أبرز الجماعات اليهودية المدافعة عن فلسطين
طوائف وجماعات تعتنق الديانة اليهودية وترفض المشروع الصهيوني القائم على فكرة إنشاء "وطن قومي
لليهود" على أرض فلسطين، كما تنظم مسيرات تندد بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
ويمكن حصر أبرز الجماعات اليهودية المدافعة عن فلسطين في ما يلي: القراؤون، السامريون، ناطوري كارتا،
بعض أتباع الحركة الإصلاحية، وبعض أتباع اليهودية العلمانية واليهودية بلا إله.
الطائفة السامرية
أصغر طائفة دينية في العالم، تتخذ من قمة جبل جرزيم أو جبل الطور في مدينة نابلس الفلسطينية مقرا لها، ويعتقد
أفرادها أنهم السلالة الحقيقية لشعب بني إسرائيل، جاؤوا للأرض المقدسة فلسطين عقب خروجهم من مصر والتيه
الذي استمر 40 عاما في صحراء سيناء.
وتربطهم علاقة وثيقة مع أهالي نابلس، كما يتحدثون اللهجة النابلسية، وتجمعهم صداقات وعادات متشابهة إضافة
للتعاون الاقتصادي الكبير، كما كانوا ممثلين في المجلس التشريعي الفلسطيني في عهد الرئيس الفلسطيني الراحل
ياسر عرفات.
منحوا الهوية الإسرائيلية دون أن يتنازلوا عن هويتهم أو جنسيتهم الفلسطينية، كونهم طائفة أقلية، إلا إنهم
يعتبرون أنفسهم جزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني، وينأون بأنفسهم عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي،
ويقولون إنهم يؤمنون بالسلام، ويرون أنه من دون إقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية لن يكون
هناك سلام، مؤكدين أن من حق الشعب الفلسطيني أن يحصل على حريته كبقية شعوب العالم.
فرقة القرّائين
نشأت في ظل الحضارة الإسلامية، وتحديدًا في القرن الثامن الهجري في العراق على يد عنان بن داود، بحسب
بعض المصادر.
انتشرت أفكار عنان بن داود بين اليهود انتشارا قويا، خاصة في البلدان العربية، وكان بينهم وبين التلموديين عداء
شديد، حيث تكفر كل فئة منهما الأخرى.
ولا يزال منهم بضعة آلاف يسكنون في فلسطين، ويتميزون عن بقية اليهود في أعيادهم ومحاكمهم وأماكن ذبحهم
للحيوانات، كما يحافظون على طقوسهم الدينية المستندة للتوراة.
تعتقد الفرقة بالتوراة فقط، وتؤمن بأن الله غضب عليهم وشردهم للأبد، فلا حق لهم بإقامة دولة في فلسطين، لكن
بعض المؤرخين يشيرون إلى أن بضعة آلاف منهم أُدخلوا إلى فلسطين بعد الاحتلال، ويعيشون فيها مثل الرهائن،
وتستخدمهم إسرائيل وسيلة للمساومات مع من بقي من القرائين خارج فلسطين، كما أرغمتهم الصهيونية على
التزام الصمت حرصا على حياة أبناء طائفتهم في فلسطين.
حركة "ناطوري كاراتا"
حركة دينية يهودية مناهضة للصهيونية، كانت جزءا من حزب "أغودات يسرائيل"، الذي أُنشئ في بداية القرن
الـ20 لمواجهة الصهيونية، ولكن بعد وعد بلفور عام 1917 دعم الحزب هجرة اليهود من أوروبا إلى فلسطين،
لكنه رفض إقامة دولة يهودية.
انشق جزء من الحزب عنه عام 1935، نتيجة تقاربه مع الحركة الصهيونية، لينشئ فيما بعد حركة "ناطوري
كارتا" (حارس المدينة بالآرامية) التي تأسست في القدس على يد الحاخام "أمرام بلاو"، بعد حصول القائمين
عليه على قرار الفصل عن الأحياء الصهيونية في القدس من قبل حكومة الانتداب البريطاني، وتولى بلاو قيادة
الجماعة منذ إنشائها حتى وفاته عام 1974.
ويعتمد فكر الحركة بشكل أساسي على الأدب الحاخامي الذي ينص على أن "اليهود طردوا من أرض إسرائيل
بسبب خطاياهم"، وعلى التلمود البابلي الذي يفترض أن "أي محاولة لاسترداد أرض إسرائيل بالقوة هي مخالفة
للإرادة الإلهية، وأن عودة إسرائيل لا تكون إلا بقدوم المسيح".
فلا تعترف الحركة بدولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعتبر أن قيام دولة لليهود لا يكون بسلب
شعب آخر أرضه، ولا يكون إلا بإذن من الرب، وذلك بعد أن يرجع اليهود إلى تطبيق شريعتهم التي عاقبهم الرب
على مخالفتها، وشتتهم في الأمصار وبين شعوب الأرض بسبب تضييعها.
شعار منظمة حركة ناعمود
ناعمود
ناعمود عبارة تعني "سنقف" بالعبرية، هي حركة يسارية يهودية في بريطانيا، تأسست عام 2018 في بادئ
الأمر، ثم انطلقت رسميا عام 2019.
وتسعى إلى إنهاء الدعم البريطاني والأوروبي للاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري ومواجهة انتهاكات
الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية، كما تدعم "النضال من أجل الكرامة والحرية والديمقراطية لجميع
الفلسطينيين والإسرائيليين".
وتسعى عبر المظاهرات والحملات التي ينظمها أفرادها لـ"فصل اليهودية عن الصهيونية".
شعار منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام
الصوت اليهودي من أجل السلام
منظمة تأسست عام 1996 من قبل نشطاء مناهضين لإسرائيل، بينهم الكاتب والمؤلف الأميركي توني كوشنر،
والفيلسوف الأميركي نعوم تشومسكي.
صنفت توجهها بأنه "يهودي يساري"، وتعد نفسها الجناح اليهودي في حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني،
وتتخذ من الولايات المتحدة الأميركية مقرا لها.
ينشط أعضاؤها في الجامعات الأميركية، إضافة إلى الفضاء الإلكتروني، فتعمل على دعم دعوة المجتمع المدني
الفلسطيني للمقاطعة الاقتصادية وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل، على غرار ما تفعله حركة
"بي دي إس".
وتدعو منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وإطلاق سراح
الأسرى، وإعادة جميع اللاجئين إلى ديارهم، منتقدة سياسات الحركة الصهيونية لمحو "تاريخ الشتات اليهودي"،
من خلال إطلاق حملات متعددة.
وتعرضت لهجمات كثيرة، إذ وصفت بالمعادية للسامية، وأنها "تجاوزت الحدود"، وعقب العدوان الإسرائيلي على
قطاع غزة بعد يوم 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2023 ارتفع صوت المنظمة، حيث احتج بعض أفرادها داخل القاعة
المستديرة الرئيسية للكونغرس في العاصمة الأميركية، للمطالبة بوقف إطلاق النار، واعتقلت الشرطة الأميركية
نحو 300 متظاهر.
شعار منظمة "إن لم يكن الآن"
إن لم يكن الآن
حركة من الشباب اليهود الأميركيين الذين يعملون على إنهاء دعم مجتمعهم لاحتلال الأراضي الفلسطينية والصراع
الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع، تأسست خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، داعية لـ"إنهاء
الدعم الأميركي لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي والمطالبة بالمساواة والعدالة والمستقبل المزدهر لجميع
الفلسطينيين والإسرائيليين".
وعقب عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين
الأول 2023، وما أعقبها من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، قالت الحركة إن الحصار الخانق على غزة هو ما
استفز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجعلها تقتحم المستوطنات، مشددة على أنها لا تبرر تلك الهجمات،
وواصفة الحكومة الإسرائيلية بـ"الحكومة اليمينية الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل".
شعار منظمة يهود من أجل العدالة للفلسطينيين
يهود من أجل العدالة للفلسطينيين
منظمة يهودية مقرها بريطانيا، تأسست يوم 17 فبراير/شباط 2002 على يد الأكاديمية البريطانية إيرين بروغل -
وهي ابنة للاجئَين يهوديين ألمانيين- مع شريكها ريتشارد كوبر، وبالتعاون مع العديد من أصدقائهما اليهود،
معظمهم من الإناث، بعد أن أجرت بروغل جولة في الضفة الغربية.
وتدعو المنظمة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، كما تدعم السلام لكل من الإسرائيليين
والفلسطينيين، وتشدد على أهمية التعامل مع المجتمع اليهودي الأوسع وتعزيز الحوار حول تعقيدات الصراع.