص خطر حدوث الاختلاطات على المدى الطويل إلى الحد الأدنى من خلال ضبط الحالة بصورة ملائمة، ويجب على الطبيب المعالج أن يتقصى وجود عوامل خطورة أخرى للأمراض القلبية الوعائية (التدخين، وارتفاع الضغط، والبدانة، وفرط شحوم الدم).
الوقاية من اختلاطات الداء السكري: ينقص الضبط الأمثل للداء السكري على المدى الطويل من خطر الاختلاطات التي تطال الأوعية الدقيقة (بما فيها اعتلال الشبكية أو تطور البيلة الألبومينية) واعتلال الأعصاب، مع ذلك يمكن حدوث تدهور مؤقت في اعتلال الشبكية السكري المثبت عند تسوية تركيز غلوكوز الدم. يقدم قياس الخضاب الغليكوزيلاتي الكلي glycosylated hemoglobinم(HBA1) أو جزء معين منه (HbA1c) مؤشراً جيداً لضبط غلوكوز الدم لفترة طويلة، ويبلغ مستوى (HbA1c) المثالي حوالي 7، غير أن هذه السوية لا يمكن تحقيقها دائماً، وقد يؤدي الوصول إلى هذه السوية إلى ازدياد خطر حدوث هبوط حاد في سكر الدم لدى المرضى المعتمدين على الأنسولين. إن الضبط الجيد لضغط الدم لدى مرضى السكري من النمط الثاني المصابين بارتفاع الضغط الشرياني يقلل من نسبة الوفيات بشكل كبير ويحمي وظيفة الرؤية من خلال إنقاص خطر اعتلال البقعة في الشبكية والتخثير الضوئي الشبكي.
1 - الأنسولينات insulins: يقوم الأنسولين بدور رئيسي في تنظيم استقلاب السكريات والدسم والبروتينات، وهو هرمون عديد الببتيد ذو بنية معقدة. هناك اختلافات في تتالي الحموض الأمينية في بنى كل من الأنسولين الحيواني والأنسولين البشري ومضاهئات الأنسولين البشري. يمكن استخلاص الأنسولين من معثكلة الخنزير وتنقيته بواسطة عملية التبلور crystallization، ويمكن أن يستخلص من معثكلة البقر غير أن الأنسولين البقري نادراً ما يستخدم في الوقت الراهن، كما يمكن صنع متوالية الأنسولين البشري بطريقة نصف صنعية بواسطة التعديل الأنزيمي للأنسولين الخنزيري أو بالاصطناع الحيوي بواسطة تقنية الدنا المأشوب باستخدام الجراثيم أو الخمائر، ويكون الأنسولين الخنزيري أكثر أنواع الأنسولين قرباً من الناحية البنيوية للأنسولين البشري إذ يختلف عنه بحمض أميني واحد فقط. تعد جميع مستحضرات الأنسولين مستمنعة immunogenic بدرجات متفاوتة، ولكن المقاومة المناعية لتأثير الأنسولين ليست شائعة، ويفترض من الناحية النظرية أن تكون مستحضرات الأنسولين البشري أقل استمناعاً إلا أن التجارب لم تظهر وجود ميزة حقيقية لهذه المستحضرات. يتخرب الأنسولين بواسطة أنزيمات الجهاز الهضمي لذلك يجب إعطاؤه عن طريق الحقن، ويعد الحقن تحت الجلد الطريق الأمثل في معظم الحالات، إذ تكون المشاكل الناتجة عن حقن الأنسولين تحت الجلد قليلة، وتكون ردود الفعل التحسسية الموضعية نادرة الحدوث، وحتى مشكلة الضخامة الشحمية fat hypertrophy يمكن تخفيفها إلى الحد الأدنى بتدليك موضع الحقن بشكل دائري. يجري الحقن عادةً في أعلى الذراع أو الفخذ أو الإلية أو في البطن، وتجدر الإشارة إلى أن امتصاص الأنسولين من الطرف الذي حقن فيه قد يزداد إذا تعرض هذا الطرف إلى تمارين مجهدة بعد الحقن. يعد الأنسولين ضرورياً لجميع المرضى المصابين بالحماض الكيتوني والهجمة السريعة للأعراض، والذين يعانون من خسارة وزن وضعف عام وأحياناً قياء يترافق غالباً مع بيلة كيتونية، وهو ضروري أيضاً لجميع الأطفال المصابين بالداء السكري تقريباً، ومرضى الداء السكري من النمط الثاني عند فشل الوسائل الأخرى في تحقيق ضبط جيد للحالة، كما يستخدم الأنسولين بشكل مؤقت في حال وجود مرض مزامن أو في الفترة المحيطة بالجراحة. يجب أن تعالج النساء الحوامل المصابات بالداء السكري من النمط الثاني بالأنسولين في حال فشل الحمية بمفردها في ضبط الحالة، ويمكن معالجة أغلب المرضى البدينين باتباع الحمية أو باستخدام الأدوية الفموية الخافضة لسكر الدم إذا فشلت الحمية بمفردها في ضبط الحالة بصورة كافية.
• مستحضرات الأنسولين: هناك 3 أنماط رئيسية من مستحضرات الأنسولين: - المستحضرات قصيرة مدة التأثير والتي تملك بداية تأثير سريعة نسبياً: الأنسولين المنحل (الأنسولين لسيبرو insulin lispro، الأنسولين أسبارت insulin aspart). - المستحضرات متوسطة مدة التأثير: مثل الأنسولين إيزوفان isophane insulin، ومعلق الأنسولين والزنك. - المستحضرات ذات بداية التأثير البطيئة ومدة التأثير الطويلة: مثل معلق الأنسولين والزنك المبلور. تتفاوت مدة تأثير نمط معين من الأنسولين بشكل كبير من مريض لآخر، ويجب أن تقيم هذه المدة بشكل فردي، وقد تزداد الحاجة إلى الأنسولين عند الإصابة بالإنتانات، في حالات الشدة stress، والرضح الجراحي أو العرضي، والبلوغ، وخلال الثلث الثاني والثالث من الحمل، وتنقص الحاجة إلى الأنسولين لدى مرضى القصور الكلوي أو الكبدي ولدى المصابين باضطراب في الغدد الصم (داء أديسون، القصور النخامي) أو بأمراض بطنية، أما في الحمل فيجب تقييم المتطلبات من الأنسولين من قبل الطبيب المختص.
1ـ الأنسولينات قصيرة مدة التأثير short-acting Insulins: الأنسولين المنحل soluble insulin: يعد شكلاً للأنسولين قصير مدة التأثير، يحقن في أنظمة المعالجة الصيانية عادة قبل الوجبات بـ15-30 دقيقة، وهو الشكل الوحيد الملائم من الأنسولين الذي يستخدم في الحالات الإسعافية لداء السكري وفي وقت الجراحة، ويمكن إعطاؤه وريدياً أو عضلياً أو بالحقن تحت الجلد ويتمتع الطريق الأخير ببداية تأثير سريعة (بعد 30-60 دقيقة) ويصل التأثير إلى قمته بعد 2-4 ساعات وتصل فترة تأثيره حتى 8 ساعات، وتكون المستحضرات ذات المتوالية البشرية ذات بداية تأثير أسرع وفترة تأثير كلية أقصر. عندما يحقن الأنسولين المنحل وريدياً يكون عمره النصفي قصيراً جداً ويبلغ حوالي 5 دقائق فقط ويختفي تأثيره خلال 30 دقيقة. تملك مضاهئات الأنسولين الحديثة مثل الأنسولين ليسبرو insulin lispro والأنسولين أسبارت insulin aspart بداية تأثير أسرع ومدة تأثير أقصر من الأنسولين المنحل ويكون بالنتيجة تركيز سكر الدم الصيامي وقبل الوجبات أعلى قليلاً وتركيزه بعد الوجبات أخفض قليلاً مقارنةً مع تركيزه لدى استخدام الأنسولين المنحل، ويكون تواتر حدوث نقص سكر الدم أخفض بقليل. قد يكون الحقن تحت الجلد لهذه المضاهئات ملائماً للأشخاص الذين يرغبون بإجراء الحقن قبل الوجبة أو (عند الضرورة) بعد الوجبة بفترة قصيرة، كما أنها قد تساعد الأشخاص المعرضين لحدوث نقص في سكر الدم سابق لوجبة الغداء والأشخاص الذين يأكلون في وقت متأخر من الليل والمعرضين لحدوث نقص ليلي مبكر في سكر دم. يمكن استخدام هذه المضاهئات بالتسريب الوريدي.
2ـ الأنسولينات متوسطة وطويلة مدة التأثير intermediate and long acting insulins: يبدأ تأثير هذه الأنسولينات عند إعطائها بالحقن تحت الجلد بعد حوالي 1ـ2 ساعة، وتبلغ تأثيرها الأعظمي بعد 4ـ12 ساعة ويستمر تأثيرها 16ـ35 ساعة، يعطى بعضها مرتين/يوم بالمشاركة مع الأنسولين قصير مدة التأثير (الأنسولين المنحل)، ويعطى بعضها الآخر مرة واحدة/يوم خاصةً لدى المرضى المسنين. يمكن مزج هذه الأنسولينات مع الأنسولين المنحل في نفس المحقنة ويبقى كل من المكونين محافظاً على خصائصه رغم إمكانية تخفيف التأثير البدئي للأنسولين المنحل (خاصة عند المزج مع أنسولين الزنك والبروتامين protamine zinc insulin). الأنسولين إيزوفان isophane insulin: وهو معلق للأنسولين مع البروتامين (يملك البروتامين أهمية خاصة للبدء بأنظمة الأنسولين المؤلفة من جرعتين/يوم). يمزج الأنسولين إيزوفان مع الأنسولين المنحل عادةً لدى الاستخدام وقد تكون المستحضرات الممزوجة مسبقاً مناسبة مثل الأنسولين إيزوفان ثنائي الطور biphasic isophane insulin أو الأنسولين ليسبرو ثنائي الطور biphasic insulin lispro. أنسولين معلق الزنك المبلور insulin zinc suspension crystalline: وهو ذو مدة تأثير أطول، وقد يستخدم بشكل مستقل أو بشكل أنسولين معلق الزنك (30 عديم التبلور، 70 متبلور). أنسولين الزنك والبروتامين protamine zinc insulin: يعطى عادةً مرة واحدة في اليوم مع الأنسولين قصير مدة التأثير (الأنسولين المنحل) وقد يتراجع تأثيره بالارتباط مع الأنسولين المنحل عندما يخلط بنفس المحقنة وهو نادر الاستخدام حالياً.
• معالجة الداء السكري باستخدام الأنسولين: تهدف المعالجة إلى تحقيق أفضل ضبط ممكن لتركيز الغلوكوز في الدم لإنقاص خطر ظهور الاختلاطات، ويستلزم ذلك تعاوناً وثيقاً بين المريض والطبيب. قد يتطلب هذا الهدف استخدام مزائج من مستحضرات الأنسولين، ويجب أن يتم اختيار المشاركات الملائمة بشكل فردي لكل مريض: ففي الهجمة الحادة للداء السكري يجب بدء المعالجة بإعطاء الأنسولين المنحل 3 مرات/يوم وإعطاء الأنسولين متوسط التأثير عند النوم، أما في الحالات الأقل حدةً تبدأ المعالجة عادةً باستعمال مزيج من الأنسولينات ذات التأثير القصير والمتوسط المحضرة مسبقاً (يستخدم غالباً مزيج 30 أنسولين منحل و70 أنسولين إيزوفان isophane insulin) ويعطى هذا المزيج مرتين/يوم، وتعد جرعة 8 وحدات مرتين/يوم جرعة بدئية ملائمة لمعظم المرضى القادرين على التجول، ويمكن زيادة نسبة المكون المنحل ذي التأثير القصير لدى المرضى المصابين بارتفاع مفرط في سكر الدم بعد الوجبات. يتم تعديل جرعة الأنسولين بشكل فردي لكل مريض، ويجب مراعاة التدرج في زيادة الجرعة وتوخي الحذر لتجنب المشاكل الناجمة عن انخفاض سكر الدم.
2ـ خافضات سكر الدم الفموية: تستخدم خافضات سكر الدم الفموية لمعالجة الداء السكري من النمط الثاني (غير المعتمد على الأنسولين)، ويجب ألا توصف هذه الأدوية إلا إذا تبينت عدم استجابة المرضى بشكل كافٍ للحمية محددة المحتوى من الكربوهيدرات والمركبات الغنية بالطاقة، وزيادة النشاط الفيزيائي لمدة 3 أشهر على الأقل، ويجب استخدام هذه الأدوية لدعم تأثير الحمية والتمارين وليس كبديل عنها، وعند فشل الحمية واستخدام خافضات سكر الدم الفموية في ضبط الحالة بصورة كافية قد يضاف الأنسولين لنظام المعالجة أو يستخدم كبديل عنها، لكن قد تحدث خسارة في الوزن وانخفاض في سكر الدم كاختلاطات للمعالجة بالأنسولين.
مركبات السلفونيل يوريا suphonylureas: تقوم أدوية هذه الزمرة بزيادة إفراز الأنسولين من المعثكلة ويتطلب ذلك وجود بعض الخلايا المحتفظة بفعاليتها. يمكن لهذه المركبات أن تسبب نقصاً في سكر الدم إلا أن هذا غير شائع ويدل عادةً على تناول جرعة زائدة من الدواء، وقد يستمر هبوط سكر الدم الناتج عن تناول السلفونيل يوريا لعدة ساعات ويجب أن تتم معالجته دائماً في المشفى. يعتمد اختيار مركب السلفونيل يوريا على آثاره الجانبية، ومدة تأثيره، وعمر المريض، وحالة الوظيفة الكلوية لديه، وبشكل عام يجب اختيار أقل جرعة ممكنة من الدواء تؤمن ضبطاً كافياً لسكر الدم. يترافق استعمال مركبات السلفونيل يوريا ذات التأثير المديد مثل الغليبنكلاميد glibenclamide بخطر أكبر لحدوث هبوط في سكر الدم لذا يجب تجنب استخدامها لدى المرضى المسنين وإعطاء البدائل ذات التأثير الأقصر مثل الغليكلازيد gliclazide. قد تسبب مركبات السلفونيل يوريا زيادة في الوزن، ويجب وصفها فقط عندما يكون ضبط الحالة ضعيفاً وعند استمرار الأعراض على الرغم من محاولات الضبط بالحمية (يعد الميتفورمين metformine الخيار الدوائي لدى المرضى البدينين). يجب توخي الحذر لدى استخدام مركبات السلفونيل يوريا لدى المسنين والمصابين بقصور كبدي وكلوي خفيف إلى متوسط بسبب خطر حدوث نقص سكر الدم. يمكن استخدام الغليكلازيد في حالات القصور الكلوي لأنه يستقلب بشكل رئيسي في الكبد، ولكن يجب إجراء مراقبة دقيقة لتركيز سكر الدم. يجب تجنب إعطاء مركبات السلفونيل يوريا إذا أمكن في القصور الكلوي والكبدي الشديدين والبرفيرية، والحماض الكيتوني، وخلال الإرضاع، ويجب أن تستبدل بالأنسولين خلال الحمل وبشكل مؤقت خلال أي مرض داغل (مثل احتشاء القلب، الغيبوبة، الإنتان، والرضح)، كما يجب إيقاف تناول خافضات سكر الدم الفموية صباح اليوم المقرر للعمل الجراحي، وغالباً ما يلجأ إلى استخدام الأنسولين بسبب حدوث فرط سكر الدم في هذه الظروف.
المركبات ثنائية الغوانيدين biguanides: يتمتع الميتفورمين metformine بنمط تأثير مختلف عن نمط تأثير مركبات السلفونيل يوريا ولا يمكن استبداله بتلك الأدوية كما لا يمكن استبدالها به، وهو يعمل من خلال إنقاص استحداث الغلوكوز وزيادة استهلاكه المحيطي، ويشترط ذلك وجود الأنسولين داخلي المنشأ أي وجود بعض الخلايا المحتفظة بفعاليتها. يعد الميتفورمين الخيار العلاجي الأول لمعالجة المرضى البدينين الذين لم تنجح لديهم الحمية المكثفة في ضبط المرض، ويستخدم أيضاً عند الفشل في تحقيق ضبط جيد للحالة باستخدام مركبات السلفونيل يوريا. عندما تفشل مشاركة الحمية المكثفة مع الميتفورمين في ضبط المرض يمكن اعتماد أي من الخيارات التالية: - المشاركة مع الآكاربوز acarbose: فقد تضيف هذه المشاركة بعض التأثير الإيجابي (وإن كان ضئيلاً)، إلا أن تطبل البطن الناتج عن الآكاربوز قد يزعج المريض. - المشاركة مع الأنسولين: لكن قد يحدث ذلك زيادة الوزن وانخفاض سكر الدم. - المشاركة مع مركبات السلفونيل يوريا: غير أن التقارير الواردة حول زيادة الخطر من هذه المشاركة لم تثبت حتى الآن. غالباً ما يُلجأ إلى استخدام الأنسولين في الحالات الإسعافية الطبية والجراحية، لذا يجب إيقاف المعالجة بالميتفورمين صباح اليوم المقرر للعمل الجراحي وإعطاء الأنسولين إذا اقتضت الحاجة. لا يوجد خطر لحدوث انخفاض في سكر الدم خلال المعالجة بالميتفورمين، كما أن حوادث الزيادة في الوزن وانخفاض التركيز البلاسمي للأنسولين تكون قليلة، ولا يبدي تأثيراً خافضاً لسكر الدم لدى الأشخاص غير السكريين ما لم يقدّم بجرعة زائدة. قد يحرِّض الميتفورمين حدوث حماض لبني، ويحدث ذلك بنسبة أكبر لدى المرضى الذين يعانون من قصور كلوي، لذا يوصى بتجنب استخدام الميتفورمين حتى في الحالات الخفيفة من القصور الكلوي، وتجنب استخدامه (أو إيقافه) في حالات أخرى قد تؤهب لحدوث الحماض اللبني مثل التجفاف الشديد، والإنتانات، والصدمة، والقصور القلبي، والقصور التنفسي، والإصابة الحديثة باحتشاء العضلة القلبية، والأمراض الوعائية المحيطية الشديدة، والقصور الكبدي، والإدمان على الكحول، واستخدام أوساط عاكسة لأشعة X (لا يستأنف استخدام الميتفورمين ما لم تعد الوظيفة الكلوية إلى حالتها الطبيعية)، وفي حالات الحمل والإرضاع.
أدوية أخرى مضادة للسكري: الآكاربوز acarbose: يثبط أنزيمات -glucosidase المعوية، ويؤخر هضم وامتصاص النشا والسكاروز، ويملك مفعولاً خفيفاً (لكنه ملحوظ) في خفض الغلوكوز في الدم، ويستخدم إما بمفرده أو كدواء مساعد للميتفورمين أو مركبات السلفونيل يوريا عندما تكون المعالجة بأيٍّ من هذه المركبات غير كافية. يمكن للآكاربوز أن ينقص فرط سكر الدم الحاصل بعد الوجبات لدى مرضى السكري من النمط الأول (المعتمد على الأنسولين) ولكنه لم يستخدم كثيراً لهذا الغرض، كما أن تطبل البطن الناتج عنه قد يحول دون استخدامه من قبل بعض المرضى رغم تناقص هذا التأثير مع الزمن.
صمغ الغوار guar gum: يقوم صمغ الغوار إذا أخذ بكميات كافية بخفض تراكيز الغلوكوز في الدم بعد الأكل لدى مرضى الداء السكري، وقد يعود ذلك إلى دوره في تأخير امتصاص الكربوهيدرات. يستخدم الدواء أيضاً لتخفيف أعراض متلازمة الإغراق dumping syndrome التي تحدث بعد قطع المعدة (راجع نشرة الدواء في قسم مضادات الإسهال).
مراقبة سكر الدم: تتفاوت تراكيز الغلوكوز في الدم خلال اليوم بشكل كبير، وبما أن الوصول إلى المستوى الطبيعي لا يمكن تحقيقه دون التسبب بهبوط مؤذٍ في سكر الدم فإنه من المفضل أن تتم المحافظة على مستوى السكر ضمن مجال يتراوح بين 4ـ10 ملمول/لتر معظم الوقت، ويمكن قبول تراكيز أعلى من هذه القيم لفترات وجيزة في بعض الحالات، ويجب توخي الحذر لمنع هبوط تركيز غلوكوز الدم إلى ما دون 4 ملمول/لتر. ينصح المرضى بتقصي أعلى وأدنى سويات دموية للغلوكوز لديهم وتعديل جرعة الأنسولين الخاصة بهم مرة أو مرتين فقط في الأسبوع، وبشكل عام يجب تحقيق تراكيز من HbA1c بحدود 7 أو أقل (المجال الطبيعي 4ـ6) أو تركيز HbA1 أقل من 8.8 (المجال الطبيعي 5ـ7.5) مع أن ذلك قد لا يكون ممكناً في بعض الأحيان دون التسبب بحدوث هبوط في سكر الدم. يمكن أيضاً إجراء اختبار الفركتوزامين لتقييم ضبط الداء السكري، وتعد هذه الطريقة أبسط وأقل كلفةً إلا أن قياس HbA1c يكون عادةً أكثر موثوقية. يجب أن يكون الوارد من الطاقة والكربوهيدرات البسيطة والمعقدة كافياً للسماح بنمو وتطور طبيعي دون حدوث السمنة، وأن يكون المتناول من الكربوهيدرات منظماً وموزعاً خلال النهار،.ويمكن التوصل إلى ضبط جيد لغلوكوز الدم بإزاحة حصص من الكربوهيدرات من وجبة إلى أخرى دون تغيير الوارد الكلي منها.
نقص سكر الدم hypoglycaemia: يشكل نقص سكر الدم إحدى المشاكل الهامة التي يحتمل حدوثها لدى جميع المرضى الذين يتناولون الأنسولين، ومن هنا كان من الضروري إعطاء توجيهات مشددة إلى المرضى لتجنب الوقوع في هذه المشكلة. يعد غياب الإنذار بهبوط سكر الدم أمراً شائعاً لدى المرضى المعالجين بالأنسولين، ويشكل ذلك خطراً حقيقياً وخاصةً بالنسبة للسائقين والأشخاص العاملين بمهن خطرة، فقد يؤدي الضبط الشديد للداء السكري إلى خفض سوية سكر الدم التي تظهر عندها أعراض النقص، كما يؤدي الهبوط المتكرر لسكر الدم إلى إنقاص الأعراض التي تنذر المريض بحدوثه، ويمكن لاستخدام حاصرات أيضاً أن تقلل من إنذار هبوط سكر الدم (وأن تؤخر العودة إلى الحالة الطبيعية أيضاً)، وللمحافظة على علامات الإنذار يجب إنقاص نوبات هبوط سكر الدم إلى الحد الأدنى من خلال إجراء تعديل ملائم لنوع الأنسولين وجرعته وعدد مرات تناوله بالإضافة إلى تحديد حجم الوجبات الرئيسية والخفيفة وأوقات تناولها، وقد سجلت بعض الحالات التي غاب فيها إنذار هبوط سكر الدم بعد التحول للمعالجة بالأنسولين البشري، ويجب في هذه الحالة العودة إلى المعالجة بالأنسولين الحيواني. يجب إرشاد المريض إلى كيفية تفادي حدوث نقص سكر الدم، وتوخي الحذر لدى اختيار مستحضر الأنسولين وتحديد مصدره (حيوانياً كان أم بشرياً).
معالجة هبوط سكر الدم: يشكل هبوط غلوكوز الدم المسبب لفقدان الوعي حالة إسعافية تتطلب تدبيراً فورياً. تعطى بدئياً جرعة فموية من الغلوكوز قدرها 10ـ20 غ إما بشكل سائل أو حثيرات أو قطع من السكر، يمكن أن يكرر ذلك كل 10ـ15 دقيقة عند الضرورة. يمكن استخدام الغلوكاغون glucagon ـ وهو هرمون عديد الببتيد تنتجه خلايا في جزيرات لانغرهانس ـ عند انخفاض سكر الدم الحاد المحرض بالأنسولين ولكنه غير مناسب لتدبير الانخفاض المزمن في سكر الدم. يقوم هذا الهرمون بفعله من خلال زيادة تركيز غلوكوز البلاسما بتحريك الغليكوجين المختزن في الكبد. يمكن حقن الغلوكاغون بأي طريق (عضلي، تحت الجلد، أو وريدي) بجرعة 1 ملغ (1 وحدة) عندما يكون من الصعب أو غير الممكن إعطاء الغلوكوز بالطريق الوريدي، ويستعمل في الحالات الإسعافية من نقص سكر الدم، وإذا لم يكن فعالاً خلال 10 دقائق من إعطائه يجب عندها إعطاء الغلوكوز بالطريق الوريدي. يمكن اللجوء إلى تسريب 50 مل من محلول الغلوكوز 20 وريدياً في وريد كبير وعبر إبرة واسعة القطر، ويجب توخي الحذر باعتبار أن هذا التركيز مخرش جداً خاصةً إذا تسرب المحلول خارج الأوعية. كما يمكن إعطاء 25 مل من محلول الغلوكوز 50 كإجراء بديل، إلا أن هذه التراكيز الأعلى تكون أكثر تخريشاً، كما أن لزوجة المحلول تزيد من صعوبة إعطائه. يمكن تسريب محلول الغلوكوز 10 لكن ذلك يتطلب استخدام حجوم أكبر. يجب مراقبة المريض بشكل دقيق في حالات فرط جرعة الأنسولين مديد التأثير، إذ قد تتطلب هذه الحالات إعطاء كمية إضافية من الغلوكوز، وإذا كان انخفاض سكر الدم ناتجاً عن إعطاء خافضات سكر الدم الفموية يجب نقل المريض إلى المشفى لأن تأثيرات هذه الأدوية قد تستمر لعد ساعات.
الداء السكري والجراحة: عندما يتطلب العمل الجراحي لمريض السكري من النمط الأول تسريب الأنسولين وريدياً لمدة 12 ساعة أو أكثر يكون من المناسب تطبيق النظام التالي: - تعطى حقنة من الأنسولين الذي اعتاد المريض على أخذه في الليلة السابقة للعمل الجراحي. - يبدأ التسريب الوريدي للغلوكوز 5 أو 10 والحاوي على كلور البوتاسيوم 10 ملمول/لتر وذلك في وقت مبكر من يوم العمل الجراحي (بشرط ألا يكون المريض مصاباً بفرط بوتاسيوم الدم) ويجب التسريب بمعدل ثابت يناسب حاجة المريض من السوائل (عادةً 125 مل/ساعة). يحضر محلول الأنسولين المنحل 1 وحدة/مل في كلور الصوديوم 0.9 ويسرب وريدياً باستخدام مضخة حقن syringe pump متصلة بالتسريب الوريدي. - تضبط سرعة تسريب الأنسولين عادةً حسب ما يلي: • إذا كان عيار سكر الدم أقل من 4 ملمول/لتر يعطى 0.5 وحدة/ساعة. • إذا كان عيار سكر الدم 4ـ15 ملمول/لتر يعطى 2 وحدة/ساعة. • إذا كان عيار سكر الدم 15ـ20 ملمول/لتر يعطى 4 وحدات/ساعة. • إذا كان عيار سكر الدم أعلى من 20 ملمول/لتر يعاد النظر في المعالجة. قد يحتاج المريض في الحالات المقاومة (مثل حالات الصدمة أو المرض الحاد أو المرضى الذين يتناولون ستيروئيدات قشرية أو أدوية مقلدة للودي) إلى 2ـ4 أضعاف هذه الكمية أو حتى أكثر. في حال عدم توفر مضخة حقن يجب أن يضاف الأنسولين المنحل بمقدار 16 وحدة/لتر إلى محلول التسريب الوريدي المكون من الغلوكوز 5 أو 10 والحاوي على كلور البوتاسيوم 10 ملمول/لتر (بشرط ألا يكون المريض مصاباً بفرط بوتاسيوم الدم) ويستمر التسريب بمعدل ملائم لمتطلبات المريض من السوائل (عادة 125 مل/ساعة) مع تعديل جرعة الأنسولين كما يلي: • إذا كان عيار سكر الدم أقل من 4 ملمول/لتر يعطى 8 وحدات/لتر. • إذا كان عيار سكر الدم 4ـ15 ملمول/لتر يعطى 16 وحدة/لتر. • إذا كان عيار سكر الدم 15ـ20 ملمول/لتر يعطى 32 وحدة/لتر. • إذا كان عيار سكر الدم أعلى من 20 ملمول/لتر يعاد النظر في المعالجة. تعتمد سرعة التسريب الوريدي على نفاد الحجم، والوظيفة القلبية، والعمر وعوامل أخرى، ويجب قياس تركيز سكر الدم قبل العمل الجراحي وبعده كل ساعة حتى يثبت التركيز ثم يقاس بعد ذلك كل ساعتين. تبلغ مدة تأثير الأنسولين الوريدي بضع دقائق فقط ويجب ألا يوقف التسريب إلا في حال حدوث انخفاض واضح في سكر الدم (سكر الدم أقل من 3 ملمول/لتر)، حيث يجب إيقاف التسريب لفترة تصل حتى نصف ساعة. يجب تحديد كمية كلور البوتاسيوم اللازمة للتسريب بمعايرة منتظمة للشوارد البلاسمية. يستخدم كلور الصوديوم 0.9 بالتسريب الوريدي عوضاً عن الغلوكوز 5 أو 10 إذا بقي عيار سكر الدم أعلى من 15 ملمول/لتر. عندما يعود المريض لتناول الطعام والشراب يتم إعطاء الأنسولين تحت الجلد قبل الإفطار ويوقف الأنسولين الوريدي بعد نصف ساعة، وقد يلزم إعطاء جرعة أكبر بـ10ـ20 من المعتاد إذا كان المريض لا يزال في السرير أو بحالة سيئة. إذا لم يتلقَّ المريض الأنسولين مسبقاً تكون الجرعة البدئية المناسبة 30ـ40 وحدة/يوم مقسمة على 4 جرعات باستخدام الأنسولين المنحل قبل الوجبات والأنسولين متوسط مدة التأثير قبل النوم، وتعدل الجرعة من يوم لآخر. يتعرض المريض المصاب بفرط سكر الدم عادةً إلى النكس بعد العودة لاستخدام الأنسولين تحت الجلد، مما يستلزم اتباع أحد الإجراءات التالية: • إعطاء جرعات إضافية من الأنسولين المنحل في أي فترة من فترات الحقن الأربعة (قبل الوجبات أو وقت النوم). • إضافة مؤقتة للتسريب الوريدي للأنسولين (مع الاستمرار بنظام المعالجة بالأنسولين تحت الجلد) حتى يصبح تركيز سكر الدم جيداً. • انتقال كامل إلى نظام المعالجة بالتسريب الوريدي (خاصة إذا كانت حالة المريض سيئة).
الحماض الكيتوني السكري diabetic ketoacidosis: يستخدم الأنسولين المنحل ـ وهو الشكل الوحيد من الأنسولين الذي يمكن إعطاؤه وريدياً ـ في تدبير الحماض الكيتوني السكري وغيبوبة فرط الأسمولية اللاكيتوني، ويفضل عادةً استخدام نفس نوع الأنسولين المنحل المستخدم مسبقاً من قبل المريض. يكون من الضروري في مثل هذه الحالات الوصول إلى تركيز كافٍ للأنسولين في البلاسما والحفاظ عليه ريثما تتم السيطرة على الاضطراب الاستقلابي، وتكون الطريقة المثلى لإعطاء الأنسولين هي تسريبه وريدياً باستخدام مضخة تسريب مع التمديد حتى 1 وحدة/مل. يمكن عادةً المحافظة على تركيز كافٍ للأنسولين في البلاسما بتسريبه بمعدل حوالي 6 وحدات/ساعة للبالغين و0.1 وحدة/كغ/ساعة للأطفال، ويتوقع بذلك أن يتناقص تركيز غلوكوز الدم بحدود 5 ملمول/لتر/ساعة، وإذا كانت الاستجابة غير كافية يمكن مضاعفة معدل التسريب 2 أو 4 مرات، وعند انخفاض مستوى غلوكوز البلاسما إلى 10 ملمول/لتر يمكن إنقاص معدل التسريب إلى 3 وحدات/ساعة للبالغين (حوالي 0.02 وحدة/كغ/ساعة للأطفال) ويستمر ذلك إلى أن يصبح المريض قادراً على تناول الطعام عن طريق الفم. يجب عدم إيقاف تسريب الأنسولين قبل بدء إعطاء الأنسولين تحت الجلد. يمكن لجرعة وريدية من الأنسولين، بغض النظر عن كبرها، أن تحقق تركيزاً بلاسمياً كافياً لمدة قصيرة فقط، ويجب في حال عدم توفر الإمكانية لإعطاء الأنسولين بطريق التسريب الوريدي اللجوء على إعطائه بالحقن العضلي، حيث يتم البدء بجرعة تحميلية قدرها 20 وحدة بالحقن العضلي تتبع بـ6 وحدات بالحقن العضلي كل ساعة حتى ينخفض تركيز الغلوكوز البلاسمي إلى 10 ملمول/لتر، تعطى بعدها الحقن العضلية كل ساعتين. على الرغم من سرعة امتصاص الأنسولين بعد إعطائه بالحقن العضلي، فإن هذا الامتصاص قد يختل في حال انخفاض ضغط الدم وضعف التروية النسيجية. من جهة أخرى يمكن للأنسولين أن يتراكم خلال المعالجة، وبالتالي يكون من الضروري مراقبة حدوث انخفاض متأخر في سكر الدم ومعالجته بشكل مناسب. تشكل الإعاضة الوريدية للسوائل والشوارد من خلال تسريب كلور الصوديوم جزءاً أساسياً في معالجة الحماض الكيتوني، كما يمكن تسريب كلور البوتاسيوم لمنع حدوث نقص بوتاسيوم الدم المحرّض بالأنسولين. يستخدم التسريب الوريدي لبيكربونات الصوديوم (1.26 أو 2.74) فقط في حالات الحماض الشديدة والصدمة لأن اختلال توازن حمض/أساس يتم تصحيحه عادةً بواسطة الأنسولين. يسرّب محلول الغلوكوز 5 عندما يتناقص غلوكوز الدم إلى ما دون 10 ملمول/لتر ولكن يجب الاستمرار بتسريب الأنسولين. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: أدوية السكري الأربعاء 15 ديسمبر 2021, 6:47 am | |
| علاج ثوري لمرض السكري النوع1
لندن ـ متابعات: فاجأ علاج جديد باستخدام الخلايا الجذعية التي تنتج الأنسولين الخبراء، ويبدو أنه منحهم الأمل بعلاج الكثيرين ممن يعيشون مع مرض السكري النوع الأول، وفقا لتقارير جديدة. وتحدثت التقارير عن حالة مريض اسمه براين شيلتون، الذي وُصفت حياته بكونها محكومة بمرض السكري من النوع الأول. وعندما ينخفض مستوى السكر في دمه يفقد وعيه دون سابق إنذار. وفي إحدى الحوادث، فقد وعيه في ساحة العميل أثناء توصيل البريد. وبعد ذلك، أمره مشرفه بالتقاعد بعد ربع قرن في خدمة البريد وكان عمره 57 عاما. ونتيجة لذلك، أخذته زوجته السابقة، سيندي شيلتون، إلى منزلها في إليريا، بولاية أوهايو الأمريكية. وقالت: “كنت أخشى أن أتركه وحده طوال اليوم”. وفي وقت مبكر من هذا العام، رصدت دعوة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول للمشاركة في تجربة إكلينيكية تجريها Vertex Pharmaceuticals. وكانت الشركة تختبر علاجا طُوّر على مدى عقود من قبل عالم تعهد بإيجاد علاج بعد إصابة ابنه وابنته المراهقة بهذا المرض المدمر. وكان شيلتون هو المريض الأول. في 29 يونيو، حصل على حقنة من الخلايا، نمت من الخلايا الجذعية ولكن مثل خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين التي يفتقر إليها جسمه. والآن، يتحكم جسمه تلقائيا في مستويات الأنسولين والسكر في الدم، وفقا لتقرير نشرته “نيويورك تايمز”. وقد يكون شيلتون، البالغ من العمر الآن 64 عاما، أول شخص يتعافى من المرض بعلاج جديد، وقال: “إنها حياة جديدة تماما. إنها تبدو كمعجزة”. وأصيب خبراء السكري بالدهشة لكنهم حثوا على توخي الحذر. فالدراسة مستمرة وستستغرق خمس سنوات، وتشمل 17 شخصا يعانون من حالات شديدة من مرض السكري النوع الأول. ولا يُقصد به أن يكون علاجا لمرض السكري النوع 2 الأكثر شيوعا. وقال الدكتور إيرل هيرش، خبير السكري في جامعة واشنطن والذي لم يشارك في البحث: “كنا نبحث عن شيء كهذا حرفيا لعقود”. إنه يريد أن يرى النتيجة، التي لم تُنشر بعد في مجلة تمت مراجعتها من قبل الأقران، وتكرر لدى العديد من الأشخاص. كما يريد أن يعرف ما إذا كانت هناك آثار ضارة غير متوقعة وما إذا كانت الخلايا ستستمر مدى الحياة أو إذا كان سيتعين تكرار العلاج. لكنه قال: “خلاصة القول، إنها نتيجة مذهلة”. كما وافق الدكتور بيتر بتلر، خبير مرض السكري في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، الذي لم يشارك أيضا في البحث، على ذلك مع عرض المحاذير نفسها. وقال بتلر: “إنها نتيجة رائعة. أن تكون قادرا على عكس مرض السكري من خلال إعادة الخلايا المفقودة إلى الجسم يشبه المعجزة عندما كان الأنسولين متاحا لأول مرة منذ 100 عام”. – بدأ كل شيء ببحث دام 30 عاما لعالم الأحياء في جامعة هارفارد، دوغ ميلتون. لم يفكر الدكتور ميلتون كثيرا في مرض السكري حتى عام 1991، عندما بدأ طفله سام البالغ من العمر ستة أشهر يرتجف ويتقيأ ويلهث. وقال ميلتون: “كان مريضا جدا، وطبيب الأطفال لم يكن يعرف ما السبب”. وقام هو وزوجته، غيل أوكيف، بنقل طفلهما إلى مستشفى بوسطن للأطفال. وتبين أن بول سام ممتلئ بالسكر – علامة على مرض السكري. وأُوضح أن المرض، الذي يحدث عندما يقوم الجهاز المناعي للجسم بتدمير خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين، غالبا ما يبدأ في سن 13 أو 14 عاما. وعلى عكس مرض السكري النوع 2 الأكثر شيوعا والأكثر اعتدالا، يكون النوع الأول قاتلا بسرعة ما لم يحصل المرضى على حقن الأنسولين. ولا أحد يتحسن تلقائيا. وقال الدكتور بتلر من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: “إنه مرض رهيب، فظيع”. كما أن المرضى معرضون لخطر الإصابة بالعمى، وهو أيضا السبب الرئيسي للفشل الكلوي. ويتعرض الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول لخطر بتر أرجلهم والموت في الليل بسبب انخفاض نسبة السكر في الدم لديهم أثناء النوم. ويزيد مرض السكري بشكل كبير من احتمالية الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، كما يضعف جهاز المناعة. ويضاف إلى عبء المرض ارتفاع تكلفة الأنسولين، الذي ينمو سعره كل عام. وكُشف أن العلاج الوحيد الذي نجح على الإطلاق هو زرع البنكرياس أو زرع مجموعات الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، والمعروفة باسم خلايا الجزيرة، من بنكرياس متبرع بالأعضاء. ولكن النقص في الأعضاء يجعل مثل هذا النهج مستحيلا بالنسبة للغالبية العظمى من المصابين بالمرض. وقال الدكتور علي ناجي، جراح زرع الأعضاء في جامعة بنسلفانيا، والذي كان رائدا في عمليات زرع الخلايا الجزيرية وهو الآن الباحث الرئيسي في التجربة التي عالجت شيلتون: “حتى لو كنا في المدينة الفاضلة، فلن يكون لدينا ما يكفي من البنكرياس أبدا”. وبالنسبة للدكتور ميلتون والسيدة أوكيف، كانت رعاية طفل مصاب بالمرض مرعبة. واضطرت أوكيف إلى وخز أصابع وأقدام سام لفحص سكر الدم أربع مرات في اليوم. ثم كان عليها أن تحقنه بالأنسولين. وبالنسبة لطفل صغير في السن، لم يبع الأنسولين بالجرعة المناسبة. كان على والديه أن يخففاها. ويتذكر ميلتون قائلا: “قالت لي غيل، إذا كنت أفعل هذا، فعليك اكتشاف هذا المرض اللعين”. وبمرور الوقت، أصيبت ابنتهما إيما، التي تكبر سام بأربع سنوات، بالمرض أيضا، عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها. وكان ميلتون يدرس تطور الضفادع لكنه تخلى عن هذا العمل، مصمما على إيجاد علاج لمرض السكري. وتحول إلى الخلايا الجذعية الجنينية، والتي لديها القدرة على أن تصبح أي خلية في الجسم. وكان هدفه هو تحويلها إلى خلايا جزيرة لعلاج المرضى. وكانت إحدى المشكلات هي مصدر الخلايا – فقد جاءت من بويضات مخصبة غير مستخدمة من عيادة الخصوبة. واضطر ميلتون إلى فصل مختبر الخلايا الجذعية الخاص به عن أي شيء آخر في جامعة هارفارد. وحصل على تمويل خاص من معهد هوارد هيوز الطبي وجامعة هارفارد لإنشاء مختبر منفصل تماما. وعلى مدار العشرين عاما التي استغرقها المختبر من 15 شخصا أو نحو ذلك لتحويل الخلايا الجذعية بنجاح إلى خلايا جزيرية، يقدر الدكتور ميلتون تكلفة المشروع بحوالي 50 مليون دولار. وكان التحدي هو معرفة تسلسل الرسائل الكيميائية التي ستحول الخلايا الجذعية إلى خلايا جزيرة تفرز الأنسولين. وتضمن العمل كشف التطور الطبيعي للبنكرياس، ومعرفة كيفية تكوين الجزيرات في البنكرياس وإجراء تجارب لا نهاية لها لتوجيه الخلايا الجذعية الجنينية إلى جزر صغيرة. وبعد سنوات من عدم نجاح أي شيء، كان فريق صغير من الباحثين، بما في ذلك فيليسيا باغليوكا، باحثة ما بعد الدكتوراه، في المختبر ذات ليلة في عام 2014، لإجراء تجربة أخرى. وقالت: “لم نكن متفائلين للغاية”، حيث وضعوا صبغة في السائل لتنمو الخلايا الجذعية. وسيتحول لون السائل إلى اللون الأزرق إذا صنعت الخلايا الأنسولين. ثم رأت مسحة زرقاء باهتة أصبحت داكنة وأكثر قتامة. ولأول مرة، نجحوا في صناعة خلايا جزيرة البنكرياس العاملة من الخلايا الجذعية الجنينية. ثم ظهرت حالات تمثل المراحل التي يجب أن تمر بها الخلايا الجذعية لتصبح خلايا جزيرة عاملة. وكانوا يأملون دائما في الحصول على اللون الأرجواني، لكنهم ظلوا عالقين في اللون الأخضر حتى ذلك الحين. وكانت الخطوة التالية للدكتور ميلتون، وهو يعلم أنه سيحتاج إلى المزيد من الموارد لصنع دواء يمكن أن يصل إلى السوق، هي إنشاء شركة. وتأسست شركته Semma في عام 2014، وهي مزيج من اسمي Sam وEmma (سام وإيما). وتمثل أحد التحديات في معرفة كيفية زراعة الخلايا الجزيرية بكميات كبيرة بطريقة يمكن للآخرين تكرارها. واستغرق ذلك خمس سنوات. واختبرت الشركة، بقيادة باستيانو سانا، خبير العلاج بالخلايا والجينات، خلاياها على الفئران، وأظهرت أنها تعمل بشكل جيد وتعالج مرض السكري لدى القوارض. وفي هذه المرحلة، احتاجت الخطوة التالية – تجربة سريرية على المرضى – إلى شركة كبيرة وذات تمويل جيد وخبرة تضم مئات الموظفين. وكان لابد من عمل كل شيء وفقا للمعايير الصارمة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية – تم إعداد آلاف الصفحات من الوثائق، والتخطيط للتجارب السريرية. وفي أبريل 2019، في اجتماع في مستشفى ماساتشوستس العام، التقى الدكتور ميلتون بزميل سابق، الدكتور ديفيد ألتشولر، الذي كان أستاذا في علم الوراثة والطب في جامعة هارفارد ونائب مدير معهد Broad. وسأل ألتشولر، الذي أصبح كبير المسؤولين العلميين في Vertex Pharmaceuticals، الدكتور ميلتون عن الجديد. وأخرج ميلتون قارورة زجاجية صغيرة بها حبيبات أرجوانية زاهية في الأسفل. وقال للدكتور ألتشولر: “هذه خلايا جزيرية صنعناها في Semma”. وتركز Vertex على الأمراض البشرية التي يتم فهم بيولوجيتها. وقال له الدكتور ألتشولر: “أعتقد أنه قد تكون هناك فرصة”. واستحوذت Vertex على Semma مقابل 950 مليون دولار. ومع الاستحواذ، أصبح الدكتور سانا نائب الرئيس التنفيذي في Vertex. ولن تعلن الشركة عن سعر لعلاجها من مرض السكري حتى تتم الموافقة عليه. ولكن من المحتمل أن يكون باهظ الثمن. وكان التحدي الذي يواجه Vertex هو التأكد من نجاح عملية الإنتاج في كل مرة، وأن الخلايا ستكون آمنة إذا حُقنت لدى المرضى. وقام الموظفون الذين يعملون في ظل ظروف معقمة بدقة بمراقبة أوعية المحاليل التي تحتوي على مغذيات وإشارات كيميائية حيوية حيث تتحول الخلايا الجذعية إلى خلايا جزيرة. وبعد أقل من عامين من الاستحواذ على Semma، سمحت إدارة الأغذية والأدوية لشركة Vertex ببدء تجربة سريرية مع شيلتون كمريض أول. ومثل المرضى الذين يجرون عمليات زرع البنكرياس، يتعين على شيلتون تناول الأدوية التي تثبط جهاز المناعة لديه. ويقول إنها لا تسبب له أي آثار جانبية، ويجدها أقل إرهاقا وخطورة بكثير من المراقبة المستمرة لسكر الدم وتناول الأنسولين. وسيتعين عليه الاستمرار في تناولها لمنع جسمه من رفض الخلايا المحقونة. ولكن الدكتور جون بوس، خبير مرض السكري في جامعة نورث كارولينا، والذي لا علاقة له بـ Vertex، قال: “نحن بحاجة إلى إجراء تقييم دقيق للمفاضلة بين أعباء مرض السكري والمضاعفات المحتملة من الأدوية المثبطة للمناعة”. وفي الشهر الماضي، كانت Vertex جاهزة للكشف عن النتائج للدكتور ميلتون. ولم يكن يتوقع الكثير. وكان ميلتون، متوترا خلال ما بدا وكأنه لحظة الحقيقة. وأمضى عقودا وكل شغفه في هذا المشروع. وبحلول نهاية العرض التقديمي لفريق Vertex، ظهرت ابتسامة ضخمة على وجهه؛ كانت البيانات حقيقية. وجاءت لحظة الحقيقة بالنسبة لشيلتون بعد أيام قليلة من العملية، عندما غادر المستشفى. ولما قام بقياس نسبة السكر في دمه. كان مثاليا، حسب “روسيا اليوم”. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: أدوية السكري الأحد 14 أبريل 2024, 3:36 pm | |
| |
|