منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته Empty
مُساهمةموضوع: عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته   عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته Emptyالسبت 09 ديسمبر 2023, 10:40 am

عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته Photo_6026202750150361098_y-1-750x525




عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته


ابرز معلومات عن صاحب أطول حكم في التاريخ وهو أسير فلسطيني أردني محكوم لدى الاحتلال الصهيوني بالسجن لـ67 مؤبدا و5200 عام

“لو اضطرت إسرائيل ترك أرضها لأي سبب كان، فإنها ستأخذ عبد الله البرغوثي معها”؛ هذا ما قاله الضابط الإسرائيلي المسؤول عن ملف الأسير البرغوثي، بعد المحاكمة العسكرية التي حكم عليه فيها بالسجن 67 مؤبدا، و5200 عام، بتهمة تنفيذه 7 عمليات فدائية أدت لمقتل 67 إسرائيليا وجرح أكثر من 500 آخرين.

دخل عبد الله البرغوثي عامه الـ 21 أسيرا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد اعتقاله من قبل قوات خاصة إسرائيلية في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة بالصدفة، في الخامس من مارس/آذار2003.


عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته Photo_6026202750150361098_y-685x1024
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته   عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته Emptyالأحد 10 ديسمبر 2023, 12:36 pm

لو اضطرت "إسرائيل" للمغادرة ستأخذ "أمير الظل" معها


خبير المتفجرات ومهندس العمليات الفدائية في فلسطين.
واحد من أخطر المقاومين على الاحتلال في الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ينسب إليه إعادة إحياء كتائب القسام الجناح 


العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية المحتلة بعد اغتيال الاحتلال لقائدها المهندس يحيى عياش 


عام 1996.
ولد عبد الله البرغوثي في الكويت عام 1972، وتنحدر أصوله من بلدة بيت ريما قضاء رام الله، انتقل إلى الأردن بعد حرب 


الخليج الثانية عام 1990.
وما لبث أن غادر إلى كورية الجنوبية لإكمال تعليمه الجامعي، وهناك بدأ بدراسة الأدب الكوري بعد إتقانه للغة، وانتقل إلى 


الهندسة الإلكترونية في مجال تصميم وتصنيع اللواقط الفضائية، دون أن يستطيع إنهائها بسبب حصوله على تصريح دخول 


إلى فلسطين عام 1997، لكن دراسته غير المكتملة ساهمت في تعلمه صناعة المتفجرات.
وحين عاد إلى فلسطين عمل في مدينة القدس في صيانة الأجهزة الإلكترونية.
علاقته بالعمل العسكري بدأت مع ابن عمه بلال البرغوثي، المحكوم حاليا ب16 مؤبد، والذي عرفه على القيادي في كتائب 


عزالدين القسام أيمن حلاوة.
التحق بالمقاومة مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، وأصبح مهندس العمليات، وعمل على إنتاج العبوات 


الناسفة وإنتاج الصواعق، وأقام معملا خاصا للتصنيع العسكري في أحد المخازن في بلدته.
واعتقل لمدة شهر من قبل جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني بعد تنفيذ أول عملية في مطعم "سبارو" في تل أبيب عام 2001، 


والتي قتل فيها 15 إسرائيليا، وأصيب عشرات آخرون والتي نفذت بعد استشهاد قادة "حماس" في نابلس جمال منصور 


وجمال سليم.
واعتقل الاحتلال أحلام التميمي بعد نقلها منفذ عملية "سبارو" عز الدين المصري إلى المطعم وحكم عليها بالسجن 16 مؤبدا، 


لكنها خرجت عام 2011 ضمن صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار– شاليط" وأُبعدت إلى الأردن.
استطاع البرغوثي تجهيز استشهاديين فلسطينيين لتنفيذ عمليات تفجيرية في مناطق مختلفة من فلسطين المحتلة عام 1948، 


ومدينة القدس، وبلغ مجموع القتلى في هذه العمليات نحو 66 إسرائيليا وأكثر من 500 جريح.
طارده الاحتلال لمدة سنتين، وانقطع عن عائلته 20 يوما، لكنه اضطر للتواصل مع عائلته لينقل ابنته لأحد الأطباء في مدينة 


البيرة، وبالصدفة اعتقل من قبل قوات خاصة إسرائيلية، وتركت الصغيرة على الرصيف في صدمة وبكاء مرير.
وبمجرد اعتقاله تم تحويله مباشرة إلى معتقل تحقيق المسكوبية في القدس، وعلى الفور بدأ التحقيق، و تعرض لكل أصناف 


التعذيب النفسي والجسدي طيلة 3 اشهر، بدون أن يمنح لو حتى دقائق للنوم، بالإضافة إلى الشبح المتواصل على كرسي 


صغيرة، والكيس على الرأس لفترة طويلة، عدا عن الضرب والتهديدات باعتقال الزوجة وخطف الأولاد، وهدم المنزل وتشريد 


العائلة والأقارب، وبالرغم من ذلك لم يقدم أية اعترافات.
وفي المحاكمة حضر عشرات من عائلات القتلى الإسرائيليين، وحكم عليه كأطول حكم في تاريخ الاحتلال، بل إن آخرين 


وصفوه بأنه أطول حكم لأسير في التاريخ، وسط تهديدات من أهالي القتلى بالانتقام منه.
وفي عام 2003 عقدت المحكمة العسكرية الإسرائيلية جلسة عاجلة نطقت فيها بالحكم النهائي وذلك بسجنه 67 مؤبد إضافة 


إلى 5200 عام، وهو أطول حكم في تاريخ الاحتلال، بل إن آخرين وصفوه بأنه أطول حكم لأسير في التاريخ.
نقل مباشرة إلى العزل الانفرادي، وتنقل خلالها بين عدة سجون، وبقي معزولا لمدة 10 سنوات، وتعرض خلالها لضغوط 


نفسية وجسدية كبيرة، منها إدخال مختلين عقليا إلى عزله، وإدخال عملاء للعيش معه.
خاض إضرابا عن الطعام أدى إلى إنهاء عزله الانفرادي، واستطاع خلال سنوات الاعتقال الحفاظ على صحة جسدية وعقلية 


ممتازة، بالرغم من أن الاحتلال أراد عكس ذلك.
تفاجأ الاحتلال عام 2015 عندما اتصل البرغوثي من سجنه بإحدى الإذاعات المحلية في قطاع غزة، ووجه رسالة لكتائب 


القسام بعدم التسرع بإبرام صفقة تبادل أسرى، الأمر الذي كان سببا في إعادته إلى العزل والتحقيق مرة أخرى.
لم تزره زوجته، وهي الوحيدة من أقاربه مع أولادهما في فلسطين، سوى 6 مرات طوال 20 عاما من الاعتقال، وكانت آخر 


زيارة له عام 2022، ولم ير خلالها والديه وأقاربه الذين يعيشون جميعا في الأردن.
لقب بـ"أمير الظل"، بعد أن ألف كتابا من المعتقل بعنوان " مهندس على الطريق ..أمير الظل"، وأطلقت القسام اسمه على 


الوحدة التي كانت مسؤولة عن أسر الجندي الإسرائيلي شاليط باسم "وحدة الظل"، تيمنا به، ووعدته أن يكون على رأس أي 


صفقة تبادل، إلا أنه رفض الخروج في صفقة" شاليط" عام 2011، وأعطى الأولوية لأصحاب المحكوميات العالية، عدا عن 


رفض الاحتلال إدراجه ضمن أية صفقة وقتها.
كما ألف عدة روايات أبرزها "الماجدة" و"المقصلة" و "فلسطين العاشقة والمعشوق".
وألف عدة كتب منها: "المقدسي وشياطين الهيكل المزعوم"، و"شريعة الغاب والخرافة: ربانية الشريعة الإسلامية وتراثية 


الشرائع اليهودية وأثرها على فلسطِين.. الأرض والإنسان" و "المقصلة وجواسيس الشاباك".
ووصل مجموع ما ألفه 10 كتب خلال فترة العزل الانفرادي التي دامت ما يقارب 10 أعوام.
كما حصل خلال سنوات اعتقاله على شهادة البكالوريوس بتخصص التاريخ من جامعة الأقصى، وماجستير علوم سياسية من 


جامعة الأمة، وماجستير دراسات إقليمية من جامعة القدس، وحصل على دكتوراه فخرية، من إحدى الجامعات المغربية.
الاحتلال يعرف أهمية وخطورة البرغوثي لذلك قال الضابط الإسرائيلي المسؤول عن ملفه :"لو اضطرت إسرائيل ترك أرضها 


لأي سبب كان، فإنها ستأخذ عبد الله البرغوثي معها".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته   عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته Emptyالسبت 30 ديسمبر 2023, 7:39 pm

عبد الله البرغوثي.. أمير الظل الفلسطيني الذي جاء على آلة الزمن


مجددًا، نحن أمام رواية فلسطينية شقت طريقها متسللة من شقوق زنزانة مظلمة لتروي للعالم قصة أسير لعب دورًا كبيرًا في مسيرة نضال شعبه من أجل الحرية، فعاقبته إسرائيل بالسجن الانفرادي لبضعة "آلاف" من السنوات.


ولئن كانت الرواية جاءت للرد على استفهام مشحون بالعواطف من بنت لأبيها، الذي تركها في السيارة لحظة اعتقاله ولم ترَه بعد ذلك، تسأله فيه: "من أنت؟ ولماذا أنت؟"، فقد أجابت الرواية ليس فقط عن هذين السؤالين، ولكنها أجابت أيضًا عن سؤالين نسألهما جميعًا: كيف وصلنا إلى هنا؟ وإلى أين نذهب؟


نحن هنا في حضرة الأسير القسامي المهندس عبدالله البرغوثي القابع في زنزانة انفرادية في معتقل "رامون" جنوب فلسطين المحتلة منذ العام 2003، وعنوانها الذي نشرت به بعد تسريبها عام 2013 هو "أمير الظل: مهندس على الطريق"، وهو يوضح فيها أنه سكت عن كشف كثير من القصص والحقائق حتى لا يتمكن جهاز المخابرات الإسرائيلي من معرفة المقاومين الذين لم ينالوا الشهادة، أو يتعرضوا للأسر، وللمحافظة على أسرار المقاومة. ومع ذلك فإن ما نشره من تلك القصص يرسم صورة تدعو للفخر بهؤلاء الأبطال الذين يضحّون بحياتهم من أجل وطنهم.


تفاصيل الرواية – كما قلنا- تقودنا إلى فهم اللحظة التي نقف فيها في غزة حاليًا، بعد سنوات من النضال الدؤوب لتجاوز العقبات، وتعلُّم ما يحتاجه الأمر، وهو في هذا السياق يروي سِير الشهداء، وكيف قام بانتقاء وتدريب عناصر كتائب القسام على إنتاج الأسلحة والمتفجرات واستخدامها بكفاءة. وخبرته في هذا السياق أوصلته إلى قناعة لافتة وهي: أن زراعة العقيدة صعبة جدًا، لكن اقتلاع تلك العقيدة بعد أن زُرعت أصعب ألف مرة، بل يكاد يكون مستحيلًا.


يتحدث البرغوثي في الرواية عن برنامجه التدريبي الذي قام خلاله بانتقاء أفضل شباب كتائب القسام الذين يملكون القدرة على التعلم وعلى القيادة أيضًا، فيقول: "فكنا ندرب ونعد عددًا من قادة القسام، ليكونوا قادة المرحلة القادمة، حتى لا يكون هناك فراغ ونقص إذا ما استشهد قائد، خاصة أن القبضة الأمنية من أجهزة السلطة الفلسطينية ومن قوات الشاباك الصهيوني قوية وشديدة جدًا".


فتحت خبرات البرغوثي في مجال الهندسة الميكانيكية والإلكترونية، آفاقًا جديدة للابتكار وإنتاج أفكار لحل المشكلات التي تواجهها كتائب القسام، حتى إن صديقه أيمن حلاوة سأله يومًا: "هل أنت تنتمي لهذا العالم؛ أم لعالم المستقبل؟ قل لي بربك هل أتيت إلى نابلس عبر آلة الزمن.. ألم تأتِ هنا من عام 2050 أو من عام 2100؟".


ثار ذلك التساؤل في ذهن أيمن عندما رأى عبدالله وهو ينجح في تطوير الوسائل الإلكترونية لخداع جهاز المخابرات الإسرائيلي، وينتج أجهزة كهربائية، ويتمكن من تفجير عبوات ناسفة عن بُعد.


المعركة اختارته!
لماذا سار عبدالله في هذا الطريق؟


يرد على ذلك قائلًا: " المعارك تختارنا ولا نختارها"؛ وقد اختارته معركة القدس ليصبح مهندس المقاومة، وليقوم بدور مهم في تدريب كوادر القسام الذين اعتبروه شيخهم، وبذلك قاد ثورة العقول ضد الاحتلال، وعلم القساميين أن يصبحوا مهندسين وعلماء وقادة.


كان يمكن أن يعيش حياة وادعة لا تخلو من رغد، فهو كفء علميًا، حيث درس وعاش في كوريا التي كانت في أوجها كنمر آسيوي، وأتقن لغتها، إضافة إلى اللغة الإنجليزية، كما أثبت كفاءة في مجال الأعمال في كوريا، والأردن، بل وفي نابلس التي دخلها بتأشيرة زيارة دون حق في الإقامة.


كما أنه شاب يتمتع بقوة جسدية، يمارس الرياضة، ولا سيما "الجودو" منذ نشأته الأولى في الكويت، كما كانت له زوجة كورية محبة. كان يمكن ببساطة أن يعيش أبعد ما يكون عن "القضية".


الروح والغضب والحب
ولكن ساقته عواطفه وأقداره إلى اتجاه آخر. لم تنجب زوجته الكورية، فلما فكر في الزواج بأخرى بعد عودته إلى الأردن، اختارت الطلاق، فشعر بالحزن لفراقها وعاف فكرة الزواج مجددًا، ولكن أمه أصرت عليه، فوضع شروطًا يصعب أن تتوفر في فتاة، لكن أمه وجدت من تنطبق عليها الشروط، وطلبت منه الذهاب لفلسطين لرؤيتها، فأطاعها إرضاءً لها.


قبل أن يذهب لرؤية العروس زار القدس، وصلى في المسجد الأقصى؛ فعادت له روحه، وعادت الحياة تدب بجسده من جديد.. لقد أصبح حيًا، وعادت له ذاكرته وحبه لفلسطين.


في القدس شعر بالرغبة في الحياة؛ وفي المسجد الأقصى شارك في الصلاة على الشهيد يحيى عياش، وسمع أحدهم يقول جملة أصبحت محور حياته القادمة: "الانتقام الانتقام يا كتائب القسام".


يقول عبدالله: غضبت وعشقت وصليت، وذقت لأول مرة الحب؛ فلقد أحببت القدس وقبة الصخرة المشرفة من أول نظرة.. وأحببت يحيى عياش مثلما أحببت القدس تمامًا؛ فعياش ذلك المهندس القسامي أعاد لي بما رووه عنه روح المقاومة والتصدي للظلم والطغيان.


وتجول عبدالله في مدن فلسطين، وأقسم أن يحرر فلسطين.. كل فلسطين. ثم ذهب إلى بيت أبيه الذي ورثه عن جَدّ جَدّ جَده، وهو عبارة عن قلعة قديمة، استخدم بعد ذلك علمه وخبرته في تحويلها إلى قصر فاخر.


ذهب بعد ذلك لرؤية العروس؛ إرضاءً لأمه المريضة ناويًا أن يجد مبررًا للاعتذار، لكنه عندما رأى عينيها وقع في حبها من أول نظرة.. لقد سحرته بعيونها الخجولة؛ فقرر أن يطلب يدها.. لكنه لا يعرف هل كان ذلك سحر الحب أم سحر فلسطين.


هكذا تشابكت قصة الإنسان العاشق الثائر مع قصة شعبه الذي يكافح من أجل الحرية، واختارته المعركة، وكانت قصته الإنسانية تزيد قصة كفاحه جمالًا وبهاءً، فهو زوج محب مخلص، وأب حنون يتابع ابنته وهي تخطو خطواتها الأولى، وابن بارّ بأمه وأبيه، وأجمل أوقاته تلك التي يقضيها في قطف الزيتون في مزرعة أبيه.


شرارة البدء
انطلق عبدالله في مرحلة جديدة من حياته بعد أن دنّس شارون المسجد الأقصى؛ فاشتعلت الانتفاضة الثانية؛ فعقد العزم على أن يبدأ المقاومة بالصلاة في المسجد الأقصى؛ لكن عسكر الاحتلال منعوه، وضربوه بأعقاب البنادق حتى سقط مضرجًا بالدماء.


حمله بعض الفلسطينيين لبيت قريب وضمدوا جراحه.. بعد ساعات ودّعهم لعله يتمكن من عقاب المحتل الصهيوني على ألم النفس والروح.. ألم الكرامة.. "ألم أن أُضرب، وأُمنع من أداء صلاتي لربي".


انخرط في إعداد البنية التحتية للمقاومة، وعندما اكتشف أبوه المتفجرات شعر بالخوف عليه؛ فأجابه: "لقد آن الأوان لأخوض المعركة التي طالما حلَمت بها وتمنيتها.. ادعُ لي بالنجاح؛ فأنا يا والدي قررت أن أترك هذه الدنيا الفانية لأقاتل.. لعلي أسقط شهيدًا، أو أنتصر.. المهم يا والدي أنني واثق- بإذن الله أني قبل أن أصل لإحدى الحسنيين- أني سوف أسقط عشرات وعشرات من قتلى العدو".


باع محلاته التجارية، وسحب ما كان يملكه من مال في البنوك لينفقه على شراء أدوات يستخدمها في صنع المتفجرات، لكن جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني قبض عليه، وصادر أمواله. وبعد خروجه من سجن السلطة أعطته زوجته ذهبها ليبيعه وينفقه على المقاومة.


معركة كسر الإرادة!
يستمر في سرد قصة ثرية بالأحداث، انتهت بتمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي من أسره بعد أن وشى به عميل حقير.


كانت ابنته تالا في ذلك الوقت مريضة على يديه عرج بها لمعاينة عَقَار ينوي استئجاره قبل أن يزور بها مشفى العيون، وما إن وصل إلى موقف بلدية البيرة حتى هاجمه كلبان بوليسيان؛ فقذف ابنته إلى السيارة وأغلقها عليها محاولًا التصدي لهما، فيما بدأ أحدهما بنهش قدمه، والآخر بنهش السترة الشتوية التي كان يرتديها. قبل أن يتمكن من التخلص منهما كانت مجموعة من الاحتلال تحيط به مصوبة بنادق رشاشاتها نحوه فألقته على الأرض وكبلته واقتادته إلى سيارة كانت حولها عندما هاجمته.


يقول عبد الله: "كنت أدرك أن مثل هذه اللحظة قد تأتي.. فلم يكن أمام من يقاوم الاحتلال سوى الشهادة أو الاعتقال أو النصر.. وكنت مستعدًا للشهادة عبر إخلاص النية لله وحده.. فالمقاومة لم تكن لسلطة ولا لجاهٍ؛ بل كانت لله لرب العزة رب فلسطين الذي كتب علينا الجهاد طريقًا لتحرير المقدسات".


خاض في التحقيق معركة كسر الإرادة، حيث مارس الصهاينة كل الأساليب اللاإنسانية من أجل انتزاع المعلومات منه، فكسروا عظامه حتى وصل جسده إلى حافة الانهيار.


يقول عبدالله: "كنت ميتًا يحمل بقايا أنفاس أجراها الله بجسدي.. وأقسم أني شاهدت الموت، وتحدثت معه وجهًا لوجه، صادقت الموت وصادقني مشفقًا عليّ مما حلّ بي من عذاب".


بعد ذلك حُوكم، وعاقبوه بسبعة وستين مؤبدًا، بالإضافة إلى 5200 عام بتهمة قتل 67 جنديًا صهيونيًا في 188 عملية.


في النهاية يقول لابنته: "إما عيشة تتوجها الكرامة والعزة، وإما ميتة يقصد بها وجه الله- عز وجل- ترتقي بعدها الروح صاعدة لله رب العزة.. إن فلسطين بأقصاها وقدسها تستحق كل ما قدمت لها ولأجلها.. ويشهد الله إذا ما ظل بجسدي نفس؛ فلن أبخل به على وطني السليب".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته   عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته Emptyالأحد 14 يناير 2024, 10:24 pm

عبد الله البرغوثي.. قصة كفاح “أمير الظل” الأسير مدة 5 آلاف عام

5200 عام و67 حكما بالسجن المؤبد. هذا الرقم الخيالي الداعي للسخرية يمثل جملة أحكام عقابية لشخص واحد فقط هو عبد الله البرغوثي، الأسير القيادي في كتائب عز الدين القسام، الذي حصل على ألقاب عدة إضافة إلى لقب صاحب أطول حكم بالسجن في زنزانات الاحتلال، فهو كما سمى نفسه “أمير الظل”، والمهندس، وذو العقلين، وهو الشيخ كما سماه مقاتلو القسام الذين دربهم.
خطّ عبد الله البرغوثي مسيرة المقاومة في أربع دول، أولها الكويت ثم كوريا الجنوبية ثم الأردن وآخرها فلسطين، وكانت محطته الأخيرة السجن الذي حُكم عليه أن يعيش فيه حيّا أكثر من خمسة آلاف عام.

“لم أعد كويتيا كما كنت أظن، بل فلسطيني”

يروي عبد الله البرغوثي في مذكراته التي تحمل عنوان “أمير الظل، مهندس على الطريق” أنه ظل يردد “وطني الكويت سلمت للمجد، وعلى جبينك طالع السعد” من النشيد الوطني، طيلة أعوام من طفولته التي قضاها في الكويت، لكن اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى نفض عنه الانتماء لغير فلسطين، وأوقدت حبا لوطنه الأصلي، ورغبة في الانتقام من المحتل الإسرائيلي، خاصة بعد أن استشهد عمه وابن عمه.





يقول البرغوثي: من هم؟ لم أرهم ولم أكلمهم ولم أكن أعلم أي شيء عنهم. سألت وسألت، وجاءني الجواب، قالوا لي إن محمود ھو ابن عمي الكبير، وقالوا إن إسماعيل هو أصغر أعمامي. ببساطة لقد ألقوا الحجارة على قوات الاحتلال الصهيوني التي كانت تعيث خرابا، فتلقيا الرصاص واستشهدا.
قالوا لي، اعلم أنك من ھناك، من فلسطين، من قرية اسمها بيت ريم، وهكذا لم أعد كويتيا كما كنت أظن، بل فلسطيني، ومنذ ذلك الوقت أصبحت أردد أنشودة أخرى تتحدث عني وعن فلسطين، كانت تلك الأنشودة تقول: “محمد جمجوم وفؤاد حجازي، جازي علیھم يا شعبي جازي”.

“إن تعلمتها وأتقنتها فستكون قادرا على قتل من يهاجمك”

ظلت فكرة الانتقام ترافق عبد الله البرغوثي حتى قادته إلى الانضمام إلى نادٍ لرياضة الجودو بالكويت، وكان مدربه يدعى منير سميك، وهو فلسطيني أيضا. تابع البرغوثي تدريبه بانتظام بعد أن سكنه هاجس أنه لن يستطيع مقاومة الاحتلال إذا لم يكن قوي البنية، وبعد سنوات من التدريب قال له المدرب: سوف أدربك اليوم على الحركة الأخيرة، فإن تعلمتها وأتقنتها فسوف تكون قادرا على قتل من يهاجمك.
لم يفهم البرغوثي معنى كلامه، فسأله: كيف تعلمني حركة قاتلة، وتريد مني أن أتقنها ولا أستعملها في المشاجرات ولا حتى في المباريات داخل النادي؟
حينها أجابه مدربه: ألست فلسطينيا؟ ألا تريد تحرير بلادك؟ إذا استعملها ضد كل من احتلوا وطنك، هناك في فلسطين، استعمل ما تعلمته هنا.
لم يكتفِ عبد الله البرغوثي بالتدرب على الرياضة القتالية، بل قادته كلمات مدربه منير سميك إلى صحراء الكويت، فبدأ التدرب على السلاح، مستغلا شغفه بالأجهزة الكهربائية والميكانيكا، لكن حرب الخليج الثانية أجبرت عائلته على العودة إلى الأردن، وكانت عمان محطة ستدفعه إلى قرار الهجرة بعد أن أنهى دراسته الثانوية في اختصاص الميكانيكا في مدرسة مهنية هناك، ولم يكن أبوه قادرا على تعليمه في الجامعة.
يقول البرغوثي في مذكراته: قمت بالاستدانة من أحد أقاربي مبلغا من المال، ووعدته أن أعید المبلغ خلال عام واحد، وقمت بافتتاح كاراج خاص قبل أن أكمل عامي الثامن عشر.
فشل عبد الله البرغوثي في مشروعه وفي تسديد دينه، واتخذ قرار السفر إلى كوريا الجنوبية خلال لحظات، حين استعان به صديق له لملء استمارة التأشيرة إلى هناك، ولم يكن يعلم أن سفره إلى الشق الآخر من الأرض سيكون ذخيرة له بعد سنوات.

أيام كوريا.. قطع الأشجار صباحا وتفجير العبوات الناسفة مساء

قاد الفقر عبد الله البرغوثي للسفر إلى بلد لا يفقه ثقافته، ولم يكن يملك فلسا واحد عندما حطت الطائرة في العاصمة سيول، حتى أنه لم يملك ثمن تذكرة القطار أو الحافلة التي ستحمله إلى العنوان الذي أعطاه إياه صديقه.
عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته 2-1701607056غلاف كتاب “أمير الظل، مهندس على الطريق” لعبد الله البرغوثي
يقول البرغوثي: بقیت طوال ثلاثة أیام وليلتين أسير في النهار، وأنام في الليل، دون أكل. وكنت أشرب من میاه الحدائق العامة حتى وصلت إلى العنوان، وصلت متعبا غارقا بمیاه الأمطار. ولم یكن سوى عنوان مصنع لقص الأشجار في أحد الغابات. عملت طول 45 يوما وأنا لا أملك المال لشراء الطعام، فقد كنت أتناول وجبة تُقدم في المصنع، ووجبة أخرى تُقدَم في ساعة الظهر، وھي وجبة خفیفة جدا. عملت بصمت وأتقنت ما أعمل.
كان ذلك في العام 1991، حينها لم يكن عبد الله البرغوثي قد تجاوز 19 عاما، وبعد أشهر في مصنع الخشب، انتقل للعمل في مصنع للميكانيكا، ودرس بالتوازي مع عمله في معهد للهندسة وتخصص في الإلكتروميكانيك.
يقول البرغوثي: لم أكن أملك قلبا أبدا، بل كنت أملك عقلین اثنين، عقل یتقن جمع المال، وعقل آخر مُنصبّ على تحدي القانون، فقد أصبحت قرصان كمبيوتر وقرصان شبكات الاتصالات، ولكن الأهم هو ذلك العقل الذي خصصته لفلسطين، فلقد تعلمت صنع المتفجرات والعبوات الناسفة، تعلمت ذلك من مصادره الأصلية، من المواقع العسكرية الموجودة في شبكة الإنترنت، فتعلمت الكثير وحوّلت تلك المعرفة إلى خبرة عملية، فكنت أمضي عطلة نهاية الأسبوع في كوريا هناك في الغابات، أفجر عبوة وأجرب مادة حارقة جديدة، وهنا استطعت أن أدمج ما بين صناعة المواد المتفجرة وصناعة المواد الإلكترونية اللازمة لتفجير تلك المواد، فأصبحت خبيرا من ناحيتين، فأنا من يصنع الأدوات الإلكترونية، وأنا من يصنع المواد المتفجرة الخاصة بها.
لم يكتف عبد الله البرغوثي بتعلم صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة وتجربتها فعليا، بل بدأ بالتردد على النوادي المختصة في تعلم الرمي بالرصاص والقنص، مع أن كلفتها كانت مرتفعة، وحينها أكمل البرغوثي حلقة متكاملة من التدريب بين رياضة القتال والقنص وصناعة العبوات المتفجرة.
تزوج عبد الله البرغوثي خلال إقامته في كوريا الجنوبية من طالبة كورية، لكنه لم يلبث أن رُحّل مكبلا إلى عمان بعد أن شارك في مظاهرات في جامعة سيول، احتجاجا على اغتصاب جنود أمريكيين لفتاة كورية، حينها رمى البرغوثي قنبلة مولوتوف على الشرطة خلال المواجهات مع الطلبة المحتجين واعتقل، لكن أُطلق سراحه بتدخل من السفير اليمني هناك، ورُحّل إلى عمّان، وحجزت السلطات الكورية أمواله في البنك، وعاد فقيرا إلى الأردن، مثلما غادرها.

“لقد أقسمت أن أحرر فلسطين كل فلسطين”

بعد عودته إلى الأردن وطلاقه زوجته الكورية، دخل عبد الله البرغوثي في حالة من الحزن، وتزامن طلاقه مع اتفاقية أوسلو التي كان ضدها، وكانت زيارته للقدس قبل التوجه لملاقاة عروس فلسطينية من قريته بيت ريم بتوصية من أمه، قد نفخت فيه حلم الجهاد من جديد.
يستحضر البرغوثي في مذكراته لحظة وطأت قدماه القدس، ويقول: لقد مررنا على مخبز يصنع الكعك المقدسي، فاشترينا وأكلنا ونحن نعبر أزقة القدس… لقد أقسمت أن أحرر فلسطين كل فلسطين، أقسم أن أجرد الصهاينة منها، وأقسم أن أجرد أشباه رجال أوسلو منها، وكررت ذلك مخاطبا البحر.
عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته 4-1701607138والدة عبد الله البرغوثي أمام شهاداته
بعد زواجه من ابنة قرية أبيه، عاد عبد الله البرغوثي إلى الأردن، ورعى تجارته هناك، ثم ترك عمان مرة أخرى للعمل في مصنع للفولاذ في القدس. في تلك المرة، كان الأمر محسوما وهو تنفيذ القسم الذي ألقاه أمام البحر.
وهو ما يؤكده بقوله: حين عدت هذه المرة إلى فلسطين، لم يكن هدفي جمع المال، فقد كنت أملك ما يكفي أضعاف الأضعاف لصرفه بقية حياتي، لكنني دخلت فلسطين لأنني أقسمت على أن أعمل على تحريرها من المغتصبين الصهاينة، ومن فاسدي سلطة أوسلو. كيف؟ لا أعلم. كل ما أعلمه هو أنني حملت بداخلي الأمل والإخلاص على تحقيق هدفي، فحولت أملي وحلمي إلى واقع ملموس، كرست لأجله كل طاقاتي وإمكاناتي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته   عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته Emptyالأحد 14 يناير 2024, 10:25 pm

اختراق شركات الاتصال.. خطوة أولى في سبيل الانتقام

سافر عبد الله البرغوثي إلى فلسطين، وكان هدوء حذر يغطى المنطقة في ظل اتفاقية أوسلو ومخرجاتها، وكان التنسيق الأمني بين قوات الاحتلال وجهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في أعلى مستوياته، وزاد اعتقالُ رفاق له في حركة حماس عزمَه على تحقيق قسمه.قبل دخوله لفلسطين، جهّز عبد الله البرغوثي نفسه جيدا، فأدخل ما يمكن أن يساعده في مخططه في الانتقام من المحتل، وكانت ذخيرته الأولى التي تمكن من إدخالها هي أجهزة إلكترونية ولاسلكية وأدوات كهربائية ومواد يمكنه استعماله للتفجير، دسّها في الأجهزة الإلكترونية، وعبر بها عبر بوابات التفتيش الأمني بنجاح.
استقر البرغوثي أولا في القدس للعمل في مصنع، واستطاع بعدها شراء عدد من أجهزة الحاسوب، وبدأت خطوته الأولى التي تعلمها في كوريا الجنوبية باقتحام مواقع رسمية، كان يتجول بين بياناتها السرية بحرية كبيرة.
يقول البرغوثي: لم يكن قصدي التخريب، بل كان قصدي وهدفي أن أعرف الآخر، أعرف عدوي وأعرف قدراته. لم أكتفِ بذلك، بل خلال مدة قصيرة استطعت اقتحام شبكة الاتصالات الخلوية الصهيونية، شركة “سيلكم” وشركة “موتورولا” وشركة “أورانج”، وهي شركات عاملة في الكيان الصهيوني المعادي، أما عند سلطة الفساد والإفساد فكان هناك شركة واحدة هي شركة جوال، فاقتحمتها هي الأخرى.
مكنني الاقتحام من السيطرة على المكالمات الواردة والصادرة بشكل كامل، أما المهم فكان سيطرتي على استراق السمع من تلك الأجهزة وهي في حالة سكون، أي أن أستمع لما يجري من حديث في المكان الذي توجد به تلك الأجهزة. بعد ذلك بدأت بإعداد الأدوات الإلكترونية والمواد الكيميائية اللازمة لصناعة العبوات المتفجرة والناسفة بمختلف أنواعها.

“لم أعد أمير الظل بل تاجرا يهمه جمع المال”

ظل عبد الله البرغوثي أشهرا وهو يُعِد لمعركته الأولى، وكتم نيته وطمس كل ما يمكن أن يُحيل إلى الشك به، فواصل عمله بمصنع الفولاذ في القدس، وكان يُعد عدته لحربه بصناعة المتفجرات، وبالتجول بين مدن فلسطينية في الأراضي المحتلة، مستعينا بجواز سفره الأجنبي وإتقانه اللغة الإنجليزية، وكانت غايته في ذلك استطلاع الطرق التي تربط بين مدن فلسطين المحتلة.
عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته 90-1701607696عبد الله البرغوثي في واحدة من محاكماته لدى الاحتلال
لم يكتفِ عبد الله عزام بعمله في مصنع الفولاذ بالقدس، بل افتتح متاجر بيع أجهزة إلكترونية في قرى عدة بفلسطين، وتوسعت تجارته لتشمل الميكانيكا والعقارات، وانغمس بذلك في تجارته الجديدة، وبدا أن نار القسم قد بدأت تخفت.
ويصف عبد الله البرغوثي نفسه في تلك الفترة بشيء من تأنيب الضمير، قائلا: لم أعد أمير الظل بل تاجرا يهمه جمع المال. المال الذي لم أكن بحاجة إليه أصلا. لم أعد مهندسا على الطريق، بل مجرد مهندس يسخر نفسه لإنجاح مشاريعه.
في 28 سبتمبر/ أيلول عام 2000، اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك “أرييل شارون” المسجد الأقصى، فكانت تلك شرارة الانتفاضة الثانية، وهي شرارة أشعلت نار المقاومة من جديد في صدر البرغوثي.

تحقيق القَسم.. غارة تطلق رحلة الانتقام من الاحتلال

كان عبد الله قد عزم على الاستعانة بابن عمه بلال للبدء في تحقيق القَسَم الذي قطعه على نفسه، كان أول شخص يثق به قبل قراره إجراء تجارب لتفخيخ هاتف جوال، حيث نجح في تفخيخ هاتف نقال ربطه بظهر حمار كان أبناء القرية يسمونه “شارون”، وفجّر البرغوثي الهاتف وتيقن من استعداده لتنفيذ تجاربه في ميدان الاحتلال.
بدأ البرغوثي بتكوين خلايا كتائب عز الدين القسام في جامعة بيرزيت حيث يدرس ابن عمه، واستأجر في سبيل ذلك شققا، لتكون مركز العمليات وملتقى لعناصر الخلايا، واستعان بلوحات سيارات إسرائيلية للتمكن من التنقل بحرية.
كان ابن عم عبد الله البرغوثي وسيطا من أجل تنظيم لقاء يجمعه بقيادات في كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، وكان أول لقاء مع القيادي أيمن حلاوة، وبدأ بتدريب عسكري لأبناء القرى المحيطة بنابلس.
في 31 يوليو/تموز سنة 2001، استهدف الطيران الإسرائيلي مكتب القيادي في حماس جمال سليم، وسقط ضحية ذلك الاستهداف صحبة القيادي جمال منصور وصحفيين وطفلين كانوا في نفس المبنى، فكانت تلك إشارة البداية.
يقول البرغوثي في مذكراته: لقد تعالت أصوات الحناجر المشیعة لجثامين الشهداء بالثأر والانتقام من العدو، وكانت تلك الحناجر تطالب كتائب عز الدین القسام بالعمليات الاستشهادية.
عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته 7-1701607250الشهيدان جمال سليم وجمال منصور
ويعترف البرغوثي أنه كان يخير عمليات المواجهة المسلحة وضرب الكمائن وزرع الألغام والعبوات الناسفة، غير أنه لم يستطع رد طلب أيمن حلاوة باختيار من يقوم بعملية استشهادية، للانتقام من غارة جيش الاحتلال في ذلك العام، وتولى عبد الله البرغوثي التخطيط لتلك العملية.

قيثارة مفخخة.. بداية عمليات الألحان الناسفة

لم يكن تخطيط عبد الله البرغوثي لعمليته الانتقامية عاديا، بل أثار استغراب وغضب ابن عمه وصديقه بلال، فقد طلب منه جلب ست علب من الجعة، ولم يسرّ له عن حاجته بها، وقضى عبد الله البرغوثي ليلته في تجهيز الذخيرة، ودس مواد متفجرة في إحدى العلب التي زرعتها أحلام التميمي -وهي إحدى مقاتلات كتاب عز الدين القسام- في مركز تجاري بأحد شوارع القدس، وكانت الغاية هي اختبار ردة فعل الجيش الإسرائيلي.
وبعد يومين خطّط عبد الله البرغوثي لتجهيز الفدائي الذي سيفجر نفسه. يقول في مذكراته “أمير الظل، مهندس على الطريق”: عاد بلال إلى شقتي فأخبرني بما فعله، وطلبت منه أن يذھب إلى أحد المحلات التجارية لبیع الآلات الموسيقية لیشتري لي قیثارة، حددت له مكان المحل ومكان القيثارة ولونھا وطلبت منه أن یشتري لھا بیتا من الجلد، سألني لماذا قيثارة؟ ماذا تريد أن تفعل بها؟
قلت: أريد أن أعزف عليها فأنا أشعر بالملل. بلال، رغم أنه عنصر قسامي منضبط، إلا أنه كان يُجن من أجوبتي، فهي أجوبة غير مفهومة بالنسبة إليه. تريد قيثارة لتعزف عليها وهناك استشهادي ينتظرنا بالبيت الآخر على أحر من الجمر؟
قضى عبد الله البرغوثي ليلته بتفخيخ القيثارة، وكانت بديلا عن الحزام الناسف الذي ولى زمنه، وحلت محله الألحان الناسفة حسب قوله، وفي اليوم الموالي وصل الاستشهادي الذي سيفجر نفسه إلى مطعم “سبارو” بالقدس، ودخل دون أن يثير الشك حوله، وفجر نفسه وأدت تلك العملية إلى مقتل 15 شخصا وجرح 126 آخرين.
كانت تلك العملية فاتحة لعمليات أخرى، مثل عملية مقهى “مومنت” التي أدت إلى مقتل 11 مستوطنا وجرح 59 آخرين في مارس/ آذار 2002، وعملية “ريشون لتسيون” في جنوب تل أبيب التي تسببت بمقتل 15 إسرائيليا وجرح 60 شخصا، وعملية الجامعة العبرية يوم 31 يوليو/ تموز 2002 التي خلفت 9 قتلى و100 جريح، بعد أن زرع عامل في الدهان عبوة ناسفة داخل الجامعة.
ومنذ عملية “سبارو”، أصبح عبد الله البرغوثي طريدة الأمن الفلسطيني وجيش الاحتلال، ليصبح أمير الظلام الذي يتنقل بهويات مزورة.

كابوس الاحتلال.. ملاحقة أمير الظل المنتقم لرفاق الكفاح

بعد تتالي العمليات التي خطط لها عبد الله البرغوثي، أصبح تحت مجهر جهاز الأمن الوقائي، واعتقل مع ابن عمه بلال، وبدأ رفاقه يسقطون واحدا تلو الآخر بين المعتقلات وصواريخ الاحتلال، وكان عليه أن يواصل المقاومة وحده بعد إطلاق سراحه، فقد اغتيل محمود أبو هنود وأيمن حلاوة القائدان في كتائب عز الدين القسام في أواخر العام 2001.
عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته 5-1701607198زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي “أرييل شارون” للمسجد الأقصى
كانت العمليات الثلاث التي خطط لها عبد الله البرغوثي، والتي استهدفت شارعا في القدس به نواد ليلية، في بداية ومنتصف العام 2002، عمليات انتقامية لاغتيال رفاق البرغوثي، ومنذ ذلك الحين أصبح عبد الله البرغوثي الطريدة الأولى لجيش الاحتلال، فكان هدفا لفوهة بندقية أحد جنود الجيش الإسرائيلي التي استقرت في فخذه وكادت تودي بحياته.
قاد عبد الله البرغوثي برنامجا لتدريب شبان فلسطينيين على صناعة العبوات الناسفة وتفكيك السلاح والقنابل اليدوية واستعمالها، وبدأ ينظم المتدربين في شكل خلايا تولت استهداف الجيش المحتل بالعبوات الناسفة في القدس.
بدأت ملامح أمير الظلام تتضح لجيش الاحتلال الإسرائيلي بعد أن أصبح كابوسا لا بد من أن ينتهي، وجنّد الموساد عملاء له لتتبع آثار المهندس الذي كان يتجول مع زوجته وأطفاله الثلاثة بهويات مزورة ويتنقل من شقة إلى أخرى.
وفي صباح يوم 5 مارس/ آذار سنة 2003، قاده مرض ابنته الكبرى إلى أحد المستشفيات، ولم يكن يعلم أن الطريق إلى المستشفى سيقوده هذه المرة إلى قبره الذي سيأويه حيا.
يقول البرغوثي في مذكراته: توجهت إلى المشفى صباحا، وكان علي أيضا مراجعة طبيب العيون، وكنت صحبة تالا ابنتي فقط، لأن المرافقين الذين كانوا يعملون معي أصبحوا مطلوبين للعدو. لم یكن الطبیب المعالج قد حضر على موعده المحدد، وقیل لي إنه سوف يحضر خلال ساعة، ولأنه كان لي موعد مسبق مع صاحب مكتب تأجیر الشقق، فلقد اضطررت إلى أخذ ابنتي معي، وما إن وصلت إلى موقف سیارات بلدية البيرة، ونزلت من السيارة حاملا ابنتي، حتى هاجمني كلبان بوليسيان فرميت ابنتي داخل السيارة وأغلقتها عليها، وقبل أن أتخلص من الكلبين، كانت مجموعة من قوات الاحتلال تحيط بي، وكبلوني وعصبوني واقتادوني إلى معسكر تحقيق عوفر.

“من أنت يا أمير الظل؟”

استمر التحقيق مع عبد الله البرغوثي قرابة 5 أشهر، وتعرض لكل أنواع التعذيب، وصدر حكم عليه بـ67 مؤبدا و5200 عام بالسجن، وظل في زنزانة انفرادية طيلة تسعة أعوام، ولم يستطع رؤية والديه سنين عددا، حتى سمحت له قوات الاحتلال بالخروج من السجن الانفرادي مؤقتا، قبل أن يعود إليه في العام 2015، بعد تصريح له من زنزانته لإحدى الإذاعات المحلية الفلسطينية، دعا فيه كتائب عز الدين القسام إلى عدم التسرع بصفقة تبادل الأسرى.
عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته 9-1701607300عبد الله البرغوثي المحكوم عليه بالسجن 67 مؤبدا و5200 عام
في إحدى رسائلها لوالدها الأسير، كتبت لينا عبد الله البرغوثي التي لم تعش معه سوى ثلاث سنوات فقط قبل أسره، “من أنت يا أمير الظل؟ من أنت؟ قالوا عنك جبار قوي لا ترحم، وأنك تملك عقلين لا عقلا واحدا مثل البشر”، كانت تلك رسالة شوق وبحث عن ملامح أب مجهول قطع الأمل بلقاء عائلته، قضى أكثر من عشرين سنة في السجن في انتظار أن يكمل محكومية بـ 5180 سنة الباقية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
عبدالله البرغوثي.. الذي يرفض الاحتلال مبادلته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» البروفسور الفلسطيني رفعت العرعير الذي قصفه الاحتلال؟
» أيمن نوفل الذي اغتاله الاحتلال
»  الفسفور الأبيض الذي يستخدمه الاحتلال ضد المدنيين في غزة؟
» من هو صالح العاروري الذي اغتاله الاحتلال في بيروت؟
» قائد "كومادوز القسام" الذي يحرم الاحتلال من النوم 

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: شخصيات من فلسطين-
انتقل الى: