المعلق السياسي لمعاريف: جيشنا غير قادر على الانتصار ومازلنا نكذب على أنفسنا
أكد المعلق السياسي لصحيفة "معاريف" نير كيبنسي، أن المحللين العسكريين في القنوات التلفزيونية الإسرائيلية لا يقولون الحقيقة كاملة للجمهور الإسرائيلي، معتبرًا أن شعار "جيشنا قوي وقادرٌ على الانتصار على أي تهديد" قد تكون "كذبة قلناها لأنفسنا".
رأى نير كيبنسي، أن المحللين العسكريين الإسرائيليين الذين يظهرون في استديوهات القنوات التلفزيونية "يعرضون للجمهور حقائق ليست كاملة حول صورة التطورات
وقال نير كيبنسي في مقال، الجمعة، إن جنرالات الجيش الذين يظهرون (كمحللين عسكريين) في استديوهات القنوات التلفزيونية "يديرون ما يشبه منظومات دفاع جوي من طراز القبة الحديدية، ويشرحون لنا الكم الكبير من الإنجازات التي حققها الجيش ومدى الحكمة التي يدير فيها المعركة".
ورأى نير كيبنسي، أن المحللين العسكريين الإسرائيليين الذين يظهرون في استديوهات القنوات التلفزيونية "يعرضون للجمهور حقائق ليست كاملة حول صورة التطورات، ولا أريد أن أدعي أن دانيال هاغاري (الناطق باسم الجيش) يكذب على شعب إسرائيل، ولا أن أشك في الجنرالات الشرفاء في الاستديوهات، ولكني أذكر نفسي أنهم جميعًا يتقاضون راتبًا (أو بدل) من المنظومة الأمنية والعسكرية، وإنه لأمر رائع أن تظل مخلصًا للجيش الإسرائيلي، خصوصًا من جانب شخص كان يرتدي الزي العسكري لعقود من الزمن، تقريبًا طوال حياته البالغة".
وقال كيبنسي: "هؤلاء يخبرونا بالحقيقة، لكنها ليست الحقيقة كاملة. إذن ما هي الحقيقة؟ قريبًا سنرى الإجابة معًا، ولكن من الأكاذيب التي قلناها لأنفسنا: أن جيشنا الإسرائيلي قوي وقادر على أي تهديد، على الرغم من أننا في المرة الأخيرة التي أحرزنا فيها نصرًا مُبينًا غير قابل للتأويل، كان في العام 1967".
وتابع: "كانوا دومًا يرددون شعار امنحو الجيش الإسرائيلي فرصة تحقيق النصر، وكانوا يطالبون بذلك في كل مرة، وكان يبدو أن المستوى السياسي هو الذي يمنع الجيش من تحقيق النصر على أعدائنا، حتى أننا لم نلاحظ أن الجيش الإسرائيلي لم يكن قادرًا على ذلك حتى في كل مرة أُطلقت فيها يده، كما حدث في لبنان عام 2006، وفي حرب الجرف الصامد في عام 2014. مع نهاية كل جولة قتال رددوا الأكاذيب التي قلناها لأنفسنا عن نصر الله الذي تم ردعه في مخبأه في بيروت، أو بشأن حماس الضعيفة التي تريد فقط الحفاظ على حكمها."
وانتقد نير كيبنسي "أننا مازلنا نكذب على أنفسنا أكاذيب مماثلة حتى الآن: حماس فقدت السيطرة على شمال قطاع غزة، وسوف ينتفض السكان ضدها قريبًا".
وأضاف، أن الجيش فشل مرة أخرى في تحقيق "انتصار حاسم وسريع على الأرض" ضد تنظيم لا يملك قوة جوية ولا دبابات ولا يملك سفنًا ولا يملك أسلحة غربية دقيقة أو قبة حديدية لحماية سكانه، مؤكدًا أنه لا يقول ذلك للتقليل من حركة حماس، "فقد رأينا بالفعل مدى فتك هجومه الذي نفذه في الوقت المناسب بالاعتماد على المسلحين المزودين بالأسلحة الخفيفة، ولكن في النهاية هذه مليشيا ليس أكثر من ذلك بكثير".
أضاف، أن الجيش فشل مرة أخرى في تحقيق "انتصار حاسم وسريع على الأرض" ضد تنظيم لا يملك قوة جوية ولا دبابات ولا يملك سفنًا ولا يملك أسلحة غربية دقيقة أو قبة حديدية لحماية سكانه"
وأعرب عن أمله بأن يكون مخطئًا في تقديره، وأن ينجح الجيش في اغتيال يحيى السنوار ومحمد الضيف واستعادة الأسرى الإسرائيليين، واستسلام مقاتلي كتائب القسام، "ولكن في هذه الأثناء ما أراه حولي هو مواطنون أبرياء يتجمدون (من الخوف) وهم يسيرون في الشارع عندما يسمعون صوت دراجة نارية مسرعة، التي تبدو وكأنها بداية صافرة إنذار، أو صوت باب السيارة وهو يغلق بقوة شديدة".
وختم حديثه: "لقد مر شهران والجيش الإسرائيلي لم يسحق غزة، رغم أنه ليس لديه قيود دولية أو معارضة داخلية. منذ سنوات يطالبون بمنح الجيش فرصة تحقيق الانتصار. نعم أعطيناه الفرصة وتوقعوا النتيجة؟ إنه ببساطة غير قادر على الانتصار".