أمينة غنام خنساء مخيم نور شمس، 21 إبريل 2024أمينة غنام خنساء مخيم نور شمس.. صمود رغم استشهاد 4 من أبنائهابدت السيدة الفلسطينية ثابتة متماسكة في منزلها الواقع في حيّ المنشية بالمخيم، مرتدية كوفية على كتفيها، وعليها أثار من دماء أبنائها، وتقول: "الحمد لله الذي شرفني باستشهاد أربعة من أبنائي"، مشيرة إلى الكوفية قائلة: "هذا دم أبنائي الذين أفتخر بهم، هذا دم الشهداء الذي نحتفظ به".
الصورة
أمينة غنام في منزلها الواقع في حيّ المنشية بمخيم نور شمس، 21 إبريل 2024 (الأناضول)وتشير إلى أن نجلها "سليم توضأ وصلى وخرج لمنزله، فقتل برصاص قناص إسرائيلي، رغم أنه لم يكن مسلحاً"، مضيفة أن "السلطات الإسرائيلية لم تسمح لطواقم الإسعاف بنقله إلى المستشفى، فاستشهد بالمنزل وبقي هنا في بيتي حتى انسحب الجيش".
وتناقل نشطاء فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور غنام بجوار جثة نجلها سليم الذي بقي أكثر من يوم داخل المنزل، ولاحقاً أعلن مقتل نجلها الثاني محمود وسط المخيم.
وتشير السيدة إلى أنها فقدت اثنين من أبنائها في 19 أكتوبر الماضي بقصف إسرائيلي لموقع في المخيم بواسطة مسيرة. وكانت العائلة قد فقدت نجلها الخامس عبد اللطيف في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بمرض عضال.
بدوره يقول والدهم فيصل غنام: "أولادي لم يذهبوا للاحتلال ويقاتلوه، بل إن الجيش الإسرائيلي هو من اقتحم مخيمهم، وهم يدافعون عن بيوتهم وشرفهم وعرضهم"، مضيفاً: "الحمد لله على ما نحن فيه، نحن نحب الحياة، والأولاد أغلى ما نملك، ولكن عندما تهان ويدمر بيتك لا مجال سوى أن تواجه".
الصورة
أمينة غنام خنساء مخيم نور شمس، 21 إبريل 2024 (الأناضول)وعن الدمار الذي لحق بالمخيم قال: "نحن لا نحب هذا الدمار، الاحتلال هو من جلبه، وهم يعتدون على كل شيء، يملكون الدبابات والطائرات والجرافات".
وسبق أن أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت، استشهاد 14 فلسطينياً خلال عملية عسكرية شنتها إسرائيل في مخيم نور شمس، من بينهم الشقيقان سليم ومحمود، ما يرفع عدد الشهداء في الضفة الغربية برصاص إسرائيلي إلى 483 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
إضراب تضامني مع مخيم نور شمس
وشل الإضراب مناحي الحياة في محافظات الضفة الغربية، الأحد، تضامناً مع مدينة طولكرم ومخيم نور شمس.
وجاء الإضراب استجابة لدعوات القوى والفصائل السياسية والنقابات ومؤسسات أهلية، تعبيراً عن الغضب و"حداداً على أرواح الشهداء"، حيث أغلقت المؤسسات الحكومية والأهلية والمتاجر أبوابها وتوقفت حركة النقل بين المحافظات الفلسطينية.
وبالتوازي مع حربه المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يصعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات الاقتحام والاعتقال في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.
وتتواصل الحرب المدمرة على غزة، مخلفةً أكثر من 110 آلاف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".