هواوي: مليارات المستهلكين سيتضررون من وضع الشركة في قائمة سوداء أمريكية
قال أعلى مسؤول في الشؤون القانونية في شركة هواواي إن التحرك الأمريكي لإدراج الشركة الصينية على قائمة سوداء تجارية في الولايات المتحدة يُعد "سابقة خطيرة" قد تلحق أضرارا بمليارات المستهلكين.
وأضاف سونغ ليوبنغ، مدير الشؤون القانونية لدى هواوي، في مؤتمر صحفي أن الحظر التجاري سوف يلحق "أضرارا مباشرة" بشركات أمريكية ويؤثر على الوظائف في الولايات المتحدة.
وأدرجت واشنطن هواوي في قائمة الشركات التي يُحظر على الشركات الأمريكية التعامل معها من دون الحصول على رخصة تسمح لها بذلك.
ويأتي حظر التعامل مع عملاق الاتصالات الصيني في إطار معركة تجارية أوسع نطاقا بين الولايات المتحدة وهواوي.
واستندت الإدارة الأمريكية في حظر التعامل مع الشركة الصينية، التي تعد أكبر مُصنّع لمعدات الاتصالات على مستوى العالم، إلى مخاوف حيال الأمن الوطني الأمريكي.
ونفت هواوي في أكثر من مناسبة المزاعم التي تشير إلى أن منتجاتها تُشكل تهديدا أمنيا، مؤكدة استقلاليتها عن الحكومة الصينية.
وقال ليوبنغ: "يستخدم السياسيون في الولايات المتحدة كل ما لدى دولتهم من قوة ضد شركة خاصة"
ترى هواوي أن حوالي 1200 شركة أمريكية قد تتضرر من حظر التعامل معها
قال سونغ ليوبنغ إن قرار إدراج هواوي، التي تعد أيضا ثاني أكبر مُصنّع للهواتف الذكية، ضمن ما يُعرف "ُ Entity List"، (وهي قائمة تخضع نشاطات الشركات والأفراد والكيانات التجارية المدرجة فيها لمراقبة كل تحويلاتها المالية خشية محاولة الحصول على سلع أو تقنيات حساسة تتعلق بالأسلحة وقضايا أمنية)، سوف يكون له تبعات خطيرة.
وأضاف: "ينطوي هذا القرار على تهديد بإلحاق أضرار بعملائنا في أكثر من 170 دولة، من بينهم ثلاثة مليارات مستهلك يستخدمون منتجات وخدمات هواوي حول العالم".
وأشار إلى أن "الحكومة الأمريكية بمنعها الشركات من العمل مع هواوي، ستلحق أضرارا مباشرة بحوالي 1200 شركة أمريكية، وسيؤثر ذلك على عشرات الآلاف من العمالة في الولايات المتحدة".
ماذا عن التحركات الأمريكية الأخرى ضد هواوي؟
أوضح ليوبنغ، في حديثه للصحفيين في شينزن، أن الخطوات التي اتخذتها هواوي على مستوى الدعوى القضائية التي رفعتها ضد الإدارة الأمريكية في مارس/ آذار الماضي.
وتتعلق القضية بالقيود التي تحظر على مؤسسات الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة استخدام منتجات هواوي.
وقالت الشركة إنها تقدمت بطلب إلى المحكمة لإصدار "حكم عاجل" يتضمن المطالبة بالإسراع في "وقف الإجراءات غير القانونية التي تتخذ ضد الشركة".
وقال مدير الشؤون القانونية بالشركة الصينية: إن "الحكومة الأمريكية لم توفر أية أدلة على أن هواوي تشكل تهديدا أمنيا. لا يوجد سلاح للجريمة، ولا دخان، إنها محض تكهنات".
وحددت المحكمة جلسة استماع لطلب هواوي في 19 سبتمبر/ أيلول المقبل.
تسعى الإدارة الأمريكية إلى تسلم مينغ وانزو، ابنة مؤسس هواوي، من كندا
ماذا عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين؟
تأتي ملاحقة واشنطن لهواوي في إطار صراع أوسع نطاقا بين الولايات المتحدة والصين.
وتحركت واشنطن لإقناع حلفائها بوقف التعامل مع عملاق الاتصالات الصيني مبررة ذلك بالمخاطر التي ينطوي عليها استخدام منتجات هواوي في بناء الجيل الخامس من شبكات الهاتف الجوال.
ومنعت بعض الدول، من بينها أستراليا ونيوزلندا، هواوي من تزويد الجيل الخامس من شبكات الهاتف الجوال فيها بالمعدات.
إضافة إلى ذلك، تواجه الشركة العشرات من الاتهامات الجنائية من قبل الإدارة الأمريكية. كما تسعى واشنطن إلى ترحيل مينغ وانزو، المديرة المالية لشركة هواوي، من كندا حيث ألقي القبض عليها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بناء على طلب مسؤولين أمريكيين.
تأتي هذه التطورات وسط تصاعد حدة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.
ودخل أكبر اقتصادين على مستوى العالم في معركة تجارية العام الماضي تضمنت فرض الدولتين تعريفات جمركية على سلع ومنتجات من الجانبين تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.
وقررت واشنطن في وقت سابق من الشهر الجاري مضاعفة قيمة التعريفة الجمركية المفروضة على سلع ومنتجات صينية بقيمة 200 مليار دولار سنويا، ما دفع الصين إلى الرد بزيادة في التعريفة الجمركية التي تفرضها على السلع والمنتجات الأمريكية.
وربط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين الحرب التجارية بين بلاده والصين بالإجراءات التي تتخذ ضد هواوي عندما قال إن "هواوي قد تكون جزء من الاتفاق التجاري" بين الولايات المتحدة والصين.
مؤسس "هواوي" يعترف بخسائره.. ويتحدث عن "الرد"
اعترف مؤسس شركة "هواوي تكنولوجيز" ورئيسها التنفيذي رين تشنغ في، بخسائره بعد الأزمة الأخيرة، لكنه استبعد أن تقوم بكين باستهداف شركة "أبل" الأميركية.
وعند سؤاله عن دعوات البعض في الصين لاستهداف "أبل" بإجراء انتقامي، قال رين لوكالة "بلومبرغ"، إنه "سوف يحتج" على أي خطوة من هذا القبيل إذا اتخذتها بكين.
وقال في المقابلة: "ذلك (الرد الصيني على أبل) لن يحدث أولا وقبل أي شيء، وإن حدث سأكون أول المعترضين".
وأقر المسؤول أن القيود على التصدير من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستقلص تفوقا استمر عامين حققته الشركة على منافسيها.
لكن أضاف أن الشركة سوف تكثف إمداداتها من الرقائق، أو أنها ستجد بدائل للتفوق في مجال الهواتف الذكية والجيل الخامس.