عسكرة البحر الأحمر.. نظرة في دوافع التحركات الأخيرة ودلالاتها
كاتب الموضوع
رسالة
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: عسكرة البحر الأحمر.. نظرة في دوافع التحركات الأخيرة ودلالاتها الأربعاء 27 ديسمبر 2023, 6:40 am
عسكرة البحر الأحمر.. نظرة في دوافع التحركات الأخيرة ودلالاتها
وصلت أمواج طوفان الأقصى لتضرب مضيق باب المندب وذلك بعد أن بدأ اليمن بشن هجمات متتالية على سفن شحن البضائع المتجهة نحو إسرائيل
في خضم ما يجري من حشد عسكري وتحركات دولية في البحر الأحمر، لا يمكن القول بأن هذا التطور مستغرب وفريد من نوعه بعد بداية أحداث 7 أكتوبر الماضي، إذ لطالما كانت المضائق البحرية والممرات المائية محلاً للتنافس والنزاع، وخصوصاً في أوقات الصراعات والحروب، فكيف إذا كانت المنطقة المقصودة هي الشرق الأوسط في هذه الحالة!؟ وكيف إذا كان الممر المائي المذكور هو مضيق "باب المندب" الذي يمتاز موقعه بأهمية استراتيجية وجيوسياسية كبيرة ومحورية، والذي تمر من خلاله 40% من التجارة بين آسيا وأوروبا!؟
اقتباس :
يطرح تساؤل حول مدى تأثير هجمات اليمن على إسرائيل وسير عملياتها العسكرية في غزة، وما هي الدوافع الحقيقية ودلالات تشكيل تحالف "حارس الازدهار!؟"
وبالفعل فقد وصلت أمواج طوفان الأقصى لتضرب مضيق باب المندب، وذلك بعد أن بدأ اليمن بشن هجمات متتالية على سفن شحن البضائع المتجهة نحو إسرائيل أو المملوكة لشركات تابعة أو داعمة لها، كان أولها في 19 نوفمبر الماضي، وهكذا توالت الهجمات وتزايد تهديد صنعاء لما اسمته الولايات المتحدة "سلامة" الحركة التجارية في هذا الممر البحري الحساس، فتمخض عن ذلك التهديد المتزايد إعلان الولايات المتحدة -الحليف الأول والأقوى لإسرائيل- عن إطلاق تحالف دولي من قوة حماية بحرية متعددة الجنسيات ضم أكثر من 10 دول، لدعم حرية الملاحة في البحر الأحمر تحت اسم "حارس الازدهار"، وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن الهدف من التحالف هو التأكيد على التزام الولايات المتحدة وحلفائها بمواجهة التهديدات التي تدعمها إيران في المنطقة. وذلك بعد أن وصفت الولايات المتحدة وإسرائيل الهجمات الحوثية بأعمال القرصنة والتهديد لسلامة الملاحة العالمية، وهو ما رد عليه أحد المسؤولين اليمنيين بقوله إن الهجمات "خطوة شرعية ضمن عملية عسكرية معلنة ومشروعة، من أجل تشكيل ضغط سياسي واستراتيجي وعسكري على إسرائيل لوقف الحرب ورفع الحصار". وهنا قد يطرح تساؤل حول مدى تأثير هجمات اليمن على إسرائيل وسير عملياتها العسكرية في غزة، وما هي الدوافع الحقيقية ودلالات تشكيل تحالف "حارس الازدهار!؟" بالتأكيد إن الجانب الاقتصادي هو الأكثر تضرراً لدى الجانب الإسرائيلي نتيجة للتهديد اليمني في البحر الأحمر، فقد نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن حركة السفن تراجعت في ميناء إيلات الجنوبي بنسبة 80%، وذلك بعد إعلان عدة شركات شحن تغيير مسار سفنها لتجنب المرور عبر مضيق باب المندب، واختيار الدوران حول القارة الأفريقية عبر مضيق رأس الرجاء الصالح للوصول إلى الموانئ الإسرائيلية على البحر المتوسط، وهو ما يزيد من الكلفة الاقتصادية والزمنية، مما انعكس سلباً على الاقتصاد الإسرائيلي المنهك أصلاً خلال الحرب. يحاول الاحتلال الإسرائيلي، بصورة غير مباشرة تصوير أن ما يحدث في البحر الأحمر لن يؤثر عليه عبر زعمه أن 5% فقط من تجارته تمر عبر ميناء إيلات على البحر الأحمر، لكن من يتابع ردة الفعل الإسرائيلية على الهجمات اليمنية في البحر الأحمر يرى العكس، خصوصاً وأن جميع الواردات من آسيا وتحديداً الصين والهند وكوريا الجنوبية تصل إلى كيان الاحتلال عبر البحر الأحمر وهذه الواردات لا يمكن الاستهانة بها أبداً، فالولايات المتحدة تصنع في آسيا وتعتمد عليها في كل شيء فكيف بكيان الاحتلال، وبالتالي ما يفعله اليمن الآن بكل تأكيد هو أداة من أدوات الضغط على إسرائيل على جميع الأصعدة لا سيما الاقتصادية والدولية، لأن التجارة التي سوف تتأخر والتكاليف التي سوف ترفع وتجبر الدول التي تتعاون معها في آسيا على الضغط عليها.
اقتباس :
من اللافت في عملية حارس الازدهار، أنه ورغم سعي الولايات المتحدة لتوسيع دائرة التحالف لأقصى درجة ممكنة، لم يستطع التحالف سوى أن يضم ما يزيد على 10 دول تقريباً
أما عن التحالف الدولي الذي أطلقته وقادته الولايات المتحدة فمشهد يوحي بكون هذه المبادرة ذات بعد معنوي واستراتيجي أكثر من كونها تهدف لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، لأن هناك قوة دولية موجودة بالفعل وتعمل لنفس الغرض، وهي قوة " المهام المشتركة 153″ التي شكلت في أبريل 2022، وضمت 39 دولة، ومنها الولايات المتحدة والسعودية ومصر والأردن والإمارات وإسرائيل وغيرها، وذلك بهدف مكافحة "الأنشطة الإرهابية والتهريب" في البحر الأحمر وخليج عدن كما تم الإعلان عنه رسمياً، وهذا يدل على أن تحالف "حارس الازدهار" جاء كرد فعل وإثبات وجود أمريكي في خضم الصراع الحاصل، واستجابةً لضغوط الحليف الإسرائيلي الذي يرى ضرورة القيام بتحركات عسكرية تؤكد الحضور الأمريكي والإسرائيلي وتحقيق الردع المطلوب أمام تهديدات اليمن، ومن دلالات هذه الغاية إرسال إسرائيل لأحدث بوارجها الحربية – ساعر 6 – إلى البحر الأحمر. ولكن كان من اللافت في عملية حارس الازدهار، أنه ورغم سعي الولايات المتحدة لتوسيع دائرة التحالف لأقصى درجة ممكنة، لم يستطع التحالف سوى أن يضم ما يزيد على 10 دول تقريباً -والعدد قابل للزيادة-، حيث اصطدمت دعوة واشنطن للانضمام إلى التحالف برغبة إقليمية عامة لخفض التصعيد بعد معركة طوفان الأقصى، وهذا ما يفسر موقف الدول التي نأت بنفسها عن الانضمام للتحالف الجديد، كالسعودية ومصر والإمارات، رغم أنها الدول الأعضاء الفاعلة ذاتها في قوة "المهام المشتركة 153″، ويمكن تفسير هذا الموقف بعدم رغبة تلك الدول في مزيد من التصعيد الذي يهدد أمنها واستقرارها، كما تخوفت الدول الممانعة للانضمام من احتمالية توتر علاقاتها مع إيران وأذرعها في المنطقة، فرفضت التورط في أي تصعيد محتمل مع اليمن، وخصوصاً السعودية التي رأت في الموافقة العلنية للانضمام للتحالف إجهاضاً لمساعيها التفاوضية مع صنعاء، وذلك بعد أن وصلت مفاوضات السلام بين الطرفين لمستوى جيد أوقف قصف اليمنيين لأراضيها بالصورايخ والطائرات المسيرة، هذا بالإضافة إلى رغبة الرياض في متابعة مسيرة تحسين العلاقات مع طهران، بعد موافقة السعودية وإيران على استئناف العلاقات بينهما عقب نجاح الوساطة الصينية بين الطرفين.
اقتباس :
علينا أن نعلم بأن القرار اليمني يخص فقط السفن التابعة لكيان الاحتلال أو المتهجة منه وإليه، وبالتالي أي سفن أخرى دولية يمكنها العبور والمرور بسهولة وبدون تضييق
كما يشير ضعف الاستجابة الدولية لعملية "حارس الازدهار" إلى زيادة النفور والغضب الدولي من الموقف الأمريكي الداعم بشكل مطلق وغير مسؤول لإسرائيل، وبالتالي ازدياد عزلة موقف واشنطن تجاه الحرب في غزة، وهو ما دلّ عليه قرار الأمم المتحدة الأخير الذي دعا لوقف إنساني وفوري لإطلاق النار في 13 ديسمبر، وذلك بموافقة 153 دولة مقابل رفض 10 دول فقط للقرار، من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، وكانت الولايات المتحدة قبلها بأسبوع قد استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مماثل في مجلس الأمن، وذلك في مشهد فاضح عزز السقوط الأخلاقي للولايات المتحدة أمام المجتمع الدولي كما عبر عن ذلك محللون أمريكيون. علينا أن نعلم بأن القرار اليمني يخص فقط السفن التابعة لكيان الاحتلال أو المتهجة منه وإليه، وبالتالي أي سفن أخرى دولية يمكنها العبور والمرور بسهولة وبدون تضييق، ولكن تحاول إسرائيل والولايات المتحدة تضخيم الملف لحشد أكبر دعم ضد اليمن، والتهديدات الأميركية ليست بجديدة أو فعالة لأن من يسبح لن يخاف من البلل، وبالتالي هل تحاول واشنطن إخافة صنعاء بالحرب؟ التي تخوضها منذ 8 سنوات، ولم يعد سراً أن اليمن يمتلك صورايخ وطائرات مسيرة قد تضر كثيراً بالسفن الأميركية سواء العسكرية أو الاقتصادية، وبالتالي من سيدخل معها في الحلف سيكون معرضاً لنفس الخطر.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: عسكرة البحر الأحمر.. نظرة في دوافع التحركات الأخيرة ودلالاتها الأربعاء 27 ديسمبر 2023, 7:26 am
"يدهم عليا وسادة الحرب غير المتكافئة".. كيف فرضت صنعاء حضورها في وجه واشنطن؟
مجلّة "ريسبونسابل ستيتكرافت" تقول إن صنعاء "تستمد الدعم والإشادة من الدول والشعوب الإسلامية الأخرى لوقوفها إلى جانب الفلسطينيين في غزة".
تناولت مجلّة "ريسبونسابل ستيتكرافت" الإلكترونية، التابعة لمعهد "كوينسي للدراسات" الأميركي، اليوم الثلاثاء، تقريراً تحدثت فيه عن الهجمات من اليمن في البحر الأحمر.
وقالت المجلة فيه إن اليمنيين "هم سادة الحرب غير المتكافئة وقد حققوا أهدافهم إلى حد كبير"، مضيفاً: "من بين الأهداف فرض التكاليف على إسرائيل وحلفائها، وإظهار نفوذهم الإقليمي، وتعزيز الدعم المحلي".
ووفقاً للمجلّة، "ليس لدى الولايات المتحدة وحلفائها خيارات جيدة عندما يتعلق الأمر بالتعامل" مع اليمنيين، مؤكدةً أنهم في اليمن "يمتلكون حتى الآن اليد العليا في مباراة ملاكمة الظل مع الولايات المتحدة".
وأضافت أنهم في اليمن "يستمدون الدعم والإشادة من الدول والشعوب الإسلامية الأخرى لوقوفهم إلى جانب الفلسطينيين في غزة".
وفي حين أن "التكاليف العالمية للهجمات اليمنية على الشحن البحري تتزايد بشكل مطرد"، بحسب التقرير الأميركي، فإن "الهجمات تحقق مكاسب سياسية وحتى استراتيجية كبيرة لليمن، الذين يبدو أنهم ينتصرون في جبهة العلاقات العامة داخل اليمن وخارجه".
ولقد أدت الهجمات البارزة، وفقاً للمجلة الأميركية، إلى "إثارة الفخر الوطني" لدى العديد من اليمنيين.
وجاء في التقرير أن عمليات الاتصالات الاستراتيجية المتطورة التي يقوم بها اليمنيون "تلفت انتباه الجماهير المحلية والدولية إلى كل هذه الهجمات".
وقالت مصادر يمنية لمجلّة، أن الهجمات أدت إلى "تدفق التبرعات للمجهود الحربي من الشركات اليمنية والمواطنين الأفراد"، وتمثل هذه الهجمات "دليلاً على الامتداد الجغرافي لليمنيين وبروزهم كقوة إقليمية"، بيث أن اليمنيين "يتمتعون بقدرة قوية على الصمود والتكيف".
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، بحسب المجلّة، "ركزت الولايات المتحدة وحلفاؤها على الإجراءات الدفاعية التي تهدف إلى اعتراض صواريخ اليمنيين وطائراتهم بدون طيار".
وتكاليف هذه التدابير تتزايد باطراد، بحسب التقرير الأميركي، ولا تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها الاستمرار بسهولة في إنفاق أعداد كبيرة من الصواريخ النادرة التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات للقضاء على الطائرات بدون طيار التي قد لا تتجاوز تكلفتها ألف دولار.
وجاء في التقرير أنه حتى الآن، لم يستخدم اليمنيون سوى جزء صغير من الطائرات المسلحة بدون طيار والصواريخ التي يمتلكونها حالياً.
وذكر التقرير أن |اليمنيين لم يستخدموا طائراتهم بدون طيار وصواريخهم الأكثر تطوراً بعيدة المدى|، مؤكداً أنهم "يمتلكون أعداداً كبيرة من الألغام البحرية، بما في ذلك الألغام النفوذية التي يصعب اكتشافها".
وقالت المجلة إن اليمنيين "سوف يردون على الضربات التي تقودها الولايات المتحدة من خلال مهاجمة البنية التحتية للطاقة في السعودية والإمارات".
وسيقوم اليمنييون، وفقاً للمجلة، بـ"نشر صواريخ أكثر تطوراً وطائرات بدون طيار مسلحة".
وفي حين أنه "من المرجح أن تكون السفن الحربية الأميركية وقوات التحالف قادرة على الدفاع عن نفسها ضد هذه الأسلحة، فإن الشحن التجاري، وخاصة الناقلات، ستكون عرضة للخطر بشكل متزايد".
لقد أغلق اليمنييون، وفقاً للمجلة، بالفعل باب المندب أمام العديد من شركات الشحن العالمية، قائلةً إن "الصراع الشديد الحدة في باب المندب وما حوله يعني أن حركة الشحن في البحر الأحمر قد تضاءلت أو حتى توقفت تماماً لعدة أشهر".
لقد حقق اليمنيون، حسب المجلّة الأميركية، "أهدافهم إلى حد كبير من خلال فرض التكاليف على "إسرائيل" وحلفائها، وإظهار نفوذهم الإقليمي، وتعزيز الدعم المحلي".
يأتي ذلك في وقت أكّد وزير الدفاع في حكومة صنعاء، محمد العاطفي، أنّ موقف اليمن بشأن البحر الأحمر ثابت، مشدّداً على أنّ القوات المسلّحة اليمنية في جاهزية عالية وعلى أهبة الاستعداد القتالي للتعامل مع كل الخيارات والفرضيات المحتملة.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: عسكرة البحر الأحمر.. نظرة في دوافع التحركات الأخيرة ودلالاتها الأربعاء 27 ديسمبر 2023, 7:29 am
"2 مليون دولار مقابل 2000 دولار".. قلق أميركي من ارتفاع كلفة اعتراض هجمات اليمن
مع محاولة السفن الحربية الأميركية التص للمزيد من الطائرات بدون طيار والصواريخ اليمنية في البحر الأحمر، يشعر مسؤولو البنتاغون بقلق متزايد ليس فقط من التهديد الذي تتعرض له القوات البحرية الأميركية، ولكن أيضاً من التكلفة المتزايدة للهذه العملية.
تحدث تقرير في موقع "بوليتيكو" الأميركي، بعنوان "صاروخ بقيمة 2 مليون دولار مقابل طائرة بدون طيار بقيمة 2000 دولار"، عن "قلق البنتاغون الأميركي من التكلفة" التي تفرضها الهجمات من اليمن، مشيراً إلى أنّ "ذلك سرعان ما يصبح مشكلة لأن الفائدة الأكبر هي في صالح صنعاء.
وأكّد التقرير أنه "مع قيام السفن الحربية الأميركية بعمليات إسقاط ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ اليمنية في البحر الأحمر، يشعر مسؤولو البنتاغون بقلق متزايد ليس فقط من التهديد الذي تتعرض له القوات البحرية الأميركية والشحن، ولكن أيضاً من التكلفة المتزايدة للحفاظ على سلامتهم".
[rtl]وذكر التقرير بأنّ "مدمرات تابعة للبحرية الأميركية أسقطت 38 طائرة بدون طيار وصواريخ متعددة في البحر الأحمر خلال الشهرين الماضيين، ووفقاً لمسؤول بوزارة الدفاع، في يوم السبت الفائت وحده، اعترضت المدمرة "يو إس إس كارني" 14 طائرة بدون طيار هجومية في اتجاه واحد".[/rtl]
[rtl]القوات اليمنية كثفت هجماتها وعطلت بالفعل الشحن البحري إلى "إسرائيل"[/rtl]
[rtl]وبحسب التقرير، فقد تكثفت الهجمات من اليمن في البحر الأحمر. وأوضح أنّ "تكلفة استخدام الصواريخ البحرية باهظة الثمن،والتي يمكن أن تصل إلى 2.1 مليون دولار للصاروخ الواحد، لتدمير الطائرات اليمنية بدون طيار، والتي تقدر كلفة تصنيعها ببضعة آلاف من الدولارات لكلّ منها، تشكل مصدر قلق متزايد"، وفقاً لثلاثة مسؤولين آخرين في وزارة الدفاع.[/rtl]
وبيّن أحد مسؤولي وزارة الدفاع أنّ "تعويض التكلفة ليس في صالحنا"، بينما يقول الخبراء إن هذه "مشكلة تحتاج إلى معالجة"، ويحثون وزارة الدفاع على البدء في النظر في خيارات أقل تكلفة للدفاع الجوي.
من جهتها، أكّدت حكومة صنعاء أنّ الهجمات تأتي دعماً للفلسطينيين في الحرب التي تشنها عليهم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وأنهم لن يتوقفوا حتى توقف "إسرائيل" عملياتها في غزة، وتفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وفي المقابل، اعتبر ميك مولروي، المسؤول السابق في وزارة الدفاع وضابط وكالة المخابرات المركزية، أنه "سرعان ما يصبح هذا مشكلة لأن الفائدة الأكبر، حتى لو أسقطنا صواريخهم وطائراتهم بدون طيار، ستكون لصالحهم".
وأضاف مولروي: "نحن، الولايات المتحدة، بحاجة إلى البدء في النظر إلى الأنظمة التي يمكنها هزيمة تلك الأنظمة التي تتماشى بشكل أكبر مع التكاليف التي ينفقونها لمهاجمتنا".
وكان وزير الدفاع لويد أوستن أعلن، الإثنين، عن تحالف بحري دولي جديد "لحماية الشحن ومواجهة الهجمات" التي يشنها اليمن ضد الاحتلال الإسرائيلي والسفن المتجهة إليه، وقد أشار أوستن إلى أنه "يأخذ الأزمة على محمل الجد".
وقد أرسل البنتاغون كمية كبيرة من القوة النارية إلى المنطقة، بما في ذلك مجموعتين من حاملات الطائرات، جيرالد ر. فورد في شرق البحر الأبيض المتوسط ودوايت د. أيزنهاور في خليج عدن، بينما تقوم الآن 4 مدمرات وطراد على الأقل بدوريات بالقرب من معبر باب المندب، بحسب بوليتيكو.
وأكد الناطق الرسمي باسم أنصار الله محمد عبد السلام في حواره مع الميادين نت أنّ تحالف واشنطن البحري الذي أعلن عنه أمس لن يؤثر في العمليات اليمنية، مشيراً، في هذا السياق، إلى وجود الفرقاطات الأميركية والفرنسية والبريطانية والقواعد العسكرية في الضفة الأخرى من البحر الأحمر، والتي لم تستطع أن تمنع عمليات اليمن الداعمة لغزة.
وجدد عبد السلام تأكيده أنّ "الممرات الدولية المحاذية لليمن آمنة، ولا يوجد فيها أي مشاكل أمنية أو عسكرية". مضيفاً أنّ ما يتم استهدافه هي السفن المتجهة إلى إسرائيل، أو السفن الإسرائيلية".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: عسكرة البحر الأحمر.. نظرة في دوافع التحركات الأخيرة ودلالاتها الثلاثاء 02 يناير 2024, 3:30 pm
واشنطن تفشل في تدويل أمن البحر الأحمر
ليست المرة الأولى التي يؤدي فيها اليمن دوراً مهماً في مسألة أمن البحر الأحمر، وسبق له أن قام خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 بإغلاق مضيق باب المندب، وسمح للقوات البحرية المصرية بالتمركز هناك.
وتشهد المنطقة منذ عدة أسابيع حالة اضطراب كبيرة في حركة السفن المتوجهة إلى إسرائيل وفي الملاحة الدولية، وهو ما ردت عليه الولايات المتحدة بتشكيل التحالف البحري الدولي لمنع هجمات الحوثيين، وتأمين طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، وخليج عدن.
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أعلن، في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، من البحرين، عقب زيارة أيضاً إلى إسرائيل، عن إطلاق عملية "حارس الازدهار" الدولية، وهي مهمة أمنية متعددة الجنسيات تضم نحو 20 دولة.
كان من المفترض أن تشارك فيها بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج والبحرين وسيشيل وإسبانيا، وتكون تحت مظلة القوات البحرية المشتركة (سي إم إف) وقيادة فرقة العمل 153 التابعة لها، وستركز على الأمن في البحر الأحمر.
الممانعة الأوروبية لتدويل أمن البحر الأحمر واللافت أنه بعد إعلان التحالف بعدة أيام، أعلنت عدة دول أوروبية، من بينها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، رفضها الانضمام إليه، رغم أن بعضها يشارك في عمليات التصدي للهجمات الحوثية مثل فرنسا، الموجودة في المنطقة عن طريق القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي، والفرقاطة "لانغدوك" التي أسقطت طائرتين مسيّرتين قادمتين من اليمن.
وصرحت باريس رسمياً بأنها لن تنضم إلى التحالف. وقالت وزارة الدفاع الفرنسية إنها تدعم الجهود الرامية إلى تأمين أمن البحر الأحمر والمنطقة المحيطة به، وإنها تعمل في المنطقة، وتفضل أن تبقى سفنها تحت القيادة الفرنسية.
وعلى نفس المنوال، تعهدت إيطاليا بتعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر، وسترسل الفرقاطة "سان فرجينيو"، التي ستؤمن الحماية للسفن الإيطالية، وستستجيب للطلبات التي سيقدمها أصحاب السفن الإيطالية. وشددت على أن هذا يندرج في إطار وجودها الحالي، وليس في إطار عملية "حارس الازدهار".
أوساط دبلوماسية مصرية: القاهرة تلقت تطمينات من طهران بأن إغلاق باب المندب لن يؤثر على قناة السويس
وكان رد الفعل الإسباني على تشكيل التحالف هو الأكثر حدة، وجاء في سياق سلسلة المواقف الصريحة التي اتخذتها حكومة مدريد ضد الحرب الإسرائيلية على غزة. وأعلنت إسبانيا أنها لن تشارك في أي عملية أمنية في البحر الأحمر، إلا إذا كانت تحت أي مظلة أوروبية أو أطلسية.
ورد رئيس الحكومة الإسبانية الاشتراكي بيدرو سانشيز على مكالمة الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه "لا غنى عن إنشاء مهمة جديدة ومحددة مخصصة" لحماية حركة الملاحة البحرية التجارية في البحر الأحمر. وأكد أن هذه المهمة الخاصة يجب أن يكون لها "نطاق عملها، ووسائلها، وأهدافها الخاصة، التي تحددها الهيئات المختصة في الاتحاد الأوروبي".
وعلى هذا، أعلنت مدريد أنها تعارض توسيع مهمة عملية "أتلانتا" الأوروبية التي تكافح القرصنة في خليج عدن منذ عام 2008. كما شددت على أن "طبيعة وأهداف مهمة أتلانتا لا علاقة لها بما نهدف إلى تحقيقه في البحر الأحمر".
وحددت الحكومة الاسبانية أنها لن تشارك على نحو أحادي، وقالت إن مدريد قررت توخي "أقصى درجات الحذر"، ورأت نائبة رئيس مجلس الوزراء يولاندا دياز في سرعة الدول الغربية في التحرك لحماية التجارة البحرية الدولية "نفاقاً كبيراً"، مضيفة أن الأمر يتناقض مع عجزها عن حماية السكان المدنيين في غزة من القصف الإسرائيلي.
وسجل عدم مشاركة ثلاث دول أوروبية أول ضربة للتحالف، وإشارة إلى أنه بدأ بالتصدع قبل أن ينطلق. وبالتالي لن يواصل بنفس الزخم الذي كانت تخطط له الولايات المتحدة، وسيقتصر في نهاية المطاف على دولتين أساسيتين، هما أميركا وبريطانيا. الأسباب التي حالت دون نجاح مسعى واشنطن عديدة. السبب الأول، أن التحالف خلا من الدول المتشاطئة على البحر الأحمر، وكانت واشنطن تراهن على مشاركة كل من مصر والسعودية على نحو خاص، نظراً لما يمثله البلدان من ثقل في معادلة هذا الممر المائي الحيوي.
دوافع القاهرة والرياض ومن بين دوافع كل من القاهرة والرياض لرفض المشاركة أنهما أرادا النأي بنفسيهما كي لا يتم تفسير المشاركة على أنها من أجل حماية أمن إسرائيل، وهذا شكل صدمة لواشنطن، التي عملت منذ بداية الحرب على غزة من أجل تأمين إسناد عربي لخطواتها.
ويبدو أن الاتصالات المصرية الإيرانية أدت دوراً مهماً في نأي مصر بنفسها عن التحالف، وكشفت أوساط دبلوماسية مصرية أن القاهرة تلقت تطمينات من طهران بأن إغلاق باب المندب لن يؤدي إلى التأثير على قناة السويس، بسبب ما يقوم به الحوثيون ضد السفن المتجهة إلى إسرائيل.
ولا تقتصر التطمينات على مصر وحدها، بل على كافة دول المنطقة، وتلك التي تعتمد في النقل على هذا الشريان المائي. وصار واضحاً أنه لا يوجد تهديد للملاحة الدولية بشكل عام، ولكن للسفن الإسرائيلية، أو المتجهة إلى إسرائيل أو القادمة منها فقط، ولكن الولايات المتحدة أثارت زوبعة كبيرة من دون مبرر.
والسبب الثاني الذي عرقل مهمة واشنطن في تشكيل قوة أمنية في البحر الأحمر هو هدف المهمة المنوطة الملقاة على عاتق التحالف، إذ اعتبرت الأغلبية العظمى من الدول أن ما ترمي إليه الولايات المتحدة هو تأمين أمن إسرائيل، وهذا ما وضع بعضها في موقف المحرج، أو الخائف من ردود الفعل العربية المتضامنة مع غزة. وهو ما ينطبق على فرنسا وإيطاليا.
والسبب الثالث هو الخلاف الصريح مع السياسة الأميركية تجاه الحرب على غزة، وهذا ما عبّر عنه موقف الحكومة الإسبانية، التي تتبنى قوى اليسار المشاركة فيها موقفاً داعماً بقوة لغزة ومعادٍ للمواقف الأميركية، وتطالب بوقف إطلاق النار شرطاً مسبقاً للمشاركة في أي موقف دولي.
تنبهت إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973 إلى أهمية هذا الممر المائي، ولم تتمكن من موقع قدم متقدم يقربها من باب المندب إلا في عام 1995، عندما شاركت إريتريا باحتلال جزر حنيش اليمنية في البحر الأحمر، وكان ذلك ثمرة علاقات بنتها مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي. لكن العلاقات مع إريتريا لم تمكن إسرائيل من تحقيق هدفها، بأن تصبح طرفاً أساسياً في معادلة الملاحة في البحر الأحمر، وكانت موانئ السودان نصب أعينها، عندما بدأت عملية التطبيع مع رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان.
تنبهت إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973 إلى أهمية هذا الممر المائي
بقي أمن البحر الأحمر عربياً، وتتحكم بشواطئه الأساسية كل من اليمن، السعودية، السودان، مصر، رغم وجود مينائي عصب ومصوع الإريتريين، وإسرائيل التي تحتفظ بميناء إيلات.
موانئ إريتريا وإسرائيل على البحر ليست بذات أهمية الموانئ العربية الاستراتيجية، بفعل التحكم العربي بباب المندب، وقناة السويس، وهما الممران الإجباريان للملاحة في البحر الأحمر، لذلك تأثر نشاط ميناء إيلات بنسبة 85 في المائة بسبب هجمات الحوثيين.
حركة التجارة في البحر الأحمر وتشير التقديرات إلى أن بين 12 في المائة إلى 15 في المائة من التجارة العالمية تمر عبر البحر الأحمر، وهو ما يمثل 30 في المائة من حركة الحاويات العالمية.
كما يتم أيضاً شحن ما بين 7 في المائة إلى 10 في المائة من النفط العالمي، و8 في المائة من الغاز الطبيعي المسال، عبر نفس الممر المائي، وهذه النسبة الكبيرة ربما تكون لها تداعيات خطيرة على التجارة العالمية، التي تعاني من التوترات بين واشنطن وبكين، ومن العقوبات الغربية على روسيا.
وعلى أي حال، يؤدي تغيير مسار السفن من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح في أفريقيا إلى تأخير يصل إلى أسبوعين للشحن، ويضيف أكثر من مليون دولار إلى تكاليف الرحلة الواحدة. وفي نهاية المطاف، قد يؤدي الوقت الإضافي والنفقات الإضافية إلى رفع أسعار الوقود، ويؤثر سلباً على توافر السلع في الدول الأوروبية.
وكانت تقديرات سابقة قد ذكرت أن حجم التجارة السنوية التي تمر عبر البحر الأحمر تصل إلى نحو تريليون دولار، بما في ذلك النفط والغاز والسلع الغذائية والسيارات، ولكنها لن تتأثر كاملة، حسب التطمينات الصادرة عن الحوثيين وإيران.
التطمينات لا تكفي من أجل استمرار حركة الملاحة الدولية، فهناك مخاوف فعلية لدى أصحاب السفن وشركات التأمين الدولية من حصول مواجهات مسلحة بسبب الحركة المكثفة للدوريات الأميركية والبريطانية، ونية إسرائيل التدخل، بما ينعكس سلباً على بقية السفن، التي صارت تفضل طريق رأس الرجاء الصالح.
وكانت تقارير صحافية إسرائيلية قد تحدثت عن تباين داخل حكومة الاحتلال حيال الرد الأنسب على هجمات الحوثيين، وبحسب تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فقد رأى بعض المسؤولين في تل أبيب أنه يتوجب عدم غض الطرف والردّ على هذه الهجمات.
وهناك فريق آخر يرى ضرورة التعاطي مع الهجمات على أساس أنها تحدٍّ دولي، وأنه يتوجب على إسرائيل عدم التصدي وحدها له، فهذه الهجمات ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار على مستوى العالم، ما سيحفز المزيد من الدول على التدخل لوقفها.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: عسكرة البحر الأحمر.. نظرة في دوافع التحركات الأخيرة ودلالاتها السبت 06 يناير 2024, 10:10 am
قد ينافس الموانئ الإسرائيلية.. تل أبيب تترقب خط النقل البحري بين الأردن ومصر
سلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على خط النقل العربي الجديد بين الأردن ومصر. وقال موقع "port2port" الإخباري الإسرائيلي المتخصص في شؤون النقل إن الخط البحري البري العربي الجديد بين ميناء العقبة بالأردن وميناء نويبع في مصر ثم برا إلى ميناء الإسكندرية سيكون حلقة وصل بين البحر الأحمر إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
ويتضمن هذا المشروع استخدام خط سكة حديد يمتد من الأردن وعمان إلى منطقة العقبة مرورا بمينائي طابا ونويبع جنوبا ثم الاتجاه برا في الاتجاه الشمالي الغربي حتى محافظة بورسعيد.
وتعمل على تنفيذ هذا المسار العربي الجديد شركة عبارات كبرى مملوكة لمصر والأردن والعراق، ويطلق عليها اسم "شركة الجسر العربي للملاحة"، حيث أعلنت الشركة أمس اعتزامها البدء في أعمال تنفيذ الخط العربي اعتبارا من الأسبوع المقبل كخط بديل بعد إعلان عدد من شركات الشحن العالمية الكبرى تحويل مسار طريقها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
خط التجارة العربي يساهم في ربط منطقة الخليج بالبحر المتوسط وخليج العقبة عن طريق مصر، فهو جزء من مسار مبادرة الحزام والطريق، التي تهدف إلى إحياء طرق التجارة القديمة البرية والبحرية بقصد تحسين الترابط والتعاون على نطاق واسع يمتد عبر القارات.
وتعمل مصر على إعادة فكرة مد خط سكك حديدية جديد يربط بين العريش وطابا وشرق بورسعيد، وسوف يساعد في تسهيل عمليات نقل البضائع.
وسيوجه هذا المشروع ضربة قوية لمشروع القطار الإسرائيلي السريع لربط البحرين الأحمر والمتوسط عبر ميناء إيلات.
وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية إن مشروع الحكومة الإسرائيلية الطموح، الذي تم تضمينه في الاتفاقات الائتلافية الحكومية سيكلف حوالي 25 مليار شيكل، تضمن ميزانية بناء الخط، الذي يفترض أن يتصل بالقطار الذي سيمر عبر بلدان أخرى، ستأتي من "الاتفاقيات الدولية".
وقال محرر الصحيفة العبرية لشؤون النقل والمواصلات روي روبنشتاين، إن إنشاء خط من بيت شان إلى إيلات للقطارات بسرعة 250 كم / ساعة سيكون خطوة إيجابية للغاية للاقتصاد الإسرائيلي ومنافسا قويا لمشروعات الدول المجاورة.
وأطلقت شركة "الجسر العربي" أمس أول شحنة بحرية عبر الخط العربي الجديد الذي يجمع بين النقل البري والبحري.
وقامت الشركة بإخراج شحنة حاويتين من ميناء العقبة إلى ميناء نوبيع في مصر ومن ثم تم نقلهما برا إلى ميناء الإسكندرية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط في طريقهما إلى إيطاليا.
وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة الجسر العربي، عدنان العبد الله، أنه تم نقل أول حاويتين محملتين على شاحنات من ميناء العقبة (محطة الركاب) على متن سفينة تابعة لأسطول "الجسر العربي".
وبحسب قوله فإن إطلاق هذه الخدمة يعد نجاحا مهما لفكرة الخط الملاحي الدولي الذي يربط ميناء العقبة بالموانئ الأخرى في البحر الأبيض المتوسط.
وأوضح أن هذا الخط ضروري لنقل الصادرات الأردنية المتجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، وخاصة صادرات المناطق الصناعية والمنتجات الزراعية.
وأضاف العبد الله أنه بعد إطلاق هذا الخط تبين أنه أقل تكلفة وأقصر ويتضمن إجراءات سريعة ويوفر المزيد من الأمان في مجال النقل البحري.
ولذلك، وبحسب الرئيس التنفيذي، فمن المتوقع زيادة القدرة التنافسية لميناء العقبة وميناء نوبيع، مع إلغاء حاجة بعض المصدرين الأردنيين بشكل كامل لاستخدام الموانئ البحرية الإسرائيلية لأغراض التصدير.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: عسكرة البحر الأحمر.. نظرة في دوافع التحركات الأخيرة ودلالاتها الثلاثاء 09 يناير 2024, 6:46 pm
ما مآلات التصعيد العسكري بين الإدارة الأميركية والحوثيين؟
تتصاعد حدة الخطاب والتهديدات المتبادلة بين جماعة الحوثيين والإدارة الأميركية عقب قيام طوافات تابعة للقوات الأميركية، انطلقت من حاملة الطائرات "أيزنهاور" والمدمرة "غرافلي"، بقتل عشرة مسلحين حوثيين خلال محاولتهم السيطرة على سفينة الشحن الدنماركية "ميرسك هانغتشو" نهاية الشهر الماضي.
وفي السياق، قال رئيس "المجلس السياسي الأعلى" للجماعة مهدي المشاط إن الأميركيين سيدفعون الثمن باستهدافهم القوات البحرية اليمنية، وقد فتحوا على أنفسهم باباً لن يستطيعوا إغلاقه. واعتبر المشاط خلال ترؤسه اجتماعاً للقيادات العسكرية والأمنية، السبت الماضي، أن "دماء شهداء القوات البحرية دشنت معركة جديدة مع العدو الأميركي والرد عليه آتٍ لا محالة".
وأكد المشاط أن أي سفينة مرتبطة بالكيان الصهيوني لن تمر من البحر الأحمر مهما كان الثمن، مشيراً إلى أنه "إذا كان الأميركي ملتزما بحماية الكيان الصهيوني، فنحن ملتزمون بحماية فلسطين وغزة، ونحن جاهزون لكل الاحتمالات، والخيارات مفتوحة".
وكان الحوثيون أعلنوا استهدافهم للسفن الإسرائيلية أو تلك المتوجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن، حتى يتم إدخال الغذاء والدواء إلى غزة. وشنوا، منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن. وقاموا بإطلاق أكثر من 50 صاروخاً وطائرة مسيرة استهدفت مدينة إيلات جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.
عبدالله بن عامر: مصالح أي دولة تنخرط في أعمال عدائية ضد اليمن ستتضرر
وتتنوع الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون في استهداف السفن، أبرزها الصواريخ من نوع كروز والبالستية، والطائرات المسيرة، والزوارق والألغام البحرية المتنوعة.
وتساهم هذه الأسلحة في نجاح الحوثيين باستهداف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، خاصة أنهم يسيطرون على الشريط الساحلي الغربي، الممتد من ميناء ميدي التابع لمحافظة حجة شمال غرب البلاد حتى ساحل مدينة الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة جنوباً، وهو شريط ساحلي يمتد لأكثر من 300 كيلومتر.
الحوثيون يمتلكون عدة خيارات للرد على أي عدوان وقال العميد عبد الله بن عامر، نائب مدير التوجيه المعنوي للقوات المسلحة في حكومة صنعاء غير المعترف بها دولياً، لـ"العربي الجديد" إنه "إذا حدث عدوان أميركي بريطاني على بلادنا فبالتأكيد اليمن يمتلك خيارات عدة للرد، منها استهداف مصادر التهديد ذاتها، أي السفن الحربية، وصولاً إلى القواعد العسكرية التي يمكن أن تنطلق منها الصواريخ أو الطائرات".
وأضاف بن عامر أن "أي دولة تنخرط في أعمال عدائية ضد اليمن، فمصالحها سوف تتضرر، وهذا يتوقف على مدى توسع الأعمال العسكرية العدائية ضد بلادنا، فاليمن سيعمل على التعامل مع كل عمل عسكري بما يتناسب وذلك العمل من حيث طبيعة الرد".
ولفت إلى أنه ستكون أمام "القوات المسلحة خيارات عدة، من ضمنها توسيع دائرة بنك الأهداف لتشمل أهدافاً عسكرية في الجوار اليمني، فالقواعد العسكرية الأميركية منتشرة في جوارنا وبشكل واسع، وجزء منها ضمن مديات صواريخ ومسيرات اليمن، سواء في الجوار الخليجي أو الجوار الأفريقي".
العدوان على الحوثيين متوقع وأشار بن عامر إلى أن "العدوان على اليمن محتمل ومتوقع، وهناك رسائل عدة وصلت بهذا الشأن، منها رسائل الترغيب في البداية، ثم التهديد، وجرت اتصالات مكثفة مع سلطنة عمان خلال الأسبوعين الماضيين بهدف منع اليمن من استهداف السفن الإسرائيلية".
وأضاف أن "الجانب الأميركي كان يؤكد أنه مهتم بالملف الإنساني في غزة، وسيعمل على توسيع دائرة إدخال المساعدات مقابل التوقف عن استهداف السفن، إلا أن الأميركي لم يتجه عملياً لتحقيق ذلك، بل كان يقول إنه مهتم بالجانب الإنساني لكن لا يريد أن يظهر أمام العالم على أنه رضخ لمن سماهم الحوثيين".
وأكد أن "الجانب الأميركي يمتلك قوة عسكرية كبيرة لكن لا يستطيع المناورة في البحر الأحمر، ومجال المناورة العسكرية محدود جداً. وإذا اشتعل الصراع فإنه سوف يؤدي إلى إغلاق البحر الأحمر أمام حركة التجارة العالمية، واليمن يمتلك أسلحة قادرة على إرباك الأميركي والبريطاني، وبالتالي لن يستطيع الأميركي حسم المعركة، بل سيدخل في مأزق، وهذا سيعطل حركة التجارة ليس لأسابيع بل لأشهر".
وتلتزم الإدارة الأميركية حتى الآن بمبدأ الحرص على عدم توسيع دائرة الصراع في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي جعلها تسعى إلى تشكيل تحالف دولي، يضم أكثر من عشر دول لحماية طرق الملاحة الدولية، تجنباً للدخول في صراع مباشر مع الحوثيين.
وضاح العوبلي: اتساع الصراع يعتمد على نوع ودرجة الرد الأميركي والدولي
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، قد أعلن في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي تشكيل قوة عمل بحرية باسم "حارس الازدهار" بمشاركة دولية، بهدف مواجهة الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن. أضف لذلك أن الإدارة الأميركية تجنبت حتى الآن مهاجمة أهداف حوثية في الداخل اليمني، فيما لا يزال هذا الخيار وارداً وفقاً لتصريحات قادة أميركيين.
ونقلت شبكة "سي أن أن"، أخيراً، عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله، تعليقاً على قتل القوات الأميركية للمسلحين الحوثيين، إن الولايات المتحدة لن تتردد في استخدام القوة المميتة مرة أخرى ضد الحوثيين دفاعاً عن النفس. وأضاف: "إذا حدث ذلك مرة أخرى، فمن المحتمل أن نفعل الشيء نفسه بالضبط".
في سياق متصل كثفت الإدارة الأميركية من تواجدها في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث أكد مسؤول دفاعي أميركي أن حاملة الطائرات الأميركية "أيزنهاور" ومجموعتها الهجومية تتمركز قبالة سواحل اليمن، موضحاً أن حاملة الطائرات يصاحبها طراد الصواريخ الموجهة ومدمرات الصواريخ الموجهة.
الصراع بين الحوثيين وأميركا سيظل محدوداً ورأى الخبير والمحلل العسكري العقيد وضاح العوبلي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الصراع بين جماعة الحوثي وأميركا سيظل في نطاق محدود إذا استمر التحرك الأميركي عند المستوى الذي هو عليه اليوم، معتبراً أن "اتساع الصراع يعتمد على نوع ودرجة الرد الأميركي والدولي المحتمل".
وأشار إلى أنه "إذا واجه الحوثيون رداً حازماً وجاداً ومؤثراً، تترافق معه حزمة إجراءات إضافية على المستويين السياسي والدبلوماسي، عبر إعادة إدراج الجماعة على قائمة الجماعات الإرهابية، فإن هذا سيمثل إعلان انتهاء حالة التدليل الدولية للحوثيين، وبالتالي ردعهم كما يجب".
ولفت المحلل العسكري إلى أنه ليس بإمكان الحوثيين تحقيق ضربات مباشرة على مصالح أميركية، باستثناء استمرارهم في ما سماه "حالة التحرش العدائي في البحر الأحمر"، وإقلاق أمن الممر البحري، ما يؤدي لمضاعفات في أعباء النقل البحري، وإعاقة سلاسل الإمدادات.
واعتبر العوبلي أن "الخيارات أمام أميركا أوسع مما هي عليه أمام الحوثيين، وأبرزها تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، ودعم القوى المحلية لتحييد الخطر الحوثي عن الممر الملاحي عبر تحرير الساحل الغربي لليمن ومدينة الحديدة، وتقليص مسرح المناورة الحوثية إلى أدنى ما يمكن، وذلك عبر تنفيذ عمليات نوعية لاستهداف قيادات بارزة في الجماعة، لضرب هيكلها القيادي، والتأثير على بنيتها الحركية والتنظيمية".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: عسكرة البحر الأحمر.. نظرة في دوافع التحركات الأخيرة ودلالاتها الثلاثاء 09 يناير 2024, 6:49 pm
رغم هجمات الحوثيين.. ناقلات النفط تواصل الإبحار في البحر الأحمر
أظهر تحليل -أجرته رويترز لبيانات تتبع السفن- أن حركة ناقلات النفط والوقود في البحر الأحمر كانت مستقرة في ديسمبر/كانون الأول، رغم أن العديد من سفن الحاويات غيّرت مساراتها بسبب هجمات جماعة الحوثي التي انطلقت من اليمن.
وأدت الهجمات إلى ارتفاع تكاليف الشحن وأقساط التأمين ارتفاعا حادا، لكن تأثيرها على تدفقات النفط جاء أقل من المخاوف مع استمرار شركات الشحن في استخدام الممر الرئيسي بين الشرق والغرب. وهاجم الحوثيون، الذين قالوا إنهم يستهدفون السفن المتجهة إلى إسرائيل، شحنات البضائع غير النفطية إلى حد كبير.
ولم تحدث التكاليف الإضافية فرقا كبيرا بالنسبة لمعظم شركات الشحن حتى الآن لأن تكلفة استخدام البحر الأحمر لا تزال في متناول الجميع مقارنة بإرسال البضائع حول أفريقيا. لكن الوضع يستحق المراقبة مع قيام بعض شركات النفط مثل "بي بي" وإكوينور بتحويل الشحنات إلى المسار الأطول. وقال خبراء إن زيادة تكاليف الشحن ستزيد على الأرجح صادرات الخام الأميركي إلى بعض المشترين الأوروبيين.
وقالت ميشيل ويز بوكمان محللة الشحن في لويدز ليست "لم نشهد حقا عرقلة حركة الناقلات التي كان يتوقعها الجميع".
وكانت هناك 76 ناقلة محملة بالنفط والوقود -في المتوسط- يوميا جنوب البحر الأحمر وخليج عدن في ديسمبر/كانون الأول، وهي المنطقة القريبة من اليمن والتي شهدت الهجمات. ويقل هذا العدد بمقدار سفينتين فقط عن متوسط نوفمبر/ تشرين الثاني وبواقع 3 سفن فقط عن المتوسط خلال أول 11 شهرا من عام 2023، وفقا لبيانات من خدمة "ماري تريس" لتتبع السفن.
تضاعف أسعار التأجير ورصدت خدمة "كبلر" المنافسة لتتبع السفن عبور 236 سفينة يوميا -في المتوسط- بمنطقة البحر الأحمر وخليج عدن بأكملها في ديسمبر/كانون الأول، وهو ما يزيد قليلا على المتوسط اليومي البالغ 230 سفينة في نوفمبر/تشرين الثاني.
وذكرت ويز بوكمان أن التكلفة الإضافية للإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا -بدلا من المرور عبر البحر الأحمر- ستجعل رحلات توصيل النفط أقل ربحية.
وأضافت محللة الشحن في لويدز ليست "وبالتالي، ستحاول وستمضي قدما".
وتضاعفت أسعار التأجير تقريبا منذ بداية ديسمبر/كانون الأول وفق بيانات من شركة "مارهلم" لتحليل بيانات السفن.
وتصل تكلفة شحن النفط على متن ناقلات "سويزماكس" قرابة 85 ألف دولار يوميا. ويمكن أن تحمل هذه الناقلات ما يصل إلى مليون برميل. وتبلغ تكلفة شحن النفط على متن سفن "أفراماكس" -التي يمكنها نقل 750 ألف برميل- 75 ألف دولار في اليوم.
وقد انخفضت حركة الناقلات في منطقة جنوب البحر الأحمر لفترة وجيزة بين 18 و22 ديسمبر/كانون الأول -عندما كثفت جماعة الحوثي هجماتها على السفن- إلى متوسط 66 ناقلة، لكن الحركة استؤنفت بعد ذلك، وفقا لخدمة ماري تريس لتتبع السفن.
وتراجعت حركة سفن الحاويات في المنطقة بشكل أكثر حدة بنسبة 28% خلال ديسمبر/كانون الأول مقارنة بنوفمبر/تشرين الثاني مع انخفاضات حادة النصف الثاني من الشهر بسبب تصاعد الهجمات، بحسب ماري تريس.
إصرار على المخاطرة وأوضح تحليل بيانات -لمجموعة بورصات لندن- أن العديد من شركات النفط الكبرى والمصافي وشركات خدمات الشحن واصلت استخدام طريق البحر الأحمر.
وقال كالفين فرويدج مؤسس شركة مارهلم لتحليل بيانات السفن "تريد شركات الشحن وعملاؤها حقا تجنب تعطل الجدول الزمني. لذا فهم ما زالوا يتحملون المخاطر".
وأشار إلى أن العديد من ناقلات النفط التي تعبر البحر الأحمر كانت تحمل الخام الروسي إلى الهند، والتي ليس للحوثيين مصلحة في مهاجمتها.
ووفق بيانات تتبع السفن بمجموعة بورصات لندن، عبرت قناة السويس والبحر الأحمر نهاية ديسمبر/كانون الأول السفينةُ "دلتا بوسيدون" التي تشغلها شركة "شيفرون" في طريقها إلى سنغافورة.
وأظهرت البيانات أن السفينة "سانمار سارود" -التي تشغلها شركة التكرير الهندية "ريلاينس"- عبرت البحر الأحمر أيضا أواخر ديسمبر/كانون الأول لتسليم مكونات البنزين إلى الولايات المتحدة.
وقال متحدث باسم "شيفرون": سنواصل بشكل فعال تقييم سلامة الطرق في البحر الأحمر وجميع أنحاء الشرق الأوسط واتخاذ القرارات بناء على آخر التطورات.
ولم ترد شركة التكرير الهندية على طلب للتعليق.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، عبرت هذا الطريق ناقلات أخرى تستأجرها وحدة "كليرليك" التابعة لشركة "جانفور" التجارية وشركة التكرير الهندية "بهارت بتروليوم" وشركة "أرامكو تريدنغ" السعودية. وقد رفضت هذه الشركات التعليق أو لم ترد على طلبات التعليق.
ويمكن لاستخدام البحر الأحمر أن يختصر حوالي 3700 ميل بحري لرحلة من سنغافورة إلى جبل طارق.
تحويل المسار وقد أوقفت بعض الشركات مثل "بي بي" و"إكوينور" جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر مؤقتا، وأعادت توجيه سفنها في المنطقة.
وتشير بيانات شركة "فورتسكا" لتتبع السفن إلى أن 32 ناقلة على الأقل حولت مسارها أو سلكت طريق رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس منذ النصف الثاني من ديسمبر/كانون الأول.
وأضافت "فورتسكا" أن الناقلات التي يتم تحويل مسارها في الغالب تلك التي استأجرتها الشركات التي أعلنت تعليق الإبحار بالبحر الأحمر مؤقتا أو التي تديرها كيانات أميركية أو مرتبطة بإسرائيل.
وقال تجار زيت الوقود ومصادر تزويد السفن بالوقود في آسيا إنهم ما زالوا يراقبون التطورات في البحر الأحمر، على الرغم من أن شرق السويس لا يزال به إمدادات كافية الوقت الحالي، لذا فمن غير المرجح أن تؤدي عمليات تحويل المسار الحالية إلى زيادة الأسعار.
وتشير بيانات "كبلر" إلى أن الاضطرابات من الشرق إلى الغرب أثرت بشكل رئيسي على الواردات الأوروبية من الديزل ووقود الطائرات حتى الآن. وفي الوقت نفسه، أثرت عمليات التحويل من الغرب إلى الشرق على بعض شحنات زيت الوقود والبنزين الأوروبية إلى الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادي وشرق أفريقيا.
وقال مات سميث، المحلل لدى "كبلر" لتتبع السفن، إن التوتر هناك دفع أيضا المزيد من مشتري النفط إلى التطلع للولايات المتحدة، ولعب دورا على الأرجح في الزيادة القياسية لصادرات النفط الخام إلى أوروبا إلى 2.3 مليون برميل يوميا في ديسمبر/كانون الأول.
وأضاف "حالة عدم اليقين المستمرة في البحر الأحمر من المرجح أن تحفز بعض الشراء الأوروبي للخام الأميركي".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: عسكرة البحر الأحمر.. نظرة في دوافع التحركات الأخيرة ودلالاتها الثلاثاء 09 يناير 2024, 6:50 pm
الحوثيون ينتقون الأهداف في مهاجمة السفن الإسرائيلية
تعكس الهجمات الحوثية المتكررة على أهداف تجارية إسرائيلية عابرة البحر الأحمر قرب اليمن، إحكام الجماعة اليمنية سيطرتها على المضائق المائية الحيوية وانتقاءهم للأهداف الإسرائيلية دون غيرها، حرصا على عدم توسيع نطاق الصراع.
ولطالما استحوذت الممرات المائية الممتدة على البحر الأحمر شمال غربي اليمن وصولاً إلى البحر العربي وخليج عدن، على الاهتمام الإقليمي والدولي، إلا أنها وجدت زخماً أكبر بعدما تحولت إلى نقاط لاستهداف السفن الإسرائيلية ردا على عدوان الاحتلال المدمر على قطاع غزة.
وتمتد السواحل اليمنية لأكثر من 2000 كيلومتر، ويطل البلد على مضيق باب المندب الممر الرئيسي للسفن العملاقة الناقلة للنفط مما يجعل حجم نشاط الملاحة البحرية في اليمن كبيراً جداً، حيث تمر قرابة 20 ألف سفينة سنوياً في المياه الإقليمية اليمنية تدخل منها ما بين 3000 و3500 سفينة إلى الموانئ اليمنية.
ويشير الخبير في الشؤون البحرية اليمني طه غيلان لـ"العربي الجديد"، إلى تفوق الترسانة العسكرية الأميركية والغربية وكذا لبعض الدول الخليجية المنتشرة على مواقع عديدة في الممرات المائية اليمنية، إلا أن الحوثيين ركزوا منذ وقت مبكر من الصراع الدائر في اليمن على وضع قبضتهم للتحكم بأهم مواقع وموانئ اليمن البحرية، والتمركز في مناطق مهمة يجعلها أحد المتحكمين في باب المندب الذي تتصارع عدة دول كبرى لفرض نفوذها عليه.
ويطل الساحل اليمني على مضيق باب المندب، وهو ممر مائي ضيّق بين اليمن وجيبوتي عند أقصى جنوب البحر الأحمر، واصلاً إياه بخليجي عدن وبحر العرب. ويقع المضيق بين دولتي اليمن وجيبوتي، ويفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، كما يتوسط القارات الخمس.
ويعد المضيق أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، إذ يعبره نحو خُمس الاستهلاك العالمي من النفط، كما تزايدت أهميته بسبب ارتباطه مع قناة السويس ومضيق هرمز في الخليج العربي.
ويرى خبراء ملاحة أن احتجاز الحوثيين الشهر الماضي سفينة "غالاكسي ليدر" الإسرائيلية، واستهداف العديد من السفن منذ ذلك الحين آخرها ثلاثة سفن تجارية يوم الأحد الماضي في غضون تسع ساعات فقط، وإرغام العديد من السفن على تغيير مساراتها، تشير إلى أن "صنعاء فرضت سيطرتها على الملاحة في أهم المضائق المائية في المنطقة والعالم، وهذا حدث استثنائي بحد ذاته".
وقال الباحث الاقتصادي رشيد الحداد في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "صنعاء (يسيطر عليها الحوثيون) أضحت قادرة على وقف حركة السفن الإسرائيلية من المرور في المياه الدولية عبر البحر العربي وصولاً إلى المحيط الهندي، وذلك في إطار تنفيذ قرارها المساند للشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أن استهداف السفن الإسرائيلية يأتي في إطار الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف الحرب على قطاع غزة.
ووفق مصادر يمنية، فإن استهداف السفن جاء بشكل انتقائي، حيث لم تتعرض أي سفينة غير إسرائيلية لأي إجراءات، وذلك في إطار عدم تصعيد الصراع.
ويرى الحداد أن استهداف السفن الإسرائيلية بمثابة ورقة ضغط ليس فقط على إسرائيل وإنما على أميركا نفسها التي بدورها يمكن أن تضغط على إسرائيل لوقف جرائم الإبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ووقف الحرب بشكل كلي.
وفي السياق، قال الخبير في الاقتصاد السياسي، عامر الشوبكي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن الهدف المعلن لجماعة الحوثيين من اعتراض السفن في مضيق باب المندب أو بالقرب منه، هو الشحنات التي تذهب إلى إسرائيل فقط حتى الآن، أي أن السفن المستهدفة هي تلك التي يملكها إسرائيليون، أو شركات إسرائيلية.
وحول تأثيرات ما يحدث على دول الخليج، قال الأمين العام للاتحاد الجزائري للاقتصاد والاستثمار، عبدالقادر سليماني، لـ "العربي الجديد"، إن أسعار النفط لم تتأثر صعودا فور استيلاء الحوثيين على أول سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي "غالاكسي ليدر" في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ما يعزوه سليماني إلى عدم تعرض ناقلات نفط عموماً، أو ناقلات نفط خليجية خصوصاً. لكنه لفت إلى أن أسواق النفط حساسة جدا لمثل هذه التهديدات وإنْ اقتصرت على المصالح الإسرائيلية.
ولفت سليماني إلى أن الحوثيين، المدعومين من إيران، ربما تكون لديهم ذات الحساسية أيضا إزاء التعدي على شحنات النفط الخليجية على خلفية اتفاق عودة العلاقات الأخير بين إيران والسعودية.
لكن الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون ضد ثلاث سفن في البحر الأحمر، أثارت غضب الولايات المتحدة الداعم الأكبر لإسرائيل في حربها ضد قطاع غزة.
وللمرة الأولى، وجهت القيادة المركزية الأميركية أصابع الاتهام مباشرة إلى إيران في الوقوف وراء هذه الهجمات وليس فقط إلى الحوثيين.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن لديها "سببا للاعتقاد بأن هذه الهجمات التي نفذها الحوثيون وقعت بدعم كامل من إيران"، مضيفة أن "هذه الهجمات تمثل تهديداً مباشرا للتجارة الدولية وأمن الشحن".
الحوثي يربك حركة التجارة الخارجية لدولة الاحتلال
نجحت جماعة الحوثي اليمنية في إثارة القلق حول مسارات التجارة الدولية التي تتم عبر مضيق باب المندب بعد أن خطفت قبل أيام سفينة تجارية مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر. وعقب اندلاع الحرب على غزة أطلقت الجماعة صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل، وأمس الأربعاء تم إطلاق دفعة من الصواريخ من اليمن تجاه مواقع عسكرية في أم الرشراش (إيلات) جنوب فلسطين المحتلة.
وتوعّدت الجماعة اليمنية باستهداف جميع السفن الإسرائيلية، أو التي ترفع العلم الإسرائيلي، أو التي تشغّلها شركات إسرائيلية أو تعود ملكيتها لها، وتمر قبالة المياه الإقليمية اليمنية، وفي البحر الأحمر الذي تمر عبره أكثر من 10% من التجارة العالمية سنويا، ونحو 21 ألف سفينة، و6 ملايين برميل من النفط يوميا.
صحيح، أن الجماعة اليمنية سارعت وأكدت أنها لا تستهدف التجارة العالمية المارة في البحر الأحمر، وإنما تستهدف السفن الإسرائيلية فقط، لكن حالة من القلق سيطرت على أسواق وتجارة العالم، على مستوى تجارة النفط والغاز الخليجية المارة عبر مضيق باب المندب متجهة نحو أوروبا والولايات المتحدة والأسواق الغربية.
وامتد القلق أكثر على مستوى تجارة دولة الاحتلال الخارجية خصوصا مع بعض دول الخليج ودول جنوب أسيا والشرق الأقصى وفي المقدمة الهند والصين وسنغافورة وهونغ كونغ، حيث إن إسرائيل تزود تلك الأسواق بمنتجات حيوية منها التقنية الحديثة والتكنولوجيا الفائقة والأسلحة والسيارات والمعدات الإلكترونية والأجهزة الطبية والبصرية الحيوية، والمنتجات الزراعية، والأغذية المصنعة، والمواد الكيميائية، ومعدات النقل؛ وصناعة الماس، إذ تعد دولة الاحتلال واحدة من المراكز العالمية لقطع الماس والتلميع.
وعلى مستوى التأثيرات المباشرة لاستيلاء الحوثي على السفينة الإسرائيلية التي كانت تبحر قبالة السواحل اليمنية، والتهديد باستهداف المزيد فقد تلقت تجارة الاحتلال الخارجية ضربة موجعة مع تجدد تلك التهديدات.
فالخطوة أضافت أعباء جديدة لتلك التجارة، خاصة الصادرات الإسرائيلية، تضاف للأعباء الحالية، ومنها تدهور المؤشرات الاقتصادية، وهروب الاستثمارات، وضخامة كلفة الحرب على غزة، واستدعاء نحو 360 ألفا من جنود الاحتلال، وهو ما أثر على عملية الإنتاج، وتدهور الأوضاع الأمنية، وهروب ما يقرب من 230 ألف يهودي للخارج، واتساع دائرة مقاطعة السلع والمنتجات الإسرائيلية في أسواق العالم بما فيها الأسواق الأوروبية.
خطوة الحوثي تلك في حال تكرارها من المتوقع أن تربك حركة التجارة الخارجية لإسرائيل، وتزيد عجز الميزان التجاري، وترفع تكلفة التأمين البحري على السفن والشاحنات الناقلة لسلع ومنتجات لأسواق العالم عبر البحر الأحمر سواء كانت قادمة من دولة الاحتلال، أو الواردات القادمة إليها بما فيها النفط والمواد الخام والسلع الوسيطة ومدخلات الإنتاج.
كما أن الخطوة تضغط بشدة على موانئ إسرائيل الواقعة على سواحل البحر الأحمر ومنها ميناء ومدينة إيلات اللذان بات اسمهما يتردّد في بيانات جيش الاحتلال، بعد أن أصبحا هدفًا رئيسيًا لصواريخ الحوثي وفصائل عراقية تطلق على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية في العراق".
وبسبب تلك المخاطر باتت السفن تتجنب بالفعل تلك الموانئ ومنها أشدود وانتقلت إلى حيفا خوفا من تعرّضها لصواريخ الحوثي واحتمال احتجازها في طريقها إلى إسرائيل أو إتلافها وهو ما يرفع أسعار التأمين.
وبالتالي ارتفاع أسعار السلع المستوردة وتحميل الزيادة للمستهلك كما حدث مع السيارات مؤخرا، فالسفينة المختطفة من قبل الحوثي كانت تحمل على متنها آلاف السيارات.
عسكرة البحر الأحمر.. نظرة في دوافع التحركات الأخيرة ودلالاتها