أتاتورك .. من هو ؟ (7 - إلغاء الخلافة و الأعمال الأخرى التي قام بها أتاتورك ج4)
ثامناً: ترجمة القرآن الكريم
أمر أتاتورك بترجمة القرآن من اللغة الأصلية و هي اللغة العربية إلى اللغة التركية ليفقد بذلك كل معانيه ومدلولاته، وأمر بتحويل الآذان كذلك لكي يكون باللغة التركية بدلاً من العربية ().
وكانت خطوات مصطفى كمال هذه بعيدة الأثر في مصر وأفغانستان وإيران والهند الاسلامية ، وتركستان وفي كل مكان من العالم الاسلامي ، إذ أتاحت الفرصة لدعاة التغريب وخدام الثقافة الاستعمارية أن ينفذوا الى مكان الصدارة وأن يضربوا المثل بتركيا في مجال التقدم والنهضة المزعومة ، فقد هللت له صحف مصر – الاهرام والسياسة والمقطم - ذات الاتجاهات المضادة للإسلام ، والمدعومة النفوذ الغربي واليهودي والماسوني .
لقد بررت تلك الصحف تصرفات كمال أتاتورك ووافقت علي كل ما ابتدعه، ونشرت له أقوال
ليس لتركيا الجديدة علاقة بالدين). وأنه -أي كمال أتاتورك - : (ألقى القرآن ذات يوم من يده فقال : (إن ارتقاء الشعوب لايصلح أن ينفذ بقوانين وقواعد سنت في العصور الغابرة).
لقد كانت حكومة تركيا العلمانية الكمالية - هي كما وصفها الأمير شكيب أرسلان - ليست حكومة دينية من طراز فرنسا وانجلترا فحسب ، بل هي دولة مضادة للدين كالحكومة البلشفية في روسيا سواء بسواء، إذ أنه حتى الدول اللادينية في الغرب بثوراتها المعروفة لم تتدخل في حروف الأناجيل وزي رجال الدين وطقوسهم الخاصة وتلغى الكنائس .
لقد أتي كمال أتاتورك ـ بحقد دفين ـ علي كل ما هو إسلامي ليكيل الضربات تلو الضربات للدين الإسلامي في شكل تركيا
أتاتورك .. من هو ؟ ( 8 - وفاته)
لم يكن يعرف عن الرجل غيرته علي دينه أو حميته للإسلام بل علي العكس من ذلك ، فقد نحي كل معلم إسلامي و تحول بالدولة كاملة عن كل ما هو إسلامي و طمس كل مظهر للإسلام ، و قطع جذور الإسلام عن الرطب و اليابس ، حتي منع الناس من الصلاة عليه بعد موته ، و رفض مناداته بإسم "مصطفي" و اختار لقباً لعائلته و لنفسه بديلاً عنه "أتاتورك" ، و كان يكره الآذان و رسول الإسلام محمد صلي الله عليه و سلم ، بل كان يتشرف بإتباعه للغرب أيما تشرف .
حدث غريب:
قبيل وفاته استدعي السفير البريطاني لقصره ، و عرض عليه عرضاً غريباً ، فالرجل لم يكن يثق أن أحداً سيسير علي خطه العلماني المتطرف غير سادته و من خططوا له كل ما خطه بقلمه و سار عليه طيلة حياته، طلب من السفير أن يكون رئيساً للجمهورية بعده ، لكن السفير البريطاني استشعر الحرج و شعر بالدهشة و ما كان منه إلا أن رفض .
مرض أغرب:
لاحظ زوار أتاتورك عليه في فترته الأخيرة شيئاً غريباً ، دائما ما كان يحك جلده حتي مع وجودهم ، و بعد إجراء بعض الفحوصات اكتشفوا أن المسبب لهذه الحكه هو "النمل الأحمر الصيني" مع العلم أن الرجل ـ أتاتورك ـ لم يزر الصين أبداً .
تعليقات علي الوفاة:
بالرغم من خوفه الشديد من المرض و من ثم الموت ، فقد أحاط نفسه بنخبة من الأطباء ، لكنهم لم يكتشفوا أمراضه التي مات فيها إلا بعد أن استشرت بجسده ، و لأن الرجل كان معاقراً للخمر فقد أحمر وجهه علي أثر ذلك ، و أصيب نتيجة لذلك بتليف في الكبد .
ــ توفي أتاتورك عام 1356هـ بعد أن حقق علمانية تركيا رغم أنف المسلمين. لقد أصيب مصطفى كمال بمرض عضال بكليتة قبل وفاته بسنين لم يعرف كنهه. وكان يتعرض لآلام مبرحة مزمنة لا تطاق، كانت السبب في إدمانه على شرب الخمر مما أدى الى إصابته بتليف الكبد والتهاب في أعصابه الطرفيه وتعرضه لحالات من الكآبة والانطواء -وقد تدهور في المستويات العليا للمخ- لذلك كان هذا الديكتاتور مثلاً فريد في القسوة والتنكيل والأنانية المدمرة().
ــ توفي أتاتورك بعد أن استولي علي الرئاسة التركية بأكثر من خمس عشرة سنة حكم فيها بالإستبداد و الطغيان ، فكان أمره لا يرد و إشارته أمراً ، و كانت وسائل الإعلام مسخرة للدعاية له و لخدمته ؛ حتي نشأ جيل جديد لا يعرف شخصية في تركيا إلا الزعيم مصطفي كمال أتاتورك و حتي رسخت في نفوسهم فكرة إخلاص أتاتورك و وطنيته ، و كان فكر هذا الجيل يتناقض أشد التناقض مع فكر الجيل الذي سبقه ، كما يتناقض في نظرته لشخصية أتاتورك ، فإذا كان الجيل الذي عاصر أتاتورك و عرفه تمام المعرفة يحمل له مشاعر الكره والإزدراء ؛ فإن الجيل الجديد يري فيه المثالية و الكمال ، و هذه نتيجة طبيعة لما غرس في نفسه و لقن له في المدارس ، و عبر وسائل الدعاية و الإعلام ؛ حتي أصبح من يحمل كلامه عن أتاتورك أقل إشارة من سوء "يقتل" ، في الوقت نفسه الذي يسمح فيه بالخوض في سيرة النبي الكريم محمد صلي الله عليه و سلم ، و التشكيك في سلامة و مدي صوابية منهاجه ، دون التعرض لأى عقاب ، او حتي مجرد اللوم و العتاب .
و دفن في قبر مؤقت في المتحف الإثنوجرافي بأنقرة ، ثم نقلت رفاته إلي ضريحه المعروف بها )
أتاتورك .. من هو ؟ (9 - نتيجة البحث و مصادرة)
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ﴿١٠٣﴾ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴿١٠٤﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴿١٠٥﴾ ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا﴿١٠٦﴾ . سورة الكهف
ذلك هو الملخص الأصيل للبحث و نتائجة بتفصيل و إيجاز شديدين في آن ، شخصية استدعيت أغوار متباعدة ، و أعماق سحيقة ، أو لربما هي تربت علي حين غفلة من الكثير في محضن آسن ، لتنبت ثمرة خبيثة تتنكر لدينها و عشيرتها و حتي قوميتها ، لتزين عن كواهل الموتورين و المتآمرين هم التنفيذ ، مصطفي كمال أتاتورك الذي تربي بين يهود الدونمة ، ممن أسلموا و آثروا يهوديتهم علي الإسلام ، و بقوا علي ما هم عليه ليكيدوا للإسلام و أهله ، هؤلاء من تربي أتاتورك بين ظهرانيهم ، بين أم متدنية الخلق و أب مشكوك في نسبه .
مصطفي كمال الذي أكل من خير تركيا ، أو هو أكل خير تركيا .. و بين العبارتين فوارق شتي ، و ولي شطره وجهة أخري ، فهدم الخلافة ، و بدل حروف اللغة العربية ، و نكل بمعارضيه ، و ترجم القرآن للتركية بدلاً من تركه علي لغته الأصلية الثرية ، و جعل الآذان بالتركية ، و أغلق المساحد ، و فرق ما بقي منها ـ و أعظمها علي الإطلاق ـ ما بين متاحف و مخازن ، و قطع كل صلة بين تركيا عاصمة الإسلام و حاضرته و بين دينها ، و فرق بين الشعب و هويته .
و جيلاً نشأ بعد ، يقدس أتاتورك أكثر من تقديسه لربه ، جيل مغاير عن جيل آخر عاصر أتاتورك ، و سقي ويله و حقده و جهله سقياً ، فتمزقت تركيا ، وهكذا أرادوا لها .
لكن الله قيد لتركيا و لشعبها رجالاً يحبون ربهم و شعبهم و بلدهم قاموا بأكثر مما طلب ، هؤلاء هم العثمانيون الجدد ، أحفاد القانوني و الفاتح .
آثرت أن أتشبه بالمؤرخين .. و لست منهم .
و بالباحثين .. و كنت عبئاً عليهم .
لكي أظهر الحقيقة ، و من الله الأجر ، و عليه التكلان .
﴿... لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ . القصص 88
﴿قائمة المصادر و المراجع﴾
1. الدسوقي ، المسألة الشرقية .
2. د. أحمد نوري النعيمي ، يهود الدونمة .. دراسة في الأصول و العقائد و المواقف ، مؤسسة الرسالة ط 1 ، 1995 م .
3. د. جميل عبد الله محمد المصري ، حاضر العالم الإسلامي ، جامعة المدينة المنورة .
4. د. راغب السرجاني ، بين التاريخ و الواقع ، 4 أجزاء ، مؤسسة إقرأ ـ القاهرة ، 2008 م .
5. د. سفر الحوالي ، العلمانية .. نشأتها و تطورها و آثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة (رسالة دكتوراه) 1987 م دار الهجرة ـ المملكة العربية السعودية .
6. ضابط في الجيش التركي ، الصنم .. حياة رجل و دولة ، ترجمة: عبد الله عبد الرحمن ، دار الأهلية ـ الأردن ، 2013 م.
7. د. علي محمد لصلابي ، الدولة العثمانية .. عوامل النهوض و أسباب السقوط ، مؤسسة إقرأ ـ القاهرة ، 2011 م .
8. الطالب: فتحي بشير البلعاوي ، الصنم (بحث علمي يتناول حياة أتاتورك و دورة في هدم الخلافة العثمانية و البحث منشور علي موقع مركز التأصيل للدراسات و البحوث) ، ، الجامعة الإسلامية بغزة 2008 م .
9. د.كمال حبيب ، تركيا و مستقبل التدافع ، التقرير الإسترتيجي الخامس لمجلة البيان ـ القاهرة ، 1429 هــ ـ 2007 م .
10. محمد زاهد ، عبد الفتاح أبو رغده ، التاريخ العثماني في شعر أحمد شوقي، دار الرائد ، كندا ، 1996 م .
11. محمد محمد حسين ، الاتجاهات الوطنية ، مؤسسة الرسالة ـ بيروت ، 1984 م .
محمود ثابت الشاذلي ، المسألة الشرقية .. دراسة وثائقية عن الخلافة العثمانية ، مكتبة وهبة ، 1989 م .
12. محمود شاكر، التاريخ الإسلامي، 22 جزء، المكتب الإسلامي ـ الأردن،2000 م.
13. د. موفق بني مرجه ، صحوة الرجل المريض ، دار البيارق ـ بيروت ، 1996 م .وليد الشرهان ، من هو كمال أتاتورك؟.. قراءة مختلفة ، مجلة المجلة ، عدد الأربعاء 22 مايو 2013 م .
14. وليد رضوان ، تركيا بين العلمانية و الإسلام في القرن العشرين ، شركة المطبوعات للتوزيع و النشر ـ بيروت ، 2006 م .