منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 74173
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى Empty
مُساهمةموضوع: بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى    بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى Emptyالخميس 21 ديسمبر 2023, 5:04 pm

بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى


بشراكم يا أهل غزة، بالنصر اصبروا وصابروا ورابطوا وثابروا، فقد دفعتم الكثير وما بقي إلا القليل، وأنا على يقين أن الاحتلال الذي جثم على صدر الأمّة سيزول وهم على قناعة بذلك، لكنّها مسألة وقت”.


غزة محور الإنسانية


وخلال اللقاء الذي دار حول دلالات معركة طوفان الأقصى ورسائلها وآخر مستجداتها، أكد أبو محفوظ أنّ “غزة أيقونة الإنسانية وكتبت جدول الإنسانية بأجمعها ودخلت كل مجتمع وتسللت لكل بيت واستوطنت في قلب كل إنسان”.


وقال: إنّ غزة اليوم هي محور كل اهتمام بشري وصمودها وسر قوتها في ضعفها، وضعف إمكاناتها، ولكنها صبرت والصبر شطر النصر، والشطر الآخر يتمثل في الوعي، حيث أخذ كل واحد منهم مكانه ودوره في معركة الوعي.


ولفت أبو محفوظ إلى أنّ من أسرار هذا الصمود “القرآن”، وهي “عش القرآن” فيها 62 ألف حافظ لكتاب الله، والمجموعة التي دخلت في الاندفاعة الأولى من العبور العظيم والعبور المقدس، 1200 شاب، دخلوا يوم 7 أكتوبر، 99 بالمائة منهم حفظة قرآن، وأغلبهم من المهندسين، ومائة منهم من صفوة الحفاظ الذين جلسوا في جلسة السردية في شهر آب، لسرد القرآن كاملا في جلسة واحدة.


واكد أنّ هذا القرآن سر، وهذا القرآن وقود الشعوب، وانبثقت من بين يديه أمّة فأشرقت غزة، فالقرآن هو الحق والحضارة، وكلام الله سبحانه، وإن دخل في نفس الإنسان يحدث تغييرات اجتماعية كبيرة على مستوى الفرد والأسرة والمجموعة، فغزة تغيرت تغيرًا كبيرًا.


واستدرك بالقول: ثم المساجد، في غزة 1300 مسجد، وكان في السابق لديهم 130 مسجدًا فتضاعفت عشر أضعاف، كلها مفتوحة تم تدمير ربعها، لكنّ المساجد تعطي حالة فائقة من الاستعلاء، وحالة من السموّ والزهوّ والعطاء والوفاء والنماء.


وشدد أبو محفوظ على أنّ هذا التغيّر المجتمعي عمل على ترقيته 42 ألف مهندس، فغزة الحقيقة هي الأعلى تعليماً في العالم العربي، 98% متعلمون، وهم محاصرون لكنّ لديهم ما يفعلونه ولديهم ما يقولونه ولديهم ما يضيفونه.


وأشار إلى أنّ أهل غزة أبدعوا في الصبر، وخاضوا خمسة حروب في 17 عامًا، وأربع معارك، يعيشون حصارًا خانقًا، لا غذاء ولا ماء ولا دواء، ولا إيواء، وكل مرة يخرجون بآلاف البيوت المدمّرة لكن العزيمة أكثر مضاء، لأنّ قضيتهم عادلة، وبالتالي أبدعوا في بذل الدماء.


تأثير المرأة الغزيّة


ومن جانبٍ آخر، لفت أبو محفوظ في حديثه، إلى دور المرأة العظيم في تحقيق النصر لأهل غزة وصمودها مشددا على أنّ المرأة في غزة “مختلفة”، فهي أساس البيت، وإن قتل أبناؤها التسعة استشهدوا تتحدث وكأنّها وزير خارجية، والمرأة في غزة أعدت جيلاً قرآنياً فريدًا متمسكًا بقضيته، مليونان وثلث المليون لم يغادر منهم أحد غزة، ولم يصطفوا على بوابة رفح ومتمسكون بالأرض.


وشدد على أنّ “المرأة هي عماد الأسرة، وتغيرت المرأة الغزاوية فتغير كل شيء”.


واستدرك بالقول: بينما غلاف غزة والمستوطنات التي تشكل سلة غذاء “إسرائيل” جميع مستوطنيها غادروا، والعمّال غادروا، وتلفت المصانع، والبعض مع الأسف الشديد يرسل لهم الخضار من الأردن”.


لا يأس ولا إحباط


وحول ما يتم ترويجه من البعض من يأس الشعوب وإحباطها لطول المعركة وكثرة الشهداء، قال أبو محفوظ: “لم ألمس يأسا ولا إحباطًا، وبعض العجائز حتى في القرى يتلهفن للاستماع إلى عبيدة، فكم لدينا من وزارات إعلام، وكم لدينا من إنفاق، إحدى الدول أنفقت 220 مليار على كرة القدم، وغزة بحاجة لنصف مليار لإدامة الحياة”.


وتابع بالقول: جاء أبو عبيدة الملثم، ويا ليته مكشوفًا، لكنّه موصوفٌ ومعروفٌ، في دقائق معدودة يغيّر المزاج، لأنّ الأقصى بالنسبة للناس أولوية وقضية وأبجدية، وهذه هي الحقيقة.


وقال أبو محفوظ: إنّ هذه المعركة انطلقت من أجل الأقصى، واستمرت باسم الأقصى، ولن تنتهي إلا بانتصار الأقصى إن شاء الله.


الأردن طليعة الأمّة في المعركة  


ولفت إلى أنّ “هذا يتجلى في الأردن أكثر من سواه، لأنّ الأردن أكثر تماسًا، فنحن رأس رمح الأمّة تجاه الأقصى”، مشددًا في الوقت ذاته على أنّ “الأردنيين ينظرون إلى مظلومية غزة من نافذة الأقصى”.


وقال أبو محفوظ: أتمّنى كأخ مسلم وأمد يد للحكومة ولن نسحبها لنكون كتلة واحدة في الدفاع عن الأردن وصيانة أمن الأردن ومنعة الأردن، ولم يبق لنا في الشام كلها إلا هذه البقعة لكي نكون جدار الصد في وجه هذا العدوان المتمدد، ولكي نكون طليعة أمّة من خلفنا.


وشدد على أنّ “الأردن ليس ضعيفًا، وأنا أكفر بهذه المقولة أنّ الأردن ضعيف، نحن أقوياء في اتجاهات مختلفة، ولكنّ الله يصرف الأمور”.


ولفت إلى أنّ “الحركة الإسلامية نفذت أكثر من ألف فعالية لكن بانتظام وبالتزام، وكان في أغلب الفعاليات، كانت تتم بسهولة ويسر، حتى نصل لحالة الالتحام الأهلي بالرسمي بالنقابي وكل البلد أصابع يد واحدة لأجل حماية هذا الحمى الذي سيكون طليعة الأمّة”.


وشدد على أنّ الإجماع الأردني منعقد خلف المقاومة، لافتا بالقول: في أوساط الحركة الإسلامية لم أجد واحدًا يلوم المقاومة على ما حصل في سبعة أكتوبر، والاستطلاعات تقول إنّ أكثر من 99% من أبناء الشعب الأردني يحمّلون أمريكا المسؤولية وهذه هي الحقيقة لأنها هي التي تقود الحرب، وكما قال بايدن: لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها.


سر فشل الاحتلال وجيشه


وفي هذا السياق قال أبو محفوظ: نعلم أن إسرائيل جهزت وأمدتها أمريكا بكل شيء، أكثر من مائتي طائرة، واستخبارات خمس دول غربية موجودة، ووحدات تجسس سيطرت عليها المقاومة.


وأضاف أنّ “خيمة الاحتلال قامت بأوتاد عربية وشُدّت بحبال غربية، ومع ذلك نقول إنهم عجزوا عن الإتيان بمقاتل إسرائيلي، مقاتل صناعي غير قابل للصمود والمواجهة، وبالفعل أتوا بهم من الملاهي”.


 وقال: فوجئت في الحقيقة أنّ واحد مجنون حقيقي مثل بن غفير منحدر من أصول عراقية يحصل على 420 ألف صوت، مقاول فتن، ومجرم حرب، ومصاص دماء، وأزعر متطرف، تحت تصرفه 6 مليار دولار، وعنده 60 ألف جندي في الأمن العام، وهذا المجرم يسيطر على المسجد الأقصى.


واستدرك أبو محفوظ بالقول: “لكن جيشهم في الحقيقة قادته متناحرون مع رئيس وزراء يحارب من أجل أسباب شخصية وفردية، وهم متشاكسون ومجتمع اصطناعي، في مواجهة قيادة المقاومة المتماسكة، فأداء جيشهم كان فاشلاً فوق الأرض وعمّا قريب سيفشل تحت الأرض، وسيفشل أكثر تحت الأسفل”.


حرب الأنفاق لم تبدأ بعد


وشدد أبو محفوظ على أنّ “حرب الأنفاق لم تبدأ بعد، فأنفاق غزة حفرها أبناء المقاومة بخلاياهم وجيناتهم وكما تقول الصحف العبرية بعضهم كان يحفر لست ساعات وآخرون حفروا لشهور تحت الأرض، 17 عامًا وهم يتدرعون بالأرض، فغزة ليس فيها مقومات، ولكنهم نزلوا إلى مسافات والأنفاق درجات وفوهات ومستويات واستخدامات متعددة”.


ولفت إلى أنّ “جيشهم فاشل فوق الأرض وتعلم عليه المقاومون جدول الضرب، فهل يستطيع الجندي الصهيوني الغافل المرفه أن يقاتل أبناء غزة المغروسين في قلب وصميم وعقر غزة تحت الأرض”.


وأشار إلى أنّ كتائب القسام تنظم نفسها ومجاهديها على أساس الدفاع عن المسجد، فكل كتيبة ستحارب عن 30 مسجدًا و45 مدرسة، فغزة طولها حوالي 41 كيلومتر، وهناك 41 كتيبة، وأنت تقاتل عن عشيرتك وأهلك، وهم قدموا من 240 قرية في محيط عسقلان المباركة التي ورد فيها أحاديث صحيحة.


واستدرك بالقول: بل إنّ غزة كانت فرضة من فرضات عسقلان التي هي بلكونة المسجد الأقصى والقدس على البحر الأبيض المتوسط.


وقال أبو محفوظ: كل مقاتل عندما يعلم أنه يقاتل عن عشيرته وأرحامه وأبناء مسجده، وله أنفاقه وله تصنيعه، وكلهم أبناء الحي ذاته وأبناء المحضن ذاته في المسجد، وابناء حلقة قرآن واحدة، قطعًا سيضحي بروحه رخيصة طلبًا للجنة.


وفي المقابل، يرى أبو محفوظ أنّ “جنود الاحتلال مختلطون مع مجموعات من المرتزقة، لن يحدثوا فارقًا في هذه الحرب”.


وشدد على أنّ “أمريكا القطب الأوحد، إذا أدارت ظهرها للأمّة للعالم، وتركت لهذا الفلتان الصهيوني أن يستمر، عند ذلك سيكون الانفلات عنوان البشرية وستشقى الإنسانية انتظارًا لقدوم الإسلام الذي شع وبزغ فجره، وهذه أمّة محمد أمّة المبادرات وأمة المفاجآت والإبداعات ولن يضرها أن يطول هذا الظلم”.


وفي قراءته للمعركة ونتائجها قال أبو محفوظ: “الحرب صفرية والكل يريد أن ينهي الآخر، لأنّ العدو لا يريد أن يتراجع وإلا سينتهي المشروع، وأمريكا لا تريد أن يتراجع، وإلا هو هزم من أول يوم، والحرب بالنسبة له مجرد حصص إشغال”.


النصر قادم والاحتلال إلى زوال


وأكد أن “حماس لن تتراجع وليس من شيمها التراجع، وصمدت في كل الحروب وصبرت ومساحة الوعي تزيد”.


وقال أبو محفوظ: “أثق ثقة مطلقة أن النصر قادم وبشائره لاحت، بشراكم يا أهل غزة، بالنصر اصبروا وصابروا ورابطوا وثابروا، فقد دفعتم الكثير وما بقي إلا القليل، وأنا على يقين أن الاحتلال الذي جثم على صدر الأمّة سيزول وهم على قناعة بذلك، لكنّها مسألة وقت”.


وختم حديثه بالقول: “نحن نرى في الأيام الأخيرة كيف بدأت المعادلات تتبدل، وهم يخوضون معركة عمياء، أهدافها متغيرة، وهناك ثبات في المقاومة وكسبت قلوب الأمّة، والتحمت معها، وأصبح جدارها عاليًا والثقة فيها بلا حدود”.






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 74173
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى Empty
مُساهمةموضوع: رد: بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى    بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى Emptyالخميس 21 ديسمبر 2023, 5:05 pm

القرٱن الكريم شاهد على النصر
السلام على غزة الرباط و البطولة الاستثنائية والشهادة والجراح النازفة والنساء الثكالى.
السلام على كل من يعتقد بمشروعية المقاومة رغم قوافل الشهداء والجراح النازفة وزلازل التدمير الوحشي الهمجي.


القرٱن الكريم شاهد على النصر.


نفتح شاشات التلفاز فنشاهد علامات نصر المقاومة :
نصر الصمود الاسطوري للمجاهدين والحاضنة الشعبية
نصر الاشتباك الصفري مع العدو.
نصر الخسائر القادمة العدو.
نصر الاستخبارات الدفاعية والهجومية للمجاهدين.
نصر التعاطف الشعبي الدولي مع مٱساة غزة.
نصر التغلب على الجبن العربي المعاصر في مواجهة العدو الصهيوني .
نصر………………الخ.
ونفتح القرٱن الكريمة ونفهم منه:
ان الصراع في غزة هو صراع بين الحق والباطل.
وان مشاهد صور الابتلاء المختلفة:
قوافل الشهداء والجرحى والدمار الهائل (سنة الهية يتبعها التمكين) .
ونفهم من كتاب الله عزوجل ان إليهود كلما اوقدوا حربا اطفأها الله الى يوم القيامة.
ونفهم أيضا أن هذه الحرب بداية النهاية لعلو بني اسرائيل.
وبداية النهاية النظام العالمي القائم على الظلم والرذيلة وسحق الإنسانية.
ونفهم أن هذه الحرب هي الكاشفة الموت من الأمة.
اللهم أنا نشهدك ان غيرنا يرى ما يجري في غزة عمل طائش وقرار خاطئ من المقاومة ونحن نعتقد انه جهاد مشروع نصر او استشهاد الاهم بارك هذا الجهاد واطرح البركة في ايمانهم وصحتهم و معنوياتهم وعتادهم وطعامهم وخسائر عدوهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 74173
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى Empty
مُساهمةموضوع: رد: بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى    بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى Emptyالسبت 23 ديسمبر 2023, 8:05 am

مصطفى البرغوثي: صمود الشعب الفلسطيني أفشل أهداف إسرائيل من الحرب











حتى لا تذهب منجزات الشعب الفلسطيني سدى
لم يعد أمام جميع النخب والفصائل السياسية والفكرية الفلسطينية من خيار آخر في هذه المرحلة سوى الاتحاد وبذل أقصى ما تستطيع من جهد لوقف العدوان الإسرائيلي وكسر الحصار وإدخال المساعدات العاجلة التي يحتاجها القطاع.


ما جرى يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي يعدّ نقطة تحوّل في تاريخ النضال الفلسطيني. تلك حقيقة لم يعد بمقدور أي مراقب منصف إنكارها أو المجادلة في صحتها. فقبل هذا التاريخ، كانت مسيرة النضال السياسي قد وصلت إلى مأزق بسبب وصول عملية "أوسلو" إلى طريق مسدود، وكانت إدارة بايدن على وشك الإعلان في الوقت نفسه عن صفقة لتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية و"إسرائيل"، قوامها تبادل مصالح بين المملكة والولايات المتحدة لا علاقة له بالقضية الفلسطينية. 


فقد أبدت إدارة بايدن استعدادها للموافقة على مطالب سعودية قديمة، أهمها إبرام معاهدة أمنية مع الولايات المتحدة تماثل معاهدة حلف الناتو، ومساعدتها على إنشاء وتشغيل برنامج نووي سلمي يسمح لها بتخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، في مقابل موافقة السعودية على مطالب أميركية مستحدثة، في مقدمتها التزام السعودية بالمحافظة على المصالح الأميركية والغربية في المنطقة والابتعاد عن كل من روسيا والصين، لكن المطلب الأميركي الأهم من السعودية كان الحصول على موافقتها على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع "إسرائيل".


وقد أبدت السعودية موافقتها من حيث المبدأ على إبرام هذه الصفقة، شريطة أن تقوم "إسرائيل" باتخاذ إجراءات تسمح بإعادة إحياء عملية التسوية السياسية وفتح الآفاق من جديد نحو حل الدولتين. 


ولأنها لم تشترط قيام دولة فلسطينية أولاً قبل الإقدام على تبادل العلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل"، فقد أصبح واضحاً آنذاك أن السعودية لم تعد تتمسّك بالمبادرة العربية التي أقرّتها قمة بيروت العربية عام 2002، رغم كونها مبادرة سعودية بالأساس، وباتت من ثم قاب قوسين أو أدنى من الالتحاق بركب الدول العربية الأخرى التي سبقتها على طريق "اتفاقيات أبراهام". ولم يكن لهذا التحوّل الخطير سوى معنى واحد وهو بداية دخول القضية الفلسطينية عملياً مرحلة التصفية النهائية، بعد أن ظلت لسنوات طويلة في مرحلة التيه والضياع. 


في سياق كهذا، بدت القضية الفلسطينية في أمسّ الحاجة إلى ما يشبه الزلزال لإعادة تذكير العالم بها من جديد، وهو ما تحقّق بالفعل في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، رغم أنه بدا لكثيرين أشبه بالعمل الخارق، لكنه استطاع بالفعل قلب كل أوضاع المنطقة رأساً على عقب، وأجبر جميع الأطراف المعنية بالصراع العربي الإسرائيلي على إعادة حساباتها مرة أخرى، ونجح من ثم في دفع القضية الفلسطينية من جديد إلى صدارة جدول أعمال النظامين الإقليمي والعالمي.


لقد استطاعت حماس، عبر عملية "طوفان الأقصى"، تضليل أقوى أجهزة الاستخبارات والتجسس في العالم، وألحقت بـ "الجيش الذي لا يقهر" هزيمة قاسية أسقطت أسطورته، وتمكّنت من أسر ما يكفي من العسكريين والمستوطنين لمقايضتهم بكل المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. لم يكن ما تحقّق في هذه العملية البطولية هو الإنجاز الوحيد، وإنما أضيف إليه إنجازان لا يقلان روعة وإعجازاً، الأول: حين تمكّنت فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة بقيادة حماس من الصمود في أطول حرب خاضها الكيان الصهيوني حتى الآن، بما في ذلك الحروب التي خاضها في مواجهة الجيوش العربية النظامية. 


والثاني: حين صمد الشعب الفلسطيني في كل من غزة والضفة الغربية في مواجهة حرب انتقامية همجية، تضمنت عمليات إبادة جماعية شنها "الجيش" الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين، وراح ضحيتها ما لا يقل عن مئة ألف شخص في غزة وحدها بين شهيد وجريح ومفقود تحت الأنقاض، والترحيل القسري لما يقرب من مليون ونصف مليون شخص، وحرمان جميع سكان القطاع البالغ عددهم ما يقرب من مليونين ونصف المليون من كل عناصر الحياة من مياه وغذاء وكهرباء وغيرها. 


أما في الضفة الغربية، فقد قدّم الشعب الفلسطيني هناك مئات الشهداء والجرحى وآلاف المعتقلين في عمليات اقتحام ومطاردة مكثفة لم يسبق لها مثيل. غير أن هذه الجرائم البشعة التي ارتكبها "جيش" الكيان الصهيوني هزت العالم كله من أقصاه إلى أقصاه، وذكّرت الجميع بأن للشعب الفلسطيني قضية عادلة يصرّ على الدفاع عنها بكلّ غال ونفيس، وهو على أتمّ استعداد لأن يبذل في سبيلها كل ما تستحقه من تضحيات، لأنها قضية وطن تم احتلاله منذ خمسة وسبعين عاماً، وقضية شعب ما زال محروماً حتى الآن من ممارسة حقه في تقرير مصيره.


تقع على الجميع مسؤولية المحافظة على هذه التضحيات والإنجازات الهائلة والبناء فوقها. ولكي لا تهدر وتذهب سدى، ينبغي على النخب السياسة والفكرية الفلسطينية، عموماً، وعلى الفصائل الفلسطينية، خصوصاً، أن تعمل على سد الثغرات الكثيرة التي يتوقّع أن تتسلل منها أطراف داخلية وخارجية كثيرة يهمها أن تسعى بكل ما أوتيت من قوة لسرقتها والانتقاص من قدرها، وبالتالي فعلى جميع النخب الفلسطينية أن تستعد منذ الآن لإدارة مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار بالقدرة والصلابة نفسها التي أدارت بها حماس مرحلة المواجهة والصدام. 


إذ يتوقّع أن تصرّ الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة نتنياهو، وهي أكثر الحكومات تطرفاً وعنصرية في تاريخ "إسرائيل"، ليس على هزيمة حماس وإسقاط حكمها في غزة فحسب، ولكن أيضاً على انتهاز الفرصة لإجبار سكان القطاع على الرحيل القسري إلى مصر، كمرحلة أولى تتبعها مرحلة تالية على طريق إجبار سكان الضفة على الرحيل القسري إلى الأردن. 


أما إذا عجز الكيان الصهيوني عن تحقيق هذا الهدف، فمن المتوقّع أن يتمسّك بنزع السلاح في كل القطاع مع فرض منطقة عازلة في شماله تخضع في الوقت نفسه لسيطرته الأمنية المباشرة. يلفت النظر هنا أن نتنياهو ما زال، حتى كتابة هذه السطور على الأقل، لا يصرّ على رفض وضع القطاع تحت إدارة حماس فحسب، ولكنه يصرّ على رفض وضعه تحت إدارة السلطة الفلسطينية أيضاً. 


صحيح أنه قد يرضخ لاحقاً لضغوط أميركية تسعى لتمكين السلطة، بعد تجديد شبابها وتقوية مركزها، من إدارة القطاع، خصوصاً إذا عجز عن الحسم العسكري وأصبح في حاجة للبحث عن مخرج سياسي، غير أنه لا ينبغي الاعتماد على الإدارة الأميركية الحالية للقيام بأي عمل جاد يمكن أن يؤدي إلى إقامة دولة مستقلة على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس الشرقية، رغم حديثها الذي لا ينقطع عن استمرار تمسّكها بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد القادر على تجنّب وقوع مواجهات عسكرية في المستقبل. 


فالأرجح أن يحاول بايدن استغلال الأزمة الراهنة لإدخال بعض التحسينات الشكلية على السلطة الفلسطينية، ومدّها بموارد تمكّنها من السيطرة الأمنية على قطاع غزة، بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية ومع حكومات بعض الدول العربية التي تتوق للتخلص من حماس، وذلك بالتوازي مع إطلاق "عملية سياسية" جديدة تستهدف إعادة تكريس وهم "حل الدولتين". 


لذا ليس من المستبعد أن يسعى بايدن لإسقاط حكومة نتنياهو الحالية، والعمل على تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة تخلو من العناصر الدينية المتطرفة من أمثال غوفير وسموترتش.


ولأن هذا المنحى، وهو أخطر ما يمكن أن يواجهه الشعب الفلسطيني في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، لا يمكن أن يفضي إلى تمكين الشعب الفلسطيني من الحصول على الحد الأدنى من حقوقه المشروعة، بل ويستهدف في المقام الأول تمكين "إسرائيل" من تحقيق ما عجزت عن تحقيقه بالوسائل العسكرية، يتعيّن على كل القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية الداعمة للمقاومة، الآن وليس غداً، أن تعمل بكل جدية على توحيد صفوفها حول برنامج وطني يستهدف إجهاض هذا المنحى وطرح تصوّر بديل في الوقت نفسه لكيفية إدارة النضال الفلسطيني في المرحلة المقبلة والبناء على ما حقّقته عملية "طوفان الأقصى" من إنجازات.


تجدر الإشارة هنا إلى أن شخصيات قيادية محسوبة على السلطة الفلسطينية. منها حسين الشيخ ومحمود هباش، كانت قد أدلت هذا الأسبوع بتصريحات إعلامية تلقي فيها باللوم على حركة حماس وتحمّلها مسؤولية ما ارتكبته "إسرائيل" من مذابح ومن عمليات إبادة جماعية في حق الفلسطينيين، باعتبارها الطرف المبادر بشن عملية "طوفان الأقصى"، بل وتوعّدت بمساءلة قياداتها في مرحلة لاحقة، وكأن مهمة فصائل المقاومة المسلحة هي القبول بالاحتلال كأمر واقع والجري وراء أوهام "أوسلو" التي لم تحقّق للفلسطينيين شيئاً طوال ثلاثين عاماً، وهذا منحى مقلق للغاية، إذ كان الأحرى بالسلطة الفلسطينية أن تبادر بطرح رؤية جديدة في هذه المرحلة تساعد على رصّ الصفوف بدلاً من إثارة عوامل الفرقة وتعميق أسباب الانقسام. 


وفي تقديري أنه لم يعد أمام جميع النخب والفصائل السياسية والفكرية الفلسطينية من خيار آخر في هذه المرحلة سوى الاتحاد وبذل أقصى ما تستطيع من جهد لوقف العدوان الإسرائيلي وكسر الحصار وإدخال المساعدات العاجلة التي يحتاجها القطاع.


فهذه المرحلة بالذات، وهي بطبيعتها مرحلة انتقالية، تحتاج أكثر من أي مضى إلى وجود مرجعية فلسطينية موحّدة، تشارك في بلورتها كل العقول والقوى الوطنية في القطاع والضفة والشتات، تكون مهمتها الأساسية قيادة دفة الاتصالات والمفاوضات حول وضع غزة في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، والعمل على صياغة رؤية موحّدة حول كيفية إدارة الصراع مع الكيان الصهيوني في مرحلة ما بعد "طوفان الأقصى".










فشل إسرائيلي مستمر والخسائر تتراكم
فشل إسرائيلي مستمر في السيطرة على جباليا يقابله قصف وحصار لمراكز النزوح، والخسائر تتراكم في جنوب غزة، وترفع حصيلة قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى 140 منذ بدء التوغل البري في قطاع غزة. وعلى الجبهة الشمالية، توسعت دائرة القصف وقواعد الاشتباك، ووقعت أضرار كبيرة في كريات شمونة بفعل صواريخ المقاومة، وارتقى شهداء في لبنان من جراء العدوان المستمر على القرى الحدودية.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 74173
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى Empty
مُساهمةموضوع: رد: بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى    بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى Emptyالسبت 23 ديسمبر 2023, 8:06 am

حي الشجاعية.. لعنة "غولاني"



 




الصمود السياسي للمقاومة يؤدي إلى جنون "إسرائيل"


حماس لن تهزم وأفضل ما يمكن لـ"إسرائيل" فعله هو "التفاوض على عودة الأسرى بثمن باهظ"... موقف للسفير الأميركي السابق لدى الاحتلال "مارتن انديك" اختصر فيه وضع الكيان بعد سبعة وسبعين يوما من "طوفان الأقصى" كما يأتي ذلك بعد قرار جيش الاحتلال سحب لواء "غولاني" من قطاع غزة إثر تكبده خسائر فادحة إذا "واقع مر" تواجهه حكومة الاحتلال في عدوانها على قطاع غزة يترافق مع خسائر فادحة يتكبدها جيشها على جبهة الشمال نتيجة عمليات المقاومة الإسلامية فيوما بعد يوم ينفذ حزب الله عمليات نوعية على مواقع الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة آخرها كان الحدث الأمني الخطر اليوم الذي أشير إليه في الإعلام الاسرائيلي وعتم عليه جيش الاحتلال وهو الاستهداف في مستوطنة "إيف مناحم" حيث استهدفت المقاومة تجمعا لجنود وضباط في المستوطنة بالتزامن مع استهداف ثكنة شوميرا.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 74173
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى Empty
مُساهمةموضوع: رد: بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى    بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى Emptyالسبت 23 ديسمبر 2023, 8:07 am

نهاية العصر الصهيوني


لقد دخلت معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 التاريخ من أوسع أبوابه، بل إنها أدخلت المنطقة والعالم أجمع في منعطف تاريخي هام سيترك آثاره ليس على مستقبل الصراع العربي-الإسرائيلي فحسب، بل على منطقة الشرق الأوسط والعلاقات الإسلامية – الغربية، والتوازنات الإقليمية والدولية التي ستتبلور بعد هذه الجولة – غير المسبوقة – من جولات الصراع مع دويلة الاحتلال وداعميها من دول وكيانات في الغرب والشرق. أما ما يجعل هذه الحرب مختلفة عن سابقاتها – سواء تلك التي شنها جيش الاحتلال على غزة أو التي خاضها مع الدول العربية – هو حجم التحوّلات الاستراتيجية التي أحدثتها على القضية الفلسطينية، التي عادت بقوة إلى السّاحة الدولية ليس باعتبارها قضية خاصة بالشعب الفلسطيني هذه المرة، بل كحركة تحرر عالمية تمثل كل شعوب العالم الحر التي تسعى للخلاص من السيطرة الصهيونية والهيمنة الغربية على العالم.


المتابع لتطور المشروع الصهيوني قبل وبعد نشأة دويلة إسرائيل، يدرك أن هذا الكيان المأزوم اقترب إلى نقطة النهاية وبات يشكل عبئا أخلاقيا وسياسيا على داعميه في الولايات المتحدة وأوروبا وعلى الحكومات العربية المطبعة معه


من أهم التحولات الاستراتيجية انكشاف مدى ضعف دويلة الاحتلال كقوة عسكرية حيث اتضح بجلاء (للمخدوعين بالقوة الإسرائيلية) مدى اعتماد هذا الكيان الهش على الولايات المتحدة الأمريكية بشكل شبه كامل، كمصدر لا بديل عنه في تزويده بأسباب الحياة. وبالرغم من ذلك، أثخنت ضربات المقاومة هذا الكيان الذي عجز عن تحقيق أي "لقطة نصر" في أطول حرب يخوضها في تاريخه رغم تسلحه بإمكانات أكبر حلف عسكري على وجه الأرض، مضافاً إليه خذلان أصدقاء فلسطين وحصار أشقاء غزة. هذا الانكشاف الاستراتيجي للكيان الصهيوني سيقوض مكانته كلاعب إقليمي في المنطقة ويقضي على طموحه في الهيمنة على محيطه العربي، وسيؤذن حتما بزوال الاحتلال وبداية النهاية للمشروع الصهيوني، الذي بات بقاؤه مسألة وقت لا أكثر لارتباطه بعوامل خارجية آذنت هي الأخرى بالزوال.


إن المتابع لتطور المشروع الصهيوني قبل وبعد نشأة دويلة إسرائيل، يدرك أن هذا الكيان المأزوم اقترب إلى نقطة النهاية وبات يشكل عبئا أخلاقيا وسياسيا على داعميه في الولايات المتحدة وأوروبا وعلى الحكومات العربية المطبعة معه وعلى الضمير الإنساني ضد الصهاينة، حيث باتت تعقد المقارنات اليوم بين جرائمهم في غزة وما فعلته ألمانيا النازية بحق اليهود.


لعل من أهم التحولات الاستراتيجية لهذه الحرب، خسارة الصهاينة لمعركة الوعي التي يعتبرونها مسألة وجودية و جزءا أساسيا من منظومتهم الأمنية التي طالما اعتمد الكيان في بقائه عليها وعلى تفوقه الدعائي في تزييف وعي الشعوب الغربية، والضغط على صناع القرار فيها من خلال ما يملكه من آلة دعائية جبارة خاصة في الولايات المتحدة والدول الأوروبية المؤثرة، وكذلك بعض الدول الخليجية، لكن دماء أطفال غزة هزمت آلته الدعائية وشلت فاعليتها، وأماطت اللثام عن مدى التغلغل والسيطرة الصهيونية على حكومات ووسائل إعلام مؤثرة وشركات كبرى في الكثير من دول العالم. كما أيقظت دماء الغزيين الكثير من الشعوب المخدوعة والمسيطر عليها من قبل جماعات الضغط الصهيونية بالمال و الاعلام، الأمر الذي بات يهدد مستقبل هذا الكيان الذي طالما اعتمد في بقائه على قوة ونفوذ تلك الجماعات في دوائر صنع القرار وتمددها في الفضاء الإعلامي، مما شكل انقلابا في الرأي العام الغربي والعالمي لصالح القضية الفلسطينية.


الانقلاب في الرأي العام العالمي يؤكد حقيقة هامة، مفادها أن المشروع الصهيوني خسر أحد أهم أدواته الفعالة وهي آلته الدعائية التي تعتبر أحد أهم الأسلحة في ترسانته الوجودية في حشد التأييد له في الكثير من دول العالم، و هي التي كان لها الفضل في جلب التعاطف الدولي لليهود بعد المحرقة النازية (الهولوكوست)، وساهمت في إنشاء دويلة لليهود على أرض فلسطين. هذه اليقظة العالمية أجبرت الرئيس الأميركي جو بايدن -الذي يفاخر دائما بأنه صهيوني- للاعتراف بأن حرب إسرائيل على غزة وقتلها العشوائي للمدنيين كانت السبب الرئيس في خسارتها للتأييد العالمي، كما صرح وزير دفاعه لويد اوستن أن إسرائيل تتجه لتكبد خسارة استراتيجية في هذه الحرب.


لقد استطاع أبطال غزة رجالً ونساء وأطفالا إزاحة غمامة الصهيونية عن شعوب العالم لتنظر بعيونها وعقولها الوجه القبيح لهذا الكيان الغاصب وداعميه، كما كشفت الغطاء عن زيف وهشاشة الرواية الإسرائيلية التي خدعت تلك الشعوب قرنا من الزمان.


حققت غزة العظيمة توازن رعب مع المحتل الغاشم، عجزت جميع الدول العربية مجتمعة من تحقيقه، وقد شهد لهم العدو الصهيوني قبل الصديق بذلك، مما أجبر العقلاء منهم على الاعتراف بأن القضاء على المقاومة بات ضربا من الخيال، وأن إرادة الفلسطينيين الفولاذية أضحت عصية على الكسر وهو ما سيجبر العدو الصهيوني وداعميه على العودة لخيار حل الدولتين الذي سبق أن كرر قادة الكيان الصهيوني رفضهم له وظنوا أن مشروع قيام الدولة الفلسطينية صار شيئا من الماضي (خصوصا بعد حفلات التطبيع المجاني).


هناك تحولات استراتيجية أخرى لهذه الحرب على الداخل الإسرائيلي، تتمثل في الهزيمة النفسية للإسرائيليين وفقدانهم الثقة في الدولة اليهودية التي يعيش فيها اليهود بأمن وسلام. وأبرز مظاهر تلك الثقة المفقودة، هجرة أعداد كبيرة من الإسرائيليين خارج الكيان قبل حلول "لعنة العقد الثامن"، التي بات الكثير من اليهود يؤمنون بها بمن فيهم قادة إسرائيل أنفسهم (نتنياهو وإيهود باراك)، والذين يعرفون قبل غيرهم علامات النهاية.


لقد استطاع أبطال غزة رجالً ونساء وأطفالا إزاحة غمامة الصهيونية عن شعوب العالم لتنظر بعيونها وعقولها الوجه القبيح لهذا الكيان الغاصب وداعميه، كما كشفت الغطاء عن زيف وهشاشة الرواية الإسرائيلية التي خدعت تلك الشعوب قرنا من الزمان. ويكفي أبطال غزة فخرا أنهم من كشف للشباب الأميركي والأوروبي مدى استسلام قياداتهم السياسية لشرذمة قليلة تتحكم في مفاصل بلادهم، وتسخر إمكاناتها المادية في ديمومة ذلك الكيان الهمجي الذي يقتل الاطفال والنساء، على حساب أمن واستقرار ورفاهية تلك الشعوب. إن مجرد كشف هذه الحقيقة كان كفيلا بتحطيم صنم الصهيونية في شوارع نيويورك وواشنطن ولندن وباريس وبرلين ومدريد وكسر المحرمات التي تمنع انتقاد اليهود، وباتت تلك الشعوب تتساءل عن جدوى دعم حكوماتهم لهذه الدويلة المارقة التي لا تجيد الا قتل الأطفال والنساء.


لقد خسرت إسرائيل -الطفل المدلّل للولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين- دعم الرأي العام الغربي الذي كان يمنحها الغطاء السياسي للعربدة في فلسطين والمنطقة العربية. كما بطل سحر الإعلام الصهيوني، وانقلب السحر على الساحر ليصل حجم التأييد الشعبي للشعب الفلسطيني 95% ولإسرائيل 5% فقط حسب الدراسة التي نشرها المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي.
إن التحولات الاستراتيجية لعملية طوفان الأقصى وما خلفته من نتائج ستغير المنطقة إلى الأبد وستظل ذكراها محفورة في ذاكرة الشعوب لأجيال قادمة. ولعله من غير المبالغة القول أن لحظة أفول دويلة الكيان قد اقتربت حالها حال مملكة بيت المقدس، التي لم تدم أكثر من 88 عاما ثم انتهت على يد صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين 583 هـ 1187 م.


بعدها سيسدل العالم الستار على العصر الصهيوني ليبدأ عصر جديد يعود فيه اليهود الى حجمهم الطبيعي (بعدما أفسدوا في الأرض وعلوا علوا كبيرا)، ليعيشوا كما كانوا دائما مشتتين في أقطار الأرض، تنبذهم الشعوب جميعا بسبب عقيدة الاستعلاء، التي حملتهم على احتقار بقية الأعراق والأديان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
بشائر النصر في غزة لاحت وهذه رسائل طوفان الأقصى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رسائل داخلية وخارجية.. قراءة في خطاب خامنئي عن طوفان الأقصى
»  «طوفان الأقصى»، وما بعده..
» طوفان الأقصى اليوم العاشر لملحمة طوفان الأقصى
»  "طوفان الأقصى" "طوفان الأقصى" الأربعاء 28/2/2024
» هنية يوجه رسائل لقادة دول عربية وإسلامية بشأن الأقصى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: