المعتصم بالله يسحق الإمبراطورية البيزنطية
المسلمـون بقيـادة الإفشين قائـد جيش الخليفـة العباسي المعتصـم بالله يسحقون جيش الإمبراطوريـة البيزنطية بقيـادة الإمبراطور ثيوفيلوس و الذي تجرأ على مهاجمة ثغـور الإسلام و أسر نساء المسلمين و من بينهم المرأة الهاشمية الشهيرة
في مثـل هذا اليـوم في الثاني و العشرين من تموز يوليو عام 838 للميلاد .. المسلمـون بقيـادة الإفشين قائـد جيش الخليفـة العباسي المعتصـم بالله .. يسحقون جيش الإمبراطوريـة البيزنطية بقيـادة الإمبراطور ثيوفيلوس .. و الذي تجرأ على مهاجمة ثغـور الإسلام و أسر نساء المسلمين و من بينهم المرأة الهاشمية الشهيرة ..
دولة الخلافـة العباسية في ذلك الوقت و على رأسها الخليفة المعتصـم بالله .. كانت تواجه فتنة بابك الخرمـي الكبيرة .. و الذي يصفه ابن كثيـر بأنه كان زنديقاً كبيراً و شيطاناً رجيماً .. اهلك الحرث و النسل و قتل الافاً من المسلمين في منطقة أذربيجان و ما حولها ... و بعد صراع عنيف و توجيه الخليفة للجيش إثر الجيش .. تمكن الإفشين من سحق هذا المارق و أسره .. و جيء به إلى بغـداد و سامـراء و صلـب أمام مشهد من الناس ليصدقوا القضاء النهائي عليـه ..
و كان بابك حين أحاطت به جيوش الخلافة قد أرسل إلى الإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس يقول له بأن جلّ جيوش المسلمين قد خرجت باتجاهه و أن البيزنطيين بإمكانهم أن يزحفوا بجيوشهم من جهة الأناضول و الشام و لن يجدوا جيوشاً تردهم ..
استجاب الإمبراطور ثيوفيلوس لهذه الفكرة و حشد جيشاً عظيماً و انقض على ثغـور المسلمين يعيث فيها فساداً و تحريباً .. و هاجم مدينة زبطـرة و قتل من أهلها خلقاً كثيراً و أسر نساءها .. و كان من بينهم المرأة الهاشمية صاحبة الجملة الشهيرة التي نادت ( وامعتصمـاه ) كما يروى ..
فلما وصل الخبـر إلى المعتصـم انتفض غاضباً .. و أمـر بحشد جيوشه و جمـع أعيان الدولة و القضاة و أشهدهم على تقسيم أمواله و وصيته و كأنه خارج إلى الموت .. ثم خـرج في جيش لم يرى مثله من بغـداد زاحفاً شمالاً ... و وجه قسماً من جيشه إلى زبطرة لنجدتها .. و لما وصلها الجيش كان البيزنطيون قد ارتكبوا جريمتهم و ولوا مدبرين .. و عندها قرر المعتصم توجيه ضربة عنيفة لهم جزاء ما اقترفت أيديهم و سأل عن أعظم مدنهم حصانة فقالوا له عمـورية .. مسقط رأس الإمبراطور نفسه .. و التي لم يبلغها خيل مسلم من قبل .. فعبأ المعتصم الجيش و توغل في الأناضول .. ثم قسم الجيش الكبيـر إلى قسمين و أعطى قيادة القسم الأخر للإفشين ... و أخذوا يبحثون عن الجيش البيزنطي الذي يقوده الإمبراطور .. حتى إذا وجدوه التف الإفشين بجيشه إلى خلف الجيش البيزنطي .. و أصبح جيش العدو في موقع بين الجيشين المسلمين لا يدري أيهما يقاتل .. فابتعد جيش العدو عن جيش الخليفة و قرر الالتحام بجيش الإفشين .. و حمي الوطيس في مثل هذا اليـوم عام 838 للميلاد ... و تمكن المسلمون من تمزيق الجيش البيزنطي و ضعضعة صفوفه .. و فر الإمبراطور هارباً إلى عاصمته .. ليجتمع جيش الإفشين بجيش الخليفة و يتم الزحف نحو عمـورية .. حيث حاصرها المسلمون بقيادة المعتصم حصاراً عظيماً و تمنكوا أخيراً من فتحها و اغتنموا كل شيء فيها .. ثم أمـر المعتصم بهدمها و حرقها عقاباً للبيزنطيين .. و عاد منتصراً مظفراً إلى بغـداد بعد أن قضى 55 يوماً في عموريـة ... و منذ ذلك اليوم اختفت هذه المدينة و لم يسكنها أحد .. و نسج الشاعر الشهير أبـو تمام قصيدته البديعـة يصف هذا الانتصـار :
السيفُ أَصدقُ إِنْـباءً مِنَ الكُتُـبِ ... في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ ... في مُتُـونهنَّ جلاءُ الشَّك و الريَـبِ
و العِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لامعـة ً ... بَيْنَ الخَميسَيْنِ لافي السَّبْعَة الشُّهُبِ
تَدْبيرُ مُعْتَصِـم بِاللَّهِ مُنْتَقِـمِ للهِ ... مرتقـبٍ في الله مُرتغـبِ
لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْـرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ ... كأسَ الكرى و رُضابَ الخُـرَّدِ العُرُبِ
خَلِيفَة َاللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ ... جُرْثُومَة ِ الديْنِ و الإِسلام و الحَسَبِ
أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسِمِهمُ ... صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ