اليوم الـ "54".. حرب غزة: "طوفان الأقصى" في مواجهة "السيوف الحديدية"
دخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة حيز التنفيذ في تمام الساعة السابعة من صباح يوم الجمعة، والتي تم التوصل إليها بجهود مصرية - قطرية وبمشاركة أمريكية.
ونص الاتفاق على التهدئة الإنسانية وتبادل الأسرى من النساء والأطفال دون سن الــ19 عاماً، على أن تسري لمدة 4 أيام تبدأ من صباح يوم الجمعة.
يتضمن الاتفاق توقف طيران العدو عن التحليق بشكل كامل في جنوب قطاع غزة ولمدة 6 ساعات يومياً من الساعة الـ 10 صباحاً وحتى الــ 4 مساء في مدينة غزة والشمال، وأن يتم الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال مقابل كل أسير إسرائيلي واحد، على أن يتم خلال الــ 4 أيام الإفراج عن 50 أسيراً إسرائيليًا من النساء والأطفال دون الــ19 عاماً، ويتم يومياً إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية لكافة مناطق قطاع غزة، وإدخال 4 شاحنات وقود وكذلك غاز الطهي لكافة مناطق قطاع غزة.
قطر: نعمل على الوصول لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري يوم الثلاثاء، إنهم يعملون على تعزيز دور الوساطة القطرية في الوصول إلى هدنة ثم وقف دائم لإطلاق النار.
وأكد الأنصاري في بيان صدر عنه، أن الشعب الفلسطيني هو صاحب القرار بشأن مستقبله.
وقال إنه تم الإفراج عن 150 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية مقابل 69 أسيرا في غزة، مؤكدا أن الأولوية ضمن الاتفاق للنساء والأطفال.
وبين: أرسلنا 27 طائرة تحمل 910 أطنان من المساعدات في إطار الجسر الجوي إلى غزة.
وأشار الأنصاري أنه لا يمكن الحديث عن تفاصيل الوساطة خاصة فيما يتعلق بالتحديات من قبل الطرفين، مشيرا الى أن هدفهم الوصول إلى اتفاق لهدنة إنسانية أطول في غزة.
وأكد أن هناك ارتفاعا في نسبة المساعدات التي دخلت غزة ولكن لا يرتقي إلى المأمول، مؤكدا" نريد ضمان استمرار المساعدات إلى غزة عبر خط مفتوح لا يتوقف."
وقال: ندعم الضغط من أجل إدخال المساعدات إلى شمال غزة، مضيفا" لدينا تأكيد بإمكانية الإفراج عن 20 أسيرا في غزة خلال يومين."
وأشار الأنصاري الى أن التأخر الذي حدث أمس يرجع إلى الأمور اللوجيستية.
خلافات في البيت الأبيض حول حرب غزة ودعم بايدن لإسرائيل
واشنطن: قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن هجمات حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي، ورد الفعل الإسرائيلي على قطاع غزة، أزعجا إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أكثر من أي قضية أخرى خلال فترة رئاسته، مشيرةً إلى أن 3 مسائل خلفت انقسامات "غير مسبوقة" داخل البيت الأبيض.
وذكرت الصحيفة، أن مجموعة تتكون من نحو 20 موظفاً غاضباً في البيت الأبيض، عقدت اجتماعات مع كبار مستشاري بايدن في وقت سابق من هذا الشهر، مع دخول الحرب الإسرائيلية في غزة أسبوعها السادس.
وأضافت، أن المجموعة المتنوعة من الموظفين كان لديهم 3 مسائل رئيسية يريدون مناقشتها مع كبير موظفي البيت الأبيض جيف زينتس، وكبيرة مستشاري البيت الأبيض أنيتا دن، ونائب مستشار الأمن القومي جون فاينر.
3 مسائل
وأوضحت أن المسائل الثلاث التي كان يرغب الموظفون في معرفتها، هي استراتيجية الإدارة لتقليص عدد الضحايا المدنيين في غزة، والرسالة التي تخطط الإدارة لإرسالها بشأن الصراع، ورؤيتها للمنطقة بعد الحرب.
وأفاد مسؤول في البيت الأبيض مطلع على مجريات الاجتماع، تحدث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته، بأن الإدارة الأميركية لا تنتقد إسرائيل علناً لـ "تتمكن من التأثير على قادتها سراً".
وأضاف أن المسؤولين الأميركيين كانوا يضغطون على تل أبيب لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وأن الرئيس وكبار مستشاريه دعوا إلى تحقيق حل الدولتين بمجرد انتهاء الصراع.
وأوردت "واشنطن بوست" أن اجتماع المسؤولين الذي لم يُعلن عنه سابقاً، يسلط الضوء على كيف أن الطريقة التي يتعامل بها بايدن مع ما يُمكن وصفه بأنه أكبر أزمة سياسة خارجية يواجهها خلال ولايته "تثير انقساماً في البيت الأبيض"، في ظل إدارة تفخر بأنها تعمل بشكل منضبط ومتحد.
الحرب أزعجت إدارة بايدن
ونقلت الصحيفة عن عدد من مستشاري وحلفاء الرئيس داخل البيت الأبيض وخارجه، أن الحرب بين إسرائيل وغزة أزعجت إدارة بايدن أكثر من أي قضية أخرى واجهتها خلال السنوات الثلاث الماضية، مع شعور موظفي البيت الأبيض بالقلق إزاء مواقف الإدارة من "القضية التي تحمل شحنة عاطفية للغاية".
وقال مستشارون إن ما يزيد حساسية الأمر، هو أن الدعم الراسخ لإسرائيل الذي يراه العديد من الموظفين مزعجاً، يعود في جزء كبير منه إلى ارتباط بايدن الدائم بإسرائيل.
وكثيراً ما يشير بايدن إلى لقائه مع رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك جولدا مائير في عام 1973 باعتباره حدثاً بارزاً ساهم في تشكيل وجهة نظره بشأن إسرائيل باعتبارها "ذات أهمية حاسمة بالنسبة لليهود".
ومع ذلك، هناك حدود لمدى قدرة الولايات المتحدة على التأثير على تصرفات إسرائيل، حيث "تمتنع إلى حد كبير عن انتقادها علناً".
وقال إيفو دالدر، رئيس مجلس شيكاغو للشؤون العالمية وسفير واشنطن لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو" سابقاً، للصحيفة: "أعتقد أن الإدارة أدركت منذ وقت مبكر للغاية أنها في مأزق".
واشنطن "في مأزق"
وأوضح دالدر أن الولايات المتحدة "وقعت في مأزق ليس فقط بسبب الميول الشخصية لبايدن، وهي حقيقية، وقوية، وهامة"، ولكن بسبب التكاليف السياسية الناجمة عن الانفصال عن إسرائيل، خاصة بعد هجوم "حماس" في أكتوبر الماضي.
وقالت "واشنطن بوست" إنها أجرت مقابلات مع 17 مسؤولاً في البيت الأبيض ومسؤولين بارزين في الإدارة، ومستشارين من خارج الإدارة. وتحدث العديد من هؤلاء المسؤولين بشرط عدم الكشف عن هويتهم للكشف عن محادثات داخلية.
ويؤكد مسؤولون في البيت الأبيض أن نهج "عناق الدب" الذي يتبعه بايدن مع إسرائيل "منحه مصداقية لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ما سمح للرئيس الأميركي بممارسة نوع الضغط الذي أدى إلى صفقة الرهائن الحالية ووقف القتال".
وفي الوقت الحالي، يستغل المسؤولون الأميركيون الهدنة لحث إسرائيل على أن تكون عملياتها العسكرية المتوقعة في جنوب غزة، حيث يوجد ما يقرب من مليوني فلسطيني، "أكثر دقة وأقل دموية"، وفقاً لاثنين من كبار المسؤولين في الإدارة.
وقالت الصحيفة إن الانقسام في البيت الأبيض قائم إلى حد ما بين كبار مستشاري بايدن القدامى ومجموعة من الموظفين الأصغر سناً من خلفيات متنوعة.
ولكن كبار المستشارين أيضاً قالوا إنهم يدركون أن الصراع أضر بالمكانة العالمية للولايات المتحدة، وقال مسؤول بارز: "نحن نتلقى الكثير من الانتقادات نيابة عن إسرائيل".
تأثير أميركي على إسرائيل
وقال مستشارو بايدن إن تصريحاته العلنية بشأن مسؤولية إسرائيل عن تقليص الخسائر في صفوف المدنيين والسماح بدخول المساعدات إلى غزة أصبحت مباشرة على نحو متزايد، بينما يرفض الدعوة إلى وقف لإطلاق النار كما يريد العديد من الليبراليين.
كما يصر البيت الأبيض على أنه أثر على التكتيكات العسكرية الإسرائيلية، مضيفاً أن متوسط عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة يومياً تجاوز 100 شاحنة يومياً، وأن إسرائيل تسمح بدخول بعض الوقود إلى القطاع.
وقال مسؤول كبير في الإدارة، اشترط عدم الكشف عن هويته، إن إسرائيل أرسلت إلى غزة ثلث عدد القوات التي كان من المقرر إرسالها إلى القطاع في البداية بعدما أرسلت الولايات المتحدة ثلاث ضباط عسكريين كبار في أواخر أكتوبر لتقديم المشورة للإسرائيليين بشأن استراتيجيتهم.
هغاري: حماس تحتجز جثث جنود إسرائيليين قتلوا خلال العملية البرية في غزة
قال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هغاري مساء الثلاثاء أن تل أبيب ستواصل مجهوداتها و ستعمل كل شيء من أجل إعادة جميع المختطفين سواء عبر الهدنة أو مواصلة القتال.
وأكد هغاري أن حركة حماس تحتجز جثث جنود إسرائيليين قتلوا خلال العملية البرية في غزة مشيرا إلى أنها تمنع الصليب الأحمر الدولي من زيارة المختطفين.
وأوضح أن الجيش يستغل التهدئة للاستعداد لمواصلة الحرب في غزة وأن اليوم تم خرق اتفاق وقف إطلاق النار وقمنا بالرد مؤكدا أن القوات الإسرائيلية جاهزة ومستعدة لاستئناف الحرب وسنعززها بمزيد من المعدات.
وتابع أن الجيش أبلغ عائلات 3 جنود قتلوا في غزة وحماس تحتجز جثثهم.
"بعد انتهاك الهدنة".. بن غفير يدعو نتنياهو إلى "عودة الجيش الإسرائيلي للقتال وسحق حماس مرة أخرى"
أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير "دعا إلى العودة للقتال وسحق حماس مرة أخرى"... "بعد انتهاك الهدنة".
فـ"بعد انتهاك وقف إطلاق النار في قطاع غزة في أعقاب تفجير ثلاث عبوات ناسفة بالقرب من قوات الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة"، حسب الرواية الإسرائيلية، دعا إيتمار بن غفير، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى "عدم احتواء تفجير العبوات الناسفة التي استهدفت جنودنا، وإصدار أمر للجيش الإسرائيلي بسحق حماس بالقوة مرة أخرى".
ووفقا لبن غفير، "يجب ألا ننتظر مقتل مقاتلينا، لا سمح الله، يجب أن نعود إلى العمل وفقا لهدف الحرب..التدمير الكامل لحماس".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه خلال الساعة الماضية، تم تفجير 3 عبوات ناسفة بالقرب من قواته في موقعين مختلفين شمال قطاع غزة، معتبرا أنه انتهاك للهدنة من طرف حركة "حماس".
في حين أكد المتحدث باسم كتائب القسام أن القوات الإسرائيلية اخترقت اليوم الهدنة في شمال قطاع غزة، ما أسفر عن اشتباكات بين الجانبين.
وتستمر الهدنة بين "حماس" والحكومة الإسرائيلية لليوم الخامس على التوالي بعد تمديدها ليومين بنفس الشروط، وسط انتظار الإفراج عن دفعة جديدة من الرهائن والأسرى.