تفاوض مُعقّد تحت النار.. خفايا وأسرار “اتصالات صفقة الأسرى”: حماس “وافقت” ومصر حاولت “الاستفراد” وإبعاد قطر.. السّقف الذي حدّدته المُقاومة بصيغة تبييض سجون الاحتلال إلى النقطة صفر ثم نتحدّث والجميع بالجميع
لندن –
يبدو ان مفاوضات معقدة على صفقة أسرى شاملة ستكون ضخمة لكنها متواصلة خلف الستائر والكواليس تحت اطلاق النار.
وهو الأمر الذي تقبلته القيادة السياسية لحركة حماس واندفعت بعده باتجاه التفاوض تحت عنوان تحرير الأسرى من السجون الاسرائيلية في اطار عملية صعبة ومعقدة و مسيسة بالرغم من قتل بعض الرهائن بسبب القصف الاسرائيلي داخل قطاع غزة .
وبالرغم من حدة المعارك العسكرية وايضا بالرغم من شدة القصف الاسرائيلي .
وتشير مصادر معنية الى ان قيادة الحركة تجري فعلا مفاوضات مع الإسرائيليين عبر طرفين آخرين من الوسطاء حيث دخلت مصر وبقوة وبموجب ترتيب مع قطر على خط صفقة كبيرة لتبادل الأسرى تفاعلت معها حركة حماس بذكاء ميداني دون اي شروط لها علاقة بوقف اطلاق النار .
وسعت حماس لإظهار مرونتها وقدرتها ايضا على إدارة مفاوضات تحت القصف والإشتباك.
ولم يعرف بعد الى اين يمكن ان تقود مثل هذه الصفقة؟
لكن الادارة الامريكية بصورتها وحكومة النروج ايضا تحاول دعمها وما حصل من مستجدات في السياق ان الجانب المصري حاول بذل جهد كبير لإحتكار الوساطة بخصوص صفقة الأسرى
وابلغت قيادات في حماس ان مصر راغبة في ادارة هذا الملف وحدها.
لكن حماس قررت ان الأولوية للدور القطري الذي يتميز بمصداقية كبيرة في مقايسات غرفة القرار السياسي في حركة حماس.
وعرض على المصريين المساهمة والمساعدة وتطلب ذلك ان حصلت مباحثات قطرية مصرية في السياق فكرتها وقوامها الاتفاق والتشاور واقامة خلية أزمة ثنائية تتواصل مع حركة حماس .
ويعتبر قادة حماس السياسيون انهم سجلوا نقطة في الهدف الاسرائيلي والمصري ايضا عندما اصروا على التفاعل مع كل الاطراف التي تعرض المساعدة سواء في تحرير شريحة الاجانب الذين تعتبرهم الحركة ضيوفا ولا تريد اخضاعهم للمفاوضة والمساومة او على صعيد بقاء الوسيط القطري في غرفه الصفقة حتى وان رفضت مصر ذلك .
وأبلغت قيادة حماس في قطاع غزة بانها مستعدة للتفاعل مع اي طرف او اي دولة او اي حكومة في العالم تعرض المساعدة ضمن الشروط والمواصفات التي تخدم هدف المعركة كما تؤدي الى اقناع الشعب الفلسطيني بان الثمن الذي دفعه اهل غزة وقوامه نحو 10 آلاف شهيدا على الاقل وضعفهم من المصابين وتدمير غزة واكثر من 53% من مبانيها هو ثمن يجب ان لا ينتهي بصورة مجانية .
ومن هنا تفاعلت صفقة الاسرى على نطاق واسع في السياق مؤخرا واعتبرت حركة حماس ان سقفها في إقامة ايب تفاوض عبر طرف او طرفين ثالثين هو تبييض السجون الاسرائيلية تماما الى نقطة صفر بمعنى الافراج عن كل الموقوفين من الاسرى الفلسطينيين لأسباب امنية وسياسية وعددهم قد يزيد عن 6000 وبضعة مئات بالإضافة طبعا الى الافراج عن اكثر من 1800 اسير تم اختطافهم واعتقالهم ويخضعون الان لاستجوابات أمنية وإجراءات تنكيليه بعد الـ 7 من اكتوبر .
التفاصيل النهائية تخضع لمفاوضات مضنية ومعقدة والإسرائيليون طبعا يماطلون لكن قيادة حركة حماس وضعت اسس وملامح واسقف لا يمكن التراجع عنها ومن بينها الافراج عن جميع الاسرى في كل السجون الإسرائيلية دفعة واحدة مع توفير ضمانات قانونية ومكتوبة من جهة الوسطاء بان لا يتم اعتقال هؤلاء مرة أخرى.
واستعدت الحركة ايضا لوجستيا ومكانيا لتحديد المكان الذي سيذهب اليه الأسرى المحررين وخصوصا من ابناء الحركة في السجون الاسرائيلية للحفاظ على امنهم الشخصي وتجنيبهم اعادة الاعتقال .