منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 عدن… سردية حزينة في زمن إحتلال الأَعْرَاب (2015– 2020م)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75763
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدن… سردية حزينة في زمن إحتلال الأَعْرَاب (2015– 2020م) Empty
مُساهمةموضوع: عدن… سردية حزينة في زمن إحتلال الأَعْرَاب (2015– 2020م)   عدن… سردية حزينة في زمن إحتلال الأَعْرَاب (2015– 2020م) Emptyالجمعة 09 أكتوبر 2020, 10:44 am

عدن… سردية حزينة في زمن إحتلال الأَعْرَاب (2015– 2020م)
 

 أ.د. عبدالعزيز صالح بن ‏حبتور
حينما قرأنا أنباء خبر وفاة الطيار الكابتن/ عبدالعزيز الصبيحي رحمة الله عليه، أمام بوابة معسكر المندوب (السّامي) السعودي – الإماراتي في ضواحي مدينة عدن الصغرى البريقاء، مرَّ خبر الوفاة المؤلم وكأنَّه حدثٌ عابر لا قيمة له، مثله مثل وفاة المئات من أبناء عدن في هذه الظروف المعروفة للجميع، لكن الحدث بطبيعته هو حدث الوفاة كان استثنائي وغير طبيعي بالمطلق، لعددٍ من الأسباب؛ منها بأنَّها حدثت أمام بوابة الغُزاة الأَعْرَاب، حدثت وهناك مجموعة من العسكريين والأمنيين ينفذون حالة اعتصام مستمرة لفئةٍ خاصة واستثنائية من الناس بلغوا أحد الأجلين لمرحلة التقاعد القانوني، هذه الفئة الاستثنائية قد خدمت تحت راية الوطن الخفَّاق ووفق معيار الشّرف العسكري لخدمة الأوطان، يقومون بالاعتصام القانوني من أمام معسكر الإحتلال السعودي–الإماراتي على أمل الحصول على رواتبهم (معاشاتهم) التقاعدية، وهي بطبيعة الحال وفِي هذا الزمن لا تساوي شيئاً من احتياجات الإنسان الطبيعية,
شخصياً قرأت نبأ الوفاة مراتٍ عده وأكاد لا أصدق الحدث، وصورة المأساة التي ستلحق بأسرة المرحوم الصبيحي، وأكرر هُنا بأنَّ هُناك الآلاف وربما مئات الآلاف من صور تلك المشاهد في عرض الوطن وطوله، لكن هذه الحادثة استوقفتني كثيراً، وأوجعتني أكثر لأنَّها من عجائب الأقدار أنْ تحدث بهذه الصورة التراجيدية.
كيف يحدث هذا الأمر ولا نتوقف لبرهةٍ أمامه، لنتبين صورة المتناقضات الحادة في المشهد السريالي لتداخل الألوان وامتزاجها الحزين، كيف تحدث تلك الأحزان والمواقف ولا نتأملها ولا نقرأها بتمعّن جاد.
الصورة لازالت غامضه، خاصةً ومشهد هؤلاء الأخوة العسكريين يفترشون الأرض الرخوة المالحة على مدخل ضاحية البريقاء، يتهامس ويتسامر الرفاق الكهول في أجواء شديدة الحرارة مع رطوبةٍ قاتلة، (ينامون) بل تسترخي أجسادهم المُنهكة المُتهالكة في مثل تلك الأجواء، وهُم يتذكرون كيف قضوا فترة شبابهم في خدمة وحب الوطن عنفوانًا وحيويةً، وربما ثُلةً منهم اشترك ذات يوم في قتال (الجيران) الأعداء على حدود الشرورة والوديعة أو في أية موقعة أخرى، يتذكرون زمن دراستهم في بعض البلدان الاشتراكية التي تأهلوا بها، يتذكرون بحسرة تلك السويعات التي قضوها متجولين في الساحة الحمراء بجوار الكرملين ذات الشهرة الطاغية، وفِي ساحة الإسكندر الأكبر في قلب برلين، وعلى ضفاف منتجع البلاطون في هنجاريا، أو على مرافئ سانتا ماريا في كوبا الاشتراكية، أو ساحة تنيامين من أمام بورتريه الرفيق/ ماو تسي تونغ مؤسس الصين الشعبية الحديثة، نعم إنها ذكريات العمر في حُسن جماله وطراوته ولذته،  في قمة نشوة تمرد الروح الشبابية في زمان غابر لن يعود.
يمضون ساعات طويلة وهم يتأملون في ذكريات الزمن الجميل في عمر شبابهم، ويتذكرون ترحالهم العسكري الإلزامي بين محافظةٍ وأخرى، تستقبلهم معسكرات وعنابر وخيم متفاوتة المستوى، لكنهم قانعون يخدمون اليمن العظيم، هذه شريحة محترمة في المجتمع اليمني ونقصد شريحة العسكريين، خدموا بصدق، صبروا على جميع التحديات والظروف في كل زمانٍ ومكان امضوا فيه خدمتهم، هؤلاء شريحة نظيفة في المجتمعات الإنسانية، يسهرون ويتعبون ويضحون من أجل قضيةٍ سامية هي الحفاظ على حدود الأوطان من غزو الأعداء، لا يمارسون الدجل ولا السمسرة ولا يدخلون في معمعة سوق عكاظ في السياسة والايدلوجيا وبيع وشراء الذمم والمواقف، هؤلاء أبطال بكل مقاييس المفردة اللُغوية، شرفهم في خدمتهم تحت العلم الجمهوري اليمني الذين سقطوا تحت ظله الآلاف، والعديد لا يعرف أين دُفنت حتى جثامينهم.
كانوا يرقصون طرباً حينما يسمعون صوت المغني البدوي البيحاني/ أحمد حسين الجحدري وهو يردد:
يا سلام ثوري على جيش شعبي عندهم للخصم قطع النفوس …
يزرعون الأرض يحموا مكاسبها ويمسوا في المتارس حروس …
في البلدان الأجنبية الأخرى وحتى هُنا في العاصمة صنعاء يتم الاعتناء بشريحة العسكريين وفاءاً واعترافا ً بما قدَّموه ويُقدِّموه من تضحياتٍ، وهُم الأصدق والأشرف من جميع شرائح المجتمعات، ألم تُكرمهم شعوب المعمورة بالنُصَّب والتماثيل في الساحات والميادين العامة لقاء ما قدَّموه من تضحيات دفاعاً عن أوطانهم.
هذه الحقائق والمعطيات التي تعلمتها الأجيال في جميع المجتمعات الإنسانية عن تضحيات هذه الشريحة المحترمة وهم شريحة العسكريون.
لنعود إلى حالة ووضع العسكر المتقاعدين واعتصامهم المفتوح في عدن والذين امضوا الأسابيع والشهور يطالبون بحقٍ شرعيٍ وطبيعي، وهو حصولهم على الراتب التقاعدي البخس الذي امتنع أن يصرفه لهم المحتلون الأَعْرَاب الجدد وعملائهم مِمَّن يسمّون انفسهم بالحكومة (الشرعية) ومقرها بالرياض، والمجلس (الانتقالي الجنوبي) ومقرهم في أبوظبي، لنتساءل معاً؛ ماهي دواعي ذلك الامتناع والتعسف غير المبرر، مع أنَّ دولتي العُدوان يرسلون المال والأسلحة لتكديسها في عدن؟.
أولاً: قادة المملكة السعودية لم تنسى ثأرها من الجيوش اليمنية جميعها، لم ينسوا حربهم مع الجيش اليمني في زمن حُكم الإمام/ يحيى بن حميد الدين في العام 1935م، ولا في زمن الجمهورية العربية اليمنية بعد ثورة 26 سبتمبر في رئاسة الرئيس/ عبدالله السلال (الحرب السعودية الملكية على اليمن استمرت من 1962 وحتى 1970م، ولا في زمن جيش جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في زمن الرفيق عبدالفتاح إسماعيل والرفيق سالم ربيع علي (سالمين)، وحرب الوديعة والشرورة عام 1972م، ولا جيش الجمهورية اليمنية في زمن الرئيس/ علي عبدالله صالح في ظل الوحدة اليمنية المباركة عام 1994م، ولا هذا العُدوان السعودي – الإماراتي – الأمريكي المستمر على اليمن في زمن قائد الثورة الحبيب/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، هذا العُدوان المستمر مُنذ 2015 وحتى 2020م، الذي لازال مُشتعلاً حتى كتابة اسطر هذا المقال.
إذاً الحرب بين الجيوش اليمنية عامه بغض النظر عن طبيعة وجوهر النظام السياسي، والنظام الملكي السعودي مستمراً كل تلك العقود، إذاً فالثأر مستمر.
ثانياً: يعتقد حُكام آل سعود ومُنذ أن احتلوا أجزاء شاسعة من أراضي الغير في الجزيرة العربية وبسطوا نفوذهم على البقية الباقية من حدود الدول المجاورة لها، مُنذ أن نشأت دولتهم في سلطنة صحراء نجد، حددوا بوصلتهم تجاه الشعب اليمني بأنَّه عدوَّه اللدود، وأنَّ هدف الحُكام السعوديين كسر إرادة الشعب اليمني وإضعاف معنوياته، وهذا قرار داخلي غير مكتوب لدى حُكام الأسرة المالكة وأزلامهم يتوارثوا تلك السياسة العدائية جيلاً بعد جيل، وسيستمرون بتلك السياسة إلى لحظة زوال مُلكَهُم بعد حين تقدره الظروف بإذن الله عزَّ وجل.
ثالثاً: سعى ويسعى حُكام آل سعود ومعهم الآن في هذا الحلف غير الأخلاقي حُكام الإمارات العربية المتحدة، بأنَّ العُملاء والمُرتزقة من اليمنيين ما هم إلاّ أدوات رخيصة يجرجرونهم كيف ما شاءوا كي لا يصبح لهم رأيٌ مُخالف، بهدف التنفيذ الحرفي لسياسات دولتي العُدوان في الأراضي اليمنية ومستقبل العلاقة بينهما، وقد ظهرت بوادر تلك السياسات في بعض بنود الاتفاق بشأن ما سُمي بـ (إعمار اليمن) بين السعودية وبعض العُملاء اليمنيين الأكثر رُخصاً بين مرتزقة العالم، بأن السعودية ستكون لها اليد الطولى في ثروات اليمن الطبيعية والمالية لعقودٍ قادمةٍ من الزمان، أي حتى بعد انتهاء العُدوان بعقودٍ طويلة.
   رابعاً: هي رسالة موجهة إلى الفئة العسكرية المتقاعدة وحتى التي لازالت في الخدمة، بأنَّ قياداتهم اليمنية قد باعتهم بثمنٍ رخيص، وأنَّ القادة من العُملاء والمرتزقة لا يُعتد بهم، والأفضل لهم أن يغيروا بوصلة وطنيتهم نحو قيادة (المندوب السامي) الجديد السعودي أو الإماراتي.
خامساً: السعودية والإمارات تصرف شهرياً بملايين الدولارات للمرتزقة والعُملاء الجدد من الشباب المُغرّر بِهم لأنَّهم يقاتلون معها في الحد الجنوبي للسعودية للدفاع عن أراضي المملكة السعودية، وكذلك تم توظيف الآلاف من الشباب (الجنوبيين) المُغرّر بِهم أيضاً للانضمام إلى ما يُسمى قوات الحزام الأمني وقوات النُّخَب المناطقية لحماية الجزر والموانئ اليمنية بهدف الاستمرار في تعطيلها وتحويل الجزر إلى مناطق نفوذ للعدو الإسرائيلي كما يحدث الآن في جزيرة سُقطرى وميون اليمنيتان، وبذلك تبعث دولتي العُدوان السعودي – الإماراتي برسالة واضحة للمتقاعدين بأنهم لم يعودوا ذا نفعٍ وفائدة لدولتي الاحتلال.
سادساً: هُناك هدف غير مرئي هدفه تدمير الروح المعنوية للعسكريين المتقاعدين كونهم خدموا ذات يومٍ في أحد الجيوش اليمنية، أكانت الجنوبية أو الشمالية أو في زمن الوحدة اليمنية المباركة، ولذلك فهو استمرار العقاب لهم، لمعرفتهم بأنَّ القادة أو السياسيين الذين يعملون معهم لن ينبسوا ببنت شفه لأسباب يعرفها الجميع.
سابعاً: ما يتعرض له العسكريين المتقاعدين اليوم أمام معسكر الحاكم العسكري السعودي في البريقاء هو أمرٌ مهين للإنسان اليمني، بغض النظر عن اختلاف وجهات نظرهم السياسية، وهي سياسة مقصودة ومتعمَّدة للإذلال الجمعي لليمانيون، ورسالة علنية للكل، وهي سياسة وإجراء غير مقبول الحدوث لأي يمني، حتى وإن اختلفنا مع البعض منهم سياسياً، لكننا نُود التذكير فحسب بأن المستعمرين إنْ كانوا يتحدثون بلغةٍ أجنبية أو عبريه أو عربية، فهم متشابهون ولا فرق بينهم، وما حدث لإخوتنا العسكريين المتقاعدين سيحدث للجميع في مدينتنا الجميلة عدن.
نستخلص من سرديتنا هذه عن تراجيديا الآلام والأوجاع والأحزان لدروسٍ عديدة، ابرزها هو أنَّ هؤلاء الأَعْرَاب هم اشدّ كُفراً ونِفاقاً كما قال الله في محكم كتابه العزيز، وما تعرضت له اليمن طيلة زمن العُدوان على أيديهم ربما لم يمارسه أي مستعمرٍ غاز قبلها، ابتداءً من العُدوان الرُوماني قبل الميلاد وحتى الاحتلال البريطاني في القرن العشرين، وهي رسالة للمغرر بهم من اليمنيين نقول لهم لا تَغُرَّكم فلوسهم، ولا هداياهم، ولا عطاياهم، ولا أسلحتهم، فالهدف لديهم واحد، هو إذلالكم وكسر إرادتكم من منطلق عقدة النقص لديهم، والله أَعْلَمُ مِنَّا جَميعاً.
﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾
– رئيس مجلس الوزراء – صنعاء – اليمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75763
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدن… سردية حزينة في زمن إحتلال الأَعْرَاب (2015– 2020م) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدن… سردية حزينة في زمن إحتلال الأَعْرَاب (2015– 2020م)   عدن… سردية حزينة في زمن إحتلال الأَعْرَاب (2015– 2020م) Emptyالجمعة 09 أكتوبر 2020, 10:45 am

[rtl]تتناقل المواقع الإلكترونية الأخبار بحلوها ومُرَّها وفِي غمضة حين تجد جميع أخبار المدن والقرى والبلدان ومن أية بُقعة من بِقاع العالم أمام شاشتك على الآيباد أو الهاتف أو على سطح حاسوبك المحمول Laptop، وتنساب تلك الأخبار بيسرٍ وسهولة لتكون بين يديك، لكن ما يعنينا هُنا هو حالة مدينة عدن في ظلال الاحتلال السعودي–الإماراتي وما تعانيه من أوجاع تحوَّلت إلى أشبه بالظل الرفيق الملازم للمدينة المنهكة، نتابع أوضاعها وأوضاع سُكَّانها ومدنيها بقلقً شديداً وبالذات في النواحي الأمنية والعسكرية والمعيشية والتعليمية والصحية وخلافها.[/rtl]

[rtl]مُنذ ما يزيد عن خمس سنوات ونصف والمدينة ترزح تحت احتلال دولتين هي الأغنى (إقتصادياً)، والأثرى (مالياً) في شبه الجزيرة العربية، هما دولتي المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة، وكانت مُبررات ذلك العدوان والاحتلال هو جلب الرَّخاء والازدهار للمدينة التي عَرفت وعاشت ازدهاراً لافتات مُنذ العشرينات من القرن العشرين، أي في الزمن الكولونيالي تحت التاج البريطاني، وفِي ذاك الزمان لم تتكونا ولم تتأسسا بعد لا السعودية ولا الإمارات في الوجود السياسي، عدن كانت في ذاك الزمان دُرَّة الجزيرة العربية ودانة المدائن العربية، وكانت تُضاهي مُدن العواصم العربية الكبرى مثل بيروت، وبغداد، والقاهرة ودمشق، وكانت تسبقها أحياناً في بعض جوانب التخطيط العمراني وخدمات الكهرباء والمياه والثقافة.[/rtl]

[rtl]الكثير من البسطاء من أبناء عدن وحتى في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال خرجوا في الساحات والشوارع وحتى الحارات مهللين وفرحين حاملين رايات وأعلام ورموز دُول الاحتلال السعودي والإماراتي والبحريني وغيرها من دول العدوان، واعتبروهم (مُخّلصين) لهم من الجيش اليمني الذي أسسه الرئيس الأسبق/ علي عبدالله صالح، ومجاهدي ومقاتلي اللجان الشعبية لأنصار الله الحوثيين بقيادة القائد الحبيب/ عبدالملك بدرالدين الحوثي، لذا اعتبروا البسطاء من عامة الشعب بأن المُخّلصين لهم هم جيوش وجحافل آل سعود وآل نهيان، وأنَّهم ينتظرون سخائهم وكرمهم العروبي وفقاً وتراث (الكرم الحاتمي) الشهير من تُراثنا العربي المتداول، كانوا يحلمون بالثواني والدقائق والساعات بأنَّ ثروات العُرْبَان ستنهال عليهم من كل حدبٍ وصوب، وأنَّ خزائنهم ستظل مُشرعه لوصول الأموال إلى كل حي و (حافه)، وشارع وزقاق، الجميع من هؤلاء كان مصدق للحكاية، وبالذات بعد (غزوة ترامب على الرياض)، وهي الزيارة التي تكرَّم بها سيد البيت الأبيض الأمريكي دونالد ترامب الذي خطف هو وابنته الرشيقة/ إيفانكا ترامب، وزوجته الأنيقة عارضة الأزياء السلوفينية/ ميلانيا ترامب، خطفوا من مال آل سعود في غضون يومين أو ثلاثة أيام مبلغ خُرافي بلغ 450 مليار دولار أمريكي عداً ونقداً، هذا غير الهدايا العينية الثمينة.[/rtl]

[rtl]  كانت أعناق هؤلاء البسطاء مشرئبه نحو التلفاز لمشاهدة أعظم حدث إعلامي صادم، ولكنه حدث يوحي لهؤلاء بإيجابية كبيرة، ولسان حالهم جميعاً يقول: طالما وقد حصل هذا الأجنبي (المسيحي) على جميع هذه المغانم، فكيف بِنَا نحن الأشقاء العرب المسلمين، يهمسون بصوتٍ هادئ لبعضهم البعض بالقول بأنَّ عدن والمحافظات التي يتواجد به (المُخلِصون) سيكون نصيبها على الأقل مُضاعف بحُسْبةٍ بسيطةٍ منها باعتبارهم مُخلِصون وجيران وعرب ومسلمون.[/rtl]

[rtl]لكن حُلم هؤلاء البسطاء لم يدم طويلاً خاصةً بعد أن سمعوا سيد البيت الأبيض الأمريكي يقول في مهرجان خطابي علني لاتباعه من المتطرفين العنصريين البيض يقول لهم: بأننا نحن الأمريكان من يقوم بحماية الحُكَّام السعوديين، ولولا حمايتنا لهم لما بقوا في السلطة أسبوعاً واحداً، بعد أن سمعوا تلك التصريحات الوقحة والخارجة عن اللياقة الأدبية في التخاطب بين الشركاء أو الأصدقاء، فاقوا من الصدمة.[/rtl]

[rtl]ليهمس هؤلاء البسطاء لبعضهم بالقول: لقد تبدَّد حُلمنا وتبخَّر على شواطئ عدن الملتهبة طالما والأمريكي الوقح أخذ تلك الأموال مقابل حمايته للأسرة المالكة السعودية، فكيف بِنَا نحن الذي ننتظر منهم الخلاص والتمويلات التي تعيد لشوارعنا ومدننا ومحافظاتنا سنائها وحيويتها.[/rtl]

[rtl]المدنيين من الناس في عدن لا يريدون الغوص والغرق مرةً أخرى في أحلام اليقظة، وتتحوَّل أحيائهم وضواحي عدن وبقية المحافظات (المحررة) إلى فردوسٍ آخر ينعموا فيها، بل تحوَّل حلمهم إلى الحصول على شربة ماء هانئة كما كانوا يحصلون عليها في زمن الاستعمار البريطاني (البغيض) والحُكم الاشتراكي اليساري (التوتاليتاري المتشدد)، وفِي ظلال دولة الوحدة اليمنية (المذمومة من رعاع الحراكيش)، تخيلوا كم هو قنوع وبسيط ذاك الحلم لهذا المواطن العفيف الذي اختصر أحلامه في شربة ماء نظيفة مقبولة السعر والقيمة، اليوم لم يعد حتى ذلك الحلم متاح للناس، تحولت أحياء وشوارع عدن إلى تزاحم لسيارات نقل المياه (الصهاريج والبويات)، يتم بيع الماء بسعر لا يقوى المواطن العدني عليه في ظل تدهور سعر الريال اليمني مقابل أسعار العملات الأجنبية، وانقطاع رواتب العديد من الموظفين والعاملين في الجهازين المدني والعسكري، وما اعتصامات الأخوة العسكريين المتقاعدين في البريقاء أمام معسكر المُحتل السعودي–الإماراتي إلاّ صورةً محزنة من صور إذلال اليمنيين من قِبَل هؤلاء الغُشم الأَعْرَاب.[/rtl]

[rtl]مُجرد أنْ تفكر أنْ تعيش في مدينة ساحلية في أي بقعة بالعالم، تفكر جدياً في وضع الكهرباء والماء في تلك البقعة من العالم، فدرجات الحرارة بالصيف والشتاء عادةً تكون عالية إلى درجةٍ لا يطاق العيش فيها، وعدن والمدن الساحلية هي مدن من هذا النوع، كم سيتحمل الإنسان انقطاع التيار الكهربائي وتوقف المياه عن الضخ، ففي عدن في ظل هذه الظروف تنقطع خدمات الكهرباء لساعات طويلة تصل إلى 20 ساعة توقف، أمَّا المياه فتنقطع لأيام وأسابيع.[/rtl]

[rtl]خُلاصة الفكرة هو أنَّ ما يحدث هو بِفعل فاعل وهُم (المُخلصون) كما تراءى للبعض من البسطاء من أهل عدن، هؤلاء هُم الأَعْرَاب الذين عاثوا فساداً في اليمن وفِي العديد من البلدان العربية وهُم من أقدَمَ اليوم على بيع القضية العربية المركزية فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.[/rtl]

[rtl]أمَّا عُملاء الرياض وأبوظبي من اليمنيين فقد استمروا الانبطاح والتمدد في منتجعات وفنادق الرياض وأبوظبي والدوحة وإسطنبول، هؤلاء لو تذكروهم وتذكروا صراخهم بأنَّهم (سيستميتون) للدفاع عن الجنوب وعن الشرعية، أين هم الآن؟، وأين انتهت مزايداتهم؟، ألم يتحولوا إلى عبيد ومستأجرين بثمن بخس لأسيادهم؟ كي يخدموا في المحصلة الأخيرة دولة العدو الإسرائيلي الصهيوني، والله أَعْلَمُ مِنَّا جَميعاً.[/rtl]

[rtl]﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾[/rtl]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
عدن… سردية حزينة في زمن إحتلال الأَعْرَاب (2015– 2020م)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أميركا وعيد الشكر: سردية عن الحصاد وإبادة السكان الأصليين
» أغدًا ألقاك».. قصة رسالة حزينة من «أم كلثوم» لجمهورها..
» الحقيقة المؤسفة لعالمنا: مجموعة رسومات مبدعة لكنها حزينة للفنان ستيف كاتس
» أمر الدفاع 10 .. و أمر الدفاع رقم (11) لسنة 2020م
»  KMPlayer 2015 

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: اخبار ساخنه-
انتقل الى: