انطلقت معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الماضي، ردا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك ومحاولة تنفيذ مشاريع تهويد المسجد، وصولا لإقامة الهيكل المزعوم.وتتناول “البوصلة” ضمن سلسلة خاصة الأبعاد السياسية والاستراتيجية لمعركة “طوفان الأقصى” وانعكاساتها على قضية المسجد الأقصى والقدس باعتبارها أساس الصراع الدائر.وأكد النائب السابق والرئيس السابق للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، سعود أبو محفوظ، بأن الأحداث الجارية في قطاع غزة، في أعقاب معركة طوفان الأقصى سيكون لها تداعيات على قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، مبينا بأن “الاحتلال يشعر لأول مرة بأن العرب جادون في مسألة الأقصى”.وقال “أبو محفوظ”: إنه “لأول مرة تندلع معركة لأجل الأقصى وداخل أرض الاحتلال، وتم فيها إساءة وجه الاحتلال، وتحقق على أيدي المقاومة نصر استراتيجي، لم يعهده الاحتلال”، مضيفا “أنه وبعد هذا الانتصار الاستراتيجي لن تقوم للاحتلال قائمة”.وأضاف في تصريح لـ”البوصلة” بأن “الاحتلال أساسا ليس دولة، وإنما عصابات و “خيمة” ثبتتها أوتاد عربية عميقة وحبال غربية غليظة”، لافتا إلى أن المعركة التي اندلعت مؤخرا سماها العرب “طوفان والطوفان لا حدود له، ولا سدود أمامه، وهو أشبه بسفينة نوح عليه السلام، من ركب فيها نجا ومن عانده اختفى”.وأوضح النائب السابق بأن لكلمة “طوفان الأقصى” دوي في نفوس أبناء الأمة فهي اليوم تمور من أقصاها إلى أقصاها، لأجل المسجد الأقصى، مؤكدا بأن المسجد المبارك هو محور هذه الأمة وينقلها من الدفاع إلى الهجوم ومن الانكسار إلى الانتصار”.وتابع “أبو محفوظ” قائلا: “إنّ الأقصى هو برميل غضب وشواظ لهب في وجه الاحتلال، كيف لا وهو شهادة ولادة الإسلام في أرض فلسطين، لهذا تجنب الرئيس الفلسطيني ذكر الأقصى على لسانه لأنه يعيق مسار السلام، لكن مؤخرا لوحظ تمادي الاحتلال في تنفيذ مشاريعه في المسجد الأقصى، خصوصا فيما يتعلق بيهودية الدولة الخالصة”.ولفت النائب السابق إلى أن “الاحتلال يحاول ابتلاع القدس، من خلال انزال أورشليم يهودية تلمودية بالبراشوت، لتنقض على إسلامية القدس الراسخة، وكذلك من خلال الزحف اليومي لاجتياح الأقصى لابتلاع بقعته ومكانته تدريجيا من خلال التدرج في تقاسم الزمان والمكان الرامي لإلغاء الوجود الإسلامي”.وبين بأنه “لتحقيق هذه الغاية تكاتف تحالف الفتاوى الحاخامية والتواطؤ الإعلامي والسياسي والقضائي الإسرائيلي لتوفير غطاء رسمي لامتهان الأقصى، صباحا وفترة ما بعد الظهر”، منوها كذلك إلى أن الاحتلال “كبل دور الأوقاف الأردنية فأصبح المصلون مطاردين داخل المسجد الأقصى المبارك”.وأضاف مستهجنا “أصبح الأقصى تحت سلطة الاحتلال والمفاتيح في جيوبهم ولهم الكلمة الأولى في القبلة الأولى التي لا تقبل الظلم ولا يدوم فيها الشرك، وهو أمر محال أن يرضى رب العزة أن تكون مفتاح الجنان وبوابة السماء بيد نتنياهو وبن غفير”.وتابع “أبو محفوظ” يقول “في الأساس إسرائيل ليست سوى وسيلة ولكن الغاية هو بناء الهيكل، فهم يقولون (يلتصق حنكي بلساني إن نسيتك يا أورشليم، ولا قيمة لإسرائيل دون أورشليم ولا معنى لأورشليم بدون الهيكل)، فالهيكل هو نهاية النهايات وغاية الغايات”.وأكد النائب السابق بأن الخطر تعاظم على المسجد الأقصى بعد توقيع الاتفاقيات الثنائية المشؤومة، حيث تردت الأوضاع هناك واستبدت “إسرائيل” بالمشهد واشتدت المعاناة، ووصلت إلى تعدي العدو على منازل في حي الشيخ جراح وبسببها اندلعت معركة سيف القدس عام 2021، وأبلت فيها مقاومة غزة بلاء حسنا وغير مسبوق.وأردف قائلا “المؤسف هو أن باخموت صمدت 9 أشهر أمام 40 ألف جندي، وصمدت غيرها من المدن الأوكرانية ضد الغزو الروسي”، متسائلا أين قيمة هذه المدن مقارنة مع القدس، ونحن عمليا لم ندافع عن الأقصى أبدا ولم تكن هناك خطط للدفاع، وخلال كل هذه العقود لم يتم التجهيز لاستعادة الأقصى، والدنيا لا تعرف الفراغ.وشدد بأن الاحتلال تمادى كثيرا وهو يعمل وفق رزنامة يومية مستندة لأجندات تلمودية فتاكة، الأمر الذي قادنا إلى وضع خطير راهن الذي وضع البشرية على حافة الهاوية، والأمة كلها تقف الآن أمام مصيرها والمسألة مسألة وجودية وليست غزة وحركة حماس، وإذا كسرت غزة – لا سمح الله – ستعاني الأمة لأجيالانطلقت معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الماضي، ردا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك ومحاولة تنفيذ مشاريع تهويد المسجد، وصولا لإقامة الهيكل المزعوم.
وتتناول “البوصلة” ضمن سلسلة خاصة الأبعاد السياسية والاستراتيجية لمعركة “طوفان الأقصى” وانعكاساتها على قضية المسجد الأقصى والقدس باعتبارها أساس الصراع الدائر.
وقال النائب السابق والرئيس السابق للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، سعود أبو محفوظ، إن معركة “طوفان الأقصى” هزت دولة الاحتلال من الجذور، فالمعركة وضعت المسجد الأقصى المبارك في مكانه الصحيح، ووضعت القدس في مركز المسرح، ومحورية الأحداث، ذلك أنها تمنح الأمة الوقود اللازم للاشتعال.
وأوضح بأن لدى الأمة الإسلامية طاقة جبارة وهائلة، وهذه الطاقة بحاجة إلى تفجير، والمسجد الأقصى هو الآن صاعق التفجير، مشيرا إلى أن معركة “طوفان الأقصى” وضعت الأفراد أمام مسؤولياتهم، رغم التخاذل العربي والإسلامي الرسمي، حيال قضية فلسطين.
وأشار إلى أن الدول العربية “تعاني من سطوة العصا الغربية الغليظة، في حين إن النخب مهزومة ومشتتة، والشعوب تائهة وحائرة، وجاءت المعركة لتلم شعثها وتجمع شتاتها، ففي قطاع غزة حصلت عمليات تغيير مجتمعي واجتماعي عميقة على مدار الأربع عقود الماضية، وتعمقت هذه التغييرات خلال الانتفاضة.
وبين “أبو محفوظ” بأن المقاومة في قطاع غزة خاضت 5 حروب و4 معارك، وهي اشتباكات ملحمية، فأصبح الانسان الغزاوي مختلفا تماما عمن سواه، فهو يرضى بالمقاومة ويتعايش مع بطش الاحتلال، ويصبر والصبر شطر النصر.
وأكد بأن النصر مرهون كذلك بالوعي، وعلى كل مسلم حول العالم، أن يأخذ مكانه في معركة الوعي، ففي غزة صبروا على الحصار 17 عاما، وواجهوا عدوا باطشا وكانوا على مدار تلك السنوات بدون ماء وغذاء ودواء وغيرها من متطلبات الحياة الأساسية.
وأضاف “هناك نحو مليون غزاوي خارج غزة، خاضوا ذات التجربة”، مبينا بأن “الأمة الآن تخوض تجربة غزة ذاتها، وهي التسخين، وما يجري ضد أهالي غزة اليوم هو إجرام حقيقي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لكن ورغم تدميرهم كل شيء إلا أنهم لم يستطيعوا أن يدمروا الإيمان والعقيدة في نفوس أولئك”.
وقال “أبو محفوظ” إن “الأمة اليوم أقلعت عن كثير من السفاهات والتفاهات، رغم أن الغرب أراد لنا منظومة أخلاقية تافهة من خلال اتفاقيات تدعي زورا حماية المرأة وحفظ حقوق الطفل وغير ذلك”.
ولفت إلى أن “معركة طوفان الأقصى لم تصمد أمامها كل ألاعيب تغيير المناهج واستهداف الفكر، فأطفال الأمة الآن قدوتهم قادة المقاومة، لأنهم يبشرون بتحرير الأوطان والانسان، فالأمة الآن اتجهت المنحى الصحيح فالمظاهرات الحاشدة انطلقت في معظم مدن وعواصم الدول الإسلامية، فيما خرجت مظاهرات في عواصم الدول الغربية لترفض الظلم والاضطهاد”.
وأشاد “أبو محفوظ” في المظاهرات المليونية التي خرجت في إندونيسا من كل الشرائح، وجاءت هذه المظاهرات وهذا الموقف الإندونيسي الشعبي، في وقت كبلت فيه القاهرة، وهو تكبيل من أجل القدس، حتى لا تكون لها كلمة.
وأوضح بأن مظاهرات مهولة خرجت في كثير من الدول، مما يشير إلى تغير اتجاهات الرأي العام العالمي، ضد الرواية الإسرائيلية التي تقوم بالأساس على الأكاذيب، فهو كيان مجرم وفرضه المجرمون.
ورأى “أبو محفوظ” بأن إسرائيل “أنشأت كيانًا من العدم وحرسه العرب أكثر من سواهم والان هي تواجه الحقيقة من أصحاب الأرض الحقيقيين، والمقاومة في غزة أفشلت كافة مخططات الاحتلال الإجرامية للقضاء على أهالي غزة من خلال تهجيرهم وتذويبهم في شعوب ودول المنطقة.
وتابع قائلا “هذا عدو أعمى وقع في شر أعماله، وهو الآن يريد نصرا شكليا وسريعا ولو كلف الأمر إبادة غزة بالسلاح النووي، لأن اقتصاده الآن يهوي بسرعة فكثير من المدارس والجامعات والموانئ والمطارات مغلقة بسبب هذه الحرب، ولا يستطيع الكيان الصمود أمام الخسائر البشرية والخسائر المادية”.
واستكمل “أبو محفوظ” يقول “مهما كابر النظام الرسمي العربي، هناك إرادة شعوب ولن يقبلوا بهذه الغطرسة الصهيونية وأبناء الأمة اليوم هم أولياء الدم الذي تعوم به مدينة غزة، والأمة بمجموعها لن تتسامح مع الصمت العربي”.
وأكد أننا في الأردن اليوم أمام خطر حقيقي فتسليح المستوطنين يهدد أبناء الضفة الغربية من خلال إجبارهم على الرحيل وترك أراضيهم والتخلي عن قضية فلسطين ولو تطلب ذلك استخدام القوة المفرطة.
وأشار إلى أن “إسرائيل في هذه الحرب انقلبت على كل الأعراف البشرية وهي الآن تعاني وستعاني على مسار الاقتلاع والزوال لأنها دشنت نهاية المشروع الصهيوني، فصمود المقاومة الأسطوري حطم كل مشاريع الاحتلال، لأن المقاومة حماس فكرة”.