حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان منذ بداية الحرب
تتسارع التطوّرات الميدانيّة على جبهة لبنان الجنوبية مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وارتفاع وتيرة استهدافات جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين والعناصر والشخصيات القيادية في صفوف حزب الله، في مقابل اتخاذ عمليات المقاومة العسكرية مساراً تكتيكياً مختلفاً، خصوصاً من حيث نوعية الأسلحة الأكثر دقة، وتطوراً، وتدميراً، والقدرة على توجيه ضربات مباشرة للمواقع الإسرائيلية وإلحاق أضرارٍ بها. وزاد جيش الاحتلال في الفترة الأخيرة من اعتداءاته المباشرة على الأراضي الزراعية والحرجية، وذلك في إطار سياسة الأرض المحروقة التي يعتمدها منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، مستخدماً فيها قنابل الفوسفور الأبيض المحرّم دولياً بكثافة، ما استدعى تحركاً لبنانياً لدى المحافل الدولية وثق فيه الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية للاتفاقات والمواثيق الدولية، علماً أنّ الشكاوى بقيت "حبراً على ورق".
وتُبقي هذه الأحداث باب الاحتمالات مفتوحاً أمام توسّع رقعة المواجهات نحو حرب شاملة في المرحلة المقبلة، ولا سيما في ظلّ عدم التوصّل إلى حلّ دبلوماسي سياسي لوقف إطلاق النار، وتمسّك حزب الله بموقفه لناحية ربط جبهة لبنان بغزة، علماً أنّ العمليات العسكرية المتبادلة خرقت في أكثر من مرّة "قواعد الاشتباك" القائمة بين الطرفين.
وفي مواكبة لحصيلة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، تاريخ بدء المواجهات على الحدود مع فلسطين المحتلة، عقب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة حماس على جنوب دولة الاحتلال، فنّدت الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية تمارا الزين لـ"العربي الجديد" أحدث الأرقام الصادرة حتى 21 مايو/ أيار الجاري، مع الإشارة إلى أن تقارير المجلس ووثائقه يعتمدها رئيس البرلمان نبيه بري خلال كشفه خريطة التجاوزات والاستهدافات من جانب جيش الاحتلال، التي زوّدها أيضاً للموفدين الدوليين، ومن ضمنهم كان وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه.
وقالت الزين لـ"العربي الجديد"، إنّ العدد الإجمالي لجميع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان التي طاولت مناطق عدّة من لبنان بلغ 4841، وأتت على النحو الآتي: قصف وغارات بحوالى 4377، قنابل مضيئة أو حارقة 175، قذائف فوسفورية 140، إطلاق نار 88، قذائف فوسفورية وقصف 36، قذائف لم تنفجر 24، قصف وغارات وإطلاق نار 1.
وبلغ عدد الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان بحسب المحافظات، 3 على جبل لبنان، و5 على البقاع، و20 على بعلبك الهرمل، و1704 على الجنوب، و3109 والنبطية. أما القرى التي تعرّضت لأكثر من 100 اعتداء، فكانت الحصة الأكبر لعيتا الشعب بـ373 اعتداءً، وحولا 329 اعتداءً، والناقورة 279 اعتداءً، وعلما الشعب 269 اعتداءً، وطيرحرفا 232 اعتداءً، وكفركلا 189 اعتداءً، وميس الجبل 182 اعتداءً، وعيترون 173 اعتداءً، والخيام 160 اعتداءً، ومروحين 157 اعتداءً، ويارون 157 اعتداءً، والضهيرة 152 اعتداءً، إلى جانب أيضاً الجبين ورامية بنت جبيل، وبليدا، وكفرشوبا، ومارون الراس، ويارين.
وأشارت الزين إلى أنّ الحصة الأكبر من القرى الحدودية جنوبيّ لبنان التي تعرّضت للقنابل الفوسفورية والحارقة كانت الضهيرة، يارين، كفركلا، عديسة مرجعيون، مركبا، الخيام، عيتا الشعب، حولا، ميس الجبل وعلما الشعب.
وحتى 21 مايو/ أيار الحالي، بلغ عدد الشهداء المدنيين 111، والجرحى المدنيين 296، تقول الزين. أما عدد الجرحى في صفوف المقاومة، فقد بلغ 19، في حين بلغ عدد الشهداء 365، وارتقى شهيد واحد من الجيش اللبناني وجُرح خمسة آخرون، وارتقى أيضاً ثلاثة صحافيين شهداء، وجرح أربعة آخرون.
كذلك، تلفت الزين إلى أنّ المساحة الاجمالية للحرائق الناتجة من الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان بلغت 15 مليوناً و700 ألف متر مربع، وبالتالي المساحات التي اشتعلت تصل إلى 1570 هكتاراً، كذلك أدى القصف إلى احتراق عشرات الآلاف من أشجار الزيتون والسنديان والأشجار المثمرة. ومن بعض الأرقام على صعيد مساحة الحرائق (هكتار) بحسب الأنواع الزراعية، فقد نالت الحصة الأكبر من الأضرار غابات السنديان الكثيفة (763)، وغابات السنديان قليلة الكثافة 376، والزيتون 105، والحمضيات 37، والموز 32، والمراعي 37، وأشجار الفاكهة 3.
وتلفت الزين إلى أنّ "العدو الإسرائيلي يستخدم الفوسفور المحرَّم دولياً بشكل متعمّد لأذية البيئة والإضرار بالمحاصيل الزراعية، وقد صعّد من اعتداءاته في هذا الإطار، ما يمكن ملاحظته عند مقارنة المساحات المحروقة بين إبريل/ نيسان الفائت ومايو/ أيار الحالي، وقد ارتفعت خلال هذه الفترة فقط من 10 ملايين إلى 15 مليوناً".
وتشير إلى أنّ الأرقام التي ينشرها المجلس الوطني دقيقة، وتعتمد على تحليل صور الأقمار الصناعية، والمقارنة بين صور قديمة للمساحات وتلك الجديدة، وهذه الصور تبيّن بوضوح الأراضي المحروقة وتلك التي لا تزال خضراء، والمعطيات بالتالي علمية وليست مبنية على التقديرات.