صراع الموانئ.. هكذا التقت مصالح الإمارات والهند لتعطيل شراكة باكستان والصين
60% من الاستثمار الأجنبي المباشر في باكستان من الصين (رويترز)
يؤكد قادة باكستان والهند عدم رغبتهم في السماح باندلاع حرب كبرى، ويسعون إلى التركيز على الحوار السلمي والحلول الدبلوماسية، ولكن تداعيات هذا الصراع لن تقتصر على الطرفين المتنازعين فقط، وإنما يمكن أن تؤثر على مصالح القوى الأخرى وخاصة الصين.
كما أن آثار هذه الحرب تمتد إلى الكشف عن حقيقة التنافس بين ميناء دبي وميناء غوادر الباكستاني.
ويقول الكاتب الروسي أندريه إيفانوف -في تقرير نشرته صحيفة "نيوز. ري" الروسية- إن الصراع الهندي الباكستاني يمكن أن يؤثر على التعاون بين بكين ودلهي.
وذكر الكاتب أنه لعدة عقود بعد استقلال باكستان، اعتمدت إسلام آباد على الدعم الأميركي العسكري والمالي، ومؤخرا، بدأت الولايات المتحدة إثارة التساؤلات حول الطبيعة غير الديمقراطية للنظام الباكستاني، وعدم قدرته على التعامل مع الإرهابيين على أراضيه.
وقال إنه نتيجة لذلك، خفضت واشنطن مساعداتها المالية بالتزامن مع تفاقم الوضع في أفغانستان، ليجد مسلحو طالبان ملجأ لهم في باكستان.
دعم باكستان
وأشار الكاتب إلى أن الصين وثقت علاقتها مع باكستان ووعدت باستثمار مليارات الدولارات هناك، لكنها لم تسع للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وبحسب الخبراء، تجاوز الدعم المالي الصيني لباكستان أضعاف ما تقدمه الولايات المتحدة الأميركية. فمنذ سنة 2003 لم تقدم الولايات المتحدة أي قرض لباكستان، في حين تلقت إسلام آباد خلال الفترة ذاتها قروضا بقيمة 6.5 مليارات دولار من الصين، كما أن 60% من الاستثمار الأجنبي المباشر في باكستان من الصين، فضلا عن أنها تلعب دورا مهما في تسليح الجيش الباكستاني.
وتقوم مصلحة الصين مع باكستان على اعتبارات اقتصادية، حيث تعمل حاليا على بناء ميناء غوادر الذي يمثل النقطة الرئيسية في المشروع العالمي "مبادرة الحزام والطريق"، ومن المفترض أن يربط هذا الميناء بين جنوب آسيا ووسطها والشرق الأوسط.
وفي الوقت نفسه، تنذر خطط بكين بإمكانية توتر العلاقات الصينية الهندية، نظرا لأن المطالب الإقليمية لبكين لا تخدم مصالح نيودلهي، وهو ما يعني أن النزاع بينهما أبعد ما يكون عن الحل، ومن شأن دعم الصين لعدو الهند أن يؤدي إلى مزيد من تفاقم الوضع.
مصالح الإمارات التقت مع الهند في تعطيل مشاريع الصين (رويترز)
موانئ الإمارات
كما أشار الكاتب إلى أن المشروع الصيني "مبادرة الحزام والطريق" يتعارض مع مصالح الإمارات العربية المتحدة التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على أداء موانئها في دبي، حيث تقع مكاتب خمسة آلاف شركة عالمية كبرى من 120 دولة.
وأفاد الكاتب بأن الإمارات تتحرك لتعطيل المشروع الصيني ولن تنتظر ظهور منافس جديد لموانئها، وتتمثل إحدى خطوات أبو ظبي في هذا الصدد في إقامة علاقات مع الهند، ذلك لأن كلا الطرفين يتقاسمان المصالح ذاتها.
وفي حال أصبح ميناء غوادر جاهزا للعمل، فإن حركة الشحن الرئيسية ستمر عبر منطقة كشمير المتنازع عليها، والتي من المحتمل أن تكون حينها تحت حماية القوات الصينية.
وخلال سنة 2015، عندما أعلنت إسلام آباد موافقتها على السماح للصين بالاستثمار في غوادر، أجرى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارة إلى الإمارات، علما بأن آخر زيارة لرئيس حكومة هندية للإمارات كانت قبل 37 سنة.
وأوضح الكاتب أن المشروع الصيني "مبادرة الحزام والطريق" يهدد مصالح العديد من الدول، ويضع على المحك مبادرات التكامل الدولي مثل منظمة شنغهاي للتعاون والبريكس.
وقبل سنوات، توقع الخبراء أن تتمكن بكين ودلهي وطهران وإسلام آباد من تأجيل الصراعات الطويلة الأمد من أجل خلق بنية عالمية جديدة.
وأورد الكاتب أن بكين تراهن على مشاريع أكثر براغماتية بالنسبة لها، لذلك يتعين عليها المشاركة بنشاط لإنهاء أهم النزاعات بين الدول.
المصدر : الصحافة الروسية