العناد هو ثبات الهدف والإصرار على تنفيذه، حيث يرفض الطفل العنيد أن تفرض عليه أفكارك أو تحاول أن تجعله يقوم بتغيير تصرفاته. وغالبًا صفة العناد عند الأطفال تكون وراثية أو مكتسبة؛ فمن الممكن أن تكون قد علمت ابنك من دون قصد أن يكون عنيدًا.
يوجد لدى جميع الأطفال سلوك العناد وتصلب الرأي لكن ما قد يزيد الأمور سوءًا هو تصرف الوالدَين وتعاملهم مع الموقف، خاصةً إذا قام الطفل بإحراج والديه في الأماكن العامة وأمام الآخرين مما يجعل الآباء يعالجون المواقف بالعنف والضرب والسب.
يظهر العند لدى الأطفال عند الإصرار على عدم النوم في وقتٍ معين أو الإصرار على ارتداء ملابس معينة او الإصرار علي عدم الانتهاء من تناول وجبتهم وغيرها من التصرفات.
عليك أن تلمس الجانب الإيجابي من شخصية طفلك، وتعرف أن الدراسات أثبتت أن الأطفال العنيدين أقل عرضةً لاتباع نصائح أصدقائهم الخاطئة. تذكر:
- الطفل العنيد هو طفلٌ صاحب إرادة حرة يكون مصممًا على اتخاذ القرار.
- يتميز الأطفال العنيدون بالالتزام والتصميم على تنفيذ ما يحلو لهم.
- يجب أن نفرق بين العناد الإيجابي، وهو ما ينم عن شخصية تبحث عن الاستقلال أو الإحساس بالمسؤولية، والعناد السلبي والرفض والعناد لمجرد الرفض للنصائح أو الأوامر.
بعض النصائح للتعامل مع الطفل العنيد
القدوة أولًا
غالبًا ما يكتسب الطفل سلوك العند من والديه ويكون مجرد مقلدٍ لهم؛ فإذا كنت تنهاه عن سلوك معين أنت تفعله لا تنتظر منه اتباع أوامرك، فطفلك مرآة لأفعالك، فإذا كنت تريد من ابنك اتباع سلوك معين قم بتنفيذه أمامه أولًا.
إذا كنت تريده يصلي صل أنت أولًا.
إذا كنت تريده إن يغسل طبقه بعد الأكل افعل ذلك أولًا.
لتبني معه جدارًا من الثقة والمصداقية لا يسهل اختراقه لاحقًا، اسمعه جيدًا ولا تجادله كثيرًا.
فإذا كنت تريد أن يستمع إليك ابنك يجب عليك في البداية أن تكون مستعدًا للاستماع له
فعادةً الأطفال الذين يتميزون بالإرادة القوية أو العند يميلون إلى أن نستمع إليهم جيدًا ونُظهر لهم المزيد من الاهتمام
تواصل معهم ولا تجبرهم
عندما تجبر الأطفال على فعل شيءٍ ما فإنهم يميلون إلى التمرد، وهي عادةٌ غير مقتصرة على الأطفال فحسب، لذا يجب عليك أن تتواصل معهم وتجعل الرغبة تنبع من داخلهم من خلال مبدأ المشاركة وليس الأمر.
تعدد الخيارات والبدائل
اعطهم فرصة الاختيار، فالأطفال عادةً ما يحبون أن يختاروا بمحض إرادتهم فقم بمنح أطفالك عدة خيارات وليس تعليمات، واستغل هذه الحيلة دائمًا: وهي ترشيح خيارين أو ثلاثة جميعهم في صالحك ومناسب لطفلك واتركه يختار من بينهم؛ مثل أتحب أن تنام مباشرةً؟ أم تقرأ قصة قبل النوم. في الحالتين النتيجة واحدة: سيخلد ابنك إلى النوم.
اجعله يختار من بين قطعتي ملابس ليرتديها، ومهما كان اختياره؛ هو في الحقيقة من اختيارك أنت ومن هنا يقل سلوك العناد لأنه شعر أنه هو متخذ القرار.
الهدوء والصبر
لماذا يجب عليك التعامل مع صراخ ابنك بهدوء؟ لأن الصراخ بينك وبين ابنك سيحول المحادثة من عادية إلى معركةٍ للصراخ، وسيعتبرها ابنك دعوةً للقتال اللفظي ويزيد من عناده وإصراره، حاول الالتزام بالهدوء والسيطره على الموقف.
احترام طفلك
إذا كنت تريد أن يحترمك أطفالك فعليك أن تحترمهم أولًا، وكونه صغيرًا لا يعني أنّه لا يستحق الاحترام، والاحترام المتبادل يولد احترام مطلق وتوطيد قوي لعلاقتك به ويولد احترامًا لقرارتك.
بل وستصبح عادةً مغروسة فيه مع كل الناس.
وهناك عده طرق لإظهار الاحترام في علاقتك مع طفلك
- اطلب المساعدة منه والتعاون معه ولا تُصِغ ذلك بشكل توجيهات أو أوامر ولكن اجعل صيغه الطلب ودية وقابلة للموافقة أو الرفض.
- اجعل أطفالك يقومون ببعض المهام التي تخصهم مثل ترتيب السرير أو الغرفة أو المكتب؛ فذلك سيشعرهم بالثقة والمسؤولية.
المدح والتشجيع
لا تنسَ تشجيعه ومدحه لتعزز من سلوكه الإيجابي وزيادة ثقته بنفسه، ومكافأته أيضًا عندما يسلك سلوكًا إيجابيًّا أو لأنه ملتزم وهادئ وغيرها.
مشاركاتهم والعمل معهم
الأطفال العنيدون عادةً ما يكون لديهم حساسية من طريقة التعامل معهم سواء من لغة الجسد أو استخدام بعض المصطلحات غير المناسبه، فيبدؤون بإظهار العدائية.
وطريقة تعاملك وتفاعلك معهم هي التي تحدد طريقة الرد عليها، فبدلًا من إخبارهم بالتعليمات المفروضة عليهم قم بمشاركاتهم في القيام بها. وتبديل بعض المصطلحات من افعل كذا أو عليك القيام بكذا إلى القول لنفعل هذا، ما رأيك بأن نقوم بكذا وغيرها.
على سبيل المثال:
إذا كنت تريد أن تجعل طفلك يضع ألعابه في الصندوق الخاص بها، لا توضح له هذا الأمر مباشرةً، ولكن اجعله المساعد لك في تجميعها.
أو استخدام حيلة أخرى، وهي وضعه في تحدي لجمع الألعاب في صندوقها بشكلٍ أسرع عند بداية العد من 1 إلى 10.
التفاوض
التفاوض مع طفلك لا يعني أنك تستسلم لرغباته، ولكنه سلوك يخبره أنك تحبه وتحترم رغباته وتبحث عن حلول لمشاكله، وأيضًا عليك أن تتعلم مهارة التفاوض وتجعل طفلك هو من يختار القرار المناسب لكليكما، مثل أن تتناقش معه في اختيار موعد مناسب للنوم، أو التفاوض معه على اختيار نوع واحد فقط من الحلوى من خلال الاتفاق معه مسبقًا؛ فذلك سيجعله في وضع الإحساس بالمسؤولية عند اتفاقه معك ولا يود وقتها أن يخالفه.
تفهم وجه نظر ابنك
ولفهم وجهه نظر ابنك العنيد بشكل أفضل حاول أن تنظر للموقف من وجهة نظره وخبرته الصغيرة بالحياة، وليس من وجهة نظر شخص بالغ مثلك فجميعنا كنا في يوم صغارًا.
لا تقارن بينه وبين أخوته حتى لا يكون هذا سببًا من أسباب العناد وزيادة عدوانيته وانعدام الثقة بنفسه، وإذا لزم الأمر في وقت ما إلى العقاب لتقويم سلوكه فلا بأس.
دائمًا يحتاج الأطفال إلى بعض القواعد والانضباط.
ويجب أن يعرف أن لكل فعل عواقبه سواء الجيدة أو السيئة حسب السلوك.
ويجب أن يكون العقاب فوريًّا خاصة مع الأطفال الذين يمكنهم الربط بين السلوك والنتيجة التي تلحقه، مثل تقليل وقت مشاهدة التلفزيون أو اللعب، أو إضافة بعض المهام الصغيرة لإنجازها، أو تنفيذ أي عقاب يتناسب مع السلوك الذي قام به.
وأخيرًا، تذكر أن فكرة العقاب لا تتمثل في العقاب نفسه، ولكن لجعلهم يفهمون أنهم ارتكبوا سلوكًا خطأ لا يجب تكراره حتى لا ينال العقاب ذاته.