لا يتناولون الخضار والفواكه.. صمت رسمي على تقرير أممي يؤكد 84% من الأردنيين لا يأكلون طعامًا صحيًّا وأزمة مُزدوجة في بلاد الشعب المعروف بالكرم نقص المغذيات الحقيقية وتزايد السمنة خُصوصًا في صُفوف النساء
يمكن القول وببساطة بأن الأرقام التي أعلنها البرنامج الاممي للغذاء حول اوضاع العائلات والمستويات الاجتماعية الفقيرة و اللاجئين في الاردن يقرع جرس الانذار على مستوى ما يسمى بطبيعة السلوك الغذائي بين الاردنيين وايضا على مستوى الامن الغذائي الوطني الاردني و هي مسالة سبق ان نوقشت في غرف العمليات خصوصا في بدايات ازمة الفيروس كورونا.
الأرقام التي وردت في التقرير الاخير حول الوضع الصحي الغذائي للاردنيين تثير الكثير من القلق وتطرح الكثير من الاسئلة فبموجب التقرير الاممي 84% من الاردنيين لا يتناولون طعاما صحيا دون النص على الفقراء فقط في المجتمع الاردني ولا على اللاجئين بصفة حصرية مما يعني بان طبيعة تناول الغذاء في الاردن لا تؤشر على سياسات صحيه.
كما يعني بأن وزاره الصحة والحكومة من خلفها لا تبذلان الجهد الكافي للتنويع في مصادر الغذاء او للانسجام مع المعايير الاممية في مجال الاستهلاك الغذائي بصفة خاصة.
وبالتالي تحدث التقرير الأممي ايضا عن عدم إستخدام الفواكه والخضار من قبل نحو ثلثي الاردنيين وهي وقائع رقمية توحي بالكثير خصوصا وان مظاهر الكرم والضيافة والموائد الكبيرة متمرسة وتاريخية في الاردن بالاضافة الى ان الاردن موصوف بكل الاحوال بانه بلد خير وعطاء وكرم مما يضع الكثير من العلامات وايضا في ظل ارتفاع مستويات التدخين والبدانة والامراض المزمنة.
ولفت التقرير الأنظار عندما توسعت قناة الجزيرة القطرية في عرض حيثياته مع تقرير مصور لمنزل عشوائي لأحد المواطنين بمعية أطفال يتناولون الخبز الناشف والشاي ويزيد التقرير الأممي التعقيدات امام وزارتي الصحة والزراعة في ظل تعقيدات مالية وإقتصادية معقدة اصلا.
وأصدرت الأمم المتحدة الخميس، ملخصا يوصي بتبني مجموعة من السياسات لضمان التحول نحو نظم غذائية تؤدي إلى توفير غذاء آمن ومستدام وصحي للجميع في الأردن.
ويعاني الأردن، وفق نتائج تقرير التغذية العالمي لعام 2020، من “عبء مزدوج يتمثل في نقص المغذيات الدقيقة وزيادة الوزن والسمنة، خاصة لدى النساء، مما يشير إلى وجود فجوة كبيرة بين الجنسين في التغذية”.
وأوصت الأمم المتحدة بـ “التشجيع على تبني ممارسات الزراعة الإيكولوجية بشكل أوسع، وتخصيص موارد كافية لوضع برامج حماية اجتماعية شاملة، تشمل المرأة، واعتماد لائحة قانونية لتسويق المنتجات الغذائية كطريقة فعالة للحد من تسويق الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والدهون المتحولة والملح والسكر للأطفال، وكذلك تقليل تسويق هذه الأطعمة للمجموعات أخرى”.
إضافة إلى تعديل المواصفات الخاصة بالصناعات الغذائية لخفض معدلات استهلاك الملح والسكر والدهون المشبعة في الغذاء، وإلزامية بطاقة البيان للتنويهات الغذائية، على سبيل المثال، قائمة المكونات، وإعلانات المغذيات على ظهر العبوة، ووضع ملصقات مبسطة على مقدمة العبوة لجميع الأطعمة المعبأة مسبقًا، لأنها تدعم خلق بيئة غذائية صحية