[rtl]
كيف تسرق أمريكا ثروات العالم؟!
طرح خبير اقتصادي مؤخرا التساؤل التالي : إذا كان لدينا برميل نفط للبيع. ودفعت الصين ثمنه 100 دولار، بينما دفعت فرنسا 200 دولار، ثم دفعت أمريكا 300 دولار فأيّهم يكون دفع السعر الأعلى ؟
وأجاب الخبير: الحقيقة أن أمريكا هي التي دفعت السعر الأقل، رغم أنها دفعت 300 دولار. لماذا؟ لأنها تطبع الدولار دون تغطية سلعية .أي أن الورقات الثلاث من فئة ال 100 دولار التي دفعتها امريكا لم تكلّفها سوى قيمة طباعة الورقة، أي سنتاً واحدا على الأكثر .
يقول الخبراء والمراقبون أن خِمْسَ الدولارات التي تطبعها أمريكا غير مغطاة بأي نوع من البضائع، أي أن دولارا من أصل كل خمسة يجب أن يُرمى لأنه غيرمغطى.
وإذا علمنا أن حجم الاقتصاد العالمي للعام 2021 بلغ 94 تريليون دولار، فإن علينا تقسيم الرقم 94 تريليون على 5 وسيكون الناتج هو حجم الدولار غير المغطى للعام 2021 فقط .
وهذا يعني أن 18،8 تريليون دولار طبعتها أمريكا عام 2021 دون تغطية، واشترت بها بضائع من دول العالم ، إذ لا يخرج دولار خارج أمريكا دون الحصول على سلعة تعادل قيمته .
بهذه البساطة تسرق أمريكا جهد وإنتاج شعوب العالم قاطبة .
و هذه ليست الطريقة الوحيدة التي تسرق بها أمريكا انتاج العالم ، بل هناك طرق اخرى لا تقل مافيوية عن الطريقة السابقة ، وهي الطريقة التي تعتمد على مبدأ تجميد أموال ومدخرات وسندات الشعوب الأخرى التي تغضب عليها ، في بنوكها ومصارفها .
و تجدر الإشارة هنا إلى أن أوروبا الغربية تتشارك مع أمريكا في سرقة أموال الشعوب عبر أساليب متعددة منها ، أسلوب (تجميد الأموال) .
ومعلوم أن الأموال العالمية المجمدة يتم تشغيلها وتدويرها واستثمارها وسرقة أرباحها، وتمويت فوائدها. هذا غير فقدانها نسبة من قيمتها بسبب تقلب الأسعار وارتفاع قيمة السلع كما يحصل الآن، إذ ارتفعت اسعار السلع الأساسية الغذائية والنفطية بنسبة تزيد على 50%، وهذه الزيادة وحدها في أسعار السلع قضت عمليا على نصف قيمة الأموال المجمدة في البنوك والمصارف الأمريكية والغربية منذ عشرات السنين، بعيدا عن قيمة فوات استثمارها التي تزيد على قيمتها
(ويحدد ذلك طول الوقت الذي تتجمد فيه . )
وضمن ذلك يمكن ذكر حوالي 40 مليار دولار لإيران مجمدة منذ عشرات السنوات دون أي مسوغ قانوني .
وكذلك تجميد حوالي 300 مليار دولار لروسيا على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية .
وكل ما سبق لا تأتي ضمنه سرقة أموال الشعوب التي تندرج تحت بند التعويضات من بعض بلدان العالم عن حروب شنتها امريكا على تلك الشعوب !.
وربما كان آخر هذه السرقات من هذا النوع هو اقتطاع 3،5 مليار دولار من الأموال الافغانية المجمدة في البنوك الامريكية منذ حربها على افغانستان قبل 18 عاما.
والسؤال:فهل يتعظ العالم بعد كل ما حدث ويحدث الآن ؟
هل تسحب الدول ورجال الأعمال أموالهم من البنوك الأمريكية والأوروبية قبل تجميدها لأسباب سياسية، وقبل الانهيار المتوقع للاقتصاد العالمي ، وبخاصة الاوروبي والأمريكي ، نتيجة التضخم الحالي في قيمة الدولار ، الذي يرتفع يوما بعد يوم ، بسبب ضعف الانتاج ، وعدم وجود بضائع تغطي الدولار في أمريكا والعالم بحسب تقارير خبراء الاقتصاد العالميين ، ومنهم الامريكيون أنفسهم ؟!.
هل يفعلها العالم قبيل التأثير الكبير المتوقع على الدولار بعد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيع النفط والغاز بالروبل الروسي حصرا مع «الدول غير الصديقة» ، وعدم قبول الدفع بالدولار والعملات الأخرى لتلك الدول ؟!
يبدو أن الوقت قد حان لتعطيل فاعلية ذراع أمريكا غير العسكرية (الدولار ) الذي لا تقل سطوته عن ذراعها الأخرى ( القوة العسكرية) ، ليس لجهة سرقة انتاج العالم بدولار غير مغطى فقط ، بل لجهة العقوبات الاقتصادية التي تفرضها على من لا يعجبها سلوكه .
المؤشرات تقول إن العقوبات الاقتصادية الأمريكية ستضر، وخاصة في السنوات القريبة القادمة، ستضر بأمريكا وبمن ينفذ تلك العقوبات من أصدقائها أكثر من ضررها على الدول المُعاقَبة، وأهم تلك المؤشرات هو التعامل بيعا وشراء بغير الدولار من قبل الدول المتضررة من السياسات الأمريكية كالصين و روسيا وإيران ودول أمريكا الجنوبية
[/rtl]
الرئيسية 
البوابة 
