لماذا يحقد النظام السعودي الحالي على دول الخليج ودول المقاومة ومحورها وكل الدول العربية والإسلامية؟
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي
تمر الأمة العربية منذ عدة سنوات لغاية هذه الأيام بأحوال لا تحسد عليها، وذلك لأن هناك نظاما عربيا رجعيا متخلفا حاول أن يسيطر على قرارها في تلك السنوات العجاف فخلط الصالح بالطالح والحابل بالنابل عبر وسائل كثيرة ومؤامرات دينية وهابية فتنوية وسياسية كاذبة وإعلامية مدبلجة وعشائرية بعيدة عن قيمها وأخلاقها وعزتها وعاداتها وتقاليدها الوطنية والعربية والإسلامية، وحاول ذلك النظام لعقليته المريضة وفكره الشيطاني التابع بشكل كامل لفكر الكيان الصهيوني ولعقلية زعماء أمريكا كترامب أن يكون سيد الأنظمة العربية وحتى كان لديه أحلام كبرى للسيطرة على القرار الإسلامي يأمر وباقي الأنظمة العربية والإسلامية تطيع، وبعد كل تلك السنوات قسمت الأنظمة العربية والعربية بالذات في سياساتها الخارجية وبالذات فيما يتعلق بقضية فلسطين إلى عدة محاور…
المحور الأول وهو محور المقاومة والممانعة المتمثل بسورية وأحزاب وفصائل المقاومة في لبنان وغزة فلسطين والعراق وصنعاء اليمن والجزائر….وغيرها وهو محور ثابت على مواقفه مدافع عن شعبه ووطنه وأمته العربية بكل السبل المتاحة له، ويعمل على تحرير فلسطين كاملة والجولان ومزارع شبعا ويدعم كل الدعم لتحقيق ذلك التحرير ولو على مراحل متتالية، ورغم تعرضه للكثير من المؤامرات الصهيوأمريكية أوروبية والمستعربة والمتأسلمة إلا أنه إنتصر وفي كل الميادين وما زال وسيبقى بإذن الله تعالى وعونه له وللدول الإسلامية التي دعمته بكل أنواع الدعم اللوجستي ووقفت وما زالت بجانبه مثل جمهورية إيران الإسلامية ومن دول الأصدقاء في العالم الحر روسيا والصين وفنزويلا…وغيرها…
المحور الثاني هو محور مصر والسلطة الفلسطينية والأردن وهذا المحور تم الضغط عليه في الماضي البعيد والقريب وتمت محاصرته من الصهيوغربيين والمستعربيين ووقع بأفخاخ إتفاقيات سلام مشؤومة ملزمة له دوليا مع الكيان الصهيوني (كامب ديفيد،وأوسلو،ووادي عربة) ولا يستطيع التخلص منها لأنه تم صياغتها بشكل قانوني دقيق حتى لا تنسحب تلك الدول منها في القادم من السنوات، بالرغم من أن هذا المحور خاض مع ذلك الكيان الصهيوني حروب بطولية فيما مضى وإنتصر عليه في معركة الكرامة 68 وحرب أكتوبر 73، ولكنه لم ولن يطبع بشكل كامل لا رسميا ولا شعبيا بغض النظر عن اللقاءات هنا وهناك مع بعض قادة الكيان، والتي يعتبرها ذلك المحور بأنها لصالح الشعب الفلسطيني وشعوب بلدانهم والمنطقة برمتها، وهو محور يعمل للسلام العادل والشامل ويؤمن بحل الدولتين الذي وعد به من خلال عدة إدارات أمريكية ديمقراطية وجمهورية وآخرها وعود بايدن وهو يعمل على ذلك الأمر، لكنه لا يحقد على محور المقاومة ولم ولن يتأمر عليه ويحاربه بالسلاح ويكيد له المكائد بالرغم من بعض التصريحات الإعلامية والسياسبة هنا وهناك…
المحور الثالث هو محور المغرب والسودان والذي تم الضغط عليه من ترامب المجرم ووقعت إتفاقيات سلام بالنسبة له وتطبيع بالنسبة للكيان الصهيوني وبضغوط ووعود وعهود أمريكية ترامبية ذهبت وخسر ترامب ولم تتحقق لكن اللقاءات مستمرة مع ذلك الكيان الصهيوني وقادته ووزرائه للأسف الشديد وبالذات في المغرب، أما السودان فما زال يعاني من تبعات الثورات المفتعلة والفوضى الخلاقة وكلما تم التوافق بين العسكريين والمدنيين يتم إشعال الفتن مرة أخرى في السودان من قبل أذيال الصهيوأمريكيين في الداخل مستخدمين الشعب السوداني ليكون واجهة لبقاء الفتنة يمنع أي توافق للسير بإقامة حكم مدني في الوقت المتفق عليه بين شرفاء الأطراف السودانية…
المحور الرابع وهو محور خطير جدا ومتوحش ويحمل فكر وإجرام عصابات الكيان الصهيوني والذي كان في الماضي البعيد يخدم ذلك الكيان الصهيوني من تحت الطاولة واليوم أصبح علنا وهو محور التطبيع الكلي والشامل والذي تصهين أكثر من الصهاينة أنفسهم وهو محور المطبعين القدامى المتجددين بالخفاء هو السعودية ومن جرها معه كالإمارات والبحرين وهذا المحور ترك فلسطين وتآمر عليها مرات عدة وتنازل عنها وما زال ويحقد على محور المقاومة وإستخدم كل الوسائل الشيطانية وما زال للقضاء عليه نهائيا وفشل بل وضغط مع ترامب على بعص دول الخليج للتطبيع العلني مع الكيان الصهبوني، وهذه الدول الإمارات والبحرين والتي تحاول ترميم علاقاتها هنا وهناك وتعمل على إعادة العلاقات مع دول محور المقاومة ومع دول المحور الثاني مصر والأردن بعد فشلهم وهزيمتهم وبعد كشفهم لنوايا إبن سلمان والخلافات الكثيرة التي وقعت بينهم وبين أتباعهم المنفذين وأدواتهم وعصاباتهم داخل الدول العربية وبالذات في سورية سابقا وعدن اليمن اليوم…
المحور الخامس هو محور قطر والإخوان المسلمين والذي تم جره من قبل محور السعودية التركي في ما سمي بالثورات العربية المفتعلة والفوضى الخلاقة والمؤامرات على الصيدة وطارت الصيدة كما صرح حمد بن جاسم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية سابقا وبعد هزيمتهم جميعا في سورية تم حصاره من قبل دول المؤامرات سابقا والمطبعة حاليا برا وبحرا وجوا لقلب النظام بمعارض قطري مقيم في السعودية محاولين إلصاق كل الجرائم التي إرتكبوها معا بحق الدول والشعوب العربية وبالذات في سورية ويحملوها فقط لقطر لولا دعم إيران وتركيا لقطر لكانت في خبر كان، وهو محور له علاقات قوية مع باقي دول الخليج ومع بعض دول محور المقاومة مثل إيران الإسلامية ومع بعض الفصائل الفلسطينية مثل حماس في غزة ونرجوا أن ترجع العلاقات مع مصر وباقي الفصائل الفلسطينية المقاومة ومن ضمنها فتح ومع حزب الله اللبناني ومع صنعاء اليمن ومع سورية بالذات، وله علاقات قوية مع الأردن ومع تركيا وبنفس الوقت تم مصالحته مع دول محور التطبيع والحصار والمؤامرات والفتن وهواة الحروب المفتعلة في قمة العلا، وهو على علاقات تجارية مع الكيان الصهيوني ومع أمريكا بالذات ولكنه لم يطبع بشكل كلي مع الكيان الصهيوني وهو مؤمن بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني مع عودة الجولان لسورية ومزارع شبعا للبنان وهذا موقفه المعلن على مستوى ديني وسياسي وإعلامي…
المحور الخامس هو المحور الصامت والذي له علاقات مع كل تلك المحاور ولا تدري ما في قلبه وعقله ولمن يميل ومع من كان أو سيكون في الأيام والأشهر والسنوات القادمة إذا بقي الوضع كما هو عليه ولم يتم عمل مصالحات شاملة فلسطينية فلسطينية وعربية عربية وفلسطينية وعربية وإسلامية معا وقد يتم كل ذلك في مؤتمر القمة العربي في الجزائر والتي تعهد رئيسها بأنها ستكون قمة مصالحات شاملة بين كل الفرقاء الفلسطينين والعرب وإذا تمت ونرجوا ذلك سيتم عمل المصالحات العربية والإسلامية الشاملة في منظمة المؤتمر الإسلامي، فهل سيتحقق ذلك في القادم من الأيام والأشهر والسنوات وتلتقي كل تلك المحاور على قلب رجل واحد لتنهض الأمة العربية والإسلامية من كبواتها وتعيد كرامتها وعزتها وموقعها الحقيقي بين الأمم…