منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  فيلم “ليمبو” يسلط الضوء على جوانب جديدة في قضية اللاجئين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 فيلم “ليمبو” يسلط الضوء على جوانب جديدة في قضية اللاجئين  Empty
مُساهمةموضوع: فيلم “ليمبو” يسلط الضوء على جوانب جديدة في قضية اللاجئين     فيلم “ليمبو” يسلط الضوء على جوانب جديدة في قضية اللاجئين  Emptyالإثنين 31 مايو 2021, 8:16 am

فيلم “ليمبو” يسلط الضوء على جوانب جديدة في قضية اللاجئين ويطرح العديد من الأسئلة

علي المسعود
حَقُّ اللُّجُوءِ السِّيَاسِيّ هو حَقُّ الالْتِجَاءِ وَالاحْتِمَاءِ بِبَلَدٍ لِكُلِّ إِنْسَانٍ غَادَرَ بِلاَدَهُ مُكْرَهاً وَمُضْطَرّاً خَوْفاً مِنَ الاضْطِهَادِ بِسَبَبِ أَفْكَارِهِ وَآرَائِهِ ، شهد عدد اللاجئين الساعين للوصول إلى أوروبا ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الاخيرة وشكلت تلك الاعداد الغفيرة أزمة وإزداد تسليط الضوء على تلك الأزمة في أوروبا فيما عرف إعلامياً بأزمة اللاجئين . في سوق مزدحم بقصص المهاجرين التي اصبحت مادة فلمية ، لا توجد حتى الآن محاولة منسقة من قبل الفنانين لفهم المشكلة الأكبر لهذا الزحف البشري في تقديم الأفلام المؤثرة والتي تنقل هموم ومعاناة اللاجئ، وكذالك القوانين الخاصة في بلدان اللجوء وطريقة التعاطي مع تلك الآزمة الانسانية ، ولكن هناك استثناءات وعلى سبيل المثال، افلام المخرج النرويجي (آكي كوريسماكي) في فيلمه (الجانب الآخر من الأمل ) والذي تم تناوله في مقالة نشرت على موقع الحوار المتمدن-العدد: 5951 – 2018 / 8 / 2-ـ ونجدأيضأ المخرج للكاتب / المخرج الاسكتلندي” بن شاروك” ( ليمبو) يتعامل مع إحدى الأزمات الكبرى في عالمنا الحديث ويؤنسها بضربات سينمائية بارعة يجعلك تحس بالحزن بجرعته القليلة واليأس المنخفض المستوى للموقف الذي يجد اللاجئين أنفسهم فيه متوازنان مع دفء الفيلم وروح الدعابة اللطيفة فيه .
عنوان الفيلم ربما يوحي بالعديد من الدلالات عند الترجمة ومنها مثلا والاكثر قربا (طي النسيان) والذي يرتبط بواقع حال هؤلاء اللاجئين الذين وطنوا في في قرية نائية دون اتخاذ قرار من قبل دوائر الهجرة في تقرير مستقبله وتركوا في طي النسيان، ومصطلح “طي النسيان” لا يتحدث فقط عن تلك المساحة بين انتظار اللجوء والحرية نفسها بالنسبة لوجهة النظر للكاتب / المخرج الاسكتلندي” بن شاروك” ، يأخذ هذا المفهوم حياة خاصة به لأنه يوثق محنة اللاجئين الذين يتجهون إلى محيط غير معروف وعالم مجهول وهو اشبه بصراع من أجل البقاء ، وهم ينتظرون لمعرفة ما إذا تم منحهم حق اللجوء . يسرد الفيلم رحلة المعاناة القاسية التي يعيشها الشباب الذين يرغبون في اللجوءوسط أجواء باردة من حيث المشاعر ومليئة بالاغتراب والندم والحنين إلى الوطن والعيش وسط أحبائهم وذويهم .
كما يرصد فيلم المخرج “بن شاروك” كيف يتعامل الغرب مع اللاجئين، وهل يتعرّضون للاضطهاد والقسوة، وكذلك معاناتهم في تلك البلاد حتى يبتّ قرار حصولهم على حق اللجوء، حيث يعزلون في قرى بعيدة لحين حسم أمرهم ، الفيلم كتبه وأخرجه “بن شاروك ” هذا الفيلم البريطاني الرائع ، يتمحور حول الشاب السوري عمرويقوم بدوره (أمير المصري) وهو لاجئ سوري هرب من الاضطرابات في بلاده وانتهى به المطاف في جزيرة اسكتلندية منعزلة مع ثلاثة لاجئين آخرين ، آملاً الموافقة على طلب اللجوء السياسي الذي قدّمه. مجموعة من الأرواح الضائعة تأتي من خليط من ثقافات وخلفيات مختلفة .
وجميعهم في “طي النسيان” ويعيشون في خوف من عدم اليقين . كان عمر موسيقيًا شهيرًا في بلده يعزف على العود ، والذي أحضره معه عندما غادر سوريا ، لكنه لم يتمكن منذ ذلك الحين من العزف على آله الموسيقية المحبوبة – إنها واحدة من التفاصيل الإضافية لهذه الكوميديا والتراجديديا المؤثرة في نفس الوقت والتي التي تغوص في مغامرات كائنات منسية في “طي النسيان”. يفتتح الفيلم بوجه مرسوم على السبورة وهو مبتسم في قاعة الصف ، تقف معلمة الصف هيلجا (سيدس بابيت كنودسن) وتقدم حصة بعنوان (الوعي الثقافي)، وتلك من دروس الاندماج للقادمين الجدد مع المجتمع والعالم الجديد وفي موضوع( الجنس: هل الابتسامة دعوة؟)، تضغط على جهاز التسجيل ونسمع صوت موسيقى وألأغنية لفرقة (هوت جوكليت) وهي “لقد بدأت بقبلة”. وتدعوا من زميلها بوريس (كينيث كولارد) للرقص معها وعلى على إيقاع الاغنية، وامام مجموعة من الوجوه الجامدة امام مشهد الرقص هذه الوجوه هي لمجموعة من اللاجئين القادمين من مختلف الدول والباحثين عن الامان والحياة الجديدة ، وجوه حجرية تبدو مذهولة (أو مخدرة) لمجموعة من الرجال الملونين المتنوعين غير متأكدين مما يجب فعله في المشهد الغريب. تصبح الأمور أكثر ودية بين الراقصين ، ولكن في كل مرة يقترب بوريس أكثر من اللازم تقوم هيلجا بإعادته إلى الوراء ، حتى يمسك مؤخرتها وتصفعه ، ويتضح أن المشهد بأكمله كان بمثابة درس لصالح الشباب. وبعد أن تصفع المعلمة (هيلجا) زميلها (بوريس) لأنه تجاوز حدوده ، تتوجه الى الحاضرين من اللاجئين بالسؤال : ألان : هل يستطيع أحد ما هنا أن يخبرني ماالخطأ الذي أرتكبه بوريس؟”. تنتقل كاميرا المخرج الاسكتلندي (بن شروك ) الى رسم صورة الجزيرة وبعدسة المصور ( نيك كوك) صورا من الطبيعة والمناظر الساحلية الشاسعة لتلك الجزيرة الاسكتلندية ، وهي بمثابة محطة إنتظار ل(غودو) الذي يمثله قرار الهوم أوفيس (ودزارة الداخلية) الذي يحمله ساعي البريد .
مجموعة من الشباب من دول مختلفة الذين حصلوا على مأوى مؤقت في جزيرة اسكتلندية نائية بينما ينتظرون لمعرفة ما إذا كان قد تم منحهم اللجوء ، مساكنهم وهي عبارة عن عش من الأكواخ الصغيرة التي لا توصف . يقدم الفيلم أبطاله الذين تختلف مساراتهم وأحلامهم ، لكن يبقى الحصول على اللجوء الإنساني هو ما يوحد بينهم ويؤرق حياتهم اليومية ، السكان المحليون لطيفون بما فيه الكفاية على الرغم من بعض العنصرية العرضية المؤسفة ، ويقترب الكاتب “بن شاروك “من طالبي اللجوء القادمين من ثلاثة أماكن مختلفة حيث يقدم أفارقة وسوريا وأفغانيا، تم جمعهم في بيت ريفي يضم الحاجيات الأساسية للعيش وهم يواجهون صعوبة التأقلم في منطقة باردة الطقس بفعل تساقط الثلوج . تتعدد أحلام هؤلاء الشباب الذين يتم استغلال بعضهم للعمل رغم عدم توفرهم على رخصة الشغل، وما بين من يحلم بحياة هادئة تنسيه ماض يجثم على حاضره ويجعله أسيرا لوقائع تقاوم النسيان ، ابرزهم هو عمر السوري الذي ترتسم على وجه نظرة حزينة رغم صغرسنه يضاعفها حمله لحقيبة آلة العود ظلت تلازمه طوال الفيلم ، ولم يعزف عليها ليس فقط لأن يده مكسورة، ويغطيها جبس يمنعه من العزف ، بل لأنه يعاني من صراع داخلي لشعوره الدائم ببحثه عن الخلاص الفردي، بعد مغادرته سوريا ، في الوقت الذي لا يزال فيه أخوه نبيل يقاوم في سوريا .
يترك عمر والديه في تركيا التي تعامل اللاجئين السوريين بقسوة، ويتجه نحو اسكتلندا باحثا عن مستقبل أفضل من دون أن ينسى آلة العود التي سيجد الطريق للعزف عليها بعد زيارة غير متوقعة لأخيه نبيل، في حلم اليقظة ، عندما دخل لدير من أجل الاختباء من عاصفة ثلجية ، لقد سمع من أخيه ما يثلج قلبه، رغم العتاب حيث خاطبه قائلا : “الموسيقي الذي لا يعزف العود لفترة طويلة عازف ميت” ، ثم يؤكد له أيضا “بالعود أيضا نساهم في تحرير سوريا”، وهناك الشخصية الثانية وهي شخصية فرهاد القادم من إفغانستان ، وهولاجئ أفغاني ، يحب الموسيقي وهذا ما يوطد صلاته بعمر . من عشاق فريدي ميركوري، نجم فرقة “كوين” البريطانية ، يعاني من ميولاته الجنسية التي اعترف بها بطريقة مبطنة.
يريد أن يصبح موظفا إداريا ويرتدي بذلة مع ربطة عنق أصر على أنه منذ سنوات لم تبتسم أية امرأة في وجهه . عندما دخل في نقاش مع عمر حول الكيفية التي يعرف بها هل المرأة المرتدية للخمار مبتسمة أم غاضبة ، كشف فرهادي لعمر السر ومعه للمشاهدين ، ظل يلح على عمر في أن يتابع مسيرته الفنية ويصبح وكيلا لأعماله، أما الاخوين القادمين من أفريقيا واللذين يحملان الحلم الافريقي الذي يغدو بعيد المنال. يطرح الفيلم الحلم الأفريقي الذي لا يتحقق . تماما كما العيش في دوامة الهروب التي تنطلق من البلد الأصل نيجيريا في هذه الحالة، إلى جحيم ليبيا للوصول إلى اسكتلندا حيث ينتظرون أمر الاعتقال أوالموت في حالة الفرار من قبضة الأمن بسبب سوء الأحوال الجوية . ما بين حلم اللعب في فريق ”تشيلسي” الإنكليزي والعمل في النظافة يتيه الحلم الذي تؤرقه ذاكرة الألم والغياب المفجع . شباب يحلم بحياة هادئة تنسيه ماضي يجثم على حاضر ويجعلهم أسرى لأحداث تقاوم الذاكرة لتطفو إلى السطح اختلافاتهم والتي سرعان ما تذوب . من اللقطات التي تلخص فداحة المأساة تلك التي كانت في قسم الانذماج الاجتماعي عندما تم سؤال أحد اللاجئين استعمال مفردة “اعتدت على” بالإنكليزية حيث كان مثاله صادما “اعتدت على البكاء كل يوم ولكني تركت منذ مدة هذه العادة لأن دموعي نفذت بالكامل”.
اختار بن شاروك وهوكاتب سيناريو الفيلم أيضا، أن تكون حوارات الفيلم باللغتين الإنكليزية ما بين شخصيات الفيلم، لكنه في الحوارات العائلية جعلها باللغة الأم . أحاديث عمر مع عائلته كانت باللهجة السورية، ثم الأغاني التي كانت تصدح بها الأم وعمر أيضا وخاصة أغنية “عصفور طل من الشباك”. دارت حوارات عمر مع أهله داخل كشك الهاتف حيث يأتي صوت الأم والأب عبر السماعة، فيما يحضر نبيل مباشرة في حلم اليقظة ليمنح عمر تأشيرة العزف كمرادف للمقاومة والتحرر تماما كما يفعل هناك . من بين نقاط قوة الفيلم بالإضافة إلى الحوار، نجح بن شاروك في تأطير المشاهد التي تم تصويرها في الفضاء الخارجي ، كل شي في المشاهد يوحي بالانتظار(لقطات اللاجئين أمام كابينة الهاتف، وهم ينتظرون ساعي البريد، قدوم الشرطة) ، ثم استعمل لقطات الحذف أو خارج الحقل حيث يأتي الصوت وحده ليعبر عن كل الآهات التي جعلت من كابينة الهاتف دافئا وحزينا . على عكس بداية الفيلم داخل فضاء مغلق (القسم) فإن نهايته كانت مفتوحة على فضاء مشرع يسير فيه عمر، بعد نجاح حفله الموسيقي لترافقه الكاميرا من الخلف وهو يتقدم إلى الأمام . يتجاوز الفيلم البدايات وتفاصيل الرحلة وصعوباتها لينطلق من نقطة مختلفة وهي أرض الوصول حيث تدور الأحداث داخل معسكر تأهيل لطالبي اللجوء فوق إحدى جزر اسكتلندا يضم وافدين من الشرق الأوسط وأفغانستان وأفريقيا ، يرسم شاروك خلفية درامية لكل رجل ، مع التركيز على ماضي عمر . يأخذ عود جده في كل مكان على الرغم من أن ذراعه المكسورة تمنعه من العزف . يكاد والديه يتدبرون أمورهم في تركيا بينما شقيقه في مكان ما في سوريا يقاتل في الحرب .
المكالمات الهاتفية المكثفة التي أجراها عمر مع والديه تنقل المخاوف لكلا الجانبين . إنهم يخشون أن تكون هذه الجزيرة الاسكتلندية سجناً لن يغادره عمر أبدًا ، إنه يشعر بالحزن من كونه غريبًا في أرض غريبة يضايقها السكان المحليون ويسخرون منها إلى أن يصبح في النهاية شخصًا يعرف كل نتوء صخري وتلة تجتاحها الرياح مثل ظهر يده . حتى أنه يساعد السكان عندما تدمر عاصفة ثلجية مفاجئة الجزيرة وتعرض الماشية المحلية للخطر ، يعامله السكان كعضو آخر موثوق به في المجتمع وليس كغريب يتطفل في مكان غير مرحب به . يجد المخرج الاسكتلندي بن شاروك التعاطف مع عازف العود السوري ، عمر (أمير المصري) ، الذي هرب من الحرب الأهلية في بلاده للفرار دون عائلته (أبواه يقيمان في تركيا )، شقيقه (قيس ناشف) يقاتل في سوريا) إلى جزيرة موحشة في هبريدس في اسكتلندا في الجزيرة حاول أن يصادق السكان المحليين دون جدوى ، بينما ينتظر بفارغ الصبر طلب اللجوء الذي قدمه وهو يشعر بالوحدة في مكان غريب ، بعد أن تعلم بعض اللغة الإنجليزية لأنه اختار أن يكون لاجئًا في بلد يتحدث الإنجليزية. أثناء وجوده هناك يحارب الوحدة والحزن الشخصي ، بينما ينتظر معرفة مصيره في المستقبل ، يتحدث عمر بانتظام من كشك الهاتف في الهواء الطلق مع والدته (دارينا الجندي) ويخبرها أنه قلق بشأن أخيه. ترك الكثير من وقت الفراغ ، وهو يحلم كثيرًا ويتجول في السوق ، لكنه ليس على دراية بالأطعمة المحلية وبالتالي يفتقد المنزل واطباق والدته الشهية أكثر .
الموسيقي عمر الشخصية المحورية في ليمبو ، لا يعرف ماذا سيحدث له. إنه حاليًا – وفي المستقبل المنظور – عالق في جزيرة نائية في اسكتلندا ، مع مجموعة من طالبي اللجوء الآخرين. يتجول حول الجزيرة مع صديقه الأفغاني الذي عين نفسه وكيل أعمال لمحتمل فرهاد (فيكاش بهاي) ومع زملائه اللاجئين ، الأفارقة وهم موابينا أنساه وأولا أوريبي . كل هؤلاء الرجال ينتظرون إجابة عن مستقبلهم ، يشمل رفاقه اللاجئون الإخوة النيجيريون عابدي (كوابينا أنسا) وواصف (أولا أوربيي) ، والأخير يحمل حلمًا بعيد الاحتمال للغاية وهو لعب كرة القدم في النادي ألانكليزي تشيلسي . الروتين اليومي لهؤلاء الثلاثة وشريكهم في السكن بسبب عدم السماح لطالبي اللجوء بالعمل ، لذلك يقضون أيامهم في مشاهدة أقراص (دي.في .دي) ، الخاصة بالبرامج التلفزيونية الأمريكية مثل المسلسل الشهير ( فريندز) . ولكون إشارة الهاتف المحمول ضعيفة لذا فهم يتناوبون على الهاتف العمومي الوحيد في الجزيرة باستخدام بطاقات الهاتف للاتصال بالخارج.
يراقبون شاحنة البريد ، وحين يأتي ساعي البريد يندفعون جميعًا إلى الخارج معًا على أمل الحصول على رسالة بخصوص طلب اللجوء الخاص بهم . إنهم ينتظرون وينتظرون وينتظرون لأشهر وحتى سنوات دون أي مؤشر على حالة طلباتهم للجوء ، والأسوأ من ذلك أن كل هذا الانتظار والملل والقلق قد لا يرقى إلى أي شيء . طرقة على باب المنزل المشترك حيث ينتظر عمر وأصدقاؤه أيامًا قد يكونوا رجال شرطة . ،يقول أحد رفاق عمر اللاجئين: “إنه لأمر جيد أن الله جعل الحلم مجانيًا “. عمر (أو كان) موسيقي لامع ، عازف منفرد على العود . لا يمكنه العزف في الوقت الحالي ، من المفترض أنه بسبب إصابة في المعصم ، لكن هذا مجرد عذر: إنه محجوب روحيا وإبداعيًا . ينقل الممثل (أمير المصري) بشكل رائع خوف عمر من أن العزف على العود في ظل هذه الظروف البائسة سيكون عملاً من أعمال العبث وعدم الولاء وهو يحمل العود في حقيبته ، كما يقول فرهاد مثل نعش لروحه . فيلم ليمبو على الرغم من أنه لا يركز على الحرب نفسها بقدر ما تركت آثارها الدائمة على عمر وعائلته . هذا في حد ذاته مقنع. المخرج “شاروك ” الذي عاش في سوريا لمدة عام سافر عمر إلى المملكة المتحدة بعد تصاعد الصراع في سوريا وكان يبحث فقط عن بدء حياته في مكان ما يتمتع ببعض الاستقرار. هرب والداه إلى تركيا ، حيث يكافحان لدفع إيجار شقة ، وبقي شقيقه الأكبر في سوريا ، معتقدًا أنه يمكن أن يقاتل من أجل حريته وحرية الشعب السوري .
تم تصوير الفيلم (التصوير السينمائي من قبل نيك كوك) بأسلوب المخرج النرويجي كوريسماكي الثابت ، والكاميرا لا تتحرك إلا من أجل المناظر الطبيعية الصارخة التي تم ضبطها على الموسيقى . والموسيقى هي التي تسود نهاية فيلم شاروك ، حيث أعاد عمر الاتصال بآلاته بناءً على طلب شقيقه ، وقد تأكد إتقانه لها في اللحظات الختامية للفيلم . تم تصوير الفيلم في الغالب في شمال وجنوب يويست في في أوترهبريدس في أسكتلندا ، ويستفيد بشكل مذهل من المناظر الطبيعية المحترقة بالرياح والمساحات الشاسعة من السماء و يقع كشك الهاتف في الجزيرة وهو شريان الحياة لمجتمع المهاجرين على مفترق طرق ، المنزل الذي يشترك فيه عمر مع ثلاثة آخرين يقطنون في جزيرة صغيرة ومأوى للحافلات وإطلالات على حافة اليأس وما وراءها ، لا يغيب صانع الفيلم أبدًا عن مدى الوحدة واليأس التي تعيشها هذه الشخصيات ، لكنه يعترف أيضًا بالعبثية الكامنة في كل ذلك ويحتضنها. تمنح هذه النغمة الفيلم ميزة كوميدية لاذعة ، وبطريقة غير مباشرة ولكن واضحة ، نقدا مدروسًا جدًا حول كيفية فشل أنظمة اللجوء في المملكة المتحدة وأماكن أخرى للأشخاص الذين يفترض أن تساعدهم ، لقد ناضل هؤلاء اللاجئون البالغ عددهم 20 أو نحو ذلك بالفعل في طريقهم إلى أوروبا ، والآن يتم تعليقهم ووضع في (طي النسيان) في نمط احتجاز بيروقراطي . هل سيتم منحهم حق اللجوء أو إعادتهم؟ ، ليسوا في أي مكان. ليس لديهم ما يفعلونه سوى الانتظار؟! . أطلق شاروك العنان لمشهد مذهل تحدث فيه عمر (أمير المصري) مع شقيقه الذي بقي للقتال في سوريا . الفيلم مؤثر ومدروس بشكل مذهل لأنه ينسج معًا قصة لاجئ سوري عالق في طي النسيان – لا يستطيع عمر العودة إلى حياته السابقة في سوريا ، حيث لا يزال في خضم الحرب الأهلية والمدمرة. خسارة بشرية لكنه لا يعرف ما يخبئه لمستقبله.
يلعب دور البطولة الممثل المصري أمير المصري الذي يجسد دور عمر القادم من سوريا هربا من الحرب الأهلية الدائرة هناك والذي يهوى الموسيقى ويجيد العزف على العود ويحلم بأن يحقق نفسه من خلال الفن ، وبينما ابتعد عمر عن الحرب وسافر طلبا للجوء انخرط فيها أخوه نبيل وهو ما أحدث جفوة بين الشقيقين . وظلت العائلة التي لم تظهر طوال الفيلم سوى صوتهاعبر المكالمات الهاتفية منقسمة بين الاثنين، فتارة ترى أن عمر اتخذ القرار الصحيح وتارة ترى أن أخيه هو الشجاع الذي بقي للدفاع عنهم وعن الوطن . ورغم نجاحه في الوصول للغرب يظل عمر معلقا بالعالم الذي تركه خلفه فهو قابض دوما على العود الذي ورثه عن جده لكنه لم يعزف عليه ولا مرة منذ سافر ودائم الاشتياق للمأكولات التي كانت تعدها أمه ويحاول البحث عن مكوناتها لصنعها بنفسه ، وفي مشهد أراد المخرج التفرقة فيه بشكل واضح بين من غادر بلده مضطرا وبين من غادرها طمعا في الغرب، يظهر أحد الصيادين بالجزيرة ليعرض على اللاجئين العمل بشكل غير قانوني في مصنع لتعليب الأسماك لكن عمر يرفض ويؤكد التزامه بالقوانين التي فرضها عليهم البلد الجديد بينما يقع البعض في الفخ ويتم القبض عليهم وترحيلهم ، أشترك الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والأربعين . وقد تحدث الممثل “أمير المصري” الذي يجسد دور عمر القادم من سوريا هربا من الحرب الأهلية الدائرة هناك قائلا “مخرج الفيلم عاش لمدة عام في سوريا وأستاذته في الجامعة هي من ساعدتنا كثيرا في ضبط اللهجة وكانت تجلس معنا مرة كل أسبوع قبل التصوير” وأضاف “جلسنا أيضا مع بعض اللاجئين في مركز التأهيل وسمحوا لنا بالاقتراب منهم والتحدث إليهم والتعلم منهم وهم الأبطال” .
يسلط المخرج بن شاروك الضوء على جوانب جديدة في قضية اللاجئين ويطرح العديد من الأسئلة ، ماذا بعد رحلة الوصول لبلد المهجر؟ أي حياة تنتظر طالبي اللجوء وهم يترقبون السماح لهم بدخول المجتمع الجديد؟ وما هي التداعيات عليهم وعلى الدول التي تستضيفهم؟ . يتجاوز الفيلم البدايات وتفاصيل الرحلة ، وصعوباتها لينطلق من نقطة مختلفة ، وصعوباتها لينطلق من نقطة مختلفة وهي أرض الوصول، يقدم هذا الفيلم نظرة مختلفة وإنسانية على تجربة المهاجر دون أن يقع السرد في ميلودراما ملتهبة ومشحونة سياسياً عنصر آخر لا يتجزأ من هذا الفيلم هو عرضه لإلقاء نظرة إنسانية أصيلة على محنة اللاجئين العالمية ، خالية من التنازل والقوالب النمطية التي كانت موجودة إلى حد كبير في الصور الغربية للمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء. يمكن ملاحظة ذلك في الحبكة الفرعية حيث يكرر عمر طبقه المفضل ، وصفة والدته. وحين يتصل بوالدته لتدوين جميع المكونات يذهب إلى المتجر ويبحث باستمرار عن السماق (أحد التوابل الشرق أوسطية الشهيرة المستخدمة في العديد من الأطباق) لعمل المكدوس. في مشاهد رحلة عمر إلى السوبر ماركت محبطة بشكل خاص. يأمل في التقاط بعض السماق لعمل طبق يذكره بالمنزل ، يجد أن التوابل الوحيدة هي الكاتشب والخردل وصلصة الصويا و تفاعله مع صاحب المتجر هزلي ومربك أثناء مناقشة موضوع رهاب الأجانب واستخدام كلمات تعتبر ألفاظ عنصرية .، بل ويصادق صاحب المتجر ، لحظات صغيرة مثل هذه تبني شخصية عمر – وتراثه – في ذهن الجمهور ، وتضيف مستوى من الإنسانية والعمق للاجئين السوريين لا يتم تصويره عادة في وسائل الإعلام الغربية . أكد المخرج بن شاروك مخرج الفيلم في احدى لقاءاته ” إنه يتحدث ويقرأ العربية، وذلك لأنه درس العربى فى جامعة أدنبرة واستكمل دراسته فى القاهرة ثم انتقل للدراسة العربى فى جامعة دمشق ، وأكد شاروك، خلال لقائه برنامج (معكم منى الشاذلى ) بعد عرض فيلمه في مهرجان القاهرة الدولي ” أن الفيلم مرتبط بالوقت الذى عاشه فى سوريا، مشيرا إلى أن هناك أزمة فى النظرة للاجئين بشكل إنسانى وأنه أحب مناقشة تلك القضية” . الفيلم يؤكد على نقطة مهمة وهي أن هؤلاء اللاجئين لم يأتوا إلى الغرب ليأخذوا مكان أحد أو ينتزعوا شيئا من أصحابه بل على العكس تماما هم يحلمون دوما بالعودة إلى بلادهم لأن حياتهم في أوطانهم قبل الصراعات والحروب كانت أفضل بكثير من حياتهم كلاجئين .
وهذا الشاب عمر السوري رغم نجاحه في الوصول للغرب يظل معلقا بالعالم الذي تركه خلفه فهو قابض دوما على العود الذي ورثه عن جده لكنه لم يعزف عليه ولا مرة منذ سافر ودائم الاشتياق للمأكولات التي كانت تعدها أمه ويحاول البحث عن مكوناتها لصنعها بنفسه .
شارك الفيلم في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية مثل مهرجان كان السينمائي، وحصد عدداً من الجوائز العالمية مثل حصوله على جائزة لجنة تحكيم الشباب من مهرجان سان سباستيان السينمائي، كما حصد على جائزة أفضل فيلم في مهرجان ماكاو السينمائى الدولى في مدينة ماكاو الصينية . بالاضافة الى مشاركة الفيلم في كبرى المهرجانات العالمية منها “كان” السينمائي وفوزه بجائزة في سان سباستيان والمركز الثاني في مهرجان لندن السينمائي، فضلاً عن كونه سببًا رئيسيًا في ترشيح أمير المصري، أول نجم من أصول مصرية ضمن أفضل 5 ممثلين من جيل الشباب الصاعد في جوائز “بافتا”، كان اختيار الممثلين يتسم بالتنوع، حيث أدى الممثل المصري أمير المصري، دور (عمر السوري) والأفغاني فيكاش بهاي (فرهادي) والفلسطيني قيس ناشف (نبيل) وفي دور واصف (أولا أريبي) وعبيدي (كوابينا انساه) والممثلة الدانماركية سيدس بابيت كنودسن، والألماني كينيث كولارد (في دوري المساعدة الاجتماعية) والبريطاني لويس غريبين في دور(ابن البلدة ) ، في الختام : فيلم “ليمبو” يمزج بخيط كيمياء رفيع ما بين الكوميديا والتراجيديا ويضج بالتقابلات وكذالك الاستعارات المفتوحة على تعدد الرؤى ، حيث الأحاسيس والانتماء إلى الفضاء الإنساني المشترك الذي يصر البعض على تعكيره من أنظمة حاكمة تتفنن في تعذيب شعوبها ودول استقبال يحتفظ مواطنوها بكثير من الأحكام القبلية التي تشحنهم بها وسائل إعلام دولهم

https://letsupload.io/4eyC7/[TukTukCinema.Net]_Limbo.2020.1080p.WEB-DL.mp4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 فيلم “ليمبو” يسلط الضوء على جوانب جديدة في قضية اللاجئين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: فيلم “ليمبو” يسلط الضوء على جوانب جديدة في قضية اللاجئين     فيلم “ليمبو” يسلط الضوء على جوانب جديدة في قضية اللاجئين  Emptyالإثنين 31 مايو 2021, 3:47 pm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
فيلم “ليمبو” يسلط الضوء على جوانب جديدة في قضية اللاجئين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خالص جلبي يسلط الضوء على عتمة "عصر الظلمات العربي"
» قضية اللاجئين الفلسطينيين
» فيلم "بادمافاتي".. فيلم هندي عن زواج حاكم بملكة هندوسية
»  قضية اللاجئين الفلسطينيين: الواقع الصعب وقلق المصير
» فيلم "واجب" - جائزة افضل فيلم طويل ...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فيديوات :: افلام-
انتقل الى: