الزنوج لم يتعلموا الدرس
تتضارب الأنباء حول الوضع الصحي لوزير الدفاع الأمريكي الزنجي اوستن، فمن اخبار تقول انه مصاب بالسرطان، إلى أخرى تقول انه قتل بضربة روسية محكمة أثناء اجتماعه مع جنرالات اوكران في العاصمة الأوكرانية كييف، إلى تسريبات تؤكد إلى أنه قتل بتحريض وتدبير من سارة زوجة نتن ياهو، بعد أن وبخته أثناء زيارته الأخيرة لفلسطين المحتلة، وفتحت له ملفات مذله رافضة ان يشارك كلب زنجي من أصول أفريقية في تحديد مصير اليهود.
ما يدور من تسريبات حول الحالة الصحية لوزير الدفاع الأمريكي، يقودنا إلى صفحة أخرى من صفحات القراءة الحضارية في العدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، الذي يحتاج إلى الكثير من القراءات الحضارية، التي من شأنها ان تعلمنا، اين نضع اقدامنا على الاقل، وأن نستوعب الدرس، عندما نعلم مع من نتعامل، وما هي مفاهيمه حتى لانكون ممن لايستوعبون الدروس، ولا يتعلمون من تجاربهم، وينسون تاريخهم، كما يفعل الكثيرون من الزنوج في الغرب عموما، وفي الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص،فمراقبة
مواقف وتصرفات وتصريحات بعض الساسة الأمريكيين من الزنوج، كوزير الدفاع، ومندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في هيئة الأمم المتحدة،ونائبها ، وقبلهم نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، كذلك بعض المرشحين من الزنوج لمنصب ناىب الرئيس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة ، ومدى انحياز هؤلاء جميعا الاعمى للاحتلال الاسرائيلي، وللمارساته العنصرية، وهو انحياز يثير سؤالا هو :هل نسي بعض هؤلأ السنوات الأولى من أعمارهم، وكل سنوات اعمار آبائهم واجدادهم،التي عانوا خلالها من الاضطهاد العنصري، وهل نسي هؤلاء وكيف احتلت بلادهم، وهجر آبائهم واجدادهم قسرا إلى الغرب وإلى الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، كعبيد ليس لهم حتى حقوق الحيوانات،وأن من تخلص منهم من وسم العبودية، ظل منقوص الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهل نسي هؤلاء ان بني جلدتهم كانوا إلى سنوات قليلة ماضية ممنوعين من السكن في أحياء البيض، بل وركوب الحافلات معهم، وكذلك دخولهم إلى المطاعم، التي كان يعلق الكثير منها لوحات تقول ممنوع دخول (الزنوج والكلاب!) .وكذلك منعهم من السباحة في الشواطئ المخصصة للبيض.
هل يتناسى هؤلأ الزنوج الكثير من الممارسات العنصرية، التي يتعرض لها بني جلدتهم لمجرد لون البشرة، فيجري التميز بينهم حتى في الأنظمة الجنائية، ناهيك عن أنظمة الرعاية الصحية، والإسكان،و التفاوت في حق التصويت، والكثير من ممارسات وأنظمة التميز العنصري على اساس اللون، وهي الممارسات التي لاتزال تتغلغل في اوساط المجتمع الأمريكي، الذي صدم من فوز اوباما، برئاسة البلاد، فكانت ردت فعل هذا المجتمع انه انتخب ترامب الأكثر عنصرية خلفا لاوباما.
هؤلأ الذين عانوا ومازالوا من الاضطهاد والعنصرية والتهجير القسري، كان يفترض بهم الوقوف ضد الكيان الصهيوني القائم على العنصرية والتهجير القصري لأصحاب البلاد، أو قتلهم عبر المذابح الجماعية و ممارسات كل الوان الاضطهاد والعنصرية، وكل ذلك يتجلى في ابشع صوره في العدوان على قطاع غزة، وهو العدوان الذي يدافع عنه بعض ضحايا الاضطهاد والعنصرية من زنوج الغرب الذين يتنكرون لتاريخهم، بعد ان لم يتعلموا درسه، فسرقتهم سكينة النفاق، والجبن واسلمتهم لجلاديهم. لكن ذلك كله لم يشفع لهم، ولم يحميهم من النظرة العنصرية الاستعلائية، واخر هؤلاء اوستن الذي اهين من قبل سارة التي تحكم إسرائيل من خلال تحكمها بنتن ياهو!. فهل نعي نحن في اسيا وأفريقيا ان الغرب يقوم على التيمز العنصري على اساس اللون والعرق والدين، ومن ثم لا أمل منه في مساندة قضايا شعوبنا مهما قدمنا من تنازلات، ومن أبرز الأمثله مايقدمه زنوج الولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك يضلوا منقوصي الاهلية بالنسبة للبيض في الغرب. الذي يشارك في العدوان المستمر على أمتنا واخر صوره العدوان الاسرائيلي الغربي على قطاع غزة، الذي تفوح منه روائح كريهة، منها ريحة العنصرية الغربية المقيته.