عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الأربعاء 13 مارس 2024, 8:54 pm
حلول شهر رمضان وطقوسه لها رونق خاص لكنها لا تخلو من الغرائب. وغرائب الشعوب لا تقف عند حد، فما هو مقبول عند شعب قد يكون محرما عند شعب آخر. وما هو غريب وطريف في شهر رمضان المبارك يأتي من أوغندا التي يسكنها أكثر من عشرة ملايين مسلم. من أغرب العادات القديمة وغير الطبيعية عند قبائل اللانغو الأوغندية في رمضان هو ضرب الزوجات على رؤوسهن قبل الإفطار، لتقوم بعدها المرأة بتجهيز مائدة الإفطار، ويرى الكثير أن هذه العادة لا تناسب الشهر الفضيل. سبب هذه العادة يكمن في تنبيه الرجل لزوجته بقرب موعد الإفطار. والأغرب من ذلك هو أن المرأة الأوغندية تتجاهل إعداد الإفطار، إذا لم تتلق الضربة على رأسها كل يوم قبل الإفطار.. في أوغندا تحديدا يتساوى الليل والنهار، لوقوعها على خط الاستواء مباشرة، ولهذا يصوم الأوغنديون اثنتي عشرة ساعة. هذا يعني أن موعد الإفطار لم يتغير منذ دخول الإسلام إلى أوغندا فكيف لها أن تتجاهل فيضطر لتذكيرها؟!
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأربعاء 13 مارس 2024, 8:58 pm عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الأربعاء 13 مارس 2024, 8:55 pm
بهذه العادة الغريبة تستقبل موريتانيا شهر رمضان تستقبل موريتانيا شهر رمضان المبارك كبقية البلدان الإسلامية بروح من الحماس والاستعداد لكن بطريقة غريبة وخاصة. ويلجأ الرجال والأطفال إلى قص شعرهم بشكل كامل مع بداية شهر رمضان تجسيدا لعادة متوارثة في المجتمع الموريتاني. وتبدأ هذه العادة مع بداية الشهر الفضيل باعتقاد منهم أن الشعر الذي ينبت في رمضان جالب للبركة. وكانت الأمهات والجدات يتولين عملية الحلاقة بالأدوات القديمة ومع تقدم المجتمع تحولت هذه الظاهرة إلى أماكن الحلاقين العصريين. حيث يتحول الحلاقون في موريتانيا إلى آلات حلاقة حية في اليوم الأول من شهر رمضان تلبية لعدد الزبائن الهائل. وتعد العادة -رغم بساطتها- ترسيخا للقيم الثقافية والتقليدية التي حرص المجتمع الموريتاني على توريثها للأجيال الجديدة. غالبا ما ترتبط هذه الظاهرة لدى المسلمين بأداء مناسك العمرة أو الحج، لكن في موريتانيا يحلق الشعر تيمنا بقدوم الشهر الفضيل..
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الأحد 17 مارس 2024, 5:30 pm
تبادل الأطباق الرمضانية باليمن.. تضامن صامد أمام الوضع الاقتصادي الصعب ما إن تخمد الحركة في أحياء وأزقة مدينة صنعاء القديمة ترقبا لأذان المغرب حتى يظهر أطفال يحملون أطباقا ويتنقلون على عجل بين المنازل، في عادة رمضانية يتمسك بها الأهالي رغم الأزمة المعيشية التي تعصف باليمن منذ 9 أعوام. وتبادل الأطباق الرمضانية طقس مجتمعي في كثير من المدن اليمنية، حيث يقرنه الأهالي بقدوم رمضان، وفيه تمنح كل أسرة الأسرة الأخرى من جيران الحي جزءا من طبقها الرئيسي، في حين ترد الأخرى بعطاء مماثل، فيما يكون الأطفال هم مندوبي التوصيل، لتجد كل أسرة على مائدتها أطباقا مختلفة. ورغم أن هذا التقليد ينم عن التكافل المجتمعي فإن له أثرا اقتصاديا أيضا، إذ تكتفي الأسرة بطبخ طبق رئيسي بدلا عن أطباق عدة، مما يوفر على الأسر الفقيرة في ظل ارتفاع الأسعار، كما يقول عمار محمد للجزيرة نت. الأطفال هم مندوبو توصيل الأطباق الرمضانية (الجزيرة) وارتفعت أسعار السلع الأساسية في اليمن إلى مستويات عالية، فوصل سعر الدجاجة الواحدة -وهي طبق رئيسي على مائدة رمضان- نحو 10 آلاف ريال يمني (6.5 دولارات) في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، فيما بلغ سعرها 2500 ريال (4.5 دولارات) في مناطق سيطرة الحوثيين.
فقراء وأغنياء
ولا تقتصر هذه العادة على الأغنياء، بل يشارك فيها الجميع، ويقول عمار "لدي جار يعيش ظروفا صعبة، إذ إنه من دون عمل، وتضطر زوجته للطبخ على الحطب بدلا عن غاز الطهي، ومع ذلك لم يتوقف عن مشاركتنا طبقه الرمضاني". وبحسب عمار -الذي يسكن في حي شملان غربي مدينة صنعاء القديمة- فإن هذا التضامن تقليد سنوي يحرص الأهالي على المشاركة فيه بأصناف من الأطباق التقليدية مثل "اللحوح" و"السلتة" و"السنبوسة"، وكل يجود بما يملك، سواء كان فقيرا أو غنيا، حتى بالخبز فقط. ويجلب هذا التقليد الدفء والرحمة، فهذه الأطباق الدائرة بين المنازل ليست مجرد طعام، بل هي صورة عن صمود اليمنيين وكرمهم، كما يقول عمار.
شهادة تضامن
ولم يكن عادل -الذي سكن حديثا في حي شميلة جنوبي المدينة- قد تعرف إلى أهالي الحي، قبل أن يتفاجأ بأطفال يطرقون باب منزله قبل حلول موعد إفطار اليوم الأول من رمضان هذا العام، ويقول للجزيرة نت "لم أكن قد تعرفت إلى أحد ومع ذلك شاركوني طعامهم، شعرت أن جميع سكان الحي هم أهلي وعائلتي". وتقول دعاء الواسعي -وهي مديرة بيت التراث الصنعاني في وزارة الثقافة- إن تبادل الأطباق بين الجيران عادة مجتمعية متعارف عليها بين الأهالي وليست مقصورة على أناس بعينهم، بل يؤكد الجميع من خلالها على العطاء والتضامن. وتشير دعاء إلى أن "الوضع المعيشي الصعب لم يحل دون هذا التضامن"، وتقول "البعض يمنح جاره أحيانا قطعة خبز". ويواجه اليمنيون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم جراء تداعيات الحرب، وتشير التقديرات إلى أن 17.6 مليون شخص (من أصل 35 مليونا) يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد عام 2024، وفق تقرير صادر في فبراير/شباط الماضي عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). طفلة يمنية تحمل طبقا من الطعام لجيرانها قبل أذان المغرب في العاصمة اليمنية صنعاء (الجزيرة)
وضع معيشي صعب
ارتفاع الأسعار وتدهور العملة المحلية وتوقف صرف الرواتب وندرة الغذاء أثر حتما على التقاليد الرمضانية، وأضفى مصاعب على العديد من الأسر التي عجزت عن شراء متطلبات رمضان. ويعيش نحو مليون موظف حكومي في مناطق سيطرة جماعة الحوثي دون رواتب للعام الثامن، وسط تبادل الجماعة والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا المسؤولية، فيما انهارت العملة المحلية إلى أدنى مستوى لها أمام النقد الأجنبي، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار في بلد يستورد 80% مما يستهلكه، حسب تقرير لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية. ويقول محمد العزب -وهو يدير مبادرة خيرية في حي الحصبة وسط المدينة- للجزيرة نت إن مظاهر التكافل بين اليمنيين قلّت بسبب الوضع الاقتصادي الصعب وانهيار القدرة الشرائية وانحسار الوظائف، ومن بينها عادة تبادل الأطباق التي كانت تعد مظهرا بارزا في رمضان، ورغم أنها لا تزال قائمة فإنها تقتصر على بعض الأسر المقتدرة. وتقول رئيسة مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية رقية الحجري إن الظروف الاقتصادية الصعبة قست على الجميع، ومع ذلك لا يزال التكافل الاجتماعي قائما، لكنه ليس كما كان في السابق "لم يعد الناس كما كانوا من قبل، ولا عاد الجيران مثل جيران زمان".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الأحد 17 مارس 2024, 5:33 pm
أطفال عمانيون يكسرون حصالاتهم لتقديم العون للمحتاجين في رمضان
[rtl] تنظم الهيئة العامة للأعمال الخيرية والجمعيات والفرق الخيرية في سلطنة عُمان، عدة حملات مثل "من أجل غزة"، و"إفطار صائم"، و"كفالة يتيم" وغيرها، لإتاحة الفرصة للمواطنين والمقيمين لتقديم العون للمحتاجين في شهر الخير.[/rtl] [rtl]وتنتشر الاحتفالات الخيرية في سلطنة عُمان قبيل رمضان وخلاله، وتؤتي ثمارها في هذا الشهر الكريم، مثل مساهمة الأطفال في مشروع الحصالات، فنرى طفلا لا يتجاوز عامه الثالث يحمل في يديه حصالة صنعت من الفخار ويشارك مجموعة من الأطفال فرحتهم وهم يكسرون حصالاتهم الفخارية، ليتصدقوا بما تجمع بها من قطع وأوراق نقدية للمساهمة في أعمال خيرية متنوعة.[/rtl] توزيع الحصالات الفخارية على الأطفال لتشجيع حرف الصناعة المحلية (الجزيرة)
[rtl]احتفال "حصالتي"[/rtl]
[rtl]ورصدت "الجزيرة نت" أحد الاحتفالات التي يقوم فيها الأطفال بكسر الحصالات في سلطنة عُمان؛ لتقترب من تفاصيل المشروع وماهيته. وتحدث سلطان بن ناصر النبهاني رئيس فريق بهلاء الخيري عن مشروع "حصالتي"، قائلا: "هو مشروع شراكة مجتمعية يساعد الأسرة في غرس قيمة العطاء لدى الأطفال ويساهم في رفد الفريق بمبلغ دوري سنوي يستفاد منه في تمكين أسر الأيتام والأسر المعسرة المسجلة في الفريق، وتتلخص فكرة المشروع في توزيع الحصالات الفخارية المنتجة محليا على الأطفال واستلامها بعد عام كامل".[/rtl] أطفال مشاركون بمشروع حصالتي التي ينظمه فريق بهلاء الخيري (الجزيرة)
[rtl]الجوانب التنظيمية[/rtl]
[rtl]وحول بداية مشروع "حصالتي" والجوانب التنظيمية للمشروع قال النبهاني: "قبيل انطلاق المشروع تم عقد لقاءات فردية وجماعية مع المعلمين التربويين والأطفال والاستفادة من آرائهم واطلاعهم على أهداف المشروع ومراحله ومبرراته والتي تتجسد بإشراك الأطفال في العمل الخيري".[/rtl] [rtl]ودشن فريق بهلاء الخيري مشروع "حصالتي" لأول مرة عام 2019، بمشاركة أكثر من 570 أسرة، وبلغت عدد الحصالات الفخارية التي احتفل الفريق بها أكثر من ألفي حصالة عام 2023، ومن ضمن الشروط كانت ألا تزيد عدد الحصالات للأسرة الواحدة عن 4، وتقتصر المبادرة على مناطق ولاية بهلاء.[/rtl] كتابة اسم الطفل على الحصالة الفخارية يشجعه على المشاركة في الفعالية (الجزيرة)
مراحل المشروع
[rtl]ويبين النبهاني المراحل التي يمر خلالها مشروع "حصالتي"، ففي البداية تم حصر أعداد الأسر التي ستساهم في المشروع من خلال رابط إلكتروني، والتواصل معهم وتزويدهم بالحصالات، كما يحرص القائمون على المشروع على التواصل الدائم من خلال الرسائل النصية، وبعد مرور عام كامل يقام احتفال يكسر الأطفال خلاله حصالاتهم ويتم تجميع المبالغ لمساعدة الأسر المعسرة.[/rtl] أطفال مشاركون بمشروع حصالتي بانتظار كسر الحصالات لتجميع المبالغ التي تم توفيرها (الجزيرة)
"فكرة المشروع"
[rtl]ويؤمن القائمون على المشروع بأهمية العمل التطوعي في تكوين شخصية الطفل، ومن هنا جاءت فكرة مشروع "حصالتي"؛ إدراكا من فريق بهلاء الخيري لأهمية نشر ثقافة التماسك الاجتماعي بين أبناء الولاية، وحرصا على إشراك فئة الأطفال في العمل التطوعي لتربية جيل على قيم التطوع والتضحية والتعاون والتكافل الاجتماعي واحترام الآخرين، وهو ما يسهم في الرقي بذاتهم وبمجتمعهم وتحقيق التنمية الشاملة لوطنهم.[/rtl] لمشروع "حصالتي" أبعاد اقتصادية واجتماعية فهو يحقق الشراكة المجتمعية (الجزيرة) ولمشروع "حصالتي" أبعاد اقتصادية واجتماعية فهو يحقق الشراكة المجتمعية، ويركز على أن يكون أصحاب الحرف التقليدية بالولاية المهتمين بصناعة الفخار -والتي تتميز بها ولاية بهلاء– جزءا من هذا المشروع، إذ يتم شراء الحصالات الفخارية منهم، وبذلك يحافظ على هذه الحرفة، وكذلك التعاون مع جمعية المرأة العمانية وعدد من المدارس في الولاية. "حصالتي" تبلور لدى الطفل المفهوم الحقيقي لقيمة مساعدة الآخرين (الجزيرة)
أهداف المشروع وأهميته
[rtl]يساهم مشروع "حصالتي" في تحقيق عدد من القيم، إذ تتشكل العلاقة الأولى بين الطفل والادخار من خلال الحصالة التي تبلور لدى الطفل المفهوم الحقيقي لقيمة الادخار ومساعدة الآخرين ويسعى مشروع حصالتي إلى تحقيق عدد من الأهداف كما يشير إليها رئيس فريق بهلاء الخيري والتي تتمثل في:[/rtl] مشروع حصالتي يعوّد الأطفال على الادخار وتقدير قيمة المال بحيث يصبح سلوكا تربويا (الجزيرة)
غرس قيمة الصدقة لدى الطفل؛ فيتربى الطفل على معاني العطاء والصدقة والتكافل الاجتماعي.
تعويد الأطفال على الادخار وتقدير قيمة المال بحيث يصبح سلوكا تربويا يلتزم به الطفل وبالتالي تنغرس لديه القيم الاقتصادية والاجتماعية التي ينطوي عليها الادخار.
تنمية قيم المشاركة والتعاون وتقدير الذات لدى الطفل حينما يكون هو محور النشاط؛ حيث إن المشروع يعتمد على حجم ادخار الطفل لماله الخاص لمساعدة الآخرين، وعندما يرى ثمرة ما أنفق على الآخرين يشعر بالسعادة. مشروع حصالتي يحقق التكافل الاجتماعي من خلال تربية الأطفال على العطاء وخدمة المجتمع (الجزيرة)
تنمية مهارة التفكير لدى الطفل حينما يدرك أهمية ما يقوم به، وهو ما يعزز من ثقته بنفسه وينمّي لديه مهارات التفكير العليا كالتقييم والتحليل وإصدار الأحكام، فنجده يشجع الآخرين على المشاركة في العمل التطوعي ويقنعهم برأيه ويصدر أحكاما حول أهمية العمل التطوعي.
تقوية الأواصر المجتمعية وتحقيق التكافل الاجتماعي من خلال تربية الأطفال على العطاء وخدمة المجتمع.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الأحد 17 مارس 2024, 5:40 pm
من موائد الرحمن الرمضانية التي يقيمها أحد المساجد ضمن إفطار الشوارع في إسلام آباد
إفطار الشوارع وموائد الرحمن في رمضان.. صور من التكافل الاجتماعي في باكستان
تتنوع في باكستان صور التعاضد الاجتماعي خلال شهر الصيام بين المساعدات التي توزعها الحكومة على الفقراء والمحتاجين، وتلك التي يبادر إليها الأفراد أو الجمعيات الخيرية، وكذلك موائد الرحمن التي تنتشر في الشوارع والمساجد طوال الشهر الفضيل. فما إن يقترب وقت الغروب حتى ترى كثيرا من الإفطارات الجماعية التي تشهد إقبالا كبيرا، خاصة من الفقراء والعمّال، في بلد يرزح تحت ضائقة اقتصادية ومعيشية خانقة.
أمل للفقراء وأصحاب الحاجة
وتعد هذه الإفطارات -سواء في الشوارع أو موائد الرحمن في المساجد- من العادات المتوارثة في المجتمع الباكستاني، وتعكس إحدى صور التكافل بين أفراده خلال الشهر الكريم. وتجذب إفطارات الشوارع الطبقة الفقيرة من الباكستانيين ممن لا يستطيعون تأمين وجبات الإفطار يوميا خلال شهر الصوم، بالإضافة إلى العمال والموظفين الذين يأتون من القرى إلى المدن الرئيسية، مثل العاصمة إسلام آباد وكراتشي ولاهور وبيشاور، بحثا عن فرص عمل، أو بعض طلاب الجامعات. إفطارات الشوارع بإسلام آباد تجذب الطبقة الفقيرة والعمال الذين يأتون من القرى إلى المدن الرئيسية (الجزيرة) وغالبا تُنظّم تلك الإفطارات الجماعية من قبل المنظمات المحلية غير الحكومية، أو من خلال متبرّعين يبتغون الأجر والثواب في هذه الأيام المباركة. وتنتشر هذه الظاهرة بشكل كبير في إسلام آباد، حيث تشهد بعض المناطق أو الأحياء أكثر من مبادرة لتوزيع الوجبات على الفقراء والمارّة.
جيران على مائدة واحدة
ولا تختلف الحال في المساجد الباكستانية عن شوارعها، إذ تنتشر موائد الرحمن في أغلب دور العبادة، بمشاركة الأهالي في كل حي، كنوع من التكافل والتقارب بين الجيران. يقول الشيخ عمر (أحد القائمين على تلك الإفطارات في إسلام آباد) للجزيرة نت "أحيانا يجلب الناس أطعمة مختلفة من منازلهم، ويجمعونها معا في مائدة واحدة طويلة، ويجلسون جنبا إلى جنب للإفطار في المسجد". من إفطار طلاب إحدى المدارس الدينية في إسلام آباد (الجزيرة)
طلاب المدارس الدينية
تنتشر في أرجاء باكستان المدارس الدينية التي تكون دائما في المساجد، وتضم طلابا تتراوح أعمارهم بين 6 و16 سنة، يتعلمون فيها القرآن الكريم والعلوم الشرعية واللغة العربية. ويأتي معظم هؤلاء من القرى أو المناطق القريبة من المسجد، فيقيمون فيه طوال فترة الدراسة، ثم يعودون إلى أهلهم في الإجازات، فيكون من الضروري توفير الطعام لهم خلال فترة إقامتهم. ويوضح الشيخ عمر (الذي يشرف أيضا على إحدى المدارس الدينية في إسلام آباد) أن "تمويل المدرسة يكون ذاتيا في معظم الأحيان، بحيث تقوم إدارة المدرسة بجمع الأموال من المجتمع المحلي وأولياء الأمور، بهدف تزويد الطلاب بوجبات طعام، فضلا عن الإقامة والتعليم مجانا". وفي رمضان، تشتد حاجة هؤلاء إلى الطعام والشراب؛ لذا يُسارع المجاورون للمسجد إلى تأمين وجبات الإفطار والسحور لطلاب المدرسة رغبةً في نيل الأجر.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الأحد 17 مارس 2024, 5:43 pm
السودانيون في رمضان.. بين السفر إلى مصر والاحتماء بالمساجد يُلقي الاقتصاد بظلاله القاتمة على كامل حياة السودانيين في رمضان. ويظهر ذلك في موائدهم البسيطة التي تخبر عن أحوالهم، والتي يُخرجونها إلى قارعة الطرق ليشاطروها مع الجيران والمارة الذين تتقطع بهم السبل. ومع ذلك، يحاول السودانيون إبقاء شهر الصوم بمنأى عن الأزمات الاقتصادية التي تحاصرهم منذ سنوات، من خلال عاداتهم الموسمية من موائد الإفطار المنصوبة في الشوارع ونشاطاتهم التجارية، وطرق مقاومتهم لثالوث الغلاء وحر الصيف والقطع المنتظم (تقنين) للكهرباء. فهل نجحوا في مساعيهم لأن يكون "رمضان أحلى في السودان"، كما يقول إعلان لإحدى شركات الاتصالات في البلاد؟ رغم تباطؤ التضخم من حدود 422.8% في يوليو/ تموز 2021 إلى 63.3% في فبراير/ شباط المنصرم، فإن العملة المحلية واصلت تراجعها إلى نحو 600 جنيه للدولار الواحد، مما أثر سلبا في أسعار السلع وحركة الأسواق في الشهر الكريم. بضائع في بقالة سودانية تظهر حجم الكساد (الجزيرة)
الغالي متروك
رغم أن شهر الصوم يُعد أحد مواسم الشراء الرئيسة التي تشهد، عادة، مغالاة وقفزات كبيرة في الأسعار نتيجة الإقبال الكثيف على عمليات الشراء، فإن الملاحظة الأبرز خلال رمضان الحالي تمثلت في تنامي حالة الكساد في السوق المحلية. وهكذا، تراجعت أسعار سلع أساسية، وعلى رأسها السكر الذي هبط سعره 13% تقريبا، في حين استقرت أسعار معظم الخُضَر والفواكه والألبان ومشتقاتها. يكشف الموظف رامي بخيت (54 عاما) عن أسلوبه في مقاومة الغلاء، من خلال اللجوء إلى الشراء بالتجزئة عوضا عن شراء المستلزمات والمؤن الغذائية بالجملة، كما كان يفعل سابقا. ويقول للجزيرة نت إن توقفه وغيره من السودانيين عن الشراء بالجملة ساهم في خفض معدلات استهلاكهم للسلع، وحمل التجار على خفض أسعارهم أو تثبيتها خشية الخسارة. في المقابل، يشكو عبد المنعم أبشر، صاحب "سوبرماركت" في ضاحية الكدرو، شمالي الخرطوم، من تراجع عمليات الشراء بشكل كبير في العام الحالي مقارنة بسابقيه. ويقول للجزيرة نت إنه رغم ثبات معظم أسعار السلع المرتبطة برمضان، فإن معدلات الشراء ضعيفة ولا تشبه ما يحدث عادة في الشهر الفضيل، وحذّر من خسائر كبيرة تنتظر غالبية التجار، جراء كثرة العرض وقلة الطلب. مائدة جماعية بسيطة يتقاسمها الجيران والمارة في أحد أحياء الخرطوم (الجزيرة)
غياب الكهرباء
الخبر السار في رمضان 1444هـ كان بمرور أسبوعه الأول -على الأقل- من دون قطع منتظم ومتكرّر للتيار الكهربائي. وكان وزير المال جبريل إبراهيم أعلن في أواخر 2022 عن وجود عجز في إمدادات الكهرباء يقدر بنحو 60%، في حين يغطي إنتاج الكهرباء 40% من أنحاء البلاد. ورغم استقرار التيار الكهربائي، واصل السودانيون عاداتهم التي اكتسبوها من مواسم سابقة شهدت قطعا منتظما للكهرباء. وتظل المساجد وجهة محببة لمن يرغب في العبادة وتمضية ساعات النهار الحار تحت أجهزة التكييف الحديثة، بعيدا عن صخب البيوت. ويلجأ الباعة المتجولون، الذين يمثلون شريحة عمالية كبيرة في العاصمة السودانية، إلى المساجد القريبة من الأسواق، لأغراض العبادة والاحتماء من قيظ الظهيرة، ولأخذ قيلولة قصيرة تعينهم على مواصلة عملهم بقية اليوم. ومن الوجهات التي يقصدها الشباب عادة في هذا الموسم شواطئ الأنهار، خصوصا قرب ملتقى النيلين عند جزيرة توتي التي تتوسط مدن العاصمة السودانية (الخرطوم، بحري، أم درمان). ويقول الطالب الجامعي مدثر فاروق (23 عاما) إنه اعتاد تمضية النهار الحار في منطقة "مرسى توتي"، إما بالسباحة في النيل الأزرق أو بالجلوس تحت ظلال الأشجار المعمّرة. مركبة نقل عام تتحرك شبه خالية في شوارع الخرطوم (الجزيرة)
الخروج من الخرطوم
مغادرة العاصمة الخرطوم هي واحدة من أهم الطرق لمغالبة أزمات الاقتصاد والطقس. ويعد رمضان موسما للهجرة إلى الولايات ذات الطبيعة الزراعية، خصوصا أصحاب المهن الحرة الذين يعتبرون الشهر الكريم بمثابة إجازة سنوية وسط الأهل. وتحولت مصر، منذ سنوات، وجهة للسودانيين خلال رمضان، هربا من الحر والغلاء والاضطرابات السياسية من جهة، ولأغراض السياحة والتجارة من جهة أخرى، مستغلين الطريق البرية التي تربط بين البلدين، لا سيما أن الرحلة لا تكلف كثيرا مقارنة بدخلهم الشهري. ويبلغ سعر الجنيه المصري نحو 19 جنيها سودانيا، في حين يتراوح متوسط سعر الرواتب في السودان بين 60 ألفا و90 ألف جنيه (بين 100 و150 دولارا)، وهي تعادل بين 3 آلاف و4500 جنيه مصري. محمد أحمد إبراهيم: القاهرة واحدة من أهم وجهات السودانيين الخارجية (الجزيرة) ويؤكد موظف الحجز والمبيعات في إحدى شركات الطيران المحلية محمد أحمد إبراهيم أن القاهرة واحدة من أهم وجهات السودانيين الخارجية، ويقول للجزيرة نت إنه قبيل 15 يوما من حلول رمضان تبدأ الشركة في تسيير رحلتين إلى 3 رحلات مكتملة العدد يوميا إلى مطار القاهرة. وتبلغ سعة الطائرة نحو 170 راكبا، مع وجود احتياط من الركاب بكل رحلة، في حين تصل أسعار التذاكر ذهابا وإيابا إلى 210 جنيهات.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الأحد 17 مارس 2024, 5:46 pm
مطبخ "مبرة الخير" بنابلس.. ملجأ المحتاجين للطعام حتى في غير رمضان في الوقت الذي تنشغل فيه سيدات فلسطينيات بإعداد طعامهن الرمضاني في منازلهن، تقف الحاجة "أم علي" بانتظار طعام أعده مطبخ مبرة الخير النابلسي، ليس لعدم قدرتها على أن تعد طعامها بمنزلها، بل لعجز مادي أرهقها وأسرتها المكونة من 9 أفراد وفاقم معاناتها، مثل أسر فلسطينية كثيرة باتت تشكو فقرا مدقعا وغلاء في المعيشة زاد الطين بلة. في مطبخ مبرة الخير بالبلدة القديمة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية يصطف العشرات من الرجال والنساء مثل "أم علي" ليأخذوا نصيبهم من وجبات الطعام التي أعدها المطبخ، والتي اعتاد أن يقدمها طوال السنة، لكنها تتضاعف كما ونوعا خلال شهر رمضان. ومنذ زمن اعتادت أم علي -التي تسكن بأحد المخيمات بنابلس- الحضور إلى المطبخ وأخذ وجبات الطعام، متحملة تكاليف تنقلها عبر المواصلات العامة، لكن ما من مفر أمامها في ظل حاجتها الشديدة لذلك، لا سيما أن زوجها الذي أنهكه المرض يجلس بلا عمل وأطفالها بلا معيل. الوجبات تقدم مغلفة وبشكل لائق للفقراء في الضفة الغربية (الجزيرة) تقول أم علي للجزيرة نت إنها تأخذ وجبات بعدد أفراد أسرتها 3 مرات أسبوعيا، وهو ما يغنيها عن إعداد طعام في المنزل، وتضيف "تكلفني الطبخة الواحدة أكثر من 30 دولارا، وهي غير متوفرة بالطبع، وبقية أيام الأسبوع نكتفي بما توفر في المنزل من طعام". والوجبات التي تحصل عليها أم علي من "مبرة الخير" مشبعة وصحية وطيبة المذاق، وتقول إنها اعتادت الاستفادة منها في غير رمضان، "لكنها في رمضان لا تسد جوعنا فحسب، بل تكفينا شر السؤال في ظل وضع بائس جدا لي ولأسرتي".
ديمومة العطاء
ومثل أم علي لم يكن حال المواطن محمد ناجي أفضل، فقد وقف هو الآخر ينتظر حصته من الوجبات التي تكفي أفراد عائلته السبعة. يقول ناجي للجزيرة نت بينما كان يهم بالمغادرة إلى منزله في إحدى قرى جنوب مدينة نابلس إن راتبه المقدر بـ500 دولار لا يكاد يكفيه لالتزاماته الأساسية، خاصة أن جزءا كبيرا منه ينفقه في المواصلات. مطبخ مبرة الخير يقدم وجبات طازجة (الجزيرة) ويضيف ناجي -الذي يعمل في التنظيف- "لست محرجا من أخذ الوجبات، فهي مخصصة للناس أمثالنا، والأهم ديمومة العطاء وليس اقتصاره على وقت وآلية معينة أو حتى كمية محددة". وعلى قاعدة "إذا أطعم أشبع" وفعل الخير بكافة أشكاله، يقوم نظام مطبخ مبرة الخير، ولعلَّ هذا ما يميزه عن غيره من التكايا أو مؤسسات الخير، إضافة لتواصل عمله طوال العام، وحتى اسمه لا يحرج المنتفعين أو ينتقص من شأنهم. ومنذ عام 2015 انطلق "مبرة الخير" التابع لجمعية المركز الاجتماعي بمبادرة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في الكويت، الذي ساهم في البناء والتجهيز، ليواصل عمله بدعم من المحسنين وأهل الخير المحليين، وتوسع نشاطه من البلدة القديمة ومحيطها إلى قرى ومخيمات نابلس "وكل سائل يقصدنا نلبيه" يقول القائمون عليه. ومن 270 وجبة يومية وعلى مدار العام تجاوز عدد الوجبات حاجز 500 يوميا في العام الماضي، وهو يتضاعف أكثر في رمضان. عدنان عودة مدير جمعية المركز الاجتماعي والمشرف على عمل مطبخ مبرة الخير في نابلس (الجزيرة)
آليات وضوابط
ويقول عدنان عودة مدير جمعية المركز الاجتماعي والمشرف على المطبخ إن تميزه يكمن بتقديمه طعاما صحيا وطازجا ويناسب حاجة الأسر الفقيرة بناء على دراسات أعدت سلفا حول أوضاعهم المعيشية بكل تفاصيلها. ويضيف في حديث للجزيرة نت أن تقديم المساعدة يعتمد التحري عن الأشخاص المحتاجين بناء على معرفة بأحوالهم أو بالاستناد على وثائق تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية والمؤسسات الخيرية، وذلك من أجل إفادة أكبر عدد ممكن. أما داخليا فيعمل المطبخ بآلية توثيق تقوم على استقبال التبرعات بكافة أشكالها المادية والعينية مهما كانت قيمتها، ثم تثبيتها بسجلات رسمية، وتحضيرها بالشكل المطلوب ليتم توزيعها، ويقوم على ذلك طاقم من العاملين والمتطوعين والطباخين وغيرهم. جميلة حداد تتطوع منذ أكثر من عامين في مطبخ مبرة الخير (الجزيرة) كانت جميلة حداد (65 عاما) أحد أولئك المتطوعين الذين يزداد عددهم في رمضان، تعمل في المطبخ منذ أكثر من عامين 8 ساعات يوميا، وكل دافعها "حب عمل الخير"، فهي اعتادت التطوع طوال حياتها، حسب ما قالت للجزيرة نت. وليس بزيادة المتطوعين والعاملين يتميز المطبخ بشهر رمضان عن غيره من باقي أيام السنة، بل بعدد وجباته التي ترتفع من 520 إلى نحو 1500 وجبة يوميا، إضافة لطعام السحور والمواد العينية الكثيرة والمتنوعة، وهو ما يجعل فكرة المطبخ أبعد وأوسع من حدود التكايا وعملها.
مساعدة المرضى أيضا
ويقول معاوية المصري رئيس إدارة جمعية المركز الاجتماعي إنهم يعملون طوال العام دون توقف، وحتى في العُطل الأسبوعية. وإضافة للوجبات يقدم مبرة الخير -وفق المصري- قسيمة شرائية بنحو 80 دولارا للأسر الفقيرة للتبضع بما تحتاجه من المحال التجارية. معاوية المصري رئيس إدارة جمعية المركز الاجتماعي التابع لها مطبخ مبرة الخير في نابلس (الجزيرة) ويقول إن هناك حوالي ألف أسرة تستفيد من تلك المساعدات خلال رمضان، و150 عائلة أخرى تأخذ طوال العام. ويضيف المصري أن الجمعية تقدم أيضا مساعدات طبية وأدوية، وتساعد في إجراء عمليات زرع قواقع وسماعات طبية للأذن، وتسهم بحل مشاكل اجتماعية. ويؤكد أن الجمعية "تعمل ما تعجز عنه مؤسسات رسمية كالتنمية الاجتماعية". وبينما تشير إحصائيات الجهاز المركزي الفلسطيني إلى أن ما يقارب ثلث السكان (29.2%) في فلسطين يعانون من الفقر، تؤكد معلومات من متابعين مختصين حصلت عليها الجزيرة نت أن 55% من سكان البلدة القديمة بنابلس والمقدر تعدادهم 5 آلاف نسمة تحت خط الفقر. ويقول عدنان عودة إن من يتلقى الحد الأدنى من الراتب الذي حددته السلطة بحوالي 500 دولار يعد فقيرا، بل ويرى أن كثيرا ممين يتقاضون أكثر من هذا المبلغ ربما يحسبون أيضا في عداد الفقراء.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الأحد 17 مارس 2024, 5:48 pm
بين بهجة رمضان وغصة الكارثة.. هكذا يعيش المتضررون من الزلزال في مناطق النظام السوري "مضى على وجودي وزوجتي وأولادي في هذا المأوى شهر و12 يوما، واجهنا خلالها أسوأ أيام حياتنا، فبعد أن فقدنا منزلنا وأحباءنا وحياتنا الطبيعية أتينا إلى هذا المكان الذي ينقصه كل شيء ونشعر فيه بأننا غرباء، لكن نتمنى أن يكون رمضان شهر خير علينا نبدأ معه بداية جديدة". بهذه العبارة يختزل غيث (42 عاما)، أحد المتضررين من الزلزال في اللاذقية، حالة أسرته التي لجأت إلى مركز للإيواء في المدينة بعد انهيار منزلهم إثر الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من فبراير/شباط الماضي. ولا يزال الإحباط مسيطرا على أفراد عائلة غيث في ظل تفكيرهم بمستقبل مجهول ينتظرهم بعد خسارتهم لمنزلهم ومقتنياتهم، ومعاناتهم المستمرة من نقص الاحتياجات في مركز الإيواء الذي لجؤوا إليه في اللاذقية، وعلى الرغم من ذلك يأمل أفراد العائلة أن يحمل الشهر الفضيل لهم ما قد يعينهم على البدء من جديد. وإلى جانب عائلة غيث، تعاني مئات العائلات المنكوبة من الزلزال في مناطق سيطرة النظام من نقص في الاحتياجات الأساسية مع حلول شهر رمضان المبارك. لقطة من مركز إيواء للمتضررين من الزلزال في اللاذقية (مواقع التواصل الاجتماعي)
احتياجات مضاعفة في رمضان
وتنشأ لدى معظم الأسر المتضررة من الزلزال في محافظات اللاذقية وحماة وحلب احتياجات مضاعفة مع حلول الشهر الفضيل، لا سيما العائلات التي التجأت إلى مراكز الإيواء التي جهزتها حكومة النظام لاستقبالهم منذ الأيام الأولى التي أعقبت الزلزال. ويقول زهير (39 عاما)، أحد المتضررين من الزلزال في حلب، للجزيرة نت، "يحل علينا شهر رمضان هنا في المأوى حيث سوء المرافق العامة، والانقطاع الطويل للكهرباء، وشح الماء، وسوء الخدمات والتنظيم. إننا بالمختصر قد لا نجد ما يعيننا على صيام الشهر الفضيل". ويضيف "كيف لنا أن نقضي صيامنا إن لم يوفروا لنا حاجتنا من المياه، ويصلحوا المرافق الضرورية، ويزيدوا حصص الطعام والأغذية، ويسمحوا للمتبرعين بإيصال تبرعاتهم بأنفسهم إلينا؟". وعلى الرغم من وصول مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة النظام منذ صباح السابع من فبراير/شباط الماضي، فإن مسؤولة برامج التغذية في مديرية الصحة في اللاذقية سهام مصطفى أشارت -في حديث لشبكة "غلوبال" المحلية مطلع الشهر الجاري- إلى أن فرق التغذية سجلت العديد من حالات سوء التغذية لدى الحوامل والمرضعات والأطفال في مراكز الإيواء في اللاذقية.
شكاوى
ورصدت تقارير صحفية، منذ الأيام الأولى لكارثة الزلزال المدمر، حالات عدة لسرقة المساعدات في مختلف المحافظات المنكوبة التابعة لسيطرة النظام وعرضها للبيع في محال وبسطات في مناطق متفرقة بدلا من إيصالها إلى المتضررين. ونقلت صحيفة الوطن شبه الرسمية، الأحد الماضي، شكاوى عن عدد من المقيمين في مراكز الإيواء في منطقة الغاب بمحافظة حماة تفيد بعدم توزيع سلال المواد الغذائية والألبسة والبطانيات عليهم، إلى جانب شح الخدمات الطبية ضمن المراكز، والازدحام على المرافق الحيوية "الحمامات" على نحو أثر سلبا على النظافة العامة للأفراد فيها. وتحتاج الأسر المتضررة من الزلزال في المحافظات المنكوبة إلى مختلف أنواع المساعدات الغذائية والإنسانية في ظل تردّي الأوضاع المعيشية في البلاد، وارتفاع أسعار معظم السلع مع حلول شهر رمضان الكريم. وكانت إحصائية أجرتها محافظة اللاذقية الأسبوع الماضي كشفت أن 72 ألف أسرة تضررت بفعل الزلزال، بينها 200 أسرة تتوزع على 24 مركز إيواء ضمن المحافظة. كما كشف محافظ حلب حسين دياب، في 16 مارس/آذار الجاري، أن أعداد الأسر المتضررة التي التجأت إلى مراكز الإيواء في محافظة حلب بلغت 10 آلاف و968 أسرة، تضم 48 ألفا و431 شخصا من الرجال والنساء والأطفال. وبيّن تقرير للأمم المتحدة في 10 فبراير/شباط الماضي أن أعداد السوريين المتضررين من الزلزال بلغت نحو 5.3 ملايين متضرر. وعادت المنظمة لتؤكد في تقرير منفصل، في الثاني من مارس/آذار الجاري، أن الإغاثة الفورية غير ناجعة في إعانة العائلات المتضررة على المدى البعيد في سوريا، وأن من الضروري العمل على توفير خدمات أساسية كالمياه الصالحة للشرب، والصرف الصحي، والرعاية الصحية، والدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين. تقرير للأمم المتحدة بيّن أن أعداد السوريين المتضررين من الزلزال بلغت نحو 5.3 ملايين متضرر (الجزيرة)
بارقة أمل
ولم تثن الاستجابة الرسمية المتواضعة وضيق الأفق أمام السوريين المتضررين من الزلزال البعض عن السعي خلال الشهر المبارك لتحسين أوضاعهم في المساكن البديلة ومراكز الإيواء عبر التكافل، والعمل بوظائف إضافية، والاستفادة من مختلف المبادرات الهادفة إلى مساندتهم وتحسين أحوالهم. تقول أم يوسف (32 عاما)، أرملة متضررة من الزلزال في مدينة حلب ووافدة إلى دمشق، للجزيرة نت، "قصدت وأولادي بيت أخي في دمشق بعد أن ثبت أن شقتنا لم تعد قابلة للسكن بسبب التصدعات، وبعد مضي شهر على استضافتي في منزل أخي شعرت بأنني أشكل عبئا عليه، ومع اقتراب شهر رمضان كان لا بد لي من البحث عن عمل والانتقال إلى مكان إقامة جديد". وتقول السيدة الثلاثينية إنها نشرت قصتها على إحدى المجموعات في فيسبوك، ولم تكد تمضي أيام حتى تواصل معها أحد ملاك العقارات في دمشق ليمنحها شقة صغيرة لمدة 6 أشهر ريثما ترتب أوضاعها لتتمكن لاحقا من دفع الإيجار.
وتمكنت أم يوسف من إيجاد عمل في أحد محال بيع الألبسة في ريف دمشق، وتقول "عندما علم صاحب العمل بالضرر الذي لحق بي بسبب الزلزال منحني مبلغا من المال إضافة إلى راتبي، وقبيل شهر رمضان قام بصرف راتبين لي بدلا من الراتب مشكورا". وإلى جانب المبادرات الفردية التي يقوم بها سوريون تجاه المتضررين من الزلزال مع حلول الشهر المبارك، تسعى فرق تطوعية في دمشق وحلب وغيرها من مناطق سيطرة النظام إلى إحياء مبادرات رمضانية في أول أيام الشهر الفضيل ﻹعانة الشرائح الأكثر فقرا واحتياجا بمن في ذلك المتضررون من الزلزال. وأطلق فريق "تكاتف" التطوعي فعالية "سكبة رمضان" الخيرية لإعداد وجبات الإفطار وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، بينما أعلنت منظمة "فرونت لاين للتغيير" قبيل رمضان اكتمال التجهيزات لمطبخها الرمضاني الذي باشر عمله مع حلول الشهر الفضيل.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الأحد 17 مارس 2024, 5:50 pm
وسط أزمة معيشية وغلاء فاحش.. كيف استقبل السوريون شهر رمضان؟ استقبل السوريون، في مناطق سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد، شهر رمضان الفضيل هذا العام، وسط أزمة معيشية خانقة خيّمت على مختلف مناحي الحياة، وغلاء فاحش طال معظم المواد الغذائية والاستهلاكية الأساسية، جاعلا من شرائها حلما لمعظمهم. ويواجه السواد الأعظم من السوريين صعوبة في تأمين المواد الغذائية الأساسية، فضلا عن عجزهم عن تأمين المواد الضرورية لإعداد الأطباق والمأكولات الرمضانية التقليدية التي عادة ما ينتظرون الشهر المبارك لإعدادها. وتشهد أسعار المأكولات والمشروبات الرمضانية التقليدية ارتفاعا قياسيا في أسعارها مقارنة بالعام الماضي، وهو ما قد يحرم السوريين من شرائها والتلذذ بها فوق موائد إفطارهم كما جرت العادة السنوات السابقة. يجري ذلك في ظل عجز حكومي واضح عن ضبط الأسعار أو تقديم بدائل للفئات الأكثر احتياجا. وبالرغم من ذلك يجهد كثيرون لاجتراح سبل تمكنهم من توفير الاحتياجات الأساسية لأسرهم من أطعمة وسلع مختلفة خلال الشهر الفضيل.
أطباق رمضانية تغيب عن موائد السوريين
ويزداد استهلاك السوريين في شهر رمضان لبعض الأصناف الغذائية التي ترتبط بالأطباق التقليدية التي يعدّونها خلال الشهر الفضيل، لا سيما اللحوم التي سجلت ارتفاعا كبيرا في الأسعار مؤخرا. وتراوح سعر كيلو لحم الغنم عشية رمضان بين 65 و80 ألف ليرة (9-11 دولارا) في حين تراوح سعر كيلو لحم العجل بين 45 و60 ألف ليرة (6-8 دولارات) أما سعر كيلو الدجاج فسجل 25 ألف ليرة (3.5 دولارات). ونظرا لارتفاع أسعار معظم أصناف اللحوم قبل بداية الشهر الفضيل، راجت مؤخرا في الأسواق أصناف مختلفة من اللحوم الرخيصة غير معروفة المصدر، وأخرى تحتوي على نسب عالية من الدهون بأسعار أرخص.
وبعد أن كانت أطباق كالكبب والمحاشي والأوزي (رز وبازلاء ولحم) تتصدر قائمة الأطباق الرمضانية لدى السوريين، تغيب هذا العام عن موائد معظمهم تحت وطأة الأزمة المعيشية الخانقة. تقول أم سيف (47 عاما) المعلمة بمدرسة ابتدائية في ريف دمشق، للجزيرة نت "نستقبل رمضان كما يستقبله باقي السوريين، فالرواتب بالكاد تكفي لأيام ثمنا للأطعمة وغيرها من الحاجات اليومية الضرورية، ويعلم الله كيف نمضي ما يتبقى من أيام الشهر". وتضيف "قد لا أتمكن هذا العام من تقديم الأطباق التي اعتاد زوجي وأولادي انتظار رمضان لتناولها على الإفطار، فلا قدرة لنا على تحمل تكاليف أطباق تحتوي على اللحوم. كما أن أسعار لوازم الطبخ الأخرى ارتفعت أسعارها مثل السمن والزيت والأرز".
غلاء فاحش
وإلى جانب اللحوم، ارتفعت أسعار جميع أصناف الخضر، ومن ضمنها تلك التي تشكل مكونا رئيسيا من مكونات أطباق رمضان. وبلغ سعر كيلو الكوسا -التي تعد المكون الرئيسي في "المحاشي" الأكلة الرمضانية الشهيرة- 4 آلاف ليرة، أما كيلو الخيار وهو مكون رئيسي في "الفتوش" فسجل سعره 5 آلاف ليرة، والبصل أيضا سجل سعر 8 آلاف ليرة (أكثر من دولار) للكيلو. وطال ارتفاع الأسعار مختلف أصناف الزيوت والألبان والأجبان، وغيرها مما يعتمد عليه السوريون بشكل خاص لإعداد موائد سحورهم. وتراوح سعر كيلو اللبنة البلدية بين 25 و30 ألف ليرة (3-4 دولارات) أما كيلو الجبنة فتراوح سعره بين 18 و25 ألفا (2-3 دولارات) بينما سجل كيلو الحليب 3 آلاف ليرة، وبلغ سعر لتر زيت الزيتون 19 ألف ليرة (2.8 دولار) وسعر لتر الزيت النباتي 17 ألف ليرة (2.4 دولار). كما ارتفعت أسعار الأطعمة والمأكولات الشعبية الرمضانية ارتفاعا ملحوظا، ومن ضمنها التمور التي تراوح سعر الكيلو منها بين 11 ألفا و45 ألف ليرة (1.5 دولار- 6 دولارات) بحسب النوع، وكعكة المعروك الحلبي التي سجل سعر القرص الواحد منها 10 آلاف ليرة (1.3 دولار). والمشروبات الشعبية الرمضانية التي عادة ما ينتشر باعتها في الأسواق وأحياء المدن القديمة، تأثرت هي الأخرى بهذا الغلاء، إذ وصل سعر كيلو التمر الهندي وعرق السوس إلى 17 ألف ليرة (2.2 دولار). ونظرا لغلاء تلك المشروبات والمأكولات الرمضانية تضطر معظم العائلات إلى استبعادها من سلة رمضان أو الاكتفاء بشراء كميات محدودة منها، بحسب ما تسمح به الظروف، في وقت لا يتجاوز متوسط رواتب الموظفين بالقطاعين العام والخاص في مناطق سيطرة النظام 150 ألف ليرة (20 دولارا) والحد الأدنى للأجور 92 ألف ليرة (12 دولارا) بحسب مرسوم تشريعي يعود للعام 2019.
تحديات أخرى
ولم يقتصر الغلاء على الأغذية والمأكولات الشعبية، بل طال السلع الاستهلاكية الأساسية الأخرى كمادة الغاز التي رفعت حكومة النظام ثمن أسطوانتها المدعومة (10 كيلوغرامات) إلى 11500 ليرة (1.5 دولار) وغير المدعومة إلى 32 ألف ليرة (4.2 دولارات). بينما تراوح سعر أسطوانة الغاز بالسوق السوداء بين 175 ألفا و200 ألف ليرة (23 – 26 دولارا) وسط شكاوى المواطنين عن تأخر رسائل الغاز التي تصرفها الحكومة عبر "البطاقة الذكية" إلى ما بين 90 و110 أيام. ويضاعف انقطاع وغلاء مادة الغاز من معاناة السوريين بالشهر الفضيل لاعتمادهم عليها في طهي الطعام وتحضير موائد الإفطار، ولعدم وجود بدائل معقولة للطهي في ظل انقطاع التيار الكهربائي فترات طويلة يوميا تصل إلى 20 ساعة في معظم المناطق. وكان بيان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قد أشار، مطلع الشهر الجاري، إلى أن 70% من السوريين ربما لا يتمكنون في المدى المنظور من توفير الطعام لعائلاتهم. وأكد البيان الأممي أن 12 مليون سوري لا يعرفون من أين ستأتيهم الوجبة التالية من الغذاء، و2.9 مليون آخرون معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع. سوق في دمشق (الجزيرة-أرشيف)
حلول ومبادرات مرتقبة
وبالرغم من المعاناة التي يقاسيها سوريون في توفير الأغذية والمواد الاستهلاكية الأساسية وغيرها من السلع التقليدية في الشهر المبارك، غير أن بعضهم يحاول اجتراح بعض الحلول لكفاية أسرته وإبهاجهم خلال هذا الشهر. يقول فيصل (36 عاما) وهو عامل في محل حلويات في ريف دمشق "اعتدت في رمضان، وبعد انتهاء دوامي الصباحي في المحل، أن أقوم بتعبئة عربة جوالة -أستأجرها لهذا الغرض- بـ 50 إلى 100 قرص معروك من مشغولات المحل، ثم أخرج للتجوال بها في دمشق القديمة من 8 مساء إلى وقت متأخر من الليل". ويضيف في حديث للجزيرة نت "أقدم على هذا العمل الإضافي كل عام في رمضان لتغطية احتياجات عائلتي، لدي أولاد ومن الضروري ألا يشعروا بأي نقص عن غيرهم من الأولاد خلال رمضان أو في العيد". ويلجأ العديد من أرباب الأسر -خلال شهر رمضان الفضيل- إلى الأعمال الإضافية المسائية لسد احتياجات أسرهم، وتوفير المال تحضيرا لعيد الفطر المبارك. ولإعانة الأسر الأكثر احتياجا وإبهاج الأطفال، تنطلق مبادرات جماعية وفردية كل عام في دمشق وغيرها من مناطق سيطرة النظام لتقديم وجبات الإفطار المجانية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الأحد 17 مارس 2024, 5:54 pm
زلزال تركيا يجبر الناجين على التخلي عن عاداتهم في رمضان تجر سفجي درماز في يدها حقيبة تسوق محملة ببعض المواد الغذائية الأساسية التي اشترتها من المتجر، من أجل تقديمها إلى إحدى الأسر المتضرّرة من الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا في السادس من فبراير/شباط الماضي. تقيم سفجي في مدينة يلوا، التي تقع على ساحل بحر مرمرة وتبعد عن إسطنبول نحو 100 كيلومتر، وتقول للجزيرة نت "هذا ما أستطيع فعله لهم، هؤلاء أهلنا وإخوتنا. لقد مررنا بالتجربة ذاتها في زلزال 1999، نحاول أن نخفف عن بعضنا بعضا حتى نتجاوز المحنة. تخليتُ عن كل شيء كنت أحضّره لاستقبال شهر رمضان. لن نستطيع تذوّق لقمة واحدة، وهناك جيران لنا فقدوا عزيزا لديهم وجاؤوا إلينا من دون أي شيء. هذا أقل ما نقدمه لهم". تجر سفجي درماز في يدها حقيبة تسوق محملة ببعض المواد الغذائية الأساسية التي اشترتها من المتجر، من أجل تقديمها إلى إحدى الأسر المتضرّرة من الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا في السادس من فبراير/شباط الماضي. تقيم سفجي في مدينة يلوا، التي تقع على ساحل بحر مرمرة وتبعد عن إسطنبول نحو 100 كيلومتر، وتقول للجزيرة نت "هذا ما أستطيع فعله لهم، هؤلاء أهلنا وإخوتنا. لقد مررنا بالتجربة ذاتها في زلزال 1999، نحاول أن نخفف عن بعضنا بعضا حتى نتجاوز المحنة. تخليتُ عن كل شيء كنت أحضّره لاستقبال شهر رمضان. لن نستطيع تذوّق لقمة واحدة، وهناك جيران لنا فقدوا عزيزا لديهم وجاؤوا إلينا من دون أي شيء. هذا أقل ما نقدمه لهم".
الزلزال الذي ضرب 11 ولاية تركية جنوبية، تأثر به قرابة 14 مليون شخص، من بينهم 3.5 ملايين تهدمت منازلهم وتضرّرت بشكل كبير. وأدى الزلزال إلى سقوط نحو 50 ألف قتيل وأكثر من 115 ألف مصاب.
عادات وتقاليد الأتراك
عادات وتقاليد الأتراك في استقبال شهر رمضان المبارك لا تختلف كثيرا عن عادات وتقاليد المجتمعات العربية، من تجهيز المساجد والتسوّق لشراء مستلزمات الشهر الكريم، إلى جانب دعوات الإفطار الجماعية بين الأقارب والجيران وصلاة التراويح وحلقات القرآن الكريم. لكن كارثة الزلزال أجبرت الشعب التركي على التخلي عن بعض هذه العادات، التي لم تقتصر على شراء الأطعمة والمشروبات التي يشتهر بها الشهر الكريم ولكن شملت العبادات أيضا، بعد تضرّر عدد كبير من المساجد. حسن بلر (52 عاما) تاجر من مدينة ملاطيا يقيم مع عائلته التي تضررت من الزلزال في إحدى الخيام في بلدة ياشيل يورت التي تتبع حي يافوز سليم في ولاية ملاطيا، إحدى الولايات المتضررة، يقول بلر للجزيرة نت إن "رمضان هذا العام مختلف عن سابقه، أشياء كثيرة تغيّرت وستتغير. اعتدنا مع دخول شهر الصوم شراء حاجاتنا، والاجتماع مع أقاربنا وأصدقائنا على مائدة الإفطار، والحرص على صلاة التراويح في جامع البلدة". ويضيف "أما الآن، فلا توجد متاجر وأسواق في المدينة، إذ إن كثيرا منها تضرّر. ونعتمد اليوم على ما تقدمه لنا الدولة من طعام وشراب. أيضا لن نستطيع الذهاب إلى صلاة التراويح بعد الضرر الذي لحق بمسجد قريتنا، فضلا عن كوننا لن نستطيع الاجتماع مع أقاربنا وأصدقائنا إلى طعام الإفطار، فالجميع يسكن الخيام، وهناك من ترك المدينة". ويردف "لا أعتقد أننا كنا سنستطيع العيش بهذه الظروف الصعبة لو لم تكن دولتنا قوية. هذه الكارثة كبيرة جدا، ولم نر مثلها من قبل. الدولة ترسل لنا حاجاتنا بشكل دائم ويومي، نحمد الله على ذلك". الأتراك يشعرون بالحزن في رمضان على من فقدوا (غيتي)
رمضان هذا العام
لا تختلف الحال كثيرا بالنسبة إلى سوناي جوشار التي تعمل مدرّسة هي وزوجها حكمك، إذ خرجا من كهرمان مرعش (مركز الزلزال الأخير) إلى مدينة قونيا، وسط تركيا. تقول سوناي -بنبرة يعلوها الألم والحزن- "فقدتُ عددا من أصدقائي وطلابي، ولا تزال ذكرياتي معهم عالقة في ذهني. كنا نستقبل الشهر الكريم كل عام بالحديث مع طلابنا عن قيمة رمضان وأهمية الصوم، وكنا نجتمع لقراءة القرآن الكريم. أما الآن، مع الأسف، فلا يمكن أن نجتمع مرة أخرى". تضيف "أسأل الله أن يخفف قدوم شهر رمضان ألمنا الذي في قلوبنا ويبلسم جروحنا. بالطبع رمضان هذا العام مختلف عما قبله، من الصعب أن نمارس العادات التي كنا نقوم بها في كهرمان مرعش خلال رمضان، مثل صلاة التراويح لأن غالبية المساجد تأثرت بالزلزال. لكن الوضع مختلف هنا في قونيا". وتتابع "نشعر بالحزن على شهدائنا، ولا نعرف إن كنا سنعود إلى مرعش أم لا. أنا حزينة جدا لأنني لست مع طلابي في هذه الفاجعة، لقد مات بعضهم بفعل الزلزال، وبعضهم فقد أهله. ما أستطيع فعله هو التواصل معهم عن طريق الهاتف لنخفف من آلام بعضنا بعضا". عاطف أوغر يجلس وعائلته داخل أحد المنازل الريفية بعد أن فقدوا منازلهم وأقاربهم (الجزيرة)
الصيام والعبادة في الخيمة
حالة الخوف التي خلفها الزلزال واستمرار الهزات الارتدادية أديا إلى خروج أعداد كبيرة من أهالي المدن الجنوبية المتضررة من الزلزال إلى الولايات الأخرى، بينما تحاول الحكومة تخفيف المعاناة عن المنكوبين، خاصة مع دخول شهر رمضان عبر تزويدهم بكل حاجاتهم وتوزيع التمور والعصائر. في حين أعلن الهلال الأحمر التركي، بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات الأعضاء في برنامج التغذية في حالات الكوارث، توزيع وجبات ساخنة لنحو 150 مليون شخص منذ بداية الكارثة. يقول عاطف أوغر -القادم من إحدى قرى ملاطيا- إن "الحياة هنا متوقفة تماما، فالمياه لا تصلح للاستخدام، ونعتمد فقط على ما توفره الدولة لنا من مياه نظيفة وطعام"، ويتابع حديثه إلى الجزيرة نت "أقيم في قرية قرا التابعة لحي بطال غازي في ملاطيا. قريتي لم تعد فيها سوى أعداد قليلة جدا من الأهالي. أعتقد أن رمضان هذا العام سيقتصر على الصيام والعبادة مع أهلي. لن نستطيع أن نفعل ما كنا نفعله في الأعوام السابقة، خصوصا بعدما فقدنا زوجة عمي وابن وابنة عمي في الزلزال. يصعب علينا الكلام لوصف مشاعرنا، نحمل معنا ذكريات من رحلوا، ونسأل الله أن يمنحنا الصبر وأن تمر هذه الأيام سريعا.. ويعود كل شيء كما كان".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الأحد 17 مارس 2024, 5:58 pm
رغم الضائقة المعيشية.. المصريون حريصون على زينة رمضان رغم غلاء الأسعار في كل مناحي الحياة وانهيار العملة المحلية، لا يزال المصريون متمسّكين بزينة رمضان التي يعتبرونها جزءا من بهجة الشهر الفضيل لا يمكن الاستغناء عنها، أيا كانت الظروف. ومع اقتراب الشهر الكريم، تعج المحلات بأنواع الزينة. وقد تحوّلت منطقة العتبة، وسط القاهرة، إلى معرض مفتوح لكل ما هو متعلّق بشهر الصيام. تقول أم حمزة للجزيرة نت إنها تحرص سنويا على شراء الزينة من وسط البلد لأنها متنوعة وأقل ثمنا مقارنة بالأماكن الأخرى، مضيفة أن هذا العام تحديدا يتطلب جهدا لتوفير متطلبات رمضان بسبب غلاء الأسعار. المصريون يحرصون على شراء الزينة من وسط القاهرة لأنها متنوعة وأقل ثمنا مقارنة بالأماكن الأخرى (الجزيرة)
إقبال على أنواع بعينها
وخلال الأيام الماضية، توافد آلاف المصريين على محلات بيع الزينة، وكان الإقبال كبيرا على المصنوعة محليا من البلاستيك والورق والقماش لأنها قليلة التكلفة، في حين تراجع سوق الفوانيس بشكل لافت بسبب تضاعف أسعارها. تقول أم حمزة وزوجها إنهما وضعا موازنة بحدود 500 جنيه (نحو 16 دولارا) لشراء الزينة هذا العام، ما يعني استبعاد الفوانيس تماما منها. وتضيف "منذ سنوات، اعتدت شراء الزينة من "العتبة" لأنها تزيد بهجة البيت وتشيع روح الشهر الكريم، وتزيد فرحة الأطفال، لكننا تخلينا عن الفوانيس هذا العام واكتفينا بالزينة الورقية والقماشية والبلاستيكية، لأننا نستطيع شراء الكثير منها في حدود المبلغ المحدد". ألعاب خاصة للأطفال ضمن زينة رمضان تردد الأناشيد الرمضانية وتزيد فرحتهم بشهر الصيام (الجزيرة) ويتراوح سعر حبل الزينة بين 5 جنيهات و15 جنيها (الدولار يساوي 30 جنيها تقريبا)، في حين تتراوح أسعار حبل الإضاءة بين 30 جنيها و150 جنيها، وهي زيادة طفيفة مقارنة بالعام الماضي، وبالتالي هي في المتناول، كما تقول أم حمزة. ووفقا لمحمود، وهو بائع في محل زينة، فإن هناك تفاوتا في أسعار حبال الإضاءة وفق الطول وعدد المصابيح ونوعها وتنوعها، وهي تبدأ من 5 جنيهات وتصل إلى 50 جنيها، في حين تتراوح أسعار الحِبال النحاسية بين 30 و80 جنيها، وأسعار حبال المثلثات بين 5 و15 جنيها. أما أسعار أكياس الوسائد الرمضانية، فتتراوح بين 30 و100 جنيه، في حين يتراوح سعر قماش الخيامية بين 100 و400 جنيه، وأسعار مفارش الطاولات بين 50 و300 جنيه، وكلها شهدت زيادات تبدأ من 50 إلى 100%، وفق النوع. أسعار الفوانيس المستوردة زادت ما بين 60% إلى 100% عن رمضان العام الماضي (الجزيرة)
زيادة كبيرة في الفوانيس
أما الفوانيس، فقد زادت أسعار المستورد منها بين 60% و100% عن العام الماضي، ما دفع كثيرين إلى شراء الفوانيس الخشبية والمصنوعة يدويا من الخرز، وفق خالد، وهو بائع في أحد محلات الزينة. ويضيف خالد للجزيرة نت "بسبب ارتفاع الأسعار، أصبح الإقبال كبيرا على الفوانيس الخشبية والمصنّعة من الخرز، والتي يبدأ سعرها من 30 جنيها ويصل إلى 100 جنيه"، مشيرا إلى أن بعض الفوانيس المحلية تتراوح بين 80 و120 جنيها بسبب وجود مشغّل صوت مستورد. مفارش وأقمشة وحبال إضاءة تستخدم في زينة رمضان (الجزيرة) "أبو الذهب"، صاحب محل زينة وفوانيس، يقول للجزيرة نت إن سعر الفانوس يبدأ من 10 جنيهات ويصل إلى 100 جنيه، لافتا إلى أن الفانوس المحلي لم يرتفع كثيرا لأن خاماته مصرية وغير مستوردة. أما الفانوس الصيني، فيبدأ من 50 جنيها ويصل إلى 300 جنيه. وبخصوص الفوانيس الضخمة المصنوعة من الصاج، فيتراوح سعرها بين 650 جنيها و3 آلاف جنيه. لكن الإقبال عليها ضعيف جدا، هذا العام، باستثناء أصحاب المقاهي والفنادق وسكان المناطق الراقية جدا، كما يقول أبو الذهب. وعن الزينة، يقول أبو الذهب إن سعر حبل الإضاءة الصيني يبدأ من 40 جنيها ويصل إلى 200 جنيه، وفقا لطول الحبل، مشيرا إلى وجود مصابيح ليزر محلية الصنع تتراوح بين 25 و150 جنيها، موضحا أنها تشهد إقبالا كبيرا عليها لأنها أرخص من المستوردة التي يصل سعرها إلى 350 جنيها. غلاء الأسعار والضائقة المعيشية التي يُكابدها المصريون دفعا كثيرين هذا العام إلى الاستعانة بزينة العام الماضي (الجزيرة) مع ذلك، هناك من عمدوا إلى تصنيع الزينة يدويا، توفيرا للنفقات، مثل أم عصام التي تقول للجزيرة نت إن الزينة أهم من الأمور الأخرى، مثل الياميش (الفواكه المجففة والمكسّرات)، موضحة أنها اشترت القماش والبلاستيك والورق والمصابيح وأسلاك الكهرباء وستصنع الزينة يدويا "لأن الأطفال لا يقبلون بمرور رمضان من دون وجود زينة"، وفق تعبيرها. وتلفت إلى أن غلاء الأسعار والضائقة المعيشية التي يُكابدها المصريون دفعا كثيرين هذا العام إلى الاستعانة بزينة العام الماضي، والتي كانوا يحتفظون بها لأنها لم تكن رخيصة مقارنة بأعوام سابقة، وخصوصا الفوانيس الكبيرة التي تعلق في صالات البيوت أو الشرفات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الإثنين 18 مارس 2024, 8:37 pm
قطع طريق الصائمين.. عادة رمضانية في السودان تتقارب العادات والتقاليد الرمضانية في السودان عند معظم القبائل، ويشتركون جميعا في أن هذا الشهر هو شهر الخير، ومن أهم ما يتميز به رمضان في السودان عادة الإفطار الجماعي بين الجيران في الشوارع. لكن الغريب، والذي تشترك فيه معظم المناطق في السودان خلال شهر رمضان الكريم، يحدث قبل موعد أذان المغرب بساعة، إذ يقطع السكان الطريق ويعترضون حافلات السفر، وهذه العادة أشبه بالكمين. هذا الكمين ينصب لإجبار المسافرين الصائمين على النزول وتناول طعام الفطور، وذلك عن طريق وضع العمامة السودانية في منتصف الطريق، ومن ثم يأتي رب الأسرة ليرحب بركاب الحافلة الذين قد يبلغ عددهم العشرات. هذا الكرم الحاتمي يحدث خلافا بين المواطنين بشأن من يكرم المسافرين على الطريق، ويتشرف بخدمتهم أثناء وجبة الإفطار أولا. والأمر يستدعي أحيانا تدخل فاعلي الخير لتقسيم الضيوف على الموائد كلها. ولا تزال تلك العادة الرمضانية القديمة المتجددة صامدة ومتماسكة دون اكتراث لتقلبات الحياة وقسوتها، في ظل الانهيار السياسي والاقتصادي المريع في السودان.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الثلاثاء 19 مارس 2024, 4:57 am
رمضان في كينيا.. موعد مع الجود والقرآن تأخذ الأرملة فائزة آسيا راحة من عملها في التجول بين الشوارع لبيع الموز، وتعيش مع أبنائها الخمسة على تبرعات الأصدقاء والجيران حيث يوفرون لها ما تحتاجه على مائدتها فتتفرغ للعبادة والعناية بصبيتها طيلة شهر رمضان الكريم. يعتبر شهر الصيام فرصة لتوطيد قيم التسامح والبذل بين المسلمين في كينيا، فتنتشر خلاله مظاهر التعاون والتقرب إلى الله. ورغم أن دخول الدين الإسلامي وانتشاره بين مختلف الجهات والأعراق المكونة للدولة قديم، فإن معتنقيه لا يزالون يصنّفون ضمن الأقليات الدينية.
وتنتشر المظاهر الإيمانية على شوارع المدن التي يوجد فيها المسلمون أثناء شهر رمضان الكريم، وتحترم الدولة تلك الأجواء التي تُسعد الكثير من أبنائها. وقد بثت الجزيرة الوثائقية فيلما بعنوان “رمضان في كينيا” سلطت فيه الضوء على جهود المسلمين في إحياء شهر الرحمة والغفران واستلهامهم لمعاني الإنفاق والتعاون على البر والتقوى.
الإسلام ينتشر
يعتبر الإسلام من أقدم الديانات التي عرفها الشعبي الكيني منذ قرون سلفت، ذلك أن المدن المتاخمة للمناطق الحدودية مع الصومال دخلها الدين في القرن الهجري الأول، ليزيد انتشاره في المناطق الأخرى بعد ذلك بفترات متقاربة. وتصنف العاصمة نيروبي والقرى الواقعة في غرب الدولة وجنوبها من أكثر الأماكن التي ينتشر فيها الإسلام. ورغم كثرة المراكز الدعوية وتشييد المساجد فإنهم يحتاجون لمن يعلمهم أمر دينهم، فغالبية المسلمين يعتنقون الدين تقليدا لما وجدوا عليه آباءهم، ويجهلون حقيقة الإسلام وأحكامه. تصنف العاصمة نيروبي والقرى الواقعة في غرب الدولة وجنوبها من أكثر الأماكن التي ينتشر فيها الإسلام وفي مدينة مومباسا جنوب كينيا يشكل المسلمون النسبة الأكثر من السكان حيث يزيد عددهم على 80%. ولا تتجاوز نسبتهم 15% من سكان مدينة كيسومو ذات المساجد المنتشرة التي تتعالى منها أصوات المؤذنين بالنداء على الصلاة في جميع الأحياء. ومن معهد أم سلمة الخاص بتعليم البنات في نفس الولاية ترتفع أصوات النساء بتلاوة القرآن الكريم، ويحتوي المركز على أقسام متنوعة بين الحفظ والعقيدة والأحكام.
الدعوة والإنفاق
بحلول شهر رمضان الكريم تشهد الأجواء الكينية حركة وانتعاشا للهيئات الدينية وتبدأ مظاهر الإسلام تضع بصماتها على الشارع. يكثِرُ المسلمون الخُطا نحو المساجد خلال فترة الصيام، وبين مواقيت الصلاة يرابطون على قراءة القرآن. وعند مداخل أماكن الصلاة تقام مأدبات سواء العاكف فيها والبادي، وعلى هامشها تتلى الأدعية ويلتمس الحضور البركة من هذه الجلسات. مسجد إبراهيم واحد من أهم المساجد وأكبرها في العاصمة نيروبي، وتعمل به فرق متطوعة لتقديم وجبات الإفطار والسحور، ويقوم القائمون عليه بجمع التبرعات من المصلين. مجالس العلم وحلقات الذكر وتلاوة القرآن في بيوت الله مظاهر ربانية تعوّدها المسلمون في العاصمة نيروبي طيلة الشهر الفضيل. ويَلْقَى حفظة القرآن الكريم الذين يتولون الإمامة والأدعية اعتبارا واحتراما من لدن الجميع، فيقصدهم الناس لتبيان أحكام الدين. يشعر المسلمون في كينيا بعظمة الصيام ومضاعفة الأجر فيه، فيعملون بجد ولا يتركون بابا من الخير إلا ويطرقونه. مجالس العلم وحلقات الذكر وتلاوة القرآن في بيوت الله مظاهر ربانية تعوّدها المسلمون في العاصمة نيروبي طيلة الشهر الفضيل وتقوم الأسر بجمع المساعدات التي يتبرع بها أهل الخير والإنفاق، وتُقدم للأيتام والمساكين ويطعمون منها القانع والمعتر، فالإقبال على البذل والعطاء خلال رمضان عادة دأب عليها المسلمون في تلك الدولة. وفي حديثه للجزيرة الوثائقية، يقول آسيف أكرم “تعودنا في نيروبي على العطاء في شهر الصيام والذي لا يعطي يخسر فرصة كبيرة، ونكثر من قراءة القرآن والصلوات في المسجد”.
إحياء الليالي
رغم أن كينيا رسميا ليست دولة مسلمة، فإنها تحترم شعور الأقلية المسلمة وتسمح لها بممارسة شعائرها دون مضايقات. وقد تحدث للجزيرة الوثائقية عدد من المسلمين وأكدوا أنهم يحظون باحترام من قبل السلطات، ومن داخل مكاتب العمل تقدم لهم التسهيلات ويسمح لهم بالذهاب إلى المسجد أثناء وقت الدوام. صلاة التراويح هي أبرز المظاهر الإيمانية ذلك أنها تشهد إقبالا ملفتا للانتباه، فالنساء والصبية والمسنون يملؤون باحات المساجد والشوارع المؤدية إليها. في العاصمة نيروبي تقام المسابقة الرمضانية الكبرى لحفظ كتاب الله العزيز، وهي حدث سنوي مهم يشارك فيه الطلاب من جميع أنحاء الدولة الخُطب التعليمية والوعظية قبل الصلاة وبعدها واحدة من المظاهر الخاصة التي يتميز بها رمضان كينيا. وتعتبر المسابقات القرآنية سمرا قرآنيا وسباقا دينيا تعوّد المسلمون على إقامته في الساحات العامة خلال ليالي رمضان. وفي العاصمة نيروبي تقام المسابقة الرمضانية الكبرى لحفظ كتاب الله العزيز، وهي حدث سنوي مهم يشارك فيه الطلاب من جميع أنحاء الدولة، بالإضافة لمشاركين من دول مجاورة كتنزانيا وأوغندا. وتشكل جوائز المسابقة الذي يتم الإعداد لها بشهور قبل رمضان حافزا مهما للشباب من أجل الإقبال على حفظ القرآن الكريم.
ويُفتح باب المشاركة أمام المتسابقين من كل الفئات العمرية من أجل ترغيب الجميع في حصد الجوائز. تحدث الأمين العام لجمعية الشباب المسلم في كينيا سعيد عبيد للجزيرة الوثائقية، وقال إن المسابقة الرمضانية الكبرى تجرى قبلها مقابلات تصفية وانتقاء للطلاب الأقوياء، وهي فرصة للتعرف على الحُفاظ وأصحاب المواهب الصوتية من مختلف الجهات. وقد ساهمت الندوات المحلية والوطنية للقرآن الكريم في زيادة العناية به، فأصبح الشباب الكيني يقبل على حفظ الذكر الحكيم. ساهمت الندوات المحلية والوطنية للقرآن الكريم في زيادة العناية به، فأصبح الشباب الكيني يقبل على حفظ الذكر الحكيم وفي مدينة كيسومو تنظم المدارس الدينية دورات قرآنية وأنشطة دينية خاصة بالنساء خلال شهر رمضان. وأعربت كثير من الفتيات للجزيرة الوثائقية عن سعادتهن بالانتماء للمعاهد الإسلامية حيث يعشن داخلها أجواء العبادة وروح الإسلام. ويشكل رمضان مناسبة لصلة الرحم وفرصة لاجتماع العوائل على موائد الإفطار والاصطحاب في الخروج إلى صلاة التراويح.
وفي العشر الأواخر يزيد المسلمون في كينيا نشاطهم استعدادا للفرح بعيد الفطر المبارك الذي يشعرون فيه بفرحة انتهاء الصوم وغفران الذنوب. وتمتلئ الساحات العامة بالمسلمين في صباح يوم الفطر المبارك لأداء صلاة العيد التي يحضرها المسلمون من كل الأماكن في الدولة، ويتطوع أصحاب السيارات بنقل المصلين من القرى والأرياف. وتمضي أيام العيد في جو من السعادة والفرح بين المسلمين في كينيا، يتحدثون فيها عن أملهم في معاودة رمضان الذي يجسدون فيه معنى الأخوة في الدين والتعاون على البر والتقوى.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الثلاثاء 19 مارس 2024, 5:01 am
رمضان في باريس.. شعائر وطقوس إسلامية عندما ينتقل المهاجرون عن أوطانهم ويحطون رحالهم في بلاد الغربة، فإنهم لا يحملون أمتعتهم وأشياءهم المادية فقط، بل ستجد في ثنايا حقائب سفرهم بعض موروثاتهم وتقاليدهم وذكرياتهم، وحنينهم إلى الوطن الذي غادروه بصعوبة. وهكذا الفكر والعقيدة والمبادئ والأخلاق، فإنها تنتقل مع صاحبها أينما حلّ وارتحل.
وفي ذات القالب يمكن أن نضع عبارة “تختلف البلدان ورمضان واحد”، فهي المقولة التي يرددها من يرحلون عن أوطانهم ويدركهم الصيام في بلدان أخرى لا تعرف عن رمضان شيئا. وهذا ما نلمسه عند مشاهدة فيلم “رمضان في باريس” الذي عرضته الجزيرة الوثائقية على شاشتها، ضمن سلسلة “رمضان ومدينة”.
مركز الزيتونة.. منارة تجمع المسلمين في قلب باريس
يقول الشيخ عبد القادر الونيسي، مدير مركز الزيتونة الإسلامي في باريس: أصبح رمضان خلال السنوات الماضية حدثا وطنيا في باريس، كما في تجمعات المسلمين في عموم فرنسا، وهذا لم يكن موجودا في العهود السابقة، فقد كان يمر رمضان ولا ينتبه له أحد، فأنا أذكر في بداية الألفية أن كثيرا من شباب المسلمين هنا كانوا يجاهرون بالإفطار. مركز الزيتونة الإسلامي في باريس، يكتظ بالمسلمين في شهر رمضان ويتحدث عن أجواء احتفالات مشابهة لأجواء البلاد الإسلامية، قائلا: أما اليوم -بحمد الله- فقلّما تجد أحدا يجرؤ على الإفطار في رمضان، بل إنك تحس بنفس النفحات الإيمانية والروحية التي يمكن أن تعيشها في البلاد الإسلامية، ونفس الأجواء الاحتفالية والألوان التي تصطبغ بها حواضر المسلمين. تحتضن باريس وضواحيها حوالي 3 ملايين مسلم من شتى بقاع العالم، غالبيتهم من دول المغرب العربي، حيث حطّ الأجداد الرحال في هذه المدينة منذ الحرب العالمية الثانية. ويعد مركز الزيتونة الإسلامي في باريس ثمرةً لجهود امتدت على مدار عشرات السنين، حتى أصبح منارة علمية وثقافية ودينية. الشيخ عبد القادر الونيسي، مدير مركز الزيتونة الإسلامي في باريس يقول الشيخ الونيسي: المسلمون في باريس هم جزء من الجسد المسلم في العالم، وتعاطيهم مع المشهد الرمضاني في معظم تفاصيله شبيه بتعامل المسلمين مع هذا الشهر العظيم، سواء كان بالسلب كالنمط الاستهلاكي والسهر المبالغ فيه، أو بالإيجاب كالإقبال على المساجد والدعوة والصدقات وقراءة القرآن، وهذا من بركة الشهر العظيم، فرمضان لم يولد هنا أصلا، بل جاء في حقائب المهاجرين الأوائل.
لمّ شمل العائلة.. طقوس رمضانية تصنع الدفء الاجتماعي
مع أن عجلة الحياة تدور في الغرب بسرعة، ولا تعطي فرصة لالتقاط الأنفاس، فإن كثيرا من المسلمين الباريسيين -ومنهم الشيخ عبد القادر- يحرصون على تناول الإفطار مع عائلاتهم في البيوت، وهذا قد يتسنى له مرة واحدة في الأسبوع فقط، بسبب شدة الزحام وبُعد مكان العمل عن بيته، ومع ذلك يحرص الشيخ الونيسي على مشاركة أولاده وزوجته فرحة الإفطار. الكسكسي، طبق الإفطار الرئيس في بيوت المغاربة المغتربين في فرنسا يعد لمّ شمل العائلة على مائدة الإفطار وتبادل الزيارات والأكلات مع الجيران من أهم الثمار التي تقطفها المجتمعات الإسلامية في رمضان، لكنها تكون ذات دلالات نفسية وأبعاد ثقافية أعمق وأشمل عنما تكون في بلاد المهجر. تقول أم أسعد، زوجة الشيخ عبد القادر الونيسي: سيكون إفطارنا اليوم الشوربة التونسية والبريك التونسي، وأما الطبق الرئيسي فهو الكسكسي، وهناك السلطة المشوية والسلطة العادية. وبعد التراويح يجتمع شمل العائلة ثانية في البيت، فنسهر معا ثم نتناول طعام السحور، وأقدم لهم الكريمة التونسية، وهي نوع من الحلوى، وكذلك مقروض القيروان والزلابية، ويكون طعام السحور من الكسكسي المسفوف المزين بالزبدة والزبيب واللوز.
“هذا أول صومي منذ أعلنت إسلامي”.. مشاعر المسلمين الجدد
في رمضان ترق القلوب وتسمو الأرواح، ويرافق هذا السمو شغفٌ في الذهاب إلى المكتبات، والاطلاع على آخر الإصدارات والكتب الإسلامية. يقول عبد الله السالمي، وهو صاحب مكتبة: رمضان شهر البركة، ويتزايد فيه الإقبال على المكتبة وشراء الكتب والدوريات، من الصغار والكبار، من المسلمين الأصليين أو الذين أسلموا حديثا، ومن غير المسلمين الذين يأتون للاطلاع على قضايا معينة، لرؤية تعامل الإسلام معها، وبعضهم يأتي للتعمق في القضايا الفقهية التي تهم المسلمين، وأكثرهم يأتون للبحث في ماهية الإسلام ومبادئه. أسماء أليسما، متطوعة في جمعية “أَمَة الله” وتتحدث للفيلم أسماء أليسما، وهي متطوعة في جمعية “أَمَة الله”، فتقول: هذا أول صومي منذ أعلنت إسلامي، وهذا رائع بفضل الله، فأنا من عائلة مسيحية كاثوليكية، إلا اثنين من إخوتي بروتستانت، ومع أن عائلتي متدينة، فإنني أعيش رمضان بشكل جيد. وتقول “مارينا آن غونغ”، رئيسة جمعية “أمة الله”: أسلمت منذ 7 سنوات، وبمرور الوقت يزداد فهمي للإسلام، وكلما تقربت إلى الله أكثر أصبحت العبادات أيسر وأسهل. ففي البداية كنت المسلمة الوحيدة في عائلتي، ثم انضمت إليّ أختي، ثم الثانية، والآن أختي ذات الـ16 عاما مهتمة بالإسلام أيضا.
صيام الشهر الكريم.. قيم ينشرها أطفال المسلمين في المدارس
تكثر العادات والموروثات التقليدية في هذا الشهر، وقد انتقلت إلى باريس بانتقال المهاجرين من موطنهم الأصلي، فترى الأسواق تعج بالمنتوجات التراثية التي تشتهر في هذا الشهر من أنواع المأكولات والحلوى والمرطبات، وترى المسلمين يحرصون على التواصل والعطاء في هذا الشهر بما لا يحصل في غيره، ويحرصون على السحور والإفطار معا، وأداء الصلوات في المساجد. يقول أسعد الونيسي، وهو ابن الشيخ عبد القادر: نقل الأطفال بعض هذه العادات من خلال مدارسهم إلى الفرنسيين، فترى الطفل الفرنسي تصيبه الدهشة والعجب عندما يرى المسلم الصغير صائما، حتى بدأ بعضهم يقلدون المسلمين ويصومون معهم. وكان رمضان يبدو لنا -نحن الأطفال- احتفالا موسميا، ومع الوقت أدركنا أن رمضان مسؤولية وعبادة وشهر مخصص للمزيد من الالتزام والطاعة. وجود تلاميذ مسلمين صائمين في مدارس فرنسا، يسهل على الصغار صيام شهر رمضان أما أخوه إحسان، وهو طالب في الإعدادية فيخلط بين العربية والفرنسية وهو يحدثنا عن بدايات تجربته مع رمضان، فكان يصوم يوما ويفطر يوما، واليوم بعدما كبر صار يحافظ على الصيام يوميا، ويصحب والده إلى صلاة الصبح والقيام، وفي المدرسة يمضي وقت الصيام سهلا وسريعا، لا سيما أنه يجد من زملائه العرب من يشاركه الصيام.
طالبات الجامعة.. ضرورات تفسد متعة المشاعر الدينية
تقول سيدة الونيسي، وهي طالبة جامعية: عدد الطلاب العرب والمسلمين قليل في جامعتي، ولذلك لا نحس بأجواء رمضان، ناهيك عن كثرة الواجبات الدراسية التي تجعل الاستمتاع بالعبادة والروحانيات الرمضانية صعبا. ويتقلب رمضان باريس بين قديم موروث وجديد مطروح، ويحاول جيل الشباب أن يعيشوا تجاربهم من خلال واقع لم يألفه آباؤهم. يقول وقّاص، وهو متطوع في جمعية “أمة الإسلام”: لا نشعر كثيرا بأجواء رمضان في باريس، وليس الحال هنا كما في البلاد الإسلامية، ولكن واجبنا -نحن المسلمين على الأقل- أن نخلق أجواء رمضان في بيئتنا، وأن نقوم بمسؤولياتنا خير قيام. سيّدة الونيسي، طالبة جامعية تتحدث عن العدد القليل لطلاب الجامعة المسلمين أما الطالبات والعاملات المسلمات فيلقين مشقة كبيرة في الصيام، سواء في الجامعات أو في أماكن عملهنّ، فهن يضطررن إلى خلع الحجاب أثناء وجودهن في الجامعة أو العمل، ونادرا ما يسمح لهن بأداء الصلوات على وقتها، وينتظرن عودتهن إلى البيوت مساء ليقضين ما فاتهن من الصلوات، ثم يساعدن العائلة في إعداد طعام الإفطار. ويستغرب الفرنسيون كثيرا، وتصيبهم الدهشة عندما يرون الشباب والشابات المسلمين يمتنعون عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من الفجر إلى المغرب، فأكثر الفرنسيين يربطون بين رمضان وبين عادات وتقاليد الشعوب المسلمة، ويظنونه احتفالا فلكلوريا، ولا يربطونه بطريقة أو بأخرى بعقيدة المسلمين ودينهم.
رمضان باريس.. أنشطة خيرية تحمل روح الصيام
وهب المتطوعون في جمعية أمة الله الخيرية أنفسهم للبذل والعطاء في ضاحية بانيولي بشرقي باريس، ويحاولون الوصول بخدماتها وعطائها إلى الذين تقطعت بهم سبل العيش في باريس، وهي نموذج جميل صاغه شباب وشابات مسلمون لإسعاد غيرهم، وتمتد خدماتها لغير المسلمين كذلك، من العاطلين عن العمل والمشردين. وئام أوراء، طالبة متطوعة في جمعية “أمة الله” بباريس ويقول أحد العاملين في الجمعية: تقتضي تعاليم ديننا مد يد العون وإيصال الخير إلى المحتاجين، من المسلمين وغير المسلمين، ونبتغي من وراء ذلك رضوان الله فقط، والفوز يوم القيامة، والتوفيق في حياتنا، وأن نرى البسمة والفرحة على وجوه المحتاجين، من النساء والأطفال والرجال. وتتوسط مائدة إفطار جماعية كبيرة قاعة مركز الزيتونة الإسلامي في بانيولي، في صورة من أجمل صور التكافل والتراحم التي تعمّ المجتمع الإسلامي في باريس خلال شهر الرحمة والبركة، ويحرص أغلب المسلمين هناك على المشاركة في هذه المائدة المباركة، في حين ترفرف أجنحة السكينة والطمأنينة على الشباب العاملين في جمعية أمة الله، وهم يخدمون جموع الصائمين. مائدة إفطار يومية تتكفل بها جمعيات خيرية ومتطوعون من الشباب المسلم في باريس وبعد صلاة التراويح يجتمع المصلون في قاعة الشاي بجوار المصلى، يتجاذبون أطراف الحديث، في مشهد قلما يتكرر في غير رمضان، ويعقدون صفقات رابحة؛ من علاقات مصاهرة ونسب، إلى صفقات تجارية، وحتى مجرد صداقات وعلاقات أخوة تزداد ترابطا مع الأيام.
تعليم العربية وتعاليم الإسلام.. أنشطة رمضان الثقافية
ينعكس أثر الصفاء الروحي إيجابيا على الحياة اليومية للأفراد. يقول السيد “مارك إيفارديك”، رئيس بلدية بانيولي: أنا شخصيا ألاحظ أن الشباب يكونون أكثر هدوءا وأقل تجوالا في ليالي رمضان، وبذلك تقل المشاكل، وأسمع أن الفرد يبذل جهدا ليكون منضبطا في رمضان، ونافعا للمجتمع والجالية، وهذا ما أراه بعيني اليوم. السيد “مارك إيفارديك”، رئيس بلدية بانيولي ومن أبرز ما تهتم به الجالية العربية في المهجر تعليم أبنائها اللغة العربية، وهو ما يحرص مركز الزيتونة الإسلامي على تقديمه، وقد بدأ المشروع بـ140 تلميذا، وخلال سنتين ارتفع العدد إلى 240، ويسعى المركز لفتح صفوف للكبار، سواء من العرب أو من غير الناطقين بالعربية. ويستنفر العاملون في مركز الزيتونة خلال شهر رمضان، إذ يستقبل المركز كل ليلة ما لا يقل عن 1000 مسلم، وتشاركهم بعض الجمعيات والأفراد من غير المسلمين، ويتوافد إليه زوار رسميون منهم العمدة ورئيس البلدية، يشاركون في هذا الحدث الموسمي، فقد أصبح رمضان بحق حدثا وطنيا فرنسيا. موائد الإفطار في باريس تعم بخيرها غير المسلمين من المارة والمحتاجين وتتعدد السهرات الرمضانية في أماكن مختلفة، حاملةً في طياتها مزيدا من التآلف والتقارب بين العرب والمسلمين، ممن فرّقت بينهم الحدود الجغرافية والسياسية وألّفت بينهم بلاد الغربة، تجمعهم الأطباق والحلويات التقليدية التي جاؤوا بها من بلدانهم الأصلية، فتجد المقروض والزلابية والحلويات التي تشتهر بها تونس، وبقية دول المغرب.
حصالة المنزل.. صدقات تجمعها العائلات لفلسطين
تبقى فلسطين حاضرة في المشهد العربي والإسلامي أينما كان، فيبادر الصغار إلى جمع النقود بحصّالات يضعونها في بيوتهم، ويحثون العائلة جميعها على التبرع كل يوم، ولو بمبلغ بسيط، ثم يجمعون الحصالات في آخر الشهر المبارك ويرسلونها إلى أشقائهم في فلسطين. حلويات مغربية تملأ أسواق باريس في شهر رمضان وفي نهاية رمضان يحرص المركز الإسلامي على جمع زكاة الفطر من المسلمين وتوزيعها على المحتاجين، ويستمر في ذلك حتى صبيحة يوم العيد، وقبيل صلاة العيد التي تؤمها جموع غفيرة من المسلمين في باريس، تضيق بهم جنبات مسجد المركز. فتيات من الجالية المسلمة يغنين للعيد في حفل العيد بباريس وتكون أعظم فرحة عندما يجتمع المسلمون، من عرب وأفارقة وفرنسيين من المسلمين الجدد في صلاة العيد، ويزين هذه الفرحة الأطفال بأناشيدهم الشجية وأصواتهم الندية، ويحرص الأهالي على إشراك أطفالهم في مظاهر الفرحة بهذا اليوم، وتبادل الهدايا بين أفراد العائلة والجيران، وغالبها من الملابس التقليدية في البلدان المختلفة، وتقدم الحلويات للجيران غير المسلمين في يوم العيد. ويكون لسان حال الجميع يود لو يكون العام كله رمضان.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الثلاثاء 19 مارس 2024, 5:06 am
رمضان ومدينة.. طقوس الصوم في دمشق
كل حاضرة من حواضر العالم الاسلامي لها قصة خاصة مع رمضان، وحكاية ترويها عن يوميات هذا الشهر الكريم، فما بالك إذا كانت هذه الحاضرة هي دمشق؟ إحدى أقدم مدن الأرض وعاصمة الخلافة الإسلامية لعقود مشرقة، وملتقى الحضارات وقنطرة الشمال بالجنوب والشرق بالغرب.
فضمن سلسلة “رمضان ومدينة” التي أنتجتها الجزيرة الوثائقية وعرضتها على شاشتها، نقدم هذه الحلقة عن رمضان في دمشق، ونسلط فيها الضوء على يوميات المدينة العتيقة في رمضان، وطقوس أهلها في استقبال ووداع الشهر الكريم، وعاداتهم وتقاليدهم وأطباقهم المشهورة المخصصة لهذا الشهر.
رمضان.. أفراح الروح الموسمية في عاصمة الأمويين
من مآذن جامع بني أمية العريق، يتردد صدى صوت المنشد دياب السكري، وهو يتغني بقدوم رمضان، شهر البر والاحسان: روِّح فؤادك قد أتى رمضان.. في التقى البر والإحسان قال النبي فيما روى عن ربه.. فيما رواه السادة الأعيان الصوم لي وأنا الذي أجزي به.. فأفض علينا الجود يا حنّان وفي صباح أول يوم من رمضان ينطلق الناس مبكرين إلى أعمالهم بجد ونشاط، فأجواء العمل تتحسن خلال رمضان، والعاملون يقبلون على إنجاز أعمالهم، فلا وقت يضيعونه في شرب الشاي والقهوة أو تناول الأطعمة، وبالتالي يزيد وقت العمل ويزيد معه الإنتاج.
وتبدو حارات دمشق القديمة وأسواقها العتيقة هادئة وساكنة في الصباح، فالمتسوقون لم ينتشروا فيها بعد، وهي مزدانة بالكهارب والأعلام وزينة رمضان المختلفة، وفيها ما لذ وطاب من أنواع المأكولات والحلويات الشامية العريقة، تنتظر المساء، حينما تعج أزقتها بالمواطنين الذين يحرصون على العودة لبيوتهم وأيديهم محملة بأنواع الطعام والشراب والحلوى والعصائر. وبيوت الشام التقليدية تنبض بالحياة منذ الصباح الباكر، نافورة المياه المتدفقة تروي الأزهار المتفتحة والنباتات الخضراء، فيما تنهمك ربة البيت وبناتها بإعداد الحلويات التقليدية لرمضان، وسيدتها “القطايف”، ويغادر الرجال إلى أعمالهم محفوفين بدعوات نسائهم وأطفالهم، بأن يرزقهم الله رزقا حلالا طيبا، ويعودون إلى بيوتهم في المساء سالمين. ربات البيوت في رمضان دمشق يحضرن أصنافا منوعة من الطعام استقبالا لموعد الإفطار ويحدثنا الأب إلياس الزحلاوي، وهو رجل دين مسيحي من دمشق: “في شهر رمضان هنالك عادت وطقوس تذكرنا بضرورة العودة إلى الله، بدءا من المسحراتي، الذي يقرع طبله سَحرا، ليقول للناس: قوموا صلوا، قوموا تسحروا، أتذكر هذه العبارات مذ كنت صغيرا، وكنا نحن الأطفال المسيحيين نفرح بقدوم رمضان كما يفرح المسلمون، ونفرح بسماع المسحراتي”. صيام درجات المئذنة.. تدريب الأطفال على الصوم في رمضان وفي رمضان يحرص أهل الشام على كثرة العطاء والزكوات، فيزورون الفقراء والمساكين، ويقصدون الجمعيات الخيرية من أجل التصدق بأموالهم في هذا الشهر الكريم الذي تتضاعف فيه الحسنات. ويحرصون كذلك على إطعام الطعام للمحتاجين، فتكثر الساحات التي يتجمع فيها الناس لتناول الطعام على موائد المحسنين، ومن أشهر هذه الساحات ساحة المسجد الأموي في قلب دمشق. أطفال في سوريا يقدمون الصدقات لجيرانهم الفقراء في شهر رمضان ولا يقتصر العطاء على المشاريع الآنية قصيرة المدى مثل الكسوة والإطعام، بل يتعداها إلى مشاريع خيرية طويلة المدى، تقوم عليها جمعيات متخصصة، وتهدف إلى تزويج الشباب، وإنشاء المدارس النموذجية بمراحلها التعليمية المختلفة، وإقامة مراكز التدريب والتأهيل للشباب العاطل عن العمل، لإمدادهم بالوسائل والخبرات التي تعينهم على العمل وكسب الرزق. في كل رمضان، تمتلئ أسواق دمشق بأصناف الطعام والحلويات ولأطفال دمشق قصة أخرى مع رمضان، ففي هذا الشهر المبارك يحرص الآباء على تدريب أطفالهم على الصيام تدريجيا، ويقنعونهم أن صيام أول يوم وآخر يوم بمثابة صيام الشهر كله. وهناك وسيلة أخرى للتدريب على الصيام تسمى “صيام درجات المئذنة”، فكان الأطفال يتسحرون ويصومون إلى وقت الظهر، ويطعمهم الأهل وجبة خفيفة، ثم يتمون الصيام إلى المغرب، وقد يتناولون بعض الماء وقت العصر إذا كان نهار رمضان طويلا.
ورمضان دورة إيمانية روحية موسمية، يتقرب فيها أهل دمشق إلى خالقهم بشتى أنواع القربات، من قراءة القرآن إلى أداء جميع الصلوات على وقتها جماعة في المساجد، وكذا صلة الأرحام والصدقات والزكوات، والتواصل مع الجيران والأصدقاء وذوي الحاجات، وصلوات النوافل وعلى رأسها التراويح، وكذلك تجهيز وجبات الطعام المنزلية وتوزيعها على الجيران.
دمشق.. قبلة التعايش الإسلامي المسيحي
وبعد العصر تشرع النساء الدمشقيات في إعداد وجبة الإفطار وتحضير ما لذ وطاب من الأطباق الشامية مثل الشيشبرك والسلطات بأنواعها، والكبّة الشامية والسمبوسة وأنواع الحلوى المختلفة كالقطايف والكنافة والبقلاوة والعوّامة، والعصائر والمرطبات كالعرقسوس والتمر هندي وقمر الدين. وقبيل المغرب تكتظ ساحة الجامع الأموي بآلاف الصائمين، ينتظرون موعد إطلاق مدفع رمضان، وصوت المؤذن الندي وجوقة المنشدين التي تردد خلفه مقاطع الأذان كاملة، ليكون ذلك إيذانا بانتهاء صيام اليوم والشروع بالإفطار، فيما تتحلق الأسر الدمشقية حول مائدة الإفطار يدعون الله ويبتهلون إليه بالأدعية المأثورة أن يتقبل منهم صيامهم. المنشد عدنان حلاق يترنم بصوته وكلماته ترحيبا بشهر رمضان يقول المحامي بديع السيوفي: في الماضي، قبل السماعات والكهرباء، وقبل أن تتوسع دمشق كما نراها اليوم، كان يوقد في المسجد الأموي سراج أحمر لتراه بقية المآذن ويرفعون أذانهم سويا، ثم صار يطلق مدفع رمضان فيبتهج الكبار والصغار لسماع صوته، واليوم اختفى المدفع وحلت مكانه الألعاب النارية، لا لشيء إلا لجلب البهجة والتذكير بعظمة شهر الصوم، فالإذاعة والتلفزيون ووسائل التواصل أخذت على عاتقها الإعلان الدقيق عن موعد الإفطار. ويقول المنشد عدنان حلاق: رمضان شهر التجلي الروحي، والموشحات في رمضان لها طعم آخر، وهي على الأذن أوقع منها في الأيام العادية: إليه به سبحانه أتوسل.. وأرجو الذي يرجى لديه وأسأل فرقة دينية مشتركة بين المسلمين والمسيحيين ينشدون في ميلاد السيد المسيح ويقول الأب زحلاوي: هذا التعايش المسيحي الإسلامي في دمشق يظهر جليا في رمضان، وأحد أهمّ ثمار هذا التعايش ما قمت به أنا والأخ الأستاذ حمزة شكّور في الإنشاد المشترك لله، واستطعنا تدشين أول حفل مشترك بين جوقة الفرح ورابطة منشدي مسجد بني أمية، وحضر قسما منها يومذاك وفد الترويكا الأوروبية مع “خافيير سولانا”، وتملكتهم الدهشة أن ينشد مسيحيون ومسلمون لله بجوار الكنيسة: يا يوم ميلاد المسيح تفتحت.. أزهار خيرات وفاح شذاها
التسلية في رمضان
كان من عادة أهل دمشق التسلي بألعاب تقليدية مثل ورق اللعب “الشدة” للنساء وطاولة النرد للرجال، ولكن في رمضان يهجرون هذه الألعاب ويتفرغون للعبادة وقراءة القرآن وصلاة التراويح. يقول الدكتور محمد راتب النابلسي: رمضان في هذه المدينة عرس حقيقي، يقبل الناس على أداء صلواتهم في المساجد، ويصلون التراويح 20 ركعة، ويحرصون عل ختم جزء من القرآن في كل ليلة، بحيث يختمون المصحف كاملا مع نهاية رمضان. صلاة التراويح، أحد طقوس شهر رمضان المبارك في سوريا كما عند جميع المسلمين وتتحدث ناديا خوست، وهي روائية وباحثة، عن رمضان في دمشق القديمة: في أحياء دمشق القديمة كالشاغور والميدان وسوق ساروجا والصالحية، ما زال رونق الاحتفال برمضان له ألق مختلف، وتظهر هذه الأجواء الاحتفالية في كيفية عرض أنواع الحلوى الرمضانية والبضائع الأخرى والزينة والأضواء “الحكواتي”، أحد أعمدة تراث دمشق الرمضاني، قبل ظهور التلفزيون والمسلسلات الرمضانية ويقول الأديب عادل أبو شنب: قديما ظهر فنانون متميزون في الإذاعة كانوا يقدمون تمثيليات اجتماعية وفكاهية في رمضان، برز منهم “إم كامل” و”أبو فهمي” وتيسير السعدي، واليوم ومع انتشار التلفزيون والقنوات الفضائية انشغل الناس كثيرا بالدراما السورية من مسلسلات وتمثيليات، وقبل هذا كله كان “الحكواتي” في المقاهي الشعبية يملأ أوقات الناس بحكاياته التراثية والفلكلورية.
المسحراتي.. بهجة رمضان التي ينتظرها الصغار والكبار
أما المسحراتي الدمشقي فله حكاية أخرى، فقد كان الناس ينتظرونه بلهفة، وخصوصا الصغار منهم، بل كان أكثرهم يحرصون على السحور من أجل سماع صوت المسحراتي الشجي وطبلته المشدودة، ويصومون من أجل أنهم تسحروا: إصحى يا نايم.. وحّد الدايم قوموا على سحوركن.. أجا رمضان يزوركن “إصحى يا نايم.. وحّد الدايم”.. نداء المسحراتي الخالد في حارات دمشق بعد السحور يحرص الدمشقيون على أداء صلاة الفجر جماعة في المسجد، وبعضهم يصليها في البيت مع عائلته، ثم يتفرغون لقراءة القرآن حتى الشروق، بحيث يختمون جزءا من القرآن يوميا، حتى يتسنى لهم ختمة المصحف كاملا خلال شهر رمضان الكريم. وفي العشر الأواخر من رمضان ينشط المنشدون في تقديم الموشحات التوديعية، التي يودعون فيها الشهر الكريم، ويظهر فيها الحزن والتأثر على وداع موسم الرحمة والبركات: فودعوه ثم قولوا يا شهرنا.. هذا عليك السلام بالله يا شهر الصيام مودع.. أما لقلبك مستهام موجع أتراه يرجع مثل حلم في الكرى.. أو نظرة فيها الحبيب مودع في العشر الأواخر ينشط المنشدون في تقديم الموشحات الدينية التي يودعون فيها الشهر الكريم رمضان مهلا يا حبيب قلوبنا.. بالله لا تهجر فهجرك موجع وفي الختام، يروي الدكتور النابلسي حديثا عن النبي صل الله عليه ويسلم، يقول فيه عن مناقب الشام: “رأيت عمود الإيمان قد سُلّ من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو بالشام”.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الثلاثاء 19 مارس 2024, 5:09 am
رمضان في طرابلس/ليبيا.. موائد ومسابقات وتقاليد عريقة في بلاد المليون حافظ
يعود تاريخ مدينة طرابلس (الغرب) إلى الألف الأولى قبل الميلاد، وكان أول من استقر بها العرب الفينيقيون. ثم شهدت من بعدهم 25 عهدا من أنظمة الحكم، من رومانية وبيزنطية ثم عربية بكل أطيافها، مرورا بالعهد العثماني الأول ثم الثاني، وبعده الفترة القرمانلية، ثم الاحتلال الإيطالي والإدارة البريطانية، ثم المملكة الليبية والجماهيرية، وأخيرا الجمهورية.
وبقيت طرابلس على مر العصور محضن حضارة البحر الأبيض، وشقيقة بقية مدن حوض المتوسط، وملتقى قوافل التجارة بين البحر وعمق الصحراء الأفريقية. وسكنتها شعوب مختلفة من المالطيين واليونانيين والكروغليَّة والأتراك والعرب والأمازيغ وبقية شعوب البحر الأبيض المتوسط دونما استثناء. وقد أنتجت قناة الجزيرة الوثائقية سلسلة “رمضان ومدينة” لتعرضها خلال شهر رمضان المبارك، وتسجل من خلالها أجواء الاحتفاء بشهر الصيام في عدد من الحواضر العربية والإسلامية، وخصصت حلقة من هذه السلسلة لطرابلس، وعرضتها تحت عنوان “رمضان في طرابلس-ليبيا”.
طرابلس.. فاتنة حضارات المتوسط على مر التاريخ
منذ الفتح العربي الإسلامي اصطبغت المدينة بالصبغة العربية الإسلامية وما تزال، ومع مرور الزمن زادت أهمية المدينة التاريخية القديمة، وأصبحت مركزا تجاريا وثقافيا، فانتشرت فيها الكتاتيب والمدارس، وحفظ أبناؤها القرآن وتوارثوه كابرا عن كابر. طرابلس الغرب في ليبيا، حاضرة من حواضر البحر الأبيض المتوسط ومدينة ذات تراث عالمي يوجد في المدينة القديمة أكثر من 37 مسجدا وجامعا، ومن أهمها جامع الناقة الذي بُني زمن الدولة الفاطمية بين 341-364 ه الموافق 953-975 م، وأقيمت السوق الرئيسية القديمة حوله، فاشتهرت فيها الصناعات التقليدية والمتاجر، وجاءها الناس من كل مكان للعمل والتعليم في المدينة بحرية، ويعتمد سكانها في اقتصادهم على البحر.
شهر رمضان.. موسم التلاوة وإحياء الثقافة والموائد
يحظى شهر رمضان بمكانة خاصة في هذه المدينة، إذ يبدأ الناس الترحيب به والتحضير له قبل قدومه بأسابيع، ويهتم الطرابلسيون بترتيب بيوتهم وشراء الأواني والأدوات المنزلية الجديدة ابتهاجا برمضان، ويشترون مستلزمات الطعام بكميات وفيرة. وللأندية الرياضية حضورها وفعالياتها خلال الشهر الكريم، فتحرص على إقامة الندوات الثقافية، والدوريات الرياضية على مستوى الأحياء والأزقة، كما يحرص الناس على حضور دروس الوعظ والإرشاد في المساجد، ويقبلون على تلاوة القرآن الكريم والصلوات. ما أن يدخل شهر الصيام في طرابلس، حتى يتوجه الرجال والنساء إلى المساجد لأداء صلاة التراويح ومن الأطباق الخاصة على مائدة الإفطار الشُربة الحمراء، وهي شربة شهر رمضان، والبيتزا والبوريك “مثل السمبوسة”، فهذه أطباق ثابتة على مائدة رمضان، وهناك المُبطَّن الطرابلسي، ويتكون من اللحم المفروم والبصل والبقدونس، ويوضع داخل العجين ثم يقلى في الزيت، ويمكن أن تستخدم البطاطس بدل العجين. وهناك طبق البازين المكون من الفول أساسا، ويضاف إليه مرق الحريقة المكون من الزيت والبصل.
إطعام الفنادق.. تراث مدينة لا يبيت فيها عازبٌ جائعا
ومن طقوس رمضان في طرابلس تبادل الأطباق بين الجيران والعائلات أو ما يسمونه الذوقة، وعندما كانت الفنادق -في الماضي- لا يسكنها إلا العُزّاب للدراسة والعمل، كانت العائلات حول الفندق تتكفل بإطعامهم في رمضان، فتنهال أطباق الطعام على الفنادق وقت الإفطار، حتى لا يجوع عازبٌ في مدينة طرابلس. مطعم بيت عم صالح يوزع مئات الوجبات المجانية في كل رمضان ومنذ عام 2002 يحرص مطعم عم صالح على تقديم وجبات الإفطار المجّانية، وقد بدأ أيامها بتقديم 50 وجبة مجانية داخل مطعمه، ثم تزايد العدد باستمرار، حتى جاءت جائحة كورونا، فتوقف عن تقديمها داخل المطعم، وبدلا من ذلك أصبح يرسلها للبيوت، حتى وصل عددها إلى 560 وجبة يوميا، من الأرز والمعكرونة والكسكسي والفاصوليا، وما يرافقها من الفواكه والعصائر والألبان، وهنالك البسيسة بالتمر واللوز.يحرص بعض الناس على تناول إفطارهم، وأداء صلاة المغرب في الحدائق والساحات العامة، ويلاحَظ دائما وجود علم فلسطين يتوسط مجموعة من الأعلام الليبية في إحدى أكبر الساحات في طرابلس، فأهل المدينة لا ينسون امتدادهم العربي والإسلامي، ولا تفرّق الحدود والجغرافيا السياسية بينهم وبين أشقائهم في النضال والتضحيات. في أوقات ما بعد عصر يوم الصيام، تتنافس الفرق الرياضية في مسابقات ودوريات شهر رمضان وتكثر في رمضان اللقاءات العائلية ومع الجيران، فيجتمعون على مائدةٍ طرابلسية بامتياز، عامرةٍ بأصناف الطعام الطرابلسي المتميز، وهم يفضلون الاجتماع للإفطار في البيوت على الذهاب إلى المطاعم، وتزيّن موائدَهم الدولمة ورشتة الكسكاس، وهي المعكرونة الرقيقة جدا، الأقرب إلى شعيرية الكنافة.
ألحان الموشحات ومسرح خيال الظل.. طقوس من التراث
تجتمع العائلة على برامج تلفزيونية أو مسلسلات هادفة، ومن الطقوس الطرابلسية تقديم الشاي بالكشكوشة، وهي طبقة الرغوة التي تعلو كوب الشاي، وفي رمضان تعجّ المقاهي بالناس ليلا، يستمعون إلى المالوف الليبي، وهو نوع من الموشحات، ويدخنون الأرجيلة. أصناف منوعة من الطعام الطرابلسي على مائدة الإفطار أما الأولاد فيمرحون في الشوارع والساحات، وتتنزه العائلات في الحدائق حتى الفجر، بينما يستعرض الشباب مهاراتهم على الدراجات النارية. يتناول الطرابلسيون إفطارهم في الساحات العامة وعلم فلسطين موجود على الدوام ويحنّ الكبار إلى أيام الطفولة قديما عندما كانوا يتحلَّقون حور “القاراقوز” أو مسرح خيال الظل الذي يحكي لهم حكاية مشوقة، بينما يلاعب عرائسه خلف ستارة شفافة ليظهر خيالها على تلك الستارة، ولذا تراهم يحاولون استرجاع هذا التراث في شوارع طرابلس من جديد.
سباق الأعمال الصالحة.. صلوات ومسابقات قرآنية
تحرص النساء على أداء صلاة التراويح في المساجد، ولذا يعمدن إلى الانتهاء من أعمال المنزل والمطبخ سريعا بعد الإفطار، حتى يتسنى لهن اللحاق بصلاة التراويح. ولتشجيع الأطفال على حفظ القرآن يحرص المعلمون والمربّون على عقد المسابقات وتقديم الجوائز للفائزين، وتزداد كثافة هذه المسابقات في رمضان، كيف لا، وليبيا هي بلد المليون حافظ. “القاراقوز” أو مسرح خيال الظل عروض رمضانية من التراث الطرابلسي ويتناول أهل طرابلس في فترة السحور نوعا من الشراب يسمى الخشاف، وهو مكون من الزبيب والحلبة، وبعد غليهما يضاف للمكون السكر والمنكهات العطرية. وهناك أيضا المُحلَّبيّة وكذلك الزلابية والعسلة والغريّبة. والمسحراتي طقس لا يختفي من طقوس رمضان، فرغم من عدم الحاجة إليه هذه الأيام، فإن ظهوره يجلب إلى النفس سعادة وحنينا إلى تراث المدن الإسلامية في الماضي.
يوم الجائزة الكبرى.. فرحة تعج بها المساجد والساحات الكبرى
في أواخر رمضان، تعود الأسواق لتمتلئ بالناس من جديد، فيشترون حاجيات العيد، وعلى رأسها الملابس الجديدة لجميع أفراد العائلة، وكذلك الحلويات المختلفة التي يقدمونها في صباح العيد بعد الصلاة. يؤدي أهل طرابلس صلاة العيد جماعة في ساحة مفتوحة قبل أن يبدأوا الاحتفالات وفي يوم العيد تزدحم الساحة الرئيسية للمدينة بآلاف المصلين الذين جاءوا مكبّرين ومهلّلين لأداء صلاة العيد، وتؤدى صلاة العيد أيضا في المساجد والمصليات الخارجية. وفي يوم الجائزة يكون الفرح والسرور باديا على وجوه الناس جميعا، ولا سيما الأطفال، إذ يعتبرون العيد يومَهم الخاص بامتياز.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الثلاثاء 19 مارس 2024, 5:11 am
رمضان في جيبوتي.. صلوات ووجبات وتكافل وبهجة في بلد الأعراق الثلاثة جيبوتي بلد عربي مسلم، وعضو في جامعة الدول العربية، يقع على الجانب الأفريقي من مضيق باب المندب قبالة اليمن، وصل إليه الإسلام قديما منذ فجر الدعوة، بعد الهجرة الأولى التي هاجر فيها الصحابة رضي الله عنهم إلى أرض الحبشة.
في هذه الحلقة من سلسلة “رمضان ومدينة”، تطوف بنا كاميرا الجزيرة الوثائقية في أحياء العاصمة جيبوتي، وعلى ساحل البحر حتى خليج تاجورة، تسجل لنا يوميات المسلمين في شهر رمضان الكريم، وترصد عاداتهم وتقاليدهم في استقبال هذا الشهر، وما يعدّونه من الصلوات والأذكار والنشاطات وألوان الطعام، وتعرض كل ذلك في حلقة بعنوان “رمضان في جيبوتي”.
رمضان جيبوتي.. صيام بلد احتضن الإسلام في أيامه الأولى
يفخر أهل جيبوتي أنهم استقبلوا الإسلام بالسلام والترحاب، وانتشر بينهم بالحب والمودة. يقول أحد أئمة المساجد في العاصمة جيبوتي: مرّ بنا الصحابة أثناء عبورهم من دُميرة إلى الحبشة، وجاءتنا المجموعة الثانية عبر عُمان، فاستقبلناهم بالترحاب، بينما في بعض البلدان انتشر الإسلام بالسيف، مثل مالي والسنغال مثلا. ما أن يدخل رمضان في جيبوتي، حتى يتوجه الرجال والنساء كافة إلى صلاة التراويح جيبوتي بلد مسلم بالكامل وليس فيه أقليات أخرى، ويتشكل سكانه من قوميات ثلاث؛ الصومالية والعَفَرية والعربية، وجميعها تدين بالإسلام السُنّي، وتتمذهب غالبيتهم بالمذهب الشافعي، وهم يتبنون الإسلام نظريا واجتماعيا. وفي نهاية شهر شعبان يحرص الناس على مراقبة هلال رمضان، ففي منطقة الشمال يصعد أحدهم جبل عليّ، ذلك الجبل الذي وصل إليه موسى عليه السلام، ويخبرهم حال رؤيته. كذلك الأمر في الجنوب، حيث تعيش القبائل الصومالية، فهم يتحرون ولادة الهلال. المجلس الأعلى الإسلامي هو الجهة المخولة رسميا بتحري هلال رمضان، والإعلان عن ذلك من خلال وسائل الإعلام، حيث يتحلّق الناس في الأدغال والبحر حول المذياع، أو أمام التلفاز في المدن، أو يترقبون الإعلان من خلال المساجد، وعند الإعلان عن ولادة هلال رمضان يهرع الناس إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، ويقرؤون جزءا من القرآن كل ليلة حتى يختموه في آخر الشهر. على مائدة الإفطار، يفطر أهل جيبوتي على أطعمة خفيفة كالسمبوسة والعصائر يستقبل الناس الشهر بفرح وسرور، وتقبل النساء على الأسواق والمحال التجارية لتأمين مستلزمات الإفطار، من أواني السفرة إلى أنواع الطعام المختلفة. أما المحلات التجارية فتغلق أبوابها في الصباح بعد الساعة الخامسة فجرا، وفي الرابعة عصرا تبدأ المطاعم بفتح أبوابها، لبيع وجبات الإفطار.
يقول عبد الكريم المعمري، وهو صاحب مطعم من أصول يمنية: نطهو أصنافا مختلفة من الطعام، منها العربي والجيبوتي والأوروبي، وأضفنا أطباقا جديدة من المخبوزات لهذا العام، إذ نصحو باكرا لتجهيز الطعام، ونستمر إلى ما بعد الظهر، نرتاح قليلا ونعاود نشاطنا بعد العصر لبيع ما أعددناه. أطباق عربية وصومالية وأفريقية على مائدة الإفطار في البيوت الجيبوتية وتقول بلقيس، وهي ذات أصول عربية: جئت لتناول الإفطار في بيت صديقتي “مصوكه”، وبعد أن ننهي أعمالنا نعود إلى المنزل لإعداد أكلات الإفطار، فنُعدّ السمبوسة والكعكة والشُربة وأصنافا أخرى. والقوميتان العَفَرية والصومالية ليس بينهما فوارق كثيرة، وثقافتهم تكاد تكون متطابقة، أما العرب فيضيفون بعض التقاليد التي يأخذها عنهم جيرانهم. ولا تكاد تخلو مائدة من السمبوسة، وهناك أنواع مختلفة منها، بعضها باللحم المفروم، ومنها ما يُعدّ بمفروم الدجاج، ثم يضاف إليه بعض الخضراوات كالجزر والبصل، ثم تقلى بالزيت. تقول بلقيس: نتناولها سوية مع الفلافل الحمراء الحارة التي تأتينا من أثيوبيا، ونضيف إليها الخلّ والليمون لتصبح ألذّ. وهناك الكعكة المصنوعة من الفاصوليا والحمص والعدس، وتقلى بالزيت، ويمكن تناولها مع الفلفل أيضا، وكذلك العصائر الطبيعية من برتقال وغيره، وهم يتناولون الطعام في البيوت أو على شاطئ البحر، ويتميزون جميعهم بحسن الضيافة وحرارة الاستقبال. يستمتع أهل جيبوتي بتناول طعام الإفطار على شاطئ البحر تلتقي العائلات على الشاطئ ويتشاركون ما لديهم من طعام، ثم يسمرون ويغنون حتى وقت السحور، ويرددون أناشيد رمضان، وهم اجتماعيون بطبيعتهم لا تفرقهم انتماءاتهم العرقية. وبعد الإفطار يذهب الرجال والنساء جميعا إلى المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، وفي غير رمضان تصلي النساء سائر الأيام في البيوت.
أنشطة رمضان.. طقوس تدرب عليها الأجيال منذ الطفولة
يحرص الجيبوتيون على أداء الصدقات بكثرة في رمضان، فهنالك كثير من العائلات المحتاجة، فيدخلون عليها السرور في رمضان، وهناك جمعيات تحرص على جمع الصدقات العينية والنقدية، من الطعام والمواد التموينية والملابس، بمهنية عالية، وتقوم بتوزيعها على العائلات الفقيرة، لإغنائها في رمضان وإدخال الفرحة استعدادا لعيد الفطر. التجار اليمنيون ذوو حضور قوي، إذ يعود جزء من الشعب الجيبوتي إلى أصله العربي القادم من اليمن وجيبوتي بلد مستقر إذا ما قورن بالبلاد المجاورة التي ابتليت بالحروب الأهلية والنكبات، فترى كثيرا من اللاجئين من بلاد شتى جاؤوا إلى جيبوتي واستقروا فيها، ويلقون فيها دعما ومساندة من الأهالي. أما اليمنيون فلهم حضور قوي في هذه البلاد منذ قديم الزمان، وينشطون في المجال التجاري، ولذلك تكثر زكواتهم وصدقاتهم في رمضان. ولا يوجد تفرقة بين الجنسيات والأعراق، فالناس يعيشون هنا في انسجام ووئام، وهنالك وزارة للتضامن ترأسها امرأة، لإضفاء البعد التكافلي والتضامني بين مواطني البلد. تتحدث إحدى النساء العفريات عن طقوس رمضان قائلة: أنا أميرة هارون، متزوجة وعندي طفلان، ونحن العفريون لنا وجباتنا الخاصة في إفطار رمضان، مثل الباجية والسمبوسة وبسكويت الكاكي والشُربة، وتذهب النساء منذ الصباح لشراء مستلزمات الإفطار، ثم يهيئن العجين ويتركنه يتخمّر. السمبوسة بالنكهات الخاصة جزء لا يتجزأ من المائدة الجيبوتية على الإفطار وبعد الفجر تتفرغ النساء لتلاوة ما يتيسر من القرآن الكريم، ثم يرسلن أبناءهن إلى المدارس، وفي الظهيرة يؤدين الصلاة ويتلون ما يتيسر من القرآن. فمنذ بلوغهم 15 عاما يكلف الأبناء بالصيام ويصبحون مسؤولين عن تصرفاتهم. ولكن الأهالي يحرصون على تربيتهم الدينية منذ بلوغهم 6 أعوام، ويحاولون إقناعهم دون ضغط بالصلاة والصيام، وعندما يتقن الطفل الكلام يرسَل إلى الكُتّاب لحفظ كتاب الله وتعلُّم أحكامه.
كرة القدم والتراويح.. فعاليات ليلية لصحة الأبدان والأرواح
تقول مروى عبد الله متحدثة عن رمضانها الأول بعد الزواج: عندما كنت في بيت أهلي كنت أنام كثيرا وأستيقظ لأجد كل شيء جاهزا، السفرة وأصناف الطعام، أما اليوم فقد تغيرت حياتي، فبعد عودتي من العمل عليّ ترتيب المنزل وإعداد الإفطار لزوجي، فالحياة الجديدة لها مسؤوليات كثيرة. وتتحدث عن مكونات الشعب قائلة: نحن هنا من ثلاث قوميات، بيننا تكامل ولكل منا خصوصياته، فنحن صوماليو جيبوتي نختص بإعداد نوع من الشاي يسمى “القَشر”، وهو يعطي قوة وحيوية لأجسادنا بعد الصيام، أما العفريون فيفضلون احتساء القهوة. في جيبوتي، مسابقات لكرة القدم في الأحياء ينظمها الشباب كل يوم قبيل المغرب في ملعب الحي نلتقي عبد الرزاق دارار، وهو منظم مسابقات رياضية، ويقول: نحرص على إقامة فعاليات كرة القدم في الأحياء، فنتجمع فرقا من أحياء مختلفة، وقوام كل فرقة عشرة شباب، ونتنافس فيما بيننا طيلة شهر رمضان، ويحضر الأهالي لتشجيع أبنائهم والاستمتاع بهذا النشاط الهادف. وتقول أميرة: نفطر إفطارا خفيفا ونذهب إلى صلاة المغرب، ثم نعود لتناول طعام الإفطار من الوجبات التي أعددناها خلال النهار، وتجتمع العائلة كلها على المائدة في فرح وسرور، ونبدأ بالتمر والماء ثم السمبوسة والعصائر، وبعد الإفطار نتناول الفواكه، ويؤخر البعض الوجبة الرئيسية إلى ما بعد صلاة العشاء والتراويح، وتستمر السهرات الرمضانية حتى السحور. يحرص كثير من الناس على قراءة القرآن، وآخرون يستمعون إلى الأناشيد الدينية، ولكن لا توجد احتفالات خاصة في ليلة القدر، وإنما تمتلئ المساجد بالمصلين للقيام والتهجد، ويحرصون على كثرة قراءة القرآن والدعاء وحضور التراويح والقيام والتهجد، فهذا شهر متميز بالخير والبركة وإجابة الدعاء عن باقي الشهور.
استقبال العيد.. بهجة وحلوى وملابس وهدايا للأطفال
في أواخر رمضان تبدأ تحضيرات العيد، فيشترون الملابس لأنفسهم وأولادهم، ويشترونها هدايا للأقارب والآخرين، وهو يوم فرحة كبيرة، وتبدو السعادة الغامرة على وجوه الجميع، ويحرص الجيبوتيون على تنظيف منازلهم وإعادة ترتيبها لاستقبال العيد. احتفاء بالعيد، يشتري الرجال والنساء والأطفال في جيبوتي الملابس الجديدة وتعمر الأسواق في تلك الليلة يبيع هادي الحمّادي اليمني الأصل التمور وأنواع الحلويات الطحينية باللوز والحليب والبون بون والتوفة والشوكولاتة، حيث يقبل الناس على شرائها في العيد، وهو صاحب أقدم محل للحلويات منذ 1945. وفي نهاية رمضان يبدأ العلماء والمشايخ بتحري هلال شهر شوّال، وحال ثبوته يعلنون للناس عبر وسائل الإعلام، فتصدح تكبيرات العيد تملؤ الأرجاء، وهو يوم مخصص بامتياز لصلة الأرحام، وذلك بعد صلاة العيد مباشرة، يتزاورون ويتبادلون التهاني والهدايا، وتجتمع العائلة وقت الظهر ويقوم الكبار بتوزيع الهدايا النقدية “العيديّات” على الأطفال والبنات.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الثلاثاء 19 مارس 2024, 12:05 pm
رمضان في روسيا.. طقوس واحتفالات للإسلام في روسيا طعمه الخاص المختلف في دولة عاشت 70 سنة تحت “اللادينية”، فعدد المسلمين فيها يزيد عن تعداد عدة دول إسلامية مجتمعة، إذ يقدر بأكثر من 26 مليون مسلم، من بين أكثر من 145 مليون نسمة سكان هذه الدولة.
يسلط فيلم “رمضان في روسيا” الذي أنتجته الجزيرة الوثائقية الضوء على أحوال المسلمين ويومياتهم في الشهر المبارك، وهل لا يزالون يتعرضون للمضايقات التي طبعت أيامهم خلال العهد السوفياتي.
“الإسلام في روسيا يعني شيئا مختلفا”.. دين التجار والسفراء
يقول حسن فخر الدين إمام الجامع القديم: إن رمضان بالنسبة لنا هو شهر السرور والرحمة، وقد أنشئ هذا المسجد التاريخي عام 1823، واستخدمه التتار حتى عام 1936، وفي العام نفسه نفوا إمام الجامع، وفي عام 1992 وافقت الحكومة على إعادة فتحه، وأعيدت العبادات بمساعدة تركيا وغيرها من الدول. ويشرح مصطفى كوتوكجو مساعد مفتي موسكو مقولة “الإسلام في روسيا يعني شيئا مختلفا”، فيقول: إننا في الدولة التي عاشت 70 عاما تحت اللادينية، وقبل تلك الفترة كان هناك تاريخ خاص للإسلام، فالناس يندهشون حينما يعلمون أنني مسلم قادم من روسيا، ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن تاريخ الإسلام في روسيا قديم، فمنطقتا القوقاز وروسيا عرفتا الإسلام بواسطة التجار والسفراء المسلمين في زمن الخليفة الرابع في القرن السابع الميلادي. يتعايش المسلمون جنبا إلى جنب مع الطوائف الأخرى في روسيا ذات العرقيات المتعددة وأضاف أن هناك شيئا مثيرا آخر، وهو أن قبول الإسلام في المجتمع الروسي أقدم من المسيحية بكثير. ويمثل المسلمون أكبر أقلية في روسيا، ولذا فقد أصبحت روسيا عضوا مراقبا في منظمة المؤتمر الإسلامي. وتوجد في موسكو -اليوم- الأسواق والجزارون ومحلات بيع الملابس النسائية الإسلامية، وتوجد أيضا مراكز لذبح المواشي وفقا للشريعة الإسلامية، وهناك مطاعم تقدم الطعام الحلال. يقول صاحب أحد المطاعم التركية في موسكو: تركز قائمة طعامنا على الأطعمة التركية، إضافة إلى الطعام الروسي، فنحن نعد وجبة الإفطار في رمضان وخصوصا مع وجود جيراننا الأذريين والتتار الصائمين الذين يرغبون في تناول إفطارهم في المطعم، ولأن أطعمتنا تتوافق مع الشريعة الإسلامية، لذا يفطر الأتراك والمسلمون الذين يعيشون في الجوار مطمئنين.
“كانت العبادات في العصر السوفياتي ممنوعة”
كانت موسكو مركز الدولة السوفياتية والمعسكر الشيوعي في الوقت الذي منعت فيه كل المعتقدات الدينية، فكانت قبلة اللادينيين على مدى 70 عاما. يقول أحد المسنين الروس: لم يكن ممكنا أيام الاتحاد السوفياتي العثور على لحوم حلال، لكن اليوم بات متوفرا في المتاجر ومراكز التسوق. ويقول مسن آخر: كانت العبادات في العصر السوفياتي ممنوعة، أما اليوم فهي مسموحة، وفي وقتنا الحالي يتلقى الأطفال التعليم في كل مسجد، والمسلمون يزدادون. وتعد موسكو -التي تمتد فيها المآذن حتى السماء- أكثر المدن ازدحاما في العالم، ففيها كثافة مسلمة تصل إلى مليونين ونصف المليون مسلم من بين 10 ملايين ونصف مليون نسمة يعيشون فيها. ولذا فقد بات الإسلام جزءا لا يتجزأ من روسيا، إذ إن هناك مسلما من بين كل 4 أشخاص تراهم في الشارع. ويقول “كوتوكجو” مساعد مفتي موسكو: إن المسلمين الروس يعيشون رمضان بكل تفاصيله، فمن جهتنا في دار الإفتاء لدينا أنشطة تخص رمضان، في مقدمتها إعداد قائمة بأسماء المحتاجين من كبار السن واليتامى والأرامل الذين نقدم لهم مساعدات نقدية وغذائية.
خيم الإفطار.. عودة الشعائر الدينية إلى ميدان الكرملين
عادت إلى موسكو قبل 5 سنوات خيم الإفطار والموائد الرمضانية، ومن بينها خيمة تقام في ميدان الكرملين قرب مقر إقامة الرئيس الروسي، ويرى مساعد مفتي موسكو في هذه الخيم أكثر من تجمعات فقط لتناول الطعام، بل هي للتعارف بين أشخاص من طوائف وملل أخرى يتبادلون المعلومات ويتعرفون على بعضهم أكثر. خيم الإفطار واحدة من طقوس شهر رمضان المبارك في روسيا ويقول الشيخ “راويل عيد الدين” رئيس مجلس إفتاء روسيا إن روسيا القيصرية كانت تقيم علاقات مع دول أخرى بينها دول الشرق الإسلامي، ومن ثم فقد كان لزاما إنشاء بيوت خاصة للرسل والمترجمين والعمل والخدم الذين يتكفلون برعاية الضيوف المسلمين الكبار للدولة القيصرية. وعليه فقد باتت موسكو – التي لم تكن سوى مدينة صغيرة في القرن الـ12، وتحولت اليوم إلى إحدى أهم المدن الأوروبية بعمق تاريخي يمتد حتى 850 عاما- مدينة متعددة الألوان، خصوصا أنه يمكن مقابلة وجوه من آسيا الوسطى في كل لحظة كالترك والأذريين والتركمان والأوزبك والتتار والقزاق والقرغيز والطاجيك والأفغان.
نمو الإسلام.. نهضة تغص بها المساجد في موسكو
يتحدث الكاتب الدكتور محمد قاسم أوغلو عن الحاجة للأتراك والإيرانيين والعرب لتنمية الإسلام في روسيا قائلا: في هذا المسجد بموسكو، يؤدي 18 ألف شخص الصلاة، مقارنة مع الماضي حين كان يأتي 5 أو 6 أشخاص فقط للصلاة، وثمة 95% من الشباب يأتون إلى المساجد، مما يشير إلى مستقبل براق. وحسب الشيخ “راويل عيد الدين”، يوجد في موسكو 6 مساجد كبيرة، إضافة إلى 20 مسجدا صغيرا في أنحاء متفرقة منها، وحتى عام 1990 كان هناك جامع كبير في موسكو، واليوم يوجد فيها 6 جوامع بمآذن، بينها جامع إيران الذي يتردد إليه موظفو السفارة وعمالها والطلاب الإيرانيون، وهو مسجد للشيعة يجب أن يحصل مرتادوه على إذن للدخول إليه، أما المساجد الباقية فهي للسنة، والتردد عليها حر، غير أن عدد تلك المساجد ليس كافيا، ففي المطر والثلوج والهواء البارد يصلي المسلمون خارج المساجد التي تعد قليلة مقارنة بعدد المصلين. يوجد في موسكو 6 مساجد كبيرة فقط، إضافة إلى 20 مسجدا صغيرا ويروي الأشخاص الذين عاصروا الاتحاد السوفياتي كيف كانوا يُمنعون الناس من تأدية عباداتهم، ومن بين هؤلاء فضيلة شناسا قيزي التي تقول: كانت طفولتي في القرية، وكنت في عامي السادس، وأصوم مع أمي. كان المنع لكل شيء سائدا آنذاك وحتى المساجد ممنوعة، وقد نُفي والدي بسبب طلبه بناء مسجد. وتقول فضيلة: زوج ابنتي كان شيوعيا، ويضع شعار الحزب الشيوعي على ملابسه، ولكنه كان يختبئ خلف نظارات سوداء، ويأتي إلى هنا ويصلي الجمعة. أما اليوم فقد أصبح هذا المكان مفتوحا بشكل دائم، لكل من يريد الصلاة والدعاء، وشهر رمضان يمر الآن بشكل طبيعي. ويبدو أن الأيام الصعبة التي عاشتها فضيلة مضت وولت، وبات الإنسان لا يخاف من العيش مع الأديان، بل ويقضي شهر رمضان بكل سرور.
“نعيش في دولة متعددة الأديان والأعراق”.. جهود التعايش
كانت مساجد موسكو مفتوحة دائما، وكان القادة والزوار من الدول الإسلامية يصلون فيها أيام الاتحاد السوفياتي، وفي أيام الجمع والأعياد كان المسلمون يملأون الشوارع المحيطة بالمساجد. ورغم توسعة مسجد موسكو الكبير الذي بات يتسع لـ20 ألف مصل مرة واحدة، فإنه لا يزال غير كاف. يقول الشيخ “راويل عيد الدين”: تقام اليوم دورات في كل مسجد لتعليم القواعد الإسلامية، ولدينا مدارس في مساجدنا تعمل يوم الأحد، وفي هذه المدارس يحصل الطلاب وأولياؤهم على تعليم أساسه الدين والثقافة الإسلامية، وهناك دورات إعداد لتعليم العربية والتركية والتتارية، أما الراغبون بتعلم المزيد من الدين فيسمح لهم بذلك، يجب أن تكون هناك مؤسسات تعليمية إسلامية رسمية. وقد بذلت روسيا في السنوات الأخيرة جهودا للتعاون مع العالم الإسلامي، كما أنشأت قناة ناطقة باللغة العربية، ويلعب المسلمون دورا بارزا في كل هذه التطورات الإيجابية. وتشير التقديرات إلى أن المسلمين سيشكلون ثلث سكان روسيا عام 2050، إذ أن ولادات العرق الروسي في تراجع، وهذا ما لا ينطبق على المسلمين داخل الاتحاد الروسي. يعيش في روسيا أكثر من 26 مليون مسلم ويؤكد الشيخ “راويل عيد الدين” أن المسلمين في روسيا متسامحون ومنفتحون على الحوار والتعاون، إذ يقول: نحن نعيش في دولة متعددة الأديان والأعراق، فمنهم المسيحيون الأرثوذكس والبوذيون واليهود وغيرهم من منتسبي الأديان الأخرى، وكلهم جيران، ولهذا السبب فالمسلمون منذ الأزل يعيشون ويتعاونون مع الجميع، واليوم تقوم هيئة شؤون الديانة الإسلامية بتطوير التعاون والحوار لترسيخ السلام والاستقرار والصداقة بين الشعوب التي تعيش في دولتنا، ونحن نعمل ضمن إطار هيئة الأديان الروسية، ونعقد اجتماعات لتطوير الحوار، ويعرض الجميع مشاكله على الطاولة بغية إيجاد الحلول. وتوجد في روسيا أماكن مناسبة يقضي المسلمون أوقاتهم فيها، ففي المركز الثقافي التتاري مثلا، تعطى فصول للغات الأجنبية والرسم والسباحة. ويقول الكاتب “آنار رمضان” إن قدوم شهر رمضان يشعرنا بالغبطة والسرور، إذ عندما يأتي في فصل الصيف تكون ساعات الصيام طويلة، نحاول التخفيف منها عبر الأنشطة، فبعد تناول الإفطار معا نذهب إلى الصلاة، وبعدها التراويح، ونحاول دعم بعضنا وتبادل الهدايا.
حرية المعتقد.. فجر ديمقراطي بعد ليل شيوعي طويل
أغلقت الدولة في العصر الشيوعي المساجد وحولتها إلى مخازن، كما ألقي القبض على علماء الدين ونفوا، ومع ذلك لم تنفع كل الضغوط المختلفة في إبعاد المسلمين عن دينهم، بل إن الشعب في روسيا يتجه إلى الدين بكثرة. وبينما لم يكن هناك مركز تعليم إسلامي واحد يخرّج الأئمة والخطباء إبان العهد السوفياتي، توجد اليوم مئات المعاهد والمدارس والجامعات الإسلامية، وهذه المؤسسات تخرج متخصصين في خدمة الدين. ويقول الشيخ “راويل عيد الدين” مفتي موسكو: قاوم النظام التسلطي بضراوة المعتقدات الدينية في زمن الدولة السوفياتية، ولم يكن يسمح بطباعة القرآن والكتب الدينية أو انخراط الأطفال بدورات إسلامية، فكل هذا كان ممنوعا. ومع التغييرات الديمقراطية في النظام، وافقت الدولة على قانون جديد يتضمن حرية المعتقد وإنشاء المؤسسات الدينية. في حقبة الشيوعية، عاش المسلمون اضطهادا دينيا منع عنهم كل أشكال التدين فإنشاء الجامعة الإسلامية في روسيا عام 1998 وارتفاع عدد مساجد تتارستان من 18 إلى أكثر من ألف؛ ما هي إلا نماذج توضح نمو الإسلام في روسيا، ففي روسيا التي كانت قلعة الشيوعية يوما، بات الإسلام فيها يتردد صداه في كل مكان. ويعود الدكتور رفيق محمد رئيس الجامعة الإسلامية في قازان بالذاكرة إلى العهد السوفياتي، ليروي كيف كان صعبا على المسلمين والإسلام، خاصة، إذ يقول: أعلنت السلطة السوفياتية منذ البداية عن أيديولوجيتها الإلحادية في العشرينيات من القرن الماضي، فأغلقت معظم المساجد في تتارستان، ولكن هناك إحصائية مثيرة، إذ بحث علماء الاجتماع عن تدين الناس بتتارستان في حقبة السبعينيات في قمة العهد السوفياتي، فتبين أن نسبة المؤمنين أكثر من اللادينيين، وبينما كان المتدينون 15% فقط، كان عدد غيرهم 10%، مما يعني أن التقاليد الدينية حافظت على نفسها في العصر السوفياتي.
انهيار السوفيات.. دخول أفواج الروس إلى الدين الحنيف
بعد الانهيار المعنوي الذي تسبب به النظام الشيوعي، فهم الشعب الروسي أن الإنقاذ الحقيقي يمكن أن يأتي عبر التوجه إلى الدين. وينتشر الدين الإسلامي كدين تقليدي في المناطق الجنوبية للاتحاد الروسي وخاصة منطقة القوقاز، ففي السنوات التي اشتدت فيها الحرب مع الشيشان؛ وصف الإعلام الروسي المسلمين بالإرهابيين، ولكن هذه الحملة السلبية جاءت بنتائج عكسية، فزادت من أعداد المسلمين في البلاد. واللافت للنظر في هذه المرحلة هو تغيير الدين بين الروس، وعلى الرغم من صعوبة الادعاء بأن هناك زيادة في أعداد الذين دخلوا الإسلام، ولكن من الواضح أنه كان هناك سير في هذا الاتجاه، والكل يعترف بصحة هذا الادعاء. موقع جمهورية تتارستان إحدى دول الاتحاد السوفييتي سابقا على الخريطة وهناك أيضا زيادة في أعداد العائدين إلى العبادة ممن ينتمون إلى عائلات مسلمة، فمنهم من اتجه إلى العبادات كرد على الهجوم الذي تعرض له الإسلام، فهو لا يحتاج إلى الواسطة، كما هو الحال في المسيحية، لذا فإنّ توجه الروس إلى الإسلام سهل، كما أن الراغبين بالتخلص من العادات الضارة كشرب الخمور يجدون ضالتهم في الإسلام. ويكشف الدكتور رفيق محمد، أن المسلمين يعيشون في بلاد مختلطة، وبجوارك أناس ينظرون بشكل مختلف للحياة، ولهذا يعد العيش في روسيا بشهر رمضان “امتحانا كبيرا لإيماننا واعتقادنا، لأن كل شيء مفتوح ومباح”.
إمارة تتارستان.. تاريخ من الصراع ضد القيصرية والاتحادية
مدينة قازان هي عاصمة جمهورية تتارستان، وهي إحدى المدن التاريخية في روسيا، وكانت في القرنين الـ12 والـ13 الميلاديين جسرا هاما للتجارة في نهر الفولغا، كما كانت مركزا حساسا جدا على طريق التجارة الممتد بين الدول الإسكندنافية وإيران. ويغلب عليها الطابع الإسلامي، لأن معظم سكان المدينة من المسلمين التتار ومن بعدهم يأتي الروس الأرثوذكس، وفيها أقليات من شعوب مختلفة أيضا. وقد أعلنت جمهورية تتارستان استقلالها عام 1990، إلا أن هذا الاستقلال لم تعترف به موسكو وظلت مرتبطة بروسيا الاتحادية، ويبلغ عدد سكانها نحو 4 ملايين نسمة وهي دولة غنية بالبترول والمعادن، وتقع في المنطقة المسماة “روسيا الداخلية”، إذ تقع موسكو على بعد 700 كيلومتر من هذه المنطقة التي تصل مساحاتها إلى 68 ألف كيلومتر مربع، وتأخذ هذه المنطقة مكانها في نقطة تلاقي نهري إيديل وقاما. قازان عاصمة جمهورية تتارستان التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي سنة 1990 ويتجاوز عدد سكان منطقة “روسيا الداخلية” 7 ملايين، ويوجد ربعهم في تتارستان كما يطلق اسم تتارقازان وتتارإيديل على التتار الموجودين في المنطقة. ويتحدث عن ذلك الدكتور فريد يوسف أستاذ جامعة الدولة بقازان، قائلا: التتار كشعب لم يأت من الخارج إلى هنا، بل هم الذين بنوا المدينة قبل ألف سنة، فهي عاصمتنا وفخر لكل الشعب التتاري، وقد عاشت إمارة قازان عدة قرون، وفي عام 1952 سيطر الروس عليها، وكان ذلك مأساويا لكل التتار، فبعد ذلك التاريخ لم تقم دولة للتتر الذين باتوا جزءا من الدولة الروسية، وتتارستان اليوم قطعة من الاتحاد الروسي، وبحسب الأرقام، فإنها المنطقة الأكثر تطورا في هذا الاتحاد. ولم يعرف التتار الراحة في أي وقت، فقد عاشت إمارة قازان أصعب أيامها على مدار 3 قرون بعد إلحاقها بروسيا القيصرية، ولا يمكن القول إن التتار كانوا سعداء في الدولة الروسية، واليوم ورغم وضعهم الاقتصادي المقبول يمكن تعليم أولادهم في المدارس بالتتارية، ولكن مجلس الدوما الروسي اتخذ قرارا بأن يكون التعليم بالروسية على أن تعطى دروس محدودة في التتارية. ثمة 13 جامعة يدرس فيها 70 ألف طالب، في مقدمتها جامعة قازان التي تأسست عام 1804، وهي ثاني أكبر جامعة في روسيا الاتحادية. وفي القرن الـ18 وفي ظل الضغوط الاقتصادية والدينية التي فرضها الروس على التتار، هجروا بلادهم اضطراريا إلى “باش قيردستان” والأورال وما خلفهما. وفي عام 1974 وبعد انتهاء ثورة “إميليان بوغاتشيف”، حصل التتار على بعض التسهيلات الدينية والتجارية، وبموجب بيان صادر عام 1789، أنشئ قسم للإفتاء في “أورال برغ”، واعترف الروس رسميا بالإسلام، وقد استمر هذا الاعتراف لنصف قرن فقط، حين انتفض التتار بشكل محدود عام 1860 ضد سياسة تنصير دولة تتارستان، وعندها تفرق البعض منهم نحو مناطق مختلفة في مقدمتها الأناضول التركية.
دخول الإسلام.. قارب إنقاذ الأبناء من الانحراف والإدمان
يقول مدير الجامعة الإسلامية في قازان متحدثا عن خصوصية رمضان: مع الأسف لا يوجد فرق بين شهر رمضان وباقي أشهر السنة في تتارستان، فقد أجرى علماء الاجتماع دراسة حول شهر رمضان فيما يتعلق بفواتير بيع المشروبات الكحولية، فوجدوا أن معدلات البيع لم تتغير، وهذا أمر محزن بشكل كبير، فـ60% من سكان تتارستان من المسلمين، والبعض منهم ينظر إلى رمضان كشهر مقدس وآخرون لا يدرون أصلا عن رمضان. وتنتشر المؤسسات التعليمية الإسلامية في كل مكان بروسيا الاتحادية، غير أن اللافت هو عدم إيجاد حل لعدد من المشاكل، مثل البرامج والتعامل الأكاديمي وقواعد التدريس والكتب الدراسية والمناهج ومشاكل المدرسين، ويبدو أن هذه المشاكل تحتاج وقتا طويلا لتسلك طريق الحل، ولهذا ينتظر المسلمون الروس الاهتمام والعون من الدول الإسلامية. الجامعة الإسلامية في قازان لقد كان الانهيار المعنوي والأخلاقي في المجتمع الروسي سببا لتوجه الناس بشكل جماعي إلى الدين الإسلامي، فقد رأت العائلات الراغبات بحماية أبنائها من شرب الكحول والسلوكيات المنحرفة وصفة علاجية في الإسلام. ويبلغ عدد المسلمون الروس اليوم 26 مليونا يشكلون 15% من سكان روسيا، مع مراعاة أن أغلبهم ليسوا مهاجرين أو أجانب كما هو حال دول أخرى، فالمسلون يعيشون في هذه البلاد منذ نحو ألف سنة، هذه الوضعية تعطي الثقة للمسلمين الروس وتحملهم مسؤولية في الوقت نفسه.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الأربعاء 20 مارس 2024, 6:07 pm
القطريون يحافظون على عاداتهم الرمضانية
يأتي شهر رمضان المبارك كل عام، ليفتح خزانة الذكريات لدى القطريين، فتنتعش الذاكرة بأيام الصيام الأولى لدى كبار السن، فيتذكّرون كيف كانت العادات والتقاليد قديمًا والتغيّرات التي حدثت بين الأمس واليوم. وقديمًا، حظي استقبال شهر رمضان الفضيل في المجتمع القطري باحتفاءٍ خاصٍ، وطقوس وعادات اجتماعية قديمة ارتبطت بهذا الشهر، قبل قدومه وحتى وداعه. وما زال المجتمع القطري متمسكًا بعاداته وتقاليده في الاستعداد للشهر الكريم، على غرار مدفع رمضان. غير أنّ الشكل قد اختلف من الإعداد الذي يستغرق وقتًا طويلًا إلى الشراء لتوفير الأشياء.
ففي الوقت الحالي، يتوفّر في الأسواق والمجمعات التجارية جميع الاحتياجات والأصناف الغذائية المتنوّعة، فضلًا عن اعتمادهم على الوقود بدلًا من الحطب.
"خبز الرقاق" و"دقّ الحبّ"
وكانت ربّات المنازل تتهيأ لشهر رمضان قبل قدومه بشهر، حيث تقوم النساء بتجهيز الطحين لإعداد "خبز الرقاق" الذي يُصنع منه الثريد، وتدق الحبوب الذي يُصنع منه الهريس. ولا تخلو منازل القطريين من هاتين الأكلتين أغلب أيام الشهر الفضيل. ففي شهر شعبان، تتجمّع النساء في أحد البيوت، ويقمن ما يشبه احتفالية "دق الحبّ" من بذور القمح والذرة وغيرهما، بأدوات خشبية، وسط مشاعر من الفرح والسرور والأهازيج. وكان هناك طحين معين لكل نوع من أنواع الأطعمة.
أقامت نساء قطر ما يشبه احتفالية "دق الحبّ" من بذور القمح والذرة وغيرهما- قنا ويتميّز شهر رمضان في قطر بالبساطة والرضا واللقاءات الاجتماعية، حيث تجتمع العائلات عقب صلاة التراويح في المجالس في ختمات قرآنية إلى جانب مناقشة أمور حياتهم، فضلًا عن الزيارات العائلية.
"تبادل الطعام" و "الغبقة الرمضانية"
ويُعتبر "تبادل الطعام بين الجيران" واحدة من أهم العادات القطرية خلال شهر رمضان. وقديمًا، كان السكان في الأحياء يتقاسمون الطعام سواء في شهر رمضان أو غيره، لكنّ هذه العادة تزداد مع الشهر الفضيل، الذي يتمّيز بأكلاته الشعبية الخاصة. أما اليوم، فتتنوّع أصناف المأكولات، وخاصّة أطباق الحلويات إلى جانب الأكلات الشعبية التقليدية. كما تطوّرت عادات شهر رمضان وتقاليده، مثل الإفطار خارج البيت في فنادق أو مطاعم والمشاركة في الخيام الرمضانية، فضلًا عن أنّ التطوّر في وسائل التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي ساهم في تقليل الزيارات بين أفراد المجتمع وأصبح التواصل أقلّ من السابق.
"الغبقة الرمضانية" كانت تقام في السابق في مجالس الرجال فقط وتتألف بشكل كبير من السمك والأرز- الأناضول و"الغبقة الرمضانية"، التي كانت في السابق في مجالس الرجال فقط حيث يتناوب أصحاب الحي في إعدادها، وتتألف بشكل كبير من السمك والأرز، أصبحت تُقام الآن في الفنادق أو المطاعم الكبرى وتشمل مختلف الأطعمة. وعلى الرغم من التغيّرات التي طرأت على عادات الشهر الفضيل، إلا أنّه سيظلّ عنوانًا للتراحم والترابط في المجتمع القطري.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الأربعاء 20 مارس 2024, 6:12 pm
"قصدرة" الأواني النحاسية.. طقس رمضاني أصيل بأزقة تونس العتيقة
يكفي أن تقترب خطوات من أحد أروقة المدينة العتيقة بالعاصمة تونس المعروف باسم "نهج النحّاسين"، حتى يتناهى إلى مسامعك وقع المطارق على رقائق النحاس، حيث تستعيد الحرفة بريقها مع اقتراب شهر رمضان المبارك. وتنتشر أسواق بيع المنتجات النحاسية وورش تصنيعها وتلميعها في المدينة العتيقة وشارع النحاس وحي الحدادين وتربة الباي، حيث يتوافد الزبائن لإعادة مقتنياتهم النحاسية لرونقها السابق أو لاقتناء غيرها. ويُطلق التونسيون على عملية تلميع المصنوعات النحاسية "القصدرة"، نسبة إلى إضفاء طبقة من القصدير المُذاب على الأواني والأكواب لحماية الطعام وحفظه من الأكسدة التي يتسبّب فيها معدن النحاس.
تنتشر أسواق بيع المنتجات النحاسية وورش تصنيعه وتلميعه في المدينة العتيقة- رويترز وتحرص معظم العائلات التونسية على تلميع أوانيها النحاسية مع اقتراب احتفالاتها بشهر رمضان الكريم. وتُعتبر صناعة الأواني النحاسية من أعرق الصناعات التي عرفها التونسيون قبل مئات السنين، والتي كانت تشمل الأدوات الضرورية للوفاء باحتياجات الحياة اليومية، وبمرور الوقت تحوّلت هذه الصناعة إلى حرفة جمالية.
تكلفة عالية وقلة عمالة
بالنسبة إلى مختار الفطناسي، وهو حرفي وصاحب ورشة لبيع وتلميع النحاس، فإن الإقبال على سوق النحاس في رمضان مؤشر إيجابي وأمل جديد في انتعاش سوق يشهد ركودًا في سائر الأيام. وقال الفطناسي (65 عامًا): "تنشط الحركة في رمضان لكنّ الصنعة مكلفة وعمالها قلّوا. فالجيل الجديد لا يُقبل على هذه الصنعة، التي تحتاج صبرًا، بينما طغت الأموال على تفكير الشباب". ومن أكثر المنتجات النحاسية رواجًا خلال شهر رمضان: المباخر، والأباريق، والقدور، وأطقم الشاي المكوّنة من الصينية النحاسية الشهيرة والبراد والأكواب، أو فناجين القهوة والأطباق.
يخشى العاملون في حرفة القصدرة من اندثارها- رويترز ويخشى العاملون في هذه المهنة من اندثار هذه الحرفة الضاربة في القدم، بسبب غلاء مادة النحاس، بالإضافة إلى عزوف الشباب عن تعلّمها ويصل ثمن الكيلوغرام الواحد من النحاس 120 دينارًا (40 دولارًا). كما رفع غلاء المواد الأولية ثمن تلميع الأواني التي تتراوح بين 40 و200 دينار تونسي للوعاء الواحد حسب الحجم. كما أنّ معظم النحّاسين الحاليين هم من الجيل القديم، وهناك قلّة قليلة من الشباب الذين يحترفون المهنة التي تتطلب صبرًا وقوة، وهو ما لا يتوفّر في جيل الشباب. واستعادت المنتجات النحاسية بريقها وازداد إقبال التونسيين عليها لإيمانهم بجودتها وجماليتها، خاصة مع حرص العاملين فيها على ابتكار تصاميم عصرية تتماشى مع احتياجات الأجيال الجديدة".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الأربعاء 20 مارس 2024, 6:22 pm
مسلمو روسيا.. أُمم تعبد الله منذ ألف عام في بلاد القياصرة يحظى مسلمو العالم بقدر معين من الاهتمام، إما لكونهم يعيشون داخل “أرض الإسلام” والبلاد الإسلامية، أو لأنهم جاليات شكّلها مغتربون تحوّلوا إلى أقليات في بلدان غير إسلامية. إلا أن فئة من مسلمي العالم لا تنتمي إلى أي من الفئتين، فلا هي تقيم في “بلاد الإسلام” ولا هي مجموعة من المغتربين والمهاجرين، بل هم ملايين ممن كان أجدادهم سباقين إلى اعتناق الإسلام، ولم تحملهم رياح الهجرة والاغتراب، وهم مسلمو روسيا الاتحادية. وقد عادوا إلى الواجهة بقوة في سياق الأزمة العالمية التي فجّرها الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا متم فبراير/شباط 2022، حيث توجّهت الأنظار إلى كل مسلمي هذه المنطقة، خاصة بعد محاولة الطرفين توظيف ورقة الإسلام في مواجهتهما الإعلامية، حيث حرصت موسكو على إبراز المشاركة الشيشانية في الحرب ضمن الجيش الروسي، بينما حاولت أوكرانيا استمالة المسلمين وإصدار “فتوى” باسم مسلميها تحرم مشاركة مقاتلين مسلمين إلى جانب روسيا.
هم أول أقلية غير مسيحية داخل روسيا الاتحادية، ويشكلون الأغلبية داخل عدد من جمهوريات الاتحاد الروسي، وبفضل تعدادهم تتمتع روسيا بدور العضو المراقب في منظمة المؤتمر الإسلامي، وهم بذلك يشكلون ورقة أساسية في السياستين الداخلية والخارجية لروسيا الطامحة إلى استعادة موقع القطب الثاني في المنتظم الدولي في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية.
مسلمو روسيا.. جذور راسخة في أعماق التاريخ والجغرافيا
يعتبر أكبر تجمّع للمسلمين في أوروبا هو الذي تحتضنه روسيا، وعلى خلاف قسم كبير من الوجود الإسلامي في أوروبا الذي يتسم بكونه يعود إلى مهاجرين، فإن الوجود الإسلامي في روسيا يتميز بكونه يهم ساكنة محلية أصلية تحافظ على إسلامها منذ أكثر من ألف عام.[1] يقدّر مجموع المسلمين الذين يعيشون في روسيا بنحو 25 مليونا (الإحصاءات الرسمية تشير إلى أنهم في حدود 20 مليونا)، ويتركزون أساسا في مناطق شمال القوقاز وتتارستان وباشكورتوستان. مائدة الإفطار.. طقس إسلامي محترم لدى العائلات في روسيا ويتميز مسلمو روسيا بتزايدهم المستمر نتيجة ارتفاع نسبة الخصوبة في صفوفهم، وهجرة المزيد من مسلمي آسيا الوسطى نحوها.[2] وتوضح بعض المصادر أن حوالي خمسة ملايين من مسلمي روسيا هم من المهاجرين حديثا من آسيا الوسطى نحو الأراضي الروسية، لكن يُتوقع أن يتواصل نمو الساكنة المسلمة لروسيا لتمثل 30% من مجموع السكان خلال السنوات العشر المقبلة.[3]
أكل حلال.. منتجات موجهة لربع سكان العاصمة الروسية
لا يعتبر الحضور الإسلامي في روسيا مسألة ثانوية، بل يمكن ملامسته في قلب العاصمة الروسية موسكو، حيث تقدم محلات التسوق الروسية المنتجات الحلال الموجهة للمسلمين، وأنواعا من الأقمشة الخاصة بالحجاب.
كما تتوفر العاصمة الروسية موسكو على مجازر خاصة بذبح المواشي بالطريقة الإسلامية، إلى جانب مطاعم إسلامية تقدم أطباقا معدة من مواد حلال بالنسبة للمسلمين.[4] وعكس الاعتقاد السائد بكون المسلمين يتركزون في مناطق هامشية من “القارة” الروسية المترامية الأطراف، يشكل المسلمون قرابة ربع سكان العاصمة الروسية موسكو، أي مليونين ونصف مليون نسمة من أصل حوالي عشرة ملايين ونصف مليون نسمة.[5] فتح فارس.. بداية التوغل الإسلامي في بلاد القوقاز خلافا لكثير من بقاع العالم التي يوجد بها حضور إسلامي ناتج عن تلاقح ثقافي وتجاري لاحق عن حقبة الإسلام الأولى، يعتبر المجال الروسي واحدا من أولى المناطق التي وصلتها الدعوة الإسلامية في مراحلها الأولى، وذلك مباشرة بعد انتصار الجيوش الإسلامية على الدولة الساسانية التي كانت قائمة في بلاد فارس. فقد شمل الفتح الإسلامي أذربيجان عام 18 للهجرة، ثم توغل المسلمون في داغستان عامي 22 و23 للهجرة، وفتحوا دربند (باب الأبواب) عام 32 للهجرة ثم تراجعوا عنها، وأعادوا فتحها عام 38 للهجرة، وبهذا فتحت جميع بلاد القوقاز.[6]
وتعود أولى الاتصالات بين العالم الإسلامي والشعوب التي ستلتحق في وقت لاحق بالدولة الروسية، إلى القرنين السابع والثامن للميلاد، حيث كانت الفتوحات الإسلامية قد بلغت منطقة شمال القوقاز وآسيا الوسطى مع منتصف القرن السابع، قبل أن يتمكن المسلمون من توحيد هذا المجال الجغرافي تحت سلطتهم مع مطلع القرن الثامن، أي جنوب القوقاز وما وراء النهر.[7]
شعب البولغار.. رسالة من “القبيلة الذهبية” إلى الخليفة
توثقت علاقة روسيا بالإسلام خلال مرحلة قوة الدولة المغولية التي قامت بغزو البلاد الروسية خلال القرن الثالث عشر للميلاد، فاحتلوا بلاد البولغار وأطلقوا على دولتهم اسم “القبيلة الذهبية”. ورغم المقاومة الطويلة التي خاضها الروس ضد الغزو التتاري، إلا أن المصادر التاريخية لا تفيد بانطواء هذه الحرب على أي عداء تجاه الإسلام. كما بقيت علاقة روسيا بالإسلام متسمة بكثير من التعايش والقبول المتبادل، رغم فترات الجفاء والصراع السياسيين. وقد لعبت الطرق الصوفية (النقشبندية والقادرية) دورا كبيرا في نشر الإسلام شمال القوقاز، وذلك في فترة تاريخية حديثة تبتدئ في القرن الـ14 للميلاد، وقد لعب الدعاة المنحدرون من داغستان دورا مهما في نشر الدين الإسلامي في بلاد الشيشان ثم في إنغوشيا. بينما ساهمت طموحات الدولة العثمانية و”خانية” القرم في نشر الإسلام عبر سواحل البحر الأسود.
وتنسب المصادر الروسية لشعب البولغار (تتارستان المتمتعة بحكم ذاتي داخل روسيا)، أبرز الأدوار التاريخية في تثبيت الإسلام داخل روسيا، إذ تتحدث المصادر الموثقة عن مبادرة ملك البولغار في أواخر القرن العاشر للميلاد، إلى دعوة الخليفة المقتدر لإيفاد بعثة تسهر على نشر الإسلام والتعريف بأصوله داخل بلاطه، مع تولي بناء مسجد ورفع الآذان وإطلاق عملية دعوة واسعة للإسلام في بلاده.[8]
“فلاديمير” العظيم.. قيصر وثني كاد أن يسلم لولا الخمر والخنزير
أصبح الإسلام دينا رسميا في دولة “فولغا بلغاريا” التي تقع أراضيها ضمن روسيا الحالية، وذلك قبل أكثر من ألف سنة، وتحديدا في عام 922 ميلادية، أي قبل نحو 66 عاما من اعتماد المسيحية الأرثوذوكسية دينا رسميا لأوكرانيا القديمة. ففي القرن العاشر للميلاد، قرر الأمير الروسي “فلاديمير” العظيم اعتناق ديانة سماوية بدلا من الوثنية، كنهج سياسي ارتآه لتثبيت حكمه وتوحيد شعبه. وقام “فلاديمير” باستدعاء علماء دين مسلمين ومسيحيين (كاثوليك وأرثوذوكس) ويهود، ليقع اختياره في النهاية على المسيحية الأرثوذوكسية، رغم أن مصادر عديدة تتحدث عن إعجابه الشديد بالإسلام لولا رغبته في الاحتفاظ بإمكانية شرب الخمر وأكل لحم الخنزير.[9] للمسلمين في روسيا حرية اختيار طعامهم الحلال المتوفر في الأسواق وبلا أية موانع هذه الخطوة السياسية لم تكن وراء وصول الإسلام إلى روسيا، بل كان قسم من الشعوب الروسية يؤمن بالرسالة المحمدية أصلا، وعندما قرر حاكم روسيا الأمير “فلاديمير” اعتناق إحدى الديانات السماوية، طلب من البولغار (المسلمين حينها) إرسال رجال دين يوضحون له مبادئ الدين الإسلامي، إلى جانب المبشرين اليهود والمسيحيين الكاثوليك والأرثوذكس. ورغم أنه انتهى إلى اعتماد المسيحية دينا رسميا، فإن ما قام به يوضح أنه كان يجعل الإسلام ضمن الاحتمالات الواردة بالنسبة إليه. وتقول بعض المصادر إن تحريم الإسلام للحم الخنزير والخمر، كان وراء قرار الحاكم الروسي اختيار المسيحية بدلا من الإسلام.[10]
سياسات البلاط القيصري.. مد وجزر على مر التاريخ الروسي
كان حرص قياصرة روسيا دائما على استقطاب ودعم شخصيات مسلمة بعينها يهدف إلى السيطرة على العنصر الإسلامي ومنعه من زعزعة استقرار البلاد، وكان مسلمو الإمبراطورية الروسية في بعض الفترات التاريخية يتعهدون أمام الله ورسوله، ويقسمون على الإنجيل والتوراة والمزامير والقرآن، بأن يكونوا موالين لجلالة الإمبراطور.[11] لكن رغم الوجود القديم للإسلام في المجال الجغرافي الروسي، فإن السياسة الروسية تجاه المسلمين شهدت تحولا بداية القرن 18، وذلك نتيجة تنامي العلاقات الروسية مع أوروبا، وازدياد التوجس تجاه الإمبراطورية العثمانية. مير سعيد سلطان غالييف عضو الحزب الشيوعي ومؤلف نظرية “الشيوعية الإسلامية” واتسمت هذه السياسة بين التشدد والتضييق تارة وبين محاولة الاحتواء واستقطاب النخب الإسلامية تارة أخرى، خاصة بعد ضم منطقتي القرم وكوبان المتميزتين بأغلبية إسلامية إلى الأراضي الروسية. بينما أدت محاولة روسيا فرض سيطرتها الكاملة على شمال القوقاز إلى اندلاع الحرب القوقازية خلال القرن الـ19 وهي التي ستجعل العلاقة بين الدولة الروسية وبين هذا المكون الإسلامي تنطبع بقدر من التوتر في تلك المنطقة بشكل شبه دائم.[12] وقد واجه المسلمون بعد ثورة 1917 البلشفية تحدي التوفيق بين معتقداتهم الفكرية وبين الشيوعية. وحاول بعض المفكرين المسلمين إيجاد نقاط التقاء بين الإسلام والماركسية، منهم مير سعيد سلطان غالييف، وهو عضو في الحزب الشيوعي ومؤلف نظرية “الشيوعية الإسلامية”.[13]
فقد كان عدد المسلمين في الإمبراطورية الروسية يبلغ قبل ثورة عام 1917 نحو عشرين مليون نسمة. وأدت مشاركة المسلمين في الأحداث الثورية التي شهدتها روسيا في مطلع القرن العشرين، إلى إنشاء عدد من الأحزاب السياسية التي استخدمت في خطابها شعارات إسلامية، أبرزها على الإطلاق حزب “اتفاق المسلمين” الذي كان يدعو إلى رفع منزلة الدين الإسلامي وتوحيد صفوف الشعوب الإسلامية مع بقائها ضمن الدولة الروسية.[14]
حقبة السوفيات.. ظلال سبعين سنة من الإلحاد العنيف
تعرض المسلمون لعمليات استهداف وتهديد بالإبادة في بعض الحقب التاريخية لروسيا، وتتوزع بين المرحلة القيصرية والمرحلة السوفياتية والمرحلة الجمهورية، وتوجه أصابع الاتهام في هذا الاستهداف إلى الكنيسة الأرثوذوكسية. ويجد هذا العداء امتداده في خطابات بعض السياسيين، إذ يُنسب إلى الرئيس السوفياتي “ميخائيل غورباتشوف” قوله سنة 1988: إن أي حرب تخوضها روسيا ستكون باسم الإنسان الأبيض ومباركته، ويجب أن تتخذ صورة الحرب الصليبية باسم المسيحية.[15] لقد تعرض الإسلام في الفترة السوفياتية لحملة دعائية وفكرية، رافقتها حملة على المؤسسات الإسلامية، إذ ألغيت عام 1924 المحاكم الشرعية ومحاكم الأعراف، كما ألغيت عام 1924 جميع المدارس الدينية الثانوية والابتدائية والكتاتيب، وكان عددها في ذلك الوقت 15 ألف مؤسسة. كما شهدت الحقبة السوفياتية حملات ديمغرافية استهدفت المسلمين من خلال عمليات تهجير وتوطين قسري.[16]
وعاش مسلمو روسيا على مدى 70 سنة من الحقبة السوفياتية، في ظل حظر العبادات وفرض نمط حياة لا ديني، مما حرم أبناء المسلمين من تعلم مبادئ الإسلام في المدارس القرآنية والكتاتيب، وهو ما جرى استرجاعه تدريجيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.[17] كما أدى انهيار الاتحاد السوفياتي إلى تفكيك نظام الإدارات الدينية للمسلمين، فانقسمت إلى مجالس إفتاء مستقلة عدة، قبل أن ينضم معظمها إلى مؤسستين متنافستين، وهما الإدارة الدينية المركزية للمسلمين، ومقرها في أوفا، ومجلس المفتين في روسيا، ومقرها في موسكو.[18]
ستون شعبا فرقتهم الأعراق وجمعهم الدين.. مكونات المسلمين
يشكل المسلمون أغلبية السكان في سبعة أقاليم روسية هي إنغوشيا والشيشان وداغستان، وقبردينو- بلقاريا وقره شاي -شركيسيا وبشكيريا وتتارستان، إلى جانب شبه جزيرة القرم التي عادت روسيا لتضمها من أوكرانيا عام 2014، ويشكل المسلمون حوالي 15% من سكانها.[19]
وبحسب إحصاء عام 1989، فإن أكثر من 60 شعبا من الشعوب القاطنة في الاتحاد الروسي هي شعوب إسلامية. تتوزع على دول مستقلة وأخرى ذات استقلال ذاتي ضمن الاتحاد الروسي، والبقية تتوزع على دول الاتحاد الروسي الأخرى كأقليات عرقية أو على شكل قبائل مشتتة في جمهورية أو أكثر.[20] وبينما ينتمي غالبية مسلمي روسيا إلى السُنّة، خاصة منهم المذهبين الحنفي والشافعي؛ يتركز شيعة روسيا أساسا في داغستان، وجلهم منحدرون من أصول أذربيجانية وطاجيك، لكنهم يظلون أقلية.
أما عرقيا، فينتمي مسلمو روسيا بالدرجة الأولى إلى التتار الذين يشكلون قومية مميزة لها جمهورية متمتعة بحكم ذاتي، ويعتبرون من بين أهم حاملي مشعل الإسلام في روسيا الاتحادية، بتعداد يفوق الخمسة ملايين نسمة. ثم تأتي بعد التتار قومية الداغستانيين الذين يفوق تعدادهم الثلاثة ملايين نسمة، ثم يأتي بعدهم المسلمون الشيشان والبشكير والشركس.[21]
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الأربعاء 20 مارس 2024, 6:26 pm
رمضان في روسيا
تناول فيلم “رمضان في روسيا”، أجواء شهر رمضان الكريم وتقاليده وتاريخه في روسيا، ولكنه أيضا يذهب من حين لآخر إلى تفاصيل أخرى تخص الإسلام عموما والجالية المسلمة وتاريخها في هذا البلد الكبير والمهم.
يبدأ هذا الفيلم بمشهد صلاة التراويح في جامع موسكو العاصمة حيث تتجول الكاميرا في هذا الجامع الذي يحتوى على عدد كبير من المصلين، وحيث نلتقي عقب الصلاة مع إمام الجامع الذي شيد عام 1823 ليحدثنا عن فضائل الشهر الكريم قبل ان يطل علينا نائب مفتي موسكو ليعطينا نبذة وافية عن تاريخ الإسلام في هذه المدينة وكيف انه انتشر بفضل التجار والسفراء المسلمين الذين كانوا يرتادون البلد منذ القرن السابع للميلاد. ثم تتجول بنا الكاميرا في اجواء الشهر الكريم، وفي الأثناء نزداد معرفة بأحوال الجالية الإسلامية العريضة نسبيا في هذا البلد، ذلك أن المسلمين يمثلون أكبر أقلية في البلد ولذا فهم يحتلون كرسي عضو مراقب في منظمة المؤتمر الإسلامي. ويقارن البعض بين الإسلام اليوم حيث من الممكن ممارسة الشعائر الدينية والعبادات بحرية، وبين أيام الحكم الشيوعي حيث كانت ممارسة الشعائر صعبة والتضييق كبير. ثم يأخذنا الفيلم في جولة بين الأسواق الرمضانية وندخل صحبة العدسة إلى مطاعم إسلامية متخصصة . ولا يمكن للمسلمين أن ينسوا أن موسكو كانت مركزا للدولة الشيوعية، حينها كانوا ممنوعين مع باقي الديانات – لمدة 70 سنة – من التصريح بمعتقدهم. لكن روسيا اليوم تسمح بممارسة العبادات بكل حرية كما يخبرنا هذا الفيلم على لسان المسلمين الروس. جدير بالذكر أن موسكو هي من أكثر المدن ازدحاما في العالم، وييسكن هذه المدينة حوالي 2,5 مليون مسلم من مجمل سكان المدينة الذي يبلغ حوالي 10 مليون نسمة، أي مسلم من بين كل أربعة أشخاص يقطنون موسكو. ورمضان في موسكو متعدد الأوجه، هناك تقاليد السكان المسلمين والطعام المتنوع والانشطة الخاصة التي يمارسها الأفراد أوالعائلات أو احتفاليات الجالية مجتمعة. من ناحية اخرى تشيع قيم التكافل بين الاقلية المسلمة في هذا الشهر الكريم، ونتابع مع الفيلم الخيم الرمضانية التي عادت لموسكو بعد انقطاع طويل، ويبدو جليا في هذه الخيم الرمضانية الجهد التطوعي الذي يقوم به أفراد مسلمون من أجل خدمة جاليتهم ودينهم مقدمين القدوة الحسنة للآخرين. مفاجأة الفيلم كان ذلك الإفطار الرمضاني الذي يقام في وسط ميدان الكرملين الشهير وبجانب مجمع الكرملين الرئاسي في مشهد يفسر ويشرح ما عليه الأمور في موسكو اليوم وكيف هي احوال الجالية المسلمة التي تعيش فيها . كما نلتقي برئيس مجلس افتاء روسيا ونتابع ايضا النشاط الثقافي الإسلامي في معرض كتاب موسكو الذي يصادف ايام رمضان المبارك، وكان للحضور الإسلامي مكانا بارزا فيه في مجتمع يتميز بحب القراءة والاطلاع والنهم المعرفي التي تعتبر من تقاليد المجتمع الروسي العريقة، حيث يظهر المجتمع الروسي تطلعا متزايدا للتعرف على الإسلام بشكله الصحيح من خلال كتبه وادبياته ومثقفيه. وفي الفيلم نلتقي أيضا بالجيل المسلم الجديد في روسيا، ونشاهد ونستمع إلى تطلعاته ورؤيته وأفكاره وأحلامه وخططه في هذا الشأن، حيث يضيف الفيلم نفسا جديدا شابا يسعى للتعريف بهذا الدين واسسه وفروضه ورسالته بلغة حديثة تعتمد الحوار والتسامح والانفتاح وحب التواصل مع كل فئات المجتمع الذي يحضن الاقلية المسلمة في بلدها روسيا.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الخميس 21 مارس 2024, 3:03 pm
رمضان اليمن.. شهر مبارك بالتكافل والفرحة رغم المنغصات استقبل اليمنيون شهر رمضان المبارك، وسط طقوس لا تخلو من الفرحة والتكافل الاجتماعي، رغم منغصات الصراع المستمر في البلاد منذ نهاية 2014. ويعد هذا عاشر رمضان يعيش معه اليمنيون في ظل ظروف معيشية صعبة يعاني منها معظم اليمنيين، لكنها لم تحرمهم من استقبال هذا الشهر بحفاوة وترحيب كبير.
طقوس متوارثة في رمضان
يحرص اليمنيون في الشهر الفضيل على تحضير وجبات متنوعة، وتبادل الأطباق الغذائية بين المواطنين كطقس متوارث خلال شهر الصيام. ويستعد العديد من اليمنيين لهذا الشهر قبيل قدومه، من حيث توفير الإضاءة عبر الطاقة الشمسية، إضافة إلى تزيين المنازل، وتوفير بعض المستلزمات الغذائية المرتبطة برمضان. وبشكل متزامن، ثمة عديد من اليمنيين يحاولون صنع الفرحة دون أي استعداد لشراء متطلبات رمضان، نتيجة الفقر والظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها. يمنيون يتسوقون لشراء "الساتيه" من أحد الأسواق خلال شهر رمضان في صنعاء (غيتي)
فرحة وهدوء
ويعرب العديد من اليمنيين عن سعادتهم برمضان الذي سبق أن تم انتظاره وترقبه باهتمام منقطع النظير، لما فيه من أهمية كبيرة تعكس المكانة العظيمة لشهر الصيام في قلوب المواطنين. سلطان ثابت، في العقد الثالث من العمر، يقطن في تعز كبرى المحافظات اليمنية سكانا، يقول إن رمضان الحالي فيه كمية من الفرحة، رغم جميع المنغصات التي خلفتها تداعيات الحرب. وأضاف ثابت وهو أب لطفلين، في معرض حديثه للألمانية "يختلف رمضان الحالي عن الأعوام السابقة من حيث الهدوء والاستقرار النفسي، وهي منحة من الله لليمنيين الذين عانوا كثيرا من المآسي". وأشار إلى أن اليمنيين عادة يحاولون عيش الشهر الكريم بنوع من التكافل وتبادل الزيارات ومشاهدة البرامج التلفزيونية الرمضانية كنوع من الترويح على النفس. وتأتي هذه المشاعر، في ظل استمرار حالة التهدئة العسكرية في مختلف الجبهات الداخلية لليمن، ضمن المساعي الدولية والأممية الرامية لحل الصراع في البلاد. تبادل الأطباق الرمضانية في اليمن.. تضامن صامد أمام الوضع الاقتصادي الصعب (الجزيرة)
"شهر" الاستقرار النفسي
بدورها، ترى اليمنية هدى الأحمدي (ربة بيت) مقيمة في ريف محافظة تعز أن شهر رمضان يأتي مع الرحمة الإلهية والاستقرار النفسي الذي يميزه عن بقية الشهور. وأضافت للألمانية أن مختلف المحافظات اليمنية تعيش في أجواء جميلة بفعل الشهر الكريم الذي يفرح المواطنين ويعزز القيم الإيجابية لديهم. وأشارت إلى أن معظم الناس يقضون الشهر الكريم بتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب والأصدقاء، وصنع الخير، والتعاون على دعم الفقراء والمساكين. أما أم أنس، ربة بيت في العاصمة صنعاء، فتشير إلى أن شهر رمضان "يستلزم منا العيش في واقع مليء بالرضا والقناعة رغما عن المكدرات كلها(المنغصات)". وأضافت "أعاني من أمراض متعددة، وما زال موضع الحقن الوريدية ظاهرا في جسدي، ومع ذلك مستمرة في صيام هذا الشهر". وتابعت "الحمد لله دوما.. من المهم أن نعيش مرحلة الرضا والكفاح في رمضان رغم المنغصات كلها، ولا نستسلم للظروف". ويشار إلى أن اليمن البالغ سكانه أكثر من 30 مليونا، يعاني إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، حيث بات معظم المواطنين بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، السبت 23 مارس 2024, 9:41 pm
لباس مراد وأكياس البركة.. عادات رمضانية غريبة في إيران
يختلف شهر رمضان في إيران عن بقية الدول الإسلامية بسبب وجود التنوع القومي والعرقي فيها، ومن العادات الغريبة والمختلفة لديهم هو لباس مراد وأكياس البركة. ففي يوم 27 من رمضان وفي بعض المدن الإيرانية كانت النساء وما زلن يجتمعن في مساجد الحي حتى يبدأن خياطة "لباس مراد وأكياس البركة" بين صلاتي الظهر والعصر في هذا اليوم الرمضاني، حيث يعتقدن أن هناك سرا في اللباس المحيك يوم 27 من رمضان، وإذا ارتدته الفتيات العازبات فسيزيد حظهن بالزواج، وإذا لبسه المريض فسيشفى وإذا لبسه المحتاج فسيفك كربه. ويخطن أكياس البركة لوضع النقود فيها، ويعتقدن أن أي نقود تدخل الكيس سيضاعفها الله ويبارك فيها. وكانت لكل منطقة في إيران عادات فريدة في هذا الشهر الفضيل التي نسيت مع مرور الوقت، لكن لباس مراد وأكياس البركة بقيت عادة رمضانية مستمرة حتى يومنا هذا.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، السبت 30 مارس 2024, 9:40 am
حرب البيض.. أغرب العادات الرمضانية في باكستان تتغير مظاهر الحياة في شوارع باكستان عند دخول شهر رمضان المبارك رغم تعدد العرقيات في هذا البلد ذي الغالبية المسلمة، وتظهر عادات خاصة بهذا الشهر الفضيل من أغربها على الإطلاق "حرب البيض". بموجب هذه العادة، تندلع حرب بين جنود أسلحتهم البيض المسلوق الملون بألوان زاهية، وهي لعبة قديمة ذات شعبية كبيرة وتعتمد قوانينها على إمساك أحد المتسابقين الشباب ببيضة مسلوقة، حيث يضرب بها الأخرى التي في يد خصمه بهدف كسرها، ليتأهل المتسابق للمرحلة التالية. هذه اللعبة تبدأ في المساء لإبقاء الناس مستيقظين حتى موعد السحور في كل ليلة من ليالي رمضان. وتمارس لعبة حرب البيض منذ أجيال في باكستان، ومن أبرز المدن الباكستانية التي تشتهر بها مدينة بيشاور، كما تعد تجارة رابحة لبائعي البيض في شهر رمضان المبارك.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، السبت 30 مارس 2024, 9:42 am
هكذا يقضي المسلمون الجدد في البرازيل رمضان
على مدخل جامع طارق بن زياد في الجهة الشرقية من مدينة ساو باولو يمكن سماع الناس الذين يتداعون باللغة البرتغالية -تحت المطر الصيفي الذي لا يتوقف- لصلاة المغرب. كما يمكن سماع أسماء برازيلية تتردد بين الفينة والأخرى، رجالا ونساء وأطفالا، بعضهم بأزياء عربية وقبعات اعتاد رجال الدين المسلمين على ارتدائها، هؤلاء هم المسلمون الجدد يؤدون صلاة المغرب بعد أن يشربوا الماء ويتناولوا بضع تمرات وضعت على طاولة متواضعة في زاوية المسجد. ينقسم المسجد إلى قاعتي صلاة، واحدة للرجال وأخرى خلفها للنساء، تفصل بينهما ستارة، وما إن تنتهي الصلاة حتى يصعد الجميع إلى القاعة العلوية لتناول وجبة الإفطار المكونة في معظمها من الأطعمة والحلوى العربية التي تعد بمطبخ جُهز خصيصا لهذا الغرض في المسجد، ويمتد وقت الإفطار حتى صلاة العشاء. الشيخ حسام البستاني (وسط يسار) يجلس مع عدد من المسلمين الجدد بعد الإفطار (الجزيرة)
فرصة
ما إن ينتهي أغلب الصائمين من إفطارهم حتى يجمع الشيخ حسام البستاني مجموعة من هؤلاء المسلمين الجدد من أعمار مختلفة على مائدة واحدة لتناول القهوة، وهي فرصة للجزيرة نت للتحاور معهم وفهم طبيعة مشاعرهم والصعوبات التي تواجههم كالجوع والعطش ونظرة المجتمع لهم في رمضان. بلغة عربية فصحى لكن بلكنة غريبة يقول مرسيلو سيبولا للجزيرة نت "لا صعوبات في رمضان، إنه شهر الرحمة، أشعر بأن رمضان فرصة لتطهير اللسان وتصفية القلب والذهن لنصل إلى معرفة إرادة الله". ويضيف "أنا لا أبخل على الله بشيء، أمارس كل العبادات في رمضان وغيره، لا توجد صعوبات، بل بالعكس أنتظر رمضان في الصيف لأصوم أكثر". ويقول لاودولينو ليما فينانسيا "الأجواء الرمضانية تدفع للتفكر والتأمل بالله، للأسف أنا لا أصوم، فلدي وضع صحي خاص يمنعني من ذلك، لكنني أدفع الكفارة، رمضان بالنسبة لي إحدى الطرق التي تقربني إلى الله". أما غبرييلا فرنانديز كاردوسو فتوضح "أشعر بصعوبة بالغة في رمضان بسبب العطش الشديد، فهذا أول رمضان بالنسبة لي، عندما علم زملائي في العمل أنني صائمة وأن الصيام يعني الامتناع عن الطعام والشراب من الشروق إلى الغروب قاموا بمبادرة جميلة تجاهي، فقد صاموا معي جميعا". وتضيف "لكنني رغم الصعوبات التي أواجهها أشعر بأن رحمة الله تتنزل في هذا الشهر، لا شيء يقارن بذلك، وهو يعطي القيمة الحقيقية للأشياء التي لها قيمة، وأدعو الله أن أصبح أول عالمة إسلامية شرعية برازيلية (شيخة)". المسلمون الجدد في البرازيل يجتمعون حول طاولة الطعام في القاعة العلوية بمسجد طارق بن زياد (الجزيرة)
اندماج
بدوره، يقول أنطونيو روبيرتو باهوس وقد أطلق على نفسه اسم محمد راغب "ينتابني بهذا الشهر إحساس رائع وسعادة غامرة لا توصف، أؤدي واجباتي الدينية كاملة فيه، أما الصعوبات فهي مزحة، فالعبادة والسحور متعة، والإفطار سعادة، والوقت الباقي خارج إطار التعبد لله أعتبره زائدا بلا معنى". لا يبدو اختلاف الثقافات واللغات وتعددها عائقا أو مشكلة أمام اندماج المسلمين وانسجامهم مع بعضهم، ويمكن أن تُسمع في قاعة الإفطار أكثر من لغة يتحدث بها الناس، كالبرتغالية، وهي لغة يستعملها أغلبية الحاضرين لسهولة التواصل بها، إلى جانب العربية والفرنسية والإنجليزية. يقول باهوس "أعيش في مكان بعيد لا مسلمين فيه، ولهذا أشعر بالامتنان لوجودي بين أخوتي المسلمين في رمضان هنا، وأشعر بالانتماء والوحدة مع الجماعة، وأنني جزء من كل". ويتابع "أحرص على أن أصلي التراويح بكثرة معهم، وأوزع زكاتي الفطر والمال، أما اللغة العربية فهي لا تشكل أي مشكلة بالنسبة لي على مستوى العبادات في رمضان أو غيره من الشهور". لاودولينو (يمين) يقول إنه يتقدم في تعلم اللغة العربية (الجزيرة)
وحدة المسلمين
ويعلق لاودولينو "أشعر أن لدى الجالية الإسلامية القدرة على استيعاب الجميع، خاصة المسلمين الجدد، إضافة إلى أن وحدة المسلمين تقوّي الأخوة الإيمانية، أما تعلم اللغة العربية فهو من الأمور المتقدمة جدا في حياتي إذا ما تم، ومع أنني أقرأ العربية بشكل جيد إلا أنني أجد صعوبة بالغة في فهمها". أما غبرييلا فتؤكد "وجودنا مع بعض للصلاة والإفطار يشعرني بأننا نسير جميعا في طريق واحد ولغاية واحدة هي مرضاة الله، أُكثر في رمضان من الذكر والتراويح، وأتصدق على الفقراء حسب قدرتي، وأوزع على سبيل المثال بعض الوجبات الغذائية أو بعض الألبسة". وتضيف "رغم عدم قدرتي على حفظ الكثير من الآيات القرآنية باللغة العربية فإنني أشعر بالسعادة الغامرة لسماع تلاوة القرآن بالعربية في رمضان". من جهته، يقول مرسيلو "وجودنا في إفطار جماعي كهذا يشعرني بالوحدة وبقوة الإيمان، أنا أقوم بكل واجباتي الدينية، وأقدم موعظة قصيرة بين ترويحة وأخرى عن رمضان ومفاهيم الصوم والتقوى في الجامع الذي أصلي فيه قرب بيتي". ويتابع "هنالك متع كثيرة في هذا الشهر، فأنا أقضي أوقاتا خاصة فيه مع أطفالي الذين أصبحوا يعدّون الأيام بانتظار عيد الفطر من أجل الحصول على العيدية، ورغم أنني أتكلم العربية بشكل مقبول فإنني ما زلت أعاني من عدم قدرتي على فهم القرآن بشكل جيد باللغة العربية"
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، السبت 30 مارس 2024, 9:46 am
رمضان زمان في ماليزيا.. تقاليد عريقة تتواصل بحلقات ذكر وبازارات رمضانية وزيارة سحور يعتبر حساء بوبر لامبوك أحد أهم الطقوس في شهر رمضان بماليزيا حيث تعد قدور كبيرة منه وتوزع على الناس، كما يوزعه كثير من المساجد على المصلين في وجبة الإفطار
في ماليزيا، كما في كل دول العالم الإسلامي، يحل رمضان فتحل مواسم الخير والبهجة والتواصل، وتمتزج روح الإسلام الحنيف بالعادات والتقاليد المالايوية الأصيلة.
أثرت جائحة كورونا بشكل واضح على مراسم الشهر الفضيل، وحدّت الإجراءات الاحترازية التي فرضتها السلطات كثيرا من التقاليد التي تقام في رمضان حرصا على المصلحة العامة.
عشاء آخر شعبان
تبدأ التحضيرات لشهر رمضان من نهاية أيام شعبان، إذ يقيم الماليزيون في الليلة الأخيرة التي تسبق الشهر الفضيل ولائم العشاء، وتجتمع العائلات معا، ويبتهلون إلى الله تعالى بالدعاء أن يبلغهم صيام رمضان وحسن العبادة فيه، وتتزين الشوارع وتضاء احتفاء بالشهر المبارك. أشهر طبق رمضاني في ماليزيا حساء البوبر لامبوك حيث يطهى ويوزع يوميا على الناس كما يطهى في كثير من المساجد لتوزيعه على المصلين (الجزيرة)
حساء بوبور لامبوك (Bubur lambouk)
يعتبر حساء البوبر لامبوك واحدا من أهم الطقوس في شهر رمضان بماليزيا، حيث تعد قدور كبيرة منه وتوزع على الناس، ويقوم السكان بتحضيره في البيوت لتوزيعه، كما يتم إعداده وطبخه في كثير من المساجد ليوزع على المصلين في وجبة الإفطار. ومن أشهر المساجد التي تقدم الطبق مسجد كامبونغ بارو (kampong Barry) في العاصمة الماليزية كوالالمبور، إذ يتم توزيع نحو 20 برميلا يوميا من هذا الحساء، ويقوم بإعداده العاملون في المسجد. وبوبر لامبوك عبارة عن حساء كثيف مكون من الأرز وحليب جوز الهند واللحم والروبيان المجفف والثوم والبهارات، ويبدأ التحضير لطهيه من الساعة 8 صباحا، ويبدأ توزيعه على الناس من بعد العصر ليكون طعامهم على الإفطار. بازار دكامبونغ بارو، من أقدم بازارات العاصمة كوالالمبور والذي يقام منذ خمسينيات القرن الماضي (الجزيرة)
البازار الرمضاني (Ramadam Basar)
يعتبر من التقاليد الماليزية العريقة، ويبدأ المشاركون في البازار بالتحضير له من شهر شعبان، وتنتشر هذه البازارات في جميع أنحاء ماليزيا. وفي حديثه للجزيرة نت يوضح محمد فردوس أحد المشاركين، أن البازارات تقليد قديم عند الماليزيين، وتضم الكثير من الأكشاك التي تبيع الطعام المتنوع القادم من كافة ولايات البلاد. التحضير للمشاركة بالبازار يبدأ من شهر شعبان، وتنتشر هذه البازارات في جميع أنحاء ماليزيا (الجزيرة) ويضيف أن الذهاب للبازارات يعتبر أحد النشاطات التي تقوم بها الأسر أو الأصدقاء بماليزيا، وتكون نوعا من الاستمتاع بأجواء رمضان الخاصة. والبازارات تجمع الماليزيين على اختلاف ثقافاتهم ومعتقداتهم وطوائفهم وليس فقط المسلمين، كما يوضح فردوس، ويقول "هناك احترام متبادل بيننا، فغير المسلمين من أصدقائنا يحترمون شعائرنا في هذا الشهر الفضيل". ومن أقدم هذه البازارات في العاصمة كوالالمبور بازار دكامبونغ بارو، الذي يقام منذ خمسينيات القرن الماضي، وهو مزار معروف لمسؤولي الدولة والسياسيين والمشاهير من الفنانين والمثقفين. وفي زمن كورونا يتبع السكان التعليمات والإجراءات الخاصة بإقامة هذه البازارات وفق البروتوكول الطبي في البلاد، إذ يتم تحديد وقت البازار من 3 بعد الظهر وحتى 8 مساء، ويتوجب على كل مشارك أن يحصل على ترخيص حكومي، بالإضافة للفحص الطبي وارتداء الكمامة.
مظهر سياحي وزيارة سحور
وتقدم وزارة السياحة الماليزية الدعم لهذه البازارات باعتبارها مظهرا من المظاهر السياحية في البلاد، كما أطلقت الوزارة مشروع (زيارة سحور)، الذي يتم من خلاله تقديم الطعام للأيتام والفقراء. مذاقات متنوعة في البازار الرمضاني تعكس الثقافات الماليزية المختلفة (الجزيرة)
إفطارات المساجد
يجتمع كثير من العائلات الماليزية في المساجد قبيل الغروب لتناول وجبة الإفطار، وعند موعد الإفطار يقدم التمر وبعض العصائر المنعشة كالسيرب باوندينغ صودا (sirap bandung Soda)، وهو مزيج من ماء الورد والحليب وبوظة الصودا. كما يحرص الناس على تقديم التبرعات العينية وكذلك التبرع بالطعام وإحضاره معهم إلى المسجد، ويواصلون المكوث في المساجد حتى صلاة العشاء والتراويح، حيث يقدم المتبرعون وجبة خفيفة من الطعام في ساحة المسجد يسمونها موره (Moorah). كما يحب الماليزيون كثيرا استقبال الناس ببيوتهم في شهر رمضان لتناول الإفطار حتى من غير المسلمين. جلسات تدارس القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك في أحد مساجد ماليزيا (الجزيرة)
حلقات ذكر
ويحرص الماليزيون في رمضان على تدارس القرآن، ويجتمعون في حلقات ذكر في البيوت والمساجد لتلاوة القرآن الكريم، ويقيمون الكثير من المسابقات للأطفال خاصة بأغاني العيد، كما يهتمون بمسابقات حفظ القرآن وتلاوته.
الاحتفال بالعيد طوال شهر شوال
وفي آخر رمضان يقومون بأعداد أطباق الحلوى استعدادا لاستقبال عيد الفطر المبارك، وبذلك يبدأ موسم آخر لا يقل أهمية في حياتهم، وهو الاحتفال بالعيد طوال شهر شوال.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: غرائب الشعوب.. عادة رمضانية غريبة لا تقف عند حد، الإثنين 01 أبريل 2024, 9:24 pm
يتمسك كثير من الأوزبك بعادة الإفطار الجماعي مع أسرهم وأصدقائهم وجيرانهم خلال شهر رمضان في تقليد عريق
الدعاء الجماعي وإجلال كبار السن.. أبرز التقاليد الرمضانية المتوارثة في أوزبكستان [rtl]يتمسك كثير من الأوزبك بعادة الإفطار الجماعي خلال شهر رمضان مع أسرهم وأصدقائهم وجيرانهم، في تقليد عريق يمتد لمئات السنين في أوزبكستان.[/rtl] [rtl]وتواصل الأسر الشابة عادة زيارة منازل الآباء خلال شهر رمضان وتناول الإفطار مع الوالدين والأقارب، وتجلب معها الطعام المُعد للإفطار، لتتشاركه مع أفراد العائلة الآخرين على المائدة نفسها.[/rtl]
end of list [rtl]كما تقوم العائلات الأوزبكية بدعوة أقاربها وجيرانها إلى منازلها خلال شهر رمضان.[/rtl] يقرأ مختار الحي أو أحد الوجهاء أدعية على المائدة قبل تناول طعام الإفطار الجماعي بأوزبكستان (الأناضول)
[rtl]إفطار جماعي "آغيز أتشار"[/rtl]
[rtl]وتقيم الأسرة الأوزبكية مائدة إفطار جماعي تسمى "آغيز أتشار"، مرة واحدة على الأقل خلال شهر رمضان، وتدعو الأقارب والجيران وأهالي الحي.[/rtl] [rtl]وتتنوع المائدة الرمضانية في أوزبكستان، حيث يُعد خبز "باتير" المطبوخ بالزبدة والحليب، ومعجنات "كوك سامسا" المحضرة باستخدام الخضراوات من العناصر الأساسية على مائدة الإفطار الجماعي عموما، إلى جانب الحساء التقليدي، وكذلك البيلاف الأوزبكي (طبق الأرز)، الذي يعد أيضا من الأطباق التي لا غنى عنها، ولا تغيب الحلويات حيث تتم عادة تقديم حلوى رمضانية تسمى "نيشالدا".[/rtl] [rtl]ويقرأ مختار الحي أو أحد الوجهاء أدعية على المائدة، ويتم تناول الطعام، وأداء صلاة التراويح جماعة بعد تلاوة القرآن الكريم، وبعدها يعود الضيوف إلى منازلهم.[/rtl]
تشغيل الفيديو
مدة الفيديو 02 minutes 52 seconds
02:52
[rtl]رمضان يلم شمل العائلات[/rtl]
[rtl]رستمبيك هامرابيكوف (68 عاما) تحدث عن هذا التقليد الرمضاني العريق في أوزبكستان، لافتا إلى أن رمضان بجانب كونه شهرا مباركا، فإنه يشكل فرصة للمّ شمل العائلات ولقاء الأقارب والأصدقاء.[/rtl] [rtl]وأوضح أن لديه 4 أبناء، يعيش 3 منهم مع أسرهم في منازل منفصلة، وأنهم يصطحبون زوجاتهم وأطفالهم ويأتون إلى منزل العائلة بشكل متكرر في رمضان ليجتمعوا على مائدة الإفطار.[/rtl] [rtl]وقال هامرابيكوف: "رمضان يجعل العائلات والناس أقرب إلى بعضهم البعض".[/rtl] من تقاليد المائدة في بيت العائلة الكبيرة وضع الوجبات أمام كبار السن أولا (الأناضول)
[rtl]تقاليد رمضانية متوارثة[/rtl]
[rtl]بدورها، ذكرت ديلبر هامرابيكوفا، زوجة هامرابيكوف، أن هناك تقاليد راسخة فيما يتعلق بالإفطار في أسرتها، ولفتت إلى أنها نقلت التقاليد والعادات الرمضانية التي تعلّمتها من حماتها إلى زوجات أبنائها.[/rtl] [rtl]ومن تقاليد المائدة في بيت العائلة الكبيرة أنه يتم وضع الوجبات المقدمة على المائدة أمام كبار العائلة أولا، وينتظر البقية إلى أن يبدأ كبير الأسرة في تناول الطعام ليشرعوا في الأكل بعد ذلك.[/rtl] [rtl]وبعد الانتهاء من تناول الطعام يتلو كبير الأسرة دعاء الشكر، ثم يقوم أفراد الأسرة الأصغر سنا بسكب الماء لغسل أيدي الذين يغادرون المائدة.[/rtl]