الجيش التركي.. من أتاتورك لأردوغان
ثاني أكبر جيش في الناتو بعد نظيره الأميركي، يبلغ عدد قواته نحو 670 ألفا، وتقدر ميزانيته بنحو 18 مليار دولار، ويحتل بذلك الرتبة 15 عالميا على مستوى الإنفاق العسكري.عرفت عقيدته العسكرية تحولا جذريا بعد مجيئ حكومة رجب طيب أردوغان، حيث تحول من حام للعلمانية إلى مدافع عن المواطنين الأتراك ضد التهديدات الخارجية.حامي العلمانيةيعتبر الجيش التركي من أقدم الجيوش في العالم، عرف تحولا مفصليا في أدواره إبان فترة حكم
مصطفى كمال أتاتوركالذي برز جنرالا قويا ومنتصرا مع رفاقه العسكر الذين صاغوا إطار الحياة السياسية للبلاد وفق مزاج الجيش بعقيدته الأتاتوركية، التي تعني حماية النظام العلماني ضد كافة أنواع المخاطر الداخلية والخارجية، وعلى أساس قوي من الشعور القومي الذي كان الجيش رمزا له.
وقد التزم جنرالات الجيش بعد وفاة أتاتورك عام 1938 بنفس المبادئ، حيث كان لهم دور أساسي في مجمل المعادلات السياسية خلال فترة حكم
عصمت إينونو الذي خلف أتاتورك في رئاسة الجمهورية حتى عام 1950، عندما انتقلت البلاد إلى التعددية الحزبية بإذن من جنرالات الجيش الذين كانوا يعرفون أنهم يملكون القوة الكافية للتدخل عند اللزوم، وضمن هذا السياق نفذ
الجيش التركي عدة انقلابات عسكرية.
القدرات العسكريةيبلغ عدد جنود الجيش التركي نحو 670 ألفا، وتشكل القوات البرية عموده الفقري، وتضم حوالي 315 ألف فرد، ويعد بذلك ثاني أكبر جيش في حلف الناتو بعد الجيش الأميركي. تتوفر القوات البرية على نحو 4300 دبابة، وحوالي 7550 ناقلة حربية، إلى جانب أنظمة إطلاق صواريخ إلى جانب مجموعة من القواعد العسكرية الجوية التركية.
وقد تأسست قواته الجوية عام 1911، وتضم حوالي ستين ألف جندي، ويصل عدد طائراتها إلى أكثر من 900 طائرة بينها طائرات قتال واعتراض، وطائرات هجومية، وطائرات نقل عسكري، وطائرات تدريب، إلى جانب مروحيات هجومية،
وطائرات بدون طيار.
أما القوات البحرية فتضم نحو 48600 فرد، ولديها 212 سفينة، و51 طائرة، إلى جانب فرقاطات وغواصات بحرية، إلى جانب كاسحات ألغام. يوجد مقر قيادتها قرب مدينة
إزمير.
قوات موازيةلدى
تركيا خفر للسواحل تأسس عام 1982 ويضم حوالي 5500 فرد، ولديه حوالي 14 طائرة هليكوبتر، وثلاث طائرات حربية.
أما قوات الدرك فقد أنشئت عام 1846، وتضم حوالي 276 ألف عنصر، ولديها نحو 1500 عربة وتجهيزات مصفحة وحوالي ستين طائرة هليكوبتر.
وحرص الجيش التركي على إنشاء قوات خاصة منذ 1992 وتتبع مباشرة لقائد الأركان العامة. وتضم تلك القوات نخبة الجنود. ويتلقى المرشحون لولوج صفوفها برنامجا تدريبيا قاسيا ومكثفا لمدة ثلاث سنوات.
انقلابات عسكريةتورط الجيش التركي في عدة انقلابات عسكرية، كان أولها يوم 27 مايو/أيار 1960 عندما أطاح بحكومة
عدنان مندريس الذي أعدم لاحقا.
وقاد انقلابا ثانيا في مارس/آذار 1971، وثالثا يوم 3 سبتمبر/أيلول 1980. كما نظم انقلابا رابعا في فبراير/شباط 1997 أطاح بحكومة
نجم الدين أربكان. وحاول الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 15 يوليو/تموز 2016 إلا أن المحاولة فشلت بعد خروج الأتراك للشارع.
حكومة أردوغانعرفت علاقات الجيش مع المجال السياسي تحولا مفصليا بعد مجيء حكومة أردوغان التي أدخلت تعديلات جوهرية على دور الجيش، ويمكن تلخيصها في ما يلي:
- تقليص عدد العسكر داخل
مجلس الأمن القومي إلى خمسة مقابل تسعة مدنيين.
- قرارات مجلس الأمن القومي لم تعد ملزمة.
- الأمين العام للمجلس مدني ويتبع لرئيس الوزراء.
- إخضاع تصرفات الجيش لمراقبة البرلمان.
وفي عام 2013، أقر البرلمان التركي تعديلا على عقيدة الجيش يقضي بأن الجيش يدافع عن المواطنين ضد التهديدات الخارجية، وذلك عوضا عن العقيدة السابقة التي تقول إن الجيش يحمي العلمانية في تركيا.
استيراد وتصدير الأسلحةيحصل الجيش التركي على أسلحته من دول بينها
الولايات المتحدة،
وألمانيا،
والمملكة المتحدة،
وكوريا الجنوبية وإيطاليا،
وفرنسا،
وإسبانيا،
والصين،
وروسيا،
والنرويج،
والسويد.
كما تصدر تركيا الأسلحة إلى دول من بينها إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا
ورواندا.
وفي عصره الحديث، شارك الجيش التركي في
الحرب العالمية الثانية، وحرب
قبرص عام 1974، إلى جانب معاركه الطويلة مع
حزب العمال الكردستاني.
فمنذ 1984 دخل الجيش التركي في حرب مفتوحة مع عناصر الحزب، وكانت سنوات الثمانينيات والتسعينيات الأكثر دموية بين الطرفين إذ سقط خلالها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى.
وبعد مفاوضات مكثفة بين الاستخبارات التركية وزعيم الحزب
عبد الله أوجلان، نجح الطرفان في مارس/آذار 2013 في الوصول إلى اتفاق أعلن على إثره حزب العمال الكردستاني وقفا لإطلاق النار عقب دعوة وجهها إليه أوجلان.
تذكر تقارير إعلامية أن الميزانية السنوية للجيش التركي تبلغ حوالي 18 مليار دولار، ليحتل بذلك الرتبة 15 عالميا على مستوى الإنفاق العسكري.
الحرب ضد تنظيم الدولةأكدت
وزارة الدفاع الأميركية في أواخر أغسطس/آب 2015 أن تركيا أصبحت جاهزة للمشاركة في الغارات الجوية التي يشنها التحالف ضد
تنظيم الدولة الإسلامية في
العراق وسوريا.
كما قال وزير الخارجية التركية
مولود جاويش أوغلو أن
أنقرة وقعت اتفاقا يتيح ضم الطائرات الحربية التركية إلى منظومة القيادة الجوية "إي تي أو" التي تشرف على غارات التحالف وتنسقها.