[rtl]
كل ما تريد أن تعرفه عن مؤتمر وارسو للشرق الأوسط[/rtl]
[rtl]التاريخ:12/2/2019 - الوقت: 6:33م[/rtl]نقلت وسائل إعلام بولندية عن وزير الخارجية البولندي جاسيك كزبتوفيتش قوله إن ستين دولة أكدت مشاركتها في مؤتمر الشرق الأوسط المزمع عقده في العاصمة وارسو خلال يومي 13 و14 من الشهر الجاري.
وقال الوزير البولندي إن من بين الدول التي سيتم تمثيلها في المؤتمر على المستوى الوزاري، عشرة دول من الشرق الأوسط هي: السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن والأردن والكويت والمغرب وعُمان، إضافة إلى إسرائيل.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي سيكون حاضرا بقوة في المؤتمر، حيث تشارك جميع دول الكتلة الأوروبية، مضيفا أن هدف المؤتمر سيكون تطوير حلول مشتركة وإجراءات بهدف ضمان السلام والأمن في الشرق الأوسط.
ومن بين القضايا الرئيسية التي يتناولها المؤتمر: الملفان السوري واليمني، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إضافة إلى المشاكل الإنسانية، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، والإرهاب، وأمن الطاقة والتهديدات السيبرانية.
كل ما تريد أن تعرفه عن المؤتمر:
- ما طبيعة مؤتمر وارسو؟ هو اجتماع على المستوى الوزاري يعقد يومي 13 و14 فبراير/شباط في العاصمة البولندية للبحث في قضايا الشرق الأوسط، وتم توجيه الدعوة إلى أكثر من سبعين دولة.
- إلى ماذا تسعى واشنطن من وزراء مؤتمر وارسو؟ تضغط الولايات المتحدة على أصدقائها العرب السُنة من أجل تأسيس تحالف إقليمي عسكري يعرف باسم "تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي"، أو اختصارا بكلمة "ميسا" (MESA)، ويطلق عليه رمزيا "الناتو العربي".
وترغب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تأسيس التحالف الذي يضم -إضافة إلى بلاده- ثماني دول عربية، هي دول مجلس التعاون الخليجي الست ومصر والأردن، وذلك لمواجهة إيران والعمل على استقرار الإقليم. وتسعى واشنطن كذلك الترويج "لمستقبل يعمه السلام والأمن في الشرق الأوسط"، كما ذكر بيان للبيت الأبيض.
- هل هو اجتماع مهم؟ نعم ولا... نعم حيث تضاعف من أهمية المؤتمر مشاركة كل من نائب الرئيس الأميركي مايك بينس وفريق إدارة الرئيس ترامب المشرف على عملية سلام الشرق الأوسط وما يُطلق علية "صفقة القرن".
ولا.. لأنه يبدو أن هناك ارتباكا وانقسامات حول تنظيمه ومستوى المشاركة فيه وجدول أعماله. وقد عبّرت روسيا والمفوضية الأوروبية وفلسطين عن عدم مشاركتها.
- لماذا يُعقد المؤتمر في وارسو؟ تطمح بولندا -كدولة متوسطة الحجم- أن تلعب دورا بارزا على الساحة العالمية والأوربية، وهي تتمتع بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن لعامي 2018 و2019، وتأمل في أن يضعها استضافة مثل هذا التجمع مكانة عالمية مرموقة.
كما تأمل الحكومة اليمينية في بولندا أن يُقرب هذا المؤتمر بلادها من الولايات المتحدة ومن دول عربية تعادي إيران، مثل السعودية والإمارات.
- ما طبيعة العلاقات بين بولندا والولايات المتحدة؟ تتمتع بولندا تحت رئاسة أندريا دادا بحكومة شعبوية يتشابه خطابها مع الخطاب السياسي للرئيس ترامب، خاصة فيما يتعلق بالموقف من المهاجرين و"بولندا أولا". ومن خلال عضويتها في حلف الناتو، تريد بولندا التقرب من الولايات المتحدة.
- ما طبيعة علاقة بولندا بإيران؟ يجمع طهران بوارسو علاقات عادية، ودعمت بولندا رسميا الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول الكبرى الست صيف 2015، إلا أنها عبرت على لسان رئيس وزرائها جيسيك كزبتوفيتش عن معارضتها لسلوك وسياسات طهران الإقليمية. وترغب بولندا في أن تتخلص من عبء الاعتماد على الغاز والنفط الروسي، وتأمل في أن تستبدل روسيا بإيران والعراق قريبا.
- ما أهم أفكار إدارة ترامب في هذا المؤتمر؟ إعادة تأكيد ما ردده ترامب خلال قمة الرياض في مايو/أيار 2017 من مطالبة الدول العربية والإسلامية بصورة مباشرة -وإن كانت شديدة العمومية- بضرورة مواجهة تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة والتهديدات الإيرانية.
- ما دوافع الأعضاء الخليجيين من التحالف المزمع؟ أيقنت الدول الخليجية، عقب تجربة غزو العراق للكويت عام 1990 والدور الأميركي الرئيسي في تحريرها، ضرورة تدعيم علاقاتها العسكرية مع واشنطن.
- كيف يمكن تفهم الحماس السعودي للمؤتمر؟ من خلال ثلاث نقاط:
الأولى: اختارت الرياض أن تتجاهل تجاوزات ترامب المسيئة للسعودية، وشجعها خطابه المعادي للاتفاق النووي مع إيران وإقدامه على الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات قاسية على إيران.
الثانية: مواجهة قانون جاستا -ومعناه العدالة في مواجهة رعاة النشاط الإرهابي- والذي أقره الكونغرس بما يشبه الإجماع قبل نهاية عام 2016. وفُصل هذا القانون كي يتم من خلاله توجيه الاتهام للمملكة السعودية وأعضاء أسرتها الحاكمة بالضلوع بصور مباشرة وغير مباشرة في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
ثالثا: يتقاطع حماس الرياض مع رغبة الرئيس ترامب في إظهار أهمية ومكانة السعودية الجيوستراتيجية، وهو ما دفعه لعدم اتخاذ موقف متشدد من مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي.
- ماذا عن بقية دول التحالف الإستراتيجي؟ يجمع قطر والكويت وعُمان علاقات جيدة بالنظام الإيراني، أما مصر والأردن فيشتركان في عدم الإيمان بالعداء الإيراني ويساعدهما على ذلك البعد الجغرافي من إيران، وهما تهتمان أكثر بإسرائيل وبالصراع العربي الإسرائيلي.
إلا أن مصر والأردن -في الوقت ذاته- تعتمدان بصورة كبيرة على مساعدات مالية وعسكرية واسعة من دول الخليج ومن الولايات المتحدة، وهو ما يعقد موقفهما.
- ما أهم معوقات التحالف الإستراتيجي المزمع؟ منبع الخلافات بالأساس يتمحور حول عدم اتفاق دول التحالف على تحديد مصادر التهديد الذي يواجهها؛ فبينما ترى السعودية والإمارات والبحرين أن إيران خطر كبير يجب مواجهته بكل السبل، لا تؤمن بقية دول التحالف بأن إيران هي الخطر الأول عليها.
- ما أهم الأزمات التي تعيق تشكيل تحالف عسكري إستراتيجي جديد؟ هي: الأزمة الخليجية وتبعات أزمة مقتل الصحفي السعودي في قنصلية بلاده بإسطنبول جمال خاشقجي.
- وماذا عن ربط مؤتمر وارسو بقطار التطبيع الخليجي مع إسرائيل؟ تربط بعض التقارير كذلك بين فكرة التحالف الإستراتيجي وملف التطبيع الخليجي مع إسرائيل، إذ تعتقد إدارة ترامب أن من شأن آلية التحالف أن تقرّب بين إسرائيل والدول الخليجية، لما يجمعها من هدف رئيسي يتمثل في مواجهة إيران.
(الجزيرة)