قصيدة تصف حال الأمة الإسلامية
دم المصلين في المحراب ينهمر *** و المستغيثون لا رجع و لا أثر
و القدس في قيدها حسناء قد سُلبت *** عيونها في عذاب الصمت تنتظر
تُسائل الليل و الأفلاك ما فعلت *** جحافل الحق لما جاءها الخبر
هل جُهزت في حياض النيل ألويةٌ *** هل في الحجاز و نجد جلجل الغير
هل قام بليون مهدي لنصرتها *** هل صامت الناس .. هل أودى بها الضجر
هل أجهشت في بيوت الله عاكفة *** كل القبائل و الأحياء و الأسر
تُسائل القدس هذا الليل حائرةٌ *** و نحن بالقولة النكراء نعتذر
ياليت شعري أضاعت كل عزتنا *** حتى استباح حمانا جهرة قذر
أين المنادون بالتحرير و يحهموا *** أين الصمود و أين السهل و الوعر
أين المرابون في أسواق أمتنا *** في كل صقع لهم للخزي مؤتمر
سيوفهم في سبيل الحق مغمدة *** و في سبيل الخنا يا ويحهم حمر
سلوا الملايين من أبناء امتنا *** كم ذُبحوا و بأيدي خائنٍ نُحروا
سلوا حماة سلوا لبنان ما برحت *** دماؤنا في ثراها بعد تستعر
يا أمة الحق إن الجرح متسع *** فهل تُرى من نزيف الجرح نعتبر
قوميةٌ كم نبحنا في مقاطعها *** حتى أنتنت فاشتكت من قبحها مضر
شعبية كم نعقنا بتسمها زمناً *** بها اقتتلنا فما نبقي و ما نذر
غربية كم سُقينا من مشاربها *** سمّاً زعافاً به الطغيان يختمر
شرقيةٌ كم جرعنا من مصائبها *** و جه قبيح للاستعمار مستتر
يا أمة الحق ماذا بعدُ قد نفدت *** كل الدعاوي و كلت دونها الفِكرُ
ماذا سوى عودة لله صادقةٌ *** عسى تُبدل هذا الحال و الصور
عسى يعود لما ماضٍ به ازدهرت *** كل الدُنا و اهتدى من نوره البشر
على أساس الهدى كانت مدائننا *** و في سبيل العلا لم يُثننا سفر
لم نفتخر أبداً بالطين أبنية *** كلا و لكننا بالعدل نفتخر
إذا تطاول بالأهرام منهزم *** فنحن أهرامنا سلمان أو عمر
اهرامنا شادها طه دعائمه *** وحي من الله لا طين و لا حجر
أهرامنا في ذرى الأخلاق شامخة *** هي السماحة و هي المجد و الظفر
أهرامنا في ربى التوحيد راسخة *** غيث النبوة يسقسها فتزدهر
يا أمة الحق ماذا بعدُ هل قُتلت *** فينا المروءات و استشرى بنا الخور
أما لنا بعد هذا الذل معتصمٌ *** يجيب صرخة مظلوم و ينتصر
أما لنا من صلاح الدين يُعتقنا *** فقد تكالب في استعبادنا الغجر
يا أمة الحق إنا رغم محنتنا *** إيماننا ثابت بالله نصطبر
فقد يلين زمانٌ بعد قسوته *** و قد تعود إلى أوراقها الشجرُ .