ربع مليون فدائي
تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر أداء أكثر من ربع مليون فلسطيني صلاة ليلة 27 رمضان ( ليلة القدر ) في المسجد الأقصى المبارك، يا له من منظر مهول ورائع أن لا ترى أرض ساحات الأقصى من كثرة زحام الناس، فلا تكاد تجد شبرا واحدا إلا وفيه شيخ ساجد أو امرأة راكعة أو طفل يبتهل إلى الله، حتى أن بعض الشباب صعد على أعمدة الأقصى المربعة أو أسطح بعض مبانيه وصلى فوقها.
أدرك أهل فلسطين مدى المؤامرات التي يحيكها الاحتلال لهدم الأقصى، على مرأى ومسمع من بعض الدول والأنظمة المتعاونة معه لأسباب مختلفة تقوم على المصالح المشتركة أو الأنانية والرضى بالدونية والتبعية وكراهية الشرفاء والمقاومين.
خرج أهل فلسطين ليقولوا هذا الأقصى أقصانا ولن نفرط بجزء من ترابه الطهور.. إنه مسرى نبينا وقبلتنا الأولى ولن نسلمه للمحتل قبل أن نسلم أرواحنا لخالقها.. إنه فخر عروبتنا وإسلامنا.. إنه كرامتنا وعزنا ونحن لا شيء بدونه فكيف نسلمه.
ثم ختم المسلمون صلاتهم فهللوا وكبروا وهتوا ضد الاحتلال الصهيوني ومن معه من المطبعين والمنبطحين والمتآمرين، ثم رشقوا بعض المصالح الصهيونية بالحجارة وأحرقوا العلم الإسرائيلي في باحات المسجد الأقصى وهم يهتفون للمقاومة ولمحمد ضيف وأبي عبيدة.
يا لهم من رجال: لقد قالها رسول الله صل الله عليه وسلم لأبي بصير: ”مسعر حرب لو كان معه رجال”، ونحن نقول لأهل فلسطين: ”مسعرو حرب لو كان معكم سلاح” ستبقون على الحق ظاهرين ولعدوكم قاهرين لا يضركم من خالفكم حتى يأذن الله لكم بالنصر.
هذه الجموع تفاؤل بالنصر والتحرير القريب بإذن الله، إنهم ليسوا مجرد مصلين معتكفين، إنهم مرابطون جاءوا للأقصى تمهيدا ليوم التحرير، إنهم فدائيون جاءوا ليقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله وفي سبيل تحرير مقدساتهم وتطهيرها من أيدي الغاصبين.
لا تحزنوا أيها الفدائيون المعتكفون في الأقصى أرض المسرى: لستم وحدكم وراءكم الملايين من المسلمين الذين سيقفون معكم إذا جد الجد، إنهم كثر ملأوا المساجد والشوارع المحيطة بها، فهذا الحرم المكي يمتلئ بالمصلين – بشكل غير مسبوق -يدعون لتحرير الأقصى والنصر لأهل فلسطين، وكذلك في جاكرتا وعمان وإسطنبول والقاهرة وبغداد وغيرها، فلا تهنوا وتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين