محامي لبناني يطلب من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تفويضا قانونيا وتسليم صكوك أملاكهم في فلسطين..
“رأي اليوم” تنشر التفويض وهيئة العمل الفلسطيني تعتبر التحرّك خلفه جهات خارجية لإنهاء حق العودة..
و”التقدمي الاشتراكي” يدعو أجهزة الدولة اللبنانية عدم التساهل والكشف عن الجهات الحقيقية خلف هذه
الدعوات
منذ سنوات والحديث مستمر عن الهجرة الصامته للاجئين الفلسطينيين من لبنان، وعن تسهيلات تقوم بها
جهات مجهولة ومعلومة لترحيل الفلسطيين عن المخيمات فرادى وبصمت، حتى تقلصت اعدادهم بشكل
كبير، وساعد في ذلك سياسية التمييز التي يتعرض لها اللاجيء الفلسطيني في لبنان وحرمانه من الحقوق
الاجتماعية والعمل والنظر اليه من المنظار الامني البحت، حتى باتت المخيمات بؤرا للبؤس والفقر تفتقد
لأبسط مقومات الحياة، وبات البحث عن الحياة الكريمة الامنة الشغل الشاغل لفلسطيني لبنان، والهجرة الى
اوروبا وكندا هو الخلاص.
لكن ما لم يكن واضحا خلال الاعوام الماضية بات اكثر وضوحا وصراحة اليوم، وبرز الى العلن مشروع
يقوم عليه محامي لبناني لا احد يعلم من هي الجهة التي تقف خلفه ولصالح من يعمل حسب عدد من الاراء
التي حاولت “راي اليوم” سبرها لمعرفة حيثيات القضية.
وحصلت “رأي اليوم” على وثيقة قالت المصادر التي زودتنا بها انها ورقة تفويض قانونية للمحامي “جهاد
نبيل ذبيان” تحت عنوان “تفويض غير قابل للرجوع” وياتي في الوثيقة النص التالي: “نحن الموقعون ادناه
بصفتنا الشخصية وصفتنا ممثلون لعائلاتنا في الشتات الفلسطيني المهجر خارج وطنه القانوني فلسطين
واستنادا للقانون الدولي واحكامه الخاصة باللجوء الانساني وبصفتنا متضررين من عدم التعويض على
التهجير القسري لشعبنا، نفوض تفويضا غير قابل للنقض او الرجوع المحامي جهاد نبيل ذبيان المسجل في
نقابة المحامين في بيروت 7923 وهو المستشار القانوني للهيئة الشبابية الفلسطينية للجوء الانساني –
الادارة المركزية في لبنان للقيام بكل الاجراءات القانونية لدى اي قضاء دولي للاستحصال على تعويضات
لنا ولمن نمثل من افراد عائلاتنا عن الضرر الحاصل والاملاك المحتلة المسلجة في دائرة املاك الغائب وفقا
للبند رقم 11 في القرار 194 الصادر عن الامم المتحدة وبكل الاجراءات الدبلوماسية الدولية لتامين
اللجوء الانساني في اي مكان جغرافي او تاريخي انطلاقا من قاعدة الضرر العيني التاريخي اللاحق بنا مع
الاشارة اننا الممثلون الحصريون امام المفوض منا بخصوص موضوع التفويض ولغاية تحقيق النتيجة وعلى
هذا اوقع . ” انتهى النص”
وجاء في هامش الوثيقة طلب عدد افراد الاسرة، رقم كرت الاعاشة، البلدة الاصلية في فلسطين، مكان الاقامة
الحالي، رقم الهاتف، صورة عن كرت الاعاشة ومستند ملكية ان وجد.
وتعليقا على هذه التحركات اصدرت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان بيانا تدين فيه دعوة ذبيان
لشطب حق العودة وتعتبرها جزءا من مشروع يستهدف الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
وجاء في البيان: “منذ فترة وقيادة الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية في لبنان، تتابع باهتمام
بالغ النشاطات والتحركات المشبوهة للمحامي المدعو “جهاد ذبيان” ومن معه، والتي كان اخرها دعوته
للاجئين الفلسطينيين في لبنان لتقديم توكيلات خطية والكترونية مرفقة بصور عن كرت الاعاشة والبطاقات
الشخصية وصور عن كياشين الارضي التي يملكها الفلسطينيون في فلسطين التاريخية، تفوضه الطلب من
السفارات الاجنبية للقبول بهجرة اللاجئين الفلسطينيين مقابل شطب حق العودة إلى فلسطين، مستغلاً
الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها اهلنا في لبنان، بالاضافة إلى استهدافه لوكالة
الاونروا وسعيه للتشويش عليها وعلى عملها، وتحريض السفارات لوقف الدعم المادي والسياسي والمعنوي
الذي تقدمه حكوماتها لها، من اجل رعاية وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، واستهدافه أيضاً للفصائل والقوى
الوطنية والاسلامية والتطاول عليها عبر تسجيلات صوتية يتم تناقلها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وترى هيئة العمل الفلسطيني المشترك بهذه الخطوات والتحركات المشبوهة التي يقوم بها المدعو “ذبيان”
خطر على القضية الفلسطينية وعلى حق العودة، الذي يعتبره الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية بأنه حق
ثابت شرعي ومقدس والمساس به عمل مشبوه لا يخدم سوى العدو الصهيوني المتربص للشعب الفلسطيني
وحقوقه المشروعة وثوابته المتمثلة بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة
وعاصمتها القدس، وهو حق سياسي بالدرجة الاولى بالاضافة إلى كونه حقا إنسانيا أيضاً.
وأضاف البيان “إن هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، تدعو الجهات اللبنانية المختصة باستدعاء
المدعو “ذبيان” والتحقيق معه لمعرفة الجهة التي تقف خلفه والاهداف الكامنة خلف استهدافه للقضية
الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة، باعتبار أن ما يقوم به هذا
المدعو وما يدعو له مخالف لموقف لبنان الشقيق الداعم للشعب الفلسطيني وحقه في العودة،والذي عبر عنه
رؤساؤه الثلاثة، فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء في اكثر
من محفل عربي ودولي”.
توكد هيئة العمل الفلسطيني المشترك بأنها ستواصل متابعة هذا الامر بجدية، وستبحث مع المختصين
بالقانون، فلسطينيين ولبنانيين عن أفضل السبل والطرق لمقاضاة المدعو “ذبيان” سياسياً وقضائياً على
استهدافه للمرجعيات السياسية والرسمية والوطنية الفلسطينية والتطاول عليها، وعن الاذى والضرر التي
تلحقه تحركاته ونشاطاته المشبوهة على مصالح وحقوق اللاجئين الفلسطينيين، وتطالب هيئة العمل
المشترك نقابة المحامين اللبنانيين لاتخاذ موقف وإجراء بحق المدعو “ذبيان” كونه عضواً فيها.
وتدعو هيئة العمل الفلسطيني المشترك جماهير شعبنا في لبنان للتنبه من خطورة التجاوب مع دعوة المدعو
“ذبيان” باعتبارها دعو مشبوهة تخدم العدو الصهيوني الذي احتل فلسطين وسلبنا ارضنا، واقتلع اكثر من
نصف شعبنا من ارضه وهجرهم بقوة السلاح والارهاب والمجازر في العام 1948،وحولهم إلى لاجئين
يتجرعون مرارة وقساوة الهجرة واللجوء .
كما أعلن الحزب التقدمي الإشتراكي “بزعامة وليد جنبلاط ” في بيان أنّ بعض الجهات اللبنانية المشبوهة،
وبعض مكاتب المحاماة، تقوم بتحريض اللاجئين الفلسطينيين على التخلي عن حق العودة وتسليم ما يمتلكون
من وثائق لحقوقهم وملكياتهم، واهمةً إيٍاهم بمغريات مادية وبوعود كاذبة سبق للفلسطينيين أن خبِروها
ورفضوها انطلاقاً من تمسكهم بكامل حقوقهم التاريخية، وبنضالهم من أجل فلسطين، ورفضهم لتصفية
القضية الفلسطينية.
يهم الحزب التقدمي الإشتراكي أن يُحذر هؤلاء المشبوهين من التمادي بهذا المُخطط، المعروفة غاياته
وارتباطاته، خاصة وأنه يحاول دس الفتنة في المخيمات ويتعرّض إلى وكالة الأونروا المسؤولة عن غوث
اللاجئين مستغلاً الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها لبنان. ويدعو الحزب أجهزة الدولة اللبنانية إلى
عدم التساهل مع كل الدعوات التي تنال من حق اللاجئين بالعيش إلى حين العودة إلى ديارهم انطلاقاً من
التزام لبنان بالدفاع عن القضية الفلسطينية وتمسكه بمقررات الجامعة العربية وبالقرارات الدولية وخاصة
بحق العودة.
وتوصلت “رأي اليوم” مع قيادات الحزب التقدمي الاشتراكي لمعرفة حيثيات البيان، وأكدت مصادر الحزب
أن الأمر خطير جدا ويتطلب التركيز على من يقف وراء هذا الشخص لأن هناك جهات مشبوهة وهذا
الشخص ليس إلا واجهة لها