المراجعة القطرية والوساطة التركية

المراجعة القطرية والوساطة التركية

رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني كشف الأربعاء، أن الدوحة في صدد "تقييم" دور الوساطة الذي تؤديه منذ أشهر بين إسرائيل وحركة حماس.
تصريحات المسؤول القطري جاءت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في الدوحة، الذي جاء عارضا وساطة انقرة في المفاوضات الدائرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال بعد اتصال جمع فيدان بمدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية (CIA)  وليام بيرنز قبل ايام .
الوزير القطري في معرض تقيمه للوساطة القطرية  قال: "للأسف رأينا أن هناك إساءة استخدام لهذه الوساطة، توظيف هذه الوساطة لمصالح سياسية ضيقة، وهذا استدعى دولة قطر بأن تقوم بعملية تقييم شامل لهذا الدور"؛ وهو بذلك يلمح الى نتنياهو وقادة الكيان المحتل والمسؤولين الامريكان ايضا، علما ان هناك ضغوطا مورست على قطر للتخلي عن دور الوسيط، واتهامات لها بأنها لم تمارس ضغوطا كافية على المقاومة الفلسطينية.
تصريحات الوزير آل ثاني لم تكن عرضية اذ جاءت في توقيت حساس بلغت فيه الوساطات طريقا مسدودا بفعل المزاودات الامريكية الانتخابية والتعنت الاسرائيلي، في حين تتقدم تركيا للعب دور المنقذ بالحفاظ على زخم المفاوضات، وطرح نفسها كوسيط  ضامن لأي اتفاق مستقبلي بالتزامن مع تصريحات قوية للرئيس التركي طيب اردوغان استبق فيها لقاء مرتقبا مع قادة حركة حماس وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية في انقرة الاسبوع المقبل؛ وهي تصريحات جاءت خلال خطاب امام اعضاء حزبه العدالة والتنمية اكد فيه دعم الفلسطينيين، وانتقد المشككين بالدعم للفلسطينيين، مشبهاً حركة حماس بالجيش التركي الذي قاده اتاتورك لحماية استقلال تركيا مطلع القرن الماضي.
التحرك التركي الدبلوماسي والرئاسي يسعى لتوفير قوة زخم لما يمكن تسميته بالدور التركي قبيل لقاء الرئيس الامريكي جو بايدن بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان في التاسع من ايار / مايو المقبل، فتركيا تسعى لترتيب اوراقها والانخراط بقوة في ملفات الاقليم بعد انكفاء طال امده، مسلحة بالموقف القطري الضاغط، والعلاقة القوية مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس وقياداتها والاهم حاجة اميركا للتهدئة وخفض التصعيد في الاقليم.
الدور التركي المرتقب سيواجه موقفا اسرائيليا متحفظا يقف على رأسه بنيامين نتنياهو وزعماء الائتلاف الحاكم وعلى رأسهم سموتريتش وبن غفير، الا ان رغبة اميركا بخفض التصعيد والتهدئة بعد جولة التصعيد الاقليمي بين ايران والكيان الاسرائيلي الاخيرة قد تبدو اقوى من تفضيلات وتحفظات نتنياهو الذي بات غارقا في حسابات معقدة ناجمة عن الجبهة الجديدة التي اشعلها مع ايران باستهدافه القتصلية الايرانية في دمشق مطلع شهر نيسان /ابريل الحالي.
الحسابات الاسرائيلية لا تخلو من مساومات مع الادارة الامريكية للحصول على ضوء اخضر بشن هجوم على رفح، وهو هجوم لم تكتمل الاستعدادات له، اذ لا زال بمثابة حبر على ورق  للضغط على المفاوض الفلسطيني الذي ينتظر تفعيل الدور التركي ومراجعات الوساطة القطرية.
ختاماً..
مسار الصراع في فلسطين والاقليم ترسمت تفاصيله اليومية، والفاعلون المؤثرون فيه وعددهم يتزايد، فتركيا تسعى لتحسين تموضعها وتفعيل دورها والخروج من قوقعة الانتخابات، والدول العربية الخليجية كالسعودية والامارات العربية والبحرين تبحثان عن الفرص الممكنة بعد التصعيد الايراني الاسرائيلي، في حين ان المطلوب اميركياً تقديم اثمان معقولة لكافة الاطراف المشتركة في المواجهة او العملية السياسية، وإلا فإن لاعبين دوليين جدداً كالصين وروسيا سيتقدمون الصفوف لتقديم المقترحات والحلول، وهو ما أفادت به كالة الإعلام الصينية الرسمية (شينخوا) اذ نقلت على لسان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بأن المملكة “تتوقع بشدة” أن تلعب الصين دورا بناء ومهما في هذا الصدد، وأن بلاده مستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق مع بكين للدفع من أجل وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة وهو دور يمكن ان يفعل بعد المواجهة بين ايران والكيان المحتل، بعد ان سجل نجاحا  في وقت سابق بين الرياض وطهران.

هنية يصل إلى تركيا على رأس وفد من قيادة الحركة

وصل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، الجمعة، إلى تركيا على رأس وفد من قيادة الحركة.

ومن المقرر أن يلتقي الوفد رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، لبحث تطورات عدوان الاحتلال الإسرائيلي، وحرب الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتطورات القضية الفلسطينية.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 34 ألفا و12 شهيدا، وإصابة 76 ألفا و833 شخصا، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.