الاحتلال يهدد باتخاذ عقوبات ضد السلطة الفلسطينية تقود لانهيارها.. ما السبب؟
حذّرت حكومة الاحتلال الصهيني الإدارة الأميركية من أنها ستعمل على فرض عقوبات ضد السلطة الفلسطينية تؤدي إلى انهيارها، في حال أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أوامر اعتقال ضد مسؤولين صهاينة، وفق ما نقله موقع والاه العبري الليلة عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كبار لم يسمهم. ولفت الموقع إلى أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ومسؤولين صهاينة كبارا آخرين قلقون جداً إزاء احتمال إصدار محكمة الجنايات الدولية أوامر اعتقال ضده رفقة وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي ومسؤولين كبار آخرين، على خلفية الحرب الصهيونية على قطاع غزة.
وبعثت تل أبيب في الأسبوعين الأخيرين رسائل إلى واشنطن من خلال عدة قنوات، زعمت من خلالها أن لديها معلومات تشير إلى ضلوع السلطة الفلسطينية في الضغط على مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي كريم خان، من أجل إصدار أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار. وذكر الموقع أن مسؤولين صهاينة وأميركيين كبارا، قالوا إن إسرائيل أوضحت لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه في حال إصدار الجنائية الدولية أوامر كهذه، فإن إسرائيل سترى بالسلطة الفلسطينية مسؤولة عن ذلك وسترد من خلال عقوبات جدية قد تؤدي إلى انهيارها.
تجميد الاحتلال تحويل أموال الضرائب (المقاصّة) التي تجمعها للسلطة ستكون على الأرجح إحدى العقوبات ضد السلطة الفلسطينية في مثل هذا السيناريو، إذ ترى أن حرمان السلطة من هذه الأموال، قد يدفعها إلى الإفلاس والانهيار. وقال مسؤول صهيوني إن التهديد بإصدار مذكّرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار “جاد”، مؤكدًا أن حدوث مثل هذا السيناريو سيدفع الحكومة الصهيونية إلى اتخاذ قرار رسمي بشأن خطوات مهمة وعقوبات ضد السلطة الفلسطينية قد تؤدي إلى انهيارها.
أعضاء بالكونغرس يهددون الجنائية الدولية بشأن اعتقال قادة صهاينة
وطُرحت قضية المخاوف الصهيونية من أوامر الاعتقال خلال المحادثة الهاتفية التي أجراها نتنياهو وبايدن يوم الأحد الماضي، وطلب نتنياهو خلالها مساعدة الولايات المتحدة في التصدي لمثل هذه الأوامر. وشدد بايدن أمام نتنياهو على معارضة الولايات المتحدة للتحقيقات التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية في لاهي ضد الاحتلال الصهيوني.
وذكر مسؤولون أميركيون كبار أن إدارة بايدن وجّهت رسائل إلى مكتب مدّعي المحكمة، أوضحت فيها أن إصدار أوامر اعتقال ضد مسؤولين صهاينة “سيكون خطأ وأن الولايات المتحدة لا تدعم ذلك”. وقال أحد المسؤولين الأميركيين وفقاً للموقع العبري: “نحن نمرر رسائل هادئة إلى المحكمة، ونحث المدّعي على عدم القيام بذلك (إصدار أوامر)، لأن هذا الأمر سيؤدي إلى انفجار كبير والاحتلال سيرد ضد السلطة الفلسطينية”. وأشار المسؤول الأميركي إلى أنه على الرغم من الضغوط التي تمارس على المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لإصدار أوامر اعتقال، إلا أن الولايات المتحدة لا تعتقد أن هذه خطوة من المتوقع أن تتم في الفترة القريبة، وذلك بخلاف المخاوف الصهيونية.