بلينكن للجزيرة: الصفقة المقترحة السبيل الأمثل لوقف إطلاق النار بغزة
كاتب الموضوع
رسالة
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: بلينكن للجزيرة: الصفقة المقترحة السبيل الأمثل لوقف إطلاق النار بغزة الخميس 13 يونيو 2024, 9:34 am
بلينكن للجزيرة: الصفقة المقترحة السبيل الأمثل لوقف إطلاق النار بغزة
أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن مقترح الصفقة الحالي يمثل الطريق الأسرع والأكثر فعالية للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار بقطاع غزة.
وأوضح بلينكن -في مقابلة خاصة مع الجزيرة- أن الرئيس الأميركي جو بايدن طرح ملامح مقترحه منذ 12 يوما، ولقي دعما من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وكافة دول المنطقة بما فيها إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تأخرت في تقديم ردها "الذي جاء ليلة أمس عبر الوسطاء، ولم يكن بالموافقة التي أبدتها باقي الأطراف".
وقال الوزير الأميركي إن حماس تسعى لتعديل بعض البنود "التي سبق وقبلتها"، مبينا أن بعضها قابل للتطبيق، وبعضها الآخر غير قابل للتنفيذ، وهو ما ينظر فيه الوسطاء حاليا، في ظل ترقب الجميع لقرار حماس.
وامتنع بلينكن عن الخوض في تفاصيل المقترح، لكنه أكد أنه شبيه إلى حد كبير بالمقترح الذي وافقت عليه حماس في السادس من مايو/أيار الماضي، ولا يرى سببا يحول دون قبولها له الآن.
بيد أن بلينكن قال إن أهم بنود المقترح تتمثل في الوقف الفوري لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية في غزة، مع زيادة المساعدات الإنسانية للقطاع.
كما تنص بعض البنود على عودة الفلسطينيين في غزة إلى منازلهم، والتزام الطرفين بالتفاوض خلال الأسابيع الستة الأولى للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، معتبرا أن هذا هو المسار الأسرع والأنجع لتحقيق تهدئة مستدامة بين الجانبين.
وأضاف بلينكن أن كل شيء تغير خلال الأيام الـ12 التي استغرقها رد حماس، حيث ازدادت معاناة الفلسطينيين يوما بعد يوم، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار الآن.
وبشأن محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إنه تم التأكيد مجددا على قبول إسرائيل بالمقترح المطروح على طاولة المفاوضات.
الضمانات والأسرى وأكد وزير الخارجية الأميركي أن وقوف واشنطن وقطر ومصر خلف المقترح يمثل أفضل الضمانات لطمأنة الطرفين، إلى جانب دعم المجتمع الدولي بأسره لهذا الاتفاق في سابقة نادرة تعكس إصرار العالم على إنهاء الحرب.
ووصف سقوط ضحايا مدنيين خلال عملية استعادة الأسرى الإسرائيليين الأربعة من غزة بالأمر "المروع"، معتبرا وقف إطلاق النار السبيل الأمثل لإنهاء الحرب وعودة كافة الأسرى، مؤكدا أن واشنطن ساعدت تل أبيب بتحديد أماكن احتجازهم.
وأعرب بلينكن عن أمله بأن يتم توزيع المساعدات الإنسانية بمجرد دخولها لغزة عبر معبر رفح إلى مستحقيها. وأشار إلى تعهد بلاده بتقديم 400 مليون دولار خلال مؤتمر عقد أمس بالأردن بمشاركة دول عديدة، منبها إلى استمرار بلاده التنسيق مع مصر لفتح المعبر.
أوضاع الضفة الغربية وأعرب بلينكن عن قلقه إزاء أعمال العنف التي يقوم بها مستوطنون متطرفون في الضفة الغربية، لافتا إلى سعي واشنطن لفرض عقوبات على عناصر منهم تورطوا في أعمال عنف هناك.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بلينكن للجزيرة: الصفقة المقترحة السبيل الأمثل لوقف إطلاق النار بغزة الخميس 13 يونيو 2024, 9:37 am
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري (يمين) أكد خلال المؤتمر الصحفي مع بلينكن أن الحل الدائم هو إنشاء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس
قطر تدعو لجسر الهوة بين حماس وإسرائيل وبلينكن يتحدث عن التعديلات قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الدوحة إنهما ناقشا في لقائهما اليوم الأربعاء رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن مقترح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
وأضاف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن هناك العديد من الفجوات بين مواقف الأطراف وأنه يتعين التغلب عليها في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن "قلقنا الأكبر هو أن الأمر يأخذ كثيرا من الوقت لجسر الهوة".
وأكد التزام دولة قطر بجسر الهوة والتقريب بين الفرقاء من أجل التوصل إلى وقف الحرب، موجها رسالة للجميع بأن "كل يوم نخسره هو خسارة في الأرواح".
وقال إن وجود 3 دول ضامنة -قطر ومصر والولايات المتحدة- يضمن استمرار المفاوضات حتى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
كما أعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري عن ترحيب بلاده ودعمها قرار مجلس الأمن الدولي -الصادر أول أمس الاثنين- الذي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة.
وشدد على أن الحل الدائم هو الحل العادل لإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
بلينكن ناقش مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رد حماس على مقترح الصفقة
التعديلات المقترحة من جانبه، قال بلينكن إن العمل جار لتهيئة مسار يهدف إلى وضع نهاية لهذه الحرب؛ ومن ثم إعادة إعمار غزة.
وأكد في تصريحاته أهمية العمل المشترك مع قطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كما أشار إلى أن الدوحة قدمت أكثر من 400 ألف طن من المساعدات لقطاع غزة.
وصرح الوزير الأميركي بأن حماس اقترحت عددا من التعديلات، وأنه ناقشها في لقائه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري.
وأوضح أن واشنطن لا تريد أن ترى "تغييرات أساسية على الصفقة المطروحة، ولكننا نريد جسر الهوة بين الطرفين".
وأضاف أنه "يمكن العمل على بعض التعديلات التي اقترحتها حماس، بينما لا يمكن قبول بعضها الآخر".
وقدمت حماس، أمس الثلاثاء، إلى الوسطاء ردها على المقترح الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية مايو/أيار الماضي استنادا إلى خطة مجلس الحرب الإسرائيلي، ويشمل 3 مراحل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وقالت الولايات المتحدة إن إسرائيل قبلت المقترح، لكن تل أبيب لم تعلن ذلك رسميا.
وكرر بلينكن اليوم الاتهامات الأميركية لحماس، قائلا إنها تتحمل عبء عدم التوصل إلى صفقة حتى الآن، وعبء الحرب التي بدأتها، حسب تعبيره.
وأضاف أن "الأمر استغرق 12 يوما للحصول على رد حماس على المقترح، وكلما طال الوقت زادت معاناة الناس".
وأكد وزير الخارجية الأميركي أن بلاده لن تسمح لحماس بتقرير مصير هذه المنطقة ومستقبلها، وفق تعبيره.
وقال إن واشنطن ستطرح خلال الأسابيع المقبلة أفكارا بشأن "كيفية الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب".
ضمانات مكتوبة من جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين أن حركة حماس تريد ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة من أجل التوقيع على الصفقة المقترحة.
وأضافت الوكالة أن المصدرين المصريين ومصدرا ثالثا مطلعا على المحادثات أوضحوا أن لدى حماس مخاوف من أن المقترح الحالي لا يقدم ضمانات صريحة بشأن الانتقال من المرحلة الأولى من الخطة -التي تشمل هدنة لـ6 أسابيع وإطلاق سراح بعض الأسرى- إلى المرحلة الثانية، التي تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي.
وقال المصدران المصريان إن حماس ستقبل الخطة إذا حصلت على ضمانات، وإن مصر على تواصل مع الولايات المتحدة بشأن ذلك المطلب.
وذكر المصدر الثالث "تريد حماس تطمينات بشأن الانتقال التلقائي من المرحلة الأولى لما بعدها وفقا للاتفاق الذي أعلنه الرئيس بايدن".
وقالت حماس أمس الثلاثاء إن ردها يتسم بالجدية والإيجابية، و"يفتح الطريق واسعا للتوصل لاتفاق".
وحذرت الحركة من أن "تحريض الإعلام الإسرائيلي على رد حماس، مؤشر على محاولات التهرب من استحقاقات الاتفاق".
في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي لرويترز إن حماس "غيرت كل المعايير الرئيسية والأكثر أهمية"، ووصف رد الحركة بأنه رفض للمقترح.
تعديلات "طفيفة" بيد أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان صرح اليوم بأن التعديلات التي طلبتها حماس "طفيفة"، وأن واشنطن ستعمل مع مصر وقطر لجسر الهوة.
وقال مصدر لوكالة رويترز إن حماس اقترحت جدولا زمنيا جديدا لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع بما في ذلك رفح.
من جهة أخرى، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن مصادر في حماس أخبرتها أن التعديلات التي طلبتها الحركة تهدف لضمان وضع الأساس للانسحاب الإسرائيلي ووقف القتال في المرحلة الأولى، بحيث لا تتهرب إسرائيل من تنفيذ بقية مراحل الصفقة، وتستأنف الحرب فور استعادتها للرهائن.
وذكرت الصحيفة أيضا أن حماس ترفض أي شروط مسبقة بشأن أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بالإفراج عنهم، كما طلبت في ردها ضم الصين وروسيا وتركيا إلى الجهات الضامنة للصفقة.
وتعرض حماس في المرحلة الأولى من الصفقة الإفراج عن 3 أسرى إسرائيليين -أحياء أو أموات- كل 3 أيام، بإجمالي 33 أسيرا، وفقا لهآرتس.
في غضون ذلك، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة إن رد حماس جزء لا يتجزأ من مسار التفاوض، ويعد "خطوة أخرى لتمرير الصفقة".
وأغلق مئات المتظاهرين الشارع المقابل لوزارة الدفاع في تل أبيب مساء اليوم، مطالبين بإبرام صفقة تبادل فورية.
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 13 يونيو 2024, 10:53 am عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بلينكن للجزيرة: الصفقة المقترحة السبيل الأمثل لوقف إطلاق النار بغزة الخميس 13 يونيو 2024, 9:38 am
الولايات المتحدة "الوسيط المنحاز" ضد حماس "الجميع وافقوا على مقترح الصفقة الذي قدمه بايدن بينما لم توافق حماس بعد"، "كان بالإمكان التوصل لوقف لإطلاق النار قبل 12 يوما لكن ذلك لم يحدث لأن حماس لم ترد بنعم".
عبر هذان التصريحان لوزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عن موقف الإدارة الأميركية من المفاوضات غير المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل. حيث يظهر فيهما انحياز إدارة الرئيس جو بايدن للطرف الإسرائيلي وفقا للدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية.
موقف بلينكن الذي عبر عنه خلال زيارته للعاصمة القطرية دفع طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس للقول إن "على بلينكن أن يكون وزيرا لخارجية إسرائيل".
كما اعتبرت حماس أن مواقف وزير الخارجية الأميركي التي تحاول تبرئة الاحتلال "هي استمرار للسياسة الأميركية المتواطئة مع حرب الإبادة الوحشية".
فقد سعت الولايات المتحدة -منذ بدء المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل- إلى تحميل حماس مسؤولية أي تعطيل للاتفاق على الرغم مما أبدته من مرونة خلال تلك المفاوضات حسب ما يقول مراقبون.
ومنذ اعلان بايدن عن مقترح الخطة الإسرائيلية لمفاوضات الأسرى، سعت الولايات المتحدة للقول إن حماس هي من يعطل المضي قدما في المفاوضات ووقف إطلاق النار.
محاولة للضغط تدرك واشنطن ومعها إسرائيل حجم المأزق الذي تواجهه الأخيرة في عدوانها على غزة وأن تكلفة الحرب باتت تهدد إسرائيل بشكل أكبر مما كان يعتقد بداية هذه الحرب، فالمجتمع الإسرائيلي في حالة انقسام شديدة والوضع الاقتصادي في تدهور بينما بات جيش الاحتلال يعاني من العديد من خسائر وحالة من التصدع والتفكك خاصة بعد قانون إعفاء المتدينين اليهود (الحريديم) من الخدمة العسكرية، مما دفع عائلات جنود الاحتياط أن يطلبوا من أبنائهم إلقاء السلاح وعدم المشاركة بالحرب.
وهذا الموقف المتأزم دفع الإدارة الأميركية لتولي أمر التفاوض عوضا عن إسرائيل، والعمل للوصول إلى اتفاق يسمح لإسرائيل بالتقاط أنفاسها ومحاولة تضميد جراحها قبل أن يتسع الخرق على الراتق.
ويعتبر السعي لصفقة توقف الحرب بشكل عاجل ومحاولة تحقيق الرؤية الإسرائيلية من الحرب على غزة التي تؤيدها إدارة بايدن وسعي الطرفين لعدم انتصار حماس والمقاومة، هو ما دفع المسؤولين في واشنطن إلى تكرار إعلان أن حماس هي الطرف المعطل على لسان العديد من مسؤولي هذه الإدارة، في محاولة منهم للضغط على الحركة للتنازل عن شروطها أو التخفيف منها والقبول بالممكن، للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة واستئناف الحرب لاحقا وفقا لما يناسب إسرائيل.
كما أن من شأن تحميل حماس مسؤولية فشل التوصل لاتفاق أن يظهر الحركة بأنها المتسبب الرئيس في المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة كونها ترفض التوصل لاتفاق يعفي إسرائيل من شن غاراتها العشوائية ضد المدنيين في القطاع.
انزعاج أميركي اعتبرت الولايات المتحدة أن ما حدث في معركة طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول شكل ضربة لسياستها في المنطقة، فقد نجحت واشنطن من قبل في تمهيد الطريق لحالة من الاستقرار السياسي بالمنطقة وإدماج إسرائيل لتكون لاعبا رئيسا فيها.
فقد أشاد مستشار الأمن القومي جيك سوليفان قبل أقل من شهر من معركة الطوفان -وتحديدا في 29 سبتمبر/أيلول 2023- بمقاربة الإدارة في الشرق الأوسط قائلا "إن منطقة الشرق الأوسط أكثر هدوءًا اليوم مما كانت عليه منذ عقدين من الزمن" وكان قبلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال في خطابه في الأمم المتحدة بنفس الشهر إنه يتعين ألا يتم إعطاء الفلسطينيين حق الاعتراض على معاهدات السلام الجديدة مع الدول العربية، فقد كان الافتراض القائم حينها أن أي سلام بين العرب وإسرائيل سيرغم الفلسطينيين على القبول بما يقدم إليهم.
لذا يمكن القول إن ما قامت به كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الثاني موجه ضدها أيضا وليس ضد إسرائيل فقط.
وبعد الضوء الأخضر الذي أعطته واشنطن لإسرائيل للقضاء على حماس، وتقديم الدعم العسكري والسياسي لها التي تجاوز "حدود المعقول" وفق مراقبين، فقد صدم الفشل الإسرائيلي -في تحقيق إنجاز يذكر في قطاع غزة- الإدارةَ الأميركية التي اكتشفت أن إسرائيل تعاني من حالة ضعف شديدة وليس بمقدورها الخروج من المأزق الذي وضعتها فيه المقاومة في معركة طوفان الأقصى.
الأمر الذي دفع الولايات المتحدة لتولي زمام المبادرة لتكون اللاعب الأساسي في الملف ومحاولة التخلص من كافة العقبات التي تواجهها في المنطقة بعد الحرب على غزة، وتوجيه رسالة لأطراف عديدة بأنها يمكن أن تذهب بعيدا في استهداف كل من يعمل على إعاقة جهودها وترتيباتها.
وقد عبر عن ذلك الرئيس بايدن -في مقال نشره في صحيفة واشنطن بوست في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- إذ قال إنه يعمل من أجل شرق أوسط لا مكان فيه لحركة حماس.
المقاومة وحقل الألغام منذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تدرك حماس ومعها المقاومة في غزة أن الولايات المتحدة ليست وسيطا وأنها هي طرف رئيس في الحرب، لذا فإن التعامل معها كوسيط يشبه كثيرا السير في حقل الألغام ومحاولة تفادي ما ينصبه الولايات المتحدة وإسرائيل من فخاخ في المفاوضات، كما يقول العديد من المحللين السياسيين.
فلم ترفض الحركة أي مقترح قدم لها، بل قالت إنها ترحب بما يقدم بإيجابية وتتعامل مع الموقف بأنه أمر تفاوضي، وترى حماس ومعها المقاومة أنهم لم يخضعوا في ميدان القتال فلماذا عليهم الانحناء في ميدان السياسة والقبول بالضغوط التي تمارس عليهم.
وهو ما أكدت عليه حماس بأنها تعاملت "بإيجابية ومسؤولية مع المقترح الأخير وكل مقترحات وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين".
لذا فقد كانت حماس والمقاومة تتريثان في ردودهما على أي مقترحات تقدم لهما وتقدمان تعديلات وإضافات على ما يقدم، إذ تتعاملان مع المفاوضات بحذر يجنبهما الوقوع في أي تأويلات لما يتم التوصل إليه. كما تدرك حماس أن ما لم تحققه إسرائيل وأميركا في الميدان تريدان أن تحققاه في السياسة، الأمر الذي ترفضه المقاومة جملة وتفصيلا.
إذ تستند المقاومة في مفاوضاتها على قوتها في الميدان وما أنجزته خلال 9 أشهر من الحرب وتكبيد إسرائيل خسائر فادحة، كما تستند إلى أن مطالبها مشروعة لتحقيق ما يصبو إليه الشعب الفلسطيني ولو مرحليا. إذ ترى حماس أنها أبدت "الإيجابية المطلوبة للوصول إلى اتفاق شامل ومُرض يقوم على مطالب شعبنا العادلة" وفق بيان صدر عنها في أعقاب اتهام بلينكن لها بتعطيل الاتفاق.
لذا فقد طالبت حماس -وفقا لما ذكرته قناة كان الإسرائيلية في ردها على المقترحات الإسرائيلية التي عرضها بايدن- ضم الصين وروسيا وتركيا كضامنين للاتفاق.
وفي سعيها لإظهار جديتها في التفاوض، فقد دعت حماس بلينكن وإدارة بايدن إلى "الضغط على حكومة الاحتلال المصرة على استكمال مهمة القتل والإبادة".
وما تواجهه إسرائيل -ومعها الولايات المتحدة- في التفاوض مع حماس والمقاومة لم تعتده واشنطن وتل أبيب في مفاوضات الأخيرة مع الفلسطينيين خاصة منذ اتفاق أوسلو، إذ كان ما يعرض يتم القبول به وكان يساعد في ذلك الضغوط التي تمارسها بعض الدول العربية على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في حينها.
لذا فمن غير المستبعد أن يستمر الشد والجذب في مفاوضات الهدنة حتى يقول الميدان كلمته مجددا، وتدرك الحكومة الإسرائيلية أن الفضاء الممكن أمامها هو وقف إطلاق النار بشكل نهائي لوقف الحرب والحيلولة دون امتدادها إلى لبنان، ودخول إسرائيل في دائرة يصعب الخروج منها لمحاولة العودة لما قبل معركة طوفان الأقصى.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بلينكن للجزيرة: الصفقة المقترحة السبيل الأمثل لوقف إطلاق النار بغزة الخميس 13 يونيو 2024, 9:39 am
حماس توجه انتقادات حادة لبلينكن وتؤكد موقفها الإيجابي قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها أبدت الإيجابية المطلوبة للوصول لاتفاق شامل ومُرض يقوم على مطالب الشعب الفلسطيني العادلة، موجهة انتقادات حادة للإدارة الأميركية ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.
وأكدت حماس في بيان أنه بينما يواصل وزير الخارجية الأميركي الحديث عن موافقة إسرائيل على مقترح الرئيس جو بايدن، لم يُسمع أي مسؤول إسرائيلي يتحدث عن هذه الموافقة.
وأشارت إلى أن العالم لم يسمع أي ترحيب أو موافقة من قبل إسرائيل على قرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار.
ولفتت حماس إلى أن مواقف بلينكن التي "تحاول تبرئة الاحتلال هي استمرار للسياسة الأميركية المتواطئة مع حرب الإبادة الوحشية" ودعت الوزير الأميركي وإدارة بايدن للضغط على حكومة الاحتلال "المصرة على استكمال مهمة القتل والإبادة".
وقالت أيضا إنها تعاملت بإيجابية ومسؤولية مع المقترح الأخير وكل مقترحات وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين.
ولفتت حماس إلى أنها وافقت على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء يوم 5 مايو/أيار الماضي بينما رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالهجوم على رفح.
وكان وزير الخارجية الأميركي أكد -عقب المحادثات التي أجراها في الدوحة أمس الأربعاء- أن هناك فجوات بين حماس وإسرائيل يمكن جسرها، مشيرا إلى أن واشنطن ستعمل مع مصر وقطر لجسر تلك الفجوات.
وفي مقابلة مع الجزيرة خلال زيارته إلى قطر، قال وزير خارجية أميركا إن مقترح الصفقة الحالي هو الوسيلة الأسرع والأكثر فاعلية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بغزة.
كما قال بلينكن -في مؤتمر صحفي بالدوحة- إن حماس ردت على مقترح صفقة وقف إطلاق النار بعدما استغرق انتظار ردها 12 يوما. وأضاف أن الحركة اقترحت العديد من التعديلات على المقترح، بعضها لا يمكن القبول به.
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 13 يونيو 2024, 10:55 am عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بلينكن للجزيرة: الصفقة المقترحة السبيل الأمثل لوقف إطلاق النار بغزة الخميس 13 يونيو 2024, 9:40 am
محللون: بلينكن يتحدث كإسرائيلي وليس كوسيط ويحاول جر الجميع لمفاوضات بلا معنى يمثل غياب الثقة وانحياز الولايات المتحدة الشديد وتحديدا وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى الجانب الإسرائيلي العقبة الرئيسية أمام التوصل لاتفاق تبادل أسرى وفق الخطة المطروحة حاليا، كما يقول خبراء.
فخلال زيارته الثامنة للمنطقة منذ بدء الحرب، جدد بلينكن إلقاء اللوم على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في عدم التوصل لصفقة تبادل أسرى، متجاهلا أي حديث عن الموقف الإسرائيلي من المقترح.
ورغم حديثه عن بعض مطالب حماس التي يمكن تنفيذها، فإن بلينكن تحدث عن مطالب أخرى "لا يمكن التعامل معها"، وهو موقف يؤكد انحيازه الشخصي الشديد لتل أبيب، برأي الباحث السياسي سعيد زياد.
ولم يقف الأمر عند الانحياز لإسرائيل ومواصلة ترسيخ فكرة أن حماس هي من يحول دون التوصل لاتفاق، لكنه وصل إلى حد ترديد بلينكن بعض الأكاذيب التي لا دليل عليها، حسب ما قاله زياد خلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟".
ومن بين الأكاذيب التي رددها وزير الخارجية الأميركي -برأي زياد- حديثه عن عدم قبول حماس للخطة التي كشف عنها الرئيس جو بايدن رغم ترحيب الحركة بها بعد ساعات من إعلانها.
موقف مثير للشك في المقابل -يضيف الباحث السياسي- "لم يتطرق بلينكن إلى رفض إسرائيل للخطة وعدم التعاطي معها إلا بُعد 40 يوما من طرحها أول مرة في مايو/أيار الماضي".
ووفقا لزياد، فإن التعديلات التي طلبتها حماس ويرى بلينكن أنها غير قابلة للتنفيذ تتعلق بحتمية انسحاب قوات الاحتلال من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، "وهو أمر يثير شكوكا بشأن ما تريده واشنطن من بقاء قوات الاحتلال في هذين المكانين رغم ما يحمله من تعدٍّ على السيادتين الفلسطينية والمصرية"، كما يقول المتحدث.
ومع ذلك، فقد ترك بلينكن الباب مواربا بحديثه عن مواصلة العمل من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وفق زياد الذي يؤكد أن الفرصة سانحة جدا لعقد اتفاق لو تحلّى وزير الخارجية الأميركي تحديدا بشيء من الحياد وتخلّى عن سياسة تغيير مواقفه بشكل جذري كما يفعل منذ بداية الأزمة.
أزمة ثقة في المقابل، يقول الباحث في الشؤون السياسية والدولية ستيفن هايز إن حركة حماس لم تقبل بالمقترح فعلا، وإن الولايات المتحدة لا تتخذ مواقف متناقضة وإنما تحاول وقف إطلاق النار لكنها تتعامل مع الوضع من عدة جهات.
ويرى هايس أن المشكلة حاليا تكمن في غياب الثقة بين إسرائيل وحماس، مشيرا إلى أن كل طرف منهما يرى أن الطرف سيستغل وقف القتال لصالحه عسكريا وبالتالي يرفضان التوصل لاتفاق.
بالتالي، فإن التوصل لاتفاق حاليا يتطلب بناءً للثقة بين الطرفين وهو أمر غير قابل للتحقق في ظل الظروف الراهنة، برأي هايز.
بدوره، يرى رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي أن الولايات المتحدة أخذت على عاتقها إعفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من إعلان موقف واضح بشأن المقترح.
وقال الشوبكي إن واشنطن تعرف جيدا أن نتنياهو يرفض هذا المقترح حتى لو لم تطلب المقاومة إدخال تعديلات عليه، لأنه ينص على إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.
وأشار المتحدث إلى تظاهرات ذوي الأسرى التي تطالب نتنياهو بقبول الخطة، قائلا إنها تعكس عدم ثقة هؤلاء في حديث بلينكن الذي يحمّل حماس مسؤولية تعطيل الصفقة التي راهن رئيس الوزراء الإسرائيلي أساسا على رفضها من جانب المقاومة لكي يتنصل من مسؤولية إعادة الأسرى.
مفاوضات بلا معنى لذلك، فإن وزير الخارجية الأميركي يواصل تصوير حماس على أنها المعطل الوحيد للاتفاق، وهو يتحدث كطرف وليس كوسيط ويوجه كل كلامه ومطالبه ولومه للمقاومة ولا يتحدث أبدا عن الطرف الآخر، برأي الشوبكي.
ليس هذا وحسب، فقد حاول بلينكن منذ البداية جر المقاومة والوسطاء إلى مفاوضات بلا معنى، كما يقول الشوبكي، مشيرا إلى أن "الجميع تنبّه لهذا الأمر وتعامل معه بذكاء؛ بدليل حديث رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن عن مواصلة العمل حتى وقف الحرب".
ويتفق زياد مع هذا الرأي بقوله إن بلينكن ونتنياهو يتلاعبان بالألفاظ لإطالة أمد الحرب، مؤكدا أن واشنطن "غير معنية بوقف هذه الحرب كما تدعي بدليل تجاهلها وجود إسرائيل في معبر رفح وفيلادلفيا ويبدو أنها تريد استغلال هذا لإحداث تغيير سياسي أو جغرافي في القطاع".
وأضاف "المقاومة قدمت ردا واحدا وموحدا ومع ذلك بلينكن لا يتوقف عن المطالبة بضرورة عزل حماس سياسيا والقضاء عليها عسكريا".
ويعارض هايس هذا الرأي بقوله "إن حماس تدافع عن نفسها وليس عن الفلسطينيين، وإنها تمنع إجراء أي انتخابات منذ 2007، لكي يقرر الناس مصيرهم"، مضيفا "هذا يتطلب وقتا ولن يحدث حاليا لذلك يجب وقف إطلاق النار وتهيئة المسرح، وهذا ما تريده واشنطن".
لكن الشوبكي يرد على هذا الزعم بالإشارة إلى أن إسرائيل هي من رفضت إجراء الانتخابات الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة، وأن تأجيل الانتخابات "تم بتوافق كافة القوى الفلسطينية وليس بسبب حماس".
وخلص الشوبكي إلى أن موقف نتنياهو من الاتفاق لن يتغير إلا بتغيرات الميدان العسكري أو في حال انضم المستقيلون من مجلس الحرب إلى حراك الشارع من أجل الضغط والعودة بإسرائيل إلى ما قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما كانت مظاهر الحياة تتوقف بسبب الاحتجاج على التعديلات القضائية.
وختم بأن الإدارة الأميركية ستتعرض لمزيد من الضغوط بسبب قرب موعد الانتخابات الرئاسية، فيما يصر الوسطاء العرب على عدم إغلاق ملف التفاوض وهو ما أكده رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري اليوم خلال مؤتمره مع بلينكن.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بلينكن للجزيرة: الصفقة المقترحة السبيل الأمثل لوقف إطلاق النار بغزة الخميس 13 يونيو 2024, 9:40 am
بطاقتا هُويّة
حين يقع العميل السريّ في مأزق يهدّد حياته، يضطرّ لإخراج بطاقة هُويّته، التي تثبت انتماءه إلى هذا الجهاز الاستخباراتي أو ذاك. في الحالة الطبيعية، يتعيّن عليه أن تبقى هويته سرّية، لكنه في حالة الخطر الشديد يلجأ إلى إماطة اللثام عن وجهه، ولعل هذا ما فعله أنتوني بلينكن، حينما جاء إلى الكيان الصهيوني بُعيْد هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول (2023)، وأعلن بالفم الملآن لليهود الإسرائيليين، في مقرّ وزارة الحرب الصهيونية في تل أبيب، قائلاً: "لقد جئتُ إليكم ليس فقط وزيراً لخارجية الولايات المتحدة، ولكن أيضاً يهوديّاً"، مُنحّياً جانباً منصبَه الرسمي.
ربما شكّل إعلان بلينكن صدمة لبعضهم، ولكنه، عند بعضنا الآخر، أكّد حقيقة اجتهد كثيرون، وباستماتة غريبة، في تأكيدها، هي أنّ صراعنا مع المشروع الاستعماري الصهيوني عقائدي ديني وحضاري. نقول المشروع، هنا، لأنّ الكيان محض استثمار غربي مُموَّل بالكامل من ميزانيات الغرب لأداء هدف مُعيّن، لم يَعدْ خافياً على أصغر تلميذ في العالم، غرباً وشرقاً، من حقّ بلينكن أن يشهر في وجه الجميع بطاقة هُويّته الحقيقية، أو هكذا يعتقد النظام العربي الرسمي، ومن وراءه، لكن الأمر حين يتعلّق بإشهار أمّة تعدادها نحو ملياري إنسان هُويّتها، يصبح الإعلان دعوةً إلى الطائفية، ومدعاة لإشهار سيل من الاتهامات، التي تبدأ بالتعصّب الديني وتنتهي بممارسة الإرهاب، مروراً بطيف واسع من صفات الشيطنة والذم والتجريح. أكثر من هذا، ثمّة في الكيان نفسه هَوَسٌ ديني، غير موجود، ربّما، في أيّ كيان على وجه الأرض، هَوَسٌ يبدأ من حشد سلسلة من النصوص التوراتية والتلمودية، التي تؤكّد "حقّ" اليهود في الاستيلاء على فلسطين، وقتل أهلها، وسلب ممتلكاتهم، وحرمانهم من أبسط حقوق البشر، ناهيك عن تغلغل المفاهيم الدينية في كلّ مناحي حياة الكيان، بما في ذلك "حصونهم" التي ترفع شعار العلمانية. ومن أجمل ما يختصر هذه المفارقة، بين الدين واللادين، ما يقوله المُؤرّخ اليهودي إيلان بابيه: "أغلب اليهود لا يؤمنون بوجود إله لكنّهم يؤمنون أنّه وعدهم بأرض فلسطين". وبمعنى أو بآخر، لا يؤمن العلماني اليهودي بإله، لكنه يؤمن بأنّ هذا الإله (الذي لا يؤمن بوجوده) منحه الحقّ في امتلاك أرض ليست له (!)
حين تُشْهِر هويّتك يهوديّاً، فأنت بالضرورة أعطيت خصمك حقّ إشهار هويته مسلماً، وهي هوية ليست موجّهة لعداء الدين الآخر
أما رئيس وزراء العدوّ بنيامين نتنياهو، المعروف بعلمانيّته وعدم إيمانه، لا بالدين اليهودي ولا بأيّ دين، فقد بدا أخيراً كأنّه أحد غلاة المُتديّنين، فلا يُضيّع فرصةً من دون أن يحشو خطاباته بالنصوص المُستلّة من التوراة والتلمود، وكتب الشريعة اليهودية، بل إنّه نشر أخيراً صورةً له وهو يرتدي تميمة تسمّى "تيفلين"، اعتاد اليهود المتديّنون وضعها على جباههم. وهذه كلمة تعني العصابة بالعبرية. وهي تميمة تتكوّن من حالتيْن جلديتيْن يهوديتيْن، إحداهما مشدودة تحت الإبط الأيمن ومثبّتة بحزام في مستوى القلب، والثانية تثبّت على الجبهة وتلبس عند الصلاة. وتحوي الحالتان نصوصاً من التوراة؛ أولاهما، العشرة أعداد الأولى من الفصل الثالث عشر من سفر التثنية، وثانيتهما، أرقاماً من الفصلين السادس والحادي عشر من سفر الخروج، مكتوبة بالعبرية أو السريانية بالحبر الأسود النظيف (!)، وهي مخصّصة للذكور من عمر 13 عاماً فما فوق. كلّ ما يفعله قادة الكيان، ومن يناصره، مفهوم وعادي، وربّما يعتبره بعضُهم من حقوقهم، لكن حينما يتعلّق الأمر بهوية المسلم فالأمر ينقلب إلى موجة أخرى مليئة بالاتهامات والشيطنة، علماً أنّ إعلان بلينكن، وشعوذات نتنياهو، وباقي جوقة حاخامات السياسة والتديّن المُختَلَق، سواء في الكيان أو في عالم التديّن الإنجيلي المُتصهين، هي بالنسبة للمسلم المؤمن معلوماتٌ تندرج تحت بند "المعلوم من الدين بالضرورة"، فهي بداهاتٌ ومسلّماتٌ لا نقاش فيها، ولا يعني هذا أنّ المسلم مُنفصلٌ عن واقعه، ولا يُفرّق بين "آخر" متديّن يناصبه العداء، ويحشد كلّ معتقداته لتبرير جرائمه في حقّ الإسلام والمسلمين، و"آخر" يعتنق ديناً مغايراً، مسيحياً أو يهودياً، أو غير ذلك من أديان ومعتقدات، لا يناصبه العداء، بل يعتبر نفسه شريكاً مسالماً في الوطن، أيّ وطن، فالمسلم الذي يعرف أصول دينه يُفرّق بين "الآخَريْن". ولا أَبْلَغَ، هنا، مما فعله الزعيم الوطني السوري فارس بيك الخوري، وهو من مسيحيي سورية، كي يردّ على رسالة الجنرال غورو، التي خاطب فيها مسيحيي سورية محاولاً استمالتهم إلى جانب فرنسا، والادعاء بأنّ القوات الفرنسية جاءت إلى البلاد كي تدافع عن مسيحيي الشرق. فما كان من الزعيم الوطني إلا أن دخل الجامع الأموي واعتلى المنبر، وخطب في المصلّين المسلمين قائلاً: "إذا كانت فرنسا تدّعي أنّها احتلت سورية لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي أطلب الحماية من شعبي السوري، وأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أنّ لا إله إلا الله". وكذا فعل الأديب اللبناني الأشهر جبران خليل جبران، حين كتب: "أنا مسيحي ولي الفخر بذلك، ولكنني أهوى النبيّ العربي وأكبّر اسمه وأُحبّ مجد الإسلام وأخشى زواله، ومهما أقصتني الأيام عن بلادي أظلّ شرقيّ الأخلاق، سوري الأميال، لبناني العواطف". هكذا كتب جبران قبل ما يزيد عن مائة عام في مهجره في أميركا.
الكيان الصهيوني محض استثمار غربي مُموَّل بالكامل من ميزانيات الغرب لأداء هدف مُعيّن، لم يَعدْ خافياً على أصغر تلميذ في العالم
بالعربي الفصيح، حين تُشْهِر هويّتك يهوديّاً، فأنت بالضرورة أعطيت خصمك حقّ إشهار هويته مسلماً، وهي هوية ليست موجّهة لعداء الدين الآخر، يهودياً كان أو مسيحياً، بل لمن يتّخذ من هذيْن الدينيْن عباءةً لمحاربة الإسلام والمسلمين، فقد عاش اليهود والمسيحيون في كنف الإسلام مُعزّزين مُكرّمين وما زالوا، وهنا يمكن فهم سرّ العداء المتوحّش لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، تحديداً، باعتبارهما فصيليْن أعادا إحياء مفردة إسلامية أصيلة، حاولوا تشويه صورتها بشتّى السبل، وهي فريضة الجهاد. يعني: أيّها المسلم، كن ما شئت، لكن لا تكن مسلماً مؤمناً، أما نحن اليهود فمن حقّنا أن نكون يهوداً ونحاربك بديننا. أمّا دينك، فالمفروض أن يكون طقسياً للتعبّد الفردي، مُجرّداً من كلّ معاني الفخر والعزّة والكبرياء والكرامة، وهذا يُفسّر الهيجان الجنوني الذي أصاب العدوّ اليهودي، والغربي، بعد "طوفان الأقصى" بكل مفرداته وروحيّته الإسلامية الثائرة.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بلينكن للجزيرة: الصفقة المقترحة السبيل الأمثل لوقف إطلاق النار بغزة الخميس 13 يونيو 2024, 11:30 am
بوادر صراخهم في لعبة عض الأصابع حُمّى ركبت رأس أمريكا فهُرِعت إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بوقف إطلاق النار في غزة، ثم تأبط شرا واحدٌ
من أحقد وزراء خارجية أمريكا في العصر الحديث، وركب على جناح شره المستطير، متنقلا بين عدة أمكنة
بعضها يشاوره ليتكلم هو بلسانه نيابة عن باطلهم بصفتهم حلفاءه، فيحصل على ما تريد بولايته عليها، وغيرها
يأمر فيها هو فيطيعه مضيفوه لضعفهم وهوانهم على أنفسهم لا لقوّته.
توالت الضربات البطولية الموجعة على أم رأس الصهاينة وبدا ضعفهم في الميدان إلى حدّ الفضيحة، فماذا يفعلون
؟ لقد عمدوا إلى وسيلتين لتغطية عارهم فقد أصبح تحمله صعبا عليهم، الوسيلة الأولى أن يبرّئوا أنفسهم مما هم
والغون فيه من عناد ويخلعوه على المقاومة التي ركّعتهم، والثانية أن يتظاهروا بحرصهم على مستقبل الغزيين،
فبدؤوا يتحدثون عن غزة ما بعد التهدئة، والوسيلتان بإخراج وتنفيذ من يقال له (كِنّ) وهي بالعربية فعل أمر بمعنى
اخنَس ولا تُحدِث جلبة، ما علينا، ف (بلِنْ كِنّ) هذا يصرح أمس أن كلّ الجهات قد قررت وعلى حماس أن تقرر،
وحسن ما قال، فقد قرر كل من عدا حماس أن يتّحدوا في مواجهة مشروعها التحرري وأن يتكاتفوا لهزيمتها وأن
يفكروا في اليوم الذي يأتي بعد خلاصهم منها، وقررت حماس ألا تخشى ما يُعِدّون ولا مما يتوعّدون، قررت حماس
أن ساعة حصاد الخيبة والندم لجميع من تواطأ عليها قد اقتربت، وأن صراخهم الذي بدأ يُسمع شاهدٌ على أن الله لا
يتخلى عن أوليائه، وهو الذي لا يُفلِتُ أعداءه ممن تمالؤوا على أوليائه في السر والعلن من العرب والعجم.
لقد بدا من فجور هذا الخصم غير الشريف أن يضغط على قطر التي كلفوها بالوساطة بين الحق الفلسطيني والباطل
الأمريكي فيدفعها إلى التصريح بكلام لا يقبل منطقه أي باحث عن حقه من بين أنياب وحش لئيم، ويُشهد
للدبلوماسية القطرية أنها رصينة وذات أسس مهنية رفيعة، لا يناسبها قول وزير خارجيتها الذي عادة يحفظ درسه:
(على الطرفين الاستعداد للتنازلات)، كيف والطرف الفلسطيني قد استنفد ما بوسعه من تنازلات، فقد تنازل عن بيت
يؤوي أطفاله، وعن خِصب الأرض التي يزرع فيها قمحه، تنازل عن سلامة أبنائه في مواجهته لهذا العدو الزنيم،
وذلك كله تنازل محمود لأنه تنازل لربّ البشر، آمرهم بالصبر والثبات سبحانه، أما التنازل للبشر فليس له إلا معنى
مشتق من جذر الخيانة مستَنبَت من بذرتها الخبيثة.
وأعود إلى مستر (كِنّ) الذي يصرخ في بلاد الله: حماس حماس، فلا بد أن يعلم أن رصيد حماس على الأرض هو
الذي يجبره على ترديد اسمها على سبيل الذمّ، فلا يرى فيه السامع إلا هيبة حماس وسطوتها على عدوها الغاشم
وأثرها الفاعل فيه فعل الصرع.
لقد بدأت نهاية لعبة عدّ الأصابع، فقد رأينا وسمعنا وأدركنا معنى كثرة تشكّيهم من حماس وأنهم يستغيثون لطيّ
هذه الصفحة المخزية من سجلّ السفالة التي مارسوها ضدّ أصحاب الأرض.
لقد بدأ العد التنازلي للوصول إلى إعلان صراخ هذا المعتدي، وبدأت بوادر كسر شوكة المشروع الغربي كله في
منطقتنا بعُجَره وبُجَره، وصار ناس من قومنا الذين كانوا يشكّون في قدرة المقاومة على الصمود هذه الفترة كلها
يهمسون: القادم لهم، لهم لا لغيرهم، وهم يعلمون جيدا مَن (هم)، ويعلمون أن سنن الله قائمة على أن المنتصر
يفرض شروطه وأن المهزوم هو الذي يجب أن يقبل مصيره في مزابل التاريخ، وهنا تدقّ ساعة الحقيقة، فمشروع
الغرب الإحلالي حكم على نفسه بالأفول، عندما عجزت مصانع سلاحه عن مواجهة إرادة شعب يموت أبطاله
ليعيش مشروعهم حرّا كريما، ولتردد صافرات الإنذار في حضن الصهاينة صدى صراخ العاجز عن تحمل المزيد
من العضّ لأصبعه، لا، بل لرأسه الآثمة التى تحمل جسده المثقل بحقده وحمقه.
في أيام العشر الأُوَل من ذي الحجة رددوا معي: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر تقطع شأفة الظالمين وتظهر إفلاس
الغاصبين وتقرّب أيام الفرَج المبين.
اللهم إنا نتمثل نصرك العزيز المؤزر يقف مع حجاجنا على صعيد عرفة ويسدد رميهم الجمرات في منى، ويطوف
معهم طواف وداع التخاذل إلى يوم الدين، حتى يعودوا أمة مؤهّلة لنصرك وتثبيتك يا خير مسؤول، اللهم إن الجهاد
في سبيلك على أرض الإسراء والمعراج قد منع الغزيين هذا العام من الحج، وإن الحج الذي هو القصد كائن في
هدمهم أصنام الجاهلية التي بناها الظالمون من حولنا لتخليص توحيدنا لك من الشرك الذي أريد لنا أن نقع فيه
بممالأة الظالمين، وإنها لحرب التوحيد الخالص ضد الوثنية الخالصة في أرض تابت من الشرك فلا تمكّن الظالمين
من إعادتها إلى أحضانه.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بلينكن للجزيرة: الصفقة المقترحة السبيل الأمثل لوقف إطلاق النار بغزة الجمعة 14 يونيو 2024, 9:36 am
أبرز 4 تعديلات لحماس على مقترح وقف إطلاق النار طالبت حماس بانسحاب كامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة
تريد الحركة ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة
أكدت حماس على أنه يجب الإفراج عن الأسرى بحسب الأقدمية
منذ إعلان حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، أنها سلمت ردها على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، أول أمس الثلاثاء، إلى الوسطاء في قطر ومصر، توالت التصريحات الإسرائيلية والفلسطينية بشأن تعديلات طرحتها الحركة على المقترح، خصوصاً مع تأكيدها في أكثر من مرّة على حرصها على ضمان وقف الحرب بشكل كامل. ولاحقاً أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة، أنّ "حماس" أدخلت تغييراتٍ كثيرة على المقترح الذي طرحه الرئيس جو بايدن، مشدداً على أن "بعضها يمكن التعامل معها، وأخرى لا يمكن القبول بها"، وأوضح أن "الصفقة المطروحة على الطاولة تتطابق مع الصفقة التي اقترحتها حماس في السادس من مايو/ أيار، وكان يمكن الرد عليها بكلمة واحدة وقبولها".
ومع تباين ردود الفعل الإسرائيلية والفلسطينية بشأن هذه المقترح، يرصد "العربي الجديد" أبرز التعديلات التي قال قياديون في "حماس" ومسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الحركة طالبت بها.
الانسحاب الكامل من قطاع غزّة الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من قطاع غزّة من أبرز القضايا المطروحة منذ بدء المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في القطاع، إذ شدّدت حركة حماس منذ اللحظات الأولى للمفاوضات على أنها لن تقبل صفقة تبقي أي وجود عسكري إسرائيلي داخل قطاع غزّة. واليوم الخميس، قال قيادي كبير من حماس لوكالة رويترز إن التعديلات التي طلبت الحركة إجراءها على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته الولايات المتحدة "ليست كبيرة" وتشمل الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزّة.
الإفراج عن الأسرى بحسب الأقدمية وضمان عدم الإبعاد ونقلت القناة الإسرائيلية 12 عن مصادر قالت إنها مطلعة على المفاوضات قولها إنّ "حماس" طلبت من خلال ردها أن يتم الإفراج عن الأسرى خلال صفقة التبادل بحسب الأقدمية، فيما نقلت القناة 13 عن مصادر أخرى قولها إن "حماس" ترفض أي معارضة إسرائيلية لأسماء كبار الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم، كما أنها ترفض أي إبعاد للأسرى المحرّرين وتطالب بالإفراج عنهم إلى بلدانهم الأصلية، فيما ترفض إسرائيل عودة أسرى الضفة إليها.
إنهاء العدوان وإدخال المساعدات وإعادة الإعمار قال المتحدث الرسمي باسم حركة حماس جهاد طه، لـ"العربي الجديد"، إن "رد الحركة على مقترح وقف إطلاق النار في غزة يرتكز على ضرورة إنهاء العدوان والالتزام بالمقترح الذي قُدم، ويشمل وقف إطلاق نار مستداماً، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإدخال القوافل الإغاثية والإعمار إلى القطاع، وتبادل الأسرى"، مشيراً إلى أن "كل ذلك أكدت عليه التعديلات التي قدمت من حركة حماس وفصائل المقاومة".
مطالبة بضمانات مكتوبة من واشنطن قال مصدر قيادي في حركة حماس لـ"العربي الجديد"، إن ردّ المقاومة "الذي سُلّم للوسطاء في قطر ومصر مساء الثلاثاء، جاء منسجماً مع موقف الحركة وردها على الورقة المقدمة منهم في السادس من مايو/ أيار الماضي، وإعلانها وقتها قبول مقدمة الورقة". وأوضح المصدر أن رد المقاومة "تضمن إجازة، والموافقة على بعض البنود، بينما طلب توضيحاً بشأن بنود أخرى، وضمانات بشأن البنود المفصلية للانتقال بين المراحل الثلاث" للمقترح.
وفي السياق، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين قولهما إن حركة حماس تريد ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة من أجل الموافقة على اقتراح هدنة تدعمه الولايات المتحدة. وقال المصدران المصريان ومصدر ثالث مطلع على المحادثات للوكالة، إن "حماس" لديها مخاوف من أن المقترح الحالي لا يقدم ضمانات صريحة بشأن الانتقال من المرحلة الأولى من الخطة التي تشمل هدنة ستة أسابيع وإطلاق سراح بعض المحتجزين، إلى المرحلة الثانية التي تتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل. وفيما قال المصدران المصريان إن الحركة ستقبل بالخطة إذا حصلت على ضمانات، وإن مصر على تواصل مع الولايات المتحدة بشأن ذلك المطلب، أضاف المصدر الثالث: "تريد الحركة تطمينات بشأن الانتقال التلقائي من المرحلة الأولى إلى ما بعدها وفقاً للاتفاق الذي أعلنه الرئيس بايدن".
واليوم الخميس، نقلت وكالة رويترز عن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، قوله إنّ إسرائيل تدعم اقتراح وقف إطلاق النار والهدف هو كيفية سد الفجوات مع حماس والتوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن. وأضاف أنه يتعين على العالم تشجيع حماس على القبول بمقترح وقف إطلاق النار وتجنب الجمود. ويأتي كلام سوليفان، ومسؤوليين أميركيين آخرين، عن موافقة إسرائيل على المقترح، دون إعلان إسرائيلي رسمي وواضح عن الموافقة.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بلينكن للجزيرة: الصفقة المقترحة السبيل الأمثل لوقف إطلاق النار بغزة الأربعاء 19 يونيو 2024, 12:39 pm
حيلة نتنياهو لإفشال مقترح بايدن
طرح الرئيس الأميركي جو بايدن، في نهاية شهر مايو/أيار المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ولا بد بداية من التطرق للمشهد السياسي وراء هذا الطرح الإسرائيلي بلسان أميركي. ويتبادر للذهن والمنطق
السياسي السؤال الأول، وهو: لماذا يطرح بايدن تصورًا إسرائيليًا، بدل أن يخرج رئيس الحكومة الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو، ويقدم هذا التصور للعالم، على اعتبار أنه تصوّر إسرائيلي، وعلى ما يبدو أنه تبلور في مجلس
الحرب الإسرائيلي بمشاركة الجيش الإسرائيلي؟ ثم كيف سيتعامل نتنياهو مع هذا المقترح؟
هنالك عدة تفسيرات لهذا الأمر:
أولها: أن بايدن طرح التصور بدون تنسيق مع إسرائيل، من أجل الضغط على نتنياهو للحسم بشأن هذا التصور،
والذي يبدو أنه ظلّ حبيسًا لمداولات مجلس الحرب، وتردد نتنياهو في طرحه على الملأ، وعلى أعضاء الحكومة
الإسرائيلية. لذلك لم يتطرق بايدن في خطابه لتفاصيل المقترح، وإنما طرح الإطار العام له، الذي يتطلب استمرار
المباحثات بين حماس وإسرائيل عبر الوسطاء على تفاصيله، وفي هذا الصدد، فإن بايدن كان يهدف لتحريك هذا
المسار بعد تعطيله في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على رفح، وللتأثير على المشهد السياسي الإسرائيلي الداخلي. أما التفسير الثاني: فهو أنّ الطرح الإسرائيلي عُرض بتنسيق مع إسرائيل، ولكنه تعرّض لتغييرات أميركية تتعلق
بهدف المقترح، وهو وقف الحرب، لذلك كان الرد الأوّلي لحركة حماس هو التعامل الإيجابي معه. لذلك بادر بايدن
لطرحه بدون تنسيق مع إسرائيل، وعرضه على أنه مقترح إسرائيلي، فمقابل ترحيب حماس الأوّلي بالمقترح،
خرج نتنياهو مؤكدًا أن إسرائيل لن توقف الحرب بدون تحقيق أهدافها المتمثلة في القضاء على حركة حماس
كسلطة وبنية عسكرية، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين. طرْح بايدن بنفسه المقترح الإسرائيلي، دلالةٌ على محاولة الولايات المتحدة إنقاذ إسرائيل من نفسها، فقد جاء في
سياق استنفاد العمليات العسكرية قدرتها على تحقيق أهدافها، وهو الإدراك الذي تعمّق بعد مرور أسابيع على
عملية رفح التي زعمت إسرائيل أنها ستكون المرحلة الأخيرة قبل الانتصار الذي هو "قاب قوسين أو أدنى"، كما
كان نتنياهو يقول، إضافة إلى التصعيد المحتمل على الجبهة الشمالية، الذي تدرك الولايات المتحدة أنه مرتبط
بالحرب على قطاع غزة، وأن وقف الحرب سيفتح المجال لمسار دبلوماسي لتسوية الأزمة في الجبهة الشمالية.
والأهم من كل ذلك أن لدى الإدارة الأميركية قناعة بأن تحقيق أهداف الحرب يحتاج إلى مقاربة سياسية بعد استنفاد
العمليات العسكرية، ولكن نتنياهو يمتنع عن مجرد الحديث عن أي مقاربة سياسية، لما يعنيه ذلك من إحباط أحلام
اليمين المتطرف في الاستيطان في قطاع غزة، وفرض حكم عسكري عليها.
وأخيرًا؛ فقد جاء الطرح الأميركي في سياق العزلة الدولية لإسرائيل، بعد قرارات محكمة العدل الدولية، وقرار
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، والاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية، والكارثة الإنسانية التي خلفتها
الحرب في قطاع غزة دون تحقيق أهدافها.
تحليل التصريحات الإسرائيلية، وتصريحات نتنياهو على وجه الخصوص، يوضح أن الأخير يراهن على تنفيذ
المرحلة الأولى من المقترح، دون التعهد بوقف الحرب، فقد قال إن المقترح يحقق أهداف الحرب في القضاء على
حركة حماس من جهة، ووقف العمليات العسكرية من جهة أخرى، فكيف يمكن تحقيق الاثنين معًا فيما لو افترضنا
جدلًا أن حماس وافقت عليه؟
التفسير الوحيد أنه كان يراهن على الذهاب لتنفيذ المرحلة الأولى، ثم يفشل المراحل الأخرى، عبر وضع شروط
تعجيزية لا يمكن لحركة حماس قبولها، فيعود لاستئناف الحرب. وهكذا يمكن تفسير موقف حماس الرافض أيّ
مقترح دون تعهّد دولي وإسرائيلي بوقف الحرب.
أدخل المقترح – على الرغم من عرضه على أنه مقترح ِإسرائيل – المشهد السياسي الداخلي في حالة حراك،
ووضع نتنياهو في معضلة سياسية داخلية؛ فمن جهة، فإن مصادقة إسرائيل على المقترح – بغض النظر عن
موقف حماس – سوف تؤدي إلى خروج أحزاب اليمين المتطرف (حزب الصهيونية الدينية، وحزب عظمة يهودية)
من الحكومة.
وخروجهما لن يؤدي إلى إسقاطها؛ لأن المصادقة على المقترح ستضمن بقاء حزب المعسكر الرسمي برئاسة بيني
غانتس في الحكومة، وتراجعه عن المُهلة التي أعطاها لنتنياهو حتى 8 يونيو/ حزيران للانسحاب منها، وكذلك
فإنه مع تأييد الأحزاب الدينية الحريدية (يهدوت هتوراه وحركة شاس) للمقترح، ستضمن حكومة نتنياهو البقاء بـ
62 مقعدًا، وذلك فضلًا عن الغطاء البرلماني لحزب "يوجد مستقبل" المعارض للحكومة في حالة صادقت على
المقترح.
ورغم ذلك يدرك نتنياهو أن المصادقة ستفقده دعم الكتلة الشعبية الصلبة لليمين المتطرف، كما أن خروج أحزاب
اليمين من الحكومة، سيؤدّي في النهاية إلى تقديم موعد الانتخابات؛ لأن الغطاء السياسي الذي سيحققه غانتس
والمعارضة لنتنياهو لن يطول أكثر من مدة الصفقة أو المقترح.
في المقابل، فإنه إذا فشل المقترح الحالي فسيكون خروج غانتس من الحكومة مؤكدًا، ولكن ذلك لن يؤثر على بقاء
حكومة نتنياهو الأصلية (65 عضوًا)، لكن شرعيته في اتخاذ القرارات العسكرية سوف تتآكل، والاحتجاج الشعبي
سوف يزداد. لكن غانتس فوّت الفرصة لإحداث تغيير جوهري في المشهد السياسي، فتأخره عن الخروج من
الحكومة، ساهم في تثبيتها، وربما ينجح نتنياهو الآن في تقديمه في صورة الهارب من المعركة، خاصة أنّ موعد
خروجه يتزامن مع التصعيد على الجبهة الشمالية.
واضح أن نتنياهو حاول بعد عرض بايدن مقترحه أن يُفشل الصفقة من خلال التأكيد أن إسرائيل ستواصل عملياتها
العسكرية، فكأنه بذلك يطرح مقترحًا للحل، ويعرض شروطًا تفشله، ليخرج في النهاية بخطاب دعائي يتهم الطرف
الآخر بإفشاله.
لم يعد هذا الأمر ينطلي على الشرائح الاجتماعية الإسرائيلية الداعمة للمقترح الأميركي، فالشعار الذي حملته
مظاهرة يوم السبت في تل أبيب كان يعبّر عن هذه الحالة، "أنقذهم من نتنياهو يا بايدن"، أي أنقذ المحتجزين
الإسرائيليين من نتنياهو الذي يعطل كل مجهود للتوصل إلى صفقة، بما في ذلك المقترح الحالي بالطبع.
يراهن نتنياهو على صعود شعبيته في الأشهر الأخيرة، وتقليص الفجوة بينه وبين غانتس حول الأهلية لتولي
منصب رئاسة الحكومة، وتراجع حزب غانتس في استطلاعات الرأي منذ شهرين من 40 مقعدًا إلى 28 مقعدًا.
فالمجتمع الإسرائيلي – أو على الأقل قطاعات واسعة منه – بدأ يرى في نتنياهو رجل المرحلة في ظلّ النزعة
العسكرية الانتقامية التي لا تزال قائمة في وعي الإسرائيليين.
ويلاحظ هنا أن الصراع الانتخابي موجود في صفوف المعارضين لنتنياهو، وليس داخل المعسكر المؤيد له، وهو
يعطي مساحة سياسية لنتنياهو للتحرك وإدارة المعركة، وتهميش غانتس في القرارات المتعلقة بالحرب والأفق
السياسي لها.
ليس مستبعدًا أن يهرب نتنياهو من تعطيل الصفقة الحالية نحو تصعيد الجبهة الشماليّة، مع أن الثمن الذي قد تدفعه
إسرائيل سيكون باهظًا، وربما يسهم التصعيد على الجبهة الشماليّة في تحييد النقاش الإسرائيلي الداخلي حول
المقترح، في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تأمل أن يُساهم في حلّ تأزم تلك الجبهة الشمالية.
بلينكن للجزيرة: الصفقة المقترحة السبيل الأمثل لوقف إطلاق النار بغزة