منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط  Empty
مُساهمةموضوع: قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط    قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط  Emptyالجمعة 07 يناير 2022, 4:30 am

قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط  9937095362b87142fd6c751c1fdcb23d.png


قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط 


المؤلف كتاب قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط والمؤلف لـ 115 كتب أخرى.
داعية إسلامي مصري مهتم بالتاريخ الإسلامي ومشرف موقع قصة الإسلام، أستاذ مساعد جراحة المسالك البولية بكلية طب جامعة القاهرة، ولد في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية. تخرج في كلية الطب جامعة القاهرة عام 1988م بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
أتم حفظ القرآن عام 1991 م.
حصل على الماجستير عام 1992 من جامعة القاهرة ثم الدكتوراه عام 1998م بإشراف مشترك بين مصر وأمريكا في جراحة المسالك البولية والكلى.
يعمل الآن أستاذًا بكلية الطب - جامعة القاهرة.
مؤرخ اسلامى وكتب عن الدولة الاموية والعباسية ودولة الخلافة والتتار وغيرها كثير. - صَدَرَ له حتى الآن 49 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي هي:
(من هو محمد (صل الله عليه وسلم)): الحائز على جائزة المركز الإسلامي لدعاة التوحيد والسُّنَّة عام 2010م.
(ماذا قدم المسلمون للعالم .. إسهامات المسلمين في الحضارة الإنسانية): الحائز على جائزة مبارك للدارسات الإسلامية عام 2009م.
(الرحمة في حياة الرسول (صل الله عليه وسلم)): الحائز على جائزة المركز الأول في مسابقة البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة (صل الله عليه وسلم) عام 2007م.
المشترك الإنساني .. نظرية جديدة للتقارب بين الشعوب.
فن التعامل النبوي مع غير المسلمين.
قصة الأندلس.
قصة تونس.
قصة الإمام محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله).
الشيعة.. نضال أم ضلال؟
قصة أردوجان..
له كثير من المؤلفات منها
من هو محمد صل الله عليه
ماذا قدم المسلمون للعالم
الرحمة في حياة الرسول
المشترك الإنساني
فن التعامل النبوي مع غير المسلمين
قصة الأندلس
قصة تونس
قصة الإمام محمد بن عبد الوهاب
الشيعة.. نضال أم ضلال؟
قصة أردوجان
قصة التتار من البداية إلى عين جالوت
قصة الحروب الصليبية من البداية إلى عهد عماد الدين زنكي
العلم وبناء الأمم - دراسة تأصيلية في بناء الدولة وتنميتها
روائع الأوقاف في الحضارة الإسلامية
أخلاق الحروب في السنة النبوية
قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية
فلسطين.. واجبات الأمة
وشهد شاهد من أهلها
رحماء بينهم - قصة التكافل والإغاثة في الحضارة
بين التاريخ والواقع – أربعة أجزاء
وخُلق الإنسان ضعيفًا
نقطة ومن أول السطر
رمضان ونصر الأمة
أمة لن تموت
رسالة إلى شباب الأمة
كيف تحافظ على صلاة الفجر
كيف تحفظ القرآن الكريم
القراءة منهج حياة
المقاطعة.. فريضة شرعية وضرورة قومية
أخي الطبيب قاطع
أنت وفلسطين
فلسطين لن تضيع.. كيف؟
لسنا في زمان أبرهة
إلا تنصروه-صل الله عليه وسلم
التعذيب في سجون الحرية
رمضان وبناء الأمة
الحج ليس للحجاج فقط
من يشتري الجنة
الفتنة الطائفية في مصر.. الجذور.. الواقع.. المستقبل
كيف تختار رئيس الجمهورية
رمضان الأخير
قصة أردوجان
مستقبل النصارى في الدولة الإسلامية
الحج والعمرة.. أحكام وخبرات
أنت والصومال
رسائل من قلب الحدث
قصة العلمانية
أجمل حوار.. حوار النبي (صل الله عليه وسلم) مع أصحابه رضي الله عنهم
عندما عاهد الرسول صل الله عليه وسلم
الموسوعة الميسرة للتاريخ الإسلامي 








وصف الكتاب


الباب الأول: الطريق إلى الأندلس
الفصل الأول: الأندلس .. طبيعة المكان
الفصل الثاني بعنوان: الأندلس قبل الإسلا

الباب الثاني: فتح الأندلس
الفصل الأول: فتح الأندلس.. فتح أموي مجيد
الفصل الثاني: موسى بن نصير وقرار الفتح
الفصل الثالث: طارق بن زياد يفتح الأندلس
الفصل الرابع: الفتح الإسلامي يكتسح الجزيرة
الفصل الخامس: قرار الخليفة بوقف الفتح واستدعاء القادة

الباب الثالث: عصر الولاة
الفصل الأول: عهد القوة
الفصل الثاني: معركة بلاط الشهداء وتوقف الفتوحات
الفصل الثالث: وقفة تاريخية بعد معركة بلاط الشهداء
الفصل الرابع: عهد الضعف في فترة الولاة

الباب الرابع: عصر الإمارة الأموية
الفصل الأول: عبد الرحمن الداخل
الفصل الثاني: عصر عبد الرحمن الداخل
الفصل الثالث: الإمارة الأموية في عهد القوة
الفصل الرابع: الإمارة الأموية في عهد الضعف

الباب الخامس: عصر الخلافة الأموية
الفصل الأول: عبد الرحمن الناصر
الفصل الثاني: الجهاد السياسي والعسكري لعبد الرحمن الناصر
الفصل الثالث: النهضة الحضارية في عهد الناصر
الفصل الرابع: الحكم المستنصر بن عبد الرحمن الناصر
الفصل الخامس: هشام المؤيد بن الحكم وبداية الدولة العامرية
الفصل السادس: الجهاد السياسي والعسكري للحاجب المنصور
الفصل السابع: أثرى عهود الأندلس قاطبة (الحاجب المظفر بن المنصور)
الفصل الثامن: سقوط الدولة العامرية
الفصل التاسع: الفتنة وسقوط الخلافة الأموية
الفصل العاشر: وقفة مع أسباب السقوط

الباب السادس: عصر ملوك الطوائف
الفصل الأول: ملوك الطوائف
الفصل الثاني: الفرقة والتناحر بين ملوك الطوائف
الفصل الثالث: المشهد الصليبي.. تطور الحال في الممالك النصرانية
الفصل الرابع: ألفونسو السادس وحرب الاسترداد
الفصل الخامس: سقوط طليطلة

الباب السابع: عصر المرابطين
الفصل الأول: نظرة على تاريخ المغرب
الفصل الثاني: عبد الله بن ياسين وتأسيس دعوة المرابطين
الفصل الثالث: يوسف بن تاشفين وتأسيس دولة المرابطين
الفصل الرابع: الأندلس تستعين بالمرابطين
الفصل الخامس: معركة الزلاقة
الفصل السادس: سقوط ممالك الطوائف
الفصل السابع: الجهاد السياسي والعسكري للمرابطين
الفصل الثامن: المرابطون.. الضعف ثم الانهيار

الباب الثامن: دولة الموحدين
الفصل الأول: محمد بن تومرت وتأسيس دعوة الموحدين
الفصل الثاني: عبد المؤمن بن علي وتأسيس دولة الموحدين
الفصل الثالث: عصر القوة في دولة الموحدين
الفصل الرابع: معركة الأرك الخالدة
الفصل الخامس: معركة العقاب.. والهزيمة المريرة
الفصل السادس: تساقط ممالك الأندلس
الفصل السابع: ضعف وسقوط دولة الموحدين

الباب التاسع: مملكة غرناطة وسقوط الأندلس
الفصل الأول: تأسيس مملكة غرناطة
الفصل الثاني: بنو مرين يرثون دولة الموحدين في المغرب
الفصل الثالث: يعقوب المنصور المريني وجهاده في الأندلس
الفصل الرابع: غرناطة تصارع السقوط
الفصل الخامس: اتحاد الممالك النصرانية
الفصل السادس: الصراع في غرناطة
الفصل السابع: حركة الجهاد قبيل سقوط غرناطة
الفصل الثامن: سقوط غرناطة
الفصل التاسع: مصير المسلمين بعد سقوط غرناطة
الفصل العاشر: من علماء الحياة في غرناطة

الباب العاشر: تاريخ الأندلس وقفة معتبر
الفصل الأول: نظرة في قيام وسقوط الدول والحضارات
الفصل الثاني: حروب الأمس وحروب اليوم
الفصل الثالث: أمل النصر لا تخبو جذوته أبدًا
الفصل الرابع: فلسطين اليوم أندلس البارحة


https://www.noor-book.com/book/internal_download/c8f6a995b9806ee51657
b9a6f6c19c57/3/7101b6eab7dd781eaa0b43f6cf9eea5c




مؤلف:راغب السرجاني
قسم:تاريخ الأندلس
اللغة:العربية
الصفحات:800
حجم الملف:17.02 ميجا بايت
نوع الملف:PDF



عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الجمعة 07 يناير 2022, 4:37 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط    قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط  Emptyالجمعة 07 يناير 2022, 4:35 am

تحميل كتاب موجز تاريخ الأندلس من الفتح الإسلامي إلى سقوط غرناطة pdf
قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط  8f4f5c1dc684492661b2292543805ea0.png


وصف الكتاب

كتاب موجز تاريخ الأندلس من الفتح الإسلامي إلى سقوط غرناطة pdf تأليف طه عبد المقصود عبية، هذا الكتاب هو عرض موجز لتاريخ المسلمين في الأندلس منذ الفتح الاسلامي حتى سقوط غرناطة، أي قرابة ثمانية قرون، وهي فترة طويلة كانت مفعمة بالأحداث، وشهدت الأندلس خلالها حروبا متصلة بين المسلمين والإسبان، وثورات لا تنقطع طلبا للملك والسلطان، ودولا تقوم ثم تسقط، ومحاولات دائبة من إسبانيا النصرانية لغزو الأراضي الإسلامية انتهت بالقضاء تماما على دولة الإسلام في شبه الجزيرة الأيبيرية، وطرد منها المسلمون فلم يعد لهم ذكر هناك.


https://www.noor-book.com/book/internal_download/04d15a87ada6d82af9b6
3bea4e9a2044/1/3ed3e34b911a72a9593a07b342339aad













مؤلف: طه عبد المقصود عبية
قسم:التاريخ
اللغة:العربية
الصفحات:204
حجم الملف:7.46 ميجا بايت
نوع الملف:PDF

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط    قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط  Emptyالجمعة 07 يناير 2022, 10:28 am

الغزو الإسباني للأندلس احتلال في ثوب استرداد

 
تطل علينا هذا العام الذكرى 529 لسقوط غرناطة ، أو الأندلس الصغرى ، كان ذلك في العام 1492 . وبهذا تنتهي دولة الاسلام الرسمي في شبه جزيرة إيبيريا ، ومعها ينتهي الوجود الاسلامي ، الذي سادها لمدة ناهزت الثمانية قرون . سياسيا وعسكريا وإن بقيت منه بقية ، على الصعيدين الثقافي والديني حتى العام 1609 م ، تاريخ الطرد النهائي لمسلمي الأندلس . وسقوط غرناطة كان ولا يزال أكبر فاجعة في التاريخ العربي والاسلامي ، صحيح أنه بعد ذلك السقوط منى الله على الإسلام والمسلمين ، بفتح واكتساب أقطار وأجزاء واسعة من قارتي إفريقيا وأسيا . ولكن لا واحدة من تلك الأقطار والأجزاء ، التي نعتز بها وتحظى بمكانة خاصة في قلوبنا . استطاعت أن تنسينا فقد الأندلس ، أو أن تجعل جرحها النازف والمفتوح يندمل . ذلك أنها مثلت النموذج الأمثل للفردوس الأرضي ، الذي لم تستطع أية أمة مسلمة أن تبلغ مصافه بعد سقوطها . إنها تمثل تجربة فريدة وصلت حد الكمال والذروة ، وكل ما جاء بعدها كان مجرد محاكاة لمَا ساد بها ، أو هو يتلمس قدر المستطاع السير على خطاها . وما قدمه الأندلسيون لهو مثال أعجز وأتعب ، من جاؤوا بعدهم سواء من الإسبان أو من العرب المسلمين .
الأندلس كلمة ذات وقع خاص ، مشحونة بالأحاسيس الجميلة . والتي توصل من يذكرها إلى حالة ، تشبه التحليق فوق السحاب . وإلى حالة من النشوة والسكر ، لا تضاهيها سوى حالة أعلى درجات الحلول عند الصوفية . الأندلس كلمة سحرية تشفى النفس من عللها ، وتفتح الباب لأحلام اليقظة حتى لمن تجاوز الخمسين عاما . ومجرد ذكرها يجعل الواحد منا ، ينفصل عن الزمان والمكان ، ويسافر إلى عالم فردوسي كل ما فيه يوشي بالكمال والجمال . إنها قطعة من الجنة ارتحلت وحطت هناك في شبه جزيرة إيبيريا ، قبل سقوط قواعدها الكبرى بيد الغزاة الصليبيين ، الذين قدموا من شمال إيبيريا أو من خارجها . نعم لقد كانت قطعة من الجنة ، حتى أن نصارى الشمال في أستورياس وليون ونفارا وقشتالة . في مراحل لاحقة للعام 711 م ، كانوا يعتقدون بأن الجنة تحت سمائها ، ثم اعتقدوا بأنها تحت سماء مملكة غرناطة . ولهذا كثر عشاقها وسعى الكل لامتلاكها ، وفي هذا العشق كان هلاكها ومقتلها .
وهنا من حقنا أن نتساءل عن تلك الحروب الوحشية ، التي شنتّها إسبانيا النصرانية على الأندلس . هل كانت حقا حروب استرداد كما يدعون ؟ ، أم مجرد عزو أجنبي همجي دمر أيقونة ، من أثمن الأيقونات التي أبدعتها يد الإنسان . ولنفهم ما حدث علينا بالأمثلة التالية ، السرديات الاستعمارية البالية . تخبرنا بأن العرب ، غزوا شمال افريقيا ( تونس الجزائر المغرب الأقصى ) . ولكن الحفريات التاريخية الجادة تخبرنا عكس هذه القصة ، فالعرب لم يأتوا إلى هذه المنطقة حاملين الاسلام . وإنما بربر لواتة المقيمين بليبيا الحالية ، هم من جلبوا الاسلام إلى إخوانهم بهذه المنطقة ، التي رحب به سكانها واحتضنوه بكل أريحية . ثم أصبحوا حملة راياته ، بعد أن تبنت مختلف قبائل البربر الدين الجديد ، وانخرطت في عملية نشره في شمال وجنوب بلادهم . وخلاصة القول إن البربر هم من ذهبوا إلى الاسلام ، وليس الاسلام هو من أتى إليهم وعزا ديارهم . بعيدا عن سردية الاستعمار التي تخبرنا ، بأن العرب غزوا شمال إفريقيا . لتجد فرنسا مبررا لغزوها للمنطقة ، فهي حسبها أرض سائبة يفتكها المتغلب اللاحق من السابق .
وهو نفس منطق الممالك الاسبانية ، وعلى رأسها قشتالة والبرتغال وأرغون . فهي الأخرى ولكي تبرر غزوها الهمجي لأراضي الأندلس ، ابتدعت سردية تقول بأن العرب غزوا واحتلوا أرضنا ، بمساعدة البربر ( جند طارق بن زياد ) . ونحن لم نقم إلا باستردادها وطرد الغزاة ، وانطلت هذه المغالطة حتى على بعض المفكرين ورجال الدين . ممن راح بعضهم يعتذر عن أسطورة الغزو العربي لإسبانيا ، بدلا من المطالبة باعتذار إسبانيا عن جرائمها ، في حق الأندلس أرضا وشعبا ، وخاصة ذلك العار الذي اقترفته أيادي محاكم التفتيش الآثمة ، وقصة الاضطهاد البشع للأندلسيين معروفة لنا جميعا .
وبالعودة إلى سردية الغزو العربي لإسبانيا ، فإننا نجد علم الآثار يحكي قصة أخرى . مفادها أن الاسلام قد دخل الأندلس قبل سرايا طارق بن زياد ، هذا إن كان هناك فتح قد تم على يده . لأن هناك من يرجع وصول المسلمين إلى الأندلس ، إلى ستين سنة قبل وصوله ووصول طريف بن مالك . وهذا بناء على شاهد القبر ، الذي وجد في مدينة شاطبة . والذي قال البعض بأنه يتوافق ، مع ما أورده ابن عذارى المراكشي ، فيما يخص وصول المسلمين إلى الأندلس . وهذا ما لا يترك مجالا للشك ، من أن الاسلام لم يذهب إلى أرض إسبانيا ، فضلا عن غزوه لها . وإنما الإسبان هم من ذهبوا إليه بكامل إرادتهم وحريتهم ، وهذا ما يرعب إسبانيا الرسمية والكنيسة الكاثوليكية الغازية ، لأرض إسبانيا والبرتغال ( شبه جزيرة إيبيريا الأريوسية ) . فكل منهما تستمد شرعيتها من سردية حروب الاسترداد ، ومتى تم كشف زيف هذا الادعاء . فإنه لن يبقى لإسبانيا وكنيستها ، أي حق على أراضي الأندلس التاريخية ، لأن هذه الرواية الجديدة تقلب الطاولة عليهم جميعا .
وبالعودة إلى شاهد قبر شاطبة ، نقول بأننا نتعامل معه بحذر شديد . فالحفريات التاريخية مفتوحة على كل الاحتمالات ، ولا يجب أن نعتبر الأمر مسلمة يقينية وحقيقة تاريخية ثابتة . ومع هذا فلئن صدق خبر هذا الشاهد ، ومعه القراءة الجديدة لفجر الإسلام في الأندلس بتعبير المؤرخ حسين مؤنس . فإن كل هذا سينسف ويدفن إلى الأبد ، الأسس التي أقامت عليها إسبانيا شرعية ، وجودها واستمرارها في الزمن . فالعرب لم يعزوا إسبانيا ، وإنما جدود سكان إسبانيا الحاليين هم الغزاة . وهم من يتوجب عليهم الرحيل ، وإرجاع البلاد إلى أهلها ، هذا ما يقوله البحث التاريخي بيومنا . ولذلك نرى بأن إسبانيا قد اعتذرت لليهود السفارديم ، على ما لحقهم من جرائم اقترفتها في حقهم محاكم التفتيش وأعطتهم جنسيتها . ولكنها تتنكر لهذا الحق المشروع إلى حد العدوانية ، إذا ما تعلق الأمر بالموريسكيين . وتتجاهل مطالب أحفادهم إلى حد التطرف ، لا لشيء إلا لعلمها بنتائج هذا المنحى إن هي أقدمت عليه . فالاعتراف هو أول خطوة لرد المظالم ، وأولها عودة كل أحفاد المطرودين والمنفيين والمبعدين ، قسرا بعد سقوط غرناطة وبعد العام 1609 ، إلى ديارهم هناك في الأندلس التاريخية .
ولماذا يعودوا يتساءل البعض ، إن كانوا مجرد غزاة تم طردهم من أرض الآباء والأجداد . كما جاء في ردّ الملك فرديناندو الكاثوليكي ، على سفارة السلطان قيتباي ، عقب سقوط غرناطة وبداية محنة الموريسكيين ، الذين استنجدوا به . وقبل الإجابة على هذا السؤال ، علينا أولا تفسير ذلك السكوت المطبق للمصادر التاريخية ، عن ذكر الإسبان والاسبانيين بعد العام 711 م . باستثناء ذكر المستعربين ممن تبنوا الثقافة القادمة من الشرق ، مع احتفاظهم بديانتهم السابقة . وتفسير ذلك حسب المؤرخين بسيط ، ذلك أنهم هم أي الإيبيريين ( إسبان وبرتغاليون ) ، من أصبح يمثل الكتلة الأندلسية . وهنا تزول حيرة البعض فيما يخص مصير الإسبانيين ، في الفترة اللاحقة لمَا يسمى الفتح العربي . وما تلاه من عصر الولاة والإمارة والخلافة القرطبية ، وطوال هذه الفترة كان هناك دوما أمر محير . ألا وهو كيف استطاعت بضعة فرق عسكرية محدودة العدد ، السيطرة على بلاد بمساحة إسبانيا والبرتغال ، وعلى شعب تعداده بالملايين ؟ . وهو تساؤل مشروع ، علما بأن المصادر التاريخية لا تذكر إرسال خلافة الأمويين بدمشق ، لجيوش بعد طارق بن زياد . فمن أين أتي عبد الرحمان الغافقي ، بذلك الجيش الجرار الذي غزا به بلاد الفرنجة ( بلاد الغال ) فرنسا الحالية ؟ إن لم يكونوا إيبيريين ؟ . وإنما ما نجده بعد طارق هو ذكر للأندلسيين ، وجيرانهم المسيحيين في ممالك الشمال .
وإن كنا لا ننكر دخول كتل بشرية عربية مهاجرة ، كطالعة موسي بن نصير وطالعة بلج بن بشر من الشاميين . ولا موجات البربر التي انتقلت إلى الأندلس ، في مناسبات مختلفة كما هو الحال في عهد الحاجب المنصور بن أبي عامر . حينما نقلهم ليضرب بهم الزعامات العربية في الأندلس ، وليكونوا عماد جيشه ، لمَا عرف عن البربر من الصلابة والشجاعة . أو لتلك التي عبرت المضيق مع المرابطين والموحدين . ولكنها كتل ومهما كانت ضخمة . وهي ليست كذلك ، فما كانت قادرة على جعل ميزان القوة الديموغرافية ، يميل لصالحها على حساب السكان الأصليين .
إذن ما الذي حدث ولماذا أصبحت الأندلس عربية مسلمة ؟ ، ربما الجواب نجده عند المؤرخ الإسباني إغناسيو أولاغوي صاحب كتاب العرب لم يغزوا إسبانيا . هذا الذي نستأنس بأفكاره في معالجة هذه المقالة ، مع إميليو غونثاليث فرين وكاتبه عندما كنا عربا . فالأول يخبرنا بأن ما حدث ما كان غزوا عسكريا بمعناه الكلاسيكي ، وإنما ثورة ثقافية سلمية هبت رياحها من الشرق . فكانت نتيجتها ميلاد الأندلس ، وهذا ما نجده في كتابه ، العرب لم يغزوا إسبانيا ثورة الاسلام في الغرب . ونتيجتها أي تلك الثورة ، كانت أسلمة وتعريب شبه جزيرة إيبيريا . وما يؤكد كلامه هو أن كتب التاريخ ، لا تذكر لنا أن هناك فروقات عرقية ، بين المجموعتين المسلمة والنصرانية في الأندلس . ذلك أنه من المحال التفريق بينهما ، على أساس الانتماء العرقي ، طوال فترة الحكم العربي للأندلس . ونفس الأمر يستمر في الزمن ، ولكن بصورة عكسية فالأندلسيون المدجنون ، ممن بقوا في بلادهم . بعد أن سيطرت عليها ممالك أرغون وقشتالة والبرتغال ، فهم والسادة الجدد ينتمون إلى جنس واحد ، ألا وهو الجنس الإيبيري وخصوصا في الجنوب ، أين يوجد مركز الثقل الأندلسي .
ولذلك لا يمكن أن يكون ما حدث في الأندلس ، حروب استرداد وطرد غزاة أجانب . هذا ما يقوله أستاذ القانون المدني ، في جامعة قرطبة أنطونيو مانويل . وحجته في هذا أنه لا يمكنك استرداد ، ما هو ليس ملكا لك . ويشاركه في هذا الطرح المؤرخ ، إميليو غونثاليث فيرين السابق الذكر . وحكم أنطونيو مانويل صائب ، ترى أية شرعية يتساءل البعض ، تستند عليها الكنيسة الكاثوليكية ، ومنحتها حق استرداد الأندلس . فإسبانيا لم تكن أبدا كاثوليكية ، قبل العام 711 م والإسبان أنفسهم قاوموا بشدة الغزو الكاثوليكي ، القادم من وراء الحدود لبلادهم ، قبل وصول طارق بن زياد . وبعد هذا الحدث قال الأندلسيون كلمتهم ، لقد أصبحوا مسلمين وعربا ، فمن أعطى للكنيسة حق تحويلهم بالقوة إلى إسبانيين ومسيحيين ؟ . ويتساءل آخرون هل إسبانيا ما بعد 1492 كانت موجودة ، وجاء غزاة من الخارج وقضوا عليها ، وعقب هذا ناضلت حتى استردت أراضيها ؟ . الجواب كلا لا اسبانيا كانت موجودة ، ولا الشعب الاسباني كان هو الآخر موجودا . ولن نسرد هنا تاريخها قبل ما يسمى الفتح العربي ، فهو موجود في بطون الكتب ، ونلتقى به على رفوف المكتبات . وهنا على المتعصبين لمقولة الاسترداد يتساءل البعض أن يجيبوننا ، كيف لإسبانيا الطارئة على التاريخ ، أن تسترد ما لم يكن ملكا لها في يوم من الأيام ؟ .
وعليه فما حدث في الأندلس هو عين ما حدث في أمريكا ، غزو أجنبي يمتلك قوة عسكرية ضاربة . مكنته من احتلال الأرض ، ثم الادعاء الزائف بأنها أرضه . وبما أن التاريخ وكما يقال يكتبه المنتصرون ، فإسبانيا محاكم التفتيش كتبت تاريخا مزيفا ، أول من هدّ أسسه هم الاسبان . من أمثال إيسيدورو مورينيو الخبير في الأنثروبولوجيا ، من جامعة إشبيلية . ومعه المستشرق الأميركي دوايت رينولد ، الذي يخبرنا بأن من طُردوا بعد 1609 ، لم يكونوا عربا أو أمازيغا بل هم إيبيريون أصليون . حتى أن البعض اعتبر ما حدث مجرد حرب أهلية ، بين طائفتين لشعب واحد . تعتنق كل منهما دين مغاير ، فطردت الأقوى الطائفة الأضعف ، وهذا طرح سليم يقبله العقل ويشهد له التاريخ .
التاريخ كما مرَّ أعلاه ويقول المشتغلون به ، يكتبه المنتصرون . وهذا لم يحدث في الأندلس وطويت الصفحة أو انتهت القصة ، بل إن الخطب أجل . وأكبر ذلك أن الأندلس قد تم اخراس تاريخها ، وهذا ما يخبرنا به إيسيدورو مورينيو المذكور أعلاه . أمّا إيميليو فرين ، فقد ذهب إلى أبعد من هذا . فهو يخبرنا بأن الأندلس قد تعرضت ، لزراعة ذاكرة جمعية جديدة مزيفة ، لا علاقة لها بذاكرتها الحقيقية ، هذه التي أسكتتْ بصورة وحشية وقمعية . والتاريخ الأندلسي والكلام دوما لفرين ، كتب وفق ما يخدم المشروع الكاثوليكي الغازي لأرض الأندلس .
وحسبه الفتح العربي لإيبيريا ما هو إلا مجرد حكاية ، صيغت لتفسير سقوط الحكم القوطي . ثم أصبحت مهمة ، لتبرير تلك الحروب التي شنتها ممالك الإسبان ، الزاحفة من الشمال باتجاه العمق الأندلسي في الجنوب . أي ما اصطلح عليها بحروب الاسترداد ، والتي من دونها تفقد إسبانيا والبرتغال شرعية التواجد ، على ساحة الخريطة الدولية . ويختم كلامه بأن خرافة الغزو العربي جاءت لتبرر ، اختلاق ما يسمى بالتاريخ القديم لإسبانيا .بهدف انكار ما هو معلوم من تاريخها ، وهذا ما يصدق على تلك التلفيقات ، التي يقوم بها اليوم الكيان الصهيوني الغاصب . فيما يخص اختلاق تاريخ مزيف لخرافة إسرائيل القديمة ، لينفي الحق العربي الإسلامي الفلسطيني الثابت وانكاره ، وتصويره بصورة الغازي والوافد . وهي نفس سردية حروب الإسترداد الإسبانية ، والتي ما هي إلا عزوا واحتلالا للأندلس التاريخية . وكلا السرديتين آن أوان تفكيكهما ، لكشف حقيقة ما حدث حتي تعود الحقوق إلى أصحابها ، ونتجنب في المستقبل حدوث مظالم ونكبات مشابهة أو مماثلة .
ولكي نفهم ما حدث في الأندلس علينا بجزيرة كوبا ، ترى أين ذهب سكانها الأصليون من الهنود الحمر . ومعها كل تلك الأراضي ، التي عزاها الإسبان والكنيسة . هل تبخروا ؟ الإجابة لا ، وإنما تمت عملية إبادتهم بعد عملية إحلال كبيرة ، من قبل غزاة جاؤوا من الخارج وأبادوا أهل البلاد . وقاموا بإحلال شعب مكان شعب ، ولغة مكان لغة وديانة مكان ديانة . وهو نفس ما حدث في الجزائر خلال حقبة الاستعمار الفرنسي ، الذي جاء بمشروع من الخارج . وعمل على غرسه في الأراضي الجزائرية بالقوة ، وأوشك على إبادة أهلها لولا مصالحه والمقاومة الجزائرية الباسلة ، التي حالت دون تجسيد مشروعه الاجرامي الرامي لإبادة الجزائريين . حتى أن الأمير عبد القادر تنبه إلى هذا الأمر ، لحظة استسلامه وقالها صراحة : لئن كانت مشيئة الله تقضي ، أن تكون هذه الأرض أندلسا ثانية فلا راد لحكم الله . ونفس الأمر تكرر في فلسطين ، ولولا لا عناية الله لما بقي فلسطيني واحد فوق أرضها . حتى أن بعض المغتصبين الصهاينة قالها صراحة للفلسطينيين ، أنتم هنا نتيجة خطأ تاريخي . ولكن هذا لم يحدث في الأندلس ، التي أباد فيها الإسبان ومحاكم التفتيش ، كل ما هو مسلم وعربي .
وهنا من حقنا أن نتساءل ، أين ذهب أهل الأندلس الحقيقيين من الإيبيريين ، الذين شكلوا الشعب الأندلسي . ومن أين جاء سكان إسبانيا الحاليين ، وما علاقتهم بأرض إسبانيا ؟ . الدراسات التاريخية بيومنا تخبرنا ، بأن لا علاقة لمن يسكن إسبانيا الحالية – وهذا الكلام ليس كلامنا – بسكان إيبيريا ، قبل انتقالها من الأريوسية الموحدة إلى الاسلام . ولا بهؤلاء الذين التقى بهم طارق بن زياد ، والذي ما هو إلا حاكم طنجة القوطي الجرماني taric ) ) . هذا الذي تحول على يد الإخباريين العرب إلى طارق ، أنظر كتاب العرب لم يعزوا إسبانيا . نعم إن سكان إسبانيا والبرتغال الحاليين ، لا علاقة لهم بهؤلاء الذين التقي بهم هذا الوالي ، لحظة نزوله العدوة الأندلسية . وإنما هم أحفاد هؤلاء الغزاة الاستعماريين الصليبيين . الذين احتلوا أرض الأندلس بالقوة وأبادوا أهلها ، فما هم إلا فرنسيين وألمان وإنجليز وإيطاليين وإيرلنديين . ممن افتكوا الأرض من أهلها الإيبيريين الحقيقيين وشردوهم ،  كما حدث بالأمس القريب في فلسطين . فمن يسكن مدنها بيومنا ، هم من البوانديين والمجريين والروس والأثيوبيين ، ولا علاقة لهم بأرض فلسطين . ووجودهم فيها مجرد استعمار وحتما سيكنسه التاريخ ، كما كنس كل من سبقهم ممن جاءها غازيا .
وهو عين ما حدث في الأندلس في مدة استمرت ثمانية قرون ، تم خلالها طرد أهلها من مدنها ، كبلد الوليد وقرطبة وإشبيلية وبسطة والمرية وغرناطة ووادي آش . وسكن مكانهم غزاة قدموا من خارج الجزيرة الإيبيرية ، إمّا ممن قدموا حديثا بعد سقوط غرناطة ، أو ممن استقر جدودهم عبر مراحل مختلفة من التاريخ الاسباني . ممن جاؤوا في ركاب الحملات الصليبية ، التي دعا لها بابوات روما ، ممن يحركهم حقدهم وتعصبهم الأعمى ضد كل ما هو عربي ومسلم . علما بأن الحملات الصليبية وكما نعلم جميعا ، قد فشلت في المشرق العربي . ولو أنها نجحت لرأينا اليوم أحفاد من نزلوا ، بلاد الشام واستوطنوها يدّعون ما يدّعيه إسبان اليوم . من أن تلك الأرض أرضهم ، وهم لم يفعلوا أمرا يدينهم أو يحسب عليهم ، أو أنهم قد أتوا جريمة وجريرة . وإنما ما أقدموا عليه كان مجرد استرداد ، لمَا سلبه العرب المسلمون منهم . وهو نفس منطق الصهاينة في فلسطين المحتلة ، ومن قبلهم الغزاة الإسبان للأندلس .
نعم إن الحروب الصليبية ، قد فشلت في المشرق العربي . ولكنها نجحت في إسبانيا ، وبداية نجاحها كانت بسقوط طليطلة في العام 1085 م . وهنا يبرز دور الراهب برناردو سيديراك ، صاحب الأصول الفرنسية . والذي كان متشبعا بميراث ، البابا أوربانوس الثاني مشعل نيران الحروب الصليبية . وبرناندو هذا كان من بين من غرسوا ، العقيدة الصليبية المعادية للمسلمين في الأندلس . وخاصة بعد أن أصبح كبير أساقفة قشتالة ، ومنذ هذه اللحظة التاريخية ، ستكون الغلبة لمنظومة القيم الوافدة ، من وراء البيرنية . منظومة عنصرية فاشية وعدوانية ، دار في فلكها هو وأتباعه ، وأصبحوا أكثر وفاء لها من وفائهم للإنجيل . وهي من ستصبح سيدة المشهد ، طوال فترة ما يسمى حروب الاسترداد . علما بأن أول ما قام به هذا القادم ، من وراء جبال البيرنيه هو تحويل مسجد طليطلة بالقوة ، بعد شهرين من سقوطها بيد ألفونسو السادس إلى كنيسة . ونفس الأمر سيحدث في كل مدينة أو قرية ، يحتلها القشتاليون أو البرتغاليون . وكان آخرها غرناطة ، التي هجرّ سكانها خارج إسبانيا أو باتجاه مناطقها الوسطى والشمالية . وحل محلهم مستوطنون غرباء ، سكنوا ديارهم وامتلكوا أرضهم . وسرقوا وطنهم وجنسيتهم ،  ممن أصبحوا يعرفون في عموم بلاد الأندلس المحتلة بالنصارى القدماء .
وهنا من حقنا أن نعرف المزيد ، ترى أين ذهب الأندلسيون بعد سقوط مدنهم ، أو بعد ضياع بلادهم بشكل نهائي . الجواب تحكيه المأساة التي كان ضحيتها الشعب الموريسكي ، النفي والطرد والقتل والحرق والتذويب بالقوة . في بوتقة الغازي المتغلب ، الذي أكرههم على اعتناق هوية غير هوية الآباء والأجداد بالقوة ورغما عنهم . ولكنهم لم ينسوا أبدا من هم ، ولا من يكونون . حتى أن سفير السلطان المغربي احمد بن المهدي الغزال ، في كتابه  نتيجة الاجتهاد في المهادنة والجهاد .يخبرنا بأن الأندلسيين في إسبانيا يحبون الإسلام ، ولو دُعوا إليه لأجابوا . علما بأن مجموع الأندلسيين الذين تمت إبادتهم ، خلال ما يسمى حروب الاسترداد من الأندلسيين يتجاوز الثلاثين مليون نسمة .
وبعض النظر عن هؤلاء الذين استقروا في المنافي ، أو ارتحلوا بإرادتهم إلى مختلف بلدان حوض البحر المتوسط . يقول المؤرخون بأن بقيتهم وإلى اليوم ، لا تزال هناك في أرض آبائهم وأجدادهم . أرض الأندلس التاريخية التي هي لا محالة ، عائدة إلى أهلها الإيبيريين المسلمين . الذين سكنوها قبل عزوها من قبل مسيحيي الشمال ، وجيوش البابوية . ولهذا فإننا نجد بعد نهاية حكم فرانكو ، وصدور قانون الحرية الدينية في العام 1967 . الكثير من الإسبان وخصوصا أهل إقليم الأندلس ، يعودون إلى ما كان عليه أجدادهم قبل سقوط غرناطة . نعم لقد عادوا مسلمين أو قوميين أندلسيين ، وخاصة المستعربين منهم ممن اكتشفوا ، حجم التزييف والمغالطات الكبرى التي كانوا ضحايا لها . وصدق من قال لولا محاكم التفتيش ، لمَا بقي مسيحي واحد في إسبانيا . وها هو التاريخ يشهد لمقاله ، فها هو عدد مسلمي إسبانيا والبرتغال ، يناهز الثلاثة ملايين نسمة ، والعدد في كل يوم في تزايد . ولعل هذا هو الدرب الذي سيعيد الأندلس إلى أهلها ، وكذلك الأمر في فلسطين . فلئن لم يهزم الصهاينة عسكريا ، فحتما سيهزمهم ميزان القوة البشرية ، هذا الذي ومهما فعلوا لن يكون في صالحهم مستقبلا .
وإذا ما نحن توجهنا صوب شخصية طارق بن زياد ، ونحن هنا نأخذ الكلام بحذر فإننا نجدها شخصية مشكوكا في أمرها ، من قبل المشتغلين والمهتمين بالدراسات الأندلسية . فالرجل لم يكن بربريا وإنما مجرد عامل من عمال القوط الغربيين ، للملك الأريوسي غيطشة ( ويتيزا ) ثم لأبنائه بعد وفاته . على منطقة طنجة المغربية أمّا قصة عبوره بحر الزقاق ، فما كانت فتحا وإنما هذا الوالي القوطي الغربي taric ) ) ، وكما سنتطرق إليه أدناه . هو من عبر المضيق بجنوده لمآزرة الطرف ، الذي انحاز إليه في تلك الحرب الأهلية ، التي ضربت إسبانيا القوطية ، عقب اغتصاب رودريغو ( لذريق ) للحكم  .علما بأن أوباس أسقف إشبيلية ، هو الآخر كانت له اليد الطولى ، في دخول جند طارق taric ) )  شبه الجزيرة الإيبيرية . وهو ما يدعم السردية القائلة ، بأن الإسبان الأريوسيون هم من ذهبوا إلى الإسلام وجلبوه إلى بلادهم ، وعملوا على مدّ جذوره عميقا في التربة الإيبيرية .
أمّا اليوم فذلك الاجماع الذي شاع عن أصله ، فقد أصبح مشكوكا فيه ، ولم يعد من المسلمات واليقينيات . ففيما سبق كان هناك من يعتبره بربريا أو عربيا أو فارسيا ،  وهذا الأمر تجاوزه البحث التاريخي . فالرجل لم يكن سوى واليا قوطيا ، على شمال ( المغرب الأقصى الحالي ) . وابن عذارى نفسه يخبرنا بأنه : ” كان طويل القامة ، ضخم الهامة ، أشقر اللون ، وتنطبق هذه الصفات على عنصر البربر ” وابن عذارى في هذا الحكم كان ضحية منظومة قيم عصره ، التي لم تكن تتصوره غير عربيا أو بربريا أو فارسيا . كحال كل مسلمي عصره ممن وفدوا من الشرق ، أو اعتنقوا الاسلام بعد أن وصل بلاد المغرب والأندلس ، وتبنوا أنسابا عربية لغايات سياسية واقتصادية واجتماعية . أمّا أن يكون قوطيا فهذا الأمر لم يكن ، من جملة الفرضيات المطروحة خلال تلك العصور ، وهذا الحكم يؤخذ بحذر شديد طالما أن الأمر لم يُفصل فيه بعد ، وهذا الوالي القوطي هو من انتقل بجنده لنجدة أبناء ويتزا ( غيطشة ) وأتباعهم . وهؤلاء هم أهل إسبانيا الحقيقيين ، وهم من سوف ينزلقون إلى الاسلام . الذي لا يختلف عن الأريوسية في شيء ، بل وجدوا فيه المسيحية الحقة الخالية من كل الشوائب والأفكار الوثنية الدخيلة عليها فاعتنقوه بكل أريحية . ومنهم انحدر شعب الأندلس القادم ، هذا الذي بنى ذلك الصرح الحضاري المبهر والمعجز .
نعم لقد انتقل طارق بن زياد أو taric ) ) القوطي ، بجنده الإيبيريين لمحاربة رودريغو ( لذريق ) ، مغتصب ملك غيطشة . ولهذا فما حدث ما كان فتحا عربيا ، وإنما حرب أهلية بين الاسبان الأريوسيين ، أهل البلد وبين اتـباع الكاثوليكية البابوية الغازية لإسبانيا . بعد تحول ريكاردو القوطي ، في العام 589 م عن المذهب الأريوسي ، إلى المذهب البابوي التثليثي .
وهنا من حقنا أن نتساءل عن الغزاة الحقيقيين ، لأرض إسبانيا أهم أهلها الإيبيريين ، الذين أسلموا . من أمثال عائلة بني قسي ، والذين ما هم إلا أبناء كاسيو Conde Casio الإيبيري السرقسطي ، أو أبناء ابن مردنيش ( مارتينو ) أو أبناء البلنسي والحامي والمالقي والبسطي ، في الفترة المتأخرة من تاريخ الوجود العربي في الأندلس . علما بأن نتائج الحمض النووي ، أثبتت بأن الدم العربي ، وهذا من بعد فحص عظام مقابر الأندلسيين المكتشفة ، في مختلف أنحاء إسبانيا . أثبتت بأن لا علاقة لهم بالعرب ، وإنما هم إيبيريون وكفى . وخاصة تلك العظام المكتشفة في شمال إسبانيا ، حيث كان السكان في تلك الأنحاء كثيرا ما يتنقلون إلى المسيحية ، تحت ضغط ملوك ما يسمى حروب الاسترداد والكنيسة ومحاكم التفتيش في فترة لاحقة .
نعم إن سردية الأصل البربري لطارق بن زياد ، لم تعد من المسلمات . لأن هناك من يخبرنا بأن الرجل وكما مرّ أعلاه ، لم يكن سوى وال من قبل حكومة القوط الغربيين الأريوسيين . أمّا القول بأصله العربي أو الفارسي ، فمحض ادعاء وخرافة . بنت ظروف كانت فيها هذه السردية ضرورية ،  واستدعتها لحظتها التاريخية . أمّا الاستدلال بتلك الخطبة التي نسبها إليه الرواة والاخباريين ، فهو استدلال ساقط ومرفوض . ذلك أنها مجرد خطبة قيلت على لسانه ومنحولة ، كما نُحلت تلك الكمية الهائلة من الأشعار إلى الشعراء الجاهليين . ولكن النقد الصارم أبان زيفها ، وزيف نسبة تلك الخطبة لطارق بن زياد taric ) ) القوطي . من بعد أن تم الكشف عن الظروف التي قيلت فيها ، والملابسات المحيطة بها .
وهذه السرديات والأطروحات القرووسطية ، تجاوزتها الدراسات الحديثة وهدّت أسسها . فهي لم تعد غير مقبولة وكفى ، بل إنه وعقب فضح حجم التزوير والتزييف ، الذي بنيت عليه هذه السرديات . ها هي سرديات جديدة ترفع بنيانها ، قراءات جديدة أنصفت الموريسكيين . وأظهرت مدى الظلم الذي لحق بهم ، ولمدة تزيد عن 500 عام . واليوم ها هي ساحة الدراسات الحديثة ، لم تعد تتسع كسابقاتها إلا للرواية الكنسية . رواية تمكنت وإلى وقت قريب ، عن طريق الإرهاب والتقتيل والترويع والإجرام ، وإشهار سلاح الحرمان الكنسي . من اقصاء ونفي واخراس كل من يتجرأ ، ويحاول تقديم صورة مغايرة للقصة . واليوم ها هي تلك الأصوات ، التي أجبرتها الكنيسة على السكوت ولفترة طويلة . ها هي تتحدث لتفاجئ الجميع ، بحجم الظلم الذي مورس على الموريسكيين . وكم هي قبيحة وشريرة أفعال كنيسة محاكم التفتيش ، وأفعال الملكية المتحالفة معها . أفعال كان ضحيتها طائفة من الإسبان المستضعفين ، ممن أطلق عليهم تسمية الموريسكيين . لتجريدهم من شرف أن يكونوا إسبانا ، ومن حق البقاء في أرضهم ، ولشرعنة اقتلاعهم من وطن الآباء والأجداد .
أخيرا نقول بأن ما حدث قد أصبح من التاريخ ، ولا أحد يدعو لمعادة إسبانيا والبرتغال . أو أن تكون الدراسات التاريخية رحما ، يفرخ الحقد والكراهية وثقافة الانتقام والثأر ، ويقطع جسور التواصل بين الشعوب ، ويبني بينها الأسوار والقلاع والحصون . ذلك أن التاريخ تحرك وتجاوز مسببات ما حدث ، فضلا عن التفكير في استخدام القوة لاستعادة الأندلس ، فهذا أمر غير مقبول وطرح مستبعد التفكير فيه . وهنا قد يقول قائل وماذا عن الصهاينة ، ألم يستخدموا القوة والإرهاب للسطو على فلسطين ؟ . جواب سؤاله هو أن المقارنة بين الحالتين لا تصح ، ذلك أن الكيان الصهيوني ما هو إلا مجرد جيب استعماري . ومهما طال عمره فهو لا محالة راحل ، ويوما ما سيحزم أمتعه ويعود من حيث أتي .
ومتى تبنينا هذا الطرح فإننا بذلك ندمر القاعدة الذهبية ، التي امتلكنا بها الأندلس ألا وهي قاعدة التسامح ، والثورة الثقافية التي تأسر القلوب والعقول . وليس فقط المجال الجغرافي الذي تنتقل ملكيته إلى الأقوى ، الذي هو بدوره سيفقد قوته ومعها شرعية حيازة ما بيده . فالبشر وكما نعلم يهاجرون من ضفة ثقافية إلى أخرى ، ولذا من كان يتصور أن الإسلام سيكتسب ، في يوم ما أتباعا في أمريكا اللاتينية . وبين الهنود الحمر الذين أحكمت الكنيسة ، اغلاق الأبواب عليهم لتحول بينهم وبين هذا الدين . ثم إن القوة لم تضمن بقاء إسبانيا كما أرادتها محاكم التفتيش ، وها هي تهاجر إلى ثقافات أخرى . ومن يدرى لعل عودة الأندلس تلوح في الأفق ، ثم إن استخدام القوة لهو اغتصاب ، والاغتصاب لا يعطى حقا ومهما طال أمده فهو إلى زوال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط    قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط  Emptyالجمعة 07 يناير 2022, 10:40 am

إسبانيا تحتفل بذكرى سقوط غرناطة.. وطرد المسلمين من الأندلس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط pdf
»  الدولة العثمانية (عوامل النهوض وأسباب السقوط)،
» تاريخ الأندلس من الفتح للسقوط-
» كتاب السقوط الاخير
»  جون بريستون في كتاب «السقوط»:

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: كتب-
انتقل الى: