بلال حسن التل، كاتب وباحث وصحفي أردني.. ورئيس التحرير المسؤول لجريدة "اللواء" الأردنية.. ورئيس مركز دراسات الوحدة الإسلامية.. ورئيس المركز الأردني للدراسات والمعلومات.. وله عدة كتب، منها "أوجاع أردنية".. شارك في عديد من الندوات والمؤتمرات على مستوى العالم، ومنها ندوة في تونس بعنوان: "الثقافة والفكر الاصلاحي بين تونس وتركيا، الجذور التّاريخيّة والأسئلة الرّاهنة "الشيخ الطاهر بن عاشور وفتح الله كولن نموذجًا".المقاومة من مشروع الوطن إلى مشروع الأمة
صدر حديثاً عن المركز الأردني للدراسات والمعلومات كتاب جديد لـ بلال حسن التل رئيس تحرير جريدة اللواء بعنوان
المقاومة من مشروع الوطن إلى مشروع الأمة
المقاومة مكون رئيس من مكونات الأمة والجميع شركاء فيها بصرف النظر عن الدين والمذهب
صدر حديثاً لبلال حسن التل رئيس المركز الأردني للدارسات والمعلومات /رئيس تحرير جريدة اللواء الأسبوعية . كتاب جديد بعنوان "المقاومة من مشروع الوطن إلى مشروع الأمة". ويتحدث الكتاب عن المقاومة كمكون رئيس من مكونات الأمة وعن انتصار المقاومة في حرب تموز2006 وتأثير هذا الانتصار على المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد. وآليات التعامل مع هذه التأثيرات كما يتناول الكتاب سلسلة الأزمات التي يعاني منها الكيان الصهيوني والتي تفتك به وتخرجه من زمن الانتصارات التي كان يحققها ، إلى زمن الهزائم التي صار يعاني منها . وأول ذلك أن الكيان الصهيوني انهار كمجتمع رفاه كان يوعد به اليهود المهاجرون إلى فلسطين وأن هذا الكيان وباعتراف قادته وأهل الرأي فيه صار أقرب إلى جمهوريات الموز. جراء الفساد الذي يستشري في كل مفاصله. ابتداء من رأس الهرم السياسي، مروراً بالأحزاب والكنيست والسلك الدبلوماسي والجهازين الإداري والمالي والمؤسسة العسكرية والأمنية والجهاز القضائي وصولاً إلى المؤسسة الدينية والتعليمية. بالإضافة إلى سيطرة الجريمة المنظمة على هذا الكيان والتي صارت تتحكم بقواه السياسية
ويتناول الكتاب أيضاً ثقافة الهزيمة، التي تحاول أن تصور الكيان الصهيوني وكأنه كيان غير قابل للهزيمة. وتأثير هذه الثقافة على المجتمع العربي . كما يتحدث عن ثقافة المقاومة وكيف قلبت المعادلات، داعيا إلى ترسيخ هذه الثقافة عبر التأسيس لخطاب إبداعي جديد يتولى ترسيخ مفاهيم النصر ويشحن الأمة بالقدرة على إحداث التغيير عبر الروح المقاومة والصمود
كذلك يستعرض الكتاب أهم ملامح الانتصار الذي حققته المقاومة في تموز 2006 وأولها اعتراف العدو بقدرات المجاهدين وانهيار الروح المعنوية للعدو وتفوق المقاومة الاستخباري والإعلامي وتراجع العدو عن تحقيق أهدافه وصولاً إلى اعترافه بالهزيمة. بالإضافة إلى ضرب المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط . ومنع تدمير المقاومة كهدف رئيسي لعدوان تموز 2006 على لبنان من خلال تقديم الكتاب للعديد من الأدلة والبراهين كما يستعرض الكتاب سلسلة من الحقائق الجديدة التي أوجدتها المقاومة على الأرض من خلال انتصارها على عدوان تموز 2006
وفي فصل آخر من فصول الكتاب يستعرض المؤلف بلال حسن التل العلاقة بين الإسلاميين والمقاومة والمشروع الوطني، نافياً وجود أي إشكالية في هذه العلاقة. مبيناً أن الإسلاميين كانوا دائماً رواد المشروع الوطني. وجزءاً أساسياً فيه ، مستعرضاً أسباب قيام المقاومة في أي مجتمع من المجتمعات . ابتداء من الظلم السياسي ، أو الانحراف الاجتماعي، أو الخلل الاقتصادي وصولاً إلى احتلال الأرض. مؤكداً أن المقاومة في وجه من وجوهها هي عملية إحياء لروح الجماعة والمسؤولية الفردية تعيد صياغة الإنسان والمجتمع على أسس جديدة . وبذلك تتحول المقاومة إلى مؤسسة تنشئة وطنية. مستعرضاً أدوار كل من الشهيد حسن البنا والإمام موسى الصدر وآية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله والشيخ أحمد ياسين والإمام الخميني في إذكاء روح المقاومة لدى الأمة. مستعرضاً الجوانب المشتركة في تجارب هؤلاء القادة المؤسسين للمقاومة. ومن بينها الربط بين قضية الوطن وقضية الأمة. بالإضافة إلى ارتباطهم بالجماهير. وربطهم بين النظرية والتطبيق العملي. بالإضافة إلى حرصهم على بناء مجتمع المقاومة وصفات هذا المجتمع .
ويؤكد المؤلف أن جميع أبناء الوطن شركاء في المقاومة بصرف النظر عن اختلاف دينهم . مستنداً إلى نصوص وثيقة المدينة التي وضعها الرسول عليه الصلاة والسلام. بالإضافة إلى التجربة العملية التي عرفتها المراحل المختلفة للتاريخ الإسلامي . مبيناً بأن الدولة الإسلامية دولة مدنية تعترف بتعدد الأديان السماوية وتكفل حرية الاعتقاد وهي ليست دولة دينية . وأنه في ظل الإسلام تقوم العلاقة بين الناس على أساس المواطنة القائمة على العدل والمساواة
كما يؤكد التل في كتابه على أن المقاومة مكون رئيس من مكونات الأمة الإسلامية باعتبارها الأمة المكلفة بتبليغ ونشر دين الله ، والشهادة على الناس . وحتى يتمكن أبناء الأمة من الصدع بتكليف أمر التبليغ فرض عليهم الجهاد . وهذا يعني أن على كل فرد من أفراد الأمة إعداد نفسه للمساهمة في الجهاد خاصة جهاد الدفع الذي هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة. كما أن مقاومة المحتل فريضة شرعية على كل مسلم ومسلمة يأثم من لايؤديها ويساهم فيها بالمال والنفس، وبكل ما يعين على أدائها لدحر العدو ، وتحرير الوطن وأداء فرائض الشرع تحتاج إلى أركان ومستلزمات ، أولها النية وثانيها الأخذ بالأسباب ، وأول الأسباب التي يقوم بها الجهاد هي الاستعداد والتدريب على أشكال المقاومة ، بما فيها حرب العصابات التي مارسها المسلمون مبكراً عندما شكل أبو بصير أول مجموعة فدائية
كما إن الأصل في المسلم أن يكون مدرباً قادراً على القتال لأن الجهاد في الإسلام تكليف فردي ، وعمل شعبي، تقع مسؤوليته على كل مسلم ومسلمة. وإذا كان التدريب على القتال فرضاً على كل مسلم ومسلمة، فإن دعم المقاتلين وخاصة في حالة جهاد الدفع هو الآخر فريضة على كل مسلم ومسلمة فالمقاومة تكليف شرعي للفرد المسلم وللأمة مجتمعة حتى تتمكن من القيام بأمانة التبليغ. فكيف إذا كانت هذه المقاومة في سبيل دفع العدوان عن الأمة وحماية وجودها وحدودها . وتحرير أرضها ومقدساتها ومسرى رسولها؟!
واستعرض التل في كتابه تأثير المقاومة على مجتمعها وكيف أنها تنقله من حالة إلى حالة مثلما فعلت عندما أسست لولادة شرق أوسط جديد بمقاييس غير أمريكية إثر انتصارها في تموز 2006 مؤكداً بأن المقاومة هي مشروع الأمة كلها ، وليست مشروع فئة دون أخرى هذا وقد سبق وأن صدرت لبلال حسن التل مجموعة من المؤلفات من بينها " سقوط الوهم.. تأملات في انتصارات حزب الله " ، " سقوط بغداد ... المقدمات والنتائج" ، " العداء... صور من العداء الغربي لأمتنا" ، " بيان الفتنة والأسئلة المشروعة " ، " أوجاع أردنية " وغيرها من المؤلفات.