منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Empty
مُساهمةموضوع: طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب   طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Emptyالخميس 28 مارس 2019, 11:00 pm

[rtl]طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب[/rtl]

منذ بدء الخليقة بدأ معها الصراع بين الحق والباطل فكان أمراً متلازماً حتمياً قرره الوحي الإلهي تقريراً بيناً وتوافق عليه العقل البشري والمنطق الإنساني منذ آدم عليه السلام حتى قيام الساعة وعلى الرغم من هذا التقرير الواضح في جميع شواهد الكون والحياة عبر التاريخ يمر علينا أحياناً أناس اختاروا أن لا يروا الحقيقة الواقعة وأن يسلكوا مسار النعامة التي تتعامل مع الخطر والصراع ليس بمواجهته بأي شكل بل عبر دفن رأسها في الرمل والادعاء الوهمي بأنه لا حرب ولا صراع.
وهذا السلوك للأسف الشديد تدعمه الكثير من الاتجاهات الفكرية الفاسدة التي تغزو بلادنا وشعوبنا المسلمة وتجند العديد من الانحرافات العقدية والتشوهات المنهجية من طوائف ومذاهب ضالة تتسمى وتنسب للإسلام والهدف النهائي لهذه الحرب الفكرية والمنهجية التي تستهدف تغيير العقول وتضليل القلوب هو خلق حالة وعي جمعي باطلة لعموم الشعب المسلم تجعله قابلاً للذبح بلا مقاومة على يد جميع أعدائه سواء كانوا طغاة محليين أم أجانب مستعمرين وتصور من يقاوم ويدافع ضد الاحتلال والظلم والطغيان بأنهم أناس متوحشين وقتلة وإرهابيين فيكون الحاصل النهائي شعوب تستباح بكل طريقة قتلاً وسرقة واغتصاباً وفي ذات الوقت تمجد جلاديها وسفاحيها وتنبذ من يحميها ويدافع عنها.
ولذا نمر عبر الأسطر التالية في محاولة لتوضيح المفهوم الصحيح المقرر شرعاً وعقلاً ومنطقاً ونعرج على أهم الملامح الرئيسية لكي نتعرف سوياُ على طبيعة الصراع والحرب بصفة عامة مجردة بغض النظر عن أطرافه لأن كما قيل الحكمة هي وضع الشيء في محله فوضع الشدة والغلظة في محلها مثل موضع الحرب هو الحكمة أما وضع اللين والرفق في غير محله فهو من السفه والحمق وليس من الحكمة وهذا مما لا يعاب عليه أبدا من أي أصحاب العقول أو الفهم بغض النظر عن دين أو خلفية عرقية فهو محل اتفاق إنساني وأي أراء مغايرة لذلك فهي نتاج للآتي:

  • أولاً: فهم مشوه نتيجة الحرب الفكرية والعقدية على الأمة المسلمة.
  • ثانياً: أغراض خبيثة مقصودة عمدًا لدعم الهدف الساعي لأحكام السيطرة على الشعوب المسلمة.
  • ثالثاً: قلة خبرة وعلم نتيجة لبعد كثير من الأمة عن ساحة الصراع الحقيقية فيصعب عليهم تصور الحقيقة والمشاهد على وجهها الصحيح.

[rtl]

حتمية الصراع

[/rtl]
طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Ejkknfdkp7480sk4s
 
خلق الله آدم عليه السلام وعاش في الجنة ثم ترتب على معصيته إخراجه منها إلى الأرض بعد غواية الشيطان له ومنذ هذه اللحظة أصبح هناك صراع أبدي بين الحق والباطل ساحته الأرض ونهايته العودة للجنة ثواباً على التمسك بالحق أو الذهاب للنار عقاباً على التمسك بالباطل فكانت هذه أول طبقة من طبقات الصراع وهي صراع الإنسان ضد الشيطان.
يقول تعالى “إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ”.
ثم بسبب غواية الشيطان لبعض من ذرية آدم دخل الشرك والانحراف عن الحق إلى الأرض فلذا أرسل الله الرسل وكان أولهم نوح عليه السلام ليدعوا الناس إلى العودة إلى توحيد الله عز وجل وترك سبيل وغواية الباطل واستجاب البعض لدعوة التوحيد ورفضها البعض الآخر مما ترتب على نشوء الطبقة الثانية من الصراع وهي صراع أهل التوحيد ضد أهل الكفر والشرك.
ومن مترتبات الانقسام الحاصل نتيجة ما سبق هو وجود فريقين متضادين لا يمكن الجمع بينهما لأن وجود أحدهما وهو جانب الحق يعني بالضرورة نهاية الجانب الآخر وهو جانب الباطل.
اقتباس :
يقول تعالى الله “وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا”.

ويؤدي وجود الفريقين إلى ضرورة الولاء والبراء ودلالته الحتمية على انتماء وتميز الشخص المحدد فكل إنسان يوالي أهل حزبه ويعادي أهل الحزب الآخر وهذه ضرورة حتمية فلذا كان التشديد القرآني والعقدي كثيراً ومنه
يقول عز وجل: «لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» ويقول أيضا عز وجل: “لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ”.
وأوضح درجات البراءة والعداوة هي الحرب والقتل وأظهر مظاهر الولاء والنصرة هي الفداء بالنفس والتعرض للحرب والقتل، فلذلك رتب القرآن مفهوم حتمية الصراع بشكل واضح ومحدد كالتالي الشيطان كان سبب لخروج ادم وذريته من الجنة ثم بالتالي فالشيطان عدوا للإنسان ويجب للمؤمن اتخاذه عدوا ثم بعد ذلك أغوى الشيطان بعض بني ادم فافترقا إلى فريقين فريق الحق والتوحيد وفريق الباطل والكفر فيجب هنا الدخول في حزب الحق عبر الولاء لأهله من المسلمين ونصرتهم والعداوة والبراءة من حزب الشيطان من الكافرين ويدفعنا ذلك حتما إلى عدم تحمل أهل الباطل لأهل الحق لأنه كما ذكرنا تركهم لأهل الحق يعني نهاية الباطل بالضرورة وبالتالي يعلنوا الحرب والقتل دوماً ويبدؤوا بها في كل زمان ومكان مما جعل القرآن يرتب – بعد مفهوم اتخاذ الشيطان عدو ثم ضرورة التوحيد في مقابل الشرك ثم الولاء والبراء – الجهاد كأول وأهم الواجبات في الصراع ليكتمل المفهوم القرآني بهذه الأربعة عناصر الرئيسية
ونجد مثلا في كتاب النصارى المحرف الذي لا يعلم له أصل الآتي:
انجيل متى 10: 34 “لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض. ما جئت لألقي سلاما بل سيفا فإني جئت لأفرق الانسان ضد ابيه والأبنة ضد أمها والكنة ضد حماتها وأعداء الإنسان أهل بيته ” انتهى
وهذا الكلام كما يدعون على لسان عيسى عليه السلام وهو دلالته كما اتفق في فهمها أصحاب العقل هو بيان للناس من أن مجرد الإعلان بالتوحيد أو الحق هو إعلان حرب وليس إعلان سلام فأي باطل لن يقبل سوى أن يزيل الحق تماما وذكرنا هذا هنا ليس للاستدلال به ولكن لنعلم وجود المقابلة في الكتب المحرفة لحتمية الصراع والحرب.
يقول الله عز وجل:” وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ”وهذه الآية كانت تعقيبا على قتال المؤمنين لجالوت الظلم وقتل سيدنا داوود له فبينت ضرورة الصراع وحتمية الانخراط فيه حتى لا تفسد الأرض كلها وحتى يحفظ الحق والدين واهلهم
يقول الله عز وجل: “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”، وهذه جاءت بعد ذكر الآتي قبلها: “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ”، فانظر أخي الكريم على معنى وحكمة ودقة الترتيب والتوصيف القرآني الكامل لحتمية الصراع في هذا الكون كما تقدم.
[rtl]

الحرب أداة الصراع الرئيسية

[/rtl]
طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب RTSYKAJ-870
قبل زمن موسى عليه السلام كان الواجب من المؤمنين هو التصديق بالنبي واتباع دعوة التوحيد وكان الله يتولى إهلاك الكافرين ونجاة المؤمنين وظلت هذه السنة قائمة حتى في بداية عهد موسى عليه السلام حين نجى الله المؤمنين وأغرق فرعون ولكن بعد ذلك جاء التشريع الإلهي بوجوب مدافعة المؤمنين لعدوهم الكافر وأن سنة إهلاك الكافرين بالقدرة الإلهية قد تغيرت فكان أمر الله لبني إسرائيل بدخول الأرض المقدسة وحرب الجبابرة فيها ووعدهم بالنصر بمجرد الدخول عليهم والتزامهم بتنفيذ الأمر الإلهي ولكن بني إسرائيل قد رفضت الالتزام وتنفيذ الواجب وقالت لموسى كما يذكر الله عز وجل:”فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ “.
وقد ذكر بعض أهل العلم أن ذلك الرفض كان مصحوبا برغبتهم في أن تظل سنة إهلاك الكافرين السابقة كما هي ورفضهم الالتزام بالتشريع الإلهي فكان عقابهم هو التيه حتى هلك كما ذكر المفسرون الجيل الذي رفض إطاعة الأمر بعد أربعين عاما وولد الجيل الذي حارب الكفار وامتثل أمر الجهاد مع النبي وفتح الله عليهم وذكر أن هذا النبي هو يوشع بن نون.
من هنا نعلم أن الحرب هي أهم أدوات الصراع حاليا وما يذكر من غير ذلك من مظاهر الصراع او تخصيص الحرب بالمجالات الأخرى كالحرب الفكرية والاقتصادية وغيرها هو الفرع وليس الأصل فالأصل في الصراع وعمدته هو الحرب العسكرية والباقي تبعا لها ولنتائجها ولذا يقول الله عز وجل: “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ”.
ونرى أن هذا المفهوم الرئيسي واضح عند المفكرين الغربيين أيضا فيقول نيقولا ميكافيللي في كتابه الشهير الأمير ونفس المعنى ذكر أيضاً في كتابه فن الحرب:
اقتباس :
“أثبتت الأيام أن الأنبياء المسلحين احتلوا وانتصروا بينما فشل الأنبياء غير المسلحين في ذلك”

فكأنه يريد الدلالة على أنه حتى المؤيدين بالنصر الالهي بحاجة إلى استعمال أسباب هذا النصر وهو السلاح حتى يستطيعوا كسب صراعاتهم وهذا بالطبع من المنظور الدنيوي المادي الذي يمثله فكر ميكافيللي.
ويعرف كارل فون كلاوزفيتز الحرب قائلاً: “ الحرب عمل من أعمال القوة لإجبار العدو على تنفيذ مشيئتنا ونعني بالقوة وسائط الحرب من الأسلحة وغيرها ” أي أن معنى الحرب هي اعمال القوة المادية من الأسلحة وغيرها اما غير ذلك فهو من باب التابع والثانوي فلذا يجب على المسلم ضبط المفاهيم بشكل صحيح والا ينزلق وراء كل ناعق فمن كثرة الكلام عن الحرب الفكرية والحرب الكذا والكذا نسى المسلمون الحرب الحقيقة حتى أصبحت هي الاستثناء وليس الأصل عند البعض ممن تشوهت أفكارهم نتيجة الدعايات والدعاة الذين يسعون بقصد أو بدون قصد لتحقيق هدف تدجين المسلمين وإعدادهم للذبح في هدوء وبلا ضجيج من قبل أعدائهم.
وكثيراً ما نسمع عن أن المصالح الاقتصادية وغيرها هي أسباب الصراع وليس أسباباً دينية في زعمهم وأن المسلمين متوهمون وغير ذلك من الدعاوي المشابهة والتي تتضمن معاني متقاربة ونرد هنا ونقول الآتي:

  • أولاً: هذه الدعاوي تتكلم من منطلق علماني غربي يفصل الدين عن الحياة إما نحن المسلمين فليس عندنا شيء سببه ديني وآخر غير ديني بل كل حياتنا وتفاصيلها هي من ديننا الحنيف يقول الله عز وجل: “قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين “
  • ثانياً: أسباب الصراع ومصالح الشعوب كثيرة ومختلفة في الأهمية والحجم ولكن المصالح الاستراتيجية والاسباب الكبيرة دوما لا يمكن حسمها إلا بالحرب.


اقتباس :
يقول كلاوزفيتز: «الحرب اصطدام بين مصالح كبرى لا يسوى إلا بالدم » بمعنى آخر أي صدام بين المصالح الكبرى سيكون نتيجته الحرب والتي لا تتم تسويتها سوى بالدم على أرض المعركة.


  • ثالثاً: تعاليم وعقيدة الإسلام تصطدم اصطداما مباشرا مع كل مصالح الطغاة والظالمين والمستعمرين والمنحرفين فكريا وأخلاقيا وبالتالي لا يجد هؤلاء سبيلا سوى حرب الإسلام نفسه بكل وسيلة من أجل تحقيق أهدافهم ومصالحهم المختلفة مهما تشعبت وتعددت فهم يريدون سرقة الشعوب واستعباد البشر وانحراف الأخلاق وإطلاق العنان للشهوات واستباحة كل منكر ورذيلة. والإسلام يدعو للعدل وتوزيع الثروة وكفالة المجتمع وتحرير البشر وتهذيب النفس والأخلاق الفاضلة وكبح جماح الشهوة وردع المنكر وبالتالي فوجود الإسلام بعقيدته الواضحة وتعاليمه النقية وجهاده المتين يكون هو المانع الأول لهؤلاء الأعداء من تحقيق مصالحهم ولذا يعلنوه بالحرب بشكل علني كما قال بعضهم او بشكل غير علني وبكل وسيلة ممكنة.

[rtl]

طبيعة الحرب

[/rtl]
طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Call-of-duty-wwii-100725968-large
كما ذكرنا سابقاً أن الحكمة هي وضع الشيء في موضعه ولكل خلق طبيعة فالصخر طبيعته القساوة والماء طبيعته السيولة والدعوة محل اللين والرفق والتربية محل التوجيه والنصح وهكذا في كل مجال من مجالات الحياة وفي كل بيئة أو خلق خلقه الله عز وجل وكذا الحرب فإن لها طبيعتها المعلومة لكل من عاينها وأصولها وقواعدها المخصوصة التي ينبغي الاخذ بها وينبغي لنا كمسلمين أن نعلم ذلك علما صحيحا ليس فيه غلو فنجاوز الحد الذي وضعه الله عز وجل لنا ولا أن نفرط في أخذ الحرب بأسبابها وحقيقتها فتحرقنا نيرانها ونحن نتساءل عن طبيعتها القاسية.
يقول الله عز وجل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ”.
ويقول أيضاً: “فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ”.
“فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا”.
“مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ”.
هذه الآيات الكريمات قد وضحت للمسلم طبيعة الحرب القاسية وأمرته بالشدة والغلظة والإثخان والقتل وترصد وضرب رقاب الأعداء وكل هذه المعاني والأوامر هي ليست سوى تبيين لطبيعة الحرب وكيفية خوضها على الوجه الصحيح وليست لها علاقة بما يدعيه مدعي الإنسانية من الكاذبين والمضللين الذين يروجون لأكاذيب وضلالات تدعو المسلمين لترك الشدة في الحرب وقبول قتل أطفالهم واغتصاب نسائهم والقصف والذبح المستمر لهم عبر العقود المتوالية من أجل ألا يوصموا بالقسوة وغيرها من المعاني التي روج مدعوها لصورة ذهنية مثالية من وجهة نظرهم للإنسان المتسامح والدين المتسامح.
وكل هذه الضلالات هدفها كما ذكرنا سابقا تغيير الفكر والعقيدة الإسلامية من اجل تسهيل قتل وذبح الشعوب المسلمة بكل يسر وننظر الآن لبعض ما لدى الغرب من أفكار عن الحرب وهم يدعون أن بعض الألفاظ والآيات – التي ما جاءت سوى لتقرير طبيعة الحرب وقسوتها المعروفة لكل من عاينها حتى لا ينسى المسلمون ذلك – هي قاسية وغير إنسانية على حد زعم أفاكيهم من العرب والعجم.
جاء في كتاب النصارى المحرف الآتي:
سفر التثنية 20: 16-17: “وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما. بل تحرمها تحريما كما أمرك الرب إلهك”.
لوقا 19: 27: “أما أعدائي الذين لم يريدوا أن املك عليهم فاتوا بهم إلى هنا اذبحوهم قدامي”.
ولو أردنا أن نفرد ذكر ما جاء في العهد القديم من دعوات لقتل الحوامل والأطفال والنساء والذبح والقتل وغيرها من الصور غير المبررة للحرب فلن يتسع أي مجال لها ونحن هنا بصدد تقرير طبيعة الحرب القاسية والوحشية وهذا التقرير ضروري للغاية فكما وضحنا أن الحرب حتمية ومفروضة علينا لذا عند خوضها يجب علينا معرفة طبيعتها والأخذ بأسبابها بقوة حتى لا يأخذنا عدونا ونحن في غفلة الخزعبلات الوهمية.
وفي هذا المعنى يقول كلاوزفيتز: “ كون المشاهد الدموية مشاهد مرعبة يجب أن يجعلنا نتعامل مع الحرب كشيء جدي خطير لا أن نجعلها حجة لندع سيوفنا يأكلها الصدأ باسم الإنسانية فعاجلا أو أجلا سيفاجئنا أحدهم شاهرا سيفا ماضيا ليقطع أوصالنا ” فهذا المفكر الغربي الذي يسمون كتابه إنجيل الحرب قد قرر تقريرا واضحا يتفق عليه كل من خاض غبار المعارك فليس معنى تقريرنا لطبيعة الحرب القاسية أننا نهرب منها نحو كلام وهمي عن الإنسانية والرحمة ونترك الحرب والاستعداد لها وقد اتفق جميع المنصفون أن تعاليم الإسلام في الحرب هي أفضل وأرقى ما يمكن من وجهة نظرهم المادية وإن كنا كمؤمنين نعلم ذلك يقينا كونها من عند الله عز وجل ولكن وجب التنبيه على ذلك ويكفي مجرد المقارنة لأي حرب خاضها الغرب او غير المسلمين قديما او حديثا وبين حروب المسلمين لمعرفة الفارق الضخم للغاية بين المنهج الإلهي الكامل وبين المنهج المادي الذي يبلغ ذروة حقارته في الميادين التي لا يوجد بها رقيب أو حسيب مثل ميدان الحرب.
اقتباس :
فمن هنا يجب علينا ألا ننسى القسوة والشدة والغلظة في الحرب مع الالتزام والتقيد بالأحكام الإسلامية فيها وإن كان الغالب في هذا الزمان هو التفريط في جانب أخذ الحرب بحقيقتها عند الشعوب الإسلامية بالرغم مما تعرضوا له.

يقول كلاوزفيتز: “الحرب بطبيعتها قاسية وخطرة ولا مجال لطريقة بارعة لكسبها دون إراقة الدماء لذا يجب الاستخدام الأقصى للقوة مطلقا فلابد من الواقعية ومعرفة أن حقيقة الحرب ما بين المخاطر الهينة إلى الوحشية القاسية وأن المعركة هي الحل الأكثر دموية ينبغي ألا نعدها ببساطة كتقتيل متبادل إلا أن الحقيقة الثابتة على الدوام هي أن سمة المعركة كاسمها تجعلها كالمجزرة وثمنها الدم “.
[rtl]

أسود ونعام

[/rtl]
طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Lions2
 
ينقسم الناس في الحرب إلى أسود شجعان يأخذونها بحقها لا يهابون طبيعتها ولا قانونها وإلى نعام جبناء يهربون منها بكل وسيلة وتحت عديد العناوين ومن واجبنا كمسلمين أن نلتزم بتعاليم الدين الذي أمرنا بقتال الأعداء والظالمين وأن نكون من أسود التوحيد وليس من جبناء المرجفين.
يقول الله عز وجل: “مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ”.
ويقول الله عز وجل: “إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.
لذا فإن واجب كل مسلم هو المشاركة في الصراع والحرب بكل وسيلة ممكنة ولا عذر لأي أحد خصوصا في زماننا هذا الذي استباحنا فيه جميع الأعداء ويشارك المسلم بنفسه وماله أو بالتحريض أو الإعداد أو الدعاء ولا عذر لأي فرد فمجالات المشاركة متاحة لكل شخص كلا ع حسب استطاعته وقدرته ونختم مقالنا ببعض الأبيات التي تمثل الحال الذي ينبغي علينا أن نتمثل به في هذا الزمان.
اقتباس :
وإني لمقتاد جوادي وقاذف
به وبنفسي العام إحدى المقاذف
فيا رب إن حانت وفاتي فلا تكن
على شرجع يعلى بخضر المطارف
ولكن قبري بطن نسر مقيله
بجو السماء في نسور عواكف
وأمسي شهيدا ثاويًا في عصابة
يصابون في فج من الأرض خائف
فوارس من شيبان ألف بينها
تقى الله نزالون عند التزاحف
إذا فارقوا دنياهم فارقوا الأذى
وصاروا إلى ميعاد ما في المصاحف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب   طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Emptyالخميس 28 مارس 2019, 11:03 pm

[rtl]طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب %D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%87%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A
[/rtl]




[rtl]الصراع الإسلامي الصهيوني في ميزان العقيدة والعمالة[/rtl]

يستمر الزحف الصهيوني في مد أوتار الحبال والقيود تحسبًا من يقظة الثائر المرتقب، الذي بدأ يستنهض خطاه على طول الجسد الإسلامي الكبير، حيث يتواصل إلهاء الجماهير وصرفها عن الصراع الدائر. الصهيونية وهي فكرة تتخذ من العقيدة اليهودية منطلقًا، ومن الهدف اليهودي غاية، تلك العقيدة التي لعبت بها أهواء الشياطين من أنس وجان، تقف اليوم كدافع ديني لليهود في حربهم مع أمة التوحيد، واليهود يعلنون ذلك علنًا وعلى ألسنة عملائهم حين تتناثر كلمات الود بينهم.
في الوقت نفسه، يتعامل حكام العالم الإسلامي والنخب العلمانية  بعداء وشدة حين يتعلق الأمر بشريعة الحق الإسلامية، فيسلخون كل منادٍ بالعدالة الربانية بألسنة أشحة على الخير، وتـُفتَح السجون أمام ورثة الأنبياء من علماء الأمة، ثم يغيب الحزم  حين يتعلق الأمر بثروة منهوبة أو عزة وكرامة مسلوبة. ولعل أفعال المنادين بالعلمانية أصبحت أكثر وضوحًا، فقد انحصرت ادعاءاتهم التحديثية في حرب المكوّن الحضاري الإسلامي واتخاذه عدوًا، في مقابل فرش البلاط أمام الطَرح الملحد الوافد للمحتل الغازي، وتكوينهم لفجوة تنبعث من خلالها حملات التشكيك ووفود المبشرين وكل الشرائع الضالة، وفي مقدمتها الشريعة اليهودية.
ويتخذ الصراع مع الصهيونية اليوم أوجهًا كثيرة بوجود ممثلين لها من أبناء جلدتنا يتوزعون في مجالات مختلفة.
[rtl]

الصراع الإسلامي الصهيوني في المجال العسكري

[/rtl]
طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Campdavid-accords
حين نتأمل الصراعات التي دارت منذ زرعت القوى الاستعمارية في شامنا الحبيب ذلك الكيان الصهيوني الذي استولى على مقدساتنا، ونرصد تعامل الجيوش العربية بقيادة العملاء مع هذه الحروب، نجد أن الصراع اكتسى ببواعث عديدة من قومية واشتراكية وبعثية ووطنية.
فرُفعت الشعارات الفارغة لتكون خلفية للصراع، وأصمت الإذاعات والشاشات عقول الجماهير بالهتافات والأغاني الوطنية، حتى يقع تخدير الشعوب ودفعها للاسترخاء، لتتحول المعركة من مركزية العقيدة، إلى مركزية الرموز ومركزية التيارات الفكرية الوافدة، واستبدلت قيادات العسكر التكبير والتهليل بالهتاف باسم الصنم ناصر، وحشد الناس للاجتماعات الجماهيرية ليستمعوا إلى أنور مبعوث السلام والاستسلام.
في حين كان الطرف الآخر يعد العدة للجهاد المقدس، وحرب دينية ارتكزت على مقومات العقيدة، لذلك حين كانت الجيوش العربية تدخل المعارك باسم الزعيم متخذة من القومية والقـُطرية وعصبية حدود سايكس بيكو عقيدة عسكرية، كانت جيوش اليهود تفزع إلى نصوص التلمود والتوراة، حتى أفاق الجنود الذين باتوا ليلتهم في الرقص والمجون في حفل صاخب أعده  لهم أحد جواسيس إسرائيل، أفاقوا في أحد أيام الحرب على خبر القصف الصهيوني للأسطول الجوي.
وتوارثت المؤسسات العسكرية مع كل طاغية جديد قيودًا جديدة في متاهة العمالة والاتفاقيات الدولية، حتى آل الحكم إلى مَن أصبح عندهم التصريحُ بالولاء للصهاينة مدعاةً للفخر وورقةً رابحةً تتيح البقاء على كراسي المهانة، حيث تسقي الجيوش المسماة وطنية كأس الفقر والقتل والترويع للشعوب، وتدوس هنا أحذية العساكر أحلام الجماهير بالحرية والكرامة، كما تدوس هناك العساكر الصهيونية منازل الأبرياء وتسفك دماء الأطفال والنساء.
وعندما تمسّك طرف بعقيدته في الصراع وسعى الطرف الآخر لتمييعها داخل المسار التوافقي مع العدو، أصبحت فقاقيع التنسيق الأمني المشترك تطفو على سطح الخيانات، إذ يُلاحق الأحرار بمقتضاه، بل يتعهد عباس تعهد الأوفياء للإسرائيليين بتقديم الغالي والنفيس في المعركة الأمنية لملاحقة كل من يزعج الجار الصهيوني.

اقتباس :
فإذا كانت العقيدة هي المحرك الذي من شأنه أن يعدل البوصلة نحو الاتجاه الصحيح، فبتغييبها العملي عن المعارك نبقى داخل دائرة خداع المحتل الغاصب وعملائه.
[rtl]

الصراع الإسلامي الصهيوني في المجال السياسي

[/rtl]
من قيود الاستبداد نهضت الشعوب لإسقاط الأنظمة الجاثمة على صدور البلدان التي سامها الطغاة أشد العذاب، وتركوها رسومًا لأطلال وهياكل لأبنية أُفرغت من روحها وحياتها، وحين أسقطت الشعوب رؤوس الطغاة سعت النخب السياسية من الجانب الآخر لمد أكف الصلح للأيادي المدنسة بدماء الأبرياء والملطخة بويلات الانتهاكات، وطلبوا التوافق مع العملاء، وهرعوا مستنصرين بالأعداء، حتى يقبلوا عضويتهم في مدينة الوحوش. هناك حيث تباع الدماء المسفوكة في المزادات العالمية، ويُتاجر بالإبادات البشرية في الاجتماعات الدولية، وتصبح المقابر الجماعية ورقة سياسية قابلة للأخذ والرد لهيئة القرار الأممية، والشرف مسألة تخضع لتفاوض الجلاد مع الضحية.
وداخل مسار يساق فيه التطبيع مع الكيان الصهيوني تحت غطاء السلام، وأي سلام؟ سلام يحفظ مصالح إسرائيل الاقتصادية، وتتسلح بموجبه بالأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليًا، مدعومة من الوصاية العالمية والأوامر الأمريكية.
سلام تُسلب الأمة معه سلاحها وغذاءها ودواءها وطاقتها، وتقدم النخب السياسية معه التنازل تلو التنازل، في رحلة من الاستنزاف، ويكون معه للصهاينة موطئ قدم في الهيئات الحاكمة عبر تمثيل غير مباشر أو مباشر يفضح كل مستور.
فهذا يهودي يتسلق إلى منصب وزير للسياحة في الحكومة التونسية، حيث صمتت الأطراف العلمانية التي ما برحت تدعو لفصل الدين عن السياسة، تلك التي وقفت مستأسدة أمام إقامة الشريعة الإسلامية، وشاركها في ذلك الحزب الإسلامي. صمتت حين اعتبر الوزير أن يوم السبت يوم مقدس لدى اليهود لا عمل فيه، فما كان من معادي الشريعة الإسلامية الداعين لفصل الدين عن السياسة إلا أن سكتوا وما سُمعت أصواتهم، وهم الذين اعتادوا اتهام الأفكار الدينية بالظلامية والرجعية، فلم تسعفهم جرأتهم على دين أهل البلد في نقد رفض اليهودي العمل في يومهم المقدس احترامًا لدينه، فأين الذين بُحَّت أصواتهم في دعم القوانين التي تصادم شرع الله في المواريث، وأين من ينادون بحرية زواج المسلمة بغير المسلم؟!
ليتضح بجلاء أن مهمة النخب المتغربة والعلمانية هي استهداف تغييب الإسلام خصوصًا عن الحكم والحياة والمجتمع، وأن دورهم هو تمهيد الطريق أمام الغزو الخارجي، وأن خطاباتهم فيما يتعلق بالمدنية الحديثة والديمقراطية محض خداع وألوان زيف يتلونون بها ليسحروا كل من ألقى لهم سمعه، فكيف بمن باع الهوية أن يحفظ ما دونها من المطالب الاقتصادية أو الاجتماعية؟!
[rtl]

الصراع الإسلامي الصهيوني في المجال التربوي

[/rtl]
طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب %D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84
كثيرًا ما نسمع في بلداننا العربية عن تعديلات في البرامج التعليمية، لا تكون أبدًا تعديلات نحو البناء المتكامل للتكوين العلمي لبراعم وآمال المستقبل، تمكنهم من التأهل لحمل المسؤوليات ومقارعة التحديات، بل تكون دائمًا في اتجاه الانبطاح لما يُفرض من إملاءات خارجية نحو إلغاء الوازع الديني، وتغييب الحس الحضاري الإسلامي، واستبدال التربية المحمدية برواسب الأقلام الغربية.
لتمتد أيادي العبث للمناهج التربوية، وتلغي منها ما تراه هي دعوة للعنف أو نبذ الآخر، الآخر الصهيوني الذي يريد إنشاء أجيال هشة مضطربة من المسلمين، محشوة الشعور بالمتناقضات، متراكمة الفكر بالشبهات، منفصلة عن تاريخها وعن سياقها الحضاري، منبتة عن واقعها، تصارع طواحين الرياح من الجدليات والخرافات الشاذة، قابلة للعدوى بكل الأمراض الاجتماعية والعقد النفسية. أجيال يكون آخر اهتمامها إعادة الحياة إلى نسقها الطبيعي، وإرجاع البشرية من وحشة المناهج المادية الهدامة لكرامة الذات الإنسانية، حيث تنعم بالاستعلاء على  ركام الشهوات واستنزاف البشر.
وهي حملة يقودها من تسموا زورًا التنويريين، الذين اعتلوا مراكز التربية في بلداننا، فأصبح الواحد منهم يناضل لمحوالبسملة ويصب جهود المؤسسات لمنع الصلاة داخل المعاهد التربوية. بل تتداعى القوى العلمانية والإعلامية والأمنية لغلقمدارس تعليم القرآن، ويصرخ الساسة أن أخرجوا أهل القران من أرضكم فإنهم أناس يتطهرون. هكذا يريدون عبثًا إطفاء نور الله بأفواههم، والله متم نوره.
بينما في الضفة الأخرى من الصراع يسعى الصهاينة إلى إشباع البرامج التعليمية بالحس الديني فيما يشبه معسكرات الإعداد والتجنيد، مع توجيه المناهج بالمواد التي تتمحور حول كره العرب واحتقارهم؛ فلا نسمع أحد الناعقين من تنويريي العرب يصف هؤلاء بأنهم يُدرّسون أجيالهم التطرف أو العنف، بل لا نسمعهم إلا حين يأمرهم أسيادهم بأن يدمروا عقول المسلمين بأهوائهم التي يُسبِغونها صبغة الحداثة، ويغطونها بستار من المصطلحات الكاذبة.
ليتواصل تزييف الحقائق تباعًا، وتغييب كل ما من شأنه أن يُنهض الشعوب وينفخ فيها شوق لعودة مجد، وكي لا تتحول أزمة الوعي إلى وعي الأزمة، وحتى تبقى الأذهان داخل القفص الوهمي المتواطئ مع إملاءات النظم المستبدة، وتصبح العقول مهذبة على رفض محاولات التغيير، وعلى النمطية التي تقتل كل إبداع ونبوغ، وخوفًا من أن توجه هذه الطاقات نحو حقيقة المشهد بكل تفاصيله.
وبين هذه الجدران من السراب الذي تقيمه قوى الغزو الفكري وتروج له النخب المستغربة، تسجن روح مقاومة الطغيان، ويكبح جماح التحليق في سماء الحرية، كي يعمل صهيون على هدم المقدسات واستباحة الأعراض دون مشاكل، ولأن العقيدة هي دافع الصراع، ينشط العملاء في بلداننا على تغييبها.
[rtl]

دور النخب العلمانية في صراع الإسلام مع الصهيونية

[/rtl]
لقد انحسر دور النخب العلمانية على اختلاف مراكز تأثيرها في حرب العروة الوثقى للرسالة الحضارية الإسلامية، والعداء لكل ما من شأنه أن يجمع الشعوب على أهدافها الحقيقة، وأن يعيد الكرامة للجماهير التي نفضت غبار الاستبداد، وتهيأت لتخرج من عباءة الطغيان، فما أن لاحت خيوط النور حتى انتفض المهرجون الداعون للاستنارة، وراحوا يحقنون المزاج العام بالسموم المخدرة، وأشعلوا حرائق الخلافات الفكرية، وأطلقوا الشهوات الحيوانية من عقالها، وكسوا ذلك كساء من التحضر ومحاربة الرجعية، ودفعوا بحملة الشذوذ الفكري إلى المنابر يهتفون بالأوهام، ويدسون الدسائس ويغرضون في الثوابت، وصرفوا الجماهير عن حقيقة الصراع.
ذلك الصراع الذي كانت نتائجه فصل الأمة عن ركائزها وسلبها لثرواتها وتنصيب حكام يعملون لصالح الصهيونية بوفاء، لكن الصراع انطلق بصرف الأمة عن عقيدتها ابتداء، وتقييد الفكرة التي من شأنها أن تطلق الحركة الدافعة في النفوس من جديد، وأن تحشد الطاقات المتوقدة لإصلاح ما أفسدت سنوات الركود، وأن تنتفض من بعد طول سكونها في وجه من يحملون الأسماء العربية والقلوب الأمريكية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب   طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Emptyالخميس 28 مارس 2019, 11:11 pm

طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب %D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%B1



حكام المسلمين ولعبة الكلمات المتقاطعة عن القدس والخطوط



غريب حال الحكام المتحكمين في المسلمين، والأغرب حال السَّمَّاعين لهم من المسلمين!
يقول أحد الحكام -وهو أردوغان-:” القدس خط أحمر.”، ويردد معه حكام آخرون جمعهم في قمة استثنائية سمَّوها زورًا مؤتمر “إسلامي”؛ سنعترف بفلسطين دولة على حدود 26 صفر 1387هـ (4 يونيو 1967م) وعاصمتها القدس الشرقية]، ويعود الحاكم الأول -أردوغان- ليؤكد أنه:” سيفتح سفارةً لبلده في القدس الشرقية، عاصمة فلسطين”.
طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب %D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-e1514358997252
استغربتُ لمَّا صفَّق كثير من الناس لعبارات حكامهم هذه الغير مفيدة، وتطايَرُوها بالتهليل والتبشير، وجعلوها وَسْمًا يتداولونه. فأول ما يتعلمه الطفل في الروض هو أن يتحدث بجمل مفيدة، فكيف يتحدث حكامٌ بجمل غير مفيدة ثم يصفق لها جمهورهم؟
انتظرت وانتظرت لعل الحكام يتمموا عباراتهم التي أطلقوها؛ لتصبح جملًا مفيدة يفهمها كل من لم تنحرف فطرته. انتظرت ليبينوا كيف سيعاقبوا -مثلًا- من تخطى خَطَّهم الأحمر، أو كيف سيجعلوا من فلسطين دولة بحق على أرض الواقع. لكن لم يصدر منهم شيء، فقُلت لعلها من جديد لعبة الكلمات المتقاطعة التي تعَوَّد الحكام إطلاقها منذ عقود؛ ليشغلوا بها الناس ويُسَلُّونهم بها، فدأبت أحل لغز كلماتهم المتقاطعة…

الكلمات المفقودة بين عبارة [القدس خط أحمر]

طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب %D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%AE%D8%B7-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%B1
فـ”الخط الأحمر” ليس عبارة مشاعرية تُطلق في الخُطب، وليس عبارة يطلقها كل من هب ودب، ولا وَسْمًا يُطلق في وسائل التواصل الاجتماعي، وليس خطًّا يُرسم بقلم أحمر على الورق، ولكن الخط الأحمر ترسمه الدبابات والطائرات والصواريخ وصفوف الجنود من الرجال الشجعان المدججين بالسلاح؛ لتحيط كل هذه القوة بالهدف الذي لا يجوز للعدو الاقتراب منه، وتطرد من اقتحمه أو يحاول اقتحامه.
فالخط الأحمر هو الذي سطره مثلًا جيش محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين غزى “خيبر”، وقضى عليها؛ بسبب دسائسهم وتحريض الأحزاب ضد المسلمين، وإثارة بني قُرَيظة على الغدر والخيانة بالعهد الذي كان بينهم وبين الرسول، واتصالهم بالمنافقين في المدينة، وبسبب تآمرهم لاغتيال الرسول – صل الله عليه وسلم -.
الخط الأحمر هو الذي سطره الرسول وجيشه على قلاع بني قينقاع؛ حين تعدى يهودي منهم على امرأة مسلمة وكشف عورتها، فحاصرهم الرسول -صل الله عليه وسلم-، وأجلاهم عن المدينة.
الخط الأحمر هو الذي سطرته مثلًا بريطانيا حول جزر الفوكلاند سنة 1402هـ (1982م) التي تبعد عنها بآلاف الكيلومترات، وكانت تتمتع بحُكمِ ذاتي تحت تاج ملكة بريطانيا؛ حين اجتاحتها الأرجنتين عسكريًا لتحررها وتسترجعها، فحرّكت بريطانيا أسطولها البحري والجوي، وهزمت الجيش الأرجنتيني شر هزيمة، وطردته، واسترجعت الجزر تحت سيادتها.
الخط الأحمر هو الذي سطره مثلًا الجيش الإسباني سنة 1423هـ (2002م) حول جزيرة ليلى (جزيرة تورة) التي تقع في مضيق جبل طارق؛ حين أنزل المغرب بضعة جنود على شواطئ الجزيرة المتنازع عليها، فتحرك الجيش الإسباني وحاصر الجزيرة بَرًّا وجوًا، وألقى القبض على الجنود المغاربة، وأكد سيادته على الجزيرة.
فـ”الخط الأحمر” ليس لَوْنًا يُرسم بقلم أحمر أو بمُحَمّرات الشفاه، ولا عبارة تنطقها الشفاه، ولا شعارات تُرفع على اللافتات، ولا وُسوم تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي…، ولكن “الأحمر” كناية عن الدم، و”الخط” كناية عن القوة والسلاح والجيش؛ كناية عن حد السيف.
فقد صدق أبو تمام الطائي حين رد على المرجفين الذين حذروا الخليفة العباسي، المعتصم بالله، من غزو عمورية سنة 223هـ (838م)، أحد أهم معاقل الدولة البيزنطية وأشدها حصانة، وأكد -أي أبو تمام- في أبياته الشعرية الخالدة على أن الحرب وحدها هي سبيل المجد، وفرض الأمر الواقع:
اقتباس :
السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ     في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ     في مُتونِهِـنَّ جَـلاءُ الشَـكِّ وَالرِيَـبِ
(بيضُ الصَفائِحِ: كناية عن السيوف، وسودُ الصَحائِفِ: كناية عن كلام المنجمين).

الكلمات المفقودة بين ألفاظ عبارة [الاعتراف بفلسطين دولة]

فكما هو شأن [الخط الأحمر]، كذلك هو شأن إعلان قيام دولة؛ فالدول لا تنشأ على الورق، ولا بالإعلان بالعبارات عن قيامها، ولكن الدول تنشأ ويُعلن عنها حين تتوفر فيها مقومات الدولة، والتي من أهمها توفرها على قوة مسلحة ضاربة، تصد بها أعدائها من الدول، وسيادتها التامة على أراضيها، واستقلالها التام في سياساتها الداخلية والخارجية، واتخاذها كل قراراتها حسب ما تقتضيه مصالحها الذاتية، وليس حسب إملاءات ورغبات دول أخرى.
فكيف تكون فلسطين دولة وشعبها -بما فيهم ما تسمى الحكومة الفلسطينية والرئيس والوزراء- لا يستطيعون التحرك، والسفر إلا بإذن “إسرائيل”؟ كيف تكون دولة ولا يحق لها امتلاك حتى مطار أو ميناء تتحكم هي في من يدخل ويخرج منهما؟
كيف تكون فلسطين دولة، والجيش “الإسرائيلي” يدخلها متى شاء، ويلقي القبض على من شاء من أبنائها، حتى أفراد حكومة حماس والبرلمانيين ألقت عليهم إسرائيل القبض وزجت بهم في سجونها.
(هذا مع التأكيد على أن الهدف الشرعي ليس إقامة دويلة فلسطينية وطنية كسابقاتها من الدويلات الوظيفية؛ التي أنشأها الغرب على أنقاض الخلافة العثمانية، ولكن الهدف هو إعادة فلسطين لحضن خِلَافَةٍ على منهاج النبوة، خِلَافَة جامعة لجميع المسلمين في أمة ودولة واحدة، ففلسطين لن تحرر إلا بعد أن يقيم المسلمون خلافتهم الراشدة).

الكلمات المفقودة بين ألفاظ أردوغان أنه [سيفتح سفارةً لبلده في القدس الشرقية، عاصمة فلسطين]

فكما هو شأن [الخط الأحمر]، وشأن [الاعتراف بفلسطين دولة]، كذلك هو شأن [إعلان القدس عاصمة لفلسطين]، سواءً القدس الشرقية أو الغربية، أو كلها غير مجزأة، فإعلان مدينةٍ عاصمةً لا يكون على الورق ولا بالشِّفاه، ولكن إعلان مدينة عاصمة لدولة يستوجب أولًا إيجاد الدولة بالشروط والمقومات التي سبق ذكر أهمها، ويستوجب أن تكون المدينة التي يُراد اتخاذها عاصمة تحت سلطان الدولة وهيمنتها.
فلم أرى حماقة ودَجَلًا مثل إعلانِ شخصٍ مدينةً (أو نصف مدينة)، ليس له سلطان عليها، عاصمة لدولة ليست موجودة أصلًا، ولا سلطان له على الأرض المزعوم قيام الدولة عليها!
فكيف يريد السيد (أردوغان) فتح سفارته في القدس الشرقية؟ هل يريد نقل مُعدات السفارة في سفينة “مرمرة ثانية”، يقتحم بها القدس ويهزم الجيش الإسرائيلي ويبني سفارته بالقوة على أرض القدس؟
إذا كانت “مرمرة الأولى” التي لم تكن تنقل إلا مساعدات إنسانية الى غزة، أوقفها الجيش الإسرائيلي وهي في المياه الدولية، وأعدم عشرة أتراك عليها، ولم يستطع (أردوغان) الرد عليها، فكيف يمكن لأردوغان إقامة سفارة له في القدس الشرقية التي هي تحت هيمنة وحكم إسرائيل؟
(يجب هنا التأكيد على أن القدس إن كان لها أن تكون عاصمة، فهي عاصمة الأمة وعاصمة الخلافة الراشدة القادمة، وليست عاصمة دويلة فلسطين على حدود سايكس بيكو. فما فلسطين إلا جزء من ولاية الخلافة الراشدة القادمة بإذن الله، جزء من ولاية الشام).
كانت هذه حلول الكلمات المتقاطعة؛ التي تحدث بها حكام البلدان الإسلامية، وإلى اللقاء مع كلمات متقاطعة جديدة، فما أكثرها!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب   طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Emptyالخميس 28 مارس 2019, 11:23 pm

طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب 1998-e1513426334122






[rtl]ماذا تريدون من القدس أيها المسلمون؟![/rtl]

من رأى هَبَّة المسلمين في كل بقاع العالم محتجين على إعلان الرئيس الأمريكي -دونالد ترامب- نَقْلَ سفارة بلده الى القدس، يظن وكأن القدس وفلسطين محررة ويحكمها المسلمون، والآن فقط يسعى النظام العالمي الصهيوصليبي لاحتلالها.

القدس مُحتلة منذ زمن بعيد


طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب 1669867652-e1513431415958
فلسطين والقدس محتلة منذ مائة عام، وليس اليوم بالقرار التنفيذي لنقل سفارة أمريكا إلى القدس!؛ ففلسطين محتلة منذ سنة 1336هـ (1917م) حيث دخلها الجيش البريطاني قادمًا من مصر بعد انهزام جيش الدولة العثمانية إبَّان الحرب العالمية الأولى.
وفِي 25 صفر 1336هـ (9 ديسمبر 1917م) دخل الجيش البريطاني تحت قيادة الجنرال (إدموند أٓلِنْبَيْ) مدينة القدس، واحتلها. وقد قوبِلَت عودة الجيش الصليبي (البريطاني هذه المرة) بعد مئات السنين إلى القدس واحتلالها بفرح عارم في أوروبا وأمريكا.

بريطانيا أنقذت القدس!


طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب %D8%A5%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D9%85%D9%86-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-e1513426911582
فقد نشرت مثلًا صحيفة “نيويورك هيرالد” في صفحتها الأولى يوم 27 صفر 1336هـ (11 ديسمبر 1917م) مقالًا تحت عنوان:[إنقاذ القدس من قبل البريطانيين بعد 673 عام من الحكم الإسلامي]. و673 سنة تعود لِلْعَدِّ إلى تاريخ 8 صفر 642هـ (15 يوليو 1244م)، التاريخ الذي قضى فيه المسلمون على آخر مملكة للصليبيين في القدس، حين أعاد الخوارزميون والأيوبيون بقيادة السلطان الصالح أيوب فتحها.
لما احتلت بريطانيا فلسطين، وتنفيذًا لِـ”إعلان بلفور”، عملت على استقطاب اليهود من كل بقاع العالم ووطَّنتهم في فلسطين، ومكَّنتهم من إنشاء قوة عسكرية متطورة. ثم أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 16 محرم 1367هـ (29 نوفمبر 1947م) قرارها الشهير رقم “181”.
ذلك القاضي بتقسيم فلسطين الخاضعة للانتداب البريطاني آنذاك إلى دولتين، إحداهما عربية (حوالي 43٪‏ من الأراضي الفلسطينية) والأخرى يهودية (56٪‏ من الأراضي الفلسطينية)، وجعل القدس منطقة دولية تحت سلطة الانتداب البريطاني وإدارة الأمم المتحدة. فنسقت بريطانيا (وأمريكا) مع اليهود؛ ليعلنوا قيام دولة إسرائيل بتاريخ 7 رجب 1367هـ (15 مايو 1948م)، تزامنًا مع إعلان بريطانيا إنهاء انتدابها على فلسطين.
طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب 0be329839de247e98c3201364642aef0_18
ومع انسحاب بريطانيا من فلسطين سنة 1948م، وإعلان اليهود قيام دولة إسرائيل، اندلعت حربٌ (تحت إشراف وإدارة الأمم المتحدة وأمريكا وبريطانيا -كان مثلًا ضباط بريطانيين يقودون مباشرة فِرَقًا عسكرية عربية-) بين دولة اليهود وعدة دويلات عربية (منها مصر والعراق والأردن وسوريا والسعودية)، امتدت من 7 رجب 1367هـ (15 مايو 1948م) إلى 11 جمادى الأولى 1368هـ (10 مارس 1949م).
انتهت الحرب بهزيمة “دويلات سايكس بيكو” العربية أمام إسرائيل، لُقِّبت على إثرها الحرب بِـ(النكبة)، ضم اليهود خلالها نصف الـ43٪‏ من الأراضي الفلسطينية التي كانت قسَمتْها الأمم المتحدة للعرب، فأصبح العرب لا يسيطرون إلا على حوالي 20٪‏ من مجمل فلسطين (فلسطين حسب الحدود التي رسمتها لها بريطانيا وفرنسا). فانحصر العرب في الضفة الغربية والقدس الشرقية (تحت حكم الأردن)، وقطاع غزة (تحت حكم مصر).
هكذا تم تقسيم القدس إلى جزأين: جزء غربي تحت حكم اليهود، وجزء شرقي تحت سلطة المملكة الأردنية، ويحوي مدينة القدس القديمة؛ التي تضم المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وحائط البراق (حائط المبكى).
ما لبثت حرب “النكبة” تضع أوزارها حتى صوَّت مجلس الأمن لصالح عضوية الدولة الجديدة “إسرائيل” للأمم المتحدة بمقتضى قراره رقم 69، الصادر بتاريخ 5 جمادي الأولى 1368هـ (4 مارس 1949م)، فقَبِلَت على إثر ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة بمقتضى القرار رقم ،273 الصادر بتاريخ 14 رجب 1368هـ (11 مايو 1949م)؛ إسرائيل كدولة عضو في الأمم المتحدة.
تلت حربَ النكبة حربُ النسكة (من 27 صفر 1387هـ/ 5 يونيو 1967م- إلى 3 ربيع الأول 1387هـ/ 10 يونيو 1967م)، انتهت بانتصار ساحق لليهود على مصر-سوريا-الأردن، واحتلال إسرائيل للجولان، وقطاع غزة، وسيناء، والضفة الغربية مع القدس الشرقية، لتصبح كامل القدس بما فيها المسجد الأقصى تحت سلطة وحكم إسرائيل.

القدس عاصمة الاحتلال منذ 1947م


طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب 2crot1k-e1513427329978
ربما يخفى على الكثير من الناس أن كثيرًا من الدول فتحت سفاراتها ابتداءً في القدس بعد إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم “181” لتقسيم فلسطين سنة 1367هـ (1947م)؛ والذي جعل القدس منطقة دولية تحت سلطة الانتداب البريطاني وإدارة الأمم المتحدة.
ولم تنتقل سفارات تلك الدول إلى تل أبيب إلا بعد سنة 1400هـ (1980م) عندما أصدرت إسرائيل “قانون القدس” (سيأتي الحديث عن تفاصيله)، احتجاجًا على سلب الأمم المتحدة دورها الرمزي في إدارة القدس.

قانون القدس لسنة 1980م جعل القدس رسميًا عاصمة لإسرائيل


طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب July-31-peres-basic-law
وإعلان القدس رسميًا عاصمة لإسرائيل لم يكن يوم الأربعاء، 18 ربيع الأول 1439هـ (6 ديسمبر 2017م)، ولكن كان يوم 18 رمضان 1400هـ (30 يوليو 1980م)، لما أقرَّ الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) قانونًا سُمي بِـ(قانون القدس)؛ ينص على أن القدس -كاملة غير مجزأة- عاصمة لإسرائيل.
وأخذ هذا القانون درجة “قانون مبدئي دستوري”، رغم احتجاج الأمم المتحدة عليه وطلبها الدول نقل سفاراتها من القدس إلى تل أبيب (كانت أيامها سفارات كثير من الدول متواجدة بالقدس).
ومما تضمن “قانون القدس” كذلك: أن تكون القدس مقرًا للرئاسة، والكنيست، والحكومة، والمحكمة العليا، وتمتع القدس بأولوية في المشاريع التنموية للحكومة، فتخص الحكومة لبلدية القدس ميزانية سنوية خاصة لتطوير المدينة. وفعلًا الكنيست، وعدة مقار حكومية تتواجد بالقدس، فعمليًا القدس هي العاصمة السياسية لإسرائيل منذ عقود.

أمريكا أعلنت رسميًا سنة 1995م أن القدس عاصمة إسرائيل


وأمريكا لم تعلن القدس عاصمة لإسرائيل يوم 18 ربيع الأول 1439هـ (6 ديسمبر 2017م)، ولكنها أعلنت ذلك “رسميا” يوم 30 جمادى الأولى 1416هـ (24 أكتوبر 1995م)؛ وذلك بإصدار الكونغرس قانونًا إلزاميًا بنقل سفارتها إلى القدس، صوَّت لصالحه 93 مقابل 5 من أعضاء الكونغرس.
طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Roll-call-vote
ومن أغبى ما يتم تداوله، أن أمريكا لم تعلن اليوم تنفيذ قانون نقل سفارتها إلى القدس إلا بضوء أخضر من السعودية ومصر! فمتى كان الغرب يسأل أنظمته الوظيفية عن موقفهم في أي شيء؟ متى كان للعبيد أي قرار أو رأي؟
فإعلان (ترامب) اليوم تنفيذ القانون الذي تم سَنُّه سنة 1995م، ما هو إلا خطوة تكميلية فقط، تُقِر رسميًا ما هو ثابت عمليًا على أرض الواقع، وتُتم آخر مرحلة “رمزية”؛ للتأكيد على أن القدس عاصمة لإسرائيل، وذلك بنقل سفارة أمريكا إلى القدس.
فلماذا هذه الهَبة للمسلمين اليوم ضد إعلان (ترامب) لِمَا هو معلن ومعمول به سلفًا؟

لماذا التفاعل مع فرع المشكلة دون الأصل؟


طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب 13ee41b1dbb94313a27aa73f90ffc301_18
فالخطورة تكمن في أن تثور حافظة المسلمين على إعلانٍ رمزي، لكنهم لا يحركون ساكنًا ضد واقع أن “كل” فلسطين محتلة منذ سنة 1336هـ (1917م).
الخطورة تكمن في تمييز المسلمين بين تل أبيب والقدس، فلا مانع أن تكون الأولى عاصمة، لكن لا يجوز للثانية ذلك. وإن كانت القدس محتلة وتقوم عمليًا بكل المهام السياسية للعاصمة.
والخطورة تكمن في جعل المشكلة هي إعلان القدس عاصمة وليس في وجودها تحت الاحتلال منذ سنة 1336هـ (1917م). الخطورة تكمن في الغضب لِمَا احتلته إسرائيل بعد حرب 27 صفر 1387هـ (5 يونيو 1967م)، لكن الرضا بإسرائيل دولة على ما يُسمى حدود ما قبل 26 صفر 1387هـ (4 يونيو 1967م).
الخطورة تكمن في الهَبَّة ضد إعلان القدس عاصمة، لكن السكوت على اعتراف حتى بلدان “إسلامية” بإسرائيل وبتل أبيب عاصمة لها، وفتح سفارات وقنصليات وممثليات ديبلوماسية في تل أبيب، والتبرير لذلك.
الخطورة تكمن في ترويض المسلمين على القبول رويدًا رويدًا بكل أمر واقع يفرضه الغرب، فينخفض تدريجيًا سقف ثوابت ومطالب وأهداف المسلمين؛ بحيث يصبح المطلب لا يتعدى أن يقبل النظام الدولي بمنح المسلمين حكمًا ذاتيًا علمانيًا (ولو وجد محدود الصلاحيات) على جزء بسيط من فلسطين.
الخطورة تكمن في حصر اهتمام المسلمين بمشاكل ومصائب جزئية تفرعت عن أصول، لكن عدم الانشغال بالأصول نفسها، والعمل على حل المشاكل من الجذور.

القدس خط أحمر
























اندونيسيا   القدس خط احمر


blob:https://www.aljazeera.net/a64f30c1-96e8-44dd-88d8-76e7d6b4cd8d




ومن أسباب اندفاع الإنسان لحصر انشغاله بالفرع دون الأصل، تعامله السطحي والمشاعري مع القضايا، ولعل أبرز مثال على الحماقة واللا معقول الذي تؤدي له الطريقة السطحية العاطفية: هو الفرح الذي أبداه بعض المسلمين بتصريح غوغائي لأردوغان أن القدس خط أحمر، واعتراضه على نقل أمريكا سفارتها إلى القدس، وتناسى هؤلاء الحمقى أن (أردوغان) معترف بإسرائيل، وله سفارة في تل أبيب، وله علاقات حميمية مع إسرائيل على كل المستويات العسكرية والمخابراتية والتجارية.
فهؤلاء الحمقى لا يهمهم كل الخيانات التي يقوم بها (أردوغان) عمليًا، المهم عندهم “الشعارات الحماسية” التي يطلقها من حين لآخر هنا وهناك. هذه الحالة الغريبة يَصْدُق فيها قولٌ مقتبس من مقالٍ نشره مؤخرًا عبد الله المزهر:
اقتباس :
سياسة «المرجلة» ليست سائدة هذه الأيام، السائد هو أن تتحدث عن حق الشعوب والحريات، وتستضيف المعارضين، وتزين شوارعك بصور وأعلام القدس وفلسطين، ثم تفعل بعد ذلك ما تشاء، حتى لو نِمْت بعدها مع (نيتنياهو) على فراش واحد، فلن يصفك كثير من العرب بأنك خائن (ا.هـ).
فما هو أصل قضية فلسطين وكيف يتم حلها؟ الجواب على هذا السؤال يجب أن يبدأ بطرح سؤال عميق وشامل: ماذا يريد المسلمون من القدس؟

ماذا تريدون من القدس أيها المسلمون؟


هل تسعون لتحرير القدس؛ فقط لأنها مَسرى رسولكم محمد -صل الله عليه وسلم- {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}؟ فإن كان كذلك، فنبيكم مات والقدس تحت حكم الروم، ولم يفتحها.

الصلاة فيه




Embed from Getty Images




وهل غرضكم من القدس هو الصلاة في المسجد الأقصى فحسب؛ لمكانته، ولعظم أجر الصلاة فيه، لقول الرسول -صل الله عليه وسلم-:” لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ، الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (في مكة) وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (في المدينة)، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى (في القدي)”(صحيح البخاري)، ولقوله -صل الله عليه وسلم-:” الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِمِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ، وَالصَّلَاةُ فِي مَسْجِدِي بِأَلْفِ صَلَاةٍ، وَالصَّلَاةُ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ بِخَمْسِمِائَةِ صَلَاةٍ”(الكبير للطبراني)؟
فإن كان كذلك، فقد كان من المسلمين في عهد الرسول من يزور القدس للصلاة في المسجد الأقصى وهي -أي القدس- تحت حكم الروم، فلم يكن فتحها شرطًا لزيارة بيت المقدس والصلاة فيه.

الصلاة في بيت المقدس ومسجد الرسول


كما أن الرسول كان ينصح من نذر للصلاة في بيت المقدس أن لا يفعل ذلك، ويصلى في مسجد الرسول في المدينة، فذاك يُجزئ عنه النذر ويكسبه أجرًا أكبر.
فعن جابر بن عبد الله قال: أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي نَذَرْتُ إنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ مَكَّةَ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَال له رسول الله -صل الله عليه وسلم-:” صَلِّ هَاهُنَا”، فَسَأَلَهُ ثانية، فَقَالَ الرسول مرة أخرى:” صَلِّ هَاهُنَا”، فَسَأَلَهُ ثالثة، فَقَالَ -صل الله عليه وسلم-:” شَأْنُكَ إذَنْ،… وَاَلَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ لَوْ صَلَّيْتَ هَاهُنَا لَقَضَى عَنْك ذَلِكَ كُلَّ صَلَاةٍ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ”(نيل الأوطار للشوكاني).
فإن كان الغرض من القدس هو الصلاة في بيت المقدس فحسب، فإسرائيل لن تمنعكم من ذلك، بل ستفرح بذلك وتُؤمِّن زيارتكم لبيت المقدس، فهذا أصلًا ما تسعى له إسرائيل: تطبيع العلاقات مع شعوب البلدان الإسلامية.
وها هي تركيا تنظم منذ فترة رحلات سياحية لمواطنيها إلى القدس. ثم من كان عنده “تحفظ” على دخول المسجد الأقصى تحت سلطة إسرائيل، فليشد الرحال لمسجد الرسول أو إلى المسجد الحرام، فهما أولى وأعظم أجرًا من بيت المقدس.

تريدونها عاصمة؟


طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب %D8%AE%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%B5%D9%89-15-e1513428133574
أم تريدون استرداد القدس أو الجزء الشرقي منها، فقط لتكون عاصمة لدولة فلسطينية وطنية ضمن حدود سايكس بيكو، خاصةً بِـ”الفلسطينيين”، تحكم بغير ما أنزل الله، ويحتاج المسلمون الذين لا يحملون “الجنسية الفلسطينية” تأشيرة دخول لزيارة بيت المقدس، تمامًا كما يحتاج المسلمون اليوم تأشيرة لزيارة مكة أو المدينة؟
فإن كان هذا هدفكم، فلا خير فيه ولا ثواب ولا أجر، إذ لا علاقة للإسلام بمبتغاكم؛ فالقوة والحكم والسلطة ليسوا غاية لذواتهم في الإسلام، ولكنهم وسيلة وأداة لإقامة حكم الله في الأرض.
{الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)}(الحج)، {عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)}(الأعراف)، {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)}(القصص).
جاء رجل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسأله: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الْأَجْرَ وَالذِّكْرَ، مَا لَهُ؟ قَالَ الرسول: “لَا شَيْءَ لَهُ”، ثم قال -صل الله عليه وسلم-:” إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ”(فتح الباري). وفِي روايةٍ، سأل رَجُل النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ -صل الله عليه وسلم-:” مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ”(صحيح البخاري).

تطهيرها من حكم الطاغوت




Embed from Getty Images




أما إن كان غرضكم من القدس هو تطهيرها من حكم الطاغوت وإخضاعها لحكم إسلامي، يليق ومكانتها كأرض مباركة مطهرة، يكون فيها ليس المسجد الأقصى مطهرًا فحسب، بل كل محيطه طاهر من قوانين الكفر ومن المنكرات والفواحش العلانية الظاهرة،… حكم إسلامي يليق بالقدس التي خصَّها الله بمحفل رباني من دون كل بقاع العالم، محفل كان مركزه ومحوره خاتم النبيين محمد -صل الله عليه وسلم-.
الذي أَسْرى الله به من مكة إلى القدس، وجمع له سبحانه أنبياءه من كل الألوان والألسنة والبلدان؛ لِيَؤُمَّهم الصلاةَ في بيت المقدس، معلنين بذلك إيمانهم كلهم بمحمد، فتُلغى بذلك كل الشرائع السابقة ولا تبقى إلا شريعة الإسلام الواجبة الاتباع.
اقتباس :
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
وقال الرسول -صل الله عليه وسلم-:” وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام قَائِمٌ يُصَلِّي أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ يَعْنِي نَفْسَهُ، فَحَانَتْ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ”(صحيح مسلم).
ويُروى عنه -صل الله عليه وسلم- بعض ما جرى معه لما وصل بيت المقدسSad… قَامَ يُصَلِّي، فَالْتَفَتَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا النَّبِيُّونَ أَجْمَعُونَ يُصَلُّونَ مَعَهُ)(مسند أحمد).
فإن كان هذا هو غرضكم من القدس -تطهيرها من حكم الطاغوت وإخضاعها لحكم إسلامي يليق ومكانتها كأرض مباركة مطهرة-، فنِعِمَّ المطلب!

ما هو أصل قضية فلسطين وكيف تُحل؟




Embed from Getty Images




فإن كان هذا هو غرضكم من القدس -تطهيرها من حكم الطاغوت وإخضاعها لحكم إسلامي-، فاعلموا أن أصل القضية الفلسطينية عقائدي بامتياز، وليس قضية أرض يتصارع “عربٌ” أو “فلسطينيون” ويهود على الهيمنة عليها، فلو كان الأمر كذلك (أي قضية أرض وسلطة) لكان بالإمكان إرضاء الطرفين بإعطاء كل منهم جزءًا من الأرض وتعايش الطرفان جنبًا إلى جنب في سلام واستقرار.
فقد تطاحنت دول أوربا فيما بينها على السلطة والأرض تطاحنًا شديد الدموية والوحشية، ثم توصلوا لحلول وتوافقات أرضت الجميع، تنازل كل طرف عن شيء من حقه، فتمخض عن ذلك دُوَلًا حديثة مستقرة، قوية، آمنة!
ومن أدرك أن القضية الفلسطينية عقائدية بامتياز، فعليه أن يستنتج بداهةً أنها -أي القضية الفلسطينية- لا يمكن أن يخوضها بحق وإخلاص إلا دولة عقائدية، دولة إسلامية، خِلَافَة على منهاج النبوة.
ومن ثم فالقضية الفلسطينية لا ولن تقوم لها الأنظمة الوظيفية في العالم الإسلامي قاطبة، إذ كيف تقوم لقضيةٍ عقائدية دويلات غير عقائدية؟ كيف تقوم لها دويلات لا تقيم للشريعة وَزنًا، ولا تطبقها في بلدانها، بل وتحارب الإسلام ودعاته؟ وهذا يفسر كيف لا تستطيع تلك الدويلات حتى مجرد قطع العلاقات مع إسرائيل، ناهيك عن محاربتها!
فكيف تقوم لقضية فلسطين العقائدية دويلاتٌ وجودها متعلق أصلًا بوجود إسرائيل ومرتبط بها ارتباطًا مصيريًا ومباشرًا؟ فكلها -الدويلات الوظيفية في العالم الإسلامي وإسرائيل- تمخضت عن هدم الخلافة، والقضاء على الإسلام كقوة عقائدية وسياسية وعسكرية، وبالتالي فالأنظمة في البلدان الإسلامية أحد أهم وظائفها: حماية إسرائيل!
وبالتالي فحل القضية الفلسطينية يكون أولًا بإنهاء تلك الأنظمة الوظيفية في العالم الإسلامي، وإقامة المسلمين لخِلَافَة على منهاج النبوة تأخذ بكل أسباب القوة العقائدية والعسكرية والمادية والسياسية، فتجهز الجيوش وتعد العدة، تمامًا كما فعلت الخلافة الراشدة في عهد الصحابة -رضوان الله عليهم-؛ التي فتحت فلسطين وقضت على الحكم الصليبي في الشام. وتمامًا كما فعلت دولة الأيوبيين الإسلامية؛ التي أعادت تطهير فلسطين من حكم الصليبيين.
(أما من يظن أن استرداد فلسطين سيكون عن طريق التحاكم للأمم المتحدة ودول الغرب؛ التي أنتجت هي نفسها إسرائيل واعترفت بها، فهذا لا يستحق أي رد؛ لسخافته، وتفاهته، وحماقته).

خاتمة


طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Palestinians-hold-a-protest-against-us-president-donald-trumps-to-picture-id893396300






ليس المقصود هنا ذم الاحتجاجات والمظاهرات الجارية ضد قرار (ترامب) تنفيذ قانون نقل سفارة بلده إلى القدس، أو الانتقاص من أهميتها، فهي -أي الاحتجاجات والمظاهرات- واجبة ليُظهر المسلم سخطه، ويستنكر الباطل، ويُعْلِمَ الظلمة والطغاة أنه -أي المسلم- غير مسَلِّمٍ في حقه، ولا يقر الظلم الواقع به.
فالرسول -صل الله عليه وسلم- قال:” مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ”(صحيح مسلم)، ورُوِي عن الرسول:” إِذَا رَأَيْتَ أُمَّتِي لَا يَقُولُونَ لِلظَّالِمِ مِنْهُمْ أَنْتَ ظَالِمٌ، فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ”(مسند أحمد).
لكن الهدف هو التذكير بأن الظلم والباطل لا يزول فقط بإنكاره باللسان والقلب؛ فالمظالم الواقعة بالمسلمين اليوم لا ولن تُرَد أبدًا بالمظاهرات والاحتجاجات، ولكن بالأخذ بأسباب القوة العسكرية والعقائدية والسياسية الشرعية.
فجهد المسلمين -جماعات وعلماء- يجب أن ينصب على إيجاد نقطة ارتكاز لخلافة على منهاج النبوة في منطقةٍ ما من البلدان الإسلامية؛ فمن تلك النقطة سينطلق الفرج على كل الأمة، وستحرر ليس القدس وفلسطين فحسب، بل مكة والمدينة وكل البلدان الإسلامية، وينعم المسلمون بحياة كريمة وعزة تليق بهم كحملة آخر رسالة ربانية، مسؤولين على الأخذ بيد البشرية -كل البشرية- لإخراجها من الظلمات إلى النور.
اقتباس :
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ((1)-إبراهيم).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب   طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Emptyالخميس 28 مارس 2019, 11:29 pm

القدس ودعوة للتفكر


أعلنت أمريكا أن مدينة القدس العاصمة الأبدية لما يسمى “دولة إسرائيل”، وبعدها انطلقت شرارة الغضب العربي والإسلامي؛ لرفض هذا القرار الأمريكي. ولم  يعد هناك حديث عن القدس الغربية والشرقية، بل القدس كاملة لليهود!
وهذا درس بليغ لنا؛ أن نتعلم كيف نأخذ حقوقنا، ولا نتلعثم، ونتردد، ونرتعش، ونستأذن ونحن نطالب بكل أرض فلسطين -ما قبل الاحتلال-، والإيمان -بقوة- بكل حقوقنا قبل الشروع في أخذها؛ فالأيدي المرتعشة المترددة تُضيع ولا تسترد شيئًا!
ومدينة القدس كانت تحت الانتهاكات الصهيونية اليهودية منذ بداية الاحتلال ووعد بلفور، وكانت قبل تنفيذ القرار الأمريكي -الصادر بالمناسبة من عشرات السنين- هي العاصمة الفعلية للكيان الصهيوني، وبها مجلس الوزراء، والكنيست، والقنصلية الأمريكية…إلخ.

ويبدو أن هذا القرار يأتي فيما يسمى بـ “صفقة القرن“؛ التي لم يتم الإعلان عن بنودها بعد، والتي يبدو أنها تأتي على قضية فلسطين من قواعدها برعاية “مصرية، سعودية”، وبقرار صهيوني أمريكي.
وتهويد مدينة القدس، وإصدار قانون القدس الموحد، والتضييق على أهلها من المسلمين،… إلخ، كانت إجراءات سابقة للقرار الأمريكي بوقت طويل، بل تعداه إلى بناء المستوطنات على أراضي الفلسطينيين التي كانت أقرت لهم بها “دولة يهود” من قبل!
وفي حالة الغضب العربي الإسلامي الحالية نجدها فرصة مناسبة لبيان بعض الأمور. لا سيما والشعوب بطبيعتها لا تستجيب إلا تحت “شرارة” تحفزها، فهي تظل في حالة كمون وسكون، حتى يأتي ما يستفزها، فتغضب وتثور.
وتوظيف الغضب والثورة التوظيف الصحيح، هو من لحظات التغيير العظيمة، بل ومرحلة كبرى من مراحل الميلاد الجديد. أما التوظيف الخطأ، وهندسته، ورسم خريطة “رد الفعل” من قبل الأعداء والخونة، فهو يمضي بالشعوب إلى تيه أشد، وأزمات أعمق !.
[rtl]

القدس وفلسطين قضية إسلامية

[/rtl]
نحن نغضب للقدس وفلسطين ليس من منطلق “القومية العربية”، وإنما من منطلق إسلامي خالص. فالعرب لا قيمة لهم بغير هذا الدين، ولم يكن لهم ذكر قبل هذا الكتاب -القرآن الكريم-، فالعرب قبل الإسلام كانت في جاهلية ساذجة سخيفة، وظلم وقهر وعدوان، وبقايا من الفطرة السوية -بحكم النشأة والمكان-.
وقدر الله سبحانه وتعالى باختصاص هذه البقعة بالرسالة الأخيرة، ولقد كان ميلاد هذه الأمة على يد رسول الله محمد -صل الله عليه وسلم- ميلادًا إسلاميًا خالصًا، لا ميلادًا عربيًا، ولا قوميًا، ولا قبليًا. بل اعتبر الإسلام كل هذه المظاهر من “الجاهلية” التي يحاربها ويرفضها الإسلام.
فالقدس إسلامية قبل أن تكون عربية، ولا ضير أن يسكنها الكرد أو الأتراك أو أي عرق آخر، طالما هي تحت مظلة الإسلام، والانتماء للأمة المسلمة، وآخر من حررها كان صلاح الدين -رحمه الله- كردي الجنسية، ومصر العربية تحت قيادة الاحتلال الإنجليزي سابقًا حاربت ضد العثمانيين من أجل سقوط القدس!.
فلا بد -إذًا- من الاهتمام البالغ ببيان طبيعة القضية ابتداءً، حتى لا تضيع منا البوصلة، ونتخبط في التيه في كل مرة. وإن خروج المظاهرات في تركيا وإندونيسيا؛ لرفض القرار الأمريكي دلالة طيبة على الوعي بالقضية، ولا بد من رفع هذا الوعي، والتركيز على قضايانا الإسلامية، ولا نخجل من الإسلام، ولا الاتهام بتحويلها إلى قضية دينية!
فنروح ندافع وندفع عن أنفسنا تهمة “الدين”! فهذا من أخطر الأمور، وسلب كامل لأقوى سلاح، وانهزام في أول المعركة. إن هذا الدين هو قوام وجودنا، هو لحمنا ودمائنا، انسلاخنا منه -روحيًا، أو فكريًا، أو واقعيًا- هو انسلاخ من الحياة إلى الموت.
[rtl]

المقاومة السلمية

[/rtl]
طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب %D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9
في محاولة لسلبنا “عوامل القوة” تم ترسيخ مفهوم المقاومة السلمية ومظاهرها من: (تظاهرات، اعتصامات، مؤتمرات، ندوات، المقاطعة الاقتصادية… إلخ)، والحرب الدبلوماسية عبر النظام الدولي من خلال (مجلس الأمن، والأمم المتحدة، والجنائية الدولية…إلخ).
و”المقاومة السلمية” ضرورة؛ لتظل القضية حية في القلوب، ولإعطائها الزخم اللازم للحياة والبقاء، ولكن خطورة “المقاومة السلمية” تكمن في اعتبارها “الحل الوحيد، والخيار الوحيد”، والعدو لا يريد أكثر من ذلك، بل يرحب به، ويتمنى أن يظل الأمر في إطار المظاهرات والحلول الدبلوماسية! وهذا من ضمن “هندسة الغضب”، و”رسم خريطة رد الفعل”، بما لا يتجاوز مرحلة الخطر والتهديد الحقيقي.
إن نستطيع أن نتفهم ونرحب بمظاهرات حاشدة في دول مثل: تركيا وإندونيسيا، تُحيي القضية في القلوب، وتؤكد على تواصل العالم الإسلامي بعضه ببعض، ولكن لا نستطيع أن نفهم مظاهرات في فلسطين المحتلة! والوقوف أمام العدو الصهيوني بـ “صدور عارية”!! فتكون النتيجة مئات المصابين وعشرات القتلى والمعتقلين، بينما العدو لم يسقط منه جريح واحد!!
فهذا عبث لا يرقى إلى الجد، فالشعب الفلسطيني كان يجب من قديم أن يكون شعبًا مسلحًا بجميع أفراده رجاله ونساءه وشبابه وصبيته، وثورته يجب أن تكون “ثورة مسلحة” لا ثورة حجارة وصراخ! وإذا كانت الفصائل المقاومة بفلسطين لها حساباتها المحلية والإقليمية، ومقيدة بكثير من القيود، فالشعب لن يقيده أحد، ولن يخضع لمعادلات الداخل والخارج.
ولا بد من إحياء هذا الفكر في النفوس، وإيلام العدو إيلامًا حقيقيًا، فلا حق يُسترد إلا بالقوة، ولا يحترم العالم أحدًا إلا الأقوياء، وإن كنت ضعيفًا مُذَلًا تابعًا، وكان الحق كله معك، أُكلت أنت وهذا الحق!.
ولا بد لنجاح الثورة المسلحة من إسقاط شرعية الجواسيس. فلا يُعقل أن يكون رئيس ما يسمى “السلطة الفلسطينية” يعمل جاسوسًا لدى الاحتلال باسم “التنسيق الأمني”، ويُبلغ عن كل من يفكر في جهاد المحتل، ولا بد كذلك من إيجاد آلية فكرية وتربوية لإدارة خلافاتنا وتناقضاتنا بأسلوب راقي، حتى لا يقتل بعضنا بعضًا، ونتحول بالسلاح نحو أنفسنا لا نحو العدو.
[rtl]

عواصمنا المحتلة

[/rtl]
وأما غضب الشعوب العربية -خاصة- فلا يمكن أن يبقى في “خريطة رد الفعل” المعدة سلفًا، والمسموح بها. فالشعوب -في ظل هذه الحالة من شرارة الغضب- يجب أن تفكر خارج هذه الخريطة، وأن تدرك أولًا أن الأنظمة التي تحكمها هي خط الدفاع الأول عن الصهاينة، وشرعية وجودها إنما هي في حماية المحتل! وإذ لم تدرك ذلك تمام الإدراك، وتعمل على إسقاط هذه الأنظمة، أصبحت هذه الشعوب بغضبها أو بدونه جزءًا من المشكلة، لا الحل!.
فعواصمنا محتلة بأنظمة فاسدة وباغية وعميلة، تعمل ضد مبادئ الإسلام، ومقاصد الشريعة، وضد مصلحة شعوبها، وتسجل كل يوم فصلًا جديدًا من الخيانة والعمالة. ولا يمكن أن نساعد في حماية المقدسات الإسلامية، ونصرة إخواننا، ونحن عاجزون عن نصرة أنفسنا، والانتصار من الظالمين والطواغيت الذين أصبحوا صهاينة أكثر من اليهود أنفسهم !
والشعوب لا تقود أنفسها، بل لا بد من “قيادة رشيدة” -لا قيادة رعناء- تُوظف الغضب توظيفًا صحيحًا، وتجمع طاقات وتضحيات الشعوب في اتجاه واحد، وغاية واحدة، ومشروع للتغيير متكامل، بعيدًا عن “البراجماتية السياسية”، و”العمل من خلال خطة العدو”، و”العصبية الجاهلية”. لا بد من عصبة على الحق، تعد العدة، وتستكمل القوة اللازمة لمواجهة الطغاة والطواغيت.
فلا بد من ميلاد الجيل الذي يحرر القدس -راجع كتاب: هكذا ظهر جيل صلاح الدين، وهكذا عادت القدس-، ولميلاد هذا الجيل عليه أن يتحرر من “أمراض الاستبداد” وتطهير الذات، وتغيير ما بالنفوس، حتى يتغير ما بواقعهم.
إن “التغيير الاجتماعي” يحصل بصورة غير ملحوظة -خاصة لدى الجيل الذي يقع في عهده هذه التغيرات-، ولا بد أن نكون في حالة دائمة من البناء الإيجابي، والتراكم الصحيح للوعي. بغض النظر عن معرفة أي جيل سيقع في عهده الانتصار والتمكين، فكل حركة صحيحة على الصراط المستقيم، هي مساهمة كبرى في الانتصار للدين والحق.
وأما الفسوق عن “أمر الله” بدلًا عن “الاستقامة” على أمره، وتحول الشعوب إلى “قوم فاسقين”، فقد أصبحوا إذًا هم والطغاة والمجرمين سواء. والفسوق عن أمر الله -في أمور الحياة- يكون في متابعة الظالمين، والرضا بأفعالهم، وعدم الرغبة في مقاومتهم، والاستسلام لهم، والحفاظ على شرعية وجودهم.
والاستقامة على أمر الله هي الشهادة لله بالحق، والقيام بالقسط، ومحاربة القوم الفاسقين والظالمين والطغاة والطواغيت، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتعاون على البر والتقوى لا الإثم والعدوان.
إننا لا نعرف ماذا نفعل؟ وإلى أين نتجه؟ وإلى مَن نقصد؟ وهذه الحالة من التيه، وبقاء هذه التساؤلات حية، لهو دليل على “اليقظة” بعد الغفلة. ولا بد أن تظل هذه اليقظة مستمرة خاصة إذ لم نجد إجابة شافية لهذه التساؤلات، فهذه مرحلة الإعداد والابتلاء بصدق القصد والنية والرغبة الحقة في الجهاد والمقاومة. أما إذا عدنا للغفلة مرة ثانية -بعد اليقظة- فقد يأسنا من رحمة الله، واستسلمنا عند أول خطوة على الطريق، وموعدنا إذًا مع تيه جديد لا نصر مجيد.
[rtl]

منابرنا المحتلة

[/rtl]
منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو منبر الحق والعدل، والقيام بالقسط، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، منبر المساواة بين الناس بالقسط، ولكن الطغاة احتلوا منبر رسول الله في كل بلد -إلا من رحم ربي، وقليل ما هم- وشرعنوا الكفر والفسوق والعصيان، وشرعنوا الفحشاء والمنكر باسم الله ورسوله -صل الله عليه وسلم-، واللهُ ورسوله منهم براء. فالله لا يأمر بالفحشاء والمنكر، تعالى الله عن دجلهم علوًا كبيرًا.
لقد تم توظيف منبر رسول الله -صل الله عليه وسلم- بل توظيف ما يسمى “المؤسسة الدينية”؛ لتكون أحد دعائم الظلم والعدوان على الدين والأمة. فإذا كان المسجد الأقصى تحت الاحتلال الصهيوني، فمساجدنا الأخرى تحت احتلال الطغاة والبغاة، يخدعون من خلالها الشعوب؛ لتظل مُغيبة عن حقوقها، وعن ضرورة جهادها، حتى أصبح دورها هو: إما شرعنة الظلم والعدوان، وتعبيد الناس للطواغيت. وإما تغيب الناس بقضايا تافهة، وإيغال صدورها بسفاسف الأمور.
فمعركة التحرير معركة كبرى، وطويلة، تحتاج إلى مجاهدة في عالم النفوس، ومجاهدة في عالم الواقع بكل تعقيداته، والله لا يُضيع أجر المحسنين، والعاقبة للمتقين.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب   طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Emptyالخميس 28 مارس 2019, 11:32 pm

[rtl]تطورت العلاقة مع اليهود من العداوة إلى الصداقة الحميمة[/rtl]





طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Saudi-King-and-the-Rabbi


منذ ألف أربعُمِئة عام حدد القرآن الكريم شكل العلاقة بين المسلمين واليهود، وجعلها قائمة علي أمر واحد فقط ألا وهو: العداء المطلق، وجاء في النص القرآني ما يبين ذلك ذلك كما في قوله تعالى:
اقتباس :
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا.
وحتي لا يلتبس الأمر علي الأجيال القادمة من المسلمين وحتي لا ينخدعوا بأي فكرة عبثية، أو منهج منحرف يحاول تحويل هذه العلاقة عن أصلها، نص القرآن علي أن هذا العداء أبدي لن يزول إلا باتباع ملة اليهود واعتناق دينهم المحرَّف، قال تعالى: “وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ”.
وبالرغم من وضوح الإسلام في إعلانه لطبيعة العلاقة فيما بينه وبين اليهود نجد أن الأمور الآن تبدلت، والمقاييس اختلفت، فمع مرور الزمن وبهزائم الأمة المتلاحقة وبتغير الأنظمة الحاكمة وبتسلط الخونة على البلاد والعباد، تحولت علاقة العداء إلي مجرد علاقة صراع من أجل قطعة أرض بالنسبة لبعض الحكومات.
والمصيبة الكبري أنه أصبح الآن مستقر في أذهان الملايين من المسلمين أن صراعنا مع اليهود صراع أرض، ثم تقلص هذا الصراع -الذي اتخذ من  (الصراع العربي الإسرائيلي) اسما له- إلى أن أصبح سلاما، ثمّ ما لبث أن تحول هذا السلام إلي صداقة حميمة وولاءً مطلقاً وعلاقةً وطيدة ما بين الحكومات العربية والكيان الصهيوني.
في الوقت الذي ينتظر فيه البسطاء من عوام المسلمين، والمخدوعين المغرر بهم من أبناء الأمة العربية الحكومات العربية لتعلن حالة النفير العام لاستعادة الأقصى، يخرج علينا رئيس الوزراء الإسرائيلي –بنيامين نتنياهو– بتصريحاته المتسفزة لشعور الملايين من المسلمين العرب؛ والمحرجة لزعامات المنطقة ممّن لا يزالون يمثِّلون علي الشعوب، ويلعبون بعواطف الأمة ومشاعرها، ويرقصون علي جرح فلسطين الدامي. صرح نتنياهو
اقتباس :
أكثر الدول العربية لا ترى إسرائيل عدوًا.
وأضاف: “إن طريق السلام لا يتحقق بالتنازلات، و”قد ينقلب وسيجر العالم العربي الفلسطينيين إلى السلام وليس العكس”.
هذا ما قاله نتنياهو لو قارنّاه بما قاله السيسي وصرح به سنعرف حينها أنه الأمر لم يعد مجرد سلام بارد جاف بين العرب وإسرائيل، ولكن الأمر تعدى ذلك بكثير السيسي في أحد لقاءاته يفصح عن نوع جديد من العلاقات مع إسرائيل، وهذا ما قال:
“إحنا لما بنتخذ إجراءات داخل سيناء بيبقى، على أراضي سيناء، الحاجة رقم أتنين أننا لن نسمح بأن أرضنا تشكل قاعدة لتهديد جيرانها أو منطقة خلفية لهجمات ضد إسرائيل”.
وليس هناك أدنى شك بعد هذه التصريحات أن مصر تلعب دورا قذرا في حماية أمن إسرائيل، ودفع الأخطار المحيطة بها، ومحاربة كل ما هو من شأنه التعرض لإسرائيل بأي خطر، ومما يؤكد هذا التوجه ويقويه ما قامت به مصر السيسي من المسارعة في تلبية نداءات واستغاثات الصهاينة عندما نشب حريق تل أبيب الأخير، ولم يراع في ذلك شعور المسلمين أو حتى إخواننا الفلسطينيين الذين يعانون الويلات ويذوقون من العذاب ألوانا علي يد الصهاينة في كل يوم.
هذا غير تضييق الخناق على أهل غزة وإحكام الحصار علي المسلمين هناك، بل وهدم الأنفاق، وإغراق غزة بمياه البحر والحرب الإعلامية علي الفلسطينيين صباح مساء، وكل هذا نوع من رد لجميل لطائرات الأباتشي التي تجول في سيناء بلا حسيب ولا رقيب لتقصف أبناء القبائل المسالمة هناك.
الأردن وما بعد الصداقة

طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب %D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86-%D9%88%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84
وإذا ما استعرضنا صفحة العلاقات الأردنية الصهيونية فإننا سنقف أمام صفحة سوداء في تاريخ العروبة، وسنصطدم بتاريخ حافل بالخيانة، بداية من الشريف حسين عميل البريطانيين إلي حفيده الحالي عبد الله الثاني صاحب أكبر وكر استخباراتي يعمل لصالح اليهود في المنطقة.
إن ملوك الأردن وحكوماتها في تعاملها مع اليهود تخطت مرحلة الصداقة وذهبت إلي ماهو أبعد من ذلك بكثير، فمن تسبب في هزيمة حرب (67) غير ملك الأردن حسين، ومن تآمر لصالح اليهود علي مصر وسوريا في حرب أكتوبر آخر حلقات الصراع العربي الصهيوني غيرهم؟!.
ويبدو أن ملوك الأردن وحكوماتها توارثوا الخيانة ملكا تلو الآخر وحكومة بعد الأخرى، فالأردن اليوم يحصل علي ما يقرب من 50 مليون متر مكعب من المياه الواقعة تحت السيطرة الصهيونية سنويا، هذا بالإضافة إلي التعاون السياحي في منطقة العقبة مع الشواطئ الصهيونية على البحر الأحمر.
وأما عن آل سعود وعلاقاتهم بإسرائيل فإن الأمر لا يقل في فداحته وخطورته عن الدور الأردني والدور المصري؛ فالسعودية تمثل للملايين من المسلمين الشرعية الدينية، وهي المتحدث باسم الإسلام اليوم، وذلك لأن آل سعود اليوم يتسلطون علي مقدسات المسلمين لا يقلون شأنا عن اليهود في تسلطهم على المسجد الأقصى، فاحتلال المسجد الأقصى جاء نتيجة حتمية لاحتلال آل سعود للبيت الحرام والمسجد النبوي.
بعد إعلان ترامب عن مشروعه الأكبر الذي سماه “صفقة القرن”  يلوح في الأفق تقارب محتمل بين إسرائيل والسعودية برعاية أمريكية سعيا في إتمام المشروع الأمريكي للسيطرة علي الشرق الأوسط من جديد، وكما كان آل سعود أداة البريطانيين وخيارهم الأفضل في المنطقة، فإنهم اليوم هم أداة أمريكا في المنطقة.
ولا ننسي الدور السعودي في تبنيها للخديعة الكبرى المسماة “عملية السلام” بين الفلسطينيين واليهود وإطلاقهم لما سمّوه بالمبادرة العربية للسلام بين الفلسطينيين واليهود وساووا بذلك بين الجلّاد والضحية ويا ليت اليهود أقاموا لها اعتبارا.
ولم يكن لهم نصيب من هذه المبادرة إلا أن زادهم الله فضيحة فوق فضيحتهم وانكشف الستار أكثر لينكشف للمضلَلين والبسطاء ما تبقي من سوءات وعورات آل سعود.
في الوقت الذي ترفرف فيه أعلام اليهود في سماء العديد من العواصم العربية ما زال هناك مساكين يتوهمون أن حكوماتهم هي التي تحميهم من خطر اليهود، بل ويعتقد العوام منهم أن جيوشهم لو أرادت أن تمحو إسرائيل من الوجود لفعلت، ولكنهم لم يفعلوا لأن الفلسطينيين –بزعمهم– خونة لا يستحقون. وكأن قضية الأقصى أصبحت شأنا فلسطينيا ليس لنا علاقة به.
إننا ننتظر أن تهب الشعوب التي ما زالت تُضلَّل عن طريق مناهج التعليم ومؤسسات الإعلام والمؤسسات الدينية الرسمية وتصحو من سباتها العميق وتُسائل هؤلاء الذين باعوا التاريخ والدين والأرض والعرض قبل أن تستيقظ على كارثة هدم الأقصى أو نكسة أخري تضاف لسجلات الهزائم وقائمة العار.


نُشر هذا المقال على أمّة بوست 

بواسطة الكاتب: نور الهدى محمد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب   طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Emptyالخميس 28 مارس 2019, 11:47 pm

[rtl]مترجم: كم من الوقت يمكن أن تستمر إسرائيل على قيد الحياة بدون أمريكا؟[/rtl]

في مقالة لتشاك فريليش نائب مستشار إسرائيلي سابق لشؤون الأمن القومي، وزميل بارز في مركز بيلفر بجامعة هارفارد. نشرتها نيوزويك تحت عنوان: كم من الوقت يمكن أن تستمر إِسرائيل على قيد الحياة بدون أمريكا؟ تناول فريليش الحديث عن أهمية الولايات المتحدة الأمريكية لأمن إسرائيل القومي، والذي يرى أنه أمر لا يحمل أدنى قدر من المبالغة بالنظر إلى أن واشنطن عادة ما تكون هي الميناء الأول- وغالبا الوحيد- لدعوات التشاور الاستراتيجي، والوسيلة الأساسية للتصدي للتحديات التي تواجهها إسرائيل.
ويرى فريليش أن الولايات المتحدة هي كل شيء ونهاية المطاف لجميع مداولات السياسة في محافل صنع القرار للأمن القومي الإسرائيلي. وأن بعد أربعة عقود من هذه “العلاقة الخاصة”، كان ثمن هذه الشراكة الرائعة حقا هو: خسارة كبيرة لاستقلال إسرائيل؛ نظرًا لاعتمادها العميق على الولايات المتحدة لدرجة أنه أصبح من المشكوك فيه ما إذا كان بإمكان هذا البلد البقاء على قيد الحياة حتى اليوم بدون أمريكا.
وتعرض فريليش  في مقالته إلى الكيفية التي استطاعت بها إسرائيل البقاء على قيد الحياة، بل وازدهرت، دون دعم أمريكي كبير خلال عقودها الأولى، والظروف الاستراتيجية التي تواجهها اليوم، وإن كانت لا تزال عصيبة، إلا أنها أفضل بكثير، في ظل تمتع إسرائيل بقوة أكبر على الصعيدين العسكري والاقتصادي.
وحسب فريليش فإنه بالنسبة للأميركيين والإسرائيليين على حد سواء، هذه تأكيدات مثيرة للجدل.  وكثير من الأميركيين ينتقدون ما يعتبرونه تجاهل إسرائيل المستمر لتفضيلات السياسة الأمريكية، وحتى مواقف التحدي، على الرغم من العلاقة غير المتماثلة تماما والمساعدات الأمريكية الضخمة. ويصدق هذا بشكل خاص في الوقت الذي تقود إسرائيل حكومة متشددة.
فالإسرائيليون، من جانبهم، لا يرغبون في أن يكونوا معتمدين على قوة أجنبية، حتى ولو كانت ودية وذات معنى جيد تجاه إسرائيل مثل الولايات المتحدة، وهم يرون أن حرية إسرائيل المستمرة في اتخاذ القرار والمناورة أمر حيوي لأمنها القومي.
Embed from Getty Images


وسلط فريليش  الضوء على مجموع المساعدات الأمريكية لإسرائيل منذ إنشائها في عام 1949 حتى عام 2016 والتي بلغت حوالي 125 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم، مما يجعل إسرائيل أكبر المستفيدين من المساعدات الأمريكية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ولا زالت الأرقام في تصاعد ويتوقع أن يبلغ الرقم الإجمالي لحزمة المساعدات العسكرية المتفق عليها مع نهاية العشر سنوات المقبلة حوالي 170 مليار دولار.
وقد شكلت المساعدات الأميركية في السنوات الأخيرة نحو 3 في المائة من إجمالي الميزانية الوطنية لإسرائيل، و 1 في المائة من إجمالي الناتج المحلي. وبالتالي، فإن إنهائها يتطلب قدرا كبيرا من تشديد الحزام والتخفيضات المؤلمة في ميزانية إسرائيل المثقلة أصلا لتلبية الاحتياجات المحلية، مثل الصحة والتعليم، مما من شأنه أن يؤجج التوترات الاجتماعية. بيد أنه لن يشكل تحديا لا يمكن التغلب عليه للاقتصاد الوطني الإسرائيلي.
وسيكون التأثير الحقيقي حسب فريليش على ميزانية الدفاع الإسرائيلية. ففي السنوات الأخيرة، شكلت المعونة الأمريكية حوالي 20 في المائة من إجمالي ميزانية الدفاع الإسرائيلية (التي تشمل المعاشات التقاعدية والرعاية والتعويض عن المحاربين القدامى والأرامل)، أو 40 في المائة من ميزانية جيش الدفاع الإسرائيلي ، وكلها تقريبا ميزانية المشتريات.
اقتباس :
وبالتالي، فإن الإنهاء سيكون له أثر مدمر على موقف إسرائيل الدفاعي، ما لم تتم إعادة ترتيب رئيسية للأولويات الوطنية، مع تداعيات اقتصادية ومجتمعية عميقة.
على عكس خصوم إسرائيل، الذين يستطيعون شراء أسلحة من مصادر عديدة مع قيود سياسية قليلة، فإن اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية. ولن يحل أو يستطيع أن يحل أي من منتجي الأسلحة الرئيسيين الآخرين اليوم -كبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين محل الولايات المتحدة.
ومن المؤكد أن أيا منها لن يكون مستعدا لتوفير التمويل، ولا يوجد بأي حال من الأحوال بديل نوعي للأسلحة الأمريكية. والواقع أن الولايات المتحدة ملتزمة بالقانون للحفاظ على الحافة العسكرية النوعية لإسرائيل QME (أي “القدرة على مواجهة وهزيمة أي تهديد عسكري تقليدي موثوق به من أي دولة منفردة أو تحالف ممكن من الدول أو من جهات غير حكومية، مع الحفاظ على الحد الأدنى من الأضرار والإصابات … بما في ذلك الأسلحة … متفوقة في القدرة على تلك التحالفات الفردية أو المحتملة الأخرى من الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية “).
وتناول فريليش الجانب النووي لأجل أمن إسرائيل حيث قال: لا يمكن لأي دولة أخرى أن تتعامل مع البرنامج النووي الإيراني الذي يشكل تهديدا محتملا لإسرائيل أو يمكن أن تتصدى له، كما فعلت الولايات المتحدة، حتى لو كانت هناك خلافات في نهاية المطاف بشأن وسائل القيام بذلك.
ولا يمكن لأي بلد آخر أن يساعد إسرائيل على بناء درع صاروخي وصاروخ، الوحيد من نوعه في العالم، أو قد اشترك في عمليات هجمات إلكترونية مشتركة كما فعلت الولايات المتحدة.
كما تمنح الولايات المتحدةُ إسرائيلَ رابطًا إلى نظامها العالمي لمراقبة إطلاق صواريخ الأقمار الصناعية، مما يعطيها دقائق إضافية لا تقدر بثمن من وقت الإنذار، ويمكن المدنيين من المأوى، وجيش الدفاع الإسرائيلي لإعداد واتخاذ تدابير مضادة.
لقد بسط فريليش الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في جميع الميادين بالنسبة لإسرائيل بما في ذلك العلاقة العسكرية التي تشمل أيضا تمارين ثنائية واسعة النطاق، مما يسمح للجيش الإسرائيلي بتعلم بعض التكتيكات الأكثر تقدما في العالم. وأشار إلى بعض المناورات متعددة الأطراف، التي أسهمت في تعزيز العلاقات الخارجية الإسرائيلية، والتي كانت في بعض الحالات ذات أهمية استراتيجية.
وقد وضعت الولايات المتحدة مخزونا كبيرا من الأسلحة والذخائر في إسرائيل، وجعلت لها إمكانية الوصول الجزئي لها، وتتشارك الدولتان في مساحة واسعة من تدابير مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي والتدابير المضادة للانتشار. وكان الدعم الأمريكي القاطع لإسرائيل خلال حرب 2006 في لبنان أول مواجهة عسكرية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الذي لم تواجه فيه إسرائيل قيودا على ما يسمى “الوقت الدبلوماسي”.
Embed from Getty Images


كما تقوم الولايات المتحدة وإسرائيل بإجراء حوار وتخطيط استراتيجيين على نحو غير عادي ومكثف فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني على وجه الخصوص، وشارك البلدان في حوار استراتيجي واسع النطاق لم يسبق له مثيل منذ نحو 20 عاما.
وشملت القضايا الأخرى، في جملة أمور، البرامج العراقية والسورية والليبية لأسلحة الدمار الشامل، والوضع في سوريا وحزب الله وحماس، والقضية الفلسطينية، وأكثر من ذلك بكثير التعاون الاستخباراتي – وهو مجال تستفيد فيه الولايات المتحدة أيضا بشكل كبير من العلاقة، ولكنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة لإسرائيل.
وعلى الصعيد الدبلوماسي أيضا، فإن الولايات المتحدة هي حقا الأمة التي لا غنى عنها لإسرائيل، دون أي بديل للمستقبل المنظور حسب فريليش.
وقد أوضح فريليش أيضا كيف استعملت الولايات المتحدة دبلومساستها في عدة أشكال دولية لحماية إسرائيل من كل ما يمس نظام سلامها. فلا يوجد أي عضو دائم في مجلس الأمن يستعمل حق الفيتو مثلما فعلته الولايات المتحدة لأجل دعم إسرائيل، كحل،  حتى مع السياسات التي في بعض الأحيان تعارضها. وبين 1954 و2011، صوتت الولايات المتحدة لوقف حوالي 40 قرار ضد إسرائيل.
واستشهد فريليش بامتناع الولايات المتحدة، للمرة الأولى، عن إصدار قرار من مجلس الأمن يدين المستوطنات في كانون الأول / ديسمبر 2016.
ويرى فريليش أن مع ازدياد عزلة إسرائيل الدولية، أصبح اعتمادها على الغطاء الدبلوماسي الأمريكي شبه كامل. فلا يوجد أي بلد آخر يعمل عن كثب مع إسرائيل، كما فعلت الولايات المتحدة منذ عقود، لتعزيز السلام مع جيرانها، بشروط مقبولة لإسرائيل. ولم تؤيد أي دولة أخرى على نحو ثابت ومؤكد مطالبة إسرائيل بأن يكون هناك اتفاق نهائي مع الفلسطينيين ينص على أمنها، وأن يعترف بالطابع الأساسي لإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، وأن يرفض الطلب الفلسطيني على ما يسمى بـ “حق العودة “.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة ملتزمة منذ فترة طويلة بالانسحاب الإسرائيلي من معظم الأراضي التي حصلت عليها في عام 1967، إلا أنها أيدت تاريخيا وجهة نظر إسرائيل بأن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242، وهو القرار الصاعد الذي تقوم عليه جميع مفاوضات السلام بين إسرائيل ومحادثاتها العربية.
لقد لخص فريليش بعد بسط طويل لخبايا العلاقة الإسرائلية الأمريكية، إلى أن الولايات المتحدة هي راعية موثوقة عموما، وتحاول أن ترقى إلى مستوى التزاماتها، لكنها أفشلت إسرائيل في عدد من المناسبات الهامة، على سبيل المثال لا الحصر فشل جونسون في فتح مضيق تيران للشحن البحري الإسرائيلي في عام 1967، وتأخر ريتشارد نيكسون المتعمد في الجسر الجوي العسكري في عام 1973، وعدم قدرة جورج دبليو بوش على التعامل مع المفاعل النووي السوري في عام 2007، ورفض أوباما رسالة بوش إلى شارون لعام 2004، والاتفاق النووي مع إيران.
ففي بعض هذه الحالات، اضطرت إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات من تلقاء نفسها، مما يدل على ضرورة الحفاظ على قدراتها المستقلة وعدم وضع كل بيضها في سلة واحدة، على الرغم من الواقع الكلي للاعتماد.
ويرى فريليش أنه وعلى الأقل إلى حد ما، ينبغي النظر إلى أعمال الاستقلال الإسرائيلي اليوم ليس كعلامات على تجاهل الولايات المتحدة أو تحديها، ولكن كمؤشر على نضج العلاقة ونجاح السياسة الأمريكية.
ويقول: إن الدعم الأميركي قد بنى إسرائيل قوية ومزدهرة، واثقة على نحو متزايد من أمنها ووجودها -وهو الهدف الحقيقي الطويل الأجل “للعلاقة الخاصة” وبالتالي فقد أصبحت قادرة على اتخاذ مواقف مستقلة بشأن القضايا ذات الأهمية الحيوية بالنسبة لها. قد لا يكون الاستقلال الإسرائيلي دائما على ما يرام مع الولايات المتحدة، ولكنه علامة صحية على وجود علاقة أكثر طبيعية. وبعد كل شيء، فإن الولايات المتحدة لديها خلافات مع حلفاء مقربين آخرين أيضا.
وعن حل القضية الفلسطينية يرى فريليش على المدى الطويل أو حتى التقدم الكبير نحو تحقيق هذا الهدف، سيكون من أكثر الوسائل فعالية لتقليل اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة. ومن شأن ذلك أن يقلل كثيرا من عزلة إسرائيل الدولية.
اقتباس :
كما أن تمهيد الطريق لمزيد من العلاقات التعاونية مع بعض الدول العربية. يجعل من الصعب على إيران وحزب الله وحماس والجهات الرافضة الأخرى متابعة جداول أعمالهم العدوانية؛ ويؤدي إلى نمو اقتصادي كبير.
ويبرر فريليش السلوك الإسرائيلي الاستفزازي، مثل الإعلان عن أنشطة استيطانية جديدة عقب زيارات كبار القادة الأمريكيين مباشرة، الذي أدى إلى إشعال نار الخلاف. قائلا: إن هذا القول -ودون أن يقلل بأي حال من الأحوال من تأثير هذه الأعمال على الولايات المتحدة، أو على أهمية المستوطنات نفسها، فإن هذا السلوك هو في الحقيقة نتاج لسياسة داخلية إسرائيلية صغيرة، وليس نتيجة قرارات نوايا استراتيجية.
لكن ورغم أن الدعم الأمريكي الشامل لإسرائيل لا يزال مرتفعا، يحذر فريليش من أن الاتجاهات السياسية والديموغرافية الجارية بالفعل من المرجح أن يكون لها تأثير ضار على هذه العلاقة في المستقبل. مستشهدًا على سبيل المثال بحقيقة أن الجمهوريين والمحافظين أصبحوا أكثر تأييدا لإسرائيل من الديمقراطيين والليبراليين، ما يعني أنها أصبحت قضية حزبية، وهو ما ينبغي أن يكون مصدر قلق عميق.
ومع ذلك، ينبغي أن تعطي هذه المعطيات وقفة كبيرة لقادة إسرائيل حسبما ختم فريلش مقالته وقال: إن أولئك الذين يدافعون بذكاء عن مقاربة مستقلة عن تبرع الدولة العظمى لإسرائيل -كما فعل البعض، بشكل غير مسؤول، خلال الخلاف حول الاتفاق النووي الإيراني -يجب أن يكونوا حذرين مما يريدون.
ويجدر الإشارة إلى أن فريليتش هو مؤلف كتاب معضلات صهيون: كيف تصنع إسرائيل سياسة الأمن القومي وكتاب، الأمن الوطني الإسرائيلي، استراتيجية جديدة لعصر التغيير.


المصدر

How Long Could Israel Survive Without America?

https://www.newsweek.com/how-long-could-israel-survive-without-america-636298

The importance of the United States to Israel’s national security cannot be overstated.
Washington is usually the first, and often the sole, port of call for strategic consultation – almost always the foremost one, and inevitably the primary means of addressing the challenges Israel faces.
America is the be-all and end-all of most policy deliberations in Israeli national-security decision-making forums.
Some four decades into this “special relationship,” the price of a truly remarkable partnership has been a significant loss of Israeli independence.
Indeed, Israel’s dependence on the US has become so deep that it is questionable whether the country could even survive today without it.
For Americans and Israelis alike, these are controversial assertions. Many Americans are critical of what they perceive to be ongoing Israeli disregard for US policy preferences, and even acts of defiance, despite an entirely asymmetric relationship and vast American aid.
This is particularly true at a time when Israel is led by a hardline government.
Israelis, for their part, do not wish to be this dependent on a foreign power, even one as friendly and well meaning towards Israel as the US, and they view Israel’s ongoing freedom of decision and manoeuvre as vital to its national security.
طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Gettyimages-52969279
Women soldiers are coated in mud and wear branches in their helmets as their infantry instructors' course learns about camouflage during the field craft week of their training May 19, 2005 at an army base near Beersheva in Israel's southern desert, photo distributed by the Israeli Defense Forces (IDF) May 23, 2005. Chuck Freilich writes that as Israel’s international isolation has grown, its dependence on US diplomatic cover has become almost complete.
ABIR SULTAN/IDF VIA GETTY

Total American assistance to Israel, from its establishment in 1949 up to 2016, amounts to approximately $125 billion, a whopping sum, making Israel the largest beneficiary of American aid in the post-Second World War era.1 By the end of the ten-year military-aid package recently agreed for 2019–28, the total figure will be nearly $170bn.
US aid in recent years has accounted for some 3 percent of Israel’s total national budget, and 1 percent of its GDP.2 As such, its termination would require significant belt-tightening and painful cuts to Israel’s already overstretched budget for domestic needs, such as health and education, which would inflame social tensions. It would not, however, pose an insurmountable challenge to Israel’s national economy.
The true impact would be on Israel’s defence budget. In recent years, US aid has constituted approximately 20 percent of Israel’s total defence budget (which includes pensions, and care and compensation for wounded veterans and widows), or 40 percent of the Israel Defense Forces (IDF) budget,3 and almost the entire procurement budget.
Termination would thus have a devastating impact on Israel’s defence posture, unless a major reordering of national priorities took place, with profound economic and societal ramifications.
Unlike Israel’s adversaries, who can procure weapons from numerous sources with few political constraints, Israel’s reliance on the US is critical. None of the other major arms producers today – Britain, France, Russia, China – would, or could, replace the US.
Certainly, none would be willing to provide the funding, and, in any event, there is no qualitative substitute for American arms. Indeed, the US is committed by statute to preserving Israel’s qualitative military edge (QME: that is, “the ability to counter and defeat any credible conventional military threat from any individual state, or possible coalition of states, or from non-state actors, while sustaining minimal damage and casualties … including weapons … superior in capability to those of such other individual or possible coalitions of states and non-state actors”).4
Israel apparently enjoys a de facto US security guarantee, an important addition to its own deterrent capabilities at all times, but one which may prove critical in the future, for example, if the nightmarish – but possible – scenario of a Middle East with multiple nuclear actors emerges.
No other country would or could address Iran’s nuclear program, a potentially existential threat for Israel, as the US did, even if there were eventual differences over the means of doing so.
No other country would have helped Israel build a rocket and missile shield, the only one of its kind in the world, or have engaged (reportedly) in joint offensive cyber operations.
The US further provides Israel with a link to its global satellite missile launch surveillance system, which gives it an invaluable extra few minutes of warning time, enabling civilians to take shelter, and the IDF to prepare and take countermeasures.
The military relationship also includes extensive bilateral exercises, allowing the IDF to learn some of the most advanced tactics in the world. Some of the exercises have been multilateral, thereby contributing to the strengthening of Israel’s foreign relations, in some cases with strategic importance.
The US has prepositioned a large store of weapons and munitions in Israel, to which Israel has partial access,5 and the two countries engage in a wide variety of counter-terrorism, homeland-security and counter-proliferation measures. Unequivocal American support for Israel during the 2006 war in Lebanon made it the first military confrontation in the history of the Arab–Israeli conflict in which Israel did not face constraints of ‘diplomatic time’.
The US and Israel conduct unusually close and intensive strategic dialogue and planning. On the Iranian nuclear program in particular, the two countries engaged in a broad, largely unprecedented strategic conversation for some 20 years.
Other issues have included, inter alia, the Iraqi, Syrian and Libyan programs for weapons of mass destruction, the situation in Syria, Hezbollah and Hamas, the Palestinian issue and much more. Intelligence cooperation – an area in which the US also benefits greatly from the relationship, but which is critical for Israel – is broad.
On the diplomatic level, too, the US is truly the indispensable nation for Israel, with no alternative for the foreseeable future. The US has used its diplomatic clout in a variety of international forums to protect Israel from an endless array of injurious resolutions regarding the peace process, various Israeli military and diplomatic initiatives and, of particular note, its purported nuclear capabilities.6
No other permanent member of the Security Council would repeatedly use its veto, as the United States has done, to shield Israel from such resolutions, including possible sanctions, even over policies with which it has sometimes disagreed.
Between 1954 and 2011, the US vetoed a total of some 40 one-sided or clearly anti-Israeli resolutions.7
Nothing better demonstrates Israel’s dependence on the US in international forums, where America is often nearly its sole supporter, than the angst and distress it experienced when the US merely abstained, for the first time, from a Security Council resolution condemning the settlements in December 2016.
As Israel’s international isolation has grown, its dependence on US diplomatic cover has become almost complete.
No other country will work so closely with Israel, as the US has for decades, to promote peace with its neighbours, on terms acceptable to Israel. No other country has so persistently and emphatically supported Israel’s demand that a final agreement with the Palestinians provide for its security, recognise Israel’s fundamental character as the nation-state of the Jewish people and reject the Palestinian demand for a so-called “right of return.”
Although the US has long been committed to an Israeli withdrawal from most of the territories it acquired in 1967, it has historically backed Israel’s view that UN Security Council Resolution 242,the bedrock resolution on which all peace negotiations between Israel and its Arab interlocutors have been based, allows for some limited territorial changes, such as inclusion of the “settlement blocs” in Israel.
The US exerted considerable efforts to help build the Israeli–Turkish relationship in its heyday and to revive it in recent years. It has supported Israel’s successful efforts to develop good relations with Azerbaijan, as well as its acceptance in international and regional forums, such as the OECD and the Western European and Others Working Group (WEOG) in the UN.
As part of a policy designed both to build a supporting regional framework for the peace process, and to promote Israel’s regional and international standing, the US has worked to help Israel improve relations with Jordan and Egypt, as well as the Gulf and North African countries.
One effort worthy of particular note was the establishment of Qualifying Industrial Zones in Jordan and Egypt, which had a major effect on Israeli trade with them.
Israel’s vibrant economy is also deeply dependent on the US, its largest trading partner and with whom it enjoys a free-trade agreement, the first the US signed with any country. Israel’s high-tech sector, of which it is justifiably proud, exists and flourishes largely because of the relationship with the US.

Does Israel act independently?

From the vantage point of contemporary readers, it may be surprising to learn that the US–Israeli relationship was actually quite limited and even cool until the late 1960s. It then evolved into a more classic patron-client relationship in the 1970s, and only in the 1980s started to become the institutionalised, strategic relationship that we know today.
For the most part, as a small actor facing numerous and often severe threats, but with limited influence of its own, reliance on the US has become the panacea for virtually all of Israel’s national-security challenges. Israel can and does appeal to other countries, but this is usually of marginal utility, and what the US cannot achieve, Israel almost certainly cannot, so there has often been limited interest in even trying.
Whether on the peace process, in which there has been competition with the Arab side for American favour, the Iranian nuclear programme, other issues of regional WMD proliferation, terrorism, efforts to delegitimize and impose sanctions on Israel, and just about everything else, turning to Washington has been Israel’s primary recourse.
In effect, the US and Israel long ago reached an unwritten understanding. The US provides Israel with massive military assistance, a de facto security guarantee, broad but not total diplomatic support and (previously) economic assistance.
In exchange, Israel is expected to consult with Washington on issues of importance prior to taking action, demonstrate military restraint and diplomatic moderation, even make some concessions, and accord the American position overriding importance.
Israel certainly does act independently at times, probably more often than one might expect in a totally asymmetric relationship such as this. With a few exceptions, however, US policy has been the primary determining factor in virtually all major national-security decisions Israel has made ever since the special relationship emerged in the 1970s and 1980s, and in many cases long before then.
On matters pertaining to major military operations, Israel virtually always accords primacy to the US position, and it does so on most diplomatic issues as well. In 1967, at a time when US–Israeli relations were still quite limited, the Israelis only went to war after president Lyndon Johnson informed them that he would not be able to fulfil the earlier US commitment to open the Straits of Tiran, which Egypt had closed to Israeli shipping, and arguably provided an “amber light” for Israeli action.
In 1973, the primary reason Israel refrained from conducting a pre-emptive strike, even once it had become clear that an Egyptian and Syrian attack was imminent, was the fear of the American response.
Israel only launched the 1982 Lebanon war after at least partially convincing the US of the need for a large scale military operation, a process which took the better part of a year.
In 1991, Israel refrained from responding to Iraqi missile attacks largely due to American pressure. The American demand that Israel refrain from attacking Lebanon’s civil infrastructure during the 2006 war left the IDF without a viable military strategy, and was one of the primary reasons for the difficulties Israel encountered.
Concern over a potential lack of support by the incoming Obama administration led Israel to terminate the 2008 operation in Gaza earlier than intended.
Israel’s decision to refrain from a strike on the Iranian nuclear programme, even though it considered it an existential threat, is a particularly important example of the primacy it accords the US position, and especially of the need for American support for major military action.
American opposition was not the only factor in Israel’s calculus, but it was certainly a decisive one. Some also question whether there was any viable military option available and thus believe that the nuclear deal, negotiated by the US, was actually the least bad outcome for Israel – again demonstrating its dependence on the US, even in the face of existential danger.8 Israel’s reported strike against a covert Syrian nuclear reactor in 2008 was conducted only after intensive consultations and with considerable US support.9
The Israeli strike on the Iraqi nuclear reactor at Osirak in 1981 is typically cited by critics as the pre-eminent example of independent Israeli military action. The US was not apprised of Israel’s operational intentions, but the issue had long been on the agenda and was discussed intensively at senior levels.
On the peace process, too, the American position has had an enormous impact on Israel’s positions, if not quite as decisively as on military matters.
With the important exception of the initial Oslo Agreement, Yitzhak Rabin and Shimon Peres closely coordinated with the United States on Israel’s positions in the negotiations with the Palestinians and Syrians in the early 1990s.
Ehud Barak met with Bill Clinton just days after assuming office to gain American support for his highly ambitious plan for achieving peace with both the Palestinians and Syrians within a year. He then spent the following year in extraordinarily close consultation with Clinton, meeting with him on a number of occasions and often speaking with him and other top American officials a number of times a day.
Indeed, Barak’s entire strategy and bargaining posture at the Camp David Summit in 2000, and again prior to the “Clinton Parameters” later that year, was predicated on maximal alignment with the US.
In 2005, Ariel Sharon closely coordinated with the US on Israel’s unilateral withdrawal from Gaza. In fact, it was American preferences that led to his decision to fully withdraw from Gaza and dismantle all of the settlements there as well as four in the West Bank.
Ehud Olmert, similarly, closely coordinated with the US on his positions, both at the Annapolis Conference and in regard to his far-reaching proposal to Palestinian President Mahmoud Abbas in 2008.
The only areas in which Israeli governments have truly taken independent positions in recent decades relate to the future of the West Bank, primarily the issues of Jerusalem and the settlements; in the past the Golan Heights; and, under Benjamin Netanyahu, Iran.
It is important to stress that an overwhelming majority of the Israeli electorate is deeply attached to Jerusalem, which it views as the very heart of Judaism and Israel’s renewed statehood.
The settlements are of supreme ideological importance for about one-third of the electorate, a large, highly motivated and very well-organised minority, and almost all Israelis share a deep-seated concern about the security ramifications of a possible future withdrawal from the West Bank.
As for the Golan Heights, there is an overwhelming public consensus in Israel that the territory is critical to its security. Iran, for its part, is viewed by the entire political spectrum as an existential threat, or one that is potentially so.10
There is a common thread to these cases of Israeli independence – they are all matters either of existential consequence, or of great ideological importance for the Israeli electorate.
Unless one expects total Israeli subservience, it is appropriate for Israel to set its own course on such matters. Even in purely practical political terms, no leader in any democracy could afford to take such deep public sentiment lightly.
Furthermore, even the most right-wing premiers have refrained from annexing the West Bank, generally done their best to minimise differences with the US and imposed restraints on settlements.
Even Netanyahu, who was embattled with the US like no other premier, agreed to a ten-month settlement freeze at the beginning of his premiership and reigned in settlement activity thereafter. Most other premiers pursued policies that were closely aligned with those of the US, and Rabin, Barak and Sharon even greatly exceeded American expectations.
Israel can still respond on its own to limited events on its borders, but most military and strategic issues beyond that, and almost all important diplomatic ones, require prior consultation and, in practice, adherence to the American line. Disagreements on the settlements and the status of Jerusalem have obscured the broader reality: that in most cases Israel does accord clear primacy to American policy. The current Israeli government is the exception to the rule.

Could Israel survive without America?

Desperate times call for desperate measures and, in extremis, Israel might be able to “tough it out,” virtually alone, in a globalized world. Israel survived, even thrived, without significant US support during its early decades; the strategic circumstances it faces today, though still severe, are far better; and it is far stronger militarily and economically.
Perhaps it could survive. There is no doubt, however, that this would be, at a bare minimum, an infinitely tougher existence, far less secure and much poorer – an existence no one in Israel, including the right, wishes to return to. In realistic political terms, it would be almost impossible.
Overall support for Israel in the US remains high, but political and demographic trends already under way are likely to have a deleterious impact on the relationship in the future.11
One of the primary sources of American support for Israel has been its historically bipartisan nature. In recent years, however, even before the dramatic confrontation over the 2015 Iran nuclear deal greatly accentuated the problem, Republicans and conservatives have become far more supportive of Israel than Democrats and liberals.
There is nothing wrong with rising support for Israel on the right – but the loss of support on the left, and the identification of Israel as a partisan issue, should be of deep concern.
A decline in support for Israel has also taken place among young Americans, who are significantly less likely to sympathise with Israel today than the American public as a whole, primarily due to the Palestinian issue. The medium- to long-term consequences may be significant, as these young people, already important as voters, gain positions of influence.
A similarly problematic process is under way among young Jewish Americans, whose sense of Jewish identity generally, and identification with Israel, is far weaker than that of their elders.
Low birth rates, intermarriage and assimilation undermine the strength and support of the Jewish community, the irreplaceable bedrock of support for Israel in the US. The Hispanic population, already the largest minority group in the US today, and the religiously unaffiliated, the two groups among whom support for Israel is the lowest, are both growing rapidly.12
Some Jewish-American and Israeli critics believe president Obama to have been less friendly towards Israel than his predecessors. This is a debatable contention, but to the extent that it was true, the real question is whether Obama was an exception, or heralded a long-term trend, possibly obscured by Trump’s election.
Obama was a product of an American generation that came of age with a very different conception of Israel than its predecessors and greater sympathy for the Palestinians.
Trump may or may not prove more friendly to Israel. The crucial question is how Israel should position itself for an era, not of actively hostile presidents, but of ones who may lack the instinctive warmth and support of many of their predecessors.
It is important to stress that Israel is unlikely to ever “lose” the United States. The political and cultural foundations of the relationship are sufficiently strong so that a US abandonment of Israel is virtually unthinkable.
Moreover, the US is deeply invested in Israel’s existence and security, and the strategic relationship has become so institutionalised, that it would be difficult for the US to simply walk away. Israel can thus count on long-term American support for its security.
But the degree of support may change, and even a marginal change would have profound ramifications for Israeli national security.
What should Israel do?
In these circumstances, a responsible and forward-looking Israeli national security strategy would formally define the “special relationship” as one of its fundamental pillars, and Israel would do everything possible to maintain close strategic dialogue and coordination with the US.
The American consideration must usually prevail in Israeli decision-making and few issues should be allowed to mar the relationship. Where fundamental differences do exist, Israel must do everything it can to minimise friction.
To this end, Israel should work very closely with the new Trump administration to reach common understandings and positions on a number of major issues. Doing so, of course, is not entirely up to Israel and may be complicated by the somewhat mercurial nature of the new administration.
First and foremost, agreement is necessary on how to go forward on the peace process with the Palestinians, or in the absence of realistic prospects for progress at this time, the means of managing and containing the conflict.
At a minimum, Israel should seek an understanding whereby the US would recognise Israel’s right to settle in the settlement blocs and Jewish neighbourhoods of east Jerusalem, in exchange for a halt to all other settlement activity. In reality, this has been American policy since the Clinton administration, and should now be given renewed formalisation.
Secondly, restoration of a common position on Iran, and especially its ongoing nuclear aspirations, is essential. This would include agreed measures for assessing whether Iran remains in compliance with the nuclear agreement, shared definitions of what constitutes significant violations, the measures to be adopted to bring Iran back into compliance in the event of a violation, and possible responses should it fail to do so, including credible military options.
Most of all, it is vital that agreement be reached on the means of ensuring that Iran never crosses the nuclear threshold, even after the deal expires, such as through a follow-on international agreement. The means of addressing Iran’s malign regional role, both through bilateral and other measures, also require special attention.
Thirdly, Israel should seek understanding with the Trump administration on the ramifications of the Syrian crisis, and hopefully the terms of its future resolution.
The US is focused today on ISIS, and Israel recognises that this is the primary immediate issue. It should, however, seek to persuade the new administration that an Iranian-dominated Syria and Iraq are an even greater long-term threat to both Israeli and American interests, and that this should be the primary focus of bilateral attention once the ISIS threat has been further eased.
To this end, Israel should encourage the US to accept a heightened, long-term, Russian role in Syria, and probably the need for additional inducements, in exchange for Russian willingness to curtail the Iranian/Hezbollah presence there and cooperation on the nuclear deal. In war-torn Syria, Russia is a stabilising factor.
Fourthly, renewed hostilities with Hezbollah or Hamas are probably just a matter of time and the two sides should seek advance agreement on the nature of Israel’s military responses.
Additional areas of consultation should also include preservation of the long-term viability of the Hashemite Kingdom in Jordan and the Sisi government in Egypt, two essential pillars of regional stability, as well as how to address broader trends of change in the region, including dangers to the stability of other important actors.
In the long term, Israel, like any sovereign state, should seek to achieve maximal independence, but it must make peace in the meantime with the reality of its dependence. In practical terms, this means aligning Israel’s policies to those of the US to the extent it can, and pursuing the closest possible strategic relationship, while at the same time maintaining those elements of self-reliance that are fundamental attributes of Israel’s defence doctrine, including robust military and strategic capabilities. It also means continuing to build close ties with other countries and world powers, both as an objective in its own right, and for those cases where Israel’s interests differ from those of the US, as long as they do not materially harm them.
Israel, for example, did not fully embrace the American position regarding Russia’s invasion of Ukraine in 2014, which strengthened its relationship with Moscow, without ill effect to the US.
To truly reset the nature of the relationship, there is a more ambitious, dual track approach that Israel could take. Israel should consider a multi-year phase-out of US military aid beginning in 2029, at the end of the next ten-year aid package.
By that time, approximately 50 years will have passed since the massive aid programme began, a symbolic date that might prove to be a possible turning point. Time will tell, of course, and the decision would be subject to Israel’s strategic and economic circumstances.
Before then, however, Israel should seek a formal defence treaty with the United States. In truth, Israel does not currently need such a treaty for military reasons, and it will not in the future, unless Iran goes nuclear – possibly even then – or other Middle Eastern nuclear powers emerge.
Instead, the primary reason for seeking the treaty is to cement the long-term future of the “special relationship,” at a time when Israel’s standing in the US may have passed its peak. Previous administrations were reluctant to provide a guarantee of this sort and will likely be even more hesitant to do so in the future, so the Trump years may prove to be a last chance.
Moreover, a defence treaty might constitute the kind of security assurance and strategic “carrot” that could increase the willingness of a highly sceptical Israeli electorate to accept the risks, and dramatic concessions, necessary for peace with the Palestinians.13
Conclusion of the treaty would ideally be tied to propitious or pressing circumstances, such as advanced peace talks or an emerging nuclear threat, or in exchange for the phase-out of military aid proposed here – but Israel should pursue it regardless at any opportune time in the coming years.
Should a formal treaty prove unattainable, Israel should seek to give concrete meaning to its already heightened strategic status under the 2014 “US–Israel Strategic Partnership Act,” which has yet to be translated into practical policy.14
For Israelis, brought up on an ethos of national self-reliance, the reality of dependence is difficult to accept and rubs against their every instinct, as well as their various strategic interests.
The US is a generally reliable patron, which does try to live up to its commitments, but it has failed Israel on a number of important occasions. These include, to cite just a few, Johnson’s failure to open the Straits of Tiran to Israeli shipping in 1967, Richard Nixon’s intentional delay of the military airlift in 1973, George W. Bush’s inability to deal with the Syrian nuclear reactor himself in 2007, Obama’s disavowal of the 2004 Bush letter to Sharon and, debatably, the nuclear deal with Iran.
In some of these cases, Israel was forced to take action on its own, demonstrating the imperative of maintaining its independent capabilities and not putting all of its eggs in one basket, the overall reality of dependence notwithstanding.
At least to some extent, acts of Israeli independence should be viewed today not as signs of disregard for, or defiance of, the US, but as an indication of the maturity of the relationship and the success of American policy.
US support has built a strong and prosperous Israel, increasingly confident of its security and existence – the true long-term objective of the ‘special relationship’ – and therefore able to take independent positions on issues of vital importance to it. Israeli independence may not always sit well with the US, but it is a healthy sign of a more normal relationship. After all, the US has differences with other close allies, too.
In the long term, resolution of the Palestinian issue, or even significant progress towards that goal, would be one of the most effective means possible of lessening Israel’s dependence on the US. It would greatly reduce Israel’s international isolation; pave the way to more cooperative relations with some Arab states; make it harder for Iran, Hizbullah, Hamas and other rejectionist actors to pursue their aggressive agendas; and lead to dramatic economic growth.
Gratuitously provocative Israeli behaviour, such as announcements of new settlement activity immediately following visits of senior American leaders, have fanned the flames of disagreement. That said – and without in any way belittling the impact of such acts for the US, or the importance of the settlements issue itself – such behaviour is in truth a product of petty Israeli domestic politics, and not the result of decisions of strategic intent.
The very fact that the subject of this article needs to be raised at all, however, should give great pause to Israel’s leaders. Those blithely advocating an approach independent of Israel’s superpower benefactor – as some did, irresponsibly, during the quarrel over the Iran nuclear deal – should be careful what they wish for.
Charles D. ‘Chuck’ Freilich is a former Israeli deputy national security advisor, and a senior fellow at Harvard University’s Belfer Center. He is the author of Zion’s Dilemmas: How Israel Makes National Security Policy (Cornell University Press, 2012) and Israeli National Security: A New Strategy for an Era of Change (Oxford University Press, forthcoming 2017).
Notes
1 Jeremy Sharp, ‘US Foreign Aid to Israel’, Congressional Research
Service, 10 June 2015, p. 29; Jim Zanotti, ‘Israel: Background and US Relations’, Congressional Research Service, 1 June 2015, p. 34.
2 Author’s calculation.
3 The defence budget encompasses the budget for both the IDF and Ministry of Defense, including pensions, care for veterans and the wounded, support for widows, and more.
4 Sharp, ‘US Foreign Aid to Israel’, p. 2.
5 See ibid., p. 15; Amos Harel, ‘US Army to Deploy Emergency
Equipment Worth $800 Million in Israel’, Haaretz, 11 January 2010; and Haaretz staff, 6 May 2001.
6 Avner Cohen, The Worst Kept Secret: Israel’s Bargain with the Bomb (New York: Columbia University Press, 2010), p. 32; Avner Cohen and Marvin Miller, ‘Bringing Israel’s Bomb Out of the Basement’, Foreign Affairs, September/October 2010, pp. 30–44.
7 Author’s calculation. Depending on how one counts, the total is between 38 and 41.
8 Barak Ravid, ‘Israel Demands Powers Publish All Secret Agreements With Iran’, Haaretz, 21 August 2015; Amos Harel, ‘Obama’s Iranian Dream’, Haaretz, 3 September 2013; Amos Harel, ‘The Isolation of He Who Digs In’, Haaretz, 18 October 2013; author’s interview with Dennis Ross, Cambridge, MA, 14 April 2016.
9 Condoleezza Rice, No Higher Honor, (New York: Crown, 2011), p. 708;
Robert Gates, Duty: Memoirs of a Secretary at War (New York: Knopf, 2014), pp. 171–7; Elliott Abrams, ‘Bombing the Syrian Reactor: The Untold Story’, Commentary, 1 February 2013.
10 Anat Kurz and Shlomo Brom, ‘Strategic Assessment for Israel 2013– 2014’ (Hebrew), Institute for National Security Studies, Tel Aviv, 2014, p. 163;
Yehuda Ben-Meir and Olena BagnoMoldavsky, ‘The Voice of the People:
Israeli Public Opinion on National Security’ (Hebrew), Institute for National Security Studies, Tel Aviv, November 2012, p. 28; Shlomo Brom and Anat Kurz, ‘Strategic Assessment for Israel 2015–2016’ (Hebrew), Institute for National Security Studies, Tel Aviv, 2016, p. 106.
11 See Dana H. Allin and Steven Simon, Our Separate Ways: The Struggle for the Future of the U.S.–Israel Alliance (New York: Public Affairs, 2016).
12 Owen Alterman and Cameron Brown, ‘American Public Support for Israel
Changing Direction’ (Hebrew), Strategic Assessment, vol. 15, no. 4,
January 2013, pp. 7, 11; Jonathan Rynhold, The Arab–Israeli Conflict in American Political Culture (New York:, Cambridge University Press, 2015) pp.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب   طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب Emptyالخميس 28 مارس 2019, 11:49 pm

الأمة الإسلامية: إذا عرف السبب بطل العجب





طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب 555



إن الأمة الإسلامية اليوم من بعد سقوط دولة الخلافة العثمانية وإلى حين كتابة هذه السطور في أسوأ وضع لها على الإطلاق منذ بعثة النبي صل الله عليه و سلم وخاصة من منتصف القرن الماضي وإلى اليوم محتلة من الصين الشيوعية في تركستان الشرقية، ومحتلة من بورما البوذية في أركان، ومحتلة من أمريكا في أفغانستان، ومحتلة من إيران في الأحواز، ومحتلة من روسيا في الشيشان، ومحتلة من روسيا وأمريكا  الاتحاد الأوروبي  وإيران و أذنابهم في سوريا والعراق ومحتلة في اليمن من الحوثيين والعلمانيين من الإمارات وآل سعود.
ومحتلة من اليهود في فلسطين ومحتلة في الصومال من قوات دول الإتحاد الإفريقي وأساسا كينيا وإثيوبيا  بدعم غربي أمريكي وبريطاني وأوروبي كما يتعرض المسلمون للمجازر في كل من إفريقيا الوسطى التي تقع جنوب غرب السودان وللقمع في مصر على يد العسكر وفي ليبيا على يد حفتر الجنرال العلماني الأمريكي المنشأ وفي لبنان لانتهاكات متفاوتة بين الحين والآخر من طرف في حزب الله والنصارى وفي الهند لهجمات متقطعة من الهندوس في الفلبين لحملات عسكرية رفضا لإقامة دولة مستقلة لهم هناك.
كما تُحتل بقية الأقطار سياسيا و ثقافيا و فكريا إذا لم يكن الاحتلال عسكريا عن طريق العلمانيين على اختلاف مشاربهم من السنغال لغامبيا ومالي وتشاد مرورا بالنيجر فمصر وتونس والجزائر والمغرب و الإمارات و إندونيسيا  نيجيريا وكازاخستان وتركستان  وقرغستان  وأوزباكستان وأذربيجان وتركيا و جزر القمر  وبوركينا فاسو والبوسنة وألبانيا والسيشال.
التكاثر المذموم والتكاثر المحمود
قال النبي صل الله عليه و سلم: تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها (أي كما تهم الدابة إلى قصعتها لأكل العلف) قالوا: أومن قلة نحن يومئذ؟ قال: لا و لكنكم غثاءٌ كغثاء السيل و لينزعن الله المهابة من قلوب عدوكم ويقذف في قلوبكم الوهن. قالوا: و ما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا و كراهية الموت (الموت في سبيل الله).
فنحن في سنة 1438 هجرية أو 2017 ميلادية نبلغ من العدد 1500 مليون و لكننا كزبد البحر الكثرة و قلة البركة وقلة الحركة لدين الله.ونحن بهذا كثرة مذمومة. وأما الصهاينة أعداءنا فيبلغون على أقصى تقدير 8 ملايين نسمة فلا فرق البتة في العدد ولا مقارنة ولكن قُذف في قلوبنا الوهن.
قُذف حب الدنيا وحب السيارات وحب القصور وحب الذهب والفضة وحب النساء وحب المعازف و الغناء والرقص والخمر والمخدرات وحب اللاعبين والراقصات وحب القمار.
وكثر التكاثر المذموم فهو تكاثر لا يُربى الأولاد فيه على الخوف من الله والأخلاق الإسلامية بل يربيه التلفاز والشارع ومن التكاثر المذموم إنجاب الولد بغية توريث ماله وثروته لولده ليستمر في نسله ومنه أيضا إنجاب الأطفال للتباهي بهم و التفاخر أمام الأقارب بزينة الحياة الدنيا وإهمال الاعتناء بتربيتهم و تأديبهم بل يتم التعامل مع الأولاد كالحيوانات الأليفة فتأكل ألذ الأكل وتلبس أجمل الثياب  وتنتهي المهمة عند ذلك الحد.
وأما التكاثر المحمود فتكون نية الرجل وأمله عند الجماع  إنجاب مجاهد، أو عابد، أو عالم ينفع أمته، و ينصر دينه  فيفيد الناس بعلمه سواء العلوم الدنيوية أو الدينية فيكثر من الولد ويعتني بتربيتهم وتأديبهم و تعليمهم أمور دينهم ليكونوا خلفاء الله في الأرض عن جدارة ( إني جاعل في الأرض خليفة)،  وهذا هو المقصد الإسلامي الرئيسي من التزاوج و هكذا فالتكاثر المحمود هو الذي يفتخر به النبي صل الله عليه وسلم حين يقول : تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة.
فهل سيباهي الحبيب صلى الله عليه وسلم براقصة أو شارب خمر أو سارق أو زان أو علماني يحسب زورا على الإسلام، فلا يباهي النبي صل الله عليه و سلم إلا بمن هو أهل للتباهي له ممن رحمه الله فلنجتهد في نصرة الإسلام وجهاد الكافرين بالمال والقلم واللسان والنفس فنحن أمة تمرض ولا تموت.
أسباب النكسة وظروفها
إن نكسة الأمة الإسلامية يعود منشأها لبداية القرن العشرين وقد سنت الجمعيات التغريبية المنضوية تحت ألولية دول الاحتلال البريطاني والفرنسي والإيطالي والإسباني للدول العربية بين القرن التاسع عشر و العشرين.
فقد آتت الدعوات التغريبية أكلها وآت مجهود الاحتلال في تربية فراخ من الأمة له في دول أوروبا على الفكر العلماني والمروق من العقيدة الإسلامية وقيمها وأخلاقها أكلها فقد استعمل الاحتلال بيادق ذات أسماء عربية من بني جلدتانا  يتكلمون بألسنتنا.
ونجحت إستراتيجية حصان طروادة مع العديد من العوامل الأخرى مثل انتشار الجهل الكبير بين المسلمين بأبسط أمور الدين وانتشار الفرق الباطنية التي صدعت وحدة الأمة و تآمر نصارى ويهود العرب مع المحتل.
قد فشلوا منذ زمن بعيد في إخضاع العالم الإسلامي لسيطرتهم بعد ستة حملات صليبية فاشلة، وفشلوا في رد المسلمات عن دينهن، لكن هذه المرة نجحوا نجاحا ساحقا باستخدام أسلوب الحرباء في تلونها فيكون الشخص مسلم في ظاهره ينطق الشهادة  ذو اسم عربي و لون  أسمر و يلبس العقال أو الشاشية أو الجبة لكن قلبه قلب الشياطين يدعو لترك الحجاب وإلى تمزيق النقاب مواكبة العصر ونزع الفضيلة وإلى اختلاط الجنسين في سائر الأمور فساندت هذه الدعوات الجمعيات النسائية الممولة من المستعمر لتضفي صبغة أكثر تأثيرا وشرعية على هذا الاتجاه الفكري الغربي وتظهر أن النساء العربيات المسلمات موافقات على هذه الدعوات فلا أقرب للمرأة إلا المرأة ولا أدرى بشعاب مكة إلا أهلها فكانت الطعنة خلفية غادرة وزاد الطينة بلة أن سلم الاستعمار الدول والأقاليم الإسلامية بعد أن تم تقسيمها لخونة علموهم في جامعاتهم واختبروهم وتأكدوا من ولائهم لقوانينهم وتشريعاتهم ومناهجهم في إدارة أمور الدولة في جميع الميادين ليواصلوا ما بدأه الاحتلال لكن بقناع عربي متأسلم فيوحي للغوغاء أنه مسلم و يحب القرآن ويقسم بالقرآن أنه لن يطبق القرآن!
وهكذا فالمسرحيات تتواصل في المناسبات الدينية من أعياد وحج فيخرج الطاغية المغير لأحكام الله و المعطل لها ليصلي مع العوام صلاة العيد أو ليهنئ الشعب المسكين بدخول شهر رمضان الكريم ثم لا يلبث طويلا حتى يسافر للحج فيظهر بمظهر المسلم الصالح.
ويزين قالب الحلوى شيوخ السلاطين و علماء القصور الذين يدخلون على الحكام والظلمة فلا ينكرون عليهم ويضفون شرعية على حكمهم ببقائهم على تلك الحال فيلبسون على عامة العباد ويحرمون منازعتهم الحكم لأنهم أولياء أمور شرعيون وببقائهم الأمن والرخاء وبذهابهم تأتي الفوضى والدمار والفتن فهم شيوخ على منهج توماس هوبز لا على منهج أبي بكر الصديق أطيعوني ما أطعت الله فيكم.
و ختاما إذا عرفنا أسباب نكسة الأمة  المتعددة فبإمكاننا تقديم العلاج المتمثل في جهاد هذه الأسباب و الثورة عليها وسحقها فلا مقدس إلا كتاب الله وسنة نبيه صل الله عليه وسلم، فكما قال بعض الحكماء إذا عرف السبب بطل العجب.


نُشر هذا المقال على تبيان بواسطة الكاتب: أمير البوزيدي التونسي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
طبيعة الحرب وحتمية الصراع بين القرآن والغرب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إيران والغرب والعرب ورهانات الحرب.. محاولة للفهم
»  إيران وإسرائيل.. هل ينتقل الصراع من الظل إلى دائرة الحرب الشاملة؟
» الأسلحة التي تستخدمها حماس وإسرائيل في الحرب الحالية، وتأثيرها على الصراع مستقبلا؟
» ما طبيعة الحياة على الارض عندما يكون القمر بدرا
» هل يستطيعون نزع القرآن من قلوب المؤمنين (حفظة القرآن صغارا ومكفوفين)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: