منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 معارك اسلاميه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 6:59 pm

معركة المرية في الأندلس



وتُسمَّى (بركة الصقر) سنة 709هـ







قائد المسلمين:
أبو مَدْين شعيب قائد الجيوش البري، وأبو الحسن الرنداحي قائد الأسطول.
 
قائد النصارى:
خايمي الثاني ملك أراجون.
 
سببها:
أن ملك أراجون خايمي الثاني أراد القضاء على ممالك المسلمين المتبقية بالأندلس، فقصد مدينة المرية - مدينة بحرية تقع إلى الجنوب الشرقي من غرناطة - وحشد أكثرَ من مائة ألف مقاتِل، إضافة إلى ثلاثمائة سفينة، ونزل عند بركة الصقر، ثم دار يتفحص الأسوار ليُحدِّد مكان الهجوم.
 
وفي الحال أمر أبو مَدين بإزالة كلِّ المباني خارج الأسوار ليعد ساحة مكشوفة حول المدينة، ثم هُوجِمت المدينة فصمد أهلها، ودافعوا عنها واستماتوا في ذلك، وبالمقابل تَكالَب الإفرنجُ عليها فلم يُفلِحوا.
 
وفي اليوم التالي وصل مددٌ إلى المرية في مائة وخمسين فارسًا، فاستطاعوا اختراق حصار الأعداء بعد معركة حامية، ودخلوا البلد سالمين لم يقتل منهم أحد، ثم أحدق النصارى بالبلد من كل جانب، وكان الرعب أولًا قد سيطر على أهل المرية، لكن بعد المناوشات ثبتت قلوبهم ووطَّنوها على القتال، فأصبحوا كالأسود الضواري ولم يعبؤوا بهذا الحشد، وصاروا هم المبادرين.
 
وفي اليوم الثامن من نزول الجيش أقبل العدو براياته وجنوده من قبل باب بجاية، ودافع المسلمون هناك بأشد المدافعة، فانسحب، ثم أقبل جيش للمسلمين من جهة غرناطة لفكِّ الحصار فقاتلهم العدو فعادوا.
 
وفي هذه الأثناء خرج أهل المرية إلى مستودعات النصارى وعادوا سالمين، ثم ركب الإفرنج فارسهم وراجلهم وأحدقوا بالبلد ودفعوا أبراجًا على عجلات ليصعدوا منها إلى أسوار المرية، فدافع المسلمون وثبَتوا فوق الأسوار وأحرقوا الأبراج، وكبدوا المهاجمين خسائرَ فادحة، وعاد جيش غرناطة لمهاجمة العدو وفكِّ الحصار، وشَنُّوا هجماتٍ على أطراف الجيش فأثَّرت فيه، كما أعدُّوا الكمائن لقوافل التموين والإمدادات، فكانوا يوقعون بها ويغنَمونها.
 
ثم عاد جيش غرناطة بقيادة عثمان بن أبي العلاء، فالتقى مع جيش الطاغية، فكانت الدائرة على النصارى، لكنهم لم يَفُكوا الحصارَ، واحتال قائد النصارى فأرسل فِرْقة ليلًا لتعود نهارًا بلباس المسلمين فيفتح لها أهل المرية الأبواب ظنًّا منهم أنها مدد لهم، وركب جيش الإفرنج متظاهرًا بقتالهم تاركًا الخيام دون حراسة، وقد أعدَّ الكمائن اللازمة وعمل على استدراج أهل المرية، وفعلًا خرَجوا لكنهم قبل الوصول إلى الكمائن عدلوا إلى الخيام التي على الجبل من الناحية الأخرى دون شعور منهم، لكنها إرادة الله، فظن الإفرنج أن المسلمين اكتشفوا الكمائن وفطنوا للمكيدة فخرج الإفرنج من كمائنهم، فرآهم المسلمون ودخلوا البلدة وتصدَّى حَمَلة السهام لردِّ المعتدين وحماية المسلمين، واستنقذوا مَن تأخر منهم بالحبال والسلالم، وبطلت حيلة الإفرنج.
 
ونوَّع الإفرنج في الأسباب ليملكوا البلد فأخفقوا، وقاتلوا من جهة البحر فأخفقوا أيضًا، وعاد جيش غرناطة لمواصلة هجومه على أطراف الجيش، وكلما التحم جيش غرناطة مع الإفرنج يخرج أهل المرية لنهب الخيام، وفي هذه المرة أحرَقوها، فترك النصارى القتال وعادوا لإطفاء الحرائق وحاول النصارى أخذَ البلد من جهة الجبل، ولم يكن على السور سوى رجل واحد فاستصرخ الناس فهبُّوا إليه وفي فترة وجيزة امتلأت الأسوار بالمدافعين، وخرجت طائفة من المسلمين فقلبوا السلالم وقتلوا مَن كان عليها ثم عادوا للبلدة، كما أحدثت المجانيق ثُلمة في السور ودار عليها صراع عنيف، لكن المسلمين لم يُمكِّنوهم من دخول البلدة، وبعد خمسة شهور رحل قائد النصارى بعد أن فقد تسعين ألفًا من جنوده، وكثيرًا من الخسائر المادية الأخرى.
 
هذه صورة رائعة من استبسال المسلمين وتوطيد عزمهم على الشهادة، فقد بذلوا جهودهم في دفع العدو، وفي قطع خطوط إمداده ومناوشته، رغم قلة عدد المسلمين فلم يكن جيش غرناطة يتعدَّى خمسة الآلاف، ومع ذلك لم يَهِنوا ولم يستسلموا، وكلَّل الله جهودَهم بالنجاح، وهذا درس في الصبر والثبات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:01 pm

معركة حصن بَرْزَية

في جمادى الآخرة 584هـ



سببها:
خطر تلك القلعة على المسلمين من حيث الموقع والتحكم في الطرقات، وهي تقع في منطقة "الغاب" التابعة لمدينة حماة حاليًّا، قريبًا من قلعة أفاميا؛ إذ تقع أفاميا إلى الشرق منها وبينهما بحيرة يُشكِّلها نهر العاصي.
 
وصلها القائد صلاح الدين الأيوبي، فطاف حولها ليُحدِّد مكان الهجوم، فوجد أنها لا تُرام من جهتي الشمال والجنوب، وهي صعبة أيضًا من جهة الشرق، فحدَّد الهجوم من جهة الغرب؛ حيث يدور الوادي حولها من هذه الجهة، فنصَب المنجنيقات وأمر بالرمي عليها؛ لكن الإفرنج في القلعة نصبوا منجنيقًا على القلعة، ورموا منجنيقات المسلمين فعطَّلوها، فقرَّر صلاح الدين مهاجمتهم واستغلَّ كثرة جنوده وقلة المدافعين في القلعة، فقسَّم جيشه إلى ثلاثة أقسام، وأمر القسم الأول بالهجوم فإذا تَعِب انسحب وحلَّ محلَّه الثاني ثم الثالث، وبدأت الفِرقة الأولى بقيادة زنكي بن مودود، فاقتربت من القلعة، فتلقَّت سيلًا من الحجارة التي إذا صدمت بالجندي قذفته إلى أسفل الوادي، فيصبح أشلاء ممزَّقة، وأمطرها المسلمون بالنشاب ليشلُّوا حركتَهم، واستمر الهجوم إلى ما قبل الظهر، وكان الوقت صيفًا والشمس متوهِّجة، ثم انسحب هذا القِسْم، فقام القِسْم الثاني وأخذ مكانه في الهجوم، وهم من خواصِّ جند صلاح الدين، فأنشبوا القتالَ حتى الظهر، وأرادوا العودةَ فردَّهم صلاح الدين لتطويل مدة الزحف، ثم أمدَّهم بالقسم الثالث فنهضوا مُلبِّين وتكاثروا على القلعة، ولم يستطع الإفرنج مواصلةَ القتال، فتَعِبوا حتى عجَزوا عن حمل الحجارة الكبيرة التي كانوا يرمونها، ثم انضمت الفرقة الأولى بعد أن استراحت، فوصل المسلمون إلى السور ورقوه وخالَطوا الإفرنج وهزموهم، فتركوا السور وهربوا إلى أعلى الحصن، وهو أشبه بالقلعة في داخله، وأخذوا معهم ما كان عندهم من أسرى المسلمين، والأغلال في أيديهم وأرجلهم، وطرَحوهم أعلى السطح، ودخل الفاتحون مكبِّرين، كما رقِي القلعة جنودٌ من جهة الشرق، وطهَّروا تلك الأماكنَ من الإفرنج، وفقَد الإفرنج زِمامَ المبادرة، وفقدوا الاتصال، ودبَّت الفوضى في صفوفهم، ثم إن المسلمين الأسرى لما سمعوا تكبير المسلمين في القلعة كبَّروا وهم في السطح؛ ليُعلِموهم مكانهم، فظن الإفرنج أن أعلى القلعة قد أُخِذ أيضًا، فخافوا وفتحوا الأبواب مستسلمين، فسقط هذا الحصن الحصين، وأراح الله المسلمين من شر ساكنيه.
 
وقد فتح صلاح الدين أكثر من عشرين قلعة وحصنًا في هذه المناطق الجبليَّة، كلها بمثل هذه الحروب؛ مثل: حصن بكاس، والشغر، ودرب ساك، وبغراس، وسرمينية، وصفد، وكوكب... إلخ، فكانت بمثابة مخالب قاتلة موجَّهة من الصليبيين للمسلمين، فلا تستقر لهم تجارة ولا زراعة ولا تَنقُّل أو سفر بسببها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:01 pm

معركة العقاب

في صفر سنة 609هـ




قائد المعركة من المسلمين: سلطان الموحِّدين الناصر لدين الله محمد بن يعقوب بن عبدالمؤمن، والده يعقوب قائد معركة الأرك الشهيرة.
قائد الإفرنج: الفونش الذي هزمه يعقوب في معركة الأرك.
 
سببها: أن الفونش استغلَّ وفاة السلطان المنصور يعقوب، وقام بغارات على المدن والقلاع الإسلامية، فقتل وأَسَر وسبَى، فاستعدَّ الناصرُ لقتال نصارى الأندلس، وجمع جيشًا كبيرًا من إفريقية، وانضمَّ إليه أمراء الأندلس المسلمون، حتى اجتمع لديه جيش يفوق ستمائة ألف، وهو أكبر جيش إسلامي حُشد أو دخل المعركة حتى ذلك التاريخ، وحشد النصارى جيشًا ضخمًا أيضًا وأتت الإمدادات من كل نواحي أوروبا، وذلك بتشجيع من بابا روما؛ للثأر مما حدث في معركة الأرك، وقسم الناصر جيشه إلى خمسة جيوش، فتقدَّم وحاصر حصنَ سلبطرة، فاستعصى عليه وأبى أن يُغادره رغم نصيحة القادة بذلك؛ لأنه ليس من المعقول أن يحاصر حصنًا في مثل هذا الجيش ويشل حركته، حتى ملَّ أكثر الجند، وفتحه بعد ثمانية شهور، ثم التقى مع جيش النصارى في معركة قرب حصن العقاب، ودارت معركةٌ رهيبة، وكان النصر بادئ الأمر للمسلمين، لكن أشيع عن مقتل الناصر، فاضطرب الجيش ودارت الدائرة على المسلمين، وقتل منهم خلق كثير، وكانت هذه المعركة قاصمةَ الظهر للمسلمين في الأندلس فقد تفرَّق جمعهم، وعاد كلُّ أمير يستقلُّ ببلده ويؤدي الجزية للنصارى، كما توفي الناصر بعدها بأقلَّ من سنة ولم تَقُم للمسلمين بعدها دولةٌ موحَّدةٌ في الأندلس إلى أن سقطت غرناطة، وهذا لا يمنع من وجود معارك مُشرِّفة بين حين وآخر، كما سنرى في المعارك التي سنذكرها.
 
ذكرتُ هذه المعركةَ الخاسرة للعبرة وعدم اغترار المسلمين بالعدد؛ فإنهم لم يهزموا أعداءهم في المعارك المظفرة بكثرة العدد؛ وإنما بالإيمان والاتحاد، والمشورة والخطط الحربية الناجحة، وفي هذه المعركة عُدِم كلُّ ذلك ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:02 pm

معركة حصن الأحزان

"الحصن الذي بناه الفرنج عند مخاضة الأحزان"

سنة 575هـ ربيع الأول




سببها: أن الفرنج بنَوا حصنًا منيعًا قرب بانياس الداخل، وهي قريبة من روافد نهر الأردنِّ شمال بحيرة طبرية، وهذا الحصن المنيع يُهدِّد المنطقة؛ لذا قرر صلاح الدين الأيوبي الاستيلاء عليه، فحشد جيشًا وسار نحو الحصن، كما بثَّ الغارات ضد الصليبيين ليَشغلهم عن نجدته، وحاصر الحصن وبدأ معه قتال اختبار، ثم أرسل في جلب المؤن والأخشاب لصنع أدوات الحصار، ولما علم الإفرنج بوجهة صلاح الدين، جمعوا فارسهم وراجلهم وقادتهم بقيادة ملك القدس، واتجهوا للقاء صلاح الدين، فاصطدمت مقدمتهم بعسكر المؤونة ونشِب القتال، وأُبلغ صلاح الدين فسار بعسكره مُجدًّا حتى وافاهم وهم في القتال، وقاتل الإفرنج وأظهر الجميع صمودًا وصبرًا، وحمل الفرنج على المسلمين عدة حملات كادت تُزيلهم عن مواقفهم، ثم أنزل الله نصره على المسلمين، وهزم أعداء الدين، ونجا ملكهم فريدًا شريدًا ووقع في الأسر ابن بيرزان حاكم الرملة ونابلس، وهو يلي الملك مرتبة، وأسر صاحب جبيل، وصاحب طبرية، ومقدم الداوية، ومقدم الإسبتارية، وصاحب جنين، وبعد هذه الهزيمة المنكرة تفرَّغ صلاح الدين لحصار قلعة الأحزان، فأقام المجانيق والمتاريس ثم هاجمها، وتمكَّن الجند من أخذ الباشورة أسفل السور، فقاموا بنقبه وأشعلوا تحته النار ليسقط، لكنه كان قويًّا، وقد بلغ عَرضه أكثر من تسعة أذرع، ثم أطفؤوا النار وعمِلوا على توسعة النقب أكثر وعمِل الناقبون تحت جنح الظلام، ثم أشعلت النيران تحت النقب فهوى الجدار، ودخل المسلمون الحصن عَنوة، وقاتلوا من فيه حتى صيروهم بين قتيل وأسير، كما أطلقوا من فيه من أسارى المسلمين، فقال ابن نفاذة في ذلك:
هلاكُ الفرنجِ أتى عاجِلًا معارك اسلاميه  Space
وَقَدْ آنَ تَكسيرُ صُلْبَانِها معارك اسلاميه  Space

وَلَوْ لَمْ يَكُنْ قَدْ دَنَا حَتْفُها معارك اسلاميه  Space
لَمَا عمرَتْ بيتَ أَحْزانِها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:03 pm

معركة حصن بَرْزَية

في جمادى الآخرة 584هـ



سببها:
خطر تلك القلعة على المسلمين من حيث الموقع والتحكم في الطرقات، وهي تقع في منطقة "الغاب" التابعة لمدينة حماة حاليًّا، قريبًا من قلعة أفاميا؛ إذ تقع أفاميا إلى الشرق منها وبينهما بحيرة يُشكِّلها نهر العاصي.
 
وصلها القائد صلاح الدين الأيوبي، فطاف حولها ليُحدِّد مكان الهجوم، فوجد أنها لا تُرام من جهتي الشمال والجنوب، وهي صعبة أيضًا من جهة الشرق، فحدَّد الهجوم من جهة الغرب؛ حيث يدور الوادي حولها من هذه الجهة، فنصَب المنجنيقات وأمر بالرمي عليها؛ لكن الإفرنج في القلعة نصبوا منجنيقًا على القلعة، ورموا منجنيقات المسلمين فعطَّلوها، فقرَّر صلاح الدين مهاجمتهم واستغلَّ كثرة جنوده وقلة المدافعين في القلعة، فقسَّم جيشه إلى ثلاثة أقسام، وأمر القسم الأول بالهجوم فإذا تَعِب انسحب وحلَّ محلَّه الثاني ثم الثالث، وبدأت الفِرقة الأولى بقيادة زنكي بن مودود، فاقتربت من القلعة، فتلقَّت سيلًا من الحجارة التي إذا صدمت بالجندي قذفته إلى أسفل الوادي، فيصبح أشلاء ممزَّقة، وأمطرها المسلمون بالنشاب ليشلُّوا حركتَهم، واستمر الهجوم إلى ما قبل الظهر، وكان الوقت صيفًا والشمس متوهِّجة، ثم انسحب هذا القِسْم، فقام القِسْم الثاني وأخذ مكانه في الهجوم، وهم من خواصِّ جند صلاح الدين، فأنشبوا القتالَ حتى الظهر، وأرادوا العودةَ فردَّهم صلاح الدين لتطويل مدة الزحف، ثم أمدَّهم بالقسم الثالث فنهضوا مُلبِّين وتكاثروا على القلعة، ولم يستطع الإفرنج مواصلةَ القتال، فتَعِبوا حتى عجَزوا عن حمل الحجارة الكبيرة التي كانوا يرمونها، ثم انضمت الفرقة الأولى بعد أن استراحت، فوصل المسلمون إلى السور ورقوه وخالَطوا الإفرنج وهزموهم، فتركوا السور وهربوا إلى أعلى الحصن، وهو أشبه بالقلعة في داخله، وأخذوا معهم ما كان عندهم من أسرى المسلمين، والأغلال في أيديهم وأرجلهم، وطرَحوهم أعلى السطح، ودخل الفاتحون مكبِّرين، كما رقِي القلعة جنودٌ من جهة الشرق، وطهَّروا تلك الأماكنَ من الإفرنج، وفقَد الإفرنج زِمامَ المبادرة، وفقدوا الاتصال، ودبَّت الفوضى في صفوفهم، ثم إن المسلمين الأسرى لما سمعوا تكبير المسلمين في القلعة كبَّروا وهم في السطح؛ ليُعلِموهم مكانهم، فظن الإفرنج أن أعلى القلعة قد أُخِذ أيضًا، فخافوا وفتحوا الأبواب مستسلمين، فسقط هذا الحصن الحصين، وأراح الله المسلمين من شر ساكنيه.
 
وقد فتح صلاح الدين أكثر من عشرين قلعة وحصنًا في هذه المناطق الجبليَّة، كلها بمثل هذه الحروب؛ مثل: حصن بكاس، والشغر، ودرب ساك، وبغراس، وسرمينية، وصفد، وكوكب... إلخ، فكانت بمثابة مخالب قاتلة موجَّهة من الصليبيين للمسلمين، فلا تستقر لهم تجارة ولا زراعة ولا تَنقُّل أو سفر بسببها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:04 pm

معركة حصن الأثارب

سنة 524 هـ



قائد جيش المسلمين: عماد الدين زنكي.
قائد جيش الصليبيين: حاكم أنطاكية.
 
سببه: أن الحصن أصبح قاعدة للصليبيين يُغيرون منه على حلب، ويُهدِّدون أمنها، وبالتالي فرض الصليبيون على حلب مقاسمتهم في نصف محاصيلهم الزراعية..
 
فلما ملك عماد الدين حلب، وأصبحت تابعة له، وكان عنده حب الجهاد والأنفة من أن يرضى بشروط الذل هذه؛ أعدَّ جيشَه وقصد استرجاعَ حصن الأثارب..
 
فعلِم الصليبيون بذلك، وجمعوا له جموعًا ضخمة لنجدة الحصن.. فتوافدوا براجِلهم وفارسهم..
فلما رأى المسلمون كثرتهم أشاروا على عماد الدين بالانسحاب وعدم اللقاء..
 
فقال لهم: إذا رأَونا انسحبنا طمِعوا فينا، وساروا في إثرنا وخربوا بلادَنا، فلا بد من اللقاء..
ثم إنه حمَّسهم وشجَّعهم على الصبر في القتال والتحمل في سبيل الله، وكانت المعركة..
فصبر المسلمون وأنزل الله نصرَه عليهم، وانهزم الإفرنج شرَّ هزيمة، وأُسر الكثير منهم، وقتل منهم خَلْق كثير.
 
ثم قال عماد الدين: هذا أول مصاف لنا مع الإفرنج، فلنذيقنهم بأسَنا حتى يبقى الرعب مسيطرًا عليهم زمنًا..
فشدَّد في قتلهم ومتابعتهم حتى أصبح اسمه يثير الرعب بينهم..
قال ابن الأثير: مررتُ سنة 584 من مكان المعركة، وإن كثيرًا من العظام باقٍ إلى ذلك الوقت..
ثم فتح عماد الدين حصن الأثارب، فغنم ما فيه، وقتل المقاتلين، ثم سواه بالأرض.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:04 pm

معركة عَقْرَباء



حدثت في سنة إحدى عشرة للهجرة، وكانت بين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد ومُسيلمة الكذاب الذي كان يَقود أكثر من أربعين ألفًا.
 
سير المعركة: أرسَلَ أبو بكر الصدِّيق جيشًا بقيادة عكرمة بن أبي جهل، وأوصاه ألَّا يبدأ القتالَ، وأن ينتظر توافدَ جيوشِ المسلمين، لكنه شنَّ الغارة مستبِقًا، فأُصيبَ بهزيمة مُنكَرة، فوجَّهه أبو بكر إلى بلاد عمان والمهرة وحضرموت وقال له: "لا أرينَّك ولا تراني، لا ترجعنَّ فتوهن الناس".
 
ثمَّ أرسل أبو بكر شرحبيلَ بن حَسنة وأمره بالمقام حتى يَصِل خالد بن الوليد إليه، لكنَّ شرحبيل عجل بلقاء العدو، فأُصيب جنده أيضًا، ولما استكمل خالد بن الوليد الاستعدادَ وتلقَّى المدد، تقدَّم نحو مسيلمة، فعسكر مسيلمة في عَقْرَباء وأرسل يَستطلِع خبرَ خالد، فوقع مَن أرسلهم في الأَسْر، فقتلهم خالد وأبقى على مُجَّاعة بن مرارة أسيرًا عنده لشرفه في بني حَنيفة، ثمَّ التقى الجمعان في عقرباء، وكان حامل لواء الأنصار ثابت بن قيس، وحامل لواء المهاجرين سالم مولى أبي حذيفة، وبقيَّة العرب على راياتهم، واشتدَّ القتال، ولم يلقَ المسلمون حربًا مِثْلها في الشدَّة والعنف، وانهزم المسلمون وانكشف فسطاط خالد بن الوليد، ووصل بنو حنيفة إلى مُجَّاعة ففَكُّوا أسْرَه وقطعوا الفسطاط، ثمَّ إن المسلمين تداعوا للصُّمود، وتقدَّم ثابت بن قيس حامل لواء الأنصار فقاتَلَ حتى قُتل، ثمَّ حمل خالد بالناس فردوا بني حنيفة، فعاد بنو حنيفة يشتدُّون في القتال، وأصبحت المعركة تارة لهؤلاء وتارة لهؤلاء، وسقط من المسلمين كثير من الشهداء؛ أمثال زيد بن الخطاب وسالم مولى أبي حذيفة وغيرهم.
 
ثمَّ قال خالد: امتازوا أيها الناس؛ لنعلم بلاء كل حي، ولنعلم من أين نُؤتى؛ لذلك قال كل حي: اليوم يُستحى من الفرار، كما أبعد الأعراب عن القتال، وعاد المسلمون في كرَّتهم، ودارتِ الدائرة على مسيلمة، وركب المسلمون جندَ مسيلمة فكانت هزيمتهم، فقال بنو حنيفة لمسيلمة: أين ما كنت تعِدنا؟ فقال لهم: قاتِلوا على أحسابكم - يعني أنَّه كان كاذبًا في نبوءته - ثمَّ دخل جندُ مسيلمة الحديقةَ وأغلقوا بابَها، ثم نادى البراء بن مالِك في الناس وقال: أَلقُوني إليهم، فحملوه حتى رقي الأسوارَ، ونزل فقاتل حتى فتح الباب، ودخل المسلمون، وكَثُر القتل في جند مُسيلمة، ثم قُتِل مسيلمة وولَّى قومُه منهزمين، وقبَض خالد على مجاعة مرَّة ثانية، وقال له: أين مسيلمة؟ فتفقَّدوه بين القتلى، فدلَّهم عليه، فإذا رُوَيْجل - تصغير رجل - أُصَيفر أُخَينس - تصغير أخنَس، وهو المتأخِّر بين الناس - فقال خالد: هذا الذي فعل بكم ما فعل!
قُتِل من المهاجرين والأنصار (660) رجلًا، وقُتِل من جيش مسيلمة الكذاب نحو عشرين ألفًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:05 pm

معركة الزلاقة بقيادة يوسف بن تاشفين

سنة 479 هـ




تُعَد من المعارك الحاسمة في التاريخ، وكان قائد جيوش المسلمين فيها: يوسف بن تاشفين، سلطان المرابطين في المغرب، فقد وصل حال المسلمين في الأندلس إلى الحضيض، من حيث الفُرقة والخلاف والاقتتال واستعانة بعضهم على بعض بالإسبان، فطمع بهم أعداؤهم، وقرروا استئصال الجميع، فكان قائد جيش الإسبان الأذفونش، الذي احتلَّ من قبلُ طُلَيْطلة، فهابه المسلمون حتى دفع له بعضهم الجزية، ومنهم الملك المعتمد بن عبَّاد.
 
ومن أسبابها: أن ابن عباد كان يرسل الجِزية السنوية إلى الأذفونش، فرفضها هذه المرة وطلب من المعتمد بن عباد تسليم عدد من القلاع والحصون حول قرطبة، وأرسل الأذفونش رسولًا بذلك، ومعه خمسمائة جندي، فغضب ابن عباد وأمسك الرسول وصفعه حتى خرجت عيناه، ووثب جند المسلمين على جنود الأذقونش وقتلوهم، ونجا ثلاثة من النصارى فعادوا إلى الأذفونش وأخبروه بما حصل لهم، فبيَّت الحرب وبدأ يجمع الجيوش وآلات الحصار ليفتح قرطبة، وعلم المعتمد بما يعده الأذفونش، فأرسل إلى ملك المغرب يوسف بن تاشفين يستنجده، فجمع جيشه، وعبر مضيق جبل طارق، وأتى على رأس جيشٍ لينجدَ إخوانه في الأندلس، واجتمع للأذفونش جيش ضخم يفوق الخمسين ألف جندي، وتقدم نحو قرطبة..
 
ولَمَّا تقابل الجيشان كان جيش المعتمد في المقدمة، وكمن على بعد أميال جيش يوسف بن تاشفين، وأرسل الأذفونش إلى المعتمد: متى تحب أن يكون القتال؟
 
فأرسل له المعتمد، غدًا يوم الجمعة، ثم يأتي الأحد فيكون اللقاء يوم الاثنين فقد وصلنا متعبين، لكن الأذفونش شنَّ هجومه يوم الجمعة غدرًا، فوقع القتال وصبر الفريقان، وصبر المسلمون مع المعتمد، فجيش العدو يفوقهم بكثير، وكادت الصفوف تميد، فأرسل المعتمد إلى يوسف يخبره بالاشتباك، فخرج من كمينه خلف الأعداء ودخل خيامهم وقتل مَن فيها، فلما رأى الإفرنج خيامهم تهوي، اضطربوا واختلت صفوفهم، فأخذتهم السيوفُ من كل جانب، ولم يُفلِت منهم إلا القليل، فقد هرب الأذفونش ونجا معه ثلاثمائة مقاتل فقط، ولاقى الجميع حتوفهم، وامتلأت أرض المعركة من دمائهم، حتى زلقت الأرجل فيها؛ لذلك سميت معركة الزلاقة، ويقال: إن المكان كان يحمل هذا الاسم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:05 pm

معركة الزلاقة بقيادة يوسف بن تاشفين


سنة 479 هـ





تُعَد من المعارك الحاسمة في التاريخ، وكان قائد جيوش المسلمين فيها: يوسف بن تاشفين، سلطان المرابطين في المغرب، فقد وصل حال المسلمين في الأندلس إلى الحضيض، من حيث الفُرقة والخلاف والاقتتال واستعانة بعضهم على بعض بالإسبان، فطمع بهم أعداؤهم، وقرروا استئصال الجميع، فكان قائد جيش الإسبان الأذفونش، الذي احتلَّ من قبلُ طُلَيْطلة، فهابه المسلمون حتى دفع له بعضهم الجزية، ومنهم الملك المعتمد بن عبَّاد.
 
ومن أسبابها: أن ابن عباد كان يرسل الجِزية السنوية إلى الأذفونش، فرفضها هذه المرة وطلب من المعتمد بن عباد تسليم عدد من القلاع والحصون حول قرطبة، وأرسل الأذفونش رسولًا بذلك، ومعه خمسمائة جندي، فغضب ابن عباد وأمسك الرسول وصفعه حتى خرجت عيناه، ووثب جند المسلمين على جنود الأذقونش وقتلوهم، ونجا ثلاثة من النصارى فعادوا إلى الأذفونش وأخبروه بما حصل لهم، فبيَّت الحرب وبدأ يجمع الجيوش وآلات الحصار ليفتح قرطبة، وعلم المعتمد بما يعده الأذفونش، فأرسل إلى ملك المغرب يوسف بن تاشفين يستنجده، فجمع جيشه، وعبر مضيق جبل طارق، وأتى على رأس جيشٍ لينجدَ إخوانه في الأندلس، واجتمع للأذفونش جيش ضخم يفوق الخمسين ألف جندي، وتقدم نحو قرطبة..
 
ولَمَّا تقابل الجيشان كان جيش المعتمد في المقدمة، وكمن على بعد أميال جيش يوسف بن تاشفين، وأرسل الأذفونش إلى المعتمد: متى تحب أن يكون القتال؟
 
فأرسل له المعتمد، غدًا يوم الجمعة، ثم يأتي الأحد فيكون اللقاء يوم الاثنين فقد وصلنا متعبين، لكن الأذفونش شنَّ هجومه يوم الجمعة غدرًا، فوقع القتال وصبر الفريقان، وصبر المسلمون مع المعتمد، فجيش العدو يفوقهم بكثير، وكادت الصفوف تميد، فأرسل المعتمد إلى يوسف يخبره بالاشتباك، فخرج من كمينه خلف الأعداء ودخل خيامهم وقتل مَن فيها، فلما رأى الإفرنج خيامهم تهوي، اضطربوا واختلت صفوفهم، فأخذتهم السيوفُ من كل جانب، ولم يُفلِت منهم إلا القليل، فقد هرب الأذفونش ونجا معه ثلاثمائة مقاتل فقط، ولاقى الجميع حتوفهم، وامتلأت أرض المعركة من دمائهم، حتى زلقت الأرجل فيها؛ لذلك سميت معركة الزلاقة، ويقال: إن المكان كان يحمل هذا الاسم.



جلس المعتمد بن عباد صاحب إشبيليَّة يُفكر في هول ما صنع، بعدما وردت إليه الأنباء بأنَّ ألفونسو السَّادس القشتالي قد غزا مملكة بني هود، واستولى عليها بعد أن ضرب عليها الحصار.

وأدرك المعتمد أنَّ الدور قادم عليه لا مَحالة، ولن تنفعه محالفته لألفونسو، ولا دفع الجزية له، ولا مساعدته له على إخوانه المسلمين، وظَلَّ المعتمد يتعجب كيف طاوعته نفسه على أن يعاونَ الفرنجة على غزو طليطلة، وقد كانت حاضرةَ بني ذي النُّون، وعاصمةَ الدَّولة الأموية لمدة تزيد عن ثلاثمائة وخمسين عامًا، وحاول أن يهرب من وطأة تأنيب الضَّمير، فبرر فعلته بأنه أدَّب بني ذي النون خصومه، كما أنه لم يكن ليملك حيلة أمام قوات ألفونسو، ثُمَّ إنَّه لم يفعل أكثر مما فعل ملوك الطوائف الآخرين، الذين تحالفوا مع الفرنجة.

ولكن صحوة الضمير التي انتابته أبطلت له هذه الحجة، فقد رأى بعينه كيف هبَّ المتوكل بن الأفطس حاكم بطليوس، الذي أرسل جيشًا بقيادة ابنه الفضل لنجدة طليطلة، ولم يدفع يومًا جزية للفرنج، ولم يُعاضدهم على إخوانه المسلمين، ورغم أنَّ جيش ابن الأفطس لم يكتب له التَّوفيق في صد الهجوم الإفرنجي الإشبيلي؛ إلاَّ أن الرجل بَرَّأ ذمَّته أمام الله وأمام المسلمين، وأمن اللَّعنة على منابر الأندلس، والتي ظَنَّ المعتمد أنَّها لاحقته لا مَحالة، ليس هذا فحسب، بل يغزوه ألفونسو كما غزا بني هود، وهُمْ حلفاؤه المقرَّبون، فيجتمع عليه خزيُ الدنيا والآخرة.

وفي تلك الأثناء إذ بالحاجب يدخل عليه يبلغه بوفود رسولٍ من قشتالة للقائه، فإذا بكتاب من ألفونسو قال فيه: "كَثُر - بطول مقامي - في مجلسي الذُّبابُ، واشتدَّ عليَّ الحرُّ، فأتحفني من قصرك بمروحة أروِّح بها عن نفسي، وأطرد بها الذباب عن وجهي".

وفطن المعتمد إلى ما يرمي إليه ألفونسو، وعلم أنَّه يريد غزو إمارته، فرد عليه المعتمد: "قرأت كتابك، وفَهِمْت خُيَلاءَك وإعجابك، وسأنظر لك في مراوِحَ من الجلود اللَّمْطيَّة، تروح منك، لا تروح عليك، إن شاء الله".

ولم يقصد المعتمد بجوابه هذا إلاَّ أنَّه أخيرًا سيخلع عباءة الذُّلِّ والخنوع، وسيستبدل بها رداءَ العِزِّ والكبرياء، ولن يكونَ هذا إلا بموالاة إخوانه المسلمين والعَوْدة إلى ما شرع دين الله، الذي ذل عندما ابتغى العزَّ في غيره.

بعث المعتمد من رُسُلِه إلى ملوك غرناطة وبطليوس وقرطبة يطلب إليهم الاجتماع، فجاؤوا على عَجَل، فهم - أيضًا - تُساورهم نفس المخاوف.

وتشاور القُوَّاد في أمر الغزو الصليبي، واتَّفقوا جميعًا على توحيد صُفُوفهم لرَدِّه، ولكن أيَّة صفوف هذه التي سيوحدونها وقد كَفَّت جيوشُهم عن الغزو والفتح منذ زمن طويل، ولم يستخدموا جيوشَهم إلاَّ في مناوشة بعضهم البعض؟! وكيف سيصمدون أمام هذا الطُّوفان الصليبي وقد سلَّموا إليهم قلاعًا وحصونًا اتِّقاء شرِّهم؟!

وأمام هذا الخطب الجلل لم يَجدوا أمامهم إلاَّ ملاذًا واحدًا؛ لعلَّ الله - تعالى - يَجعل فيه مخرجًا: إنَّهم المرابطون في المغرب، الذين لم يجعلوا لهم هدفًا في الحياة إلا الجهادَ في سبيل الله وإعلاء كلمته، وقد نجحت هذه الدولة الفتية أن تقيمَ للإسلام قاعدة عريضة مَهيبة، وقد ضمَّت المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا.
وأجمع الحاضرون على طَلَبِ النَّجدة من يوسف بن تاشفين سلطان المغرب، وأن يضمُّوا صُفُوفَهم إلى صفوفه، وسُرَّ المعتمد بهذا الاتِّفاق الذي لم يحدث منذ زمن بعيد، ولكن ابنه ما لبث أنِ اعترض على هذا القرار قائلاً: وكيف نضمن إذا جاء المرابطون إلى الأندلس لا يَضُمُّونها إليهم، ويُجردوننا من ملكنا؟

فرَبَتَ المعتمد على كتف ابنه وقال له: "أيْ بُنَي، والله لا يسمع عني أبدًا أنَّنِي أعدت الأندلس دارَ كُفر ولا تركتها للنَّصارى، فتقوم عليَّ اللَّعنة في منابر الإسلام، مِثْلَما قامت على غيري، وإنَّنا إن دُهينا من مُداخلة الأضداد[1] لنا، فأهونُ الأمرين أمرُ المُلَثَّمين[2]، ولأَنْ يرعى أولادُنا جمالَهم أحبُّ إليهم من أنْ يرعَوا خنازيرَ الفرنج"؛ ولَمَّا تأثَّر بعضُ حاشيته من كلام ابنه، خوَّفوه من ابن تاشفين، فقال لهم: "تالله، إنَّني لأوثر أن أرعى الجمالَ لسلطان مراكش[3] على أن أغدوَ تابعًا لملك النصارى وأن أؤدِّيَ له الجزية، إنَّ رعيَ الجمال خيرٌ من رعي الخنازير".

فكتب المعتمد بن عباد إلى يوسف بن تاشفين يقول له: "إنْ كنت مؤثرًا للجهاد، فهذا أوانه، فقد خَرَجَ الفرنج إلى البلاد، فأسرعْ في العُبُور إليهم، ونَحن - معاشرَ أهل الجزيرة - بين يديك".

وكاتب أهلُ الأندلس من الخاصَّة والعلماء يستصرخونه في تنفيس العَدُوِّ عن مَخنقهم، ويكونون معه يدًا واحدة عليه.

وقَبِلَ ابن تاشفين الدَّعوة، شَرْطَ أنْ يسلمه ابن عباد الجزيرة الخضراء، وأعَدَّ العُدَّة، وجهز الجيش، وأَمَرَ أنْ تُحمل الجمال على السفن إلى جزيرة سبتة، فعَبَر منها ما أغص الجزيرة، وارتفع رغاؤها إلى عنان السماء، وكان ليوسف في عبورها غاية بعيدة، ثُمَّ سار ابن تاشفين بجيشه من سبتة، وما كادت السُّفُن تنشر قلاعها حتى هاج البحر، فصعد إلى مقدمة السفينة، ورفع يديه نحو السماء، ودعا الله مخلصًا: "اللَّهم إن كنت تعلم أنَّ في جوازي هذا خيرًا وصلاحًا للمسلمين، فسَهِّل عليَّ جواز هذا البحر، وإن كان غير ذلك، فصعِّبْه حتَّى لا أجوزه"؛ فهدأ البحر، وجازت السُّفُن سراعًا، ولَمَّا وصلت إلى شاطئ الأندلس، سجد لله شكرًا.

وتسلَّم ابن تاشفين الجزيرة الخضراء، وأَمَر بتحصينها أَتَمَّ تحصين، ورتب بها حامية مُختارة؛ لتسهر عليها، وشحنها بالأقوات والذَّخائر؛ لتكون ملاذًا آمِنًا، يلتجئ إليه إذا هُزِم.

ثم غادرها جيشه إلى إشبيليَّة، وتعهَّد كلُّ أمير من أمراء الأندلس أن يَجمع كلَّ ما في وُسعه من الجُنْد والمُؤَن، وأن يسيرَ إلى مكان مُحدد في وقت مُعين، ولبث ابن تاشفين في إشبيلية ثمانية أيام؛ حتى يرتب القُوَّات وتتكامل الأعداد، وكان صائمَ النَّهار قائم الليل، مكثرًا من أعمال البر والصَّدقات، ثُمَّ غادر إشبيلية إلى بطليوس، في مُقدمة الجيش الفرسان، يقودهم أبو سليمان داود ابن عائشة، وعددهم عشرة آلاف، ثم قوات الأندلس عليهم المعتمد بن عباد، ثُمَّ سار بعدهم - بيوم واحد - جيشُ المرابطين، ولَمَّا وصلوا إلى بطليوس، أقام هناك ثلاثة أيام.

ولما سمع ألفونسو بِمَقْدم المرابطين وكان محاصرًا سرقسطة، تحالف مع ملك "أراجون" و"الكونت" ريموند، فانضَمَّا إليه، وانضَمَّ إليه كذلك فرسانٌ من فرنسا، وجاءته الإمدادات من كلِّ صَوْب من ملوك أوروبا، واستنفر الفرنجة للخروج، ورفع القسيسون والرُّهبانُ والأساقفة صُلبانَهم، ونشروا أناجيلهم، فاجتمع له منهم ما لا يُحصى عددُه.

ثُمَّ برز ألفونسو بالشجعان المهرة من جنوده، وترك بقيَّة جموعه خلفه، وقال حين نظر إلى ما اختاره منهم: "بهؤلاء أقاتل الجنَّ والإنسَ وملائكة السماء". 
وكان جيش المسلمين ثمانية وأربعين ألفًا، نصفُهم من الأندلسيِّين، ونصفهم من المرابطين، أمَّا جيش ألفونسو فقد كان مائة ألفٍ من المشاة، وثمانين ألفًا من الفُرسان، منهم أربعون ألفًا من ذوي العدَد الثقيلة، والباقون من ذوي العدَد الخفيفة.

وعَسْكَر الجيشان قُرْبَ بطليوس في سهل تتخلَّله الأَحْرَاشُ، وفرَّق بين الجيشين نَهرٌ صغير، وضرب ابن تاشفين مُعسكره وراء رَبْوة عالية، منفصلاً عن مكان الأندلسيين، وعَسْكَر الأندلسيون أمام النَّصارى، ولَبِثَ الجيشان أمام بعضهما ثلاثةَ أيَّام، ثُمَّ أرسل يوسف بن تاشفين لألفونسو كتابًا يعرض عليه فيه الدُّخولَ في الإسلام أو الجزية أو الحرب؛ كما هي السُّنة.

ومن جملة ما في الكتاب: "بلغنا - يا أذفونش[4] - أنَّك دعوت اللهَ في الاجتماع بنا، وتَمنَّيْت أن تكونَ لك سُفُنٌ تعبر عليها البحر إلينا، فقد عبرناه إليك، وقد جمع الله - تعالى - في هذه العَرْصَة بيننا وبينك، وسترى عاقبة دعائك".

فلما سمع ألفونسو ما كتب إليه يوسف، جاش بَحر غيظه، وزاد في طغيانه، وأقسم ألاَّ يبرحَ من موضعه حتَّى يلقاه.

واستمرت المُكاتبات بعد ذلك في شأن المعركة، ومما كتبه ألفونسو: "إنَّ غدًا يوم الجمعة وهو يوم المسلمين، ولست أراه يصلح للقتال، ويوم الأحد يوم النَّصارى، وعلى ذلك فإنِّي أقترح اللِّقاء يوم الاثنين، ففيه يستطيعُ كلٌّ منَّا أن يجاهد بكل قواه؛ لإحراز النَّصر دون الإخلال بيومه"، فقَبِلَ ابن تاشفين الاقتراح، ومع هذا تَحَوَّط المسلمون وارتابوا من نِيَّات ملك قشتالة، فبعث ابن عباد عيونه؛ لترقبَ تَحرُّكات معسكر النَّصارى.

فلَمَّا كان الفجر من يوم الجمعة؛ وبينما ابن عباد في آخر ركعة من صلاة الصُّبح؛ إذ أقبلت الخيلُ التي كانت طليعةً على العدو مسرعةً إليه؛ فأخبروه أنَّ العدو قد زحف نحو المسلمين في أُمَمٍ كالجراد المنتشر، فأرسل الخبر إلى ابن تاشفين يعرفه غَدْرَ ألفونسو، فاستعدَّ، وأرسل كتيبة؛ لتُشاغِلَ ألفونسو وجيشه.

تهيَّأ الطَّرَفان للمعركة، وسيَّر ألفونسو القسمَ الأول من جيشه بقيادة جارسيان ورودريك؛ لينقضَّ على معسكر الأندلسيين الذي يقوده المعتمد، آملاً في بثِّ الرعب في صفوف المسلمين، ولكنَّهم وجدوا أمامهم جيشًا من المرابطين قوامه عشرة آلاف فارس، بقيادة داود ابن عائشة، أشجع قادة ابن تاشفين، ولم يستطع ابنُ عائشة الصُّمود؛ لكثرة النَّصارى وعُنف الهجوم، لكنَّه استطاع تَحطيم عُنف الهجمة، وخَسِرَ كثيرًا من رجاله في صَدِّ هذا الهجوم.

ولما رأى الأندلسيُّون كَثْرة النَّصارى، هرب بعضُ أمرائهم، بَيْدَ أن فرسان إشبيلية بقيادة أميرهم الشُّجاع المعتمد بن عباد استطاعوا الصُّمُود، وقاتلوا قتالَ الأسود الضَّواري، يؤازرهم ابن عائشة وفرسانه.

وأيقن ألفونسو بالنَّصر عندما رأى مُقاومةَ المعتمد تضعُف، وفي هذه اللحظة الحرجة وَثَبَ الجيشُ المرابطي المظفر إلى الميدان، وقد كان مُختبأً خلف رَبْوة عالية لا يُرى، وأرسل ابن تاشفين عِدَّة فِرَقٍ لغَوْث المعتمد، وبادر بالزَّحف في حرسه الضَّخم، وكان لقوات ابن تاشفين أَثَرٌ كبير في إنعاش الجيش المسلم؛ بسبب الجمال التي امتلأ بها جيشه، ولم يكن الفرنجة قد رأوا قَطُّ جمالاً، ولا كانت خيلهم قد رأت صُوَرَها، ولا سمعت أصواتَها، وكانت تُذعَر منها وتقلق، وكان ليوسف بن تاشفين في عبورها رأي مُصيب، كان يُحْدِقُ بها مُعسكره، وكان يُحضرها الحرب، فكانت خيلُ الفرنج تحجم عنها.

واستطاعَ الجيشُ الإسلاميُّ أن يُباغتَ معسكرَ ألفونسو، الذي كان يطاردُ ابن عباد حتى بعد قدوم النَّجدات التي أرسلها ابن تاشفين.

وفي تلك اللحظة يرى ألفونسو جموعًا فارَّةً من النَّصارى، وعلم أن ابن تاشفين قد احتوى المعسكر النَّصراني، وفَتَكَ بمعظم حرسه، وغَنِمَ كلَّ ما فيه، وأحرق الخيام، فتعالت النار في محالهم، وما كاد ألفونسو يقف على هذا النبأ حتى ترك مطاردة الأندلسيين، وارتد من فوره؛ لينقذ محلته من الهلاك، وليسترد معسكره، وقاتلوا الجيش المرابطي بجلد، وكان ابن تاشفين يحرض المؤمنين على الجهاد، وكان بنفسه يقاتل في مقدمة الصُّفُوف يخوض المعركةَ في ذِرْوة لَظَاها، وقد قتلت تحته أفراسٌ ثلاثة، وقاتل المسلمون قتالَ من يطلب الشَّهادة ويتمنى الموت.

ودام القتال بضعَ ساعات، وسقطت ألوف مُؤلفة، وقد حصدتهم سيوفُ المرابطين، وبدأت طلائعُ الموقعة الحاسمة قبل حلول الظَّلام، فقد لاحظَ ابن عباد وابن عائشة عند ارتدادهما في اتجاه بطليوس أن ألفونسو قد كفَّ عن المطاردة فجأة، وسرعان ما علما أنَّ النصر قد مال إلى جانب ابن تاشفين، فجمعا قُواتِهما وهرولا إلى الميدان مرَّة أخرى، وأصبح ألفونسو وجيشه بين مِطْرَقَةِ ابن عباد وسَنْدَانِ ابن تاشفين.

وكانت الضربة الأخيرة أنْ دفع يوسفُ بن تاشفين بحرسه - وقوامُه أربعة آلاف - إلى قلب المعركة، واستطاع أحدُهم أن يصلَ إلى ملك قشتالة ألفونسو، وأن يطعنَه بخنجر في فخذه طعنة نافذة، وكانت الشَّمسُ قد أشرفت على المغيب، وأدرك ألفونسو وقادَتُه أنَّهم يواجهون الموتَ، ولما جَنَّ الليل، بادر ألفونسو في قِلَّة من صَحْبِه إلى التراجع والاعتصام بتَلٍّ قريب، ولما حَلَّ الليل، انحدر ومن معه تحت جنح الظلام إلى مدينة قورية.

ولم ينجُ من جيش القشتاليِّين مع ملكهم سوى أربعمائة أو خمسمائة فارس، معظمهم جرحى، ولم ينقذِ البقيَّةَ من جيش ألفونسو سوى حلول الظلام؛ حيثُ أمر ابنُ تاشفين بوقف المطاردة، ولم يصل إلى طليطلة فيما بعدُ من الفرسان سوى مائة فارس فقط.

وقضى المسلمون لَيْلَهم في ساحة القتال يُردِّدون أناشيد النَّصر؛ شكرًا لله - عزَّ وجل - فلَمَّا بزغ الفجر أدَّوْا صلاة الصبح في سهل الزَّلاَّقة، ثم حشدوا جموعَ الأسرى، وجمعوا الأسلاب والغنائم، وأمر ابن تاشفين برؤوس القَتْلى، فصفت في سهل الزلاقة على شكل هرم، ثم أمر فأُذِّن للصلاة من فوق أحدها، وكان عددُ الرؤوس لا يقل عن عشرين ألف رأس.

وكَتَبَ أميرُ المسلمين بالفَتْح إلى بلاد العدوة، وإلى تَميم صاحب المدينة، فعُمِلت المُفْرِحات في جميع بلاد إفريقيَّة وبلاد المغرب والأندلس، واجتمعت كلمةُ الإسلام، وأخرج النَّاس الصدقات، وأعتقوا الرِّقاب؛ شكرًا لله - تعالى - على صُنْعِه الجميل وفضله، وذاع خبرُ النصر، وقرئت البُشرى به في المساجد وعلى المنابر، وغَنِمَ المسلمون حياةً جديدةً في الأندلس، امتدت أربعة قرون أخرى.
ــــــــــــــــــــــ
[1]   المنافسين.
[2]   لقب المرابطين.
[3]   يقصد: المغرب.
[4]   يعني: ألفونسو.



موقعة الزَّلاَّقَة[1]

سنة تسع وسبعين وأربعمائة


وسبب الموقعة كما يذكر المقري في "نفح الطيب" نقلاً عن صاحب "الروض المعطار": أنه لما اشتغل المعتمدُ بغزو ابن صمادح صاحب المرية، حتى تأخر الوقت الذي كان يدفع فيه الضريبة للأذفونش، وأرسلها إليه بعد ذلك - استشاط الطاغية غضبًا، وتشطَّط وطلب بعضَ الحصون زيادةً على الضريبة، وأمعن في التجني وسأل في دخول امرأته إلى جامع قرطبة؛ لتلدَ فيه إذ كانت حاملاً، لما أشار عليه بذلك القسيسون والأساقفة؛ لمكان كنيسةٍ كانت في الجانب الغربي منه معظَّمة عندهم، عمل عليها المسلمون الجامعَ الأعظم، وسأل أن تنزل امرأته بالمدينة الزهراء غربي مدينة قرطبة؛ حتى تكون ولادتها بين طيب نسيم الزهراء، وفضيلة موضع الكنيسة من الجامع المذكور، وكان السفير في ذلك يهوديًّا.

فامتنع ابنُ عبَّاد مِن ذلك، فراجَعَه فأبَى وأيأسه من ذلك، فراجعه اليهودي في ذلك وأغلظ له في القول، وواجهه بما لم يحتمله ابنُ عباد؛ فأخذ ابن عباد محبرةً كانت بين يديه وضرب بها رأس اليهودي، وأمر به فصُلِبَ منكوسًا بقرطبة، واستفتى لما سكن غضبُه الفقهاءَ عن حُكم ما فعله، فبادره الفقيه محمد بن الطلاع بالرخصة في ذلك؛ لتعدي الرسول حدود الرسالة إلى ما استوجب به القتل؛ إذ ليس له ذلك، وقال للفقهاء: إنما بادرت بالفتوى؛ خوفًا أن يكسل الرجل عما عزم عليه من منابذة العدو، وعسى الله أن يجعل في عزيمته للمسلمين فرجًا. وبلغ الأذفونش ما صنعه ابن عباد فأقسم بآلهته ليغزونه بإشبيلية، ويحاصره في قصره.

وقال ابن الأثير في "الكامل في التاريخ" إنه لما: "سمع مشايخ قرطبة بما جرى، ورأوا قوة الفرنج، وضعف المسلمين، واستعانة بعض ملوكهم بالفرنج على بعض، اجتمعوا وقالوا: هذه بلاد الأندلس قد غَلَب عليها الفرنج، ولم يَبقَ منها إلا القليلُ، وإن استمرَّت الأحوالُ على ما نرى عادت نصرانية كما كانت!".

فاتفقوا على أن يكتبوا إلى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين بالمغرب "وكان أمير المسلمين بمدينة سبتة، ففي الحال أمر بعبور العساكر إلى الأندلس، وأرسل إلى مراكش في طلب مَن بقي مِن عساكره، فأقبلتْ إليه تتلو بعضها بعضًا، فلما تكاملت عنده عَبَر البحر وسار، فاجتمع بالمعتمد بن عباد بإشبيلية، وكان قد جمع عساكره أيضًا، وخرج من أهل قرطبة عسكرٌ كثير، وقصده المتطوعة من سائر بلاد الأندلس".

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام":
"وسار جيشُ الإسلام حتى أتَوُا الزَّلاَّقة من عمل بطليوس، وأقبلَتِ الفرنج، وتراءى الجمعان، فوقع الأدفونش[2] على ابن عبَّاد قبل أن يتواصل جيش ابن تاشفين، فثبت ابنُ عبَّاد وأبلى بلاءً حسنًا، وأشرف المسلمون على الهزيمة، فجاء ابن تاشفين عرضًا، فوقع على خيام الفرنج، فنهبها وقتل مَن بها، فلم تتمالك النَّصارى لمَّا رأتْ ذلك أنِ انهزمتْ، فركب ابن عبَّاد أقفيتَهم، ولقِيَهم ابن تاشفين مِن بين أيديهم، ووضع فيهم السيف، فلم يَنجُ منهم إلا القليلُ، ونجا الأدفونش في طائفة، وجمع المسلمون من رؤوس الفرنج كومًا كبيرًا، وأذَّنوا عليه، ثمَّ أحرقوها لما جيفت. وكانت الوقعة يوم الجمعة في أوائل رمضان، وأصاب المعتمدَ بن عبَّاد جراحاتٌ سليمة في وجهه، وكان العدو خمسين ألفًا، فيقال: لم يَصِلْ منهم إلى بلادهم ثلاثمائةُ نفس! وهذه ملحمةٌ لم يُعهَد مثلُها، وحاز المسلمون غنيمةً عظيمة".

وبعد المعركة عفَّ الأمير يوسف وجنوده عن الغنائم، وتركوها لملوك الطوائف، مع كونهم بذلوا مِن الدماء والنفوس فى تلك المعركة ما لا يعلمه إلا الله، فدلَّ فعلُهم ذلك على شجاعتهم وكرمهم.

وقال الشاعر يذكر خبر وقعة الزلاقة، ودور ابن تاشفين فيها:
فَجَاءَهُمْ كَالصُّبْحِ فِي إِثْرِ غَسَقْ        مُبْتَدِرًا  كَالمَاءِ  يَنْفِي  فِي   رَنَقْ
وَافَى  أَبُو   يَعْقُوبَ   كَالعُقَابِ        فَجَرَّدَ   السَّيْفَ   عَنِ   القِرَابِ
وَوَاصَلَ   السَّيْرَ   إِلَى   الزَّلاَّقَهْ        وَسَاقَهُ    لِيَوْمِهَا    مَا     سَاقَهْ
لِلَّهِ   دَرُّ    مَثْلِهَا    مِنْ    وَقْعَهْ        قَامَتْ بِنَصْرِ الدِّينِ  يَوْمَ  الجُمُعَهْ
وَثَلَّ   لِلشِّرْكِ   هُنَاكَ    عَرْشَهْ        لَمْ  يُغْنِ   عَنْهُ   يَوْمَهُ   إِذْفُونْشَهْ
فَوَجَبَ  الخَلْعُ  لِذِي   الجَمَاعَهْ        وَصَرَّحُوا    لِيُوسِفٍ    بِالطَّاعَهْ
فَاتَّصَلَ   الأَمْرُ   عَلَى    النِّظَامِ        وَامْتَدَّ    ظِلُّ    اللَّهِ    لِلإِسْلاَمِ
وقال بعضهم قصيدة يمدح بها المعتمد بن عباد وقد جُرحَت كفُّه، منها:
جَلَبْتَ إِلَى الأَعَادِي أُسْدَ غَابٍ        بَرَاثِنُهَا     الأَسِنَّةُ     وَالصِّفَاحُ
وَقَفْتَ وَمَوْقِفُ  الهَيْجَاءِ  ضَنْكٌ        وَفِيهِ  لِبَاعِكَ  الرَّحْبُ  انْفِسَاحُ
وَأَلْسِنَةُ      الأَسِنَّةِ      قَائِلاَتٌ        إِذَا   ظَهَرَ   المُؤَيَّدُ   لاَ    بَرَاحُ

ومنها:
وَقَالُوا  كَفُّهُ   جُرِحَتْ   فَقُلْنَا        أَعَادِيهِ     تُوَافِقُهَا      الجِرَاحُ
وَمَا  أَثَرُ  الجِرَاحَةِ   مَا   رَأَيْتُمْ        فَتُوهِنَهَا    المَنَاصِلُ    وَالرِّمَاحُ
وَلَكِنْ فَاضَ سَيْلُ  الجُودِ  فِيهَا        فَأَمْسَى  فِي  جَوَانِبِهَا  انْسِيَاحُ
وَقَدْ صَحَّتْ وَسَحَّتْ بِالأَمَانِي        وَفَاضَ الجُودُ  مِنْهَا  وَالسَّمَاحُ

و قال أحدهم يذكر انهزام ملك الروم تحت الظلام، وتخفُّفه ومَن بقي معه بإلقاء الدروع:

سَتَسْأَلُكَ   النِّسَاءُ   وَلاَ   رِجَالٌ        فَحَدِّثْ  مَا  وَرَاءَكَ   يَا   عِصَامُ
وَرَاقِبْهَا     بِأَرْضِكَ     طَالِعَاتٍ        كَمَا  يُهْدِي   صَوَاعِقَهَا   الغَمَامُ
جِيَادٌ    تَسْتَفِيدُ    الفَتْحَ     مِنْهَا        وَيَفْرَقُ   فِي   مَسَارِحِهِ    النَّعَامُ
أَقَمْتَ لَدَى الوَغَى سُوقًا فَخُذْهَا        مُنَاجَزَةً    وَهَوِّنْ     مَا     تُسَامُ
فَإِنْ  شِئْتَ  اللُّجَيْنَ   فَثَمَّ   سَامُ        وَإِنْ  شِئْتَ   النَّظَارَ   فَثَمَّ   حَامُ
سَيَعْبُدُ   بَعْدَهَا    الظَّلْمَاءَ    لَمَّا        أُبِيحَ     لُهُ     بِجَانِبِهَا     اكْتِتَامُ




[1] الزلاقة بفتح أوله وتشديد ثانيه وقاف مفتوحة، والزلاقة أرض بالأندلس بقرب قرطبة، انظر: "معجم البلدان".
[2] في "الكامل" و"نفح الطيب": الأذفونش.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:14 pm

معركة المهدية

في جمادى الآخرة سنة 554هـ




سببها: أن المهدية كانت قد سقطت بأيدي مَلِك صقليَّة، وأصبحت لهم رأس جسر للعدوان في البرِّ التونسي، وأرادوا أن يَنتقِموا من المسلمين لِما كان منهم في صقليَّة، فعاثوا فسادًا في تلك المنطقة، إلى أن ذهب وفد إلى مُراكش، واستنجدوا بأميرها عبدالمؤمن بن علي، فوعدهم بالنُّصرة ولو بعد حين، ثم أمر بالاستعداد وتجهيز الجيش وتوفير المُؤَن، فاجتمع له مائة ألف مقاتل، ومثلهم من الأتباع والمتطوعة، فضم تونس، ثم تقدَّم إلى المهدية، وهي مدينة حصينة بناها المسلمون، لكنها سقطت بأيدي الإفرنج سنة 543هـ، فهي مبنيَّة على شبه جزيرة ممتدة في البحر، وكان فيها عدد من قادة الإفرنج وأمرائهم وشجعانهم، فيخرجون ليلًا وينالون من عسكر المسلمين، فأمر عبدالمؤمن أن يُبنى سور يمنعهم من الخروج، وركب عبدالمؤمن في سفينة وطاف حولها، ومعه أميرها السابق الحسن بن علي، فهاله ما رأى من حصانتها، وعلم أنها لا تفتح برًّا ولا بحرًا، فقال للحسن: كيف نزلت عن مثل هذا الحصن؟ فقال: لقلة من يوثق به، وعدم القوت، وحكم القدر، قال: صدقت، ثم عاد وقال: لا ينفع في فتحها إلا المطاولة والحصار، وقدم الإفرنج في مائة وخمسين سفينة لفك الحصار، فتصدى لهم أسطول المسلمين وهزمهم وأسر سبع سفن، ويئس المحاصرون من النجدة بعد هزيمة أسطولهم واستمرَّ الحصار ستة شهور، ثم طلب الإفرنج الأمان والتسليم فقبل منهم وأعطاهم سفنًا ليغادروا المهدية، وكان الوقت شتاء فغرق معظمهم قبل الوصول إلى صقلية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:15 pm

معركة قلعة بعرين

في شوال سنة 531 هـ



سببها: أن عماد الدين زنكي عمل على توسيع مُلْكه في بلاد الشام، فتوجه إلى قلعة بعرين، وهي قريبة من مدينة حَماة، وتُعَد من أمنع معاقل الإفرنج ورأس حربة صليبية متقدِّمة في الداخل، فلما نزل عليها عماد الدين قاتل جيشَها وزحَف إليها، فتسامع الإفرنج وهبوا لنجدتها؛ فارستهم وراجلهم، وأميرهم وقادتهم، وعملوا على زحزحته، فلم يُبارِحها، بل صبر لهم، والتحموا معه، فقاتلهم أشدَّ قتال رآه الناس، وصبر الفريقان، ثم انجلت المعركة عن هزيمة الفرنج، فأخذتهم سيوف المسلمين من كل جانب، ثم احتمى الفارُّون بحصن بعرين، فحصرهم فيه عماد الدين، ومنع عنهم كل شيء حتى الأخبار؛ لشدة ضبط الطرق والمنافذ، فانقطعوا عن العالم، وخرج الرهبان والقساوسة في بلاد الإفرنج يستنفرون ملوكهم لنُصْرة المحاصرين في بعرين، وأن سقوطها بيد عماد الدين سيفتح له الطريق لبقية البُلدان التي يحتلها الإفرنج في أسرع وقت، وبالتالي استرداد بيت المقدس، وهكذا ألهبوا الحشود في بُلدانهم ضد عماد الدين.
 
أما عماد الدين، فقد جد في الحصار وإنشاب القتال، فصبر المحاصرون حتى أكلوا دوابهم، ثم أذغنوا بالتسليم على شرطِ تركِهم أن يعودوا لبلادهم سالمين، فلم يجبهم إلى ذلك، ثم فرض عليهم مالًا مع تسليم الحصن، فقبلوا وغادروا بعرين، وفي مدة حصارهم فتح ما جاورها من حصون؛ مثل المَعرَّة، وكفر طاب، حتى أصبحت بُلدان المسلمين من حلب إلى دمشق سالكة لا يعوقها قلاع للإفرنج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:16 pm

معركة إفراغة سنة 529هـ

 
سبب المعركة:
أن ابن رودمير ملك الإفرنج في الأندلس كان كثير التعرض لمدن المسلمين، فقصد هذه المرة مدينة إفراغة الواقعة في شرق الأندلس، فندب إليها أمير الأندلس عددًا من قادته لينجدوها ويوصلوا إليها المؤن، وهم: الزبير بن عمرو، ومعه ألفا فارس، إضافة إلى المؤن المحملة..
 
كما أرسل إلى أمير بلنسية[1] لمساندتهم، فخرج في خمسمائة فارس..
وكذلك إلى حاكم لاردة[2]، فخرج في مائتي فارس، فأصبح عدة الجميع 2700 مقاتل.
 
وكان ابن رودمير في اثني عشر ألفًا، فلما وصلت طليعة المسلمين بقيادة عبدالله بن عياض، قال ابن رودمير لأصحابه: اخرجوا وخذوا هذه الهديَّةَ التي أرسلها المسلمون إليكم..
 
وأدركه العُجْبُ فأنفذ قطعة كبيرة من جيشه فلما اقتربوا من المسلمين خرج إليهم ابن عياض وأحدث فيهم قتلًا ذريعًا، فردهم إلى جيشهم..
 
فتقدَّم ابن رودمير بنفسه فحمل ابن عياض وابن غانية (700 فارس) عليهم، واستحر فيهم القتل..
ثم انضم الزبير بن عمرو في (2000) فارس، والتحم مع الأعداء، وثقلت عليهم الوطأة رغم تفوُّقهم في العدد..
ثم خرج أهل مدينة إفراغة رجالًا ونساءً إلى مخيم النصارى، فقتلوا الحراس، وحملوا جميع المتاع إلى مدينتهم..
 
ودبت الفوضى في صفوف الأعداء، فهربوا بعد أن قتل معظمهم..
 
وهرب ابن رودمير في قلة من جيشه، ثم مات بعد عشرين يومًا همًّا وحزنًا، وكان من أشد ملوك النصارى على المسلمين.




[1] يحيى بن غانية.
[2] عبدالله بن عياض، وكان من الشجعان المعدودين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:17 pm


معركة تل عفرين



سنة 513 هـ






قائد جيش المسلمين: حاكم حلب "إيلغازي".

ومن الفرنج سيرجال حاكم أنطاكية.

سببها: كثرة غارات الصليبيين على حلب وإفساد الزروع والمحاصيل..

فأرسل أهل حلب إلى بغداد يطلبون النجدة فلم يغاثوا.

 

ثم إن الأمير إيلغازي كان بماردين يجمع المتطوعة والعساكر، فاجتمع له عشرون ألفًا مع عدد من القادة المشهورين، وسار بهم لقتال الإفرنج..

 

فعلم الصليبيون بهم، فجمعوا ثلاثة آلاف فارس وتسعة آلاف راجل، ونزلوا قرب تل عفرين بين الجبال..

 

وتقدم المسلمون نحوهم ودخلوا عليهم الشعاب، ودارت معركة حامية..

 

وأحيط بالفرنج من كل جانب، وسدوا عليهم شعاب النجاة، فقتلوا عن آخرهم إلا قلة منهم تسلقت الجبال خفافًا ولاذوا بالفرار.

 

وأسر سبعون من قادتهم وفرسانهم، فحملوا إلى حلب.

أما "سيرجال"، فقد وُجد مقتولًا في المعركة.

 

وكان من نتيجة هذه المعركة أن قويت حلب لمواجهتهم وفتحت عدة حصون صليبية، منها حصن الأثارب وزردنا.

 

وبعد وفاة إيلغازي سنة 516هـ ضعف حال حلب، ففي سنة 517هـ استولى الإفرنج على حصن الأثارب، فأعاده عماد الدين زنكي بعد معركة عنيفة سنة 524 هـ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:18 pm


معركة شقحب

أو: (مَرْج الصُّفَّر) 


كان الرعب الذي يرافق تحركات المغول شديدا يملأ صدور الناس ويوهن من قواهم، فكلما سمع الناس قصدهم إلى بلد فرُّوا من مواجهتهم، وقد سهَّل هذا الرعبُ لهؤلاء الغزاة المعتدين سبيل النصر والغلبة.

وكان الخليفة المستكفي بالله والسلطان الناصر مقيمين في مصر كما هو معلوم، ويبدو أنّ أخبار عزم التتار على تجديد حملاتهم لدخول بلاد الشام وإزالة دولة المماليك بلغ المسؤولين في مصر، فعمل العلماء وأولوا الفكر والرأي على إشراك الخليفة والسلطان في مواجهة هؤلاء الغزاة.

ففي شهر رجب من سنة 702 هـ قويت الأخبار بعزم التتار على دخول بلاد الشام، فانزعج الناس لذلك، واشتدّ خوفهم جداً كما يقول الحافظ ابن كثير، وقنت الخطيب في الصلوات، وقُرِئ صحيح البُخاري، وهذه عادة كانوا يستعملونها في مواجهة الأعداء فيعمدون إلى قراءته في المسجد الجامع.

وشرع الناس في الهرب إلى الديار المصرية والكرك والحصون المنيعة، وتأخّر مجيء العساكر المصرية عن إبانها فاشتدّ لذلك الخوف.

قال ابن كثير: "وفي يوم السبت عاشر شعبان ضربت البشائر بالقلعة - أي قلعة دمشق - وعلى أبواب الأمراء بخروج السلطان من مصر لمناجزة التتار المخذولين.. وفي ثامن عشر من شعبان قدمت طائفة كبيرة من جيش المصريين، فيهم كبار الأمراء من أمثال ركن الدين بيبرس الجاشنكير وحسام الدين لاجين وسيف الدين كراي".

ثم قدمت بعدهم طائفة أخرى فيهم بدر الدين أمير السلاح وأيبك الخزندار. فقويت القلوب في دمشق، واطمأن كثير من الخلق، ولكنَّ الناس في الشمال سيطر عليهم الذعر، واستبدّ بهم الفزع فنزح عدد عظيم منهم من بلاد حلب وحماة وحمص.. ثم خافوا أن يدهمهم التتار فنزلوا إلى المرج.

ووصل التتار إلى حمص وبعلبك وعاثوا في تلك البلاد فساداً، وقلق الناس قلقاً عظيماً لتأخُّر قدوم السلطان ببقية الجيش، وخافوا خوفاً شديداً، وبدأت الأراجيف تنتشر وشرع المثبِّطون يوهنون عزائم المقاتلين ويقولون: لا طاقة لجيش الشام مع هؤلاء المصريين بلقاء التتار لقلة المسلمين وكثرة التتار. وزَيَّنوا للناس التراجعَ والتأخُّرَ عنهم مرحلة مرحلة. ولكن تأثير العلماء ولاسيما شيخ الإسلام ابن تيمية كان يتصدّى لهؤلاء المرجفين المثبّطين، حتى استطاعوا أن يقنعوا الأمراء بالتَّصدِّي للتتار مهما كان الحال.

واجتمع الأمراء وتعاهدوا وتحالفوا على لقاء العدوّ وشجَّعوا رعاياهم، ونوديَ بالبلد دمشق أن لا يرحل منه أحد، فسكن الناس وهدأت نفوسهم وجلس القضاة بالجامع يحلِّفون جماعة من الفقهاء والعامّة على القتال، وتوقّدت الحماسة الشعبية، وارتفعت الروح المعنوية عند العامة والجند. وكان لشيخ الإسلام ابن تيمية أعظم التأثير في ذلك الموقف، فقلد عمل على تهدئة النفوس، حتَّى كان الاستقرار الداخلي عند الناس والشعور بالأمن ورباطة الجأش. ثم عمل على إلهاب عواطف الأمة وإذكاء حماستها وتهيئتها لخوض معركة الخلاص.. ثمّ توجّه ابن تيمية بعد ذلك إلى العسكر الواصل من حماة فاجتمع بهم في القطيفة، فأعلمهم بما تحالف عليه الأمراء والناس من لقاء العدو، فأجابوا إلى ذلك وحلفوا معهم.

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يحلف للأمراء والناس: إنكم في هذه الكرّة منصورون. فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله. فيقول: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً. وكان يتأوَّل في ذلك أشياء من كتاب الله منها قوله تعالى : {ذلك ومَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عوقِبَ بهِ ثمَّ بُغِيَ علَيهِ لَيَنْصُرُّنَّهُ اللهُ}.

وقد ظهرت عند بعضهم شبهات تفُتُّ في عضد المحاربين للتتار من نحوِ قولهم: كيف نقاتل هؤلاء التتار وهم يظهرون الإسلام وليسوا بُغاة على الإمام.. فإنهم لم يكونوا في طاعته في وقت ثم خالفوه؟

فردَّ شيخ الإسلام ابن تيمية هذه الشُّبهة قائلاً: هؤلاء من جنس الخوارج الذين خرجوا على عليٍّ ومعاوية رضي الله عنهما، ورأوا أنهم أحقُّ بالأمر منهما، وهؤلاء يزعمون أنهم أحقّ بإقامة الحقّ من المسلمين وهم متلبِّسون بالمعاصي والظُّلْم. فانجلى الموقف وزالت الشبهة وتفطّن العلماء والناس لذلك ومضى يؤكّد لهم هذا الموقف قائلاً:  "إذا رأيتموني في ذلك الجانب - يريد جانب العدوّ - وعلى رأسي مصحف فاقتلوني"، فتشجّع الناس في قتال التتار وقويت قلوبهم.

وامتلأت قلعة دمشق والبلد بالناس الوافدين، وازدحمت المنازل والطرق. وخرج الشيخ تقي الدين بن تيمية من دمشق صبيحة يوم الخميس من باب النصر بمشقّة كبيرة وصَحِبَتْهُ جماعة كبيرة يشهد القتال بنفسه وبمن معه. فظنّ بعض الرعاع أنه خارج للفرار فقالوا: أنت منعتنا من الجفل وها أنت ذا هارب من البلد.. فلم يردّ عليهم إعراضاً عنهم وتواضعاً لله، ومضى في طريقه إلى ميدان المعركة.

وخرجت العساكر الشامية إلى ناحية قرية الكسْوة. ووصل التتار إلى قارَة. وقيل: إنهم وصلوا إلى القطيفة فانزعج الناس لذلك، وخافوا أن تكون العساكر قد هربوا، وانقطعت الآمال، وألحّ الناس في الدعاء والابتهال في الصلوات وفي كلّ حال. وذلك في يوم الخميس التاسع والعشرين من شعبان.. فلمَّا كان آخر هذا اليوم وصل أحد أمراء دمشق، فبشَّرَ الناس بأنَّ السلطان قد وصل وقتَ اجتماع العساكر المصرية والشامية.

وتابع التتار طريقهم من الشمال إلى الجنوب ولم يدخلوا دمشق بل عرجوا إلى ناحية تجمُّع العساكر، ولم يشغلوا أنفسهم باحتلال دمشق وقالوا: إن غلبنا فإنّ البلد لنا وإن غُلِبنا فلا حاجة لنا به.

ووقفت العساكر قريباً من قرية الكسوة، فجاء العسكر الشامي، وطلبوا من شيخ الإسلام أن يسير إلى السلطان يستحثُّه على السير إلى دمشق، فسارَ إليه، فحثّه على المجيء إلى دمشق بعد أن كاد يرجع إلى مصر. فجاء هو وإيّاه جميعاً، فسأله السلطان أن يقف معه في معركة القتال، فقال له الشيخ ابن تيمية: السُّنَّةُ أن يقف الرجُلُ تحت راية قومه، ونحن من جيش الشام لا نقف إلاَّ معهم.

وحرّض السلطان على القتال، وبشَّره بالنصر، وجعل يحلف بالله الذي لا إله إلاَّ هو: إنَّكم منصورون عليهم في هذه المرَّة. فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله. فيقول: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً.

وأفتى الناسَ بالفطر مدّة قتالهم، وأفطر هو أيضاً وكان يدور على الأجناد والأمراء فيأكل من شي معه في يده ليعلِمهم أنَّ إفطارهم ليتقوَّوْا به على القتال أفضل من صيامهم.

ولقد نظَّم المسلمون جيشهم في يوم السبت 2 رمضان أحسن تنظيم، في سهل شقحب الذي يشرف على جبل غباغِب. وكان السلطان الناصر في القلب، ومعه الخليفة المستكفي بالله والقضاة والأمراء. وقبل بدء القتال اتُّخِذَت الاحتياطات اللازمة، فمرّ السلطان ومعه الخليفة والقرَّاء بين صفوف جيشه، يقصد تشجيعهم على القتال وبثِّ روح الحماسة فيهم. وكانوا يقرؤون آيات القرآن التي تحضُّ على الجهاد والاستشهاد وكان الخليفة يقول: دافعوا عن دينكم وعن حريمكم.

ووضِعت الأحمال وراء الصفوف، وأُمر الغلمان بقتل من يحاول الهرب من المعركة. ولمَّا اصطفَّت العساكر والتحم القتال ثبت السلطان ثباتاً عظيماً وأمر بجواده فقُيِّد حتى لا يهرب، وبايع اللهَ تعالى في ذلك الموقف يريد إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة في سبيل الله، وصدق الله فصدقه الله. وجرت خطوب عظيمة، وقُتِل جماعة من سادات الأمراء يومئذ، منهم الأمير حسام الدين لاجين الرومي، وثمانية من الأمراء المقدَّمين معه.

واحتدمت المعركة، وحمي الوطيس، واستحرّ القتل، واستطاع المغول في بادئ الأمر أن ينزلوا بالمسلمين خسارة ضخمة فقتِل من قتِل من الأمراء.. ولكن الحال لم يلبث أن تحوّل بفضل الله عزّ وجلّ، وثبت المسلمون أمام المغول، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وتغيَّر وجه المعركة وأصبحت الغلبة للمسلمين، حتّى أقبل الليل فتوقّف القتال إلاّ قليلاً، وطلع المغول إلى أعلى جبل غباغِب، وبقوا هناك طول الليل، ولما طلع النهار نزلوا يبغون الفرار بعد أن ترك لهم المسلمون ثغرة في الميسرة ليمرّوا منها، وقد تتّبعهم الجنود المسلمون وقتلوا منهم عدداً كبيراً، كما أنهم مرّوا بأرض موحِلة، وهلك كثيرون منهم فيها، وقُبض على بعضهم.

قال ابن كثير: "فلما جاء الليل لجأ التتار إلى اقتحام التلول والجبال والآكام، فأحاط بهم المسلمون يحرسونهم من الهرب ويرمونهم عن قوس واحدة إلى وقت الفجر، فقتلوا منهم ما لا يعلم عدده إلاَّ الله عز وجل، وجعلوا يجيئون بهم من الجبال فتُضرب أعناقهم".

ثم لحق المسلمون أثر المنهزمين إلى القريتين يقتلون منهم ويأسرون.

ووصل التتار إلى الفرات وهو في قوة زيادته فلم يقدروا على العبور.. والذي عبر فيه هلك. فساروا على جانبه إلى بغداد، فانقطع أكثرهم على شاطئ الفرات وأخذ العرب منهم جماعة كثيرة.

وفي يوم الاثنين رابع رمضان رجع الناس من الكسوة إلى دمشق فبشَّروا الناس بالنصر، وفيه دخل شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية البلد ومعه أصحابه من المجاهدين، ففرح الناس به، ودعوا له وهنّؤوه بما يسَّر الله على يديه من الخير.

وفي يوم الثلاثاء خامس رمضان دخل السلطان إلى دمشق وبين يديه الخليفة، وزُيِّنَتِ البلد، وبقِيا في دمشق إلى ثالث شوّال إذ عادا إلى الديار المصرية.

وكان فرح السلطان الناصر محمد بن قلاوون والمسلمين بهذه المعركة فرحاً كبيراً، ودخل مصر دخول الظافر المنتصر، يتقدّم موكبَه الأسرى المغول يحملون في أعناقهم رؤوس زملائهم القتلى، واستُقبل استقبال الفاتحين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:20 pm

المُتَخاصِمُون على الدنيا يَتَناسَوْن خِلافاتهم ويَبْذُلون أَنْفُسَهم لله تعالى

مَعْرَكة البَلِيْخ الخالِدة [أ]

الأَسْباب، الظُّرُوف

يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهِمْ (2)



جاءت الحَمَلات الصَّلِيْبِيَّة على الشام، تَقْتَطِع أَراضِي المسلمين مدينة تِلْو أخرى، وأُمراء المسلمين بالشام وما جاوَرَها مُنْشَغِلون بقتال بعضهم البعض؛ لرَغْبة كل منهم في التَّوَسُّع على حِساب أَمْلاك صاحبه. فلما اسْتَفْحَل شَرُّ الصَّائِلِيْن من عَبَدة الصُّلْبان، قَرَّر أَمِيْران من أُمراء السَّلاجِقة تَنْحِيَة خِلافاتهما جانبًا، والتَّصَدِّي للخَطَر الصَّلِيْبِي المُتَنامِي بالشام والجَزِيْرة[1].
 
قال الإمام ابن الأثير رحمه الله تعالى في الكامل[2]: لما اسْتَطال الفَرَنْج[3] - خَذَلهم اللهُ تعالى - بما مَلَكُوه من بلاد الإسلام، واتَّفَق لهم اشْتِغالُ عَساكر الإسلام ومُلوكه بقتال بعضهم بعضًا، تَفَرَّقَت حينئذ بالمسلمين الآراء، واخْتَلَفَت الأَهْواء، وتَمَزَّقَت الأَمْوال.
 
وكانت حَرَّان[4] لمَمْلوك من مَماليك مِلْكشاه[5] اسمه قراجه، فاستخلف عليها إنسانًا يُقال له: محمد الأَصْبَهاني، وخرج في العام الماضي[6]، فعَصَى الأصبهاني على قراجه، وأَعانه أهلُ البلد؛ لظُلْم قراجه.
 
وكان الأَصْبهاني جَلْدًا، شَهْمًا؛ فلم يترك بحَرَّان من أصحاب قراجه سوى غلام تركي يُعْرَف بجاولي، وجعله أصفهسلار العسكر[7]، وأَنِس به، فجلس معه يومًا للشُّرْب، فاتفق جاولي مع خادم له على قتله، فقتلاه وهو سَكْران؛ فعند ذلك سار الفَرَنْجُ إلى حَرَّان، وحَصَرُوها.
 
فلما سمع مُعِيْن الدَّوْلة سُقْمان[8]، وشَمْسُ الدولة جَكَرْمِش[9] ذلك - وكان بينهما حرب - وسُقْمان يُطالِبُه بقَتْل ابن أخيه، وكل منهما يَسْتَعِدُّ للِقاء صاحبه - وأنا أذكر سبب قتل جَكَرْمِش له إن شاء الله تعالى - أرسل كل منهما إلى صاحبه، يدعوه إلى الاجتماع معه لتَلافِي أَمرَ حَرَّان، ويُعْلِمُه أنه قد بَذَل نفسه لله تعالى، وثوابه، فكل واحد منهما أجاب صاحبه إلى ما طَلَب منه، وسارا، فاجتمعا على الخابور[10]، وتَحالَفا، وسارا إلى لقاء الفَرَنْج.[11]




[1] قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (2/ 134) عن الجزيرة: هي التي بين دجلة والفرات، مجاورة الشام، تشتمل على ديار مضر، وديار بكر، سميت الجزيرة؛ لأنها بين دجلة والفرات، وهما يقبلان من بلاد الروم، وينحطان متسامتين، حتى يلتقيا قرب البصرة، ثم يصبان في البحر، انتهى. يقصد بالبحر بحر العرب الذي يعرف اليوم بالخليج العربي. ويقع إقليم الجزيرة اليوم مقسمًا بين كل من: العراق والشام وتركيا.
[2] الكامل لابن الأثير (9/ 72-74). وانظر: زبدة الحلب في تاريخ حلب لابن العديم (2/ 148)، وتاريخ الإسلام للذهبي (34/ 60،59)، وتاريخ ابن الوردي (2/ 14)، وتاريخ ابن خلدون (5/ 33)، والمقاومة الإسلامية للغزو الصليبي لعماد الدين خليل (ص95-97)، وتاريخ السلاجقة في بلاد الشام لمحمد سهيل طقوش (ص218،217)، وبلاد الجزيرة في أواخر العصر العباسي (ص139،138) للدكتور عصام عبد الرؤوف الفقي، وتاريخ الحملة إلى القدس لفوشيه الشارتري - وهو أحد الصليبيين المشاركين في الحملة الأولى - ترجمة الدكتور زياد العسلي (ص132-134). ووصف فوشيه للمعركة قريب جدًا من وصفها في المصادر الإسلامية.
[3] هكذا ضبطها القلقشندي في صبح الأعشى (5/ 389)، وقال عن مملكة الفرنج: قاعدتها مدينة فرنجة، بالفاء، والراء المهملة، المفتوحتين، وسكون النون، وفتح الجيم، وهاء في الآخر، وقد تبدل الجيم منها سينًا مهملة، فيقال: فرنسة، ويقال لملكهم: ريد إفرنس، ومعناه: ملك إفرنس، والعامة تقول: الفرنسيس، انتهى. ولكن يجوز فيها كسر الراء أيضًا، فيقال: الفِرَنْج، قال الزبيدي في تاج العروس (6/ 150) في مادة [فرنج]: الإِفْرَنْجَةُ: جيل، مُعَرَّب إِفْرَنْك، هكذا بإِثبات الألف في أوله، وعَرَّبَه جماعة بحَذْفها، وفي شِفَاءِ الغَليل: فَرَنْج: مُعَرَّبُ فَرَنْك، سُمُّوا بذلك؛ لأن قاعدة مُلْكهم فَرَنْجَة، ومَلِكها يقال له الفَرَنْسيس، وقد عَرَّبوه أيضًا، والقياس كسر الرَّاءِ؛ إِخْراجًا له مَخْرَجَ الإِسْفِنْط، اسم للخَمْر، على أن فتْح فائِها - أَي الإِسفِنْطِ - لغةٌ صحيحة، ولكن الكَسْر أَعْلَى عند الحُذَّاق،انتهى.
وقد غلب اسم الفرنجة على الصليبيين؛ لكثرة الأمراء والملوك الفرنسيين الذين جاؤوا في الحملات الصليبية، وقد كان ثلاثة جيوش من الجيوش الأربعة للحملة الصليبية الأولى من فرنسا، وكانت الخطبة التي ألقاها البابا أوربانوس (أربان) الثاني؛ إشعالًا لفتيل الحروب الصليبية قد ألقيت في مدينة كليرمون الفرنسية، وقد وجه خطابه في تلك الخطبة إلى شعب الفرنجة، ووصفهم بأنهم شعب الله المحبوب المختار، وطالبهم بالتأسي بشارلمان أعظم أباطرة الفرنجة، واستعادة أمجاده. انظر: الأخبار السنية في الحروب الصليبية لسيد علي الحريري (ص20)، وما بعدها، وماهية الحروب الصليبية لقاسم عبده قاسم (ص103)، وما بعدها، وتاريخ الحروب الصليبية لمحمود سعيد عمران (ص28،27،22،21)، وموجز تاريخ الحروب الصليبية لمصطفى وهبه (ص22،21)، والصليبيون في الشرق لميخائيل زابوروف (ص41)، وما بعدها، والاستيطان الصليبي في فلسطين ليوشع براور، ترجمة الدكتور عبد الحافظ البنا (ص20ـ22)، وتاريخ الحملة إلى القدس لفورشيه (ص31)، وما بعدها، وأورد فيه نص خطاب البابا في كليرمون، وأطلس تاريخ الإسلام لحسين مؤنس (ص268).
[4]قال ياقوت في معجم البلدان (2/ 235): هي مدينة عظيمة مشهورة من جزيرة أقور - وهو إقليم الجزيرة الذي بين الفرات ودجلة - وهي قصبة ديار مضر، بينها وبين الرها يوم، وبين الرقة يومان، وهي على طريق الموصل، والشام، والروم،انتهى. فموقعها استراتيجي جدًا كما ترى.
[5] هو السلطان ملكشاه محمد بن السلطان ألب أرسلان السلجوقي، تملك بعد وفاة والده سنة 465هـ، وتوفي سنة 485هـ بعد حكم دام عشرين عامًا، وسع فيه حدود الدولة السلجوقية جدًا، حيث ملك مدائن ما وراء النهر، وباب الأبواب بالقفقاس، وبلاد الروم، والجزيرة، وكثير من الشام، فتملك من كاشغر بتركستان الشرقية - الواقعة بالصين حاليًا - إلى القدس طولًا، ومن أطراف قسطنطينية إلى بلاد الخزر - بالقوقاز - وبحر الهند عرضًا. انظر: سير أعلام النبلاء (19/ 54ـ58).
[6] كانت هذه المعركة في سنة 597هـ، فالعام الذي سبقها هو 596هـ.
[7] من الواضح أنه اسم أعجمي لرتبة عسكرية كبيرة، ولعل المراد بها قائد العسكر.
[8] هو الأمير الكبير، سُقمان - ويقال: سُكمان - بن أرتق بن أكسب التركماني، صاحب ماردين، ولي إمرة القدس هو وأخوه الملك إيلغازي بعد أبيهما من قِبَل تاج الدولة تتش صاحب الشام، فضايقهما الوزير المصري الأفضل ابن أمير الجيوش، وأخذ مدينة القدس منهما قبل أخذ الفرنج لها بأشهر، فذهبا وتَمَلَّكا ديار بكر، وكان سُقمان دَيِّنًا حازمًا مجاهدًا، فيه خير في الجُمْلة، وتوفي رحمه الله تعالى بالقرب من طرابلس في العام الذي يلي معركة حران، وهو سائر لغزو الفرنج أيضًا، حيث استدعاه صاحب طرابلس لنجدتها من الصليبيين، واستنجده كذلك صاحب دمشق وهو في طريقه لطرابلس، فنزل به المرض، فأشار عليه أصحابه بالعود إلى حصن كيفا، فامتنع، وقال: بل أسير، فإن عوفيت، تممت ما عزمت عليه، ولا يراني الله تثاقلت عن قتال الكفار؛ خوفًا من الموت، وإن أدركني أجلي كنت شهيدًا سائرًا في جهاد. انظر: الكامل لابن الأثير (9/ 83،82)، وسير أعلام النبلاء (19/ 235،234)، وتاريخ الإسلام (34/ 67).
[9] كان جَكَرْمِش حاكمًا على جزيرة ابن عمر بإقليم الجزيرة، ثم أتابكًا على الموصل، وكان أهل الموصل يحبونه، وتوفي في سنة 500هـ بعد أن أسره جاولي سقاو. قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (12/ 206): كان جَكَرْمِش من خيار الأمراء، سيرة، وعدلًا، وإحسانًا، انتهى. وقد تربى عماد الدين زنكي في كنفه، وكان يحفظ له الجميل في ولده ناصر الدين، فيقربه، ويكرمه. وانظر: تاريخ ابن الوردي (2/ 13ـ15)، وتاريخ الإسلام للذهبي (34/ 63،47،46)، (35/ 11،10).
[10] الخابور: اسم لنهر كبير يمر بديار ربيعة، ينبع من العيون التي برأس عين، ويصب في نهر الفرات من أرض الجزيرة، وغلب اسمه على ولاية واسعة، وبلدان جمة، يمر بها. انظر: معجم البلدان (2/ 335،334)، والروض المعطار للحميري (ص211).
[11] وقع في كتاب بلاد الجزيرة في أواخر العصر العباسي للدكتور عصام عبد الرؤوف الفقي (ص138) أن جيش سقمان، وجَكَرْمِش قد ذهبا لمهاجمة إمارة الرها الصليبية، فهاجم جيش بوهيموند، وبلدوين، وجوسلين حران؛ ليصرفوهم عن الرها، فلم يكن - إن صح هذا - خروج سقمان وجَكَرْمِش لإنقاذ حران، بل لمهاجمة الرها، والخروج لمهاجمة قواعد العدو أعظم بلا شك من الخروج لصد هجومه؛ فيكون لاتحادهما هنا قيمة أكبر، ويستوجب ثناء أكثر.
وذكر الدكتور محمد سهيل طقوش في كتابه تاريخ السلاجقة في بلاد الشام (ص218،217) أن بلدوين دي بورج - وهو بلدوين الثاني - استغل صراع الأخوين السلجوقيين بركياروق ومحمد - وكل منهما كان قد نصب نفسه سلطانًا على جزء من ممتلكات السلاجقة - على الملك؛ ليتوسع على حسابهم، ويقطع الطريق بين حلب والفرات، فقام بحملته على حران؛ ليقطع الاتصال بين مسلمي الشام ومسلمي العراق وفارس من جهة، ويمنحه الفرصة لمهاجمة الموصل من جهة أخرى، ويؤمن له السيطرة على إقليم الجزيرة من جهة ثالثة.








لا أُؤثِرُ شِفاءَ غَيْظِي بشَماتَة الأَعْداء بالمسلمين


مَعْرَكة البَلِيْخ الخالِدة [ب]


الوصف، النَتائِج


يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهِمْ (3)




الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نَبِي بعده، وبعد:
قال ابن الأثير رحمه الله تعالى وهو يُكْمِل سَرْدَ ما وَقَع بين المسلمين والصَّلِيْبِيِّين على نهر البَلِيْخ: وكان مع سُقْمان سبعة آلاف فارس من التُّرْكُمان[1]، ومع جَكَرْمِش ثلاثة آلاف فارس من التُّرْك، والعَرَب، والأَكْراد، فالتقوا على نهر البَلِيْخ[2]، وكان المَصَافُّ بينهم هناك، فاقتتلوا، فأظهر المسلمون الانْهِزام، فتَبِعهم الفَرَنْجُ نحو فَرْسَخَيْن[3]، فعاد عليهم المسلمون، فقتلوهم كيف شاؤوا، وامْتَلأت أَيْدِي التُّرْكُمان من الغَنائم، ووصلوا إلى الأموال العظيمة؛ لأن سَوادَ الفَرَنْج كان قريبًا.
 
وكان بيمند صاحب أَنْطاكِيَة[4]، وطنكري صاحب السَّاحِل[5]، قد انْفَردا وراء جَبَل؛ ليَأتيا المسلمين من وراء ظهورهم، إذا اشْتَدَّت الحَرْب، فلما خَرَجا، رَأيا الفَرَنْج مُنهزمين، وسَوادُهم[6] مَنْهُوبًا، فأَقاما إلى الليل، وهَرَبا، فتَبِعهما المسلمون، وقتلوا من أصحابهما كثيرًا، وأَسَرُوا كذلك، وأَفْلَتا في ستة فُرسان.
 
وكان القُمُّص بردويل صاحب الرُّها[7]، قد انهزم مع جماعة من قَمامِصَتهم، وخاضُوا نهر البَلِيْخ، فوَجِلَت[8] خُيولُهم، فجاء تُرْكُماني من أصحاب سُقْمان، فأخذهم، وحَمَل بردويلَ إلى خِيَم صاحبه[9]، وقد سار فيمَنْ معه لاتِّباع بيمند.[10]
 
فرأى أصحاب جَكَرْمِش أن أصحاب سُقْمان قد استولوا على مال الفََرَنْج، ويرجعون هم من الغَنِيمة بغير طائل، فقالوا لجَكَرْمِش: أي مَنْزِلة تكون لنا عند الناس، وعند التُّرْكُمان، إذا انصرفوا بالغَنائم دوننا؟ وحَسَّنُوا له أَخْذَ القُمُّص، فأَنْفَذَ[11]، فأخذ القُمُّص من خِيَم سُقْمان، فلما عاد سُقْمان، شَقَّ عليه الأمر، وركب أصحابُه للقتال[12]، فرَدَّهم، وقال لهم: لا يقوم فَرَحُ المسلمين في هذه الغَزاة بغَمِّهم باختلافنا، ولا أؤثر شِفاء غَيْظِي بشَماتة الأعداء بالمسلمين.
 
ورَحَل لوَقْتِه، وأخذ سلاحَ الفَرَنْج، وراياتهم، وأَلْبَس أَصْحابَه لُبْسَهم، وأَرْكَبَهم خَيْلَهم، وجعل يأتي حُصُون شَيْحان[13]، وبها الفَرَنْج، فيخرجون؛ ظَنًّا منهم أن أصحابهم نُصِرُوا، فيقتلهم، ويأخذ الحِصْن منهم، فعل ذلك بعِدَّة حُصُون.
 
وأما جَكَرْمِش؛ فإنه سار إلى حَرَّان، فتَسَلَّمها، واسْتَخْلَف بها صاحبه، وسار إلى الرُّها، فحَصَرها خمسة عشر يومًا، وعاد إلى المَوْصِل، ومعه القُمُّص الذي أخذه من خيام سُقْمان، ففاداه بخمسة وثلاثين ألف دينار، ومائة وستين أسيرًا من المسلمين[14]، وكان عِدَّة القَتْلى من الفَرَنْج يُقارِب اثني عشر ألف قتيل.
 
النتائج الإيجابية المترتبة على تلك المعركة الحاسمة:
كان لموقعة حَرَّان - أو البَلِيْخ - نتائج بالِغة الأهمية على العالم الإسلامي من جهة، وعلى الوجود الصَّلِيْبِي المَزْرُوع بداخله من جهة أخرى؛ فقد تَرَتَّب عليها أمور عِدَّة، منها ما يلي:
1- أَوْقَفَت تَوَسُّع الصليبيين نحو الشَّرْق على حِساب المسلمين، وقَضَت على آمالهم في التَّقَدُّم نحو العِراق، وإتْمام سَيْطرتهم على إقليم الجَزِيْرة.
 
2- أَدَّت إلى تَأمِيْن مدينة حَلَب من خطر الفَرَنْجة؛ حيث تَلَاشَت أَحْلام بوهيموند حاكم أَنْطاكِيَة في السَّيْطرة عليها، وتَحْوِيْل إمارته إلى دولة كبيرة على حِساب مُمْتَلَكات المسلمين بالمنطقة المحيطة، مما أَدَّى إلى فُقْدان الصَّلِيْبِيِّين الأَمَلَ في قَطْع الصِّلة بين القُوى الإسلامية في العراق، والشام، والجَزِيْرة، وآسيا الصُغْرى عن طريق الاستيلاء على حَلَب.
 
3- قَرَّرت مَصِيْرَ إمارَة الرُّها التي تَعَرَّضَت لكثير من المَتاعِب الداخلية التي أَضْعَفَتْها، وبخاصة من جانب الأَرْمَن الذين سُرْعان ما أَبْدَوا تَذَمُّرًا من الحُكم اللَّاتِيْنِي الصليبي الأوروبي؛ بفِعْل تَعَسُّف اللَّاتِيْن مع الكنيسة الأَرْمَنِيَّة، واضْطهاد رجالها[15]، مما دَفَع الأَرْمَن إلى الاتِّصال بالمسلمين، وأَضْحَى احْتمال سُقوط هذه الإمارة وَشِيْكًا.
 
4- أتاحت الفرصة للمسلمين في اسْتِعادة أَمْلاكهم التي خَسروها في السَّابق، حين ضَمَّتْها إمارة أَنْطاكِيَة؛ فقد اسْتَرْجَعوا الكثير من المُدُن والقُرى التابعة لأَعْمال حَلَب من أَيْدِي الصليبيين، وفَرَّت حامِياتُ العديد منها إلى أَنْطاكِية، فانْكَمَشَت إمارة أَنْطاكِية انْكِماشًا شديدًا، بعد أن كانت قد لامَسَت مَشارِفَ حَلَب، بل كُثَّفت الهَجَماتُ على أَنْطاكِيَة نفسُها، حتى كادت أن تَسْقط.[16]





[1] هم جيل من التُّرْك، سُمُّوا بذلك؛ لأَنهم آمن منهم مائتا ألف خيمة كبيرة - وتكون الخيمة مدورة الشكل عندهم وذات قبة وتسمى عندهم بالخركاه - في شهر واحد، فقالوا: تُرْكُ إيمان، ثم خُفِّف، فقيل: تُرْكُمان.انظر: البداية والنهاية لابن كثير (11 /268)، والمغرب في ترتيب المعرب للمطرزي (1 /252)، والمصباح المنير للفيومي (2 /487)، وتاج العروس (31 /329،328)، وتاريخ الترك في آسيا الوسطى لبارتولد، ترجمة الدكتور أحمد السعيد سليمان (ص89ـ95).
[2] هكذا ضَبَطهالبكري في معجم ما استعجم (1 /279،278)، والحازمي في كتاب ما اتفق لفظه وافترق مُسَمَّاه من الأمكنة، ووصفه البكري بأنه نهر الرَّقَّة، وأن نهر الفُرات في قِبْلته، وأن بين البليخ وبين شط نهر الفرات ليلة، انتهى. وقال الحازمي: نهر معروف برَقَّة الشام، وتل بليخ قرية على هذا النهر، انتهى. وقال ياقوت في معجم البلدان (1 /493): اسم نهر بالرَّقَّة، يجتمع فيه الماء من عيون، وأعظم تلك العُيون عَيْنٌ يقال لها: الذهبانية، في أرض حران، فيجري نحو خمسة أميال، ثم يسير إلى موضع قد بنى عليه مَسْلَمة بن عبد الملك حصنًا يكون أسفله قدر جريب - والجريب قدر مختلف فيه بين علماء المساحة قديمًا من مساحة الأرض وقدره بعضهم بعشرة آلاف ذراع كما في المصباح المنير (1 /95) - وارتفاعه في الهواء أكثر من خمسين ذراعًا، وأجرى ماء تلك العيون تحته، فإذا خرج من تحت الحصن يسمى بليخًا، ويتشعب من ذلك الموضع أنهار، تسقي بساتين وقرى، ثم تصب في الفرات تحت الرقة بميل،انتهى.
[3] الفرسخ: مقياس قديم من مقاييس الطول يقدر بثلاثة أميال، والميل ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ذراع، ويقدر الميل في البر الآن بما يساوي 1609م، وفي البحر بما يساوي 1852م. انظر: المغرب في ترتيب المعرب للمطرزي (2 /111)، والمصباح المنير للفيومي (2 /588)، والمعجم الوسيط (2 /681).
[4] هو الكونت بوهيموند ابن روبرت جسكارد النورماني الذي كان من سادة تورانتو بإيطالية، وكان فارسًا شجاعًا بارعًا مثل والده الذي كان دوقًا على إقليمي بوليا، وكالابريا بجنوب إيطاليا، والذي نجح في انتزاع صقلية من المسلمين، وانتزع من البيزنطيين بعض ممتلكاتهم في البلقان، وكان بوهيموند يحلم باقتطاع ملك له ولجنوده النورمان من الأملاك السابقة للبيزنطيين في الشرق، فانضم إلى الحملة الصليبية الأولى، ونجح في تأسيس إمارة أنطاكية بعد أن قاد الجيوش الصليبية الموحدة للدفاع عنها ضد قوات السلاجقة المحاصرة لها، وذلك عقب سقوطها في أيدي الصليبيين بأيام. انظر: الأخبار السنية في الحروب الصليبية لسيد علي الحريري (ص37-43)، وماهية الحروب الصليبية لقاسم عبده قاسم (ص125،124،118)، وتاريخ الحروب الصليبية لمحمود سعيد عمران (ص28-31)، والصليبيون في الشرق لميخائيل زابوروف (ص62،61، ص89-107)، وتاريخ الحملة إلى القدس لفورشيه (ص57-65)، وتاريخ السلاجقة في بلاد الشام لمحمد سهيل طقوش (ص202-211). والنورمان: هم السلاف، سكان الدول الإسكندنافية الآن، والذين عرف محاربوهم في التاريخ باسم الفايكنج، وضرب بهم المثل في الوحشية، وهاجموا مساحات شاسعة من أوروبا، واستوطنوها، ثم دخلوا في النصرانية بعد معاشيتهم للشعوب الأوروبية فترة بعد أن كانوا وثنيين.
[5] هو تانكرد - أو تنكريد - الهوتفيلي ابن أخي بوهيموند، وكان فارسًا شجاعًا لا يهاب الموت، يحب المجد والمال، جميل الخلقة، متصفًا بصفات الفروسية التي جعلته في نظر النصارى مثالًا أعلى للفارس النصراني الصليبي، وقد جعله أحد الأدباء الأوروبيين بطلًا لرواية كتبها عن استيلاء الصليبيين على بيت المقدس، وكال فوشيه الشارتري له المدائح في كتابه تاريخ الحملة إلى القدس (ص135،134)، ولكن المؤرخ الروسي زابوروف قد وصفه بأوصاف تتنافى تمامًا مع أوصاف الفرسان المذكورة، وقد حكم تانكرد إمارة أنطاكية أثناء أسر خاله بوهيموند، ثم بعد رجوع بوهيموند لأوروبا فيما بعد، وصار وصيًا على إمارة الرها عقب وقوع بلدوين دي بورج في الأسر في معركة البليخ، وقد توفي تانكرد سنة 1112هـ. انظر: تاريخ الحروب الصليبية لمحمود سعيد عمران (ص28-31)، والصليبيون في الشرق لميخائيل زابوروف (ص62)، والاستيطان الصليبي في فلسطين ليوشع براور (ص54،53)، وفيه أنه ابن أخت بوهيموند، وكذلك وقع في تاريخ السلاجقة في بلاد الشام لمحمد سهيل طقوش (ص220،194).
[6] سَوادُ العَسْكَر: ما يشتمل عليه من المَضارِب، والآلات، والدَّوابِّ، وغيرها، وسواد القوم: عامتهم، ومعظمهم. انظر: تاج العروس (8 /228).
[7] القُمُّص رتبة دينية عند النصارى، والقُمُّص بردويل المذكور هو بلدوين دي بورج، وكان حاكمًا على إمارة الرها بعد استلام بلدوين الأول مُلك بيت المقدس عقب وفاة أخيه جودفري، وكان بلدوين دي بورج ابن عم لهما، وقد أصبح فيما بعد ثاني ملوك القدس عقب وفاة بلدوين الأول الذي يعد أول ملك لتلك المملكة؛ حيث لم يزد جودفري على اعتبار نفسه حاميًا لقبر المسيح بزعمه، فكان أخوه بلدوين هو أول ملك فعلي للقدس، وهو الذي وسع المملكة، وضم إليها الكثير من المدن والحصون، حتى أنه توفي بقرب مدينة العريش وهو زاحف إلى مصر لضمها. وقد صار بلدوين دي بورج وصيًا على إمارة أنطاكية لفترة من الزمن، كما كان مسؤولًا عن إمارة الرها عقب وقوع جوسلين الذي أقطعه الرها في الأسر، ولم يلبث أن وقع هو الآخر في الأسر مرة ثانية، فعينوا مكانه إيستاس حاكم قيصرية وصيدا على بيت المقدس، ثم خلفه ويليام بوري حاكم طرابلس عقب وفاته، حتى عاد بلدوين من الأسر إلى مملكته. انظر: تاريخ الحملة إلى القدس، ترجمة وتعليق قاسم عبده قاسم (ص239)، وما بعدها.
[8] وَجِلَت: خافت، وفزعت. انظر: تاج العروس (31 /69)، والمعجم الوسيط (2 /1014).
[9] خِيَم: جمع خيمة. انظر: المخصص لابن سيده (1 /512)، وتاج العروس (32 /133).
وقد أُسِر مع بلدوين أيضًا جوسلين دي كورتناي، وكان نائبًا لبلدوين دي بورج على مرعش، ويوصف أيضًا بأنه صاحب تل باشر - وهي قلعة حصينة شمال حلب - وكان قريبًا لبلدوين، وأسر معهما كذلك أسقف الرها المسمى بندكت، وذكر فوشيه أن أحد فرسان النصارى غامر بحياته لإنقاذ الأسقف، فاختطفه من بين أيدي الأتراك في عملية جريئة مذهلة على حد وصفه. انظر: تاريخ الحملة إلى القدس لفوشيه الشارتري (ص133،132). وقد وصف هذه الموقعة بأنها كانت مصيبة، وكارثة خطيرة مخيفة على الفرنجة، وأن ما أصابهم بها كان أشد مما أصابهم في جميع المعارك السابقة، وذكر أن كثيرًا من الرجال قتلوا، وأن كثيرًا منهم غرق في النهر، وفقدوا، وأن كثيرًا من الثروات، والخيول، والبغال فقدت كذلك.
[10] نجح جنود سُقْمان في أسر جوسلين أيضًا، وانظر: الموضع السابق من تاريخ الحملة إلى القدس، وما سيأتي في الهامش رقم (25).
[11] أي أرسل.
[12] أي أصحاب سقمان.
[13] جبل مُشرف على جميع الجبال التي حول القدس. انظر: معجم البلدان (3 /379).
[14] وقع في الكامل (بخمسة وثلاثين دينارًا) وهو خطأ بلا شك، وعند ابن خلدون (5 /40،39) أن الأمير جاولي الذي استولى على الموصل فيما بعد قد أخذ منها القمص، وهو الذي أطلق سراحه، على مال قرره عليه، وأسرى من المسلمين يطلقهم، وعلى نصرته مهما طلبه. وانظر: زبدة الحلب في تاريخ حلب لابن العديم (2 /148)، وبلاد الجزيرة في أواخر العصر العباسي (ص139) للدكتور عصام عبد الرؤوف الفقي. وقد ذكر فوشيه في تاريخ الحملة إلى القدس (ص134) أن بلدوين ظل أسيرًا لمدة خمسة أعوام، وزعم أنه نجا من السجن بعد أن قتل الرهائن النصارى حراسهم المسلمين، وأن جوسلين أعان بلدوين على ذلك الفعل، كما ذكر أن بلدوين لم يستطع العودة إلى الرها؛ لأن تنكريد منعه من ذلك، فدخل بلدوين، وجوسلين في قتال معه.
[15] الرها مدينة من أرض الجزيرة، تقع شمال حَرَّان، وهي كثيرة الخيرات، قديمة البناء، وقد فتحها عياض بن غنم رضي الله عنه سنة 18هـ، واستولى عليها النصارى الأرمن لما عظم ملكهم في سنة 420هـ، وكنيستها إحدى عجائب البناء في العالم، وتقع الآن في تركيا، وفيها قامت أول إمارة صليبية سنة 1098هم على يد بلدوين أخي جودفري الذي صار فيما بعد أول ملك للقدس، وكانت تحت سلطة الأرمن عند مجيء الحملة الصليبية، فملكها بلدوين الأول منهم. انظر: فتوح البلدان للبلاذري (1 /204-208)، ومعجم البلدان (3 /107،106)، والروض المعطار (ص274،273). وانظر عن اختلاف الكنيسة الأرمنية مع غيرها من الكنائس: تركيا والأرمن ليوسف إبراهيم الجهماني (ص12،11) مع التنبه إلى انحياز مؤلفه للأرمن ضد العثمانيين.
[16] كان رضوان بن تُتُش أتابك حلب من أكثر الذين أحسنوا توظيف النتائج المترتبة على هذه المعركة، فاسترجع إلى ولاية حلب ما فقدته على أيدي الصليبيين، وسعى لانتزاع أنطاكية منهم، وقد كان رضوان مستعدًا قبل وقوع المعركة بقواته، متهيئًا لما تسفر عنه، ولم يشارك فيها، ولكنه عاد إلى الانشغال بالصراع على دمشق بعد وفاة أخيه دقاق صاحبها، فلم يستكمل استفادته من المعركة في انتزاع المدن والحصون من الصليبيين. انظر: تاريخ السلاجقة في بلاد الشام لمحمد سهيل طقوش (ص220،219)، وبلاد الجزيرة في أواخر العصر العباسي (ص139) للدكتور عصام عبدالرؤوف الفقي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:26 pm


موقعة ذات السلاسل








وقعت في المحرَّم من سنة (12) هجرية، قُربَ كاظمة.

وكانت بين المسلمين والفُرس، وكان قائد جيش المسلمين خالد بن الوليد، وعدد جيشه (18.000) مقاتل، وقائد جيش الفرس هرمز، وفي هذه المعركة اقترن الفرس بالسلاسل حتى لا يفرُّوا، نزل خالد بن الوليد على غير ماء، فأرسل الله سحابةً أمطرت وأصبح في الأرض غدران، فشرب منها المسلمون وقويَت رُوحهم أمام عدوهم.

 

ثمَّ دعا خالد بن الوليد هرمزَ للمبارزة، فأقبل هرمز بعد أن أوصى جيشَه بالغدر بخالد في أثناء المبارزة، لكن خالدًا قتَل هرمز قبل أن يُنفِّذ جيش الفرس خطةَ الغَدر، ثمَّ أمر خالد بالهجوم على جيش الفرس فأزاحوهم عن مَواقعهم، ثمَّ كانت الهزيمة، كان في جيش خالد القعقاع بن عمرو، وهو الذي أمدَّه به أبو بكر، ولما قيل لأبي بكر: أتمد خالدًا برجل واحد؟ قال أبو بكر: لا يُهزَم جيش فيه القعقاع بن عمرو.

 

وفي هذه المعركة أرسل خالد إلى هرمز قبل القتال كتابًا جاء فيه: "أمَّا بعد، فأَسلِمْ تَسلَمْ، أو اعتقد لنفسك وقومك الذمَّة، وأقرر بالجزية، وإلا فلا تلوَمنَّ إلا نفسك؛ فقد جئتك بقوم يُحبون الموت كما تحب الحياة".

ولما قتل خالدٌ هرمزَ، أخذ سلَبه، فكانت قلنسوته تساوي مائة ألف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه    معارك اسلاميه  Emptyالخميس 12 ديسمبر 2019, 7:30 pm

المنصور قلاوون وموقعة حمص سنة 680هـ




قائد جيش المسلمين:
السلطان المنصور قلاون، وعدد جيشه ما بين 50 - 60 ألف جندي.
 
قائد جيش المغول:
منكوتمر بن هولاكو، وعدد جيشه أكثر من مائة ألف.
 
تُعَد هذه المعركة من المعارك الحاسمة، وتُبيِّن طمع التتار المستمر ببلاد الشام، خصوصًا بعد وفاة الظاهر بيبرس، فقد تفرَّقت كلمة المسلمين إلى حد ظاهر، ولم تعد الصلة القوية قائمة بين مصر والشام، كما كانت منذ صلاح الدين.
 
والسبب المباشر لهذه المعركة:
أن الأمير سنقر الأشقر، وكان من المقدمين في عهد بيبرس، قام بالاستيلاء على دمشق ومعظم بلاد الشام وفصلها عن مصر، فأرسل السلطان المنصور قلاون جيشًا لحربه واستردادها، وبعد معارك دامية هرب سنقر الأشقر والتجأ إلى إحدى القلاع عند الساحل، ويقال: إنه كاتب ملك المغول وأطمعه في بلاد الشام، فجهَّز "منكوتمر" هذا الجيش الضخم، وأتى به لاحتلال بلاد الشام، وانضمَّ إليه أخوه "أبغا"، وتقدَّموا إلى حلب فقتلوا ونهبوا ما شاء لهم فعله، ثم تقدَّم نحو حماة ثم حمص.
 
وفي هذه الأثناء جمع السلطان قلاون جيشًا وكاتب أمراءه أن يوافوه، كما كاتب سنقر الأشقر ورغَّبه في الجهاد والتوبة، وتوافت الجيوش فاجتمعت في حمص، والتقى الجمعان شمال حمص ما بين قبر خالد بن الوليد وقرية الرستن، وقد يكون الموقع بالضبط قرية "تلبيسة".
 
وعند طلوع الشمس دارت معركة حامية بين الجيشين، وحمي الوطيس في معركة لم تشهد الشام مثلها من عصور، وتغلب التتار أول النهار وكسروا ميسرة المسلمين، كما اضطربت الميمنة، لكن القلب الذي فيه السلطان كان ثابتًا؛ وذلك أنه وطَّد نفسه على الشهادة فثبت كالجبال غير وَجِلٍ ولا هيَّابٍ، وقد انهزم كثير من عساكر المسلمين، فتبعهم التتار حتى بحيرة حمص - قطينة - وكاد الجيش يفر، ومع ذلك فالسلطان ثابت وحوله الرايات تبدي صموده، والأعلام مرتفعة لم تهوِ بعد، ولما رأى مَن في الميسرة والميمنة ثبات السلطان، جدوا في القتال وبذلوا أقوى طاقتهم، فتقدَّموا وحملوا على التتار حملات صادقة حملة إثر حملة، حتى كسر الله التتار، وتقدَّم أحد الأمراء نحو "منكوتمر"، فطعنه وقُتل دونه فجرح منكوتمر، وشارك عيسى بن مهنا أمير البدو في القتال وقصد بمن معه جيش التتار فزعزعوه، ثم كانت الدائرة آخر النهار على التتار، فولَّوا الأدبار وقُتِل منهم خَلْق عظيم، وتابعتهم الجيوش الإسلامية، فافترقوا في طريقين: الأول شرقًا في البادية، وقد أنهكهم وقضى عليهم التيه والعطش؛ والثاني نحو حلب.
 
لقد كان نصرًا عظيمًا، مات لمَرآه "أبغا" مهمومًا، كما خرج منكوتمر بجراح بليغة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  Empty
مُساهمةموضوع: معركة ثنية العقاب   معارك اسلاميه  Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 12:37 pm

(( تفاصيل معركة ثنية العقاب ))
محتويات
الإمبراطورية البيزنطية
فتح بلاد الشام
مسيرة خالد بن الوليد إلى الشام
أحداث معركة ثنية العقاب.


معركة ثنية العقاب حدثت عام 634م بالقطيفة في ريف دمشق بدولة سوريا، كان أطرافها جيش المسلمين وجيش الإمبراطورية البيزنطية وهي إحدى أهم معارك الفتح الإسلامي لبلاد الشام وانتهت بانتصار المسلمين تحت قيادة خالد بن الوليد وهي إحدى معارك الخلفاء الراشدين.
الإمبراطورية البيزنطية

– هي إمبراطورية ذات كيان عظيم، سميت أيضا بالإمبراطورية الرومانية الشرقية وامتدت من 395 إلى 1453.
– كان أهلها يعدون أنفسهم من الرومان، مما أجبر من حولهم من الشعوب أن يعاملوهم كذلك.
– الإمبراطورية البيزنطية تعتبر امتداد من العصور القديمة حتى العصور الوسطى، كانت عاصمتها القسطنطينية.
– كانت بيزنطة تختلف عن روما بأن الأولى كانت تعتنق الثقافة اليونانية واللغة اليونانية، أما مدينة روما كانت تتحدث اللغة اللاتينية.
– بدأت الدولة البيزنطية عام 395م من خلال تقسيم الإمبراطورية الرومانية، لتستمر مدن قرن كامل تقريبا حتى سقوط مدينة القسطنطينية.
– سقطت القسطنطينية على يد العثمانيين، عام 1453م لتنتهي تماما أثناء فتح المسلمين لبلاد الشام.
فتح بلاد الشام

– كانت البداية عندما تنبأ الرسول صلَّ الله عليه وسلم بفتح الشام من خلال حديثه، حيث قال تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللهُ.
– الفتوحات الشامية هي مجموعة من الحروب العسكرية التي حدثت بين عامي 633م و640م وكان أحد أطرافها الثابتة جيش المسلمين.
– بدأت الفتوحات الشامية في عهد الخليفة الأولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فور الانتهاء من حروب الردة التي أثيرت عقب وفاة الرسول صلَّ الله عليه وسلم.
– كانت بداية الحروب، مناوشات بين المسلمين والجيش البيزنطي في غزوة مؤتة عام 629م.
– بدأت المعارك الكبرى في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان منها موقعة اليرموك التي تم سحق الجيش البيزنطي فيها وكانت فاصلة في تاريخ بلاد الشام.
– من أهم القادة في الفتوحات الشامية، يزيد بن أبي سفيان وعبيدة بن الجراح والقائد الذي لا يشق له غبار خالد بن الوليد.
– انتهت الحروب الشامية بسيطرة المسلمين على بلاد الشام وضمها إلى الدولة الإسلامية بالكامل وخروج البيزنطيين منها.
مسيرة خالد بن الوليد إلى الشام

– كتب سيدنا أبو بكر رضي الله عنه إلى سيدنا خالد بن الوليد أثناء تواجده بالعراق، أن يقوم بتوجيه نصف الجيش وهو على رأسه إلى الشام وكان بن الوليد قد أنشأ لنفسه موقع موطد الأركان بالعراق.
– اصطحب خالد بن الوليد معه إلى الشَام تسعة آلاف مقاتل، وهم الذين قدموا معه يوم جاء إلى العراق، وترك ثمانية آلاف بِقيادة المثنى بن حارثة الشيباني بالعراق.
– خرج خالد بن الوليد من الحيرة في عام 634م،وقام بإرسال رسالة إلى المسلمين في الشَام يخبرهم بأمر الخليفة بِنجدتهم.
وأرسل رسالة أخرى إلى أبي عبيدة بن الجراح يخبره بأمر الخليفة تعيينه قائد عام للجيوش في هذه البلاد.
– قام باختراق الصحراء في ثمانية أيام، عن طريق طرق خالية من قلاع الفرس والروم، ليصل دون هجوم من جيش العدو.
– وقام خالد بالاجتهاد حين أشرف على الشَام وأراد أن يقوم بالتوغل فيها؛ ولا يترك خلفه مواقع قائمة للبيزنطيين أو للحلفاء من العرب، فصالح أهل مصيخ وبهراء وأرك بعد أن اصطدم بهم، وضرب الحصار حول تدمر.
أحداث معركة ثنية العقاب

– وقعت معركة ثنية العقاب عام 634م، عقب معركة القريتين قرب حمص توجه جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى جنوب سوريا قاصدا غوطة دمشق.
– في الطريق اعترضهم جيش من الغساسنة بقيادة الحارث بن الأيهم، وحدثت معركة بين الطرفين انتصر فيها المسلمون.
بعد المعركة تراجع الغساسنة إلى دمشق وواصل جيش المسلمين التقدم حتى تم الوصول إلى منطقة مرتفعة شمال دمشق وتبعد عنها 25 كيلو متر تقريبا.
– سميت المعركة الثنية أو الثنايا نسبة إلى اسم منطقة قرب مدينة القطيفة اليوم، وهي مرتفعة عن دمشق بما يقارب 400 متر.
– وقف الجيش هناك ورفعَ راية العقاب وهي نفسها راية رسول الله صلَّ الله عليه وسلم وبعد ذلك أتجه الجيش بقيادة خالد بن الوليد إلى القلمون الشرقي لأنه أراد أن يعزل مدينة دمشق عما حولها.
– وترك حامية عسكرية بين حمص ودمشق وأخرى في جنوب دمشق باتجاه فلسطين، وعندما علم هرقل بتمركز المسلمين هناك قام بإرسال لإنهاء وجود المسلمين هناك.
– قام المسلمون بكسر تلك القوة وردوها وتابعوا تقدمهم نحو دمشق وتقدموا نحو محيط دمشق و مرج راهط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
معارك اسلاميه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ابطال معارك اسلاميه
» معارك اسلاميه الفادسيه اجنادين مؤته قلعة حلب
» كتب اسلاميه
» كتب اسلاميه في الزواج
» معارك الأندلس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: معارك اسلاميه-
انتقل الى: