محللةُ إسرائيليّةٌ: “مصر عادت للتوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولكن في هذه المرّة تنوي دقّ إسفينٍ بين قيادة حماس في غزة وقيادتها في الدوحة… اللغة العدائية للسنوار تصعب على مصر الدفع قدمًا بمبادرات المصالحة والتسوية السياسيّة لكنّها تعرف حاجتها لإظهار القوّة”
تحدثت باحثة إسرائيلية، عن دلالات تجدد الوساطة المصرية عقب نهاية عدوان 2021 الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، مؤكدة أن الإنجازات السياسية والاقتصادية التي ستعطى لقائد حماس في غزة يحيى السنوار، ستدفعه لهدنة طويلة المدى واتفاق سياسي.
وأكدت أنه من “المهم لمصر أن تمنع قطر من أن تأخذ منها دور الوسيط في النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين”، موضحة أن “السيسي اعتقد بأنه يستطيع تحقيق ذلك بمساعدة ثلاثة أمور مهمة هي: الجغرافيا، فالحدود مع القطاع تمكن مصر من السيطرة على معابر غزة؛ الأيديولوجية، القومية المصرية والعربية التي باسمها يجب الدفاع عن الأمن القومي العربي؛ التاريخ، مسؤولية مصر عن المسألة الفلسطينية.. ولكن السيسي خاب أمله، ومبادرة المصالحة فشلت، وتأثير قطر وقيادة حماس في الخارج زاد”.
وبعد نهاية عدوان 2021 الإسرائيلي الأخير على القطاع، “عادت مصر للتوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن في هذه المرة يبدو أنها تنوي دق إسفين بين قيادة حماس في غزة وقيادتها في الدوحة، والصحافي أديب شرح لمشاهديه لماذا السنوار يجب أن يكون العنوان في أي مفاوضات مستقبلية تجريها السلطة الفلسطينية أو إسرائيل أو المجتمع الدولي.
وأشارت مرزان، إلى أن “اللغة العدائية للسنوار، تصعب على مصر الدفع قدما بمبادرات المصالحة والتسوية السياسية، لكنها تعرف حاجتها لإظهار القوة”، منوهة إلى أن خطاب السنوار القوي بعد عدوان 2021، يشير إلى “غضبة من إسرائيل، وغضبه من غطرسة إسرائيل ومن تجاهل تحذير محمد الضيف بشأن القدس، والانجرار لمواجهة عسكرية، حيث حملت الصواريخ التي أطلقت على تل أبيب رسالة بأن سكان غزة لن يهربوا بل إن سكان تل أبيب سيهربون”.
وقالت: “من المهم للسنوار أن ينقش في وعي إسرائيل، أن المعركة في هذه المرة انتهت بدون حسم عسكري، وبحسب قوله، فإن إسرائيل لم تنجح في تصفية قدرة حماس الصاروخية والكثير من الأنفاق، ولم تتسبب بضرر كبير للوحدات المختارة”.
وعن حديث السنوار وإشادته بالفلسطينيين في الداخل المحتل الذي وصفهم بقوله “قبضايات”، أفادت الباحثة بأن هذا يدل على أنهم “في غزة بدأوا في فهم أن المقاومة الشعبية أداة ضغط بناءة أكثر، كما أن السنوار يدرك تأثير النكبة والنكسة على الكرامة الشخصية والشموخ الوطني الفلسطيني، ومن المهم له تجنيد التراث القتالي البطولي للشيخ أحمد ياسين وياسر عرفات وفتحي الشقاقي وأبي علي مصطفى ومحمد الضيف، لرفع رأس التجمعات الفلسطينية وأن يغرس فيها الإيمان والأمل بالتحرر والعودة”.
وأكدت أن “حماس لا تنوي التنازل عن أيديولوجيتها السياسية، الجهاد ضد إسرائيل، حتى القضاء عليها، ولكن السنوار أكد أيضا أن حماس مستعدة لتعليق النزاع والتوقيع على هدنة طويلة المدى باسم الاتفاق الوطني”، موضحة أنه “في حال كان السنوار لا يريد تخييب أمل مصر، بعد أن نجح في هذه المعركة في إعادة القضية الفلسطينية لمركز خطاب المجتمع الدولي، فإنه يجب عليه التخلي عن النغمة العدائية ووقف النار والتوقيع على صفقة لإطلاق سراح الأسرى وإعادة إعمار القطاع”.
ورأت أنه “من المحظور على إسرائيل تقديم انجازات لحماس في كل ما يتعلق بالقدس وقطاع غزة، وفي موضوع القدس يجب على إسرائيل أن تتعامل مع الأردن والسلطة الفلسطينية، وأن تقترح عليهم انشاء آلية مشتركة تكون مسؤولة عن الأمن في الأماكن المقدسة”.
وفي ختام مقالها التحليليّ شدّدّت على أنّ “هذا يمكنه إضعاف نفوذ حماس والجناح الشمالي للحركة الإسلامية (الشيخ رائد صلاح)، وأنْ يمنع جهات سياسية ودينية متطرفة من تأجيج المشاعر، وفي موضوع قطاع غزة يجب على إسرائيل أنْ تتعامل مع مصر وقيادة حماس في غزة، وزيادة حضور مصر في القطاع وتسليح السنوار بإنجازات سياسية واقتصادية تدفعه للتقدم نحو هدنة طويلة المدى، وبعد ذلك نحو تسوية سياسية مع السلطة الفلسطينية”، على حدّ تعبير المُحلِّلة الإسرائيليّة.