|
| خطبة الرسول صل الله عليه وسلم في مرض موته | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: خطبة الرسول صل الله عليه وسلم في مرض موته السبت 30 مارس 2019, 12:41 pm | |
| خطبة الرسول صل الله عليه وسلم في مرض موته الخميس 28/مارس/2019 د. علي العتوم (عن الفضل بن عباسٍ، قال: جاءَني رسول الله صل الله عليه وسلم فخرجتُ إليه، فوجدتُه موعوكاً قَدْ عَصَبَ رأسه، فقال: خُذْ بيدي يا فضلُ، فأخذتُ بيدِهِ حتَّى جَلَسَ على المِنبرِ، ثُمَّ قال: نادِ في الناسِ، فاجتمعوا إليهِ، فقال: أما بعدُ، أيها الناسُ، فإنّي أحمدُ إليكمُ اللهَ الذي لا إلهَ إلاّ هُوَ، وإنّه قد دَنا منِّي خفوقٌ من بينِ أظهرِكم، فمَنْ كنتُ جلدتُ له ظهراً فهذا ظهري فليَسْتَقِدْ منه، ومَنْ كنتُ شتمتُ له عِرضاً، فهذا عِرضي فلْيَسْتَقِد منه، ومَنْ أخذتُ له مالاً، فهذا مالي فليأْخُذْ منه، ولا يخشى الشَّحْناءَ من قِبَلِي، فإنّها ليستْ من شأني. أَلاَ وإنَّ أحبَّكُمْ إليَّ مَنْ أخذَ منِّي حقّاً، إنْ كانَ لهُ، أو حلَّلني فلقيتُ ربِّي وأنا طيِّبُ النَّفْسِ. وقد أرَى أنَّ هذا غيرُ مُغْنٍ عنِّي حتَّى أقومَ فيكم مِراراً. ثُمَّ نَزَلَ، فصلَّى الظهرَ، ثُمَّ رجعَ فجلسَ على المنبرِ فعادَ لمقالتِهِ الأولَى، فادَّعَى عليه رجل بثلاثةِ دراهِمَ، فأعطاهُ عِوَضَها، ثُمَّ قال: أيُّها الناسُ، مَنْ كان عندَه شيءٌ فلْيُؤدِّهِ ولا يَقُلْ فضُوحُ الدُّنْيا، أَلا وإنَّ فُضُوحَ الدُّنيا أهونَ من فُضوح الآخرة، ثُمَّ صلَّى على أصحابِ أُحُد، واستغفرَ لَهُمْ، ثُمَّ قال: إنَّ عبداً خَيَّرَه اللهُ بينَ الدنيا وبينَ ما عندَه، فاختارَ ما عندَه، فبَكَى أبو بكرٍ، وقال: فَدَيْناكَ بأنفُسِنا وآبائنا). جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة الجزء الأول، تأليف أحمد زكي صفوت (الحلبي)، ص(158)، رقم الخطبة (14)، ط (2)، 1381هـ، 1962م. والخطبة مأخوذة في الأصل من تاريخ الطبري: 2/191، والكامل لابن الأثير 2/154. تعليقات: 1. التعريف: الفضل بن العباس: صحابيٌّ جليل، وهو أكبر ولد العبّاس بن عبد المطّلب، وبه كان يُكنّى، وأمّه لُبابة بنت الحارث الهلالية أُخت ميمونة زوج الرسول صلى الله عليه وسلّم. شَهِدَ مع النبي الفتحَ وحُنيناً وثبتَ فيها. وشَهِدَ معه حَجَّةَ الوداع، وشهدَ غسله صل الله عليه وسلم، وشارك في غزوِ بلاد الشام، وقيل: استشهِد في اليرموك سنة خمسَ عشرة للهجرة. وكان من أجمل الناس رضي الله عنه. 2. المعاني: موعوكاً: مريضاً. عَصَبَ رأسه: لَفَّ رأسه لِمَا يجد من الألم. خُذْ بيدي: قُدْنِي. نادِ في الناس: صِحْ بهم أنْ يجتمعوا، ادعُهمْ، وفي بعض الروايات، أنّه قال له: نادِ بهم: الصلاةَ جامعةً. خُفوق: قرب وقتِ انتهاء حياته على هذه الأرض. جلدتُ له ظهراً: ضربته بالسوط أو العصا. فليستقدْ: ليقتصَّ منّي آخِذاً حقّه. شتمتُ له عِرضاً: سببتُه. الشحناء: الحقد، وفي لغة اليوم الملاحقة. ليست من شأني: ليس من خُلُقي. حَلَّلني: سامحني. غيرَ مُغْنٍ: غيرُ كافٍ. فُضوح الدنيا: عارُها وسُبّتها. صلى على أصحاب أُحُد: دعا لهم بخيرٍ. عبداً خيَّرَه الله: يقصد بهذا نفسه. فاختارَ ما عندَه: أيْ فضَّلَ التحاقَه بالرفيق الأعلى على البقاء في الدنيا. 3. ما يستفاد من الخطبة: أ- كان الرسول صل الله عليه وسلم يدعو الناس للاجتماع لإخبارهم بأمور عامّة مهمّة، وذلك في غيرِ وقتِ صلاة، وكان ذلك يحدث على الأغلب بالمناداة بكلمة: (الصلاةَ جامعةً) الأولى بالنصب على نزع الخافض والثانية بالنصب على الحال. ب- الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُقِيدُ من نفسه، إذا وَجَد مَنْ له عليه حقٌّ، أنَّى كان نوعه: سباً أو ضرباً أو أخذَ مالٍ بأخذه إنْ كان له، أو بتحليله منه حتَّى يلقى ربّه طيِّبَ النفس راضياً. وهذا من سموِّ نفسِه ورفعة أخلاقه وعدالةِ ميزانه وعِظَمِ شفافيّته في التعامل مع الناس صل الله عليه وسلم. ج- كان يحرص صل الله عليه وسلم أنْ يُكرِّرَ الطلب من الناس أكثرَ من مرّة إنْ كان لأحدهم عليه حقٌّ ليأخذه منْه. وهذا لصدقه وسعة صدره وعظيم تقواه، عليه الصلاة والسلام. الرابط جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة الجزء الأول، تأليف أحمد زكي صفوت (الحلبي)، ص(158)، رقم الخطبة (14)، ط (2)، 1381هـ، 1962م. والخطبة مأخوذة في الأصل من تاريخ الطبري: 2/191، والكامل لابن الأثير 2/154. https://shamra.sy/uploads/documents/document_d53d0ca1c837bfa9e9993f5c28486198.pdf |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خطبة الرسول صل الله عليه وسلم في مرض موته السبت 30 مارس 2019, 12:54 pm | |
| الخطبُ الجاهليَّةُ في كتاب ” جمهرةُ خطبِ العربِ ” لأحمد زكي صفوت (1395 ه) بحثٌ في المادَّةِ ومنهجِ الجمعِ والتَّحقيقِ محمَّد عبد السَّاتر زكريَّا أ.د. سمر الدَّيُّوب معيد باختصاص الأدب القديم أستاذ باختصاص الأدب القديم جامعة البعث – حمص / سورية ملخَّص البحث: لطالما اتَّجهت عناية العلماء قديماً وحديثاً نحو الشِّعر على حساب النَّثر الفنِّيِّ, فكان في ذلك هضمٌ لحقِّه من الجمع, والتَّحقيق, والدِّراسة, ولعلَّ من أهمَّ من خدم النَّثر الفنِّيَّ في عصرنا الأستاذ أحمد زكي صفوت في كتابيه ” جمهرة خطب العرب ” و ” جمهرة رسائل العرب “, لكنَّ عمله ـــ على أهميَّته ـــ لم يَخْلُ من عيوبٍ توجبُ التَّنبيه والاستدراك عليها. لأجل ذلك عرض البحث لحال الخطب الجاهليَّة في كتاب ” جمهرة خطب العرب ” فبدأ بتمهيدٍ ضُمِّنَ وصفاً للكتاب, ثمَّ تكلَّم على ثلاث نقاطٍ بارزةٍ في الكتاب هي تنوُّع المضمون وعدم موافقته العنوانَ, وعدم استيعاب المادَّة (الخطب الجاهليَّة) نسبيَّاً, وعدم الالتزام التَّامِّ بقواعد التَّحقيق العلميِّ, وانتهى بخاتمةٍ ضُمِّنت نتائجَ البحث, وتوصيةً بضرورة إعادة جمع الخطب الجاهليَّة وتحقيقها تحقيقاً علميَّاً رصيناً يليق بمكانتها. الكلماتُ المفتاحيَّةُ: النَّثر الفنِّيُّ, الخطب, العصر الجاهليُّ, الجمع, التَّحقيق. تمهيد: ممَّا لا شكَّ فيه عند المشتغلين بالتُّراث الأدبيِّ؛ جمعاً وتحقيقاً ودراسةً ونقداً, أنَّ عنايةَ العلماءِ؛ قديمِهم وحديثِهم, كانت مُنصَبَّةً على جمع الشِّعر ودراسته على حساب العناية بالنَّثر الفنِّيِّ عموماً؛ والدَّليلُ على ذلك أنَّنا لا نجدُ في تاريخ أدبنا مؤلَّفاً أدبيَّاً نثريَّاً حظي بمثل ما حظي به ديوان المتنبِّي (354هـ) ـــ مثلاً ـــ من شرحٍ أو تعقُّبٍ لأغلاطه وسرقاته([sup][1])[/sup], أو بمثل ما حظي به ديوان الحماسة لأبي تمَّامٍ (231هـ) من العناية([sup][2])[/sup]. ونحنُ إذ نقدِّمُ لبحثنا بهذا الكلام لا ننفي وجود المؤلَّفات النَّثريَّة من خطابةٍ ووصايا وأمثالٍ وسجعِ كهَّان في تراثنا على امتداد عصوره الأدبيَّة, وغزارة إنتاجه, بلِ الغرضُ منه تِبيانُ الفرق الكبير بين عناية العلماء بالشِّعر وعنايتهم بالنَّثر الفنِّيِّ([sup][3])[/sup]. وإذا نظرنا فيما صُنِّفَ في الخطابة عموماً, والجاهليَّة منها خصوصاً فإنَّنا لا نعدم إشاراتٍ إلى كتبٍ تتحدَّث عن الخطابة, إلَّا أنَّه غالَها ما غالَ كثيراً من نفائس تراثنا, فلم تصل إلينا, ولم ندرِ ما مضمونُها؟ أهي جمعٌ لخُطبٍ أم شرحٌ لغويٌّ أو معنويٌّ لها؟ كما لم ندرِ أيَّ عصرٍ تشغل؟, فمن ذلك: كتاب ” الخطيب “([sup][4])[/sup], وكتاب ” خُطب المنابر “([sup][5])[/sup] لعليِّ بن عبيدة الرَّيحانيِّ (219هـ), وكتاب ” الخُطَبُ والبلاغةُ “([sup][6])[/sup] لمحمَّد بن عبد الله بن غالب الأصفهانيِّ(حوالي منتصف ق3 هـ), وكتاب ” مذاهب الخطباء “([sup][7])[/sup] لعليِّ بن إسميعيل(؟ هـ). وبسبب ما قدَّمنا من ضياع كثيرٍ من تراثنا النَّثريِّ, وقلَّة التَّأليف فيه, قياساً إلى التَّأليف في الشِّعر فإنَّ الخطب الجاهليَّة ظلَّتْ منثورةً في ثنايا كتب الأدب والتَّاريخ وغيرهما تنتظر مَن يجمعُ شملها, وينظِمُ دُرَرَها في سِلكِ ديوانٍ جامعٍ لها([sup][8])[/sup], وكان أن نهضَ بهذا العبْءِ الثَّقيل في عصرنا الحديث الأستاذُ أحمد زكي صفوت, فجمع ما وقعت عينه عليه من خطبٍ جاهليَّةٍ, وغير جاهليَّةٍ في كتابٍ سمَّاه ” جمهرة خطب العرب في عصور العربيَّة الزَّاهرة “. ولكنْ ثمَّةَ بعضُ أسئلةٍ يجب أن تُثارَ في هذا المقام, وهي: هل ما صنعه الأستاذ صفوت ـــ مشكوراً مأجوراً ـــ استوفى جميعَ ما وصل إلينا من خطبٍ جاهليَّةٍ؟ وهل أخضعَ ما جمعه لمنهج علميٍّ يميزُ صحيحَ النُّصوص من منحولها؟ وهل هذا العملُ جديرٌ بأن يكون مصدرَ أيَّةِ دراسةٍ عن الخطب في العصر الجاهليِّ؟([sup][9])[/sup] سنحاول في هذا البحث أن نجيب عن هذه الأسئلة, وأن نبيِّنَ بعضَ أمورٍ وقع فيها صاحب الكتاب لا تتناسب ومنهجَ التَّحقيق العلميِّ للتُّراث. وصفُ الكتابِ: كتابُ ” جمهرةُ خُطَبِ العربِ في عصورِ العربيَّةِ الزَّاهرةِ ” كتاب مهمٌّ يرجع إليه كلُّ مَنْ أراد التَّصدِّيَ لدراسة الخطب في أدبنا القديم, ألَّفه الأستاذ في دار العلوم في القاهرة ” أحمد زكي صفوت “([sup][10])[/sup]. يذكر المؤلِّفُ سبب جمعه الكتابَ, وهو تفرُّقُ الخطب وتبعثُرُها في كتب الأدب والتَّاريخ, إضافةً إلى ما أصابها من آفات التَّصحيف والتَّحريف, يقول: (وقد نظرْتُ فوجدْتُ تلك الخطبَ مبعثرةً منثورةً في كتب الأدب والتَّاريخ, لا يؤلِّفُ بينها نظامٌ, ولا يضُمُّ أشتاتَها كتابٌ, فإذا ما شِئْتَ أن تتعرَّفَ صورةَ الخطابةِ في عصرٍ من العصورِ, أو تترجمَ لخطيبٍ من خطباءِ العربيّةِ ألفيْتَ الطَّريقَ أمامك وَعِرةً شائكةً, وأنفقْتَ وقتاً مديداً في التَّنقيب عن خطبه في بطون الأسفار, بلهَ ما يعترضك من مشاقَّ في تحريرِ ألفاظها وتحقيق عباراتها لما نالَها من عَبَثِ النُّسَّاخ والطُّبَّاع من التَّصحيف والتَّحريف الذي يَنْبَهِمُ معه معناها ويستغلق به تفهُّمُها)([sup][11])[/sup]. ذلك كلُّه دفع المؤلِّفَ إلى الغوصِ في كتب التُّراث: أدبيِّها, وتاريخيِّها, وجمعِ ما اهتدى إليه من خطبٍ, وما يدخلُ في باب الخطب ـــ على حدِّ قولِه ـــ ليكونَ هذا الكتابُ ديواناً جامعاً لها, يقول: (استخرْتُ اللهَ فجمعْتُ كلَّ ما أُثِرَ عن العرب في عصور العربيَّة الزَّاهرة من خطبٍ ووصايا ـــ على قَدَرِ ما هداني إليه اطِّلاعي ـــ وضممْتُ إليها ما دار في مجالس الملوك والخلفاء والرُّؤساء من حوارٍ ومجاوبةٍ أو جدالٍ أو مناظرةٍ ممَّا يدخلُ في باب الخطب وينتظمُ في سلكها, وأودعْتُها ذلك السِّفْرَ كي يكونَ لها ديواناً جامعاً ومرجعاً عامَّاً يسهُلُ مراجعتُها فيه وسمَّيْتُهُ: جمهرةَ خطب العرب في عصور العربيَّة الزَّاهرة)([sup][12])[/sup]. وقد جُعِلَ الكتابُ أربعةَ أبوابٍ في ثلاثة أجزاء:
- الجزءُ الأوَّلُ: ويحوي البابَ الأوَّلَ في خطب الجاهليَّة, والبابَ الثَّانيَ في خطبِ صدرِ الإسلامِ.
- الجزءُ الثَّاني: ويحوي البابَ الثَّالثَ في خطب العصر الأُمَويِّ.
- الجزءُ الثَّالثُ: ويحوي البابَ الرَّابعَ في خطب العصر العبَّاسيِّ الأوَّل, وذيلَ الجمهرة في خطبٍ متفرِّقةٍ.
واستُثْنِيَ من الجمع خطبُ الإمام عليِّ بن أبي طالبٍ كرَّمَ اللهُ وجهَهُ؛ لأنَّ خُطَبَهُ أُفرِدَتْ بمؤلَّفٍ خاصٍّ هو” نهجُ البلاغة “, وما ورد من كلام بليغات النِّساء, وطرائف أقوالِهنَّ في كتاب” بلاغاتُ النِّساء ” لمؤلِّفه أبي الفضل أحمدَ بن أبي طاهرٍ طيفور (280هـ). وقد عُنِيَ المؤلِّفُ بضبطِ ألفاظِ الخُطَبِ ضبطاً وافياً, وشرحَ غريبَ كلماتِها, وعقَّبَ كلَّ خُطْبَةٍ بذكر مصادرها التي نقل عنها, وأورد كلَّ ما تَمَسُّ الحاجة في فهمها. كان هذا تعريفاً موجزاً بالكتاب لعلَّه أعطى صورةً واضحةً عنه, وما يعنينا منه هو القسم الجاهليُّ الذي سندرسُ حال الخطب فيه, وسيكون الكلامُ محصوراً في نقاطٍ ثلاثٍ, هي: تنوُّعُ المضمون وعدمُ موافقته العنوانَ, وعدمُ استيعاب المادَّة (الخُطَب الجاهليَّة) نسبيَّاً, وعدمُ الالتزامِ التَّامِّ بقواعد التَّحقيق العلميِّ. لا نريد ممَّا نقدِّمُهُ أن يُفهمَ على أنَّه ثلبٌ للمؤلِّفِ, وتعقُّبٌ لأغلاطه وهفواته, فإنَّه قد أحسنَ وأجادَ, وترك آثاراً سيبقى يُحمَدُ عليها, ولكنَّهُ شيءٌ يقتضيه المنهجُ العلميُّ, وضرورةٌ من ضرورات العناية بالتُّراث, وبخاصَّة النَّثريِّ منه. أوَّلاً: تنوُّعُ المضمون وعدمُ موافقته العنوانَ: معلومٌ لدى النُّقَّاد جميعِهم أنَّ الكلام العربيَّ جنسانِ؛ شعرٌ, ونثر, ولكلٍّ منهما فنونه وأصنافه, فمن أصناف الشِّعرِ: الغنائيُّ, والملحميُّ, والمسرحيُّ, والتَّعليميُّ, ومن أصناف النَّثر: الخطابةُ, والوصايا, وسجع الكهَّان, والقصص, والأمثال. وإنَّ المتصفِّح للقسم الجاهليِّ للكتاب يرى أنَّ مضمونه لا يوافق عنوانه؛ فالعنوان ” جمهرة خطب العرب “, والمضمون لا يشتمل على الخطب فقط! بل يتعدَّاه إلى كثيرٍ من الأصناف الأخرى, وكان مجمل ما اشتمل عليه القسم الجاهليُّ تسعين (90) قطعةً أدبيَّةً([sup][13])[/sup], قسمها المصنِّفُ أربعة أقسام؛ الخطب: وحوى خمسين (50) قطعةً, وخطب الكهَّان: وحوى خمسَ عشْرةَ (15) قطعةً, وخطب الكواهن: واشتمل على سبع (7) قطع, والوصايا: وحوى ثماني عشْرةَ (18) قطعةً, ولبيان هذا الأمر وتجليته, وإيضاح أنَّ لكلِّ صنفٍ من الأصناف ما يَمِيْزُهُ من الأصناف الأخرى سنعرض لكلِّ صنفٍ ورد في الكتاب تعريفاً وتمثيلاً.
- أ- الخطب: قال الفيروزآباديُّ (817 هـ): ” خَطَبَ الخاطبُ على المنبر خَطابَةً، بالفتح، وخُطْبَةً، بالضَّمِّ، وذلك الكلامُ: خُطْبَةٌ أيضاً، أو هي الكلامُ المنثورُ المـُسَجَّعُ ونحوه “([sup][14])[/sup].
والخطابة فنٌّ من فنون النَّثر, وهي فنُّ مخاطبة الجمهور الذي يعتمد على الإقناع والاستمالة, أو هي كلامٌ بليغٌ يُلقَى في جمع من النَّاس لإقناعهم بما فيه الخير لهم في دنياهم وآخرتهم([sup][15])[/sup], إذن هذه الخطبُ تصدرُ من فردٍ إلى جماعةٍ قد تقلُّ أو تكثُرُ([sup][16])[/sup]. اشتمل الكتاب على أنواع متعدِّدة من الخطب؛ فكان منها الخطبُ العسكريَّةُ التي يحضُّ فيها القادةُ الجنودَ على القتالِ كخطبة هانئ بن قَبِيْصَةَ الشَّيبانيِّ([sup][17])[/sup] في قومِه بكرٍ يحرِّضُهم فيها على قتال الفرس يومَ ذي قارٍ, والخطبُ الدِّينيَّةُ أو الوعظيَّةُ التي يدعو الخطيب فيها إلى إعمال العقل والتَّفكُّر في الآيات الكونيَّة, ويهدف إلى إيقاظ النَّاس من الغفلة عن المعجزات الإلهيَّة كخطبة قُسِّ بن ساعدةَ الإياديِّ([sup][18])[/sup] في سوق عكاظ, والخطبُ التي تُقالُ في المناسبات الاجتماعيَّة كإصلاح ذات البين, ويمثِّلها الخطب التي قيلت في إصلاح مَرثَدِ الخيرِ بين سُبَيعِ ابنِ الحارثِ وبين مَيثَمِ بنِ مُثَوِّبٍ([sup][19])[/sup], وخطب النِّكاح كخطبة عامرِ بنِ الظَّرِبِ العَدوانيِّ وقد خُطِبَت ابنتُه([sup][20])[/sup], وخطبة أبي طالب في زواج رسول الله e([sup][21])[/sup], وهي الخطبةُ التي قال عنها المبرِّدُ (285 هـ): (إنَّها من أقصد خُطَبِ الجاهليَّة)([sup][22])[/sup]. مثال: قال هانئُ بنُ قبيصةَ الشَّيبانيُّ يحرِّضُ قومه يوم ذي قار: ( يا معشرَ بكرٍ, هالكٌ معذورٌ خيرٌ من ناجٍ فرورٍ, إنّ الحذرَ لا يُنجِي من القَدَرِ, وإنّ الصّبرَ من أسبابِ الظّفَرِ, المنيّةُ ولا الدّنيّةُ, استقبالُ الموتِ خيرٌ من استدبارِه, الطّعنُ في ثُغَرِ النّحورِ أكرمُ منه في الأعجازِ والظّهورِ, يا آلَ بكرٍ قاتلوا فما للمنايا من بدٍّ )([sup][23])[/sup].
- ب- سجع الكهَّان: هو النَّثر الذي يصدرُ عن طبقة من النَّاس تُدعى ” الكهَّانَ “, وكانت هذه الطَّبقةُ ذاتَ أهميَّةٍ كبرى عند العرب في الجاهليَّة؛ يقصدونهم لأخذ المشورة في أمورهم العظيمة, ويتحاكمون إليهم في منافراتهم وخصوماتهم, ويأخذون رأيهم في أمور الزَّواج والسِّلم والحرب واستعلام الأمور المغيَّبة.
وكان هذا النَّثرُ يقوم على استقراء الغيب, أو استكناه خفايا المستقبل, وعلى تأويل الرُّؤيا, وبيان بعض الحقائق التي تشغل بال المرء وفكره, ويرتكز خصوصاً على توجيه النَّاس وقيادتهم وَفْقَ ما يرى الكهَّان من مصلحة, وكان هؤلاء الكهَّانُ همُ الفئةَ المختصَّةَ بإنتاج هذا النَّوع بعبارات أهمُّ ما يميِّزُها السَّجعُ, حتَّى عُرِفَ نثرهم هذا على وجه الإطلاق بـسجع الكهَّان, يقول الجاحظ في ” البيان والتَّبيين ” عن الكهَّان: ” كان يتحاكمُ إليهم أكثرُ أهل الجاهليَّة, وكانوا يدَّعون الكهانةَ وأنَّ معَ كلِّ واحد منهم رَئِيَّاً من الجنِّ مثلُ حازي جهينةَ ومثلُ شِقٍّ وسطيحٍ وعُزَّى سَلَمَةَ وأشباههم, كانوا يتكهَّنون ويحكمون بالأسجاع “([sup][24])[/sup]. وهذا الكلام دليل على أنَّ النَّثر المنسوب إلى الكهَّانِ الموصوفَ بما سبق من صفاتٍ يُدعى سجعَ الكهّانِ, وهو ما دُئِبَ عليه قديماً في التَّصنيف([sup][25])[/sup], وما سار عليه الباحثون في هذا العصر في تأريخهم الأدبَ الجاهليَّ؛ إذ أفردوا سجع الكهَّان بالدِّراسة عن الخطب والوصايا والرَّسائل والأمثال([sup][26])[/sup]. مثال: قطعةٌ للكاهن الخُزَاعيِّ وقد تنافرَ إليه هاشمُ بنُ عبدِ مَنَافٍ وأميّةُ بنُ عبدِ شمسٍ, فقال الكاهنُ منفِّراً هاشماً: (والقمرِ الباهرِ, والكوكبِ الزَّاهرِ, والغمامِ الماطرِ, وما بالجوِّ من طائرٍ, وما اهتدى بعَلَمٍ مسافرٌ, من منجِدٍ وغائرٍ, لقد سبقَ هاشمٌ أميّةَ إلى المآثرِ)([sup][27])[/sup].
- ت- المحاورات: هي نوعٌ نثريٌّ قديمٌ جدَّاً في حياةِ البشريَّةِ لأنَّه سبيلُها إلى التَّفاهمِ والتَّعايشِ والتَّقدُّمِ, وتدورُ هذه المحاوراتُ عادةً بين فردين اثنين أو مجموعة أفراد, ويكون موضوعها سؤالاً يوجِّهُه أحدهم ليجيبَ عنه الآخر أو جدلاً حول مبدأ أو فكرة أو مذهب أو عقيدة يحاول كلٌّ منهما أن يقنعَ بها الآخر.
كثُرت هذه المحاوراتُ كثرةً لا تتناسب معَ ما وُضِعَ الكتاب لأجله وهو جمع الخطب؛ فكان منها: تفاخرُ طريف بن العاصي والحارث بن ذبيانَ عند بعض مقاول حِمْيَر([sup][28])[/sup], وتساؤلُ عامر بن الظَّرِبِ وحُمَمَةَ بنِ رافعٍ عند أحد ملوك حِمْيَر([sup][29])[/sup], وحديثُ بعض مقاول حِمْيَر معَ ابنيه([sup][30])[/sup], وحديثُ المنذر بن النُّعمان الأكبر معَ عامر بن جُوَينٍ الطَّائيِّ([sup][31])[/sup], وحديثُ قيس بن رفاعةَ والحارث بن أبي شَمِرٍ الغسَّانيِّ([sup][32])[/sup], وحديثُ قيس بن خُفَافٍ البُرْجُميِّ وحاتم طيِّئٍ([sup][33])[/sup], ومقالُ قَبيصةَ بنِ نُعيمٍ لامرئ القيس([sup][34])[/sup]. مثال: لمـَّا بلغ أحد مقاول حِمْيَر من العُمُرِ عِتيَّاً دعا ابنيه ليبلوَ عقولَهما ويعرفَ مبلغَ علمهما, وجعل يُلقي عليهما بعض الأسئلة, ومنها: ( … قال: فأيُّ النِّساءِ أبغضُ إليك يا عمرو؟ قال: القتَّاتةُ الكذوبُ, الظَّاهرةُ العيوبِ, الطَّوَّافةُ الهَبوبُ, العابسةُ القَطوبُ, السَّبَّابةُ الوَثوبُ, التي إن ائتمنَها زوجُها خانَتْهُ, وإن لانَ لها أهانَتْهُ, وإن أرضاها أغضبَتْهُ, وإن أطاعَها عصَتْهُ, قال: فما تقولُ يا ربيعةُ؟ قال: بئسَ ـــ والله ـــ المرأةُ ذكرَ, وغيرُها أبغضُ إليَّ منها, قال: وأيَّتُهنَّ التي هي أبغضُ إليك من هذه؟ قال: السَّليطةُ اللِّسانِ, المؤذيةُ للجيرانِ, النَّاطقةُ بالبهتانِ, التي وجهُها عابسٌ, وزوجُها من خيرِها آيسٌ, التي إن عاتبَها زوجُها وترَتْهُ, وإن ناطقَها انتهرَتْهُ…)([sup][35])[/sup].
- ث- الوصف: هو ذكرُ الشَّيء بما هو فيه من الأفعال والصِّفات, وهو كثيرٌ في الشِّعرِ يمتزجُ بأغراضه الأخرى كالغزل والفخر والمديح والهجاء, ويُعدُّ فنَّاً من فنونِ النَّثرِ, وهو ” أقدرُ أنواع النَّثر على مجاراة الشِّعر “([sup][36])[/sup].
والوصف من الأمور التي يحتاجها الجاهليُّ في صحرائه؛ فلَطالما أرسلتِ القبائلُ رُوَّادَها؛ ليبحثوا لها عن الكلأ والماء, فلا يجد هؤلاء الرُّوَّادُ مُعِيناً على نعت ما يجدون من مناطقَ خصبةٍ خيراً من الوصف لاستخدامه فنونَ البيان كالتَّشبيه والاستعارة والكناية. وممَّا جاء في الكتاب من الوصف ثلاثُ (3) قطعٍ؛ الأولى في وصف روَّاد مذحج ما ارتادوا من المراعي([sup][37])[/sup], والثَّانيةُ في وصف لبيد بن ربيعة بقلةً في الصَّحراء([sup][38])[/sup], والثَّالثةُ لعصامَ الكِنْدِيَّةِ في وصف أمِّ إياسِ بنتِ عوفِ بنِ محلَّمٍ الشَّيبانيِّ([sup][39])[/sup]. مثال: يقول لبيد بن ربيعة في وصف بقلة تُدعى التَّرِبةَ: (هذه التَّرِبةُ التي لا تُذكي ناراً, ولا تُؤهِلُ داراً, ولا تسُرُّ جاراً, عودُها ضئيلٌ, وفَرْعُها كليلٌ, وخيرُها قليلٌ, أقبحُ البقولِ مرعىً, وأقصرُها فرعاً, وأشدُّها قَلْعَاً, فتَعْساً لها وجَدْعاً…)([sup][40])[/sup].
- ج- الأمثال: هي نوعٌ نثريٌّ تُركَّزُ فيه التَّجارب الإنسانيَّة في لحظة من لحظاتها الحاسمة على لسان بعض النَّاس في عبارة موجزة خفيفة على اللِّسان, جميلة الوقع في النَّفس, يُمكنُ أن يُستشهد بها ثانيةً بألفاظها حين تتشابه ظروف تجربة جديدة مع ظروف التَّجرِبة القديمة التي قيلت فيها([sup][41])[/sup].
..... يتبع
|
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خطبة الرسول صل الله عليه وسلم في مرض موته السبت 30 مارس 2019, 12:58 pm | |
| ... تابع الخطبُ الجاهليَّةُ في كتاب ” جمهرةُ خطبِ العربِ ” لأحمد زكي صفوت (1395 ه) بحثٌ في المادَّةِ ومنهجِ الجمعِ والتَّحقيقِ جاءت الأمثال في الكتاب في قطعتين؛ الأولى في ثنايا حديث إحدى ملكات اليمن مع خاطبيها([sup][42])[/sup], إذ جاءها ثلاثة رجال يخطبونها فطلبَتْ أن يصفَ كلُّ واحدٍ منهم نفسه بكلام صادق موجَز, ففعلوا, فكانت تردُّ عليهم بكلامٍ فترسلُه مثلاً, والثَّانية كانت تحت عنوان ” أمثالُ أكثمَ بنِ صيفيٍّ وبُزَرجُمُهْرَ الفارسيِّ “([sup][43])[/sup], أشارَ المؤلِّفُ إلى أنَّه نقلها كما هي عن كتاب العقد الفريد لابن عبد ربِّه (328 هـ), وقال: ” ليس من الميسور تمييزُ أمثال أحدهما من أمثال الآخر إلَّا في القليل “([sup][44])[/sup], وهي تجري على هذا النَّسقِ: (العقلُ بالتَّجاربِ, الصَّاحبُ مناسبٌ, الصَّديقُ مَنْ صدقَ غيبُهُ, الغريبُ مَنْ لم يكنْ له حبيبٌ, ربَّ بعيدٍ أقربُ من قريبٍ, القريبُ مَنْ قرُبَ نفعُهُ, لو تكاشفْتُم ما تدافنْتُم, خيرُ أهلِك مَنْ كفاك, خيرُ سلاحِك ما وقاك…). من ذلك كلِّه نرى أنَّ الكتاب ليس جمهرةً لخطب العرب في الجاهليَّة فحسب, بل كان يشتمل على أنواع نثريَّة أخرى غير الخطب, هذا إذا سلَّمنا أنَّ الكتاب فعلاً جمهرةٌ([sup][45])[/sup]! ثانياً: عدمُ استيعاب المادَّة (الخطب الجاهليَّة) نسبيَّاً: ونقول ” نسبيَّاً ” لِعِلْمِنَا بأنَّ أيَّ ديوانٍ أدبيٍّ؛ شعريٍّ أو نثريٍّ, قد يُستدرَك عليه فيما بعدُ, وذلك عائد إلى أمورٍ؛ منها غفلةُ الجامع عن بعض المصادر أو عدم اطِّلاعه على بعضٍ آخر, أو ظهورُ كتبٍ مخطوطةٍ كانت حبيسة الرُّفوف في مكتبات العالم. إنَّ عدم استيعاب الكتاب للمادَّة التي نهض لجمعها بلهَ الخُطَبَ منها لا يخفى على ذي بصرٍ بالتُّراث, وقبل عرض الأدلَّة والبراهين على ذلك, أرى من الواجب أن أوضِّح أمراً يتعلَّق بطريقة إخراج الكتاب؛ لما في ذلك من أثرٍ مهمٍّ في البحث. ظهر الكتاب أوَّلَ مرَّةٍ سنةَ 1933م عن مطبعة مصطفى البابيِّ الحلبيِّ بمصرَ؛ كان حظُّ القسم الجاهليِّ من الكتاب خمسين (50) صفحةً اشتملت على اثنتين وأربعين (42) قطعةً أدبيَّةً مقسومةً قسمين؛ الأوّلُ منها هو الخطبُ :وفيه ستُّ وثلاثون (36) قطعةً, والثَّاني هو الوصايا: وفيه ستُّ (6) قِطَعٍ. عاد المؤلِّفُ في جمعه الخطبَ إلى ستَّةٍ وعشرين (26) مصدراً متنوِّعاً, فكان منها الأدبيُّ كالبيان والتَّبيين للجاحظ (255 هـ), والأغاني لأبي الفرج الأصفهانيِّ (356 هـ), والعقد الفريد لابنِ عبدِ ربِّه الأندلسيِّ (328 هـ), وكان منها التَّاريخيُّ كسيرة ابن هشام المـَعافريِّ (نحو 218 هـ), وتاريخ الأمم والملوك لأبي جعفرٍ الطَّبريِّ (310 هـ), والكامل في التَّاريخ لابن الأثير (630 هـ). وبعد تسعٍ وعشرين (29) سنةً ظهرَتِ الطَّبعة الثَّانية من الكتاب عن دار النَّشر نفسها, وفي هذه الطَّبعةِ من العجبِ ما فيها! زادت صفحات القسم الجاهليِّ لتصبحَ مئةً وثمانٍ وثلاثين (138) صفحةً, اشتملَتْ على تسعين (90) قطعةً أدبيَّةً جاءت مقسومةً هذه المرَّةَ أربعةَ أقسامٍ؛ الخطبُ: واشتمل على خمسين (50) قطعةً, وخطبُ الكهَّان: واشتمل على خمسَ عشْرةَ (15) قطعةً, وخطبُ الكواهنِ: واشتمل على سبع (7) قطع, والوصايا: واشتمل على ثماني عشْرةَ (18) قطعةً. كانت المفاجأةُ في هذه الطَّبعة أنَّ المصادر التي اعتُمد عليها هي ذاتُها التي اعتُمد عليها في الطَّبعة الأولى دون زيادة فيها! ليتبادرَ إلى الأذهان سؤالٌ مُلِحٌّ هو: كيف غابَتْ هذه الزِّياداتُ عن ناظرَي الأستاذِ يومَ إخراجِه الكتابَ الخـَرْجَةَ الأولى؟! ولمَ انتظر المؤلِّف هذه السِّنينَ المديدة ليضيفَها إلى الطَّبعة الثَّانية؟! ثمَّ إنَّ هناك العديدَ من المصادرِ التي ظهرَتْ إلى النُّور في هذه المدَّة الطَّويلة لم يرجع إليها الأستاذُ! أسئلةٌ كنّا ننتظرُ من الأستاذِ أن يجيبَنا عنها في مقدِّمة الطَّبعة الثَّانية, لكنَّه على غير ما هو متَّبَعٌ في تأليف الكتب لم يقدِّم له بمقدِّمةٍ جديدة([sup][46])[/sup]. إنَّ ظهور الطَّبعة الثَّانية معتمدةً على المصادر نفسها التي اعتُمِدَتْ في الطَّبعة الأولى رجَّحَ لديَّ أنَّ جمعَ الكتابِ كانَ اختياراً من المؤلِّفِ ليس إلَّا, وقد تنبَّهَ الدُّكتور محمود المقداد لهذا الأمر حين عرَّف بالكتاب في أثناءِ ذكره مجموعاتِ النَّثر الفنّيِّ فقال: ” المجموعةُ الأولى: جمهرةُ خطبِ العربِ: وقد عمدَ جامعُها أحمد زكي صفوت أستاذُ العربيَّة في دار العلوم بالقاهرة إلى القيام بمسحٍ شبهِ شاملٍ لخطب العرب في عصور العربيَّة الزَّاهرة كما أحبَّ أن يسمِّيَ الفترةَ الممتدَّةَ من الجاهليَّة إلى أواخر العصر العبَّاسيِّ الأوَّلِ, وقد جمعَ مادَّتَه من أمَّهات المصادر العربيَّة القديمة التي كانت منشورةً حتَّى زمنه أو بدقَّةٍ أكثرَ ممَّا أُتيحَ له أو اختارَه منها “([sup][47])[/sup]. يُرجِعُ الدُّكتور المقداد سببَ عدم استيعاب المادَّة واستيفائها إلى عدم نشر بعض المصادر في تلك المدَّة أو قلَّة المصادر التي أُتيحَتْ للمؤلِّف, وهما أمران يعانيهما كلُّ مَنْ يتصدَّى للجمع والتَّحقيق, لكنَّ الأمر الذي يستوجبُ الوقوفَ عنده أنَّ الجمع كان اختياريَّاً, وهو أمرٌ يمكنُنا التَّحقُّق منه إذا قُمْنا بمسحٍ لبعض مصادر الكتاب لنتبيَّنَ أنَّ كثيراً من النُّصوص لم تُضَفْ إلى الكتاب. وسأعرضُ في هذا المقامِ لمسح كتابَين رجع إليهما المؤلِّفُ هما البيان والتَّبيين للجاحظِ والسِّيرةُ النَّبويَّةُ لابنِ هشامٍ المـَعافريِّ. ـــ البيان والتَّبيين: أفاد الكتابُ من البيان والتَّبيين أربعَ 4 قطعٍ؛ هي القطعُ (9و19و21و63), وعند القيام بإعادة مسحه عثرْتُ على خطبةٍ ووصيَّةٍ؛ أمَّا الخطبةُ فهي لعامرِ بنِ الظَّرِبِ العَدْوانيِّ, يقول الجاحظُ: (وكان عامرُ بنُ الظَّرِبِ العَدْوانيُّ حكيماً, وكان خطيباً رئيساً, وهو الذي قال: ” يا معشرَ عَدوانَ: إنَّ الخيرَ أَلوفٌ عَزوفٌ, ولن يفارقَ صاحبَه حتَّى يفارقَه, وإنِّي لم أكنْ حليماً حتَّى اتَّبعْتُ الحكماءَ, ولم أكنْ سيِّدَكم حتَّى تعبَّدْتُ لكم “)([sup][48])[/sup] . وأَمَّا الوصيَّةُ فهي للمنذرِ بنِ المنذرِ, يقولُ الجاحظُ: (المدائنيُّ قال: قال المنذرُ بنُ المنذرِ لمـَّا حاربَ غسَّانَ الشَّامِ لابنِه النُّعمانِ يوصيه: ” إيَّاكَ واطِّراحَ الإخوانِ واطِّرافَ المعرفةِ, وإيَّاكَ وملاحاةَ المـَلولِ وممازحةَ السَّفيهِ, وعليك بطولِ الخلوةِ والإكثارِ من السَّمَرِ, والْبَسْ من القشْرِ ما يزينُك في نفسِك ومروءَتِك, واعلمْ أنَّ جِماعَ الخيرِ كلِّه الحياءُ فعليك به, فتواضعْ في نفسك, وانخدعْ في مالك, واعلمْ أنَّ السُّكوتَ عن الأمر الذي يغنيك خيرٌ من الكلام, فإذا اضطررْتَ إليه فتحرَّ الصِّدقَ والإيجازَ تسلمْ إن شاء الله تعالى “)([sup][49])[/sup]. ـــ السِّيرة النَّبويَّة لابن هشام المـَعافريِّ: أفاد الكتاب من السِّيرة النَّبويَّة قطعتين هما (60و65), وقد عثرْتُ فيه على خطبٍ عديدةٍ ليس يتَّسعُ البحثُ لذكرها جميعاً, ولكنَّني سأوردُ واحدةً منها على سبيل التَّمثيلِ. يقول ابن هشامٍ في شأن الرِّفادة: (كانت الرِّفادة خَرْجَاً تخرجه قريش في كلِّ موسم من أموالها إلى قصيِّ بن كلاب، فيصنع به طعاماً للحاجِّ، فيأكله مَنْ لم يكن له سَعَةٌ ولا زادٌ, وذلك أنَّ قصيَّاً فَرَضَهُ على قريش، فقال لهم حين أمرهم به: ” يا معشرَ قُرَيشٍ، إنَّكُم جيرانُ اللهِ وأهلُ بيتِهِ وأهلُ الحرمِ، وإنَّ الحاجَّ ضيفُ اللهِ وزوَّارُ بيتِهِ، وهم أحقُّ الضَّيفِ بالكرامةِ، فاجعلُوا لهم طعاماً وشراباً أيَّام الحجِّ، حتَّى يصدرُوا عنكم ” ففعلوا. فكانوا يُخرجون لذلك كلَّ عام من أموالهم خرجاً فيدفعونه إليه، فيصنعه طعاماً للنَّاس أيَّامَ مِنَـى. فجرى ذلك من أمره في الجاهلية على قومه حتى قام الإسلام، ثم جرى في الإسلام إلى يومك هذا, فهو الطَّعام الذي يصنعه السُّلطان كلَّ عام بِـمِـنَى للنَّاس حتَّى ينقضيَ الحجُّ)([sup][50])[/sup]. فهذا ما كانَ من كتابَينِ فقط من الكتب التي كانت مصدراً للمؤلِّفِ في جمع الخطب في العصر الجاهليِّ, وفيهما الدَّليلُ على أنَّ الجمع الذي قامَ به المؤلِّفُ كان اختياراً, فكم من الخطب التي سنجدُها إنْ عمَّمْنا ما قمْنا به من مسحٍ على المصادرِ كافَّةً! بلهَ ما سنجدُه من كنوزٍ في ثنايا كتبٍ ظهرَتْ إلى النُّورِ بعدَ إخراجِ الكتابِ آخرَ مرَّةٍ. كلُّ ما قدَّمْناه يجعل الحاجةَ إلى إعادة النَّظر في جمع خطب العرب في الجاهليَّة ضرورةً مُلِحَّةً, وخدمةً جُلَّى نقدِّمها لتراثنا النَّثريِّ([sup][51])[/sup]. ثالثاً: عدمُ الالتزام التَّامِّ بقواعد التَّحقيق العلميِّ: إنَّ النَّصَّ الأدبيَّ إذا أُريدَ أن يكون موضوع البحث والدِّراسة والاستشهاد يجب أن يكون محقَّقاً تحقيقاً علميَّاً رصيناً يكشف ما صحَّ منه وما وُضِعَ, لأنَّ الدِّراسة الصَّحيحة لا تقوم إلَّا على نصٍّ صحيح موثوق, وفي الحقيقة أنَّ ما نراه في القسم الجاهليِّ من كتاب ” جمهرة خطب العرب ” لا يرقى لأن يكون المصدر المأمولَ للخطب الجاهليَّة؛ وذلك لأنَّه كتاب كان مقصدُهُ الجمعَ فقط, فلا نرى فيه مقابلة بين رواياتِ الخطب مثلاً, أو حديثاً عن توثيقها, والحكم عليها بالصِّحة والنَّحل, ولعلَّ هذا كلَّه لم يكن همَّ المؤلِّف لنلومَه عليه, ولكنَّ حظَّ الكتاب من الانتشار, وكثرة الرُّجوع إليه بوصفه مصدراً للخطب في العصر الجاهليِّ يُوجِبُ علينا أن ننبِّه على ما يُصلحُهُ, ويجعله أهلاً لهذه المكانة التي حظي بها عند الدَّارسين. إنَّ السِّمةَ المميِّزةَ لما ظهر حديثاً من دواوينَ شعريَّةٍ تجمع شعر الأفراد أو القبائل هي أنَّ معظمها قام مرتكزاً على أسسٍ علميَّةٍ؛ نذكر منها على سبيل المثال ما اعتمده صاحب ” أسجاع الكهَّان الجاهليِّين “؛ وذلك للتَّقارب بين سجع الكهَّان والخطب من حيث كونُهما يندرجان تحت جنسٍ واحدٍ هو النَّثرُ الفنِّيُّ, فكان ممَّا اعتمده في صنع ديوان الأسجاع: اعتمادُ رواية المصدر الأقدم في المتن ما لم تكن رواية المتأخِّر أتمَّ, والمقابلةُ بين المصادر لبيان اختلاف الرِّواية وبيان الألْيَقِ بالنَّصِّ, مع التَّنبيه على التَّصحيف والتَّحريف, وشرحُ الألفاظ الغامضة بالاستعانة بكلام العلماء إن وُجِدَ, فإنْ لم يُوجَدْ فبالمعجمات اللُّغويَّة, وترجمةُ غير المشهورين من الأعلام المذكورين في النُّصوص, واعتمادُ ذكر مناسبة النَّصِّ في الحاشية الأولى يتبعه تخريجه من المصادر, وفي الحاشية الأخيرة ذكر ما جاء على النَّصِّ من كلام العلماء المتقدِّمين أو المتأخِّرين([sup][52])[/sup], بالإضافة إلى ذلك فقد رُتِّبت النُّصوص ترتيباً ألفبائيَّاً اعتماداً على اسم صاحب النَّصِّ. إنَّ النَّاظر في حال الخطب الجاهليَّة في كتاب ” جمهرة خطب العرب ” يرى ما يعوزُها من أمور ترتيبها التَّرتيبَ اللَّائقَ, وضبط كلماتها وحروفها, والحديث عن كلام العلماء في شأن صحَّتها ووضعها.
- أ- ترتيب النُّصوص: إنَّ لترتيب النُّصوص المنظَّم في صناعة الدَّواوين أهميَّةً كبرى, فبه يسهل تناولُ النَّص, ويجعله سهل المتناوَلِ للدَّارسين, كما أنَّه يحفظ الدِّيوان من العشوائيَّة التي تضرُّ به علميَّاً, وقد قدَّمنا أنَّ المؤلِّفَ جعل القسم الجاهليَّ أربعةَ أقسامٍ؛ قسمٌ للخطب, وقسمٌ ثانٍ لخطب الكُهَّان, وثالثٌ لخطب الكواهن, ورابعٌ للوصايا, وهذا التَّقسيمُ ـــ وإن لم يكن مضمونه يوافق عنوان الكتاب كما أسلفنا ـــ يعطي الكتاب نوعاً من التَّرتيب مفيداً, لكنَّ الكلام في هذا الخصوص ينحصرُ في ثنايا هذه الأقسام, إذ لم يكن ثمَّة ترتيب واضح المعالم اتَّبعه المؤلِّف في إثبات النُّصوص؛ فلم يُتَّبعِ التَّرتيبُ الألفبائيُّ باعتبار أسماء الخطباء في إثبات الخطب, ونرى النُّصوص التي عدَّها المؤلِّفُ ممَّا يدخل في باب الخطب منثورةً من غير نظام, فمثلاً جاءت ” خطب أشراف العرب بين يدي كسرى ” مسبوقةً بــ ” منافرة علقمة بن عُلاثةَ وعامر بن الطُّفيل العامريَّين “, ونرى ” تساؤل عامر بن الظَّرِبِ وحُمَمَةَ بن رافع عند أحد ملوك حِميَر ” بينَ خطبةِ ” كعب بن لؤيٍّ ” وخطبةِ ” قُسِّ بن ساعدة “, إلى غير ذلك من الأمثلة التي تنافي المنهجيَّةَ, ولو فصل المؤلِّف بين الخطب وبين ما رأى أنَّه يدخل في باب الخطب لَكان ذلك أفضل للكتاب.
- ب- ضبط الكلمات والحروف: ونقصد به ما وقع في النُّصوص من التَّصحيف والتَّحريف([sup][53])[/sup], وهما في الكتاب كثير, وكثرتهما راجعة في رأينا إلى أحد أمرين:
- الأوَّل: الاعتماد على مصادرَ لم تكن قد حُقِّقت التَّحقيق العلميِّ؛ من ذلك اعتماده على طبعة قديمة من البيان والتَّبيين وقع فيها تحريفٌ في نسبة القطعة التَّاسعةَ عشْرةَ؛ وهي خطبة قصيرة نسبها المؤلِّف إلى عمرِو بنِ كُلثومٍ, ولكنَّها في الطَّبعة المعتمدة للكتابِ لكلثومِ بنِ عمرٍو العتَّابيِّ (220 هـ)([sup][54])[/sup], وقد أشار الأستاذ عبد السَّلام هارون محقِّقُ الكتاب إلى هذا التَّحريف, فقال بعد إثباته النِّسبةَ الصَّحيحة في المتن: ” هو العتَّابيُّ, وفي جميع النُّسخ: عمرو بن كلثوم. تحريفٌ “([55]).
والذي يرجِّحُ أيضاً أنَّ التَّحريفَ واقعٌ في نسبة الخطبة أنَّها ذُكرت بين خطبٍ متعدِّدة لإسلاميِّين وأمويِّين وعبَّاسيِّين, ولم يكنْ ثمَّةَ ذكرٌ لأيِّ خطيب جاهليٍّ.
- الثَّاني: قلَّة المصادر المعتمدة وعدم مقابلة الرِّوايات المتعدِّدة: فلا يخفى على ذي بصر بالتَّحقيق ما لاستعراض الرِّوايات جميعها من أثرٍ في تنقية النَّصِّ من شوائب التَّصحيف والتَّحريف؛ من ذلك ما وقع في خبر إصلاح مَرثَد الخير بين سُبيع بن الحارث وبين مِيثَم ابن مثوِّب([sup][56])[/sup] نقلاً عن الأمالي لأبي عليٍّ القاليِّ (356 هـ)([sup][57])[/sup], قال مَرثَد الخير: (إنَّ التَّخبُّطَ وامتطاءَ الهَجَاجِ، واستحقابَ اللَّجَاجِ، سيقفُكما على شفا هوَّة في تورُّدها بوار الأصيلة، وانقطاع الوسيلة، فتلافَيَا أمركما قبل انتكاثِ العهد، وانحلالِ العَقْدِ…), قال أبو عليٍّ القاليِّ في شرح ” التَّخبُّط “: (وقال أبو بكر: التَّخبُّط: ركوب الرَّجل رأسه في الشَّرِّ خاصَّة، ولم أسمع هذه الكلمة من غيره, فأمَّا التَّخمُّط بالميم فالتَّكبُّر), هذا الذي أُثبت في الأمالي ” التَّخبُّط ” بالباء, ولو أنَّنا قابلنا هذا الكلام على رواية ” زهر الأكم في الأمثال والحِكَم ” للحسن اليُوسيِّ (1102 هـ) لَوجدنا فيه تحريفاً؛ قال اليُوسيُّ: ” قال أبو بكرِ بنُ دريدٍ: التَّخَفُّطُ ركوبُ الرَّجلِ رأسَه في الشَّرِّ خاصَّة, قال أبو عليٍّ: ولم أسمعْ هذه الكلمةَ من غيرِه, فأمَّا التَّخمُّطُ بالميم فالتَّكبُّرُ. انتهى. وكذا مَن رأينا مِن اللُّغويِّين؛ لم يذكروا تلك المادَّةَ أصلاً “([sup][58])[/sup], فالمادَّةُ التي لم يذكرْها اللُّغويُّون هي مادَّة (خ ف ط), أمَّا ( خ ب ط) فموجودة, ثُمَّ إنَّنا تتبَّعْنا مادَّةَ (خ ب ط) في المعاجم فلم نجد فيها: التَّخبُّطُ: ركوبُ الرَّجلِ رأسَه, وهو ما رجَّحَ عندنا التَّحريفَ في الأمالي والصَّوابَ في زهر الأَكَم.
ج ــــ توثيق العلماء الخطبَ الجاهليَّةَ: إنَّ علماءنا الذين أفنَوا أعمارهم سدنةً لتراثنا وأدبنا لم يكونوا ناقلينَ فحسبُ, بل كانت عندهم نظراتٌ تحقيقيَّةٌ في تقبُّلِ الأخبار؛ فلم يكونوا يقبلون كلَّ ما يأتيهم من شعر ونثر وتاريخ من دون أن يُخضعوه لميزان النَّقد, ولم تكن عنايتهم بتوثيق الخطب الجاهليَّة بِدْعاً في ذلك, فنراهم يحكمون على صحَّة نسبة الخطب إلى أصحابها, أو يحكمون عليها بالوضع والنَّحل, ونحن إذا جمعنا جهدهم هذا فإنَّنا سنخرج بشيءٍ نفخر به أمام الأمم الأخرى من حيث عنايتُنا بتاريخنا وتراثنا, وكلُّ الذي ذكرناه كان كتاب ” جمهرة خطب العرب خِلْواً منه, ولو أُثبت ما أورده علماؤنا من أحكامٍ على الخطب الجاهليَّة لرُدَّ كثيرٌ منها ولم نتورَّط بدراساتٍ تعتمدها مصدراً أصيلاً لأدبنا ولغتنا. ومن عناية علمائنا بتحقيق الخطب مظهران اثنان:
- تصحيح نسبة الخطبة إلى صاحبها: من ذلك ما نجده في السِّيرة النَّبويَّة لابن هشامٍ من شأن قريش عند بناء الكعبة, قال([sup][59])[/sup]: (فلمَّا أجمعُوا أمرَهم في هدمها وبنائها، قام أبو وَهْبِ بن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم ـــ قال ابن هشام: عائذ بن عمران بن مخزوم ـــ فتناول من الكعبة حجراً، فوثب من يده، حتَّى رجع إلى موضعه، فقال: ” يا معشرَ قريشٍ، لا تُدْخِلُوا في بنائها من كسبِكُم إلَّا طيِّباً، لا يَدْخُلْ فيها مَهْرُ بَغِيٍّ، ولا بيعُ رباً، ولا مَظْلَمَةَ أحدٍ من النَّاس “. والنَّاسُ ينَحْلَونَ هذا الكلامَ الوليدَ بنَ المغيرةِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مخزومٍ)([sup][60])[/sup].
- الحكمُ بوضع الخطبة الجاهليَّة: من ذلك ما حكم به ابن حمدون (562 هـ) في تذكرته على خبر وفود أشراف العرب على كسرى([sup][61])[/sup], وهو حكم عزيزٌ جليلٌ لا نجده في غيره, قال في أثناء الخبر: (هذا خبرٌ تشهد معانيه أنَّه مصنوعٌ، فإنَّ ألفاظه مولَّدة، ورجال العرب والذين نُسِبَ إليهم الحكايةُ متباعدة أعصارُهم، لكنَّه يتضمَّنُ محاسن العرب والاحتجاج على مَنْ ينتقصهم ويقدح فيهم، وفي هذه الفائدة كفايةٌ لأجلها نقلته إلى هاهنا)([sup][62])[/sup].
فهذا نصٌّ صريحٌ ببُطلانِ صحَّة هذه الخطب التي استغرقت من الكتاب خمسَ عشْرةَ صفحةً. خاتمة: كان هذا البحث نظرةً في حال الخطب الجاهليَّة في كتاب ” جمهرة خطب العرب ” وقد بيَّن بوضوحٍ أنَّ خطب الجاهليِّين تستحقُّ إعادة النَّظر في جمعها وتحقيقها لنطمئنَّ عند دراستها إلى صحَّتها, وخلص إلى أنَّ ما جمعه المؤلِّف ليس محصوراً في الخطب بل تعدَّاها إلى غيرها من فنون النَّثر الفنِّيِّ, وأنَّ عمله ليس سوى اختيارٍ منه؛ بدليل ما وجدنا في مصادرِهِ نفسِها من خطبٍ جاهليَّة, وأكَّد بعضَ أسسٍ يجب أن تُتَّبع في تحقيقها التَّحقيقَ العلميَّ, ولم يكن هذا البحثُ جَلْدَاً للمؤلِّف وعمله بقَدْرِ ما هو رغبةٌ في خدمة التُّراث النَّثريِّ عامَّةً, والخطابة منه خاصَّةً. ..... يتبع |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خطبة الرسول صل الله عليه وسلم في مرض موته السبت 30 مارس 2019, 1:08 pm | |
| ... تابع الخطبُ الجاهليَّةُ في كتاب ” جمهرةُ خطبِ العربِ ” لأحمد زكي صفوت (1395 ه) بحثٌ في المادَّةِ ومنهجِ الجمعِ والتَّحقيقِ المصادرُ والمراجعُ:
- الأدب الجاهليُّ. قضاياه. أغراضه. أعلامه. فنونه, غازي طليمات وعرفان الأشقر, دار الإرشاد, حمص, ط1, 1992.
- أسجاع الكُهَّان الجاهليِّين وأشعارهم, جمع وتحقيق ودراسة: ياسين جمُّول, هيئة أبو ظبي للثَّقافة والتُّراث, أبو ظبي, ط1, 2014م.
- الأمالي, القاليّ (356 هـ), الهيئة المصريَّة العامَّة للكتاب, القاهرة, د.ط, 1975م.
- البيان والتَّبيين, , الجاحظ (255 هـ), تحقيق: عبدالسَّلام هارون, دار الجيل, بيروت, د.ط, د.تا.
- تاريخ الأدب العربيِّ ـــ العصر الجاهليُّ, د. شوقي ضيف, دار المعارف, القاهرة, ط23, 2003.
- تاريخ التَّرسُّل النَّثريِّ عند العرب في الجاهليَّة, د. محمود المقداد, دار الفكر المعاصر ـــ بيروت, دار الفكر ـــ دمشق, ط1, 1993.
- تحقيق النُّصوص ونشرها, عبد السَّلام هارون, مكتبة الخانجي, القاهرة, ط7, 1998.
- التَّذكرة الحمدونيَّة, ابن حمدون (562 هـ), تحقيق: د. إحسان عبَّاس, بكر عبَّاس, دار صادر, بيروت, ط1, 1417.
- جمهرة خطب العرب في عصور العربيَّة الزَّاهرة, أحمد زكي صفوت (1395 ه), مطبعة مصطفى البابيِّ الحلبيِّ, مصر, ط2, 1962.
- الحياة الأدبيَّة في العصر الجاهليِّ, محمَّد عبد المنعم خفاجي, دار الجيل, بيروت, ط1, 1992.
- زهر الأَكَم في الأمثال والحِكَم, الحسن اليُوسيُّ (1102 هـ), تحقيق: د. محمَّد حجِّي, د. محمَّد الأخضر, منشورات معهد الأبحاث والدِّراسات للتَّعريب, الدَّار البيضاء, ط1, 1401هـ ــــ 1981م.
- السِّيرة النَّبويَّة, ابن هشام المـَـَعافريّ (نحو 218 هـ), تحقيق: مصطفى السَّقَّا. إبراهيم الأبياريّ. عبد الحفيظ شلبيّ, دار ابن كثير, دمشق, د.ط, د.تا.
- الشِّعر والشُّعراء, ابن قتيبة الدِّيْنَوَريّ (276 هـ), تحقيق: أحمد محمَّد شاكر, دار المعارف, القاهرة, د.ط, د.تا.
- الفنُّ ومذاهبه في النَّثر العربيِّ, د. شوقي ضيف, دار المعارف, القاهرة, ط10, د.تا.
- الفِهْرِست, ابن النَّديم (438 هـ), تحقيق: رضا تجدّد, طهران, 1391هـ/1971م.
- القاموس المحيط, الفيروزآباديُّ (817 هـ), ضبط وتوثيق: يوسف الشَّيخ محمَّد البقاعيّ, دار الفكر, بيروت, د.ط, 2010.
- الكامل, المبرِّد (285 هـ), تحقيق: د. محمَّد أحمد الدَّالي, مؤسَّسة الرِّسالة, بيروت, ط5, 2008.
- كشف الظُّنون عن أسامي الكتب والفنون, حاجي خليفة, (1076 هـ), عُنيَ بتصحيحه وطبعه: محمَّد شرف الدِّين يالتقايا, دار إحياء التُّراث العربيِّ, بيروت ـــ لبنان, د.ط, د.تا.
- لسان العرب, ابن منظور, دار صادر, بيروت, د.ط, د.تا.
- مدخل إلى تاريخ نشر التُّراث العربيِّ, محمود محمَّد الطَّناحيّ, مكتبة الخانجيّ, القاهرة, ط1, 1984.
- معجم البَابْطين لشعراء العربيَّة في القرنين التَّاسعَ عشرَ والعشرين, الكويت, ط1, 2008م.
- وَفَيَاتُ الأعيان وأنباءُ أبناء الزَّمان, ابن خَلِّكان (681 هـ), حقَّقه: د. إحسان عبَّاس, دار صادر, بيروت, د.ط, د.تا.
([1]) من ذلك ما قاله ابن خَلِّكان (681 هـ) عن شروح ديوانه: ” وقال لي أحد المشايخ الذين أخذتُ عنهم: وقفْتُ له على أكثرَ من أربعين شرحاً؛ ما بين مطوَّلاتٍ, ومختصراتٍ, ولم يُفعلْ هذا بديوانٍ غيرِهِ…”. وَفَيَاتُ الأعيان وأنباءُ أبناء الزَّمان, ابن خَلِّكان (681 هـ), حقَّقه: د. إحسان عبَّاس, دار صادر, بيروت, د.ط, د.تا, 1/121.([2]) ذكر لها صاحبُ ” كشف الظُّنون ” عشرين شرحاً. يُنظَرُ: كشف الظُّنون عن أسامي الكتب والفنون, حاجي خليفة (1076 هـ), عُنيَ بتصحيحه وطبعه: محمَّد شرف الدِّين يالتقايا, دار إحياء التُّراث العربيِّ, بيروت ـــ لبنان, د.ط, د.تا, 1/691.([3]) نبَّه بعض الباحثين على ظاهرة إهمال القدماء والمحدثين دراسةَ النَّثر الفنِّيِّ العربيِّ في مقابل إشارتهم إلى إقبال أكثر الباحثين على دراسة الشِّعر, يُنظَرُ في بعض هذه التَّنبيهات: تاريخ التَّرسُّل النَّثريِّ عند العرب في الجاهليَّة, د. محمود المقداد, دار الفكر المعاصر ـــ بيروت, دار الفكر ـــ دمشق, ط1, 1993, ص94 ,95 ,96.([4]) الفِهْرِست, ابن النَّديم (438 هـ), تحقيق: رضا تجدّد, طهران, 1391هـ/1971م, ص133.([5]) المصدر السَّابق نفسه, ص133.([6]) المصدر السَّابق نفسه, ص151.([7]) المصدر السَّابق نفسه, ص197.([8]) الدِّيوانُ: مُجتمَعُ الصُّحُف. لسان العرب, ابن منظور (711 هـ), دار صادر, بيروت, د.ط, د.تا, (د و ن), ويُطلق على الكتاب الذي يجمع النَّثر, وليس مخصوصاً بالشِّعر, ومن ذلك في تراثنا: ديوان خطب ابن نُباتة (عبد الرَّحيم بن محمَّد بن نُباتة 374 هـ).([9]) العجيبُ أنَّ هذا الأسئلةَ لم تُثَرْ من قبلُ؛ فنرى الأساتذة إذا سُئلوا عن الخطب في العصر الجاهليِّ أشاروا إلى هذا الكتاب, لا بل تعدَّى الأمرُ ذلك إلى القيام بأبحاثٍ جامعيَّة للحصول على درجتي الماجستير والدُّكتوراه اعتماداً عليه؛ من ذلك رسالةٌ جامعيَّةٌ قُدِّمَتْ إلى جامعة الخليل في فلسطين لنيل درجة الماجستير عام 2006م بعنوان: ” أسلوب الشَّرط في خطب العرب ووصاياهم في كتاب جمهرة خطب العرب لأحمد زكي صفوت “, وقد عُدَّ الكتابُ مصدراً موثوقاً لكلام العرب المُحتجِّ به في استنباط نحوِ الكلام العربيِّ! وهذا ما سيُدلِّلُ البحثُ على بُطلانه.([10]) أحمد زكي صفوت (1311 ـــ 1395هـ, 1893 ـــ 1975م): وُلِدَ في دمياط, وتُوفِّيَ في القاهرة, تخرَّج في مدرسة دار العلوم عام 1914م, عمل في التَّدريس في عدد من المدارس؛ منها مدرسة دار العلوم التي تحوَّلَتْ إلى كلِّيَّةٍ وانضمَّت إلى جامعة فؤاد الأوَّل (جامعة القاهرة), حيث رُقِّيَ إلى درجة أستاذ مساعد عام 1947م, وإلى درجة أستاذ عام 1950م, واختير وكيلاً لكلِّيَّة دار العلوم عام 1952م, وظلَّ في عمله حتَّى إحالته على التَّقاعد, له قصائد شعريَّة نُشِرَت في كتابه ” صفوة المنشآت “, من مؤلَّفاته: صفوة المنشآت, جمهرة خطب العرب, جمهرة رسائل العرب, شرح وتحقيق الجزء الثاني عشر من كتاب الأغاني للأصفهانيِّ (نشر دار الكتب المصريَّة), وغيرها. من ترجمته في معجم البَابْطين لشعراء العربيَّة في القرنين التَّاسعَ عشرَ والعشرين, الكويت, ط1, 2008م, 2/622.([11]) جمهرة خطب العرب في عصور العربيَّة الزَّاهرة, أحمد زكي صفوت, مطبعة مصطفى البابيِّ الحلبيّ, مصر, ط2, 1962, 1/3-4.([12]) المصدر السَّابق نفسه, 1/4.([13]) قلْتُ ” قطعة ” ولم أقل ” خطبة ” لما سيبيِّنُه البحث من أنَّ هذا القسم من الكتاب ليس وقفاً على الخطب الجاهليَّة فحسبْ, بل هو يحوي غيرها من وصايا, ومحاورات, وسجع كهَّان, ممَّا لا يجوز أن نطلق عليه لفظة ” خطبة “.([14]) القاموس المحيط, الفيروزآباديُّ (817 هـ), ضبط وتوثيق: يوسف الشَّيخ محمَّد البقاعيّ, دار الفكر, بيروت, د.ط, 2010, (خ ط ب).([15]) الحياة الأدبيَّة في العصر الجاهليِّ, محمَّد عبد المنعم خفاجي, دار الجيل, بيروت, ط1, 1992, ص158.([16]) تاريخ التَّرسُّل النَّثريِّ عند العرب في الجاهليَّة, ص77.([17]) القطعة (18), 1/37.([18]) القطعة (21), 1/38.([19]) القطع (1و2و3و4), 1/10-11-12-13.([20]) القطعة (9), 1/19-20.([21]) القطعة (50),1/77.([22]) الكامل, المبرِّد (285 هـ), تحقيق: د. محمَّد أحمد الدَّالي, مؤسَّسة الرِّسالة, بيروت, ط5, 2008, 3/1362.([23]) القطعة (18), 1/37.([24]) البيان والتَّبيين, الجاحظ (255 هـ), تحقيق: عبد السَّلام هارون, دار الجيل, بيروت, د.ط, د.تا, 1/289-290.([25]) من ذلك كتاب الكُهَّان لابن الكلبيِّ (204 هـ). الفهرست ص109, وهو وإن كان من الكتب المفقودة إلَّا أنَّه يعطينا دليلاً على إفراد أخبار الكهَّان وآثارهم بالتَّصنيف.([26]) يُنظَرُ في ذلك كتابا الدُّكتور شوقي ضيف: تاريخ الأدب العربيِّ ـــ العصر الجاهليُّ, دار المعارف, القاهرة, ط23, 2003, ص420, والفنُّ ومذاهبه في النَّثر العربيِّ, دار المعارف, القاهرة, ط10, د.تا, ص38.([27]) القطعة (51), 1/78, ويُلحَظُ في هذا المثال السِّمات الفنِّيَّة الخاصَّة بسجع الكهَّان التي تميزه من غيره من الأنواع الأخرى كالخطب؛ من ذلك غلبةُ السَّجع على النَّصِّ, وقِصَرِ فِقْراته, والقَسَمُ بعناصر الطَّبيعة كالقمر والكواكب والغمام ممَّا درج عليه الكهَّان خاصَّةً في أقسامهم.([28]) القطعة (5), 1/13.([29]) القطعة (, 1/18.([30]) القطعة (10), 1/20.([31]) القطعة (13), 1/27-31.([32]) القطعة (14), 1/32.([33]) القطعة (15), 1/32-34.([34]) القطعة (16), 1/34-35.([35]) القطعة (10), 1/22, والقتَّاتة: النَّمَّامة, من القَتِّ وهو النَّميمة. لسان العرب (ق ت ت), الهبوب: الكثيرة الانتباه. لسان العرب (ه ب ب).([36]) الأدب الجاهليُّ. قضاياه. أغراضه. أعلامه. فنونه, غازي طليمات وعرفان الأشقر, دار الإرشاد, حمص, ط1, 1992, ص557.([37]) القطعة (12), 1/26-27.([38]) القطعة (44), 1/67-68.([39]) القطعة (89),1/142-144.([40]) القطعة (44), 1/67-68, تُذكي: تشعل, كليل: ضعيف, جدعاً: قطعاً.([41]) تاريخ التَّرسُّل النَّثريِّ عند العرب في الجاهليَّة, ص85.([42]) القطعة (11), 1/25.([43]) القطعة (87), 1/136-141, ونحن لا نُسلِّمُ أنَّها أمثالٌ بل نرى أنَّها من قبيل الحِكَم.([44]) جمهرة خطب العرب 1/136, الحاشية رَقْم 1.([45]) الجمهرةُ: المـُجْتَمَعُ, من قولهم: جَمْهَرْتُ الشَّيْءَ إذا جَمَعْتَهُ. لسان العرب (جمهر).([46]) إنَّ هذه الأمور التي ذكرتُها من أمر إخراجه ثانيةً قد أساء إلى الطَّبعة الثَّانية؛ خاصَّة أنَّها ظهرت بغلاف الطّبعة الأولى وعليه سنة طبع الطَّبعة الأولى, وإن ذُكِرَ في صفحة أخرى سنة الطَّبعة الثَّانية, لكنَّ ذلك لا يجوز.([47]) تاريخ التَّرسُّل النَّثريِّ عند العرب في الجاهليَّة, ص105.([48]) البيان والتَّبيين 1/401,عَزُوفٌ: مِنْ قولهم: عزفْتُ عن الشَّيء إذا زهدْتَ فيه, وانصرفْتَ عنه, أو مللْتَه. لسان العرب (ع ز ف)([49]) البيان والتَّبيين 4/73.([50])السِّيرة النَّبويَّة 1/130.([51]) ممَّا يُذكرُ في هذا المقام أنَّ سجع الكهَّان الذي عُنِيَ الكتابُ بجمعه أيضاً قد حظي بالعناية مؤخَّراً؛ فكان أن نهض الأستاذ ياسين جمُّول لجمع هذا النَّوع النَّثريِّ وتحقيقه ودراسته, ونال بعمله هذا درجة الماجستير من جامعة دمشق سنة 2011م, وقد صدرت هذه الرِّسالة في كتاب عن هيئة أبو ظبي للسِّياحة والثَّقافة سنة 2014م في 415 صفحة؛ جمعَ الكتابُ أخبار الكُهَّان الجاهليِّين ممَّن عُثِر لهم على نصوص, وممَّن لم يصل إلينا سجعُهم, والذي جُمِع فيه من سجع الكهَّان يفوق بكثير ما جُمِعَ في كتاب ” جمهرة خطب العرب “.([52]) أسجاع الكُهَّان الجاهليِّين وأشعارهم, جمع وتحقيق ودراسة: ياسين جمُّول, هيئة أبو ظبي للثَّقافة والتُّراث, أبو ظبي, ط1, 2014م, ص7-8, و يُنظر في كيفيَّة إثبات النُّصوص والنُّسَخ: تحقيق النُّصوص ونشرها, عبد السَّلام هارون, مكتبة الخانجي, القاهرة, ط7, 1998, ص37-38.([53]) عرَّف العلماءُ التَّصحيف والتَّحريف بتعريفات شتَّى, أعدلها وأقربها ما قيل من أنَّ التَّصحيف: هو تغيير في نَقْط الحروف أو حركاتها, مع بقاء صورة الخطِّ, كالذي تراه في كلمات مثل: نَمَت ونِمْتُ, ولعلَّه ولعلَّةٍ, والعذل والعدل, والعيب والعتب…والتَّحريف: هو العدول بالشَّيء عن جهته, والتَّحريف قد يكون بالزِّيادة في الكلام, أو النَّقص منه, وقد يكون بتبديل بعض كلماته, وقد يكون بحمله على غير المراد منه, فهو بكلِّ هذه التَّعريفات أعمُّ من التَّصحيف, وبعض القدماء لا يفرِّق بين التَّصحيف والتَّحريف؛ يجعلهما مترادفين. يُنظر: محاضرة عن التَّصحيف والتَّحريف ضمن كتاب: مدخل إلى تاريخ نشر التُّراث العربيِّ, محمود محمَّد الطَّناحيّ, مكتبة الخانجيّ, القاهرة, ط1, 1984, ص286-287.([54]) هو كلثوم بن عمرو من بني تغلب من بني عتَّاب, من ولد عمرو بن كلثوم التَّغلبيِّ, ويكنى أبا عمرو, وكان شاعراً محسناً, وكاتباَ في الرَّسائل مجيداً, ولم يجتمع هذان لغيره, وفد على المأمون الخليفة العبَّاسيِّ. ينظر: الشِّعر والشُّعراء, ابن قتيبة الدِّيْنَوَريّ (276 هـ), تحقيق: أحمد محمَّد شاكر, دار المعارف, القاهرة, د.ط, د.تا, 2/863.([55]) البيان والتَّبيين 2/141.([56]) القطعة (1), 1/10.([57]) يُنظَرُ: الأمالي, القالي (356 هـ), الهيئة المصريَّة العامَّة للكتاب, القاهرة, د.ط, 1975م, 1/123.([58]) زهر الأَكَم في الأمثال والحِكَم, الحسن اليُوسيُّ (1102 هـ), تحقيق: د. محمَّد حجِّي, د. محمَّد الأخضر, منشورات معهد الأبحاث والدِّراسات للتَّعريب, الدَّار البيضاء, ط1, 1401هـ – 1981م, (1/270).([59]) والخطبةُ في هذا الخبر لم تُذكرْ في الكتاب أيضاً.([60]) السِّيرة النَّبويَّة 1/194.([61]) خطب وفود العرب على كسرى في جمهرة خطب العرب 1/50.([62]) التَّذكرة الحمدونيَّة, ابن حمدون (562 هـ), تحقيق: د. إحسان عبَّاس, بكر عبَّاس, دار صادر, بيروت, ط1, 1417, 7/405. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: خطبة الرسول صل الله عليه وسلم في مرض موته السبت 30 مارس 2019, 1:10 pm | |
| |
| | | | خطبة الرسول صل الله عليه وسلم في مرض موته | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |