منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  حصاد نصف قرن في مقارعة الطغاة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حصاد نصف قرن في مقارعة الطغاة Empty
مُساهمةموضوع: حصاد نصف قرن في مقارعة الطغاة    حصاد نصف قرن في مقارعة الطغاة Emptyالأحد 27 فبراير 2022, 11:51 am

حصاد نصف قرن في مقارعة الطغاة


"الكل سجناء
هناك من هو سجين ذاته
..وسجنه هو الانانيةولهذا يظن نفسه الكعبة ويطوف حولها
 وهناك من هو سجين أفكاره ومفاهيمه..التي ورثها عن الاباء والاجداد وهناك من هو سجين تقاليد وعادات المجتمع البالية التي تتناقض مع العقل والشرع..وسجنه هو مجتمعه.
الكل سجناء.. ويزاد عدد السجون ويختلف حجمها.
وهناك سجناء السجون المتعارف عليها لغة وعرفا"/عبدالستار رمضان  
..............
/الحلقة الاولى
البرش،تحت ظهور المعتقلين شامخي الهامات..
وفوق ظهور العبيد مطأطئي القامات..للطغاة!
     وصلنا السجن ظهرا،وسلمني العسكري المخابراتي،للشرطي الذي وقع على ورقة استلام البضاعة،وحظيت بفرصة رؤية السجن من الداخل،بعد ان رايته عشرات المرات من الخارج،لاول مرة في حياتي،بل وحظيت بفرصة الاقامة فيه لمدة ثلاث سنوات،آكلا ،شاربا،نائما،على حساب الدولةالكريمة،او على حساب واشنطن، في رواية اخرى،كما قال البعض. 
  بصراحة كان الانتقال من المخابرات الى السجن بمثابة الانتقال من جهنم الى الجنة،وزاد من احساسي باني في الجنة،انني فوجئت بان السجن مدينة، وليس غرفة اوسع من الزنزانة كما كنت اتخيل!
   وزاد من بهجتي وانشراحي،حسن استقبال الشباب لي،وكانوا قد سمعوا بالقصة كاملة قبل نزولي اليهم .
   لا اتذكر تفاصيل اليوم الاول،لكن اتذكر انني حملت"البرش"الى غرفة 18 شبك واحد،شبك السياسين،واخذت موقعي بين حوالي 16 مناضلا!..اغلبهم من من جماعة غلاّبة فتح..يا ثورتنا غلابة!
 سجنوا لاتهامهم انهم يعملون لتحرير فلسطين،واقامة دولة فسطينية علمانية،التي سيكون على راسها عرفات القدوة ثم محمود عباس البهائي الماسوني،الذي قد يخلفه عليها الازعر الهامل ..دحلان!
  وطبعا يتساءل بعضكم،بل اكثركم ما هو البرش،وهي كلمة حبسية بامتياز، فلم اسمع عنها قبل او بعد السجن،ويمكن ان اقول ان اوضح تعريف او وصف للبرش،هو أنه من حيث الشكل كالبرذعة،التي توضع على ظهر الحمار او البغل،وان كان كثير من الناس قد رضوا الاستحمار او البغلنة،فوضعوه/البرشاو البرذعة/على ظهورهم ليركبهم الطغاة..."ولولا طاطاة العبيد لما امتطاهم الطغاة"!
والمفروض في الوضع الطبيعي ان يكون البرش او البرذعة هو فراش السجين،وهو بالتاكيد فراش غير وثير،بل هو فراش بائس جدا،ولكن الا يستسحق من يخرج على ولاة الامر ان يعاقب بقسوة،ومنها النوم على البرش؟!..وعلى أي حال فبرش تخفق البراغيث فيه،احب الي من فراش مخابرات وثير.
 في الواقع لم يكن احد في السجن ينام على البرش،لكن يجب ان يستلمه السجين عند دخوله السجن،ثم يجب ان يسلمه عند انتهاء مدة محكوميته ..حين يُنادى عليه في السماعات،فلان الفلاني:"إفراج مع برشك للباب".
  ولا ادري ما عقوبة من يضيع برشه،الذي هو على ما يبدو ليس باكثر من رمزلاذلال الشجين واظهار سيطرة الدولة على السجناء،او ربما هو رمز لبيروقراطيتها،ولهذا عندما سجنوا ذات مرة وزيرا،صلاح ابو زيد،فانه لم يحمل البرش كسائر الناس،لانه كان من عظام رقبة النظام ولو اخطأ،لهذا امضى شهورمحكوميته،رغم طول لسانه/ حين يسكر/في غرف مدير السجن العقيد غالب الضمور يومذاك.
   وللعلم فان السجن،اقصد مدينة سجن المحطة المركزي،كان تتشابه كثيرا مع الحياة في الخارج،من حيث التفاوت الطبقي،.فالمجتمع،والجامعة طبقات.. والسجن ايضا..وحتى القبر طبقات..والجنة والنار طبقات ..سنة الله! 
   ومن حيث التقسيم العام،كان السجن للناس العاديين بكافة جرائمهم  مقسما الى خمسة اقسام،كانت تسمى بالاشباك،وهي خمسة،وكل شبك مكون من مجموعة غرف،قد تصل العشرين،كما في حالة شبك واحد مثلا،وقد تقل عن عشرة، كشبك اربعة مثلا لان غرفه واسعة جدا،ولكل شبك باب رئيس يغلق مساء،ويفتح صباحا،لكنه قد يغلق نهارا في حالة حصول تمرد او فرار سجين او مشكلة تمس الشبك بشكل عام،وقد حظيت بشرف معايشة كثير من الاشكالات التي اقتضت اغلاق الشبك نهارا،ومنها التمرد او العصيان والاضراب..الخ .
 ومن طبقات السجن كان هناك ما يسمى الدار البيضاء،وهي خارج الاشباك وقريبة من ادارة السجن،ومخصصة للاثرياء ماديا او للمقربين من العائلة المالكة،وكان احد زبائنها،اخا لزوجة،سابقة،قبل ان تصبح سابقة،للامير محمد بن طلال،شقيق الملك الراحل.   
وكانت الدار البيضاء عبارة عن غرف تتضمن الكماليات،وما يلزم للترفيه، وليست كغرف البوساء،في سائر احياء السجن!.
 ومن اطرف ما رايت من سكان الدار البيضاء،انني رايت احد الشيوخ من مهربي الحشيش/نصف طن على الاقل/منحنيا،وامامه قدماه،وعبده،المسجون معه لخدمته،يربط له خيطان الحذاء.
  وكما تفاوتت منزلة الدار البيضاء عن باقي غرف السجناء في الاشباك، فان التفاوت كان ملحوظا ايضا ما بين الاشباك الاخرى نفسها،لكن كان شبك واحد حيث اقمت،وهو شبك السياسيين،الارقى بشكل عام،والانظف والاكثر احتراما بنظر الادارة والشرطة،ونظر عامة السجناء.
  وعلى ذكر الشرطة،فان من طريف ما حصل معي بعد السجن بشهور،ان احد شبابنا،جمال شاكر،كان شرطيا في السجن،وكان يساعدنا قدر استطاعته، ومنها ادخال النشرات،وهو الذي اوصل تقريري عما حصل معي في المخابرات  للحزب،هذا الشرطي الشاب،اصبح زميلا لنا بعد شهور،وصار يُغلق الباب عليه،كما كان يغلق الباب على الاخرين،ومن اغلق الباب على اخيه..اغلق الله الباب عليه..هه.
   وكان من اكثر الاشياء التي فرحت بها وجود مكتبة في السجن،وان كانت متواضعة جدا،وساتحدث عنها فيما بعد،ووجود مسجد في ساحته اشجار ياسمين،كنت اتمشى بينها واشم عطرها،وانا احاول حفظ القرآن،لساعات في كل يوم،في اول ايام سجني ولفترة اشهر،قبل ان انشغل بامور اخرى .
.........
سنةاولى سجن/الحلقة الثانية
عندما تداعى اصحاب العبايات،
للنهي عن المعروف..وللأمر بالمنكرات!
........
   بعد قرابة اسبوعين من بدء اقامتي في السجن،طُلِبت للذهاب الى الادارة، وهذا لايحصل عادة الا لامر جلل،وضربت اخماسا باسداس،وخطر على بالي كل الاحتمالات،ومنها ان المخابرات قد قررت استردادي،ربما لانني خطير او انهم اكتفشوا انني خدعتهم ، او ربما شعروا انني قد افسد اخلاق المساجين،لكني لم اعان القلق كثيرا،لانه لم يكن هناك وقت لهذا،لكوني مجبرعلى تلبية الامر فورا،فامر المدير الذي يملك السوط والقبو واجب التنفيذ الفوري.
   ذهبت الى الادارة وانا اتوجس كل شر،ولكن كما يحصل في اكثر الاحيان، نجد أنه،"وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم".
  دخلت الادارة ففوجئت بوجود مجموعة من الناس الذين يرتدون العباءات،كالمتخصصين بالجاهات،في انتظاري،وجلّهم من اقاربي من العطيات،ومنهم سلطيون اخرون.
 وما ان دخلت حتى صافحوني جميعا،ثم تكلم  باسمهم،عمي اخو جدي،عبدالرحمن ابو علي،فقال:"اعذرنا يا ابن اخي على التقصير بحقك"،فوالله لو كانت قضيتك قتل او زنى،لتدخلنا وانقذناك،لكن القضية اكبر من هذا بكثير،.فقضيتك سياسية،وانت تحارب الدولة"وايد لا تقابل مخرز"،أي هذا ما لا قبل لنا به/وما عليك لكي تخرج من السجن الا ان تستنكر حزب التحرير...فقط.
  وهنا تصدى غالب الضمور/مديرالسجن قائلا:"وانا اقول لكم،وله:  "فليستنكرالان..وليتغدى معكم اليوم،في بيوتكم".
  طبعا انا لم اعرف يومها،ولا زلت لا اعرف حتى اليوم،مدى مصداقية غالب الضمور،ومدى الصلاحيات المعطاة له بهذا الشان من قبل المخابرات،وان عرفت فيما بعد،أنه له الحق،بصفته مديرا للسجون،ان يخفض مدة بعض السجناء،بناء على تعاونهم معه،وحسن سلوكهم،حين يثبتون انهم،اوادم،أي طيّعي اعناق..ومستعدين للوشاية باقرب الناس لهم!!ا
  المهم،قلت للجاهة الكريمة:ما خلاصته، انني لا رغبة لي بالخروج من السجن،وكان اسلوبي تهكميا،وليس خطابيا/حيث قلت لهم:"ومن قال لكم انني راغب في الخروج من السجن "؟.
 وكنت صادقا في كلامي،وليس من باب اغاظتهم وحسب، مبسوط،وعال العال وتمام التمام في السجن،لانه  اكل ومرعى وخير صنعة..وماذا يريد الواحد في الحياة اكثر .
   ثم قلت:ومع هذا فسعيكم مشكور،لم اقل أنه غير ماجور ولا مبرور،على جهودكم الطيبةوتعاطفكم معي.
   ويبدو ان الضمور/وقد  تاثر بكلامي،او مثّل هذا الدور،او وجدها فرصة سريعة للتخلص من وعده بالافراج عني،واخراجي معهم،لو استنكرت.
فنهض بسرعة،وصافحني بقوة وشد علي يديّ قائلا:"انني اهنئك على ثباتك يا ولدي،..فاذهب الى غرفتك،برعاية الله،هل قالها؟لست متاكدا!  
  صدقا لم افهم،وكثيرة الامور التي لم افهمها في حياتي،لماذا..جاءني هؤلاء،ومن دفعهم لهذا،وما علاقة المخابرات،وتحديدا ذيب بدر بالامر؟؟!!
  فلوكنت حريصا على الخروج لاعطيت ذيب بدر،ما اراد من استنكاري،وانا في احلك الظروف،فاي عقل يقول ان من لم يتنازل وقت الشدة،سيتنازل وقت الرخاء؟بصراحة كنت ازداد يوما بعد يوم قناعة:بان المخابرات اغبياء!ا 
  ولو حاولت ان استحضر مثالا من اروع الامثلة على غبائهم،لما وجدت اروع من مثال البطل المسلم،ابن بلدنا،وبمثل هذا يفخر المرء،لا بالتراب والحجارة عند الحديث عن بلده،الدكتور همام البلوي" ابو دجانة الخراساني" الذي لم يخدع ويستغفل المخابرات الاردنية وحدها،بل ضحك على عقول السي آي ايه ايضا،ومرغ كرامتهما بالوحل،وجعلهما اضحوكة لكل الدنيا..ولانني اعجبت به جدا،بل انبهرت،لهذا احب ان اذكّر الناس الذي يعرفون قصته بقصته،وان اعرف من لا يعرفون بمختصر قصته .
   وملخص القصة،هو ان المخابرات الاردنية التي اعتقلت البطل الهمام /اسم على مسمى/ همام،واضطهدته،ظنت ان الفكرة قد تزال من الدماغ بالترهيب،فجندته للعمل معها ضد اخوانه من المجاهدين،وفرحت مخابرات الاغبياء بهذاجدا،واعلمت سادتها في واشنطن أي ال سي آي ايه،بانها وقعت على صيد ثمين،وقرع الفريقان كؤوس الاحتفال بهذا النصر المجيد.كما قرعها مرسي مع رئيسة الارجنتين.وقرعها اردوغان مع رؤوس الصهاينة! 
  ويؤكد كلامي ما جاء في الواشنطن بوست يومها:"ذكرت صحيفة نيويورك تايمز،ان الاردني همام خليل البلوي المشتبه في انه منفذ الهجوم الذي اوقع ثمانية قتلى في قاعدة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية(سي.آي.ايه) في افغانستان في نهاية كانون الاول/ديسمبر الماضي،كان افضل مصدر معلومات عن القاعدة للسي.آي.ايه منذ سنوات.
وكانت السي.آي.ايه شديدة الحماسة للمعلومات التي يمكن ان يقدمها البلوي الى حد ان مسؤولين كبارا في الوكالة وفي البيت الابيض ابلغوا انه سيتوجه الى افغانستان للاجتماع مع عناصر من السي.آي.ايه.انتهى النقل.
لكن في النهاية،وبدل ان تحتفل المخابرات الاردنيةوالامريكية بالانتصار،من خلال خبر مقتل الظواهري،فان البطل الاذكى من المخابراتين،الهمام قرر ان يحيل افراحهم اتراحا،فبدلا من الادلاء لهم بمعلومات عن القاعدة والظواهري، ادلى لهم بحزام ناسف ومتفجرات،في قاعدة خوست بافغانستان،ونسف ادمغتهم المجرمة حين فجر حزامه الناسف في وسطهم، فارسل الى جهنم سبعة من خنازير ال السي.آي.ايه,, وثامنهم كلبهم الاردني . 
 ويؤكد وصفي لغباء كلا الفريقين من الجواسيس الاغبياء..ما جاء في نفس المصدر اعلاه:"واكدت الصحيفة ان ماضي بلوي المتطرف كان معروفا لدى المخابرات الاردنية والاميركية،الا ان الجهازين اعتقدا انه بات مقتنعا بالعمل معهما ضد رفاقه السابقين من الاسلاميين.
 "وقد اثار الهجوم على السي.آي.ايه موجة انتقادات حادة ضد الوكالة".
"من جانبهم،اعترف الاردنيون الاربعاء بان البلوي كان يتعاون مع مخابراتهم،مؤكدين مع ذلك عدم وجود اي ادلة على انه منفذ الهجوم".
 طبعا الكل يعرف المخابرات الاردنية والدولة الاردنية من راسها لاساسها مشهورة بانها من اكذب خلق الله قاطبة،ربما لم يتفوق عليها الا زعامات الاخوان في الكذب والدجل والاستخفاف بعقول الناس.
  والخلاصة،فانني اذ اؤكد ان اجهزة المخابرات والاستخبارات،بشكل عام، /وعلى راسها الاردنية/ ليست اذكى ولا اوعى ولا اقدر،على صنع الاحداث من افراد مخلصين،وهدفي من هذا اذهاب هيبتها/ التي لاحظت انها متغلغة في نفوس الكثيرين/فانني لا ادعو للاستهتار بها،لكن ادعو لعدم الذعر منها او الاستسلام لاسطورة انها لا تقهر،او الظن بانها على كل شيء قدير... رحم الله هماما البلوي/ابا دجانة الخراساني/البطل المسلم،الذي قل نظيره في هذه الايام،ولا رحم الله أي هالك من اعداء الله،المخابرات الاردنية او المنافقين في مصر او غيرها من ديار الاسلام .
الصراع مع مرتزقة عرفات والمنظمات الفلسطينية
.......
   ذكرت سابقا،ان اقامتي اول دخولي السجن كانت في غرفة 18،وان كل من كان في هذه الغرفة كانوا ممن يسمون بالفدائيين/ كانت دولة الصهاينة تسميهم بالمخربين/وكان غالبية هؤلاء من فتح،تركهم عرفات القدوة لمصيرهم الاسود،بعد احداث ايلول الاسود،1970،وولى الادبار الى بيروت ثم الى تونس،مناضلا حسب زعمه من اجل تحرير فلسطين،وقد توّج ذلك النضال،بتوقيع اوسلو التي نال عليها جائزة نوبل،مناصفة مع  رابين،وبهذا حقق عرفات،بل اكّد بالادلة القطعية،ما اتهم الحزب به منظمته،حين وصفها بانها منظمة لتصفية القضية الفلسطينية.
   لا اريد في هذه العجالة،الخوض في مسالة ايلول الاسود،وان كان لي الحق لانني عايشتها،واعيا على احداثها تماما،وكنت احسب نفسي على الاشبال/صغار الفدائيين،لكن اقول ان ما حصل هو كالعادة دائما،الكبار/حسين وعرفات عميلا الانجليز/ياكلون الحصرم،والصغار/ فدائيين وعسكر..والصغار يضرسون،ولا بد ان عرفات كان في الاصل اخواني،اقصد اخونجي!!ا
  كانت كلمة فدائي من اروع واحب الكلمات الى الناس في الاردن،قبل ان ينجح عرفات العميل الانجليزي،بالتعاون مع شقيقه في العمالة للاتجليز،حسين/ في تحويل المنظمة الى ما وجدت من اجله،وهو تصفية القضية الفلسطينية،وتكريه الناس بكلمة نضال وكلمة فدائي،ولهذا تعاون الزعيمان على القضاء على المخلصين من الجيش الاردني ومن الفدائيين،او اخراسهم،وكان مصير المخلصين غير الواعين من الفدائيين السجن،لأُبتلى بهم انا،ومن على ديني أي على شاكلتي!!!ا
   ولو قلت ان بين السبعة عشر فدائيا في الغرفة،لم الاحظ الوعي السياسي على احد منهم،فقد لا ابالغ،فالكل غير واعين،لكن اكثرهم عراطين،والقلة محترمين،وحتى شاويش الغرفة الذي احترمته لاتزانه ووقاره،كان محكوما مؤبدا،فانه وقف الى جانب قومه،عندما اصطدمت معهم،لمجرد انهم قومه وليس لانهم على حق،وقد اثر بي هذا الموقف كثيرا،وصرت اتحسس من هذا كثيرا،ولهذا اهاجم ولازلت باستمرار فكرة ان ينصر الانسان احدا لمجرد انه على دينه او فكره او حزبه،حتى بمجرد اشتباهي بهذا،اي صارت عندي حساسية من هذه القضية.
  لا اريد ان اطيل في بحث المسالة لانني صدقا،وبعد اكثر من ربع قرن،لا زلت اجد مرارة حين اتذكر تلك الايام الاليمة،فقد كنت بين نارين،نار تعاطفي معهم كقوم سجنوا من اجل قضية شريفة،يفخر بها المسلم،وبين نارسوء اخلاقهم وقلة دينهم وانحطاطهم الفكري،الذي زادته الضغوط التي يئنون تحت ثقلها.. سوء،وذلك بسبب  التألم من السجن الذي رموا به ظلما من قبل من يفترض انهم اهلهم،الذين يتوجب عليهم الوقوف بجانبهم،وليس زجهم في السجون وباحكام قاسية جدا تصل الى المؤبد،وظلم ذوي القربى اشد مضاضة..الخ،/مما جعلهم ينقمون بل يحقدون على كل شرق اردني بصفته عدوا لهم،وكم قتل الجهل اهله.
  والخلاصة ولاسباب عديدة منها المعقول،ومنها غير المعقول،كنت ضيفا غير مرحب به بين اشقائنا المناضلين،في سبيل ان ينال عرفات جائزة نوبل في نهاية المطاف/مقابل تنازله عن فلسطين لاقاربه اليهود/وقد نالها!
 ولهذا حاول هؤلاء التنغيص علي بكل الوسائل لاخراجي من الغرفة،حيث كنت على ما يبدو نشازا فيها،واشبه بالشوكة في حلوقهم،ولاسيما حين كنت انتقد مخالفاتهم الشرعية وما كان اكثرها.
  اضف الى هذا فربما كان وجودي مانعا لهم من التصرف بحرية على طبيعتهم الحيوانية،أي دون مراعاة لحلال وحرام..الخ،وكانت النهاية،انني اضطررت الى التقكير بالرحيل الى أي مكان اخر،ولو كان اسوا ما يكون من حيث الراحة الجسدية،لان الاهم الراحة النفسية،وعلى راي ميسون الكلابية ... لبيت تخفق الاهواء فيه ..احب اليّ من قصر منيف.....الخ .
   وفعلا رحلت الى غرفة الى رقم 8،وتسمى الزنازن،وهي حوالي عشرة زنازن ضمن غرفة واحدة،لكن لا يغلق باب الزنزانة كما في المخابرات،لكنها  في الصيف/ولا سيما مع فسيخ المتوحمين/جهنم،ومع هذا،كانت جنة بالنسبة لي  قياسا الى غرفة المنحطين فكريا وخلقيا.
  من الطريف انني بعد ان فارقتهم،صرت من احب الناس اليهم،وإبعِد تحلى! وقد توسل او الح عليّ بعضهم ان اسكن معهم من جديد،وذلك في غرفة رقم  اربعة،لكنني رفضت،ولم اوافق الا بعد شهور..ولهذا قصة اخرى.
  وعودا الى موضوع العلاقة مع المناضلين لتصفية القضية،وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا!أي يظنون انهم يناضلون لتحرير فلسطين،احب ان اذكر موقفا حصل معي عندما اصطدمت بهم،وتكالبواعليّ،فقال:لي احد شبابنا الخلايلة،ماذا تفعل؟اتظن نفسك مثلي،يمكنك الصدام معهم والخروج بسلام؟!
   واكمل قائلا:يخيييييييييييي:انا لو تصادمت مع الفتحاويين اوالجبهاويين،وقلت ين اهل الخليل؟ولنصرني كل الخلايلة،ضد الجبهةوفتح
 لانهم لا يسالون اخاهم الخليلي،ما هو دينه،او ما هو حزبه،فالخليل اولا!!ا
   وانا اقول /لانني لاحظت شيئا من هذا القبيل على الفيس/انني اربأ بالشباب ان يهبطوا لهذا المستوى،بل اكثر منه،حين ينصر احدهم اخاه من الشباب،على اخيه من الشباب،ايضا،لانه مسؤوله حزبيا،او ابن بلده وما شابه من الاسباب غير المشروعة شرعا،ولا المعقولة عقلا،لدرجة وصف الاول انه افضل من الثاني، لكون الاول من بيت المقدس،وكأنّ الارض تقدس اهلها!
المهم اني بعد ان ابتعدت عنهم،تاكدت من صحة المقولة"إبعد تحلى"وبدات اعرفهم اكثر فاكثر،واتعاطف معهم اكثر،لان اللقاءات صارت فردية،والواحد منهم، ومن غيرهم،يكون اكثر صراحة في اللقاءات الفردية،وبدات النقاشات المطولة مع كثير منهم،وبفضل الله،نجحت في التاثير على بعضهم،وحتى اقناعهم بالدراسة معنا،لكن سرا،لضمان عدم معرفة الاخرين بهذه الجريمة،لان معناها انقطاع الراتب والمساعدات عنهم،من قبل القائد الرمز ياسر القدوة. 
   ومن ذكرياتي في السجن انني كتبت الكثير من القصائد،واذكر منها قصيدة في رثاء الشيخ تقي رحمه الله،بلغت قرابة 200 بيت ..وقصيدتان عن كامب ديفيد تجاوزت كل منهما ال 100 بيت..وكنت اكتب بحماسة،لان الشباب كانوا الجمهور الذي يشجعني بابداء اعجابهم بقصائدي التي لم اترك  فيها احدا من الطغاة من شري.
 وكتبت مذكرات سجني،سنة وراء اخرى،مقلدا مصطفى امين في سنة اولى سجن سنة ثانية سجن..الخ، ولكن في عام 1988،صادرت المخابرات كل ورقة في بيتي حتى لو كانت قصاصة من  جريدة قديمة،انتقاما لانني لم امكنهم من من اعتقالي ومن الاستيلاء على ماكنة الطباعة البدائية.. التي كنا نستخدمها لطباعة النشرات.
  ولم آسف على مصادرة ما ذكر يومها،لانني لم اتخيل ان ياتي يوم وترى اعمالي النور،لانها كلها ممنوعة أي لن  اجد من يطبعها..ولكن عندما رزقنا الله بنعمة النت تأسفت عليها كثيرا ...
واقول اذا كان الانسان ممنوعا من قول اونشر رايه،لانه مخالف لراي الدولة التي سوف تسجنه،او مخالف لراي جماعته او حزبه الذي سيفصله او يعاقبه على الاقل بالاهمال ..هل يمكن له ان يبدع ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حصاد نصف قرن في مقارعة الطغاة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصاد نصف قرن في مقارعة الطغاة    حصاد نصف قرن في مقارعة الطغاة Emptyالأحد 27 فبراير 2022, 11:55 am

اما موضوع ان تسجنه الدولة فلا مشكلة،اما ان يفصله او على الاقل ان تقمعه قيادة حزبه او جماعته فهنا المشكلة ....
   صحيح لا بد من الوحدة الفكرية بين اعضاء الجماعة و الحزب،ليستحق وصف حزب وتكتل،ولكن ليس لدرجة ان يحدد لي امير الجماعة او الحزب كل صغيرة وكبيرة،وان يحاسبني على كل كلمة اقولها او اكتبها على الفيس او غيره .لانني في هذه الحالة ساتوقف عن التفكير،خوف العواقب والعقوبات الحزبية!! 
وساوضع مرغما... بين خيارين احلاهما مر .
  ولهذا اقترح:ان تكتفي الاحزاب بالتبني في الاساسيات،وان تقلل عدد المتبنيات قدر الامكان،لتتيح فرصة لاعضائها ان يصبحوا مفكرين،وليسوا مجرد بصيمة،لا يحسنون الا قول آمين،جزاك الله خيرا،يا شيخنا او عالمنا او اميرنا الجليل..الخ. 
وعن الصدامات مع الشباب في الحبسة الاولى ..نشرت:
الولد سر ابيه 
وحياتي كلها لدعوتي.. 
وتحقيق غايتي ..في انهاض امتي
عن خالد ابن يزيد عن جعونة قال: دخل عبد الملك على أبيه عمربن عبدالعزيز فقال يا أمير المؤمنين ماذا تقول لربك إذا أتيته وقد تركت حقا لم تحيه،وباطلا لم تمته؟
 قال اقعد يا بني ان آباءك وأجدادك خدعوا الناس عن الحق فانتهت الأمور إلي وقد أقبل شرها وأدبر خيرها ولكن أليس حسبي جميلا أن لا تطلع الشمس علي في يوم إلا أحييت فيه حقا.. وأمت فيه باطلا حتى يأتيني الموت وأنا على ذلك.
ذكرتني الحكاية اعلاه بذكريات لحوادث قديمة جميلة ومؤلمة من حياتي..كاد يطويها النسيان،ولاسيما ايامنا خلف القضبان .
وعادت بي الذاكرة الى ايام كم تصادمت فيها مع بعض الاخوة لمجرد انهم كانوا يتحدثون،ونحن في السجن عن شؤون دنيوية،لانني كنت/حماس شباب مبالغ فيه،كقصة ابن عمر بن عبدالعزيز مع ابيه/ارى اننا وقد سجنا من اجل الدعوة، فالاصل ان نعيش في السجن كل دقيقة من اجلها...
ان لم يكن لان الله امرنا بهذا صراحة،فليكن..لفرك بصلة في عيون الطغاة/اغاظة الكفار/وقلب السحر على الساحرمن خلال اثبات ان السجن،سيجعلنا وقد ملكنا الفراغ والشباب..اكثر مقارعة للطغاة، واكثر خطرا منا عليهم  خارج السجن.
  اكرر انني انني اعترف انني كنت ابالغ في الحماس ...لكني والله لو عادوا لمثلها لعدت..رغم مرور السنين لان الطبع يغلب التطبع .
 وكانت من ابغض العبارات على مسمعي عبارة:"ان السجن يسقط فرضية التكتل" أي لا يوجب على الشاب القيام بالاعمال التي يقوم بها خارج السجن،فكنت اصرخ فيهم واين فرضية حمل الدعوة ؟؟
واين انتم من قصة يوسف ويا صاحبي السجن ...اي حمله للدعوة ؟؟!!
   وكنت اتضايق جدا من شيوخ الشباب/اي المسؤولين وكبار السن والمقدار حزبيا/اي من صاروا يسمونهم الان تقليدا لغيرهم قياديين/الذين يمضون الوقت في لعب طاولة الزهر والشطرنج..وصنع العاب ولوحات وما شابه من الخرز،ويقهرني اكثر من يتفرج على اللاعبين،فلو عذرت اللاعبين بحجة روحوا عن هذه القلوب ...فلا استطيع ان اعذر المتفرجين.لانني بطبعي لا ارى أي متعة في التفرج على من يصنعون الاحداث،بل استمتع بصناعة الاحداث..
   وكنت اتضايق جدا ممن يضيعون الوقت في عمل اللوحات الخرزية..وما شابه ...لاننا بشكل عام لم نكن محتاجين ماديا،فصغار السن من امثالي,آنذاك يكفيهم وزيادة..ما يُهدي لهم  بعض اخوانهم،وليسوا مسؤولين عن اهلهيم في الخارج، لانهم لم يكونوا مسؤولين وهم في الخارج،أي قبل ان يعتقلوا/ ولهذا رفضت ان يقدموا مساعدة لاهلي/اما الكبار أي اصحاب العائلات، فلم يقصرالحزب والشباب بحقهم وكان اكثرهم متفرغون اي يتقاضون بدل تفرغهم  للعمل الحزبي ..وبالتالي فنحن في مجموعنا لا داعي ان نضيع دقيقة في غير الدعوة،وما يخدم الدعوة. 
  ووالله لم يكن لدي ساعة فراغ اثناء السحن بل كنت مشغولا اكثر من وانا خارجه..لذلك كنت اطلب من الزوار وعلى راسهم والدتي رجمها الله ان يقللوا من زياراتهم لي لانهم يشغلونني.
  كنت صباحا اعطي حلقات،وطهرا درسا لطلبة الاعداي،ومساء لطلبة التوجيهي 
وطبعا كل هذا مجانا أي دون راتب،وكان الليل للمطالعة.
  وكانت قضية قلة مطالعة بغضهم تمقتني ولا زالت.. فلا زلت ارى ان الاقتصار على مطالعة ثقافة الحزب وحدها لا تكفي لحمل الدعوة باسلوب مؤثر وجذاب.
  اكتفي بهذا..لاقول ان الاصل في الدعوة  ان تكون محور حياة حامل الدعوة/ ذكرا او انثى/ ويجب ان تكون كل اعماله،اما ما يخدم الدعوة مباشرة او بطريقة غير مباشرة في كل حياته ومنها الزواج،ولهذا ففي اول مرة تزوجت فيها كتبت على كرت الدعوة/ولا اعلم انه سبقني احد لمثل هذا/كتبت:" واعزكم الله بالاسلام ودولته "..بدل ودامت الافراح في دياركم.
 ...........
الصدام مع ابي مروان..
ومن هم على دينه/اعني ارائه
قالوا لعلي استنكر....فاجاب يسير ان افعل 
قالوا لبلال استنكر...فاجاب محال ان افعل
   بعد شهور من حلولي ضيفا على السجن،حل على السجن ضيف،رفيع المقام في حزب التحرير،اذ كان قبل اعتقاله معتمدا للحزب في الاردن،والمعتمد هو اعلى مسؤول حزبيا في الدولة عادة اي بمثابة الوالي للولاية،أي الدولة القطرية باللغة المعاصرة ، وامير احدى الولايات بلغة الدولة الاسلامية المترامية الاطراف.
  كنت اعرف ابا مروان فقبل السجن معرفة سطحية،وكنت اراه بسبب مركزه الحزبيّ قمة من القمم الشامخة،كعادة كل من ينظر من القاع الى الاعلى،لكن اكتشفت ان هذه القمة،كما اكتشفت فيما بعد اعني في السجن ثم بعد السجن،ان كثيرا من الذين توهمنا انهم قمم..هم اناس عاديون او اقل من العاديين!
  لم اعرف حينها كثيرا من التفاصيل،لكن القليل الذي عرفته،جعلني اقف موقف الساخط على ابي مروان هذا.
     لم يكن ابو مروان شخصا سيئا او حتى مغرورا متعجرفا كبعض القمم الموهومة،التي تعرفت عليها فيما بعد،بل/والشهادة لله،والانصاف وعدم بخس الناس حقهم وقدرهم،فرض من الله/كان رجلا دمثا واسع الصدر،طيب المعشر. لكن هذا كله،ليس هو المطلوب في القادة،فمن اهم شروط القادة النضالية والشجاعة والمواجهة عند اللقاء بالاعداء،وهذا ما شعرت انه غير موجود لدى ابي مروان الذي حكمته المحكمة،وهو المعتمد الاسد،عاما،في الوقت الذي حكمت   
علينا المحكمة ونحن،مجرد الدارسين الاغرار،الاشبال،ثلاثة اعوام! 
  طبعا،لا اتهم المحكمة/حاشاها بالانحياز لابي مروان/فالمحكمة من راسها الى اساسها قائمة على الكفر والجور،ولا تنحاز لمؤمن على أي حال من الاحوال،لكن المحكمة،تصدر الاحكام بناء على تقديرها لمدى خطورة اجرام المجرم الماثل امامها،وقد رات في ابي مروان مجرما قليل الحطر،فاكتفت بحكمه عاما واحدا..اي بلغة اوضح كان موقفه امامها ضعيفا..فراعت ضعفه..وترفقت به.
 علمت فيما بعد ان سبب حكم ابي مروان بعام واحد هو استنكاره للحزب امام المخابرات او امام المحكمة او امام الجهتين.
  وان يضعف شاب ما ولو كان من اكبر القياديين في الحزب،فهو امر عادي، يحصل في كل زمان ومكان،لم يكن عندي اعتراض كبير عليه، وقد فعله،بعض من اعرفهم وكنت احترمهم قبل ابي مروان،ولم اغضب او اثور، لكن اؤلئك لم يشكلوا خطرا على مواقف سائر الشباب ،ولا سيما الصغار منهم كما في حالة ابي مروان هذا،فقد صادف وجود ابي مروان والحكم عليه بعام واحد فقط،نتيجة استنكاره،قدوم ستة من الشباب صغار السنلم يصل أي منهم الى سن العشرين،وخشيت ان يقتدي هؤلاء يابي مروان ويستنكروا كما استنكروا لينالوا حكما مخففا كما نال...فصرت اهاجم موقف ابي مروان صراحة وجهرا ..وحاولة كل جهدي تنفير الشباب الستة من موقف ابي مروان الضعيف المتخاذل..واحذرهم من حرمة وعار الاستنكار واظهار الضعف امام المحكمة.
   وطبعا غضب مني ابو مروان،وغضب مني من يرون ان القياديين يظلون على الراس والعين،حتى لو تخاذلوا،ولكن هذا لم يفت في عضدي وان آلمني كثيرا واشعرني باني بين القوم غريب كغربة المسيح بين اليهود او صالح بين ثمود،وما شابه..الخ   
وعن هذا نشرت:
الفكرة لا تزيلها الاتهامات ..بل فكرة اقوى منها
قال لي احدهم ذات يوم،وكان متخاذلا  في السجن،اذ استنكر،ولانه كان بارزا،  خشيت ان يتاثر به الشباب الصغار من المعتقلين معنا،فهاجمته،ليعرف الشباب الصغار انه على باطل،فلا ينخدعوا بموقفه ويتخاذلوا فسيستنكروا ...
قال لي:وهل تريد ان يكون كل الشباب مثلك،يقصد انني ارى نفسي شيئا كبيرا او ما شابه هذا ؟
قلت:ولم لا اريد هذا،واطالب به ما دمت مؤمنا اني على حق،وانت على باطل ؟
انهم ان لم يفعلوا مثلي،فسوف يفعلون مثلك،وسواء اكانت مطالبتي لهم ان يفعلوا مثلي نابعة عن اعجابي بنفسي،او كانت لله،فانا على حق،فناقش فكرتي ودعك من شخصي!! 
 استغرب ممن يناقشني في شخصي،مع ان شخصي وشخص أي انسان هو ابن فكره،او ليس الاولى ان تناقش الافكار بدل نقاش الاشخاص ؟؟!!ا
اثبتوا لي او لاي انسان خطا افكاره ليتراجع عن كلامه،.بدل ان تهاجموا شخصه،فكل المفكرين عبر التاريخ طالبوا الناس ان يكونوا مثلهم،لانهم يرون الناس على باطل ويرون انفسهم على حق،ولولا هذا لما كلف المفكرون والعاملون للتغيير انفسهم مشقة العمل للتغيير ...انتهى المنشور.
وللاسف..فقد انتصرالاسد المستخذي على الشبل المتمرد..واستنكر،خمسة من الشباب الصغارمقتدين بالهزبرالاكبرالمريض،اما سادسهم،فاستنكر بعد خروجي  من السجن بفترة،ربما لانه وجد نفسه غريب بينهم ..فقرر ان يشرب من نهر الخنوع..تطبيقا للمثل "اذا انجنوا ربعك عقلك شو بينفعك"..وكان من الخسارة فيه ..القصيدة الطويلة،التي مدحت فيها ثباته،وكان منها:
 قالوا لبلال استنكر.......فاجاب محال ان افعل
قالوا ان لم تفعل تخسر....ونعاني ما لا يتحمل
فاجاب محال ان احفل...في الله بسجن او مقتل 
فاصمديا جمل دعوتنا..في وجه الكفر وان زلزل
ويبدو انهم لم يساعدوه،بعد الافراج عني،على الثبات،بل اعانوا الاباليس عليه، فاستسلم،ولبس قُبعَهُ،ولحق رَبعَهُ.. كما قال المثل!
محاكمتنا.. على التطاول وغيرها!
بعد نزولي الى السجن ببضعة شهور قدمونا للمحكمة العسكرية،وحكمت علينا ثلاث سنوات،بعدة تهم اهمها التطاول على الملك والانتماء لحزب التحرير..والتقيت في المحكمة بصديقي عاطف  زكي وهو عسكري كنت قد ضممته للحزب،ثم قام بتوزيع نشرة للحزب بين الجنود في المعسكر للخلاص من العسكرية،فاعتقلوه وسجنوه،في السجن العسكري،لانه عسكري" ثم اتوا به ليحاكم معنا بتهمة الانتماء لحزب التحرير،وحكموه عاما واحدا..ربما لانه لم يتطاول كما تطاولنا،نايف وانا،وحكمونا انا ونايف ثلاث سنوات..ربما لاننا زدناها!
وعن هذا كتبت فيما بعد:
وليس السجن في امر عظيم ..كمثل السجن في امر حقير!!!ا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حصاد نصف قرن في مقارعة الطغاة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصاد نصف قرن في مقارعة الطغاة    حصاد نصف قرن في مقارعة الطغاة Emptyالأحد 27 فبراير 2022, 11:56 am

قبل سنوات طويلة،لتقيت مع صديق واخ لي ورفيق درب في الدعوة،بعد فراق طويل،فرضه علينا الطغاة، من جلاوزة مطايا الكفر،حكام سايكس بيكو.. فقد زجوه في السجن العسكري لانه عسكري،وزجوا بي في السجن المدني لاني مدني،وكان اللقاء في المحكمة العسكرية التي ستعقد لمحاكمتنا كلانا العسكري والمدني!..بتهم عديدة على راسها اطالة اللسان على القزم الرويبضة الذي كان يحكم البلد ومنها اقلاق راحة المجتمع النائم!
ونامي جياع الشعب نامي ....
نامي فجِلْدُكِ لا يُطِيقُ .....إذا صَحَا وَقْعَ السِّهَامِ
نامي وخَلِّي الناهضينَ... لوحدِهِمْ هَدَفَ الرَّوَامِي
نامي فجدرانُ السُّجُونِ...... تَعِجُّ بالموتِ الزُّؤَامِ
ومنها تهمة العمل على قلب نظام الحكم من اجل اقامة دولة اسلامية...
المهم كنا كلانا مقيدان بالقيود او الاصفاد،التي يسمونها الكلبشات،مما جعل من المتعذر ان نتصافح،فرفعنا ايدينا عاليا،ومن باب اغاظة اعداء الله، قرعنا الاصفاد الحديدية ببعضها مرارا،كتعبير عن الغضب والاختجاج لعدم القدرة على المصافحة،لان القيود التي رفضوا ان يفكوها عن ايدينا تمنعنا من هذافلفتنا انتباه كل من كان في قاعة انتظار المحكمة،الذين اندهشوا وتساءلوا من هؤلاء-وما هؤلاء-الذين يتباهون بقيودهم على غير عادة المجرمين،الذين يكونون عادة يكادون يذوبون خجلا من قيودهم !ا
والحق انه عندما عرف الناس ما نحن،ولماذا نحاكم ونسجن،كانت صفعة للطغاة، اذ انقلب السحرعليهم،فقد والله راينا الاعجاب يومض في نظرات عيون الناس،بل إن بعضهم عبرعن رأيه صراحة،وقال:نصركم الله وثبتكم الله وما شابه.
  وموقف اخر اثناء المحاكمة/ التي اخطأ المجرمون،او اعمى الله قلوبهم، فجعلوها،على غير عادتهم،علنية بدل سرية كما كان الحال قبل هذه المرة.
فعندما صرخ الحاجب/،كما في الافلام المصرية،باعلى صوته:محكمة !
 قام،اي وقف،الكل..صاغرين..الا نحن !..فاستغرب الحاجب عدم وقوفنا،يبدو انه كان يرى هذا المنظر الغريب،لاول مرة طوال فترة عمله،فصرخ ثانية بصوت اعلى من الاولى،ربما ظننا صم/صرخ من جديد:محكمة!فلم نقم ايضا،فاعادها ثالثة،وهو يكاد يتميز من الغيظ،فقلنا له:ارفق بنفسك:فنحن لانعترف بدولتك،فهل تظن اننا نعترف بمحكمتك وبقضائك؟!ا
وغضب الحاجب!وغضب القاضي،اظنه:رياض مطر،وكان برتبة عقيد،وثار وهاج وماج،وهدد يالويل والثبور وعظائم الامور،اي باعلى الاحكام،فقلنا:له اقض ما انت قاض،فالفرق ليس كبيرا بين سجننا الصغير،وبين سجنكم الاكبر،بل قد يكون سجننا الصغير،ارحم من سجنكم الاكبر،الذي تسمونه زورا دولة.
وفعلا حكمنا باعلى الاحكام التي يخوله القانون بها،ولكن بحمد الله،لم تنته مدة حكمنا،الا وكان لنا في السجن ابناء واحفاد فكريين،انجبناهم في مدة اقامتنا في ضيافة الاوغاد،اي انقلب السحر على الساحر،وبدل ان يكون السجن مانعا لنا من العمل ضد الطغاة، كان فرصة عظيمة لصنع دعاة مناضلين جدد كثيرين في سبيل الله،ربما كان بعضهم افضل منا ...مستقبلا.
  ومن لم يسجن في سبيل الله ،سُجن في سبيل غيره،تعددت  الحبسات والسجن حاصل....وليس السجن في امر حقير،كمثل السجن في امر عظيم!!!ا
  وعلى ذكر عاطف زكي،اتذكر قصة طريفة اخرى بطلها عسكري آخر هو حمزة العطيات،وكلا الحالتين،عاطف وحمزة تدلان على مدى الطيش او قلة الوعي لدي والحماسة الرعناء،وعلى سذاجتي الكبيرة،في بدايات حملي للدعوة.
وكان القاسم المشترك بين الحالتين ان كلاهما،استغل سذاجتي وقلة وعيي، ليجعل من حزب التحرير وسيلة للخلاص من العسكرية،باقل ثمن ممكن.
  كان حمزة وعاطف،قد فرا من مطر المدرسة،فوقعا تحت مزراب الجيش،أي بالفصحى،استجارا من الرمضاء بالنار!..فكلاهما ظن ان الجندية اسهل من الدراسة،فهرب الى الجبش للخلاص من عصي المعلمين،لكن اكتشف كلاهما ان دخول الحمام ليس كالخروج منه! ومن هنا انتهز كلاهما فرصة سذاجتي، للحصول على نشرات الحزب التي ستجبر الجيش على طردهما بعد ثبوت تهمة العلاقة بحزب التحرير،ولكن حمزة كان اذكى،بل اخبث من عاطف،عاطف لم يكن خبيثا بادا،فتخلص من الجيش دون الاقامة في السجن العسكري طويلا،كما حصل مع عاطف الذي كان لديه بعض الايمان بفكر الحزب،بخلاف حمزة الذي لم يكن الحزب بالنسبة له الا مجرد وسيلة للخلاص من العسكرية.
  ما اردته من ايراد حكاية عاطف وحمزة،هو وجوب البحث عن النوع لا عن الكم،اي وجوب الابتعاد عن الرمرمة بالعامية!
............
عندما كنا ثلاثة لاغير من الحزب
 نقارع ونصارع مئات  من مرتزقةفتح وسائر المنظمات 
عندما دخلت السجن،لم يكن فيه من شبابنا،الا ثلاثةالاول:محمد نور،الذي لا اتذكر عنه الا كل خير..واتذكر انني احببته جدا لدماثته وخرصه على الشباب،والثاني سليم،الذي كان له اكبر الفضل في اقناعي بالدراسة في الحزب،واميري/عضو اللجنة المحلية،في منطقة النصرالتي خلفته عليها شبه امير وانا لا زلت دارسا،وسليم هذا اساء اليّ في السجن وبعد السجن،غفر الله له،بنقدار ما احسن،ولا انسى انه فت في عضدي اول دخولي السجن،حين زعم انني ساحكم على الاقل خمسة عشر عاما!
طبعا كان كغيره من عبدة الحزب،غير راض عما قمنا به في الجامعة،اعني الخطبة على مدرج سمير الرفاعي،لانها لم تكن باذن او بامر او بمشورة من الحزب!
والثالث كان موسى،وكان اثمه لانه عصبيّ جدا،وضيق الصدر والافق جدا،لا يفهم مزحة ولا يضحك لنكتة،ولم يقرا ثلاثة كتب طوال الحبسة،التي امتدت 3 سنوات حكومية،رغم انه اعتقل وهو مسؤول الحزب في الرصيفة..وكنت قبل السجن اظن ان مسؤول المنطقة شيء كبير!
والحق ان وجود موسى،غفر الله له كان من اسوا الامور في الحبسة الاولى.
وبعد اقل من شهر،حسب ما اتذكر،خرج محمد نور وسليم من السجن، وشرف نايف شريكي في جريمة الخطبة على مدرج سمير الرفاعي، وكان قد اعتقل على خلفية هذه القضية اثناء زيارة له للجامعة ليستثمر بطولته،كما نصحه او امره او طلب منه بعض المسؤولين!
   اذن،بعد خروج اخر اثنين من بقايا الشباب السابقين،عاد عددنا الى ثلاثة هم  موسى واحمد ونايف،ورغم وجود العدو او الخصم المشترك،فالحق اننا لم نتحد او تتوحد قلوبنا،كما ينبغي لننجح في صد العدوان،وذلك لتنافر الطباع بيننا بشكل واضح...فقد كنت انا وموسى عصبيان،لكن عصبية موسى ليس له مثيل في كل من عاشرت،وكان نايف يميل الى المهادنة لدرجة المداهنة وهو مما لم اكن اطيقه،لكن على أي حال كان بيننا بحكم الظروف نوع من الاتحاد كاف لتسيير الامور حتى اننا اتفقنا على شيوعية ما نملك،وجعلنا امر الانفاق والاشراف لاكبرنا سنا موسى،كان موسى يقارب الاربعين،وانا ونايف في بداية العشرينيات/سنة رابعة جامعة!
  وكان موسى الوحيد المتزوج بيننا،ولذلك اثرناه نايف وانا،بفرصة العمل معلما للامية في السجن براتب رغم انه الاقل كفاءة وقدرة،اذ كان يحمل دبلوم زراعة،ويفتقر الى الاسلوب اللازم للتدريس،أي كنا كلانا،تخصص عربي وانجيلزي اقدر منه.
..............
العيش في زنزانة منفردة في السجن
وحكايتي مع المطالعة والكتابة..وتظم الاشعار
 وحكايتي مع المصري الظريف:سيد عبدالستار وزيري
ومن الغريب ان لاتجد فراغا..على الاطلاق حتى في السجن
...............
  امضيت اول اشهر في السجن في حفظ القران والمطالعة كما ذكرت سابقا،وكانت اكثر فترة قرات فيها،عندما غادرت غرفة 18 الى الزنازن المستقلة..كما ذكرت سابقا،فهناك اتيح لي اطول وقت،بل وامتع وقت،في حياتي للمطالعة والكتابة ونظم بعض الاشعار.
  في زنزانتي الخاصة المستقلة،لم يكن لدي من عمل سوى القراءة والكتابة،فقرات الكثير،حتى اتيت على كل ما تختويه مكتبة السجن المتواضعة من كتب تستحق القراءة،وبدات بكتابة سلسلة اسميتها سنة اولى سجن،سنة ثانية،ثالثة،محاكيا فيها مصطفى امين،فعلا تم الامركما خططت،فكتبت، واخرجت لخارج السجن ما كتبت،من مذكرات واشعار،ولكنه تعب ضاع سدى،او فرحة ما تمت،اذ صادر،الاوغاد البصاصون،بعد قرابة عقد من الزمان،كل محتويات مكتبتي،ومنها اشعاري ومذكراتي،انتقاما مني لفشلهم في اعتقالي،اوفي اعتقال ماكنة الطباعة البدائية،التي كنا نطبع عليها نشرات الحزب،ايام سكنت تلاع العلي عام 1988.فقد هربت الماكنة واخفيتها قبل ان اختفي،وها انذا مضطر الى الاستعانة بذاكرتي الواهنة لاستعادة الذكريات!
    ولا بد ان اعود بالفضل لاهله،واذكر حكايتي مع عبدالستار،واقول ان مما ساعدني كثيرا،على التفرغ للمطالعة والكتابة،بل والاستمتاع بالحياة في السجن ،كما كنت احلم بها كثيرا،وتحقق في تلك الايام،اعني ايام الزنزانة الانفرادية في السجن،وجود سيد عبدالستار وزيري،معي او عندي او حواليّ او في خدمتي،وسيد هذا كان رجلا مصريا مسجونا على تهريب كيلو حشيش، ومحكوما ثمان سنوات،وغرامة 3000 دينار،وكان هذا هو حكم الحشيش على الاجانب،أي العرب من غير الاردنيين،اما الاردنيين فكان حكمهم خمس سنوات و500 دينار غرامة!
 واما الاجانب من غير العرب فلم ار احدا منهم السجن،ليس لانهم ابعد الناس عن المخدرات،بل لان لهم ظهورا لا تسمح لانظمة الاقزام بان تضرب،تسجن، رعاياها في بطونهم،ونفس الكلام يقال عن الاردنيين وعن كل من له ظهر،سواء في قضايا المخدرات،او أي قضية اخرى في هوانستان اوطاني،حيث صار بحكم التمادي في الفساد،ان يكون التحكم في الناس،لعرص او ديوث اوقواد!
وعودا الى حكايتي مع سيد عبدالستار،.كان سيد هذا يعمل،مضطرا بحكم الحاجة والغربة والسجن،خادما لغرفة 18،وكان عمله يقتصر على تنظيف الغرفة،وارسال النفايات الى الحاويات،وكانت اجرته زهيدة جدا 20 قرشا في اليوم..يتشارك في دفعها،كل نزلاء الغرفة . ويبدو انه شعر بالفرق بين معاملتي له كمفكر مسلم يتطلف في المعاملة من الدين والخلق،وبين معاملة الطخيخة الذين ينطلقون في تعاملهم من مصادر اخرى،لا رائحة للدين او للذوق او للاخلاق فيها.
 ولهذا فقد عرض عليّ ابا محمد"سيدعبدالستار المصري"ان يقوم بخدمتي لوحدي دون اشتراط أي اجر محدد،ووافقت،واتفقنا ان تكون اجرته نصف ما يرزقني الله به من دعم ومساعدات،واستمر الحال على هذا المنوال حتى انتقلت الى غرفة اربعة بعد الحاح من بعض الفدائيين الذين احبوني لدرجة العشقJ،ساتكلم عن هذا فيما بعد،وحاولت ان اجرّه معي..لكنه رفض لانه لم يكن يطيقهم بعد تجاربه المريرة السابقة معهم.
وقبل ان انتقل لذكريات اخرى لا اريد ان يفوتني ذكر بعض طرائف عبدالستار،كان عبدالستار يصرعلى،بل يؤمن،ان تدخين الحشيش مباح شرعا/ولا استغرب ان يكون هناك في مصر ملايين يشاركونه اصراره وايمانه في خليّة الحشيش،وصدق من قال:" ترك الانجليز في ام الدنيا، امور كارثية، لن تنهض مصر ما لم تتخلص منها، هي الحشيش والاخوان والوطنية الفرعونية الوثنية..والايمان بان مصر ام الدنيا/ والطريف ان سيد عبدالستار،كان يستشهد بقوله تعالى:"لعلكم تصطلون"..ويفسرها انها تنسطلونJ كدليل لا يقبل النقض على اباحة الحشيش!..
اكتفي بهذا المقدار،وانتقل بالحديث الى ذكرياتي في غرفة4 أي بين الفدائيين من جديد.
بين الفدائيين من جديد في غرفة 4"" شبك واحد
....................
    بعد ان شحت الكتب الى درجة كبيرة في مكتبة السجن،وافقت بعد الحاح من صديق لا ادري كيف دبت محبتي في قلبه الى درجة كبيرة،وافقت على الانتقال لغرفته رقم4،شبك واحد،والسكن فيها.  
   كان اسم ذلك الصديق محمد،ولقبه بين الفدائيين من فتح"الوليّ"،ربما لانه كان الوحيد،او من القلة النادرة،من الفدائيين الذين يصلون ويصومون،أي كان باشكاتب العميان،وكما قلت كان يكن لي حبا او اعجابا عظيما، لم اعرف سببه، وقد سالته ذات مرة فقال:" ان سليم مدحني جدا على موقفي النضالي الذي سجنت بسببه،والغريب ان سليم،كما ذكرت سابقا، كان يظهر لي عدم رضاه..وهذا مما جعلني لا اميل لتصديق الوليّ..وان كان وليا!
 لم تكن العلاقة بيننا،على الاقل من طرفه،مجرد صداقة،بل كانت اشبه بالعشق او التقديس للاولياء،صرت انا الوليّ وهو المريدJ،فقد كان يصر على خدمتي في كل صغيرة وكبيرة،ومنها ان يصب الماء على يدي عندما اتوضا!
...وكان يغار من أي علاقة صداقة بغيره،وكنت قد بدات في تكوين علاقات كثيرة،من اجل الدعوة،وكان يعلن الغضب والحرد بحجة اهمالي له،فضقت به ذرعا..وقاطعته،فاسترضاني،ووعد بعدم ترك الغيرة تدمر العلاقة،ثم عاد الى الحرن ثم الاعتذار،ولم ينته هذا الحال حتى الافراج عنه قبلي بعام،واتذكر انه زارني،بعد خروجه،واهداني بيجامة بمناسبة زواجه .
  وكنت قبل الافراج عنه قد غادرت غرفة 4 غرفة الى 12 ،غرفة الشباب، التي تجمعنا فيها بعد ان تكاثر الشباب،وصارت للتحريريين غرفتهم الخاصة،  واقول:"ليتهم ظلوا متفرقين مشتتين،فاجتماعهم لم يكن فيه خير لهم،الا قليلا،فقد كان اجتماعهم،كالخمر والميسر،اثمه اكثر من نفعه حسب رايي!
  للعلم كان سكان غرفة 4 ارقى بكثير من سكان غرفة 18  سيئة الذكر، مع انهم من نفس التنظيم، فتح،في غالبيتهم،لكن سكان 18  كانوا من المقاتلين عديمي او ضحلي الثقافة بشكل عام،اما سكان 4 فكانوا في اغلبيتهم من السياسين .
   وعن انعدام وقت الفراغ في السجن،اقول:كنت قبل الانتقال من غرفة "4"..الى غرفة الشباب" ،"12..التي اضيفت لها فيما بعد 13 بحكم ازدياد العدد الذي تجاوز العشرين،كنت قد بدات بمحاولة نشر الدعوة،وكان يساعدني في ذلك بعض الشباب،ومنهم عادل الشروف، فاخذنا بزيارة الاشباك الاخرى،وركزنا على شبك 5"" شبك الفرار من الجيش،.وبدانا بكسب وتنظيم الشباب في الحزب،وتدريسهم،وكان مثال دعاس،طيب الله ذكره،يشرح لي الحلقة ليلا،ثم اعيد بدوري،شرحها،للشباب الجدد في اليوم التالي..وممن كسبناهم في هذه الفترة اثنان كان لهم تاثير حتى خروج اولهما وهو احمد خضر الملقب باحمد"كدرو،من السجن وانتهاء علاقته بنا،اما الثاني فهو علي المومني،الذي استمر معنا وصارت لي معه ذكريات طويلة امتدت لسنوات بل لاكثر من خمسة عشر سنة بعد ذلك،وسيرد ذكرهما فيما بعد.
  في هذه الفترة ضاق وقت فراغي جدا،حتى انني رجوت امي ان لا تزورني اكثر من مرة في الاسبوع،وحددت لها يوم الثلاثاء فقط.
كان برنامجي اليومي،زيارة الاشباك الاخرى صباحا،وتدريس الطلاب ومنهم توجيهي في مدرسة السجن/ مجانا/ ظهرا،أي وقت اغلاق الاشباك على السجناء،وكنت بعد الظهر اعطي حلقات للمستجدين،واحيانا كنت اعطيها لهم ونحن نتمشى/ نكسدر/في الساحات،واذا لم يكن هناك حلقات في وقت ما قبل اغلاق الاشباك بقليل،وهو الوقت الذي يحرص اغلب السجناء ان يتمشوا فيه، كنت احاول استغل الفرصة،لاختلي بنفسي قليلا،فمن اسوا الامور في السجن استحالة الاختلاء،وفعلا،لم يكن المحبون والمعجبون،وما اكثرهم انذاك،يعطوني في اغلب الايام الفرصةللاختلاء،وقد كنت احيانااشعر  انني اقود ممثلين عن كل الدول العربية بل والاسلاميةJ وان انس لا انس السوداني محمد الذي كان بلفظ الثاء،خاء،فيقول:السخافة الاسلامية بدل الثقافة الاسلامية..ولا انسى المصري البسيط الذي كان دائما يقول بانفعال:" ازاي تئول كدة؟!..كلما استغرب فكرة من الافكار. 
...............
كيف واجهت رفض الاهل والاقارب
.. لحملي الدعوة  وسيري مع الحزب 
...........
   من اهم القضايا التي يواجهها الشاب ولا سيما في بداية حملهم الدعوة قضية الصدام مع الاهل والاقارب،والحقيقة ان لنا في رسول الله ﷺ وصحابته اروع النماذج التي تستحق الاقتداء بها.
   وبالنسبة لي فالحمدلله فعلت هذا منذ البداية وحسمت الامر..لكنني اتمنى لو اقتدى كل الشباب في بداياتهم بتلك القدوات.
 فالرسول ﷺ واجه هذا التحدي،الذي قد يفوق في صعوبته احيانا تحدي مواجهة المخابرات،واوضح مثال كان موقف عمه ابي لهب،وعلمنا الرسول ﷺ بسلوكه كيف نفعل ونواجه .
   وكذلك تعلمنا من مصعب بن عمير وسعد ابن ابي وقاص،احسن الدروس في مواجهة مواقف الاهل المتعنتين/عن جهل،بناء على عواطف زائدة او قلة ايمان بفكرة الحزب بل وبالاسلام بشكل عام/ولهذا اقترح ان تدّرس هذه المواقف للشباب المبتدئين،جنبا الى جنب مع الثقافة الحزبية،فهي تساعد بلا شك على مواجهة هذه المواقف بل المصاعب..وتسهل اجتياز المحنة على الشباب الذين يؤمنون بان لهم في رسول الله ﷺ والذين معه اسوة حسنة.
 ومما قد لا يسهل تصديقه انه حتى بعض الشباب/الشباب نطلق على اعضاء الحزب بغض النظر عن السن/ من كبار السن كانوا عائقا في وجه ابنائهم،ووقفوا في طريقهم لمنعهم من النضالية في الدعوة،والاكتفاء بان يكونوا خلف الصفوف!
 ومن اطرف الامور التي واجهتها شخصيا ان احد الشباب كبار السن كان ينهى ابنه/المسؤول عنى حزبيا،اي والله كما اقول لكم/عن مسايرتي،لانني خطير ومتهور/كلمة خطيرة قالها ذيب بدر ايضا:لاب احد الشباب موصيا اياه،لانه جاره،ان لايسمح لابنه بالمشي معي!!!
   واف،لاي انسان/عادي او حامل /يسمح لمشاعره ان تتحكم في سلوكه!
   وكما يحصل مع كل الشباب اوعلى الاقل الغالبية العظمى منهم،واجهت بدوري تعنت الوالدين والاقارب،ورفضهم انتمائي للحزب،لانهم يعلمون النتائج المترتبة على ذلك،وزاد الطين بلة بالنسبة لي ان كلا والدي لم يكونا من المتدينين،ولهذا لم يكن من السهل اقناعهم بهذه القضية بادلة شرعية او منطلق ديني،ولهذا استعنت بقوة شخصيتي،وتعودي الاعتماد على نفسي منذ بداياتي في اقناعهم بالوقوف جانبا اي على الحياد،وخيرتهم بين تركي للبيت او تركي وشاني ...فاختاروا اهون الشرين !!
 ومن الطرائف انني كنت اتناقش مع ابي  رحمه الله  احيانا ساعات طويلة حول ضرورة تخليص الامة من الحكام الظالمين...وقد عانى من ذلك مرارافي حياته كجندي...وكان النقاش في اغلب الاحيان يستمر الى ما بعد منتصف الليل..ولا ينتهي الا بعد ان يستسلم لرايي:ويقول وفقكم الله ونصركم من باب كرهه للواقع الفاسد،وليس من باب الايمان بالجنة والنار والثواب..الخ..وكنت اكتفي بهذا لانني اعلم انني لن اهدي من احببت،لكن المشكلة ان كلام الليل مع ابي كان دائما ..مدهونا بزبدة!!ا
 اما والدتي فكان الامر اسهل معها ربما لانها كانت تحبني جدا/ البكر على الاقل/  ولهذا لم تكن تتدخل كثيرا في الموضوع،اما اقاربي فقلت لمن عارضني منهم امامكم عدد كبير من الجدران ...فاختاروا منها ما يعجبكم!ا
وسارت الامور على ما يرام في هذه القضية،حتى اعتقلت اول مرة فزارتني امي في المخابرات،والغالب ان المخابرات فرحوا بزيارتها،اوربما سهلوا،او حتى عملوا على ايجاد تلك الزيارة،عن طريق بعض اقاربي ممن يعملون في المخابرات...فلماذا فعلوا هذا ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
حصاد نصف قرن في مقارعة الطغاة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  من يصنع الطغاة؟
» لماذا يخاف الطغاة من السخرية؟
» 13 من أعتى الطغاة الذين أزهقوا ملايين الأرواح
» حصاد 2010 .. 
» حصاد 2017 الرياضي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: حركات وأحزاب-
انتقل الى: