ولد إبراهيم أحمد عبد الجواد المقادمة في مخيّم الشوا للاجئين الفلسطينيين وسط مدينة غزة في الرابع عشر من أيار/ مايو عام 1952، لعائلة تعود أصولها إلى قرية بيت دارس المهجرة قضاء غزة، وهو متزوج وله أربعة أبناء ذكور وابنتين. أنهى المرحلة الأساسية من مدارس وكالة الغوث في مخيم جباليا، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة الفالوجة الثانوية عام 1971، ونال درجة البكالوريوس في طب الأسنان من كلية الطب في جامعة القاهرة عام 1976. عمل في مديرية الصحة في مستشفى العريش، ثمَّ عُيِّنَ أخصائيًا للأشعة في مستشفى النصر في مدينة خانيونس، ثم طبيبًا للأسنان في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، كما افتتح عيادة خاصة له في مخيم البريج، وعمل طبيبًا للأسنان في الجامعة الإسلامية.
نشأ المقادمة في أسرة متدينة، والتصق بالشيخ أحمد ياسين وهو في مرحلة الثانوية، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين خلال دراسته الجامعية، وأصبح أحد المسؤولين عن الطلاب الفلسطينيين في الجامعات المصرية، ونشط نقابيًا فكان عضوًا في مجلس إدارة الجمعية الطبية في غزة، وكان قياديًا في الإخوان المسلمين في قطاع غزة، وساهم في تأسيس النواة الأولى للعمل العسكري الإسلامي المقاوم في القطاع أوائل ثمانينيات القرن الماضي، حيث كان عضوًا في الجهاز العسكري “مجد”، وكان من واضعي المنهاج التربوي والثقافي لأسرى التيار الإسلامي في سجون الاحتلال.
عمل على إعادة تنظيم صفوف حركة حماس في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي، وترأس مكتبها الإداري، وعمل على ترميم الجهازين العسكري والأمني، وأصبح القائد المباشر لكتائب القسام، وكان من أهم المنظرين للعمل المقاوم، ومن أشد المعارضين للتسوية، وقد دفع باتجاه تكثيف العمل المقاوم ردًا على اتفاق أوسلو، وأصبح عضوًا في المكتب السياسي للحركة.
يعتبر المقادمة من كبار مثقفي التيار الإسلامي في فلسطين، وله دور مهم في التنظير لمبادئ حركة حماس وخياراتها في المقاومة، وقد ألف عددًا من الدراسات والكتب منها؛ معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين، والصراع السكاني في فلسطين. وله ديوان شعري “لا تسرقوا الشمس”، وكتب عشرات المقالات في الصحف الفلسطينية، وقد وصفه الاحتلال بأنَّه “نووي” حركة حماس، في حين خلَّده تلاميذه بإطلاق اسمه على أحد صواريخهم “M75”.
عانى المقادمة من آثار النكبة وواجه قساوة الحياة في المخيم، وقد هدم الاحتلال بيت أسرته في مخيم جباليا عام 1971، وطارده لفترة وجيزة ثم اعتقله عام 1984 لمدة ثماني سنوات، وفصله من العمل في مستشفى الشفاء، ثم اعتقله مرات أخرى، وأعتقلته أجهزة السلطة الفلسطينية وأمضى ما يقارب الأربعة أعوام في سجونها، وبقي مطاردًا لعامٍ كاملٍ إلى أن اغتاله الاحتلال في الثامن من شهر أذار/ مارس عام 2003، بقصف من الجو استهدف سيارته في مدينة غزة.