ما الذي فعلته المقاومة وجعل الغرب يفقد عقله؟
بدا لي أن ما حدث صباح يوم السبت السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الحالي ضمن عملية "طوفان الأقصى" كان أكبر مما توقعته المقاومة بقيادة كتائب عز الدين القسام، وكان أيضا صدمة أكبر مما تتحمله دولة الاحتلال.
السعار والهيجان والجنون والنزق الأمريكي والأوروبي الحالي لا تفسير له إلا شيئا واحدا هو أن الغرب اكتشف بما يشبه الصدمة أن هذه الدولة التي عمل على صناعتها وتقويتها ودعمها دون شروط طيلة مائة عام توشك على السقوط أمام 1200 مقاتل جاؤوا على درجات نارية ودرجات هوائية وطائرات شراعية وبنادق.
اكتشفوا هشاشة هذا الكيان الاستعماري التوسعي الاستيطاني القائم على نظرية التفوق العنصري لليهود، وبأنه بدون رعاية من والديه أوروبا وأمريكا لن يصمد، وبأنه لن يبلغ مرحلة النضوج أبدا وسيبقى إلى الأبد في مرحلة الرضاعة والزحف على بطنه.
سعار أصاب عديداً من الحكومات الأوروبية وصل إلى درجة منع أي صوت يرتفع يدين جرائم الإبادة اليومية التي يرتكبها العدو الصهيوني كل لحظة في غزة. وليس هذا فقط وإنما القيام بأكبر عملية تزييف للحقائق، وسرد الأكاذيب التي لم يصمد بعضها سوى ساعات.
وبدا لي وكأننا أمام أجواء الحروب الصليبية الأولى، وأمام الحروب الدينية التي تشتعل باسم الدين، ولكنها في الواقع حملات توسعية استيطانية جشعة يقودها مجموعة من السياسيين والعسكريين المصابين بأمراض نفسية مستعصية، يحتاجون أن يوضعوا في المصحات العقلية.
عدم غضب الغرب على مشاهد القتل للأطفال وتدمير البيوت على ساكنيها، وتدمير البنية التحتية بشكل لا يمكن إصلاحه، وحصار شعب بأكمله ومنع الغذاء والماء والكهرباء والدواء عنه ، يؤكد ما هو مؤكد أنهم لا يرون بأننا بشر، وبأننا نستحق الموت، وان أطفالنا لا يستحقون الحياة.
ما يحدث في فلسطين ربما لم يحدث في أي مكان آخر على هذا الكوكب، وحتى جرائم النازية تبدو ألعاب أطفال أمام جرائم الصهاينة ومن يدعمهم.
كل المؤشرات تقول بأن هذا الكيان الهش المصطنع سقط يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وكل ما يقوم به الغرب هو حقنه بالمهدئات وبالتغذية حتى لا ينهار وهو على سرير الاحتضار.
وهذا وحده يفسر سعارهم وجنونهم.