منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 نابليون بونابرت - Napoleon Bonaparte؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

نابليون بونابرت - Napoleon Bonaparte؟ Empty
مُساهمةموضوع: نابليون بونابرت - Napoleon Bonaparte؟   نابليون بونابرت - Napoleon Bonaparte؟ Emptyالسبت 21 سبتمبر 2019, 10:24 pm

نابليون بونابرت - Napoleon Bonaparte؟ Napoleon-Bonaparte

من هو نابليون بونابرت - Napoleon Bonaparte؟
نابليون بونابرت قائد عسكري فرنسي أصبح فيما بعد أول إمبراطور لفرنسا. خاض الكثير من الحروب في شتى أصقاع العالم. كما عُرف عنه إجراؤه الكثير من الإصلاحات حين تولى مقاليد السلطة في فرنسا.

نبذة عن نابليون بونابرت

يعد نابليون بونابرت من أشهر القادة العسكريين وأبرزهم في تاريخ فرنسا والغرب.
ترجع شهرته إلى مهارته العسكرية في قيادة الجيوش، فضلًا عما أحدثه من ثورةٍ في مفاهيم التنظيم العسكري، وتدريب القوات. كذلك، يعود الفضل إلى نابليون في سَنّ ما يعرف بـ “قانون نابليون”، وهو عبارة عن مجموعة من القوانين التي تحكم القانون الفرنسي المدني.
وأخيرًا، ساهم نابليون في الاتفاق الذي حصل بين فرنسا والكنيسة الكاثوليكية، أو ما يعرف باتفاقية “كونكوردات”

بدايات نابليون بونابرت

وُلد نابليون بونابرت Napoleon Bonaparte بتاريخ 15 آب/ أغسطس 1769 في أجاكسيو بجزيرة كورسيكا، وهو الابن الثاني للمحامي كارلو بونابرت وزوجته ليتزيا رامولينو.
كانت جزيرة كورسيكا إبان ولادة نابليون خاضعة للاحتلال الفرنسي، الذي واجه مقاومةً عنيفة من السكان المحليين. وقد أيّد والده كارلو تلك المقاومة وزعيمها باسكوال باولي Pasquale Paoli، ولكنه انحاز إلى صف الفرنسيين بعد فرار باولي إلى خارج الجزيرة، فعينوه مستشارًا قضائيًا لمنطقة أجاكسيو سنة 1771.
عكف نابليون على دراسة اللاهوت في مدرسة أوتون، ثم انتقل إلى الكلية العسكرية في برين، حيث أمضى هناك خمس سنوات.
وبعد ذلك، أكمل نابليون دراسته في الأكاديمية العسكرية في باريس، ولكنه فوجئ بوفاة والده سنة 1785، فعاد إلى جزيرته كورسيكا بعد تخرّجه المبكر من الأكاديمية برتبة ملازم ثانٍ في سلاح المدفعية.
انحاز نابليون عند عودته إلى صف باولي، حليف والده السابق، ولكن سرعان ما دبّ الخلاف بينهما عندما اندلعت الحرب الأهلية في الجزيرة سنة 1793، مما اضطر نابليون إلى مغادرتها مع أسرته.

إنجازات نابليون بونابرت

كان رجوع نابليون إلى فرنسا يعني عودته مجددًا إلى الجيش الفرنسي، فانضم إلى أحد الأفواج العسكرية في مدينة نيس سنة 1793؛ وهناك، عبّر نابليون عن تأييده العلني لحركة اليعقوبيين.
كانت الأوضاع في فرنسا آنذاك مضطربة للغاية؛ ففي سنة  1792، أُعلن عن تأسيس النظام الجمهوري بعد مرور 3 أعوام على الثورة الفرنسية.
وفي العام التالي، أُعدم الملك لويس السادس عشر. مهدّت هذه الظروف والأوضاع المضطربة الطريقَ أمام ظهور حكم ديكتاتوري بقيادة لجنة السلامة العامة، التي ترأسها ماكسيمليان دي روبسبير Maximilien de Robespierre.
وهكذا عاشت البلاد في أتون فترةٍ من العنف قُتل خلالها نحو 40 ألف فرنسي، فيما عُرف لاحقًا باسم "عهد الإرهاب". وانتهت هذه الحقبة الدموية بهزيمة اليعقوبيين وإعدام روبسبير، وأصبحت البلاد بعد ذلك خاضعة لسيطرة حكومة المديرين، التي دامت حتى سنة 1799.
كانت هذه القلاقل والاضطرابات بمثابة فرص ذهبية لجيل شاب وطموح من القادة العسكريين مثل نابليون؛ ففي سنة 1795، اكتسب نابليون ثقة حكومة المديرين واحترامها بعدما تمكن من القضاء على القوى المناهضة للثورة، فعينته الحكومة قائدًا لجيش الداخل، وأضحى مستشارًا موثوقًا لديها في المسائل العسكرية.
وفي عام 1796، تولى نابليون قيادة الجيش الإيطالي الذي بلغ قوامه نحو 30 ألف جندي، فعمل على إعادة تنظيمه وتشكيله، وقاده لتحقيق العديد من الانتصارات الحاسمة على النمساويين.
وهكذا بزغ نجم نابليون بوصفه من أبرز قادة الجيش الفرنسي وأمهرهم. وقد تعزّزت صورة نابليون لدى الفرنسيين بعد زواجه من جوزيفين دي بوارنيه، أرملة الجنرال ألكسندر دي بوارنيه، أحد قادة الثورة الفرنسية.
بعدما نجح نابليون في القضاء على جميع التحديات الداخلية في البلاد، ولاسيما التهديد المتمثل في أنصار الملكية الراغبين في إعادة فرنسا إلى الحكم الملكي، توجّه على متن حملةٍ عسكرية كبيرة إلى مصر، لتقويض جهود بريطانيا الرامية إلى احتلالها، ولقطع طريق التجارة الإنجليزية إلى الهند.
لكن حملته العسكرية مُنيت بفشلٍ ذريع، وتعرض لخسائر عسكرية جمة، فاهتزت صورته كثيرًا في البلاد. وتوالت هزائم الجيوش الفرنسية، فخسرت معاركها في إيطاليا أمام جيوش التحالف المكون من بريطانيا والنمسا وروسيا وتركيا، مما أجبر فرنسا على التخلي عن قسمٍ كبير من الأراضي التي احتلتها هناك.
على الصعيد الداخلي، ازدادت حدة الإضطرابات في فرنسا، مما دفع نابليون إلى التعاون مع إيمانويل سييس، أحد أعضاء حكومة المديرين، بهدف الإعداد لانقلاب في البلاد يهدف إلى تشكيل حكومة جديدة ضمت إلى جانبهما بيير روجر دوكو. وقد أُطلق على هذه الحكومة اسم "عهد القنصلية".
وسرعان ما أبان نابليون عن مهاراته السياسية، فعمل على وضع دستورٍ جديد للبلاد، واستحدث منصبًا جديدًا يعرف باسم "القنصل الأول".
وقد كان شاغل هذا المنصب يتمتع بصلاحيات شبه مطلقة تتضمن تعيين الوزراء، والجنرالات، والموظفين المدنيين، والقضاة وحتى أعضاء المجالس التشريعية. وكما هو متوقع، تبوأ نابليون منصب القنصل الأول، واُعلن عن الموافقة على الدستور الجديد في شهر شباط/ فبراير سنة 1800.
أكمل نابليون مسيرة إصلاحاته التي شملت قطاعات أخرى في البلاد مثل الاقتصاد والنظام القضائي والتعليم، وحتى الشؤون الدينية والكنيسة، فقد أعلن أن المذهب الكاثوليكي الروماني هو المذهب الرسمي للدولة.
كذلك، وضع نابليون ما يعرف بالقانون النابليوني، الذي يحرم جميع الامتيازات القائمة على الولادة، ويسمح بالحرية الدينية، وينصّ على وجوب منح الوظائف الحكومية لأكثر الأشخاص قدرةً وكفاءة.
وقد حظيت إصلاحات نابليون بشعبيةٍ كبيرة، وخصوصًا بعدما نجح في التفاوض على اتفاقيةٍ للسلام مع بقية الدول الأوروبية، فأُعيد انتخابه قنصًلا مدى الحياة سنة 1802، وبعدها بعامين أعلن نفسه إمبراطورًا لفرنسا.
استمرت فترة السلام المؤقت بين فرنسا والدول الأوروبية الأخرى 3 أعوام فقط. ففي سنة 1803، خاضت فرنسا غمار الحرب مجددًا في وجه بريطانيا، ولكن الجيش البريطاني نجح في تحقيق انتصار بحري هام على نابليون في معركة ترافلغار سنة 1805، فتخلى نهائيًا عن فكرة غزو إنجلترا.
لكن طموحه لم يقف عند هذا الحد، فوجّه أنظاره صوب النمسا وروسيا، وخاض حربًا كبيرة معهما، وانتصر على جيشهما في معركة أوستيرليتز المشهورة.
وتوالت انتصارات نابليون المبهرة، فتوسعت حدود الإمبراطورية الفرنسية كثيرًا، مما مهد الطريق أمام تولي مؤيديه مقاليد السلطة في عدة دول أوروبية مثل هولندا وإيطاليا والسويد وإسبانيا ومقاطعة فستفالن الألمانية.
لم تدم انتصارات نابليون العسكرية طويلًا، فقد توالت سلسلة هزائمه منذ سنة 1810، مما أثقل كاهل البلاد بديونٍ كبيرة نتيجةً للتكلفة الباهظة للحملات العسكرية.
وجاءت الضربة القاصمة لأحلام نابليون عندما فشل هجومه العسكري الرامي لاحتلال روسيا، فعانى الجيش الفرنسي حينها من خسائر هائلة في الأرواح والعتاد.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد شجعت أخبار الهزائم أعداء نابليون لكي يقودوا انقلابًا فاشلًا عليه، بالإضافة إلى قيام البريطانيين بالتقدم عبر الأراضي الفرنسية، وتصاعدت الضغوط العالمية في وجهه، وعانى شحًا كبيرًا في الموارد، مما أجبره في نهاية المطاف على الاستسلام للقوات المتحالفة بتاريخ 30 آذار/ مارس سنة 1814، وقبل الذهاب إلى المنفى في جزيرة ألبا.
لم يرق لنابليون أن يظلّ حبيس منفاه في حين كانت أوضاع بلاده غير مستقرة، لذا هرب من منفاه سنة 1815، وتوجّه مباشرةً إلى باريس حيث استقبلته الحشود بابتهاج كبير.
ولكن جذوة هذا الحماس ما لبثت أن خفُتت تحت وطأة المخاوف المتعلقة بشأن قيادته للبلاد نحو حروبٍ جديدة؛ وسرعان ما تحققت هذه المخاوف عندما قاد نابليون الجيش الفرنسي إلى بلجيكا، وهزم القوات البروسية هناك في شهر حزيران/ يونيو 1815.
ولكنه بعد ذلك بيومين، تلقى هزيمة مهينة في معركة واترلو أمام الجيش البريطاني معَززًا بالقوات البروسية، مما دفعه إلى التخلي عن السلطة.
حاول نابليون تنصيب ابنه إمبراطورًا لفرنسا، ولكن الدول الأوربية رفضت ذلك، وأصرت على ذهاب نابليون إلى المنفى خوفًا من عودته مرةً أخرى إلى السلطة.
وهكذا أرسلته بريطانيا إلى جزيرة سانت هيلين النائية في جنوب المحيط الأطلسي. وفي المنفى، قضى نابليون أغلب وقته في القراءة، ولكن حالته النفسية سرعان ما تأثرت سلبًا بنمط الحياة في الجزيرة، فأمضى بقية أيامه حبيس منزله.

أشهر أقوال نابليون بونابرت

اقتباس :
ربما تنتهي حياة الأشخاص العظماء بالقتل، ولكنهم لن يذعنوا للتهديد أبدًا.

اقتباس :
الموت لا يجعلك شهيدًا، وإنما الهدف الذي تحارب من أجله.

اقتباس :
ربما تنتهي حياة الأشخاص العظماء بالقتل، ولكنهم لن يذعنوا للتهديد أبدًا.

اقتباس :
الموت لا يجعلك شهيدًا، وإنما الهدف الذي تحارب من أجله.

اقتباس :
ربما تنتهي حياة الأشخاص العظماء بالقتل، ولكنهم لن يذعنوا للتهديد أبدًا.

اقتباس :
الموت لا يجعلك شهيدًا، وإنما الهدف الذي تحارب من أجله.

[ltr]chevron_left[/ltr]
[ltr]chevron_right[/ltr]

حياة نابليون بونابرت الشخصية

تزوج من جوزيفين دي بوارنيه، أرملة الجنرال ألكسندر دي بورانيه عام 1796. كان لديها طفلان من زواجها السابق ولم يدم هذا الزواج طويلًا فقد انفصلا عام 1810.
وتزوج بعدها من ماري لويز، ابنة إمبراطور النمسا، وكُلّل زواجهما بولادة ابنهما نابليون الثاني بتاريخ 20 آذار/ مارس 1811.
 
 

وفاة نابليون بونابرت

بدأت حالته الصحية تتدهور خلال أيامه الأخيرة التي نجمت عن الظروف المعيشية الرهيبة والبائسة؛ وأخيرًا استسلم لأمراضه في 5 شباط/ فبراير 1821.
وأكد تشريح الجثة في وقتٍ لاحق أنه كان يعاني من سرطان المعدة. وقد تم إحراقه في البداية في سانت هيلينا ونقل بعدها إلى باريس حيث أقيمت جنازة رسمية.

حقائق سريعة عن نابليون بونابرت

كان أول إمبراطور لفرنسا.
أطلقت عليه عائلته عندما كان صغيرًا لقب: نابوليو.
كان نابليون  معروفًا بخوفه من القطط.
لم يكن نابليون قصيرًا كما ادعى الكثيرون، فقد بلغ طوله 5 أقدام و7 بوصات، وهو أعلى من متوسط طول الذكور في فرنسا آنذاك.

أحدث الأخبار عن نابليون بونابرت


نابليون بونابرت يحتل موسكو فى 1812.. كيف رأى تولستوى ذلك؟ - اليوم السابع


  استطاع نابليون بونابرت، فى 14 سبتمبر من عام 1812 من احتلال موسكو أهم مدن الإمبراطورية الروسية.

حريق موسكو.. حينما هزم الثلج نابليون بونابرت وأهلك جيشه - Dmc News


  فى 14 سبتمبر 1812.. استيقظت روسيا على حريق موسكو إبان سعى القائد العسكرى الفرنسى نابليون بونابرت إلى احتلالها، فبعدما جهز جيشا بلغ عدده نصف مليون، ...

زى النهاردة.. إعدام البطل المصرى محمد كُريم على يد نابليون بونابرت - اليوم السابع


  كان البطل المصرى محمد كُريم حاكم مدينة الإسكندرية الأسبق خلال عهد الحكم العثماني لمصر، وولد ونشأ بالإسكندرية، وبدأ حياته.

في ذكرى ميلاده.. المرض اللعين يقضي على أسطورة نابليون بونابرت - بلدنا اليوم


  تحل اليوم الخميس 15 أغسطس ذكرى ميلاد القائد الفرنسي نابليون بونابرت، الذي يعد من أقوى القادة العسكريين على مستوى العالم، حيث قام بخوض العديد من الحروب في ...

فى ذكرى ميلاد نابليون بونابرت.. اعرف ما قاله عن النبى "محمد" - اليوم السابع


  تمر اليوم ذكرى ميلاد أحد أبرز الرجال فى العالم فى القرن التاسع عشر هو نابليون بونابرت (1769- 1821) صاحب التجربة الخاصة جدا فى تاريخ أوروبا والعالم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

نابليون بونابرت - Napoleon Bonaparte؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: نابليون بونابرت - Napoleon Bonaparte؟   نابليون بونابرت - Napoleon Bonaparte؟ Emptyالسبت 21 سبتمبر 2019, 10:25 pm

قراءة متأنية في ورقتي نابليون (1)

وليد بن عبدالعظيم آل سنو



 (1)
نبذة عن ماض أليم لجيل قديم وولادة عسيرة لجيل جديد
ثم اعتذار للأمة


فُرض علينا حينًا من الدَّهر أن نقرأَ صفحاتٍ طوالاً من هرطقات الفلسفة ولوثات السياسة، وقيل لنا حينئذٍ: لا بدَّ أن تُنحُّوا العقيدةَ جانبًا لنتلاقَى، فعدنا أدراجنا نسبحُ في محيط أوهام، ثم أُرغمنا لنقرأَ أكاذيب لعمالقة - زعموا وصدَّقْنا - فقد كانوا وما زالوا منتشرين في شتَّى المجالات (سياسية وفكرية وتاريخية وثقافية)، ثم قالوا لنا: زعماء إصلاح، ورُوَّاد تنوير، وأعلام نهضة، فآمنَّا، ثم عُدنا تائهين أشبهَ ما نكون بشاربي أيديولوجية السُّكر، فكيف كان يتسنَّى لنا أن نُفلت من أيدي هؤلاء جميعًا؟

ومرَّت علينا أوراق لا نلتفت إليها، ولا نأبه بها، وكأنَّ عقولَنا كانت خارجَ جسومنا، وكانت مرحلة التِّيه والضياع والحيرة.

إنَّ أسوأ ما في حياتنا أنَّنا صدَّقنا مُزوِّري التاريخ، ومزيفي الحقائق، وإذا كان العلاَّمة الفاضل: محمود شاكر - رحمه الله رحمة واسعة - قد عاش قصَّة التفريغ الثقافي، فنحن الذين شَربْنا هذا التفريغ بأكمله، فصدأت عقولُنا، وكادت قلوبُنا أن تموت، لولا رحمةُ ربِّ العالمين.

لقد صحونا من سُبات عميق بِصَفْعة مُدوِّية، وصاعِقة مُزلزلة، فإذا بين أيدينا "رسالة في الطريق إلي ثقافتنا"، بعد "مستقبل الثقافة في مصر"[1]، فإذا الجدار قد انهار رأسًا على عقب، وإذا البُنيان العظيم حبَّاتِ رِمال على شاطئ بحر مضطرب، وكأنَّنا لا شيء، ومرَّت سِنون تجرُّها سِنون، حتى أنزل الحقُّ التماثيلَ من القلوب، وأزاح الباطلَ من الصدور من ناشئة لو تيسَّر لهم الصِّدق، لكانوا شيئًا آخر، إنَّها لمأساةٌ أن تنشأَ أجيالٌ لا تعرف إلاَّ أسماء الأصنام التي في الميادين العامَّة، والأوثان التي في التِّلْفاز، والمعبودات التي في الصُّحف، والنجوم التي تلمع في المجلاَّت.

لقد تمَّ أخذُنا بعيدًا بعيدًا لنبحثَ عن العلَّة المفقودة، والمعلول الغائب، ذلك المعلول المتعدِّد الأبعاد الذي يصل في نهاية المطاف إلى إرْثِ العقل، ثم منح العقل وحْدَه حقَّ إدراك الوجود "غامض ومعلوم"، ووسط هذا كلِّه ضاعتْ أجيالٌ، ومُسخِت أجيال، والعِقاب ينتظر الجميع.

لقد أخذتْنا ولا نُنكر روعةَ السِّياق الفكري، وبلاغةَ الكَذِب، وجمال الوهْم والاستقلال المقيَّد بالتبعية، ثمَّ أفقْنا على قُبح الحقيقة؛ ولكن متى كان للحقيقة قبح؟ ورغمَ ذلك أتساءل: هل يجب علينا أن نعتذرَ للأمَّة عن خداعهم إيَّانا؟ الحقيقة أنَّه لم يكن أمامَنا إلاَّ أن نُذعن لهؤلاءِ المسوخ مِن رُوَّاد الفِكر الدِّيني والثقافي (رُوَّاد التنوير)[2].

حتى إذا ثارت الغُربة بداخلنا وأفقْنا، وصَرخْنا وتكلَّمْنا، وظهرت الآلام، قالوا لنا - علانيةً وبكلِّ صراحة ووقاحة -: هؤلاء (وأشاروا على تابعي السَّلف) مُتزمِّتون، إرهابيُّون، مُعقَّدون نفسيًّا[3] لكن هيهاتَ هيهات! لقد بُعثنا من جديد، وتهشَّم الباطل، وتحطَّمت الأوثان، وضاع أثر السحر.

فـ:
لَنْ تَسْتَطِيعَ حِصَارَ فِكْرِي سَاعَةً        أَوْ   نَزْعَ   إِيمَانِي   وَنُورِ   يَقِيني
       فَالنُّورُ فِي قَلْبِي وَقَلْبِي فِي  يَدَيْ        رَبِّي   وَرَبِّي   حَافِظِي   وَمُعِينِي[4]
فهذا التقبيح العقليُّ الذي مارسوه معنا، والدَّجل الفِكري تلاشى أثرُه، فلم نَعدْ نهتمُّ بما مضى من إرثٍ أجوفَ، وسلبية مغايرة اقتبسْناها من الآخَر المُتأسلِم، فمات العجز، ودُفن القصور، وانتحر الجُبن، ولم يبقَ بداخلنا إلاَّ أطلالٌ من الميراث الدَّلاليِّ لثنائية الذَّنب والتوبة، وبقية آثارٍ ضخمة لدموعٍ كانت حبيسةً، فلما فاضت أَحرقتِ الشبهاتِ والشهوات معًا.

إنَّ جيلنا - ولا أبالغ - كان أسوأَ حالاً ممَّا قاله الخوفجي عند موته: "ما عرفتُ مما حصَّلته شيئًا سوى أنَّ الممكن يفتقر إلى المرجح... إلى أن قال: الافتقار وصف سلبي، أموت وما عرفت شيئًا "[5].

نعم، إنَّنا الجيل الذي تمنَّاه دنلوب؛ ذلك القِسِّيس النصراني الحاقد أن يخرجَ من رَحمِ منهجه الآثم، وكنَّا حصيلةَ الجهد الجبَّار الذي بذله الصليبيُّون خلالَ مائتي عام؛ ليُنشِئوا مسلمًا ينسلخ مِن إسلامه، مع احتفاظه باللَّقب كاملاً، كما قال القس زويمر لتلاميذه المبشرين والمنصرين : أخرجوهم من الإسلام، لماذا؟ لأنَّ دخول المسلمين في المسيحيَّة هدايةٌ لهم وتكريم، (ثم) لا تدخلوهم في النصرانيَّة.

كان الهدف الأسمى مِن هذا كلِّه أنَّ القارئ يضع الثقةَ في هؤلاء، وليس حملُه على التفكير فيما ينشرونه تمامًا، كالمريد الأعمى، وقد كان ما أرادوا، فَمضَوْا بنا حيث شاؤوا.

نعم، لقد ضحَّت الصليبيَّة بالكثير من أجل أهدافٍ هي بالنسبة لها عُظمى، وآمال كبرى، لا مِن أجل شبحٍ بعيد غيرِ واضح لها، إنَّه الثمن التاريخي - إن صح التعبير - الذي سوف تُحصِّله الإمبراطوريَّة النصرانيَّة في النهاية، ألاَ وهو (رفْع الصليب).

إنَّه من الوهم أن نظنَّ أنَّ ضلالاتِ وآثامَ النصرانية قد ذهبت عبثًا، وأنَّها تحطَّمت على جِدار الإسلام كليَّة، وأنَّ رجال الإسلام على يقينٍ من انتصار الإسلام، لا شكَّ أنَّ هذا باطل، فإذا كان الإسلام له قوَّة ذاتية، وأنَّ هذه القوَّة ربانيَّة، وأنَّ الإسلام سينتصر لا محالةَ - فما فائدة المنهج، ومن يحملون المنهج؟!

لقد انتصر المنهج بذاته يومَ أن هُزمت أوَّلُ حملة صليبيَّة في التاريخ؛ حملة أبرهة الحبشي، يومَ أن جاء ليهدم الكعبة[6]، يوم لم يوجد رِجال يحملون المنهج، ألاَ يثير فينا هذا الشُّعور بالندم؟! والسؤال: ألَم ينتشر الإسلامُ بالنِّضال الدامي والجهاد المستمر، أم أنَّه انتشر هكذا (طبيعيًّا) بدون تضحية وبذل؟!

لقد نجحت الصليبيَّة بكلِّ ما تحتويه من فِكر اشتراكي/ شيوعي/ رأسمالي أن تصنعَ أطروحة لنا - نحن المسلمين - مفادُها: العيشُ من أجل المستقبل، والعيش من أجل الحاضر، العيشُ من أجل كلِّ شيء؛ إلاَّ العيش مِن أجل الإسلام، أو بمعنى آخر: كن عبدًا لكلِّ شيءٍ إلاَّ لله، ألاَ تروْن أنَّ هذا يحتوى على صدق، وحق وصحة؟!

لقد استخدمتِ النصرانيَّة كافَّة الأساليب الدنيئة لتحقيق ذلك؛ ولكن - وفي اللحظات الحرجة - أفاق بعضُ المسلمين، ومع الانعطاف الأخير واللحظات الأخيرة في الحياة أفاق البعضُ الآخر، وكنَّا نحن - جيلَ التِّيه والحيرة - من هذا البعض.

لكنِ السؤالُ المؤلِم:
هل يقبل هؤلاءِ الذين أفاقوا في المنعطف الأخير؟

فيا أيُّها المجيبُ عن سؤالي:
حنانَيْك بنا، ورحمةً بنا، وشفقةً علينا، فإنَّك لا تدري (أو لعلَّك تدري) كم مِن الآلام عانينا حتى نصلَ إليكم! وكم من الجَهد بذلنا حتى نلحقَ بالرَّكب، وهم على الطريق! كان الدَّرب قاسيًا موحشًا، ولعلَّك تدرك معنى ما أقول، كان هذا تبيانًا، ومِن ثمَّ اعتذارًا مشفوعًا بالآلام منَّا - نحن الجيلَ الذي صدَّق الأكاذيب طوعًا أو كرهًا مع وجوب الإيمان - بأنَّنا لم يكن لنا دخلٌ فيما حَدَث، ورغم ذلك أتوجَّه بهذا الاعتذار إلى أمَّتي التي لم تجدْ منَّا بعد أيَّ جهد يُذكر.

2- بعث وإعادة:
وها نحن بعد الإفاقةِ من غيبوبة "الحشو"، وطبيعة "الامتلاء والتفريغ" الدنلوبيَّة - نُعيد قراءةَ بعض ما كذَبوا به علينا، فحسبناه وحسبناه، فإذا هي أوهامٌ وأشباح وخيالات.

وكان ضمن ما ضحكوا به علينا أن عدُّوا  ثورةَ عرابي (هوجة بائسة) تسبَّبت في احتلال البلاد، وذُلِّ العباد، فلله درُّ التاريخ .

وهذا الانقلاب الأخلاقي الذي تآمر فيه (الزغلول) في ثورة 19، التي كانت أعظم ثورات الشَّعب تُسرق وتتحوَّل لحثالة من البشوات، ويخرج ذلك الزغلول ليقول: "لا تنادوا بشعارات إسلاميَّة خشيةَ أن يَغضب إخوانُنا الأقباط"[7].

ورغمَ ذلك يمضُون بنا سادرين إلى متاهات ووِهاد، فتلاعبوا بعقولنا بكتابٍ رخيص الثمن، وكاتب مُهذَّب، وتلك كانت الحيلةَ الماكرة؛ تنفيذًا لمخطَّط البرتوكول الثاني عشرَ الصِّهْيَوني، وفيه: "ونحن أنفسنا - أي: اليهود - سننشر كتبًا رخيصةَ الثمن كي نُعلِّم العامَّة، ونوجِّه عقولها في الاتِّجاهات التي نرغب فيها "[8].

يتبع.

ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] لا أعني الترتيب الزمني لصدور الكتابين، قلت: ولا أكون مبالغًا إذا قلت: إنَّه يجب أن تُدرس "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا" لكافة أبناء المسلمين في المرحلة الجامعيَّة.
[2] من أمثال الكواكبي، ومحمد عبده عضو الجمعية الماسونية، وجمال الدين الإيراني الشيعي، وليس الأفغاني، والذي مازال إلى الآن يُخدع به بعضُ علماء المسلمين، وأحمد أمين المعتزلي، وغيرهم كثير.
[3] وقد قرأت في بعض الكتب (الصفراء) تصف إمامَنا العلاَّمة ابن باز بأنَّه إرهابي، وابن العثيمين فقير في العلم، والإمام العَلَم آخر رِجالات الأزهر/ جاد الحق، متزمِّت منغلق على نفسه.
[4] البيتان للشيخ / يوسف القرضاوي.
[5] نقلاً من الطحاوية ط/ دار الحديث ص 151.
[6] يقول وليم جيفورد بالكراف: "متى توارى القرآن ومدينة مكَّة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربيَّ يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يُبعدْه عنها إلاَّ محمَّد وكتابُه"؛ نقلاً من "الولاء والبراء في الإسلام" (ص: 396).
[7] "الولاء والبراء في الإسلام"، للشيخ: محمد بن سعيد القحطاني، دار الصفوة، (ص: 424).
 قلت: وقد وجدت في إحدى المجلاَّت القديمة أنَّ سبب تلك الكلمة وجودُ اثنين من النصارى بين أعضاء قيادة الوفد، وكان ذلك بعد أن نجح فخري عبدالنور مِن سلالة إقلاديوس حنين الذي وُلِد عام 1804 بأسيوط بتخدير سعد زغلول عقليًّا، وإيهامه بأنَّ تجميع قُوى الشعب أمرٌ هام ضدَّ المحتل (مع ملاحظة أنَّ المحتل نصراني أيضًا)، وممَّا يذكر أنَّ هذه العائلة النصرانية كانت لها علاقاتٌ واسعة مع أمراء وأميرات أوربا، وكان هذا كافيًا لتطلعات وطموحات زغلول بتقريب هؤلاء، وحرصه على ألاَّ يُغضبَهم.
[8] "الخطر اليهودي بروتوكولات حُكماء صِهْيَون"؛ ترجمة محمد خليفة التونسي، (ص: 219)، دار التراث، مصر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
نابليون بونابرت - Napoleon Bonaparte؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» "غزة هي المخفر الأمامي لأفريقيا وباب آسيا". (نابليون بونابرت)
» كفاح الأزهر من بونابرت إلى السيسي
» جنين لم تتعب منذ نابليون!
» الفكر الاستعماري،، من نابليون الى بلفور
» نابليون الذي هزم امام اسوار عكا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ :: خط الزمن-
انتقل الى: