الصحابي الثاني عشر
قصة الصحابي الجليل الأرقم بن الأرقم
الارقم بن ابي الارقم صحابي جليل من السابقين إلى الإسلام، احتضنت داره الدعوة الإسلامية فكانت مقرا لها في المرحلة السرية في بداية الإسلام، هاجر الأرقم إلى المدينة المنورة وشارك مع النبي ﷺ في غزواته كلها، وتوفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقد جاوز عمره الثمانين، ودفن بالبقيع.
من هو الارقم بن ابي الارقم ؟
أبو عبد الله الأرقم بن أبي الأرقم عبد مناف بن أسد بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي.
أم الارقم بن ابي الارقم
أميمة بنت عبد الحارث، وقيل اسمها: تماضر بنت حذيْمَ من بني سهم، وقيل اسمها: صفية بنت الحارث بن خالد بن عمير بن غُبْشَان الخزاعية.
أولاد الارقم بن ابي الارقم
(عُبيد الله، وعثمان، وصفية) لأمّ ولد.
(أميّة، ومريم) أمّهما هند بنت عبد الله بن الحارث من بني أسد بن خُزيمة.
ويتعادّ ولد الأرقم إلى بضعٍ وعشرين إنسانًا، وكلّهم ولد عثمان بن الأرقم، وبعضهم بالشام وقعوا إليها، وأمّا ولد عُبيد الله بن الأرقم فانقرضوا فلم يبقَ منهم أحد.
إسلام الارقم بن ابي الارقم
كان من السابقين الأولين إِلَى الإسلام، أسلم قديمًا، فكان سابع سبعة أسلموا، وقيل: الثاني عشر، وكان من المهاجرين الأولين.
دار الارقم بن ابى الارقم
كانت دار الأرقم على جبل الصفا أهم دار للدعوة إلى الإسلام، جعلها مقرا استخفى فيه رسول اللَّه ﷺ والمسلمون معه بمكة لما خافوا المشركين، وفي هذه الدار أسلم كبار الصحابة وأوائل المسلمين، ولم يزالوا بها حتى كملوا أربعين رجلًا، وكان آخرهم إسلامًا عمر بْن الخطاب، فلما كملوا به أربعين خرجوا.
فيها دعا رسول الله: «اللّهُمّ أعِزّ الإسلام بأحبِ الرّجلين إليك عمر بن الخطّاب أو عَمرو بن هشام»، فجاء عمر بن الخطّاب من الغد بُكْرَةً فأسلم في دار الأرقم، وخرجوا منها فكبّروا وطافوا البيت ظاهرين، ودُعيت دار الأرقم: (دار الإسلام)، وتصدّق بها الأرقم على ولده.
وقد صارت فيما بعد للمهدي، فوهبها لامرأته الخيزران بنت عطاء – أم أبو محمد موسى الهادي و هارون الرشيد – وقيل إنها اشترتها، فعندما ذهبت للحج سنة 161 هـ، بنتها وجددتها فعرفت بها، ثم وهبتها للمسجد الحرام.
سبب اختيار رسول الله ﷺ لدار الارقم
لم يكن الأرقم معروفًا بإسلامه: فما كان يخطر ببال قريش أنْ يتم لقاء النبي وأصحابه بداره.
الأرقم بن أبي الأرقم من بني مخزوم: وقبيلة بني مخزوم هي التي تحمل لواء الحرب في قريش، فلا يتصوّر أنْ يكون أحد بيوتهم مقرًا معاديًا.
كان الأرقم فتىً لا يلتفت إليه عند إسلامه: فقد كان في حدود 16 سنة من عمره.
كانت قريبةً من الكعبة المشرفة: مما يؤمن الدعوة السّرية ويمنع أذى قريش عن المسلمين.
أشهر من اجتمع في دار الارقم
رسول الله ﷺ – أبو بكر الصديق – عمر بن الخطاب – عثمان بن عفان – علي بن أبي طالب – حمزة بن عبد المطلب – زيد بن حارثة – عياش بن أبي ربيعة – سعد بن أبي وقاص – جعفر بن أبي طالب – الزبير بن العوام – عبد الرحمن بن عوف – طلحة بن عبيد الله – عمار بن ياسر – أبو عبيدة بن الجراح – بلال بن رباح – أبو حذيفة بن عتبة – مصعب بن عمير – سعيد بن زيد – أبو ذر الغفاري – صهيب الرومي – عبد الله بن مسعود – خباب بن الأرت – مسعود بن ربيعة.
مناقب الارقم بن ابي الارقم
آخى رسول الله ﷺ بينه وبين أبي طلحة زيد بن سهل.
شهد جميع الغزوات مع النبي ﷺ.
في غزوة بدر نفله (أعطاه من الأنفال) رَسُول اللَّهِ ﷺ منها سيفًا، واستعمله عَلَى الصدقات أي كلفه بتوزيعها.
الأحاديث التي رواها الارقم بن ابي الارقم
عن الأرقم أنه تجهز يريد بيت المقدس، فلما فرغ من جهازه جاء إلى النَّبِيّ ﷺ يودعه، فقال: «ما يخرجك أحاجة أم تجارة؟»، قال: (لا يا رسول اللَّه، بأبي أنت وأمي، ولكني أريد الصلاة في بيت المقدس)، فقال رسول اللَّه ﷺ: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام»، قال: فجلس الأرقم.
عن عُثْمَانَ بْنِ الأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيِّ، عن أَبِيهِ الأرقم قَالَ: «إِنَّ الَّذِي يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمْعَةِ،وَيُفَرِّقُ بَيْنَ الاثْنَيْنِ بَعْدَ خُرُوجِ الإِمَامِ كَالْجَارِّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ».
وفاة الارقم بن ابي الارقم
توفي الأرقم سنة 53، وهو ابن 83 سنة، وقيل: توفي سنة 55، وهو ابن بضع وثمانين سنة.
وأوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص، وكان سعد بالعقيق، فقال مروان: يُحْبَسُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لِرَجُلٍ غَائِبٍ؟ وَأَرَادَ الصَّلاةَ عَلَيْهِ، فَأَبَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الأَرْقَمِ ذَلِكَ عَلَى مَرْوَانَ، وَقَامَتْ مَعَهُ بَنُو مَخْزُومٍ، وَوَقَعَ بَيْنَهُمْ كَلامٌ، ثُمَّ جَاءَ سَعْدٌ فَصَلَّى عَلَيْهِ، ودفن في البقيع.