هنالك سوء فهم لموقف حركة حماس من قبل كثير من المعلقين والله أعلم.
حماس لم ولن تكون حركة مرتزقه يستخدمها اعلانيا او سياسيا او عسكريا اي طرف او حكومة في حروب أهلية داخليه او حروب عربيه عربيه بحجة أن هذا الفريق او ذاك يدعمها او يتعاطف معها. من كان يدعم المقاومة الفلسطينيه حتى يسيطر على قرارها ويقحمها في صراعاته الداخليه فهو مخطئ . نحن نعي أن الشعب اليمني يتعاطف مع فلسطين ونحن نسانده بجميع أطيافه ضد العدوان السعودي الإماراتي ولكن من الخطأ تأييد يمني ضد يمني. هنالك أمور يجب توضيحها.
اولا. في موقف الحركة من الثورة السورية. من قال أن حماس تدخلت في سوريا؟ قيادة حماس غادرت سوريا لإستحالة بقائهم هناك عند بداية الأحداث ولكنهم لم يتدخلوا ابدا في الصراع والحرب الأهلية السورية مما يدعي البعض وحافظوا على حيادهم وهذه سياسة النأي بالنفس التي تتبعها حماس حتى تبقى فقط حركة مقاومة للاحتلال الاسرائيلي وحتى لا تنحرف بوصلتها. حركة حماس لم تتآمر ضد الحكومة السورية ولم تنكر ما قدمته الحكومة السورية للمقاومة الفلسطينيه.
ثانيا. الشعب الفلسطيني بجميع أطيافه يقف مع الشعب اليمني ضد العدوان السعودي الإماراتي الغاشم وهنالك تنسيق بين فصائل المقاومة على امتداد المشرق العربي … حماس كان بإمكانها منع مسيرة التضامن مع اليمن ومقاومته لو كانت غير راضية عن أسبابها. رسميا لا يمكن لحماس أن تقول علنا أنها مع جماعة أنصار الله الحوثية ضد السعودية او الإمارات لأن هذا سوف يستفز نصف الشعب اليمني الذي يقف في الخندق الآخر ويستفز أيضا الشعوب المغلوب على أمرها في السعوديه والإمارات وهذه الشعوب في غالبيتهم لا تفرق وتفهم أن انتقاد او ادانة حكوماتها لا يعني إدانتها لذا يجب أن يتم التعامل مع هؤلاء بطريقة حكيمة.
ثالثا. سلطة حماس هي السلطة الوحيدة في العالم العربي على ما يبدو التي سمحت للناس بالتظاهر ضد قصف السعودية والإمارات الأخير على اليمن وسمحت بشتم زعماء هذه الدول في العلن . لم نسمع عن أي دولة عربيه قامت حكوماتها رسميا بشجب العدوان على اليمن… لا الحكومة العراقية ولا السوريه ولا غيرها فلماذا تطلبون هذا من حماس فقط.
رابعا. الشعب الفلسطيني يساند الشعب اليمني بجميع أطيافه … يجب أن لا ننسى أن هذه في الأساس حرب أهلية يمنيه وإذا قالت أي حركة مثل حماس أنها مع حقن الدماء هذا لا يعني أنها تقف ضد حركة أنصار الله الحوثية والمقاومة.
هنالك موضوع آخر وهو وجود حكومة يمنيه في المنفى ووجود حركة انفصالية في الجنوب وهؤلاء يمنيون ولكن تم السيطرة عليهم من قبل السعوديه والإمارات لتبرير تدخلهم في اليمن . لهذا السبب ليس من الحكمة ان يكون التأييد لحركة أنصار الله علنيا حتى لا يظن اليمنيون الآخرون أننا ضدهم.