منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  ياسر عرفات رئيس فلسطين القصة الحقيقية التي حرفت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  ياسر عرفات رئيس فلسطين  القصة الحقيقية التي حرفت Empty
مُساهمةموضوع: ياسر عرفات رئيس فلسطين القصة الحقيقية التي حرفت     ياسر عرفات رئيس فلسطين  القصة الحقيقية التي حرفت Emptyالسبت 02 أبريل 2022, 11:51 am

ياسر عرفات رئيس فلسطين  القصة الحقيقية التي حرفت-720p







كيف «انقلب» ياسر عرفات على مسار التسوية وعاد للمقاومة المسلحة؟

في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، تحل ذكرى وفاة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، ويعيد ذلك طرح الكثير من الأسئلة، واجترار الذكريات حول حقبة عرفات وما رافقها من تطورات سياسية جوهرية في القضية الفلسطينية، بدءًا من مسار السلام الذي انتهجه بتوقيع اتفاق أوسلو، وحتى «ردّته» عن هذا المسار بتوفير دعم للانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت ضد الاحتلال بداية القرن الحالي.

ما قبل انهيار مشروع السلام «الحقيقي»

على الرغم من كل الضغوط المحيطة التي التفت حول القرار السياسي الفلسطيني، وخصوصًا الواقعة على ياسر عرفات باعتباره قائدًا للشعب الفلسطيني، وله مكانته التأثيرية الخاصة، إلا أن عرفات وجد في إسحاق رابين رئيس حكومة الاحتلال شريكًا «حقيقيًا» للسلام، وقرر المضي معه في بناء هذا المشروع، كما يقول المقربون منه.
«رابين يطمح نحو السلام الصادق»؛ هكذا كان يقول عرفات عنه،  فهو أول من اقترح فكرة بدء المحادثات السرية بين المنظمة وممثلي الحكومة الاسرائيلية في النرويج، كما يقول أمين عام مجلس الوزراء في عھد عرفات، أحمد عبد الرحمن في كتابه الذي أصدره بعنوان «عشت في زمن عرفات»، مضيفًا: «مفاوضات بین المنظمة وحكومة إسرائیل؟ هذا العرض كان رسالة ضمنية للقيادة الفلسطينية من رابين، أن الحديث حول مشروع سلام أمر جدي، وكان توجه الوفد الإسرائيلي يعني اعتراف حكومة رابين بالمنظمة ممثلًا عن الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يعني في النهاية الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني».
  ياسر عرفات رئيس فلسطين  القصة الحقيقية التي حرفت Screen-Shot-2018-11-11-at-11.18.36-AM
الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات
ويضيف: «كانت عملية السلام تمشي في الجهة الصحيحة تمامًا، رابين وعرفات، آمنوا بصدق المشروع الذي مشوا فيه، وحاول كل طرف فيهم أن يترجم هذا الإيمان بخطوات فاعلة على الأرض، فكان التيسير لإنجاز كل ما يجري الاتفاق عليه، يمكن القول أنه ظهر خلال المرحلة الأولى من توقيعه التي بدأت في 13 ديسمبر (كانون الأول) 1993».
وعُقد أيضًا «اتفاق غزة-أريحا»، وسمي «الاتفاق التنفيذي لأوسلو»،  ووُقع في 4 مايو (أيار) 1994، وتضمن الخطوة الأولى لانسحاب إسرائيل من غزة وأريحا وتشكيل السلطة الفلسطينية وأجهزتها، وأُتبع باتفاقين تنفيذيين: «اتفاق باريس الاقتصادي» في يوليو (تموز) عام 1994، وينظم العمالة الفلسطينية والعلاقات المالية والاقتصادية بين الطرفين، و«اتفاقية طابا أو أوسلو2» عام 1995، وعُرفت بـ«اتفاقية المرحلة الثانية من انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية»، إذ تعهدت إسرائيل بالانسحاب من ستة مدن عربية رئيسية و400 قرية في بداية عام 1996، وانتخاب 82 عضوًا للمجلس التشريعي، والإفراج عن معتقلين في السجون الإسرائيلية.
  • لكن رافق أجواء اتفاقية طابا، ارتكاب جنود ومستوطني الاحتلال الإسرائيلي، جرائم ضد الفلسطينيين، وخاصة في الضفة الغربية، أشهرها مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة، والتي نفذها المستوطن المتطرف اليهودي باروخ جولدشتاين، فقتل 29 مصليًا فلسطينيًا وجرح 150 آخرين، إلى أن انقض عليه مصلون آخرون وقتلوه.

  ياسر عرفات رئيس فلسطين  القصة الحقيقية التي حرفت Zo76mjK4bmRTnU6YIo-6Uf5xn4bWOQ8XBb_cNSXwSkW4VudoTIAINmHn9RKAcES_Wb0lm3WtnuejRHQ4118xl9PcWeG3mmevxpQ9YNHKd5AcKK01EwnwYvINcXpsUeGpL7Y1iAhD
آثار دماء الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال مجزرة الحرم الإبراهيمي، مصدر الصورة: الجزيرة
كانت هذه الحادثة، بداية تصعيد اليمين الإسرائيلي ضد مشروع السلام الذي يقوده رابين مع عرفات، والذي كان من المفترض أن يكون اتفاق طابا هو المرحلة الثانية التي ستتلوها مفاوضات الوضع النهائي والقضايا الكبرى، مثل: القدس والمستوطنات واللاجئين والترتيبات الأمنية، والحدود، إضافة إلى التعاون المشترك.
وبالتزامن مع ذلك أيضًا، كانت العمليات الفدائية للفصائل الفلسطينية الرافضة لاتفاق السلام تتصاعد، لكن تحت رقابة أمنية صارمة من أجهزة السلطة، التي لا زالت تبدي الالتزام بمحادثات السلام.

«بالدم والنار سنطرد رابين»

بعد اتفاق طابا، صعد اليمين الإسرائيلي والمتطرفون المناهضون لعملية السلام، حملاتهم التحريضية الواسعة ضد صاحب مشروع السلام إسحاق رابين، وحاولوا قلب الشارع الإسرائيلي على رابين. فقبل شهر من عملية الاغتيال، ناقش البرلمان الإسرائيلي المرحلة الثانية من اتفاقية أوسلو، وتزامنًا مع جلسة البرلمان، عقد في القدس تجمّع إسرائيلي حاشد، دعا إلى إلغاء الاتفاقية وإيقاف خطوات الحكومة.
كان المحتجّون يرددون هتافات قاسية: «بالدم والنار سنطرد رابين، رابين الخائن، الموت لرابين»، وقيل إن  بعض المتظاهرين حملوا لافتات تُظهر رابين بزيّ جندي نازي. هذه الشعارات، هيأت الأجواء  لعملية اغتيال قادمة، لم يشهد تاريخ العلاقات الإسرائيلية الداخلية لها مثيلًا، وأمام تحريض اليمين الإسرائيلي الفج، خرج مناصرو السلام في مسيرة مضادة وسط تل أبيب «نعم للسلام، لا للعنف»، نظّمتها حركات اليسار، لدعم حكومة رابين.
خشى رابين من المشاركة في المظاهرة، ليس لأنها قد تكون خطرًا على حياته، وإنّما خوفًا من أن يكون حشد المتظاهرين قليلا، مقارنة بمظاهرة المعارضين الكبيرة التي خرجت في القدس، لكن هذا الخوف تبدد لما وصل المسيرة، ووجد عشرات الآلاف من الناس تقف إلى جانبه وتدعمه.
  ياسر عرفات رئيس فلسطين  القصة الحقيقية التي حرفت FiVirWPyFRRmruLz_N94UryKJYprPUxXLLttxO0cDhwhQufz7HQJjxkAO7OOGAmuZeWiy-jfr392BeC2Q5evdbZRifk6uJxK5K5c_Wro3CRxZF65oSCxjFlc_BKEEOkiCyfGpZiK
شعار أنصار رابين والسلام، مصدر الصورة: BBC
في نهاية المظاهرة، صعد رابين على منصة الفعالية، وقال: «آمنتُ دائمًا بأنّ معظم الشعب يريد السلام، ومستعد لتحمّل المخاطر من أجل السلام. وأنتم هنا، بوقوفكم في هذا التجمّع، تثبتون مع الكثير من غيركم، ممّن لم يأتوا، أنّ الشعب يريد السلام حقّا ويعارض العنف». وما أن أنهى الكلام، حتى ظهر صوت الرصاص، وسقط رابين وقد سكنت جسده ثلاث رصاصات، أطلقها المتطرف اليميني يغيئال عامير.
  ياسر عرفات رئيس فلسطين  القصة الحقيقية التي حرفت Rs_D-M3gbglPda_aEuFpXH0dLJR0Y71ES1bmeYV9542a4A2B771PSBbn_DmV80XFrSzXjhTB3R7FlZQeF6-sST0ABRcLMiI26AeOMCHMdMlfPbKpf30DNTJ2_-Sy5ZBcEjyfl9bX
يغيئال عامير، قاتل رابين، مصدر الصورة: BBC

«عرفات: الفيلم انتهى»

«الليلة التي أُطلق فيها النار على رابين، أنا علمت من مصدر صحفي إسرائيلي مهم يدعى رومي شاكيد، حدثني وقال لي أنهم ممنوعون من تناول الحادثة، لكن أريد منك طلبًا: بلغ ياسر عرفات بالذي حدث، وما أريده هو معرفة ردة فعله.
ذهبت إلى أبو عمار وجدته لأول مرة يشاهد التلفزيون، أبو عمار لا يشاهد التلفاز أبدًا ولا يعرفه، وكان قلقًا فقلت له: بعد إذنك يا أبو عمار بدي أشوفك ثانيه واحدة، فخرج.
قلت له: رابين مات. قال لي: إيه؟ قلت له: الخبر أكيد؛ ذهل أبو عمار من الخبر، وهمس لي بكلمة واحدة: خلص الفيلم».
هكذا يروي رفيق ياسر عرفات، فريح أبو مدين والذي يعرف بمخزن أسرار عرفات، لحظة معرفة أبو عمار بحادثة اغتيال رابين. وبالرغم من أنه كان يعلم جيدًا أن اسرائيل لن تعطيه شيئًا، وأنها ستضع له كافة العقبات، لكنه كان مقتنعًا أن هناك بارقة أمل يحملها رابين، لكن غادر معه.

«كامب ديفيد 2» .. إعلان موت أوسلو وولادة الانتفاضة

بعد 14 يومًا من المفاوضات المكثفة بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني تحت الرعاية الأمريكية، في منتجع كامب ديفيد الأمريكي، والتي جمعت الرئيس الأمريكي حينها بيل كلينتون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني الجديد إيهود باراك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، خرجت الأطراف المشاركة صفر اليدين.
وشن الإعلام الغربي حملة ضد الرئيس عرفات لرفضه ما وصفوه بـ «العرض الأمريكي الإسرائيلي السخي»، ووسم الإعلام الإسرائيلي اليميني عرفات، بأنه رجل حرب لا سلام. كان الصدام على مفاصل القضية الفلسطينية: القدس، والاستيطان، واللاجئين، ولم ينجح عرفات في اختراق هذه الملفات.
يحكي أبو مدين: «كثير من الناس تساءلت، هل كان العرض الأمريكي الإسرائيلي، الذي ظل سريًا، سخيًا فعلًا لأبو عمار؟ وأنه  أضاع فرصة كامب ديفيد مع كلينتون أم لا، أنا أجيب بـ: لا لم يضيع الفرصة، وأبو عمار لم يرض القبول، لأنه رفض أن يكون خائنًا لوطنه، كما أن القادة العرب كافة، أقفلوا هواتفهم ولم يرد عليه أحد، لا ملك ولا رئيس، خصوصًا في قضية القدس التي اقترح باراك ضمها لإسرائيل، فشعر أنه وحيد هناك مع فريقه الذي كان معظمه غير مؤمن بما يقوله أبو عمار-بالإشارة إلى فريق أوسلو حينها- ولكن أولاً وأخيرًا كان هو صاحب القرار».
قال كلينتون  له حينها: «TAKE IT OR LEAVE IT،  هذا ما لدينا ، كاملاً غير قابل للتجزئة» فكان رد أبو عمار عليه: «إذا قبلت فما عليك وقتها سوى حضور جنازتي، بعد كل ذلك، لا يمكن أن أقبل بذلك الاتفاق».

كان العرض الذي قدّمه إيهود باراك، هو وضع القدس تحت السيادة الإسرائيلية تمامًا، وضمّ تجمعات استيطانية كبرى هي: معاليه أدوميم وغِفعات زئيف وغوش عتصيون، إلى القدس، والاكتفاء بمنح السيادة للفلسطينيين على بعض القرى التي جرى ضمّها إلى القدس بعد العام 1967.

«نار أوسلو لا يُطفئها إلا شلالات الدم»

بعد قمة «كامب ديفيد 2»، عاد أبو عمار دون الوصول إلى اتفاق، وكان مملوءًا في هذا بهاجس مقاومة حزب الله التي كبدت إسرائيل خسائر كما يقول أبو مدين، فقرر أن يسعى إلى النضال وغير خط سيره تمامًا، وكان تقديره: «مقتل يهودي واحد منهم، مقابل خمسة فلسطينيين منا يستشهدوا، نحن الرابحين، أوسلو ما يطفيهاش غير الدم».
خلال هذه الفترة، جمدت المحادثات نوعًا ما بين المنظمة والاحتلال الإسرائيلي، لكن الميدان حطم هذا الجمود، وصارت العمليات  الفلسطينية الفردية والمنظمة تتصاعد، وكذلك القتل والقمع الإسرائيلي، حتى تفجرت الانتفاضة الثانية في 28 سبتمبر 2000.
في البداية؛ حذر الرئيس الحالي محمود عباس، من الانتفاضة بقوله إنها «ستقودنا إلى الضياع»، ولكن أبو عمار لم يوافقه، بعدما أدرك عقم أوسلو مبكرًا، وعلم أن الاتفاق وصل إلى طريق مسدود، إذ رأى عرفات أن تصعيد العمل المقاوم ضد إسرائيل، يمكن أن يشكل ورقة قوة يخاطب بها أمريكا واسرائيل، لذلك أرخى القبضة الأمنية التي أطبقت على المقاومين خلال سنوات محادثات أوسلو.
وسمح عرفات -بحسب أبو مدين- بتسهيل تصعيد العمل العسكري للانتفاضة، عبر الدعم ماديًا ومعنويًا، كذلك تحالف مع حركة حماس التي كانت أكثر المعارضين للاتفاق، إلى جانب باقي الفصائل الأخرى، وبدأت نتائج الانتفاضة تتصاعد يومًا بعد آخر. لا يعني ذلك، أن خيار الانتفاضة كان خيارًا متفردًا ضَبَطَه عرفات، ورضخّت الفصائل من خلفه له، بل كانت الفصائل والجماهير مستعدّة لهكذا خيار وهكذا وجهة، ودور عرفات الحقيقي خلالها كان وقف المضايقات الأمنية للمقاومين وإطلاق سراح بعضهم  من سجون السلطة.
ازدادت الانتفاضة زخمًا في أعقاب حادثة اقتحام شارون للمسجد الأقصى، ومن هنا أمر عرفات بتشكيل كتائب شهداء الأقصى، ذراعًا عسكريًا لحركة فتح، وشارك من خلالها في قيادة خطّ الانتفاضة العام، إلى جانب عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة.
وفي شهر يونيو (حزيران) من العام 2001، وأمام ما خلفته الانتفاضة، جاءت خطة «تينت» لوقف إطلاق النار، والتي بمقتضاها تلتزم كلّ من الأجهزة الأمنية الاسرائيلية والفلسطينية الهدوء، وتضمنت الخطة ثلاثة محاور رئيسة؛ وضع حدٍ للعنف، وإعادة بناء الثقة بين الطرفين، واستئناف المفاوضات. غير أن عرفات، رفض تفاهمات «تينت»، والموافقة على وقف إطلاق النار دون حصد أي من المكاسب الحقيقية، على مستوى السياسة والتسوية مع إسرائيل، والتي كانت دافع الرجل في دعم الانتفاضة، واستمر في تسهيل العمل العسكري.
  ياسر عرفات رئيس فلسطين  القصة الحقيقية التي حرفت F0QxWUsO3LljVAqttI9mF0A3iJh5FnIG-xUju26shLh0awgopOPGFRoKddhGm48LnfkjPPq6XEA-dSbpljEYsSC0YmWVFNXr_dvyms9L1Yj0hMhNgpNsTNU0QoHKptXq8tsD7NBQ
صورة من انتفاضة الأقصى، المصدر: رام الله نيوز

«سفينة نوح».. إعلان الحرب الذي قتل عرفات

أيقن ياسر عرفات، أن مستوى التسليح والعسكرة للمقاتلين الفلسطينيين، لن يمكنه من الخوض أكثر في المعركة المفتوحة مع الاحتلال، خصوصًا أمام ترسانة إسرائيل العسكرية، ليشكل عرفات  شبكة تضم قيادات، تتولى مهمة جلب الدعم وشراء السلاح من الخارج وإيصاله إلى الأراضي المحتلة.
وفي صبیحة الرابع من يناير (كانون الثاني) 2002، خرجت الصحف الإسرائیلیة بعناوین صاعقة لعملیة أطلقت عليها إسرائيل، سفینة نوح، أعلنت خلالها ضبط سفینة أسلحة ضخمة تحمل اسم «كارین إيه» في البحر الأحمر على بعد 500 كيلومتر من ميناء إيلات. كانت السفينة آتية من إيران محملة بمعدات عسكرية يصل وزنها 50 طنًا من الأسلحة المختلفة، صواریخ وقاذفات وراجمات وقنابل وألغام مختلفة، وصواريخ مضادة للدروع بینھا صواریخ من نوع «ساغر»، ومواد متفجرة متطورة من نوع «C4» وقوارب مطاطية وأدوات غوص وأسلحة رشاشة وصاروخية.

سياسة

منذ 6 سنوات
إشارات الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية.. هل تشبه ما يجري في القدس اليوم؟

ورغم بعد المسافة الفاصلة بین السفینة والأراضي الفلسطینیة المحتلة، كان الإسرائيليون على یقین بأن الحمولة متّجھة إلى قطاع غزة، لا إلى الشواطئ اللبنانية. قناعة كشف عنھا تقریر نشرته «إي إف إي ریسیرتش» المختصة بموضوع الاستخبارات والأمن، والتي أشارت إلى أن الاستخبارات الأمريكیة الإسرائیلیة، كانت تراقب السفينة من لحظة انتقالھا من میناء بندر عبّاس الإیراني، ظنًا منها أن الحمولة موجھة إلى حزب الله. غیر أن أحد أفراد الطاقم تحدث عن الوجھة في أجھزة الاتصال اللاسلكیة، والتيّ كان یتنصت علیھا رجال الاستخبارات الأمريكیون، خارقًا الإرشادات الواضحة التي حذرت الطاقم من التكلم في ھذا الموضوع والحفاظ على «صمت تام في أجھزة الاتصالات».

إسرائیل سارعت إلى اتھام عرفات بالوقوف وراء شحنة الأسلحة، التي قال مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائیلیة عنها، إنھا لو وصلت إلى هدفها لشكلت نقلة نوعیة في تاریخ الصراع الفلسطیني-الإسرائيلي.
عرفات بدوره، نفى  مسؤولیته متّھمًا إسرائیل بالمناورة، فيما اعتبرت الإدارة الأمريكية، آنذاك، أن «كارين إيه» ودخول عرفات في مسار نقيض السلام، نسفٌ لجهودها في إحلال السلام في الشرق الأوسط بشكلٍ عامٍ. ووجّه حينها جورج بوش انتقاداتٍ حادةً لعرفات، واتهمه بقيادة الانتفاضة، وطالبه بتهدئة الأوضاع من طرفه بدايةً، والإدلاء بتصريحات تطمئن الرأي العام الإسرائيلي.
لحق ذلك أيضًا، موجة من المطالبات والاشتراطات الدولية بضرورة تغيير القيادة الفلسطينية الراهنة، واستبدالها بقيادة جديدة ومختلفة. وبالتزامن مع ذلك، مورست خلال هذه الفترة ضغوطاتٌ ماليةٌ على عرفات، وحجز الاتحاد الأوروبي في يونيو (حزيران) 2002 على تمويل مخصص للسلطة لحين معرفة طرق استعماله.
وليخفّف عرفات من حدة الضغط الإسرائيلي والأمريكي عليه، في مناورة سياسية، كان قد أوعز لمروان البرغوثي بعقد مؤتمر صحافي مع ممثلي الصحافة الإسرائيلية، لإرسال إشارات طمأنة إلى المجتمع الإسرائيلي. إلّا أن الاحتلال سبق ذلك باغتيال القيادي في كتائب شهداء الأقصى في مدينة طولكرم، رائد الكرمي.
تلك العملية شكلة نقطةً مفصليةً في سقوط وقف إطلاق النار من الجانب الفلسطيني، وبعث الانتفاضة من جديد؛ إذ خرج البرغوثي في المؤتمر يومها، لكن الرسائل تبدلت، فقال «إن لم يكن هناك أمنٌ لسكان طولكرم، فلن يكون هناك أمنٌ لسكان تل أبيب، الهدنة ملغاة وشارون فتح على الإسرائيليين أبواب جهنم».
صعّد الفلسطينيون الهجمات والعمليات الفدائية، حتى وصل عدد القتلى الإسرائيليين في العمليات الفدائية خلال شهر مارس (آذار) عام 2002، ما يقارب 133 قتيلًا، وهو ما لم يحدث من قبل. في مقابل ذلك؛ استغلت حكومة اليمين بقيادة شارون، حادثة «كارين إيه» وطوعتها لتشويه صورة عرفات، لإضعافه سياسيًا، تمهيدًا للتحرك العسكري القادم.

«السور الواقي».. حان وقت القضاء على عرفات

حادثة السفينة، تحولت لصالح خصوم عرفات داخل السلطة، فحتى ما قبل «كارين إيه» كانت تنظر الإدارة الأمريكية بأنها تستطيع تبديل موقف عرفات، لكن السفينة شكلت دليلًا لا يقبل الشك أن عرفات لن يسير في المسار الذي رسموه له، وبالتالي حان وقت استبداله، تمهيدًا  للقضاء عليه.
نمور المرحلة تلك، كان التيار الناعم الذي نشأ ضمن فريق عرفات، دحلان-عباس، الثنائي  الذين كانا محط الأنظار، إذ كانت مواقف هذا الحلف تتعارض مع عرفات، وكانا على خلافٍ حقيقيٍ مع عرفات من ناحية موقفهما من المقاومة وعسكرة الانتفاضة وعملية التسوية، و بدأ هذا الخلاف يأخذ منحىً تصاعديًا، وبدأ كل من دحلان وعباس يزاحمان رئيس السلطة والمنظمة في صلاحياته واختصاصاته، بفيتو أمريكي وإسرائيلي.
أعجزت العوامل الدولية والإسرائيلية وكذلك الفلسطينية الداخلية الضاغطة، عرفات عن الإبقاء على دوره الفاعل في التأثير  بالانتفاضة، وتجلى ذلك على الأرض من خلال إجراءات رقابة مالية صارمة وتقويض لصلاحيات عرفات الأمنية. وافتقد عرفات قدرته في السيطرة على مسار الانتفاضة، لصالح فصائل المقاومة المسلحة التي أخذت الانتفاضة على عاتقها.
كل هذه العوامل التي ذكرت عمومًا، وتصاعد وهج الانتفاضة على وجه الخصوص، دفعت حكومة الاحتلال لتنفيذ عملية اجتياحٍ بريٍّ للضفة الغربية أطلقت عليها «السور الواقي»، وفرض حصار على عرفات في مقر إقامته في مقاطعة في رام الله.

شارون كان قد قال في إحدى تصريحاته، إبان هذه العملية: «سننهي مرحلة عرفات، ونمسخ صورته أمام شعبه». بدأ عدوان السور الواقي، في 29 مارس (آذار) من 2002 وانتهى في يوليو (تموز) من العام نفسه، وخلص بارتكاب جيش الاحتلال مجازر بحق الفلسطينيين. لكن على الجهة الأخرى، دفع ثمن هذه العملية تكلفة باهظة، من خلال عمليات المقاومة الفلسطينية، وخسر  عددًا بشريًا وآليًا لم يكن في حسبان حكومته.
بعد عام من العدوان، طرأ تغير مفاجئ على صحة الرئيس عرفات وتحديدا في 12 أكتوبر (تشرين الأول) 2004، إذ أعلن أطباؤه، بعد التشخيص أنه مصاب بمرض في الجهاز الهضمي. وبعد ذلك تدهورت حالته الصحية سريعًا، وعلى إثر ذلك نقلته طائرة مروحية إلى الأردن ومن ثم أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر 2004، إلى أن تم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2004.

صندوق «كارين إيه» الأسود.. يحكي أسرار العملية

لم يبق سر التنسيق للسفينة مخبوءًا لفترة طويلةً، فبعد وفاة أبو عمار اقتحمت قوات الاحتلال في مارس 2006، سجن أريحا المركزي، الذي كان يضم فؤاد الشوبكي وأحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية، وقادتهم إلى معتقلات «الشاباك»، وبدأ الضغط على الشوبكي لرواية تفاصيل العملية.
فقد علمت إسرائيل أن الشوبكي الذي شغل المسؤول المالي،  طرفًا رئيسًا للعملية، بعدما توصلت المخابرات الأمريكية لطرف القضية، فاعتقلته فورًا وحكمت عليه بالسجن 25 عام. اعترف الشوبكي، أن أبو عمار المسؤول تمامًا عن السفينة، وذلك في تقرير نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في 18 مايو (أيار) حمل عنوانًا عريضًا: «الصندوق الأسود في مكتب عرفات يفتح أبوابه لجهاز الشاباك».

مجتمع

منذ 6 سنوات
أبرز زعماء المقاومة الفلسطينية منذ قيام دولة إسرائيل

تضمّن التقرير، بحسب الصحيفة، اعترافات الشوبكي بـ«استخدام أبو عمّار ملايين الدولارات لتمويل صفقات كبيرة لشراء السلاح والمعدات القتالية». وذكرت الصحيفة أيضًا أن الشوبكي أكد في التحقيقات أن من يقف وراء تهريب السلاح على متن سفينة «كارين إيه» كان «حرس الثورة الإيرانية» وحزب الله، مشيرًا إلى أنه التقى مع مبعوثين إيرانيين في دبي خلال عام 2001، واقترحوا مساعدة عسكرية للسلطة الفلسطينية، تضم بناء مصانع أسلحة وتكنولوجيا صنع معدات قتالية وتدريبات عسكرية. وأضاف أن «الأسلحة التي كانت على متن السفينة جرى تمويلها من جانب عرفات شخصيًا، الذي أمر بنقل 125 ألف دولار لتغطية أجرة السفينة».
  ياسر عرفات رئيس فلسطين  القصة الحقيقية التي حرفت 0wdY6K6ggEYJRaD6FxZN2Ag3QLaBRdUtG42rjnL-4fZc4QGfwNhe4igVUF8M3fon_ytJI63Yw_CLX9Pt2pL9SV1n2qLp_M_Tfzs_3Rcwfe8DPL71yubeToudxDmtLsI9Vx-7CNzs
فؤاد الشوبكي و ياسر عرفات- مصدر الصورة: شاشة نيوز
اعترافات الشوبكي لم تقف عند حدود «كارين إيه» بل تعدتها إلى تفاصيل عن بداية انتفاضة الأقصى، التي تشير إلى الخيار الذي اتخذه أبو عمار حينها. وقال إنه: «مع بداية الانتفاضة وصله أمر من الرئيس ياسر عرفات بأن يشتري أكبر كمية ممكنة من السلاح ومن مصادر مختلفة. وأنه أسس جهاز تنسيق بين الأجهزة الأمنية وممثلين عن السلطة في دول مختلفة أهمها ايران والمقاومة في لبنان حزب الله وعملوا منفذين لصفقات شراء السلاح واستجلابه».
وكَشفت حكومة الاحتلال في وقت لاحق عن أسماء عدد من الخلية التي شكلها عرفات لتحصيل الدعم العسكري، واتهمتهم بعقد صفقات سلاح والتواصل مع إيران وحزب الله، وجلب السلاح وتهريبه إلى غزة إضافة إلى الشوبكي، إذ كان عادل المغربي المسؤول عن المشتريات في السلطة، وجمعة غالي قائد سلاح البحرية في السلطة، ومساعده فتحي عازم، بالإضافة إلى المسؤول المباشر عن شراء الأسلحة الضابط في سلاح البحرية عمر عكاوي، ومن خلفهم جميعًا يقف ياسر عرفات.

بعد ربع قرن على توقيعها.. لماذا فشلت أوسلو؟

يشير الكاتب السياسي أكرم عطالله في مقاله الذي كتبه بعنوان: «أوسلو حرب الاستنزاف السياسي»، إلى  أن أوسلو التي أراد عرفات إطفاءها بخراطيم الدم حملت عوامل الفشل لثلاثة أسباب؛ الأول: أن الفلسطينيين اعترفوا بإسرائيل دون أن يأخذوا اعترافًا مشابهًا من إسرائيل، وكل ما حصلوا عليه هو اعتراف بأحقيّة تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية وصلاحيتها للمفاوضات، وتلك كانت سقطة اعترف بها مسؤول ملف المفاوضات الدكتور صائب عريقات.
الثاني: مرحلية الاتفاق وترك القضايا الأكثر أهمية للمفاوضات النهائية، مثل القدس واللاجئين، مما مكّن إسرائيل من فرض وقائع على الأرض، تمكنت خلالها من سد الطريق على فكرة حل الدولتين بسبب ثغرة أوجدتها تلك المرحلية وتأجيل تلك الملفات. والثالث: طول الفترة الزمنية، مما مكّن اليمين الإسرائيلي من الوصول للحكم وتنفيذ أجندته الرافضة تمامًا لأوسلو تطبيقًا لتعهده بإسقاطه، وهو ما حصل بعد ثلاثة أعوام من الاتفاق ووصول بنيامين نتنياهو للسلطة عام 1996.
أما على الجانب الفلسطيني، فيلخص عطالله الوضع في مقاله؛ قائلا: «ظل السؤال محيرًا، فهذا اتفاق محكوم بسقف زمني محدد لخمس سنوات فكيف تحول هذا المؤقت إلى دائم؟ الجواب ليس بتلك الصعوبة لأن إسرائيل تمكنت من تكبيل النظام الفلسطيني الوليد الخديج، الذي لم يكتمل بعد ويحتاج إلى عناية وأنابيب تغذية ولا يمكن الخروج وحده نحو الحياة، ولم تكن تلك الأنابيب سوى إسرائيلية وفي مستشفى إسرائيلي»
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  ياسر عرفات رئيس فلسطين  القصة الحقيقية التي حرفت Empty
مُساهمةموضوع: رد: ياسر عرفات رئيس فلسطين القصة الحقيقية التي حرفت     ياسر عرفات رئيس فلسطين  القصة الحقيقية التي حرفت Emptyالسبت 02 أبريل 2022, 11:53 am

13 عامًا والقاتل الحقيقي لم يقدم للعدالة
أعلن استشهاد الرئيس الفلسطيني السابق، ياسر عرفات، في المستشفى بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث كان 

يخضع للعلاج، وتبين بعدها أنه مات مسمومًا.

ومنذ إعلان وفاته عام 2004، لا يعلم الفلسطينيون والمهتمون في العالم من هو القاتل الحقيقي، ومن الذي خطط 

ورسم لاغتيال القائد الذي يعتبره مئات آلاف الفلسطينيين رمزًا للثورة والأمل في التحرير.

وفي حين يرى المعظم أن الجريمة خططت ونفذت من قبل الاحتلال وأذرعه الاستخباراتية، ذهب البعض إلى اتهام 

بعض الأطراف الفلسطينية بالضلوع بتسميم عرفات لمطامعهم الشخصية، دون دليل واضح يدين هذا أو ذاك.

ومنذ دفنه، عمد الكثير من السياسيين إلى استخدام اسمه وادعاء اتباع نهجه للحصول على الزعامة، وكان من 

بعده انقلاب حماس في غزة وتوليها السلطة بدل مندوبي فتح، وكذك فصل محمد دحلان، الذي يقيم حاليًا في 

الإمازات.

ومنذ وفاته، طالبت الفصائل الفلسطينية بإقامة لجنة تحقيق دولية، لكن ذلك لم يحصل.

وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، أعلن الرئيس الفلسطيني الحالي، محمود عباس، بأنه يعلم هويات 

قتلة عرفات الحقيقيين، وهدد في أكثر من مناسبة بالكشف عنهن.

سيرة ذاتية

ولد 'أبو عمار' في القدس في 4 آب/أغسطس عام 1929، واسمه بالكامل محمد ياسر عبد الرؤوف داود 

سليمان عرفات القدوة الحسيني، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في 

التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956.

ودرس في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من 

خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقًا.

بداية العمل الوطني

كما شارك الراحل مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' في 

الخمسينات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها في 1968، وانتخب رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية 

في شباط/ فبراير 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري ويحيى حمودة.

وألقى أبو عمار عام 1974 كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، 

وحينها قال جملته الشهيرة 'جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن 

الأخضر من يدي'.

أردن الكرامة

بعد هزيمة الجيوش العربية عام 1967، واحتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة، واجه عرفات صعوبة 

كبيرة في استمرار العمل المسلح من داخل الأراضي المحتلة، وبدأ بتأسيس قواعد للثورة الفلسطينية على خطوط 

التماس المواجهة للضفة الغربية، بموافقة الأردن، فأقام معسكرات تدريب ومقر قيادة في قرية الكرامة في منطقة 

غور الأردن.

وفي عام 1968 تصدت قواته التي كانت مدعومة من مدفعية القوات الأردنية، للقوات الإسرائيلية ودخلت معها 

في معركة عرفت باسم معركة "الكرامة" انتهت بإجبار القوات الإسرائيلية على الانسحاب.

وشكلت "معركة الكرامة"، قفزة كبيرة بالنسبة لعرفات، إذ أعلن عن "انتصار المقاومة ومحو عار هزيمة 

1967".

وأدى ذلك إلى توافد حشود من المتطوعين الفلسطينيين للانضمام إلى صفوف الثورة الفلسطينية، وأصبحت "

فتح" الحركة الأكبر من بين التنظيمات الفلسطينية، كما شجع ذلك بعض التنظيمات الفلسطينية على القدوم إلى 

الأردن.

أردن أيلول الأسود

أرسى عرفات تطبيق سياسة المقاومة المسلحة لتحرير فلسطين، وفي هذا الإطار قامت حركة فتح بسلسلة من 

الأعمال المسلحة ضد أهداف إسرائيلية، على حدود الأرض المحتلة مع الأردن، تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية 

علمانية، يعيش فيها جميع أهل فلسطين بمختلف دياناتهم وطوائفهم متساوين في الحقوق والواجبات.

ولم يدم تواجد عرفات في الأردن طويلاً، إذ بدأت في أيلول/سبتمبر من عام 1970، تتصاعد المواجهات بين 

التنظيمات الفلسطينية والسلطات الأردنية.

وبدأ الجيش الأردني عملياته ضد التنظيمات الفلسطينية بقصف مكثف على القواعد العسكرية الفلسطينية، 

خصوصًا في منطقة إربد.

وسرعان ما تصاعد القصف والمواجهة لتشمل معظم الأراضي الأردنية، وهو ما يعرف فلسطينيا باسم أحداث '

أيلول الأسود'.

وفي عام 1971 غادرت 'الثورة الفلسطينية' برئاسة عرفات الأردن، إلى لبنان، لتبحث لها عن موطئ قدم آخر.

وهناك تم تأسيس مقر قيادة في بيروت الغربية، و'قواعد مقاومة' في الجنوب اللبناني، المحاذي لشمال إسرائيل.

وبدأ رجال المنظمة بالفعل بشن عمليات مسلحة ضد إسرائيل، لكن سرعان ما اندلعت حرب أهلية لبنانية طاحنة، 

وجدت المنظمة نفسها متورطة فيها كطرف من حين لآخر.

اجتياح بيروت

وبصفته قائدًا عامًا للقيادة المشتركة لقوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، قاد عرفات خلال صيف 

1982 المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود خلال الحصار الذي ضربته القوات 

الإسرائيلية حول بيروت طيلة 88 يومًا، انتهت باتفاق دولي يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة، 

وحين سأل الصحافيون ياسر عرفات لحظة خروجه عبر البحر إلى تونس على متن سفينة يونانية عن محطته 

التالية، أجاب 'أنا ذاهب إلى فلسطين'.

الثورة الفلسطينية في تونس

لقد حل الزعيم ياسر عرفات وقيادة وكادر منظمة التحرير ضيوفا على تونس، ومن هناك بدأ استكمال خطواته 

الحثيثة نحو فلسطين.

وفي الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 1985 نجا عرفات بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت منطقة 'حمام 

الشط' بتونس، أدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين، ومع حلول 1987 

أخذت الأمور تنفرج وتنشط على أكثر من صعيد؛ فبعد أن تحققت المصالحة بين القوى السياسية الفلسطينية 

المتخاصمة في جلسة توحيدية للمجلس الوطني الفلسطيني، أخذ عرفات يقود حروبا على جبهات عدة؛ فكان 

يدعم الصمود الأسطوري لمخيمات الفلسطينيين في لبنان، ويتابع ويوجه انتفاضة الحجارة التي اندلعت في 

فلسطين ضد الاحتلال عام 1987، ويخوض المعارك السياسية على المستوى الدولي من أجل تعزيز الاعتراف 

بقضية الفلسطينيين وعدالة تطلعاتهم.

إعلان الاستقلال

وعقب إعلان استقلال فلسطين في الجزائر في الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1988، أطلق في 

الثالث عشر والرابع عشر من كانون الأول للعام ذاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية 

لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، حيث انتقلت الجمعية العامة وقتها إلى جنيف بسبب رفض الولايات 

المتحدة منحه تأشيرة سفر إلى نيويورك، وأسست هذه المبادرة لقرار الإدارة الأميركية برئاسة رونالد ريغان في 

الـ16 من الشهر ذاته، والقاضي بالشروع في إجراء حوار مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس اعتبارا من 

30  آذار/ مارس 1989.

خطيئة أوسلو

ووقّع ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يتسحاق رابين عام 1993، اتفاق إعلان المبادئ 'أوسلو' 

بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في البيت الأبيض، التي بموجبها تم تقسيم الضفة الغربية 

إلى 3 مناطق 'أ' و'ب' و 'ج'.

وتمثل المناطق 'أ' 18% من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيا وإداريًا مع وجود تنسيق 

أمني بين السلطة والاحتلال، أما المناطق 'ب' فتمثل 21% من مساحة الضفة وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية 

وأمنية إسرائيلية.

أما المناطق 'ج'، والتي تمثل 61% من مساحة الضفة فتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، ما يستلزم 

موافقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أي مشاريع أو إجراءات فلسطينية بها، ما اعتبره الكثيرون تنازل من 

القيادة الفلسطينية، وأن ما تعدّه القيادة الفلسطينية مكاسب سياسة، لم يكن سوى مجموعة تنازلات تلجم الثورة.

وفي الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر عاد ياسر عرفات بموجب 'أوسلو' على رأس كادر منظمة التحرير إلى 

فلسطين، وفي العشرين من كانون الثاني 1996 انتخب ياسر عرفات رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في 

انتخابات عامة.

مشروع تحرير وطني... ثم بناء الدولة

وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي وحرص ياسر عرفات على عدم التفريط 

بالحقوق الفلسطينية والمساس بثوابتها، اندلعت انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول/ سبتمبر 

2000، وحاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلية عرفات في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، واجتاحت عدة 

مدن في عملية سميت بـ 'السور الواقي'، وأبقت الحصار مطبقا عليه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة 

الآدمية.

اغتيال القائد والرمز

لقد رحل الشهيد ياسر عرفات قبل 12 سنة بجسده، في ظروف استشهاد لا تزال غامضة، والتحقيق الذي تجريه 

لجنة وطنية مكلفة بهذا الشأن لا زال جاريا، رغم الإعلان في أكثر من مناسبة أن وفاة الرئيس ياسر عرفات لم 

تكن طبيعية بل نتيجة مادة سامة، دست له الشهيد القائد في فترة الحصار الذي فرض عليه في المقاطعة.

وأشار رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أمس، الخميس، إلى أنه يعرف من أقدم على اغتيال عرفات، 

حيث قال مخاطبا الحضور، في كلمته بالمهرجان المركزي لإحياء الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد الرئيس ياسر 

عرفات، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، 'لو سألتموني، أنا أعرف من فعل ذلك لكن لا تكفي شهادتي، ولتستمر 

لجنة التحقيق وتثبت معرفة السبب وفي أقرب فرصة ستعلن النتيجة وستندهشون من الفاعلين'.

إلا أنه أكد أن التحقيق في استشهاد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، ما زال مستمرًا، وأن لجنة التحقيق 

الفلسطينية المكلفة بهذه القضية قطعت شوطًا كبيرًا في الوصول إلى الحقيقة، وحين تتوصل هذه اللجنة إلى 

نتائج نهائية، سيتم إطلاع الشعب الفلسطيني عليها

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  ياسر عرفات رئيس فلسطين  القصة الحقيقية التي حرفت Empty
مُساهمةموضوع: رد: ياسر عرفات رئيس فلسطين القصة الحقيقية التي حرفت     ياسر عرفات رئيس فلسطين  القصة الحقيقية التي حرفت Emptyالأحد 13 نوفمبر 2022, 9:01 am

11 نوفمبر 2004 -11 نوفمبر 2022… 18 عاما على رحيل أبو عمار…
 مسيرة زعيم بين الوفاء لعرفات والوفاء لفلسطين

اسيا العتروس
 “يا جبل ما يهزك ريح ..هذا شعب الجبارين …لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي …سيرفع شبل من اشبالنا راية فلسطين في القدس… يريدونني اما قتيلا واما اسيرا واما طريدا ولكن اقول لهم شهيدا، شهيدا، شهيدا… اننا حتما سننتصر ..ثورتكم هذه وجدت لتنتصر وستنتصر طال الزمن او قصر.” ..هذه بعض من كلمات رددها الزيم الفلسطيني ياسر عرفات و حفظها عنه  الصغار قبل الكبار في المدن الفلسطينية و المخيمات و الشتات …لم يكن عرفات شخصا عاديا ليسقط في النسان برحيله و لكنه كان زعيما و قائدا و مناضلا أخطأ احيانا و أصاب أحيانا أخرى و لكنه افتك احترام شعبه و احترام خصومه و اعداءه له قبل رفاقه و اصدقاءه …ربما اعتقد الاحتلال انه بزول عرفات و غيابه عن المشهد فقد زالت الثوابت التي تمسك بها و لكن و منذ غياب عرفات ما افكت الساحة الفلسطينية الولادة تقدم صورا مختلفة عن جل من الفدائيين الذين يواصلون رسم الملحمة في السجون و المعتقلات و في ساحات المعارك اليومة من جنين الى القدس و الخليل الى غزة …بالتأكيد أن الوفاء لعرفات مهم ولكن الوفاء للقضية اولى و أهم …
لانه من طينة الزعماء الذين يصنفهم التاريخ بأنهم يرحلون جسدا و يبقون ذكرى و فكرة و مشروعا , فان ذكرى رحيل الزعيم الفلسطيني ياسرعرفات أمس  بعد ثمانية عشرة عاما لم تكن لتمر  في صمت و دون استعادة ماثر الرجل  الذي  لا  تزال أسباب وفاته محاطة بكثير من الغموض في ظل قناعة راسخة لدى الفلسطينيين بأن ابو عمار تعرض للاغتيال بتسميم طعامه عندما كان محاصرا في المقاطعة برام الله من طرف البلدوزر ارييل شارون انذاك …كان عرفات مزعجا في حياته بالنسبة لمختلف حكومات الاحتلال  و بقي كذلك حتى بعد رحيله وهو الذي لا يختلف  الفلسطينيون حوله عندما يتعرضون لسيرته الطويلة حتى و ان اختلفوا معه و لعل في هذا السبب و غيره ما يجعل من ذكرى رحيل عرفات منذ 2004 موعدا يذكر الفصائل الفلسطينية بأن توحيد الصفوف ليس بالسراب و أن البيت الفلسطيني رغم كل العواصف يتسع للجميع ..

من المثير أن تعود ذكرى رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات هذا العام بعد اسبوع فقط على قمة “لم الشمل”.
 بالجزائر قمة جعلت القضية الفلسطينية  و المصالحة الفلسطينية في قلب اعلان الجزائرالذي يظل اختبارا مفتوحا للنوايا الفلسطينية و لكن ايضا للارادة العربية  العرجاء في زمن تتداخل فيه و تتدافع لعبة المصالح و يصبع فيه كيان الاحتلال اقرب الى بعض الانظمة و الحكومات من  الانظمة العربية …و لا شك أن فيما عاش على وقعه  المشهد الفلسطيني من الضفة الى القدس و القطاع من وفاء للزعيم الراعل و اعتراف بمكانته و دوره في دفع القضية  الفضية ما يعكس حتما فراغا سياسيا و تطلعا الى عنوان و قيادة  تبلسم الجراح و تجمع و لا تفرق   تعيد ترتيب الاولويات و شحذ العزائم لمواصلة المسيرة الطويلة لشعب يتطلع الى الحرية و يصمد منذ اكثر من سبعة عقود تحت قيد الاحتلال , وشعب  يعيش اليوم على وقع ذكرى زعيم ارتبط اسمه بمسار القضية الفلسطينية و شعبها و كان قادرا في حياته على منع انفراط العقد الفلسطيني و جمع كل الفصائل تحت مظلة حركة فتح وزعيمها ياسر عرفات فماذا بقي اليوم من ارث الختيار او ابو عمار كما يحلو للكثيرين ان يلقبوه …
-لم يكن نبيا بل زعيم يصيب و يخطئ ..
يقول طبيبه المقدسي و رفيقه احمد الطيبي في هذه الذكرى أن ابو عمار هو رمز وطني و هو الذي جسد وحدة الفلسطينيين حتى عندما اختلف البعض معه و قد اختلفوا معه و لم يختلفوا عليه فهو رمز النضال و العطاء و الايثار كان و لا يزال في الذاكرة الفلسطينية شامخا كزعيم للثورة و لمنظمة التحرير, و يضيف الطيبي في تصريحات للصباح ان المشهد اليوم اكثر تعقيدا و صعوبة خاصة في ظل الانقسام و حالة الفصائل الفلسطينية و شدد قائلا الحقيقة انه في الليلة الظلماء نفتقد الزعيم و نفتقد وقفته و نضاله ..نعم لم يكن نبيا و لكن كان زعيما كان يصيب و يخطئ و لكن كانت القضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني على رأس أولوياته لذلك يظل رمزا راسخا للفلسطينيين جميعا …
بدوره يقول سفير فلسطين السابق في  باريس سلمان الهرفي في تصريحات “للصباح” أن الزعيم لم يغب عن المشهد لان أفكاره راسخة الوجود في ذهن وعقل محبيه وعموم شعب فلسطين في الارض الفلسطينيه المحتله اوخارجها , و يضيف الهرفي  “انا عرفت الرئيس عرفات في الجزائر مبكرا وتعمقت علاقتي به بعد حرب 1967 وفي اواخر سنة 1968 انتدبني وزميلي محمود الهمشري للذهاب لفرنسا لافتتاح مكتب لحركه فتح  هناك والذي اصبح لاحقا سنة 1972 مكتبا لمنظمه التحرير وبعد ابعادنا  من فرنسا عدت الى مكتب الاخ ابو عمار ياسر عرفات حيث بقيت اعمل معه في العلاقات الخارجيه لحركة فتح ومديرا في الدائرة السياسيه لمنظمة التحرير ومستشارا لعرفات للشؤون الافريقيه حيث تخصصت في هذا المجال لغايه استشهاده سنه 2004.
و حسب الهرفي فان ياسر عرفات كان له حلم يريد ان يحوله الى واقع من فكرة اللجوء الى واقع مواطن وصاحب حق في حريته وارضه سيادته و استقلاله وقد جسد ذلك بالنضال القاسي والمرير حيث كان مطاردا من الانظمه العربيه في الشرق وسجن في سوريا ولبنان وحرم من التواجد في دول الطوق الا انه صمد وقاتل ونجا من محاولات الاعتقال عدة مرات وذلك قبل سنة 1967 هو ورفاقه خاصة ابو جهاد وابو اياد وابو يوسف وعبد الفتاح حمود وغيرهم من كوادر الثورة وطلائعها, و يضيف أن الهزيمة هزيمة الانظمة التي خدعت الشعوب بشعاراتها الرنانة الثورية او تلك العقلانية التي كانت تبث الياس في الشعب الفلسطيني وأن العين لا تواجه المخرز على حد تعبير المثل الفلسطيني , و ان هؤلاء جميعا وجدوا نفسهم يختبؤون وراء شعار “كلنا فدائيون” .و اعتبر أن من اهم المحطات كانت محطة  حركة فتحو تداعيات  حرب التحرير التي قادها السادات وحافظ الاسد سنة 1973 و تخلوا معها عن فلسطين وبدأوا بالتامر على فلسطين واستثناءها من المفاوضات في جنيف سنة 1974 وبعدها فك الاشتباك الذي قاده كسينجر مع مصر واسراييل وسوريا واسرائيل ودفع بالجانبين التخلي عن فلسطين وكانت مؤامرة في قلب عرفات  ثم بعد ذلك بدا التامر لتصفيته وتصفية القضية سياسيا من قبل السادات وعمليا من قبل الاسد وحلفاء كلاهما من المعسكر العربي والغربي وبدأت الحرب الاهلية في لبنان للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينيه الى غايه 1982 عندما فشلوا. ارسلو 130 الف جندي لاجتياح لبنان وطرد منظمة التحرير وعندما فشلوا خلال ثلاثه اشهر من الصمود اتوا بحلف الاطلسي وقوات امريكية وفرنسية وايطالية واخرجت منظمة التحرير وكان كل مخططاتهم أن يذهب عرفات الى دمشق بعد بيروت حتى يتم القضاء عليه وعلى القيادة الفلسطينية وخاصة قياده فتح لان الخيار كان توزيع الخروج الى اكثر من بلد على ان تكون القيادة وابو عمار الى تونس مقر الجامعة العربية  وخاصة ان اشقاءنا في شمال افريقيا كانوا دوما الرافعة المنقذة لفلسطين وخاصة الجزائر وتونس.
-للتاريخ اكثر من قراءة …
لسنا في اطار محاكمة تاريخية و لا نحن بصدد اعادة كتابة الاحداث التي قد يتضح بعضها و يبقى بعضها محاطا بالسرية و الكتمان فليس سرا ان القض ية الفلسطينية تعرضت و منذ البدايات لغدر و مؤامرات الاقربون قبل الاعداء ..و لا شك أن مسلسل الاغتيالات الطويل ومعه مسلسل سجن و اسر قيادات فلسطينية أرقت الاحتلال يروي بعض ما خفي ..
 في ذكرى رحيل الزعيم يستعيد الشارع الفلسطيني شعارات حماسية ارتبطت بعرفات في مناسبات كبرى و منحت معها الشعب الفلسطيني دعما معنويا لمسيرته النضالية المستمرة وكأن الرجل لا يزال حاضرا بين الحشود ,و هو الملقب الختيار والقائد و الزعيم و صاحب الكوفية  الذي حمل خارطة فلسطين و ابدع في رسمها على رأسه و بين كتفيه وهو من صرخ “يا جبل ما يهزك ريح ” و نادي هذا شعب الجبارين… وهو من قال ان “الثورة إنها ليست بندقية فلو كانت بندقية لكانت قاطعة طريق ولكنها نبض شاعر وريشة فنان وقلم كاتب ومقبضة جراح وإبرة لفتاة تخيط قميص فدائيها وزوجا”وهو من حمل غصن الزيتون وأطلق نداءه المدوي أمام العالم الذي خذله لاحقا عندما قال  “جئتكم يا سيادة الرئيس حاملاً غصن الزيتون بيدي وببندقية الثائر بيدي الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي … لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي … لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي” و كان ذلك من منبر الأمم المتحدة عام 1974 المنظمة (عصبة الامم) التي منحت كيان الاحتلال الاسرائيلي بطاقة الولادة من رحم  القانون الدولي و نسيت في غمرة الاحداث أن تعلن نشأة دولة فلسطين و عاصمتها القدس …
-“اننا حتما سننتصر” , هكذا كان يردد و هو يخاطب الفلسطينيين بقوله “ان ثورتكم هذه وجدت لتنتصر وستنتصر طال الزمن او قصر.” ..و السؤال اليوم سيظل من  يحمل المشعل و يعيد للقضية  توهجها ومكانتها و للشعب كرامته
كان عرفات يقول إن الشعب الفلسطيني الذي يواجه هذا العدوان الإسرائيلي اليومي ضد مقدساته الإسلامية والمسيحية وضد مدنه وقراه ومخيماته وبنيته التحتية واقتصاده ومدارسه ومستشفياته، صامد ومرابط حتى تحقيق الأهداف الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. و الشيء الوحيد الثابت اليوم أن هذا الشعب لا يزال رغم اشتداد الخناق من حوله يواصل المسيرة و يحمي المقدسات و يدافع عن حق الاجيال التي بقيت على ارضها …
بعد حصار بيروت سأل الصحفيون الشهيد ياسر عرفات وين رايح يا أبو عمار؟ أجابهم: “على فلسطين…على فلسطين…على فلسطين” اعتقد الكثيرون بما في ذلك المقربون منه ان عرفات اضاع البوصلة بسبب ما حدث و لكنه كان يدرك ان الطريق الى فلسطين سيكون من تونس كيف ذلك ربما لا احد يدري و لكن هذا ما حدث في 1994 …
محاولات أغتيال أبوعمار
تعددت محاولات تصفية ابو عمار الذي كان ينجو في كل مرة باعجوبة ،  و كانت اخر تلك المحاولات عندا تعرض للتسميم من قبل اسرائيل، و قد اكدت جل التقارير الطبية وجود نسبة عالية من الليتونيوم في جسده و لكن بقيت التقارير الطبية التي وضعها المستشفى الفرنسي حيث توفي في يد عائلته و بقيت الحقيقة عالقة رغم قناعة السواد الاعظم من الفلسطينيين ان يد اسرائيل وراء تصفية ابو عمار الذي نجا من اكثر من عملية سابقة فقد كان له جهازه الأمني الممثل بقوات ال17، وكان يعتني بأمنه الشخصي بنفسه، كان شديد الحذر والانتباه في التنقل والسفر، و يقول الكاتب و المناضل الفلسطيني يحي يخلف ان عرفات  كان يعمل ليلا حتى بزوغ الفجر، حتى لايتعرض لهجوم مباغت وهو نائم، فقد كانت العمليات التي تقوم بها “إسرائيل” تتم بعد منتصف الليل، ولعلّ عملية الفردان التي اغتيل بها القادة الثلاثة: كمال العدوان، كمال ناصر، أبو يوسف التجار مثالا.
لم يتمكن منه  الاحتلال في بيروت أثناء اجتياح عام 1982 و لاحقه  الى تونس وقصف مقره في حمام الشط وفشل لان ابو عمار لم يكن هناك خلال ذلك العدوان الذي عرف بعملية الساق الخشبية ..عرف عن عرفات أنه متمرس عسكرسا و سياسيا و انه كان بارع في ادارة الازمات و تجاوز المنعطفات و كاد قادر على ادارة المعارك النفسية و ارهاق اعداءه و خصومه ..
اثناء مفاوضات الخروج من بيروت طالبت اسرائيل عبر المبعوث الأميركي فيليب حبيب تجريد المقاتلين الفلسطينيين من أسلحتهم ورفعهم للعلم الأبيض، لكن عرفات ومعه رجاله وقادته رفضوا ، وخرج عرفات وقادته وضباطه وجنوده بأسلحتهم رافعين علم فلسطين، وكانت المعنويات عالية بعد صمود عز نظيره، وعندما سأل أحد الصحافيين عرفات: أين محطتك القادمة، ابتسم وأجاب: نحو القدس.
و بعد ثمانية عشرة عاما على استشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات حيث بقي استشهاده لغزا محيرا بالرغم من أن هناك إجماعا من قبل المختصين والعامة بان الرئيس الشهيد ياسر عرفات قد مات مسموما ، وان نتائج التحليلات التي تم التوصل إليها في مستشفى بيرسي الفرنسي  بقيت طي الكتمان لان تلك التحليلات والنتائج بحسب القانون الفرنسي هي من اختصاص عائلة الرئيس الشهيد ياسر عرفات ، والتحقيق الذي قامت به السلطة الوطنية الفلسطينية والتي شكلت بقرار رئاسي توصلت في حينه إلى أن الرئيس الشهيد ياسر عرفات مات مسموما ، كما خلص خبراء سويسريون من معهد لوزان للفيزياء الإشعاعية إلى أنه من المرجح أن يكون الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قد توفي نتيجة تسممه بالبولونيوم، بحسب تقرير نشرته قناة الجزيرة القطرية…
سيرة للاجيال
كتب عنه ب يفجيني بريماكوف  وزير خارجية الاتحاد السوفياتي مقالا مطولا كشف فيه انه عرف الزعيم عرفات منذ عام 1968 و يقول في مقال نشر بالشرق الاوسط “التقيته عشرات المرات، ويمكن القول بأنه ربطتني به أواصر الصداقة. وتحت سمعي وبصري تحول هذا الرجل، الذي ولد في أتون نضال الفلسطينيين المسلح، فدافع من أجل حقوقهم، تدريجيا، الى سياسي متبصر ورشيد وواقعي، فأصبح العالم بأسره يأخذه بعين الاعتبار بصورة أو أخرى.. “و يضيف بريماكوف بعد رحيل عرفات “لقد توحدت في منظمة التحرير الفلسطينية حركات فلسطينية ذات آراء سياسية وايديولوجية متباينة.. فكان جورج حبش يتولى قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ونايف حواتمة يتولى قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكلاهما كانا يرفعان الشعارات الماركسية. اما ياسر عرفات فقد بقي، بخلاف من اعتبر نفسه ماركسيا، في اطار الفكرة القومية، مع التركيز على النزعة البراجماتية التي اصبحت القوة المحركة لتطوره الارتقائي.و قد جاز القول في تقييم عرفات بكونه متطرفا: هل سمع منه أحد الدعوة الى «الجهاد» او رأى في افعاله عموما المحاولة لصبغ نضال الفلسطينيين في سبيل حقوقهم بصبغة دينية؟ لم يحدث أبدا. ويمكن القول بأن (فتح) بقيت بوجه عام كحركة سياسية وعسكرية ليست ذات طابع ديني لحد كبير بنتيجة تأثير ياسر عرفات، مؤسسها وقائدها بلا تغيير على مدى عقود السنين. ويمكن قول الشيء ذاته عن منظمة التحرير الفلسطينية…و عندما زار بريماكوف عرفات في غزة عام 1996، قال “كانت توجد هناك السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة عرفات. ولن أنسى لقاءاتي معه في تلك الفترة. علما بأنه بدا لي رجلا ولج المرحلة الجديدة التي دشنتها اتفاقية السلام مع اسرائيل. ولم تساورني أية شكوك في ان ياسر عرفات لم يكن ينظر الى الوثيقة التي وقعها مع اسحاق رابين باعتبارها خطوة تكتيكية، بل كان يتحدث باعتزاز عن انه ولت مع الماضي فترة المنفى في تونس، وتتفتح الآفاق الواقعية لقيام الدولة الفلسطينية. وفي الوقت نفسه لم يقع في ضلال بشأن صعوبات الطريق الذي يتكشف أمامه. وتحدث عرفات بانفعال عن الصعوبات الجسيمة التي يلقاها في تنفيذ حتى الاتفاقات بعد التوصل إليها مع اسرائيل، بصدد مطار غزة والطريق الذي يربط قطاع غزة بالضفة الغربية…”
 تلك محطات في سيرة عرفات التي لم تكتب بعد لتتطلع عليها الاجيال فقد ولد “أبو عمار” في القدس في الـرابع من اوت عام 1929، واسمه بالكامل “محمد ياسر” عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956.درس في كلية الهندسة بالقاهرة، وعمل بالكويت وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقاً…
كما شارك مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” في الخمسينات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها عام 1968، وانتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في فيفري 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري، ويحيى حمودة.حل الزعيم ياسر عرفات وقيادة وكادر منظمة التحرير ضيوفا على تونس، ومن هناك بدأ استكمال خطواته الحثيثة نحو فلسطين.
عقب إعلان الاستقلال في الجزائر في الخامس عشر من نوفمبر عام 1988، أطلق الراحل في الثالث عشر والرابع عشر من جانفي للعام ذاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، حيث انتقلت الجمعية العامة وقتها إلى جنيف بسبب رفض الولايات المتحدة منحه تأشيرة سفر إلى نيويورك، وأسست هذه المبادرة لقرار الإدارة الأميركية برئاسة رونالد ريغان في الـ16 من الشهر ذاته، والقاضي بالشروع في إجراء حوار مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس اعتبارا من 30  مارس 1989.
ووقّع ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين عام 1993، اتفاق إعلان المبادئ “أوسلو” بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض، في الثالث عشر من سبتمبر ، حيث عاد ياسر عرفات بموجبه على رأس كادر منظمة التحرير إلى فلسطين…
بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي والانحياز الامريكي و اصرار عرفات على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية والمساس بثوابتها، اندلعت انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر 2000، وحاصرت قوات ودبابات الاحتلال الرئيس عرفات في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، واجتاحت عدة مدن في عملية أطلقت عليها اسم “السور الواقي”، وأبقت الحصار مطبقا عليه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة الآدمية…
11 نوفمبر 2004 11 نوفمبر 2022 ثمانية عشرة عاما على رحيل عرفات فماذا حدث بعد رحيله ؟  كان السيناريو الاسوأ أن يسود الصراع على تركته، و يمتد الصراع الى السلطة.  و هذا ما حدث و هو ما حذر منه الكثيرون بما في ذلك بريماكوف ..و قد ان الاوان لاعادة التفكير حتى تتوفر الحكمة الكافية من اجل عدم افساد القضية التي وهب لها عرفات حياته …
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  ياسر عرفات رئيس فلسطين  القصة الحقيقية التي حرفت Empty
مُساهمةموضوع: رد: ياسر عرفات رئيس فلسطين القصة الحقيقية التي حرفت     ياسر عرفات رئيس فلسطين  القصة الحقيقية التي حرفت Emptyالإثنين 11 نوفمبر 2024, 7:03 pm

كما اليوم وقبل عشرين عاما..اغتيال المؤسس    ياسر عرفات 2004
يصادف يوم الإثنين الموافق 11 تشرين الثاني/نوفمبر، الذكرى الـ20 لاغتيال الزعيم المؤسس    ياسر عرفات "أبو عمار".

وتأتي ذكرى اغتيال القائد المؤسس    في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية، التي تشنها دولة الاحتلال على أبناء شعبنا في قطاع غزة، منذ السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والتي راح ضحيتها حتى اليوم إلى نحو 43,600 شهيدا، و102,900 مصابا، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما لا زال آلاف الشهداء تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا يمكن الوصول إليهم.

فيما وصل عدد الشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة منذ بدء عدوان الاحتلال الشامل على شعبنا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى أكثر من 780 شهيدا، بينهم 167 طفلا.

الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، سيظل يشكل ذكرى أليمة تذكر برحيل قائد خاض نضالاً تحررياً في سبيل قضيتنا الوطنية لعشرات الأعوام، وواجه من أجلها معارك عسكرية وسياسية لا حصر لها، حتى انتهت باستشهاده في العام 2004، بعد حصار وعدوان إسرائيلي دام أكثر من ثلاثة أعوام لمقره في مدينة رام الله.

لقد استفادت مختلف مراحل النضال الوطني منذ انطلاقة الثورة المعاصرة من حنكة القائد والشهيد ياسر عرفات الواسعة وإرادته وصموده أمام كل التحديات، إذ إنه حوّل الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجلها التاريخ وستذكرها الأجيال القادمة الى أمد بعيد.

على هذا النحو، غاب الشهيد ياسر عرفات بجسده عن فلسطين، لكن إرثه النضالي ما زال راسخا لدى أبناء شعبنا وقيادته.

ولد الرئيس الراحل "أبو عمار" في القدس في الـرابع من آب عام 1929، واسمه بالكامل "محمد ياسر" عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956.

درس القائد الراحل في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقاً.

كما شارك مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الخمسينات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها عام 1968، وانتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري، ويحيى حمودة.

ألقى أبو عمار عام 1974 كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها قال جملته الشهيرة "جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".

وبصفته قائدا عاما للقيادة المشتركة لقوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، قاد "أبو عمار" خلال صيف 1982 المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود خلال الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية الغازية حول بيروت طيلة 88 يوما انتهت باتفاق دولي يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة، وحين سأل الصحفيون ياسر عرفات لحظة خروجه عبر البحر إلى تونس على متن سفينة يونانية عن محطته التالية، أجاب "أنا ذاهب إلى فلسطين".

حل الزعيم ياسر عرفات وقيادة وكادر منظمة التحرير ضيوفا على تونس، ومن هناك بدأ استكمال خطواته الحثيثة نحو فلسطين.

وفي الأول من تشرين الأول 1985 نجا ياسر عرفات بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت ضاحية "حمام الشط" بتونس، وأدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين، ومع حلول 1987 أخذت الأمور تنفرج وتنشط على أكثر من صعيد؛ فبعد أن تحققت المصالحة بين القوى السياسية الفلسطينية المتخاصمة في جلسة توحيدية للمجلس الوطني الفلسطيني، أخذ عرفات يقود حروبا على جبهات عدة؛ فكان يدعم الصمود الأسطوري لمخيمات الفلسطينيين في لبنان، ويوجه انتفاضة الحجارة التي اندلعت في فلسطين ضد الاحتلال عام 1987، ويخوض المعارك السياسية على المستوى الدولي من أجل تعزيز الاعتراف بقضية الفلسطينيين وعدالة تطلعاتهم.

وعقب إعلان الاستقلال في الجزائر في الخامس عشر من تشرين الثاني عام 1988، أطلق الراحل في الثالث عشر والرابع عشر من كانون الأول للعام ذاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، حيث انتقلت الجمعية العامة وقتها إلى جنيف بسبب رفض الولايات المتحدة منحه تأشيرة سفر إلى نيويورك، وأسست هذه المبادرة لقرار الإدارة الأميركية برئاسة رونالد ريغان في الـ16 من الشهر ذاته، والقاضي بالشروع في إجراء حوار مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس اعتبارا من 30  آذار 1989.

وفي العشرين من كانون الثاني 1996 انتخب ياسر عرفات رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في انتخابات عامة، وبدأت منذ ذلك الوقت مسيرة بناء أسس الدولة الفلسطينية.

وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي وحرص ياسر عرفات على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية والمساس بثوابتها، وأثر اقتحام الإرهاب الكبير والمتهم الرئيسي باغتياله وزير رئيس حكومة العدو الأسبق شارون الى المسجد الأقصى يوم 28 سبتمتبر 2000،  اندلعت المواجهة العسكرية الأطول والت عرفت إعلاميا باسم "انتفاضة الأقصى"، وحاصرت قوات ودبابات الاحتلال    في مقره عام 2002، بذريعة اتهامه بقيادة المواجهة الكبرى، واجتاحت عدة مدن في عملية أطلقت عليها اسم "السور الواقي"، وأبقت الحصار مطبقا عليه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة الآدمية.

عام 2004 تدهورت الحالة الصحية للشهيد ياسر عرفات وأعياه المرض، وقرر الأطباء نقله إلى فرنسا للعلاج، وأدخل إلى مستشفى بيرسي العسكري، مع تزايد الحديث عن احتمال تعرضه للتسمم، وبقي فيه إلى أن استشهد فجر الخميس الحادي عشر من تشرين الثاني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ياسر عرفات رئيس فلسطين القصة الحقيقية التي حرفت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  سقوط بغداد واحتلال العراق القصة الحقيقية التي حرفت
»  الثورة السورية من البداية حتى الان القصة الحقيقية التي حرفت
» قصة "سفينة نوح" التي قتلت ياسر عرفات
»  حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها
»  تاريخ الاندلس من الفتح الى السقوط القصة الحقيقية التي لاتعلمها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فيديوات :: وثائقي-
انتقل الى: