بعض وسائل الإعلام وبعض الاعلامين لهم دور بتغذية الخلافات الداخلية في الساحة الفلسطينية
من المؤسف بأن بعض وسائل الإعلام وبعض الاعلامين ومن يطلق على نفسه محلل سياسي وهذا مصطلح يستخدم في العديد من الفضائيات الإخبارية ووسائل الإعلام، والبعض أصبح محلل العسكري ومحلل استراتيجي في الحروب، جزء من هؤلاء أصبحت هذه التسمية بالنسبة لهم مصدر رزق، حيث البعض يستغل ما يقع من أحداث ويبحث عن مكان له، وهناك أمثال على هذه الحالة المتصاعدة والمتنامية في عالمنا الواسع من الفضاء الإعلامي، وقد بدأت هذه الفئات المشبوهة تنمو في مستهل ما أطلق عليه الربيع العربي، حيث لم يبدأ في تونس بل بدأت الولادة خلال حرب الخليج الثانية، حين فشل النظام الرسمي العربي في التوافق على الحل العربي والذي يؤدي إلى خروج القوات العراقية من الكويت ، وسيطر على أغلبية الدول العربية المشاركة في القمة العربية إخراج العراق من الكويت من خلال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركة 33 دولة وكانت النتائج خروج العراق من المشهد الفعلي وتدمير قدرات الجيش العراقي وفرض العقوبات والحصار الإقتصادي على العراق، وتم إحداث برنامج النفط مقابل الغذاء وقد استفاد البعض من تجار الموقف وحصل البعض منهم على جزء يسير من كوبونات النفط والبيع في سوق السوداء مقابل الدولارات الأمريكية وقد أخذ الحصار ذروة ودفع الشعب العراقي ثمن باهض من جراء ذلك الحصار الظالم، وبعد عشرة سنوات من الحصار والعقوبات قامت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول التحالف في العدوان على العراق، وكانت النتائج إحتلال العراق وتدمير مؤسسات الدولة وحل الجيش العراقي، وما يزال يعاني العراق نتائج العدوان و غياب الحل العربي وتكريس عزل العراق من خلال ما يعاني من قضايا متعددة الجوانب، وفي هذا السياق كان دور المحللين السياسين والعسكريين استبعاد قيام الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب على العراق وبأنها لن تتحمل أعداد النعوش من القتلة ولمجرد وصول القتلة سوف تتوقف الحرب على العراق والبعض قدم تحليل حول الجانب الإقتصادي بأن ارتفاع أسعار النفط وكل هذه الحسابات كانت تؤكد على إنتصار العراق وفشل التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وبعد ما حدث في العراق ما حدث أصبح هؤلاء السماسرة من المحللين ينتقل من موقع المؤيد إلى موقع النقيض، وبعد ذلك بسنوات من التحضيرات "للربيع العربي " أصبح هؤلاء لهم موقع في وسائل الإعلام حول تحليل ما يحدث من تغير نحو الديمقراطية والحرية وأصبح هؤلاء من أدوات السفارات الأجنبية الأمريكية وبريطانيا وأوروبا من خلال مظلة ما يعرف مراكز الدراسات التي انتشرت على نطاق واسع للفيام بتمرير المواقف السياسية لدول الغربية، إضافة إلى القيام بأعمال الفبركة الإعلامية ضمن منظومة الربيع العربي من خلال نشر الأخبار الكاذبه وترويج ،الأهداف الإستراتيجية تحت عنوان التغيير والإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي بل كانت المساهمة في تمرير المخطط الدولي لكل ما حدث في تونس وليبيا ومصر واليمن والمحطة الأبرز كانت سوريا، الهدف الأساسي ليس فقط إسقاط النظام في سوريا بل تدمير الدولة السورية ومؤسساتها بشكل شامل وإدخال كافة الفئات المشبوهة والجماعات الإرهابية من مختلف الجنسيات من أجل تدمير سوريا وتعميق الخلافات والفتنة الداخلية بمختلف الوسائل، وهذا ما قد حدث غياب الأمن والاستقرار وغياب مقومات الحياة للمواطنين بعد هذه الأحداث في سوريا، أحد الاعلامين يفتخر بنفسه ويقول على فضائية أورينت أنا عمري الإعلامي هو من عمر الثورة السورية، ومحلل عسكري على مدار الأحداث في سوريا كان يقول لم يبقى غير القليل وإسقاط النظام السوري،
وخلال العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية والقدس كان عمل ومهمة هؤلاء النجوم من المحللين السياسين ليس فقط في تقديم تحليل سياسي عما يحدث من عدوان ومجازر وحشية على الشعب الفلسطيني، أصبح هؤلاء القيام بزرع الفتنة الداخلية بمختلف الوسائل بين الفلسطينيين وبشكل خاص بين حركتي فتح وحماس، حيث يتعايش هؤلاء السماسرة على التناقضات وتنمية الخلافات وفقا لدورهم الوظيفي لخدمة اجندات متعددة،
وبدون أدنى شك بأن هناك العديد من الخلافات ومن المفترض بأن يتم العمل على التقارب بدل تعميق الخلافات ولكن هذا هو دورهم، وفي نفس الوقت لم تصل بين فتح وحماس ومختلف الفصائل الفلسطينية إلى حد القطيعة أو التخوين فيما بينهم، ونقول قد حدث للقاء مهم جدا قبل السابع من أكتوبر
في مدينة العالمين في جمهورية مصر العربية، وحدث لقاء بين الرئيس أبو مازن ورئيس حركة حماس إسماعيل هنيه في تركيا وكانت الأجواء إيجابية، وبعد ذلك انتقل الحوار إلى مدينة العالمين وعقدت لقاءات بين حركتي فتح وحماس واللقاء بين الرئيس مع وفد الجبهة الشعبية، وبعد ذلك تم عقد لقاء بين مختلف الفصائل الفلسطينية وهم من الأمناء العامين للفصائل والوفود المشاركة لم تتحقق النتائج المرجوة وتم الاتفاق على عقد للقاء بعد أسبوعين ولم تتم وحدث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ومع ذلك تتواصل الاتصالات بين حركتي فتح وحماس وسوف يتم الوصول إلى إتفاق وطني في المستقبل القريب.
ومنذ اللحظات الأولى للعدوان بدأت أصوات الفتنة من الخفافيش تتصاعد عبر الفضائيات الإخبارية، وتطلق أسهم الفتنة ومحاولات العبث وتعميق الخلافات وتخوين وتقديم الشهادات الوطنية، وخروج هؤلاء المدعين على الفضائيات مقابل مبالغ من دولارات تدفع لهم بما في ذلك حين يتم المشاركة بشكل مباشر يتم حجز تذاكر طيران والإقامة ومبلغ من المال والبعض يعمل مقابل كل مقابلة والبعض يعمل راتب مقطوع، هذا ما يدفعنا كل من هو حريص على القضية الفلسطينية بأن يعمل على تحقيق الوفاق الوطني بين حركتي فتح وحماس بشكل خاص وبين مختلف الفصائل الفلسطينية من أجل تحقيق الأهداف المنشودة لشعبنا الفلسطيني على إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، وفي نفس الوقت نثمن موقف جمهورية جنوب أفريقيا في تقديم ملف جرائم ومجازر الإحتلال الإسرائيلي الفاشي ونثمن موقف كل الدول العربية والإسلامية والصديقة التي تقف وتدعم جنوب إفريقيا ضد "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية في لاهاي، ونثمن كل الجهود من أجل وقف العدوان على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة وجرائم جيش الإحتلال بالضفة الغربية ومخيماتها والقدس من قبل المستوطنين الاسرائيليين القتلة،
علينا بأن نعمل على الانتصار لوحدة الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.
[/hide]