إرهاب إسرائيل .. إسرائيل الإرهاب
محمد أديب السلاوي
قبل اختفاء معالم القرن العشرين من تاريخنا المعاصر، تنبأ العديد من علماء النفس بأوروبا والشرق الأوسط بأن الحالة البشرية ستكون أحسن خلال القرن الواحد والعشرين بسبب التطورات العلمية، وارتفاع نسبة التمدرس، وإنهاء الاستعمار وحالات الحروب الكونية، وانفتاح القارات بعضها على بعض ثقافيا وحضاريا، حيث ستختفي الصراعات والحروب والتنافس من أجل التسلح، كما ستختفي العديد من الأمراض والاختلالات النفسية وحالات الاكتئاب والشعور بالعزلة الاجتماعية التي ارتفعت نسبتها خلال القرن الماضي (القرن العشرين)، بسبب الحروب والصراعات السياسية التي طبعت الحياة البشرية لعدة عقود من الزمن.
ما يؤسف له حقا أن علماء النفس الذين نشروا تنبؤاتهم "الأكاديمية" المتفائلة قبل بزوغ فجر القرن الجديد، لم تتوصل قراءتهم إلى أن هذا القرن وبسبب ما وزعته الدول العظمى من استراتيجيات خبيثة ضد العالم العربي والإسلامي، وضد كل الدول الفقيرة المتخلفة، سيعرف إضافة إلى الجماعات الإرهابية متعددة الجنسيات، نزاعات عدوانية عديدة في مشرق الأرض ومغربها، على يد المتطرفين اليهود والنصارى الذين لا دين ولا ملة لهم. كما سيعرف إرهابا إسرائيليا جديدا على مستوى خطير من الدقة والخبث ضد الشعب الفلسطيني، ومن خلاله ضد كل الأمة العربية الإسلامية.
إن علماء النفس بالغرب، الذين قدموا للعالم صورة متفائلة عن القرن الواحد والعشرين، هم أنفسهم الذين أكدوا بالحجة والبرهان أن إسرائيل التي زرعتها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الأوروبي بالشرق العربي، على أرض ليست لها، لا يمكن أن تتوصل إلى أي سلام مع فلسطين أو العرب، لأن ذلك سيكون ضد وجودها، فإذا حدت ذلك سيكون نهاية حاسمة لها ولوجودها، إذ ستنشب الحرب الطاحنة بين اليهود بعضهم بعض، بين اليهود الشرقيين والغربيين، بين الجاليات اليهودية داخل الدولة الواحدة، وهو ما ترفضه أمريكا والغرب. لا أحد يدري لماذا تجاهل هؤلاء العلماء عن قصد أو غير قصد أن إسرائيل خلال هذا القرن الـ 21 ستكون وحدها مركزا للإرهاب الدولي، مركزا لتفجير العدوان في العالم أجمع.
علماء النفس الجدد، أبناء القرن الجديد، يرون عكس ما يراه علماء النفس أبناء القرن الماضي؛ إن الأمراض النفسية ستزيد انتشارا بسبب مؤامرات إسرائيل على العالم، وبسبب جمعياتها ومنظماتها الإرهابية المنتشرة على تضاريس الكوكب الأرضي، وأيضا بسبب الحروب المتصاعدة في جهات عديدة من كوكبنا، كما أن الاكتئاب النفسي والشعور بالاغتراب والقلق والقنوط الناتج عنها سيصبح سمة هذا القرن في ظل هذه الوضعية الرهيبة، إذا لم تتمكن الدول الكبرى من وضع حد جبري لجبروت وإرهاب إسرائيل، ولمنظماتها المبثوثة على تضاريس الخريطة الكونية، بايجابية وبأقصى سرعة.
أفلا تنظرون؟