[size=30]
[/size]
حقائق صادمة قد لا يعرفها الكثيرون عن الساموراي
إنهم أسياد السيف والقوس، وفرسان اليابان في العصور الوسطى، وطبقة من النخبة المحاربين الذين أمسكوا بزمام السلطة وأثاروا دهشة الناس بمهاراتهم القتالية التي ينافسون بها جميع خصومهم لأكثر من 700 عام.
كانوا مدفوعين بقواعد قتالية صارمة لا ترحم، وأثبتوا ضراوة في القتال، وحاربوا الغزاة الأجانب من أجل الأرض والمكانة والشرف.
بدأوا بمثابة حرس إمبراطوري قبل أن يصلوا إلى السلطة في القرن الثاني عشر مع بداية أول ديكتاتورية عسكرية في البلاد، والمعروفة باسم «شوغونيت»، ودعم الساموراي سلطة الشوغون «الديكتاتور العسكري»، وأعطوه السلطة على الميكادو «الإمبراطور» .
هيمنوا بعد ذلك على الحكومة وأصبحوا طبقة اجتماعية كبيرة في البلاد، حتى ألغى الإمبراطور ميجي النظام الإقطاعي عام 1868، وعاد النظام الإمبراطوري لينتهي بذلك حكم الساموراي.
إن معظم معرفتنا بهم تأتي من الأفلام والقصص التي ساعدت على نشر فكرة عن شكل حياتهم، ومع ذلك لا يعرف معظمنا الكثير من الحقائق المعقدة والصادمة لعالمهم، التي سنذكر بعضاً منها فيما يلي:
ممارسة الجنس مع النساء لها تأثير أنثوي !
كانوا يتزوجون لأنهم يحتاجون للإنجاب وزيادة أعدادهم، وخاصة عندما أصبحوا طبقة اجتماعية كبيرة وفرض عليهم وضعهم الاجتماعي أنهم ليسوا أحراراً في فعل ما يحلو لهم، على الأقل فيما يتعلق بالزواج.
وفقاً لأمينة متحف إيدو طوكيو «هيساكو هاتا» فإن الزيجات في عصر إيدو (1603-1868) تم ترتيبها مسبقاً بشكل عام، وكان زواج الحب أمراً نادراً للغاية.
كانوا يشجعون على ممارسة الجنس المِثليّ، فهو في نظرهم يجعل الرجل أكثر قدرة وتحملاً، و «ذكورة» .
الأغرب من ذلك، هو أنه عندما يبدأ صبي في تعلُّم فن الساموراي، كان غالباً ما يذهب لرجل كبير في السن ليعلمه فنون الدفاع عن النفس وآداب السلوك، وفي المقابل يستخدمه الرجل لممارسة الجنس. كان هذا يطلق عليه shudo بمعنى «طريق الأولاد المراهقين» .
عندما كان الصبي يبلغ من العمر 13 عاماً كان من الشائع أن يقسم الولاء لرجل كبير في السن ويلتصق به ست سنوات كاملة، ويتم توجيه الصبية ليكونوا مخلصين لشركائهم في shudo، وإذا حاول رجل آخر أن يضغط عليهم ليدينوا له بالولاء كانت النصائح توجه للصبية بعدم الاستسلام له، وقطع رأسه إن اضطرهم الأمر لذلك.
إذا كان هناك شخص من الطبقة الدنيا يتعامل بشكل وقح مع محارب الساموراي فإن المحارب يحق له قتل هذا الشخص بحسب تعاليمهم.
كان عليه أن يفعل ذلك على الفور، وكان عليه أن يكون لديه شاهد، وإذا لم يقتل الساموراي من يعامله بشكل سيئ فإن الأمر يكون بمثابة إهانة للمحارب.
يذكر أن أحد الساموراي اصطدم به فلاح، فطالب الساموراي الفلاح بالاعتذار، لكن الأخير لم يفعل فسلمه الساموراي سيفه القصير وطلب منه الدفاع عن نفسه، فركض الفلاح مسرعاً من أجل إنقاذ حياته.
أخبر الساموراي عائلته بما حدث، فاعتبروا الأمر مهانة شخصية، وتبرأوا من الساموراي وأخبروه أن الطريقة الوحيدة لينال رضاهم مرة أخرى هي مطاردة الفلاح وقتل عائلته بأكملها.
لم يكن الساموراي بهذا الولاء التام الذي تظنه.
من الشائع أن شعور الساموراي بالولاء والكرامة لأسيادهم كان لا يعرف حدوداً، وأنهم كانوا يموتون عن طيب خاطر للدفاع عن شرف سيدهم.
لكن الحقيقة الصادمة أن الساموراي كرموا فقط أولئك الذين دفعوا لهم.
بمعنى إذا أعطيتني راتباً كبيراً جداً، فسأشرفك أيضاً، وإذا كان هناك من يدفع لي أكثر فسيكون ولائي له.
هذا هو السبب في أن قصص الساموراي المخلصين الذين يموتون من أجل أمرائهم حازت شهرة كبيرة، لأن الخيانة كانت مشكلة كبيرة لديهم.
بالإضافة لكونهم محاربين كانوا مثقفين للغاية
في الوقت الذي كان فيه عدد قليل جداً من الأوروبيين يقرأون، كان مستوى معرفة القراءة والكتابة لدى الساموراي مرتفعاً للغاية.
كانوا أيضاً موهوبين في الرياضيات والفن والخط والأدب والشعر ومهارات تنسيق الزهور وأشياء أخرى.
الساموراي لم يستخدم سيف «الكاتانا» الشهير في المعارك الحربية
كان كل مقاتل من الساموراي يمتلك سيف «الكاتانا» الشهير الذي يعد بمثابة شارة انتساب للمقاتل، لكنه لا يستعمله للدفاع عن النفس في كل الأحوال.
فإذا كان هناك هجوم كبير يشنه مقاتلون يحملون الرماح والسهام التي تصل لمدى بعيد فإن محاولة قتالهم بالسيف تبدو فكرة حمقاء للغاية.
لذلك كان المحاربون في أوقات المعارك يدافعون عن أنفسهم بالرماح والسهام وأسلحة أخرى.
وقد بدأ استخدام سيف «الكاتانا» في القرن الخامس عشر، وتعد هذه الفترة من أوقات السلم والاستقرار في تاريخ الساموراي، أصبح خلالها الساموراي شعراء وعلماء وتجاراً وغير ذلك. وكانت المبارزات بالسيوف تتم بشكل احترافي أكثر من الشكل الوظيفي.
استند الجيش الأمريكي في تصميم أول سترة واقية إلى درع الساموراي.
كانت دروعهم تبدو غريبة، فهي مزخرفة بشكل متقن، كما أنها صُممت لتكون مرنة وتتيح للمحارب إمكانية الحركة والتنقل، على عكس دروع الفرسان الأوروبيين، كما تخدم كل قطعة من الدرع غرضاً واضحاً.
أحدثت هذه الدروع تأثيراً كبيراً في الحروب الحديثة، واستُلهم تصميم أول سترة واقية حديثة من قبل مهندسين في الجيش الأمريكي من دروع الساموراي.
كما أن دارث فيدر «أشهر شخصية خيالية في سلسلة أفلام حرب النجوم استوحى جزء حامي الرقبة في خوذته، والذي يعمل على ارتداد السهام والسيوف التي تصل لرقبة المحارب من خوذة «كبوتو» الخاصة بالساموراي، التي تتكون من صفائح معدنية مثبتة، ودروع صغيرة ترتكز خلف الرأس وتحت الخوذة لتحمي الوجه والجبين
النساء أيضاً محاربات ساموراي
ارتقت بعض النساء لرتبة الساموراي، وتعلمن الفنون القتالية، وكن على استعداد للتضحية بالنفس، ولم تكن حدة التدريبات التي تخضع لها النساء تقل عن تلك التي يمارسها الرجال.
لكن النساء لم يشاركن في الحروب، وكانت وظيفتهن أثناء الحروب تتمثل في غسل رؤوس الأعداء المقطوعة وتقديمها لقادة الحرب المنتصرين.
وكان من الممكن انضمام الأجانب لصفوف الساموراي، بشرط أن يحمل الأجنبي درعاً يابانية واسماً يابانياً جديداً يمنحه إياه قادة الساموراي وكان ذلك يعد شرفاً رفيعاً.
قامت فكرة الكاميكاز الياباني الانتحاري على مبادئ الساموراي
إن الموت أهون على المقاتل الياباني من أن يقع أسيراً في يد العدو؛ إذ تبعاً لتعاليم (البوشيدو) أي (طريق المحارب) هي مجموعة من القوانين الأخلاقية التي كان يتبعها المحاربون في اليابان أثناء العصور الوسطى، يقوم المحارب ببذل التضحية الأسمى (العملية الانتحارية)، وهو ما يماثل ما يعرف بالـ«هارا كيري»، حيث كان محارب الساموراي يقوم بقطع أحشاء البطن لتفادي الوقوع في يد العدو، أو لمسح عار الهزيمة، أو كعقاب للساموراي نتيجة ارتكابه إثماً أو جريمة.
في يونيو/حزيران 1942، وأثناء الحرب العالمية الثانية كانت «معركة ميدواي» بين اليابان والولايات المتحدة، وفقد الجيش الياباني في المعركة أعداداً ضخمة من الطيارين، ولم يكن بالإمكان تدريب عدد جديد من الطيارين بسرعة، فأرسل الجيش الياباني طيارين لا يملكون خبرة كافية بأسطول جوِّي عتيق الطراز ومهمل، وفي ظل هذه الظروف ابتُكِر الكاميكازي الذي يعني «الريح الإلهية» باليابانية.
ورغم أن هزيمة اليابان باتت مؤكدة في نهاية الحرب، لم تتوقف هجمات الطيارين الانتحاريين «الكاميكازى» على السفن الأمريكية.